الاثنين، فبراير 28، 2011

اليوم السابع :: زيدان يتحدث عن الشيعة ويوقع أعماله الكاملة

زيدان يتحدث عن الشيعة ويوقع أعماله الكاملة

الإثنين، 28 فبراير 2011 - 00:20
الدكتور يوسف زيدان الدكتور يوسف زيدان
كتبت هدى زكريا وسارة عبد المحسن
Bookmark and Share Add to Google
يقيم الروائى الدكتور يوسف زيدان، صالونه الشهرى بساقية الصاوى يوم الأربعاء القادم الساعة السابعة مساء.

يناقش زيدان فى لقائه هذا الشهر الحالة المصرية الحالية والأفكار التى يطرحها فى هذا الصدد من خلال مقالاته الصحفية، وصفحته الشخصية على الفيس بوك، وصفحات الأصدقاء المرتبطة بها. ذلك فى الجزء الأول من جلسة الصالون الذى يناقش دوماً الأحوال الجارية قبل الدخول إلى الموضوع الذى تتم مناقشته كل شهر. وسوف يكون موضوع هذا الشهر : الخوارج والمعتزلة والشيعة.


من ناحية أخرى تقيم مكتبة ديوان حفلا لتوقيع الأعمال الكاملة للروائى الدكتور يوسف زيدان، وذلك يوم الخميس القادم 3 مارس الساعة السابعة مساء بفرع المكتبة بالزمالك.
الجدير بالذكر أن الروائى الدكتور يوسف زيدان تخرج فى قسم الفلسفة بكلية آداب جامعة الإسكندرية، عام 1980، وحصل على الماجستير فى الفلسفة الصوفية والدكتوراه.

كما نشر عددًا كبيرًا من الكتب فى التراث العربى، ويشغل حاليا منصب مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، ومن أعماله الروائية "ظل الأفعى" الصادرة عن دار الهلال عام 2007، كما تعاقد زيدان مؤخرا مع دار أتلانتيك البريطانية لنشر ترجمة روايته الثانية "عزازيل" إلى الإنجليزية والعبرية، وآخرها روايته "النبطى" الصادرة مؤخرا عن دار الشروق.

السبت، فبراير 19، 2011

تظاهرات البحرين: شيعة... يستحقّون القتل؟


تظاهرات البحرين: شيعة... يستحقّون القتل؟

نسرين عزالدين

GMT 7:17:00 2011 السبت 19 فبراير --Share
يمكن تشبيه محاولة إلصاق الصّبغة "الشيعية" بالتظاهرات التي تحصل في البحرين كمن يفسر الماء بالماء. فلو خرجت البحرين عن بكرة أبيها للتظاهر، فإن الصبغة ستبقى شيعية لأنهم وببساطة يشكلون الغالبية العظمى من سكان البلاد.
الأمر في توصيفه بهذه الطريقة يشبه ثورتي مصر وتونس اللتين صنفتا بالثورة الـ "شبابية" على الرغم من مشاركة عدد كبير من "الشيبة" فيها، لكن وبما ان التصنيف عادة يستند الى الغالبية الساحقة المشاركة فقد استحقتا تصنيف " شبابية". الحالة نفسها تنطبق على البحرين، فلو شارك أهل السنة جميعهم بالتظاهرات فستبقى مصنفة بأنها "شيعية " كونهم أكثرية.
لا نسبة رسمية (المقصود بالرسمية هنا الدقيقة والواقعية) معتمدة لعدد الشيعة في البحرين، وان كانت نسبة الـ70% من مجموع السكان هي الاكتر تداولاً. يذكر ان بعض المصادر ترتفع بهذه النسبة الى 80%.
أما الرقم الحقيقي بعد حملات التجنيس خلال السنوات الفائتة، فما زال غير دقيق. هل تمكنت الحكومة من خلال التجنيس من تغيير التركيبة الديموغرافية للبلاد، أو أنّ الشيعة ما زالوا الأكثرية؟.. لا جواب واضح بما أن كل جهة وكل تقرير يطرح أرقامًا ونسبًا مختلفة عن الاخرى.
التظاهرات في البحرين بقيت يتيمة فلا كاميرات ترصد المعتصمين في ميدان اللؤلؤة ولا شاشات تقسم إلى نصفين لنقل الأحداث من الاستديو ومن مكان الحدث، فالإعتبارات السياسية للقنوات العربية ما زالت المسيطرة على التغطية. لكن الدماء التي أسيلت فجرًا الخميس تحت جنح الظلام والدبابات التي حُشدت، والقنابل المسيلة للدموع التي رميت، والرصاص المطاطي والحي والمحرم دوليًا، جميعها قد أرغمت الإعلام على التغطية.
التغطية ما زالت دون التوقعات، فالقنوات العربية لم تقرّر بعد أين ستنصب كاميراتها، وأي صوت ستسمع وإن كانت قد فتحت الهواء "بخجل" للطرفين.
ومع ذلك، لم تنقطع الأخبار، وخرجت وسائل الاعلام بصور عما حصل، تحت جنح الظلام، وأن الجيش يهاجم المعتصمين في ميدان اللؤلؤة ويقتل بعضًا من المتظاهرين. أضف إلى أنّ عددًا من المستشفيات ترفض إستقبال الجرحى ليصار بعدها الى تحويلهم نحو مستشفيين خاصين. قليل مما يحدث نشر هنا وهناك، أما تفاصيل ما حصل ويحصل فعلاً فما زالت سرًا لا يبدو أن وسائل الإعلام العربية في عجلة من أمرها لكشفه.
المتظاهرون في ميدان اللؤلؤة ليسوا شيعة فقط، لكن الصورة التي يراد إيصالها للعالم هي أنهم مجموعة شيعية تهدد الأمن والإستقرار. صورة بدت واضحة أمس حين قال وزير الخارجية البحرينية أنهم جنبوا البلاد مخاطر الإنزلاق الى الطائفية من خلال قيام الجيش "بفض الإعتصام".
يتحدث عدد كبير من البحرينيين الشيعة عن التمييز الممارس ضدهم في بلادهم، وقد خرجت تقارير عديدة لجهات حقوقية - بحرينية وغير بحرينية- تتحدث عن هذا الأمر. في المقابل خرجت تقارير اخرى وشخصيات سياسية موالية تنفي هذا الأمر. حدث يتكرر مع صدور هذه التقارير، أرقام تطرح حول عدد وكمّ ونوع المناصب التي يشغلها الشيعة، وبيانات حكومية تنفي.
الواقع هو على هذا الشكل، مواطن بحريني يطالب بالإصلاح، أيهم فعلاً الى أي طائفة ينتمي؟ أكثرية في البلاد تطالب بمشاركة أكبر في صنع القرار.. هل من ضرورة للسؤال عن الطائفة هنا ؟
على ما يبدو وبفضل السياسة الطائفية وكره الآخر بناءً على طائفته التي نشرت خلال الأعوام الفائتة في العالم العربي والتي جعلت الإنتماء الطائفي يطغى على الهوية الوطنية وعلى الحسين الوطني والانساني، فإنّ ردود الفعل على أحداث البحرين جاءت كالتالي: شيعة، يحتجون، قتلوا.. يستحقون. خلي ايران تنفعهم، يريد الشيعة السيطرة على الخليج.
لا.. هم ليسوا "شيعة " بالدرجة الاولى، هم مواطنون بحرينيون صودف أن اغلبيتهم من الشيعة. هم مواطنون بحرينيون يطالبون بالحد الأدنى من حقوقهم، والحكومة التي هاجمت المعتصمين في ميدان اللؤلؤة صودف أنها سنية، فهي بالدرجة الأولى حكومة عربية حالها حال كل حكومات المنطقة. وهذا هو مغزى الحدث. هذا هو مغزى الحدث الذي على الجميع عدم التغاضي عنه والتنكر له وتجاهله وكأنه لم يحدث.
مقيتة هي الردود المتشفية بمقتل بحرينيين لمجرد أنهم شيعة، ومؤسف أن يكون المواطن العربي قد تحول الى كتلة من التعصب الطائفي بحيث يصنف الاخر وفق طائفته ما يجعله يتقبل الظلم ولو لم يكن منطقيًا.
ولو سرنا وفق المنطق الطائفي المقيت وقلنا أنهم شيعة وجردناهم من هويتهم وحسهم الوطني، لو قلنا أن "أكثرية" شيعية في البحرين تطالب بالإصلاح وبمشاركة "أقلية" سنية في الحكم بشكل أكبر؟
أين الخطيئة في هذا ولو كان المنطق طائفيًا بحتًا!
تعرف الديمقراطية بأنها حكم الشعب لنفسه وهي شكل من أشكال الحكم السياسي القائم على التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثرية. هذا هو التعريف ولا داعٍ للدخول في تفاصيل التطبيق في العالم العربي بشكل عام وفي البحرين بشكل خاص لإظهار التناقض بين "الأساس" وبين "القولبة".
وبين المفاهيم الاساسية والتطبيق كارثة حلت على العالم العربي. كارثة رفض الشعبين التونسي والمصري تحمل عواقبها بعد الان... فكانت ثورتين من أجمل الثورات.
اما في البحرين، فإن اصحاب المطالب يقتلون وجزء من الشارع العربي يصنفهم وفق طائفتهم... فتحول التأييد المطلق لمنطق المطالبة بالحقوق بين ليلة وضحاها الى "شماتة" بمقتل مواطنيين عرب... لأنهم شيعة.
أيستحق متظاهرو ميدان اللؤلؤة القتل لمجرد ان أكثرية المشاركين هم من الشيعة !

الجمعة، فبراير 18، 2011

صحيفة الاقتصادية الالكترونية : امتيازات مناهج المذاهب الفقهية وأثرها في التفكير القانوني


امتيازات مناهج المذاهب الفقهية وأثرها في التفكير القانوني

عبد اللطيف القرني

هذا الموضوع كتبته قبل فترة طويلة بعد قراءة كتب متخصصة في المقاصد الشرعية، وتطوير الفكر الفقهي، والخطاب الشرعي، وبعد تأمل في أثر ذلك في الحياة العامة ومنها الحياة القانونية، وبعد تنقيح وصياغة الفكرة التي أنشدها آثرت نشرها، وقبل الدخول في هذا الموضوع ليعذرني القارئ الكريم على الأسلوب التخصصي في نمط هذا المقال، لكن أجد نفسي مضطرا لهذا الأسلوب لحاجة المتخصصين إليه. وأقول تنطلق المذاهب الفقهية في استراتيجيتها المنهجية من خلال اعتبار القرآن والسنة أصل الأصول التي تقوم عليها الأسس المذهبية في شتى مدارس الفقه الإسلامي، ومناهج وطرائق الأئمة متقاربة في الوصول إلى استخراج الأحكام التفصيلية من أدلتها الإجمالية؛ ولذلك ارتبط بالأئمة الأتباع وأصبح المذهب هو التفريعات على الأصول والتخريج عليها، سواء أطابقت الفروع التي خرجها الإمام أم خالفتها.

لذلك يمكن القول إن اتفاق المذاهب ووحدتها أو اختلافها إنما يرجع إلى كونها متفقة في الأصول أو متخالفة في الأصول لا على المقالات الفرعية التي قد يختلف الفقيهان أو أكثر فيها.

ومن خلال استقراء العلماء لمناهج الأئمة، تبين أن المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنابلة تعتمد في أسلوبها على المنهج التركيبي في تعاطيها مع النصوص، ويتضح هذا المنهج عند تحليل النص الشرعي من زاوية الحمل إلى المحكم أو المتشابه أو إلى نص ظاهر من جهة ومجمل ومؤول من جهة، وإلى أدلة عقلية ونقلية ويقارنها بكونها مقاصد أو وسائل ليزاوج بين هذه العناصر ويخرج بنتائج متكاملة من حيث النظرة الجزئية والنظرة الكلية بحيث يتولد لدى القارئ المتأمل أن هذه الأصول إنما جاءت عن طريق استقراء الجزئيات؛ لذلك نجد أن النظريات القانونية استفادت من هذا المنهج التركيبي في التطور الفكري للدراسات الفقهية، وجاءت النظريات من خلال دراسة استقرائية لجزئيات مترابطة في المعنى، ولهذا فإن كثرة التفريعات الفقهية وربطها بالمقاصد والوسائل يجعلها تسير وفق منظومة واحدة وينتج من ذلك تراكم معرفي متناسق بين الجزئيات التفصيلية والكليات العامة.

وإذا نظرت إلى الأصول التي يقاس عليها والتراكمات المعرفية الحاصلة منها يمكن القول إن هذه التراكمات هي أصول متجددة يمكن القياس عليها، فالفرع يقاس على الأصل عندما تثبت فيه العلة، والأمر كذلك بالنسبة للفرع الثاني والثالث، وبذلك تتكاثر الأصول التي يقاس عليها، ولا يخفى على القارئ الكريم أن كثرة الأصول تساعد المشرع كثيرا على استيعاب النوازل والأحداث، وقل مثل ذلك في القانون؛ فكثرة الأصول القانونية يساعد أصحاب الاختصاص على توسعة الملكة القانونية واستيعاب الثغرات النظامية بما يتواءم مع روح القانون واستقراره.

وهذا المنهج أقدر على التعامل مع المستجدات المعاصرة، سواء في النوازل الفقهية أو المستجدات النظامية. أما المنهج الآخر في مذاهب الفقه الإسلامي فهو المنهج التحليلي، وهذا ما يعتمده الحنفية في دراستهم المذهبية، فالمنهج التحليلي يعتمد في الوصول إلى الغرض من خلال الخطاب الشرعي ذاته، أي ينطلقون من الخطاب الشرعي إلى العناصر المكونة له، بحيث يردون الخطاب من زاوية الوضع إلى: العام، والخاص والمشترك ومن زاوية الاستعمال إلى الحقيقة والمجاز من جهة والصريح والكناية من جهة أخرى، وعلى هذا يسيرون، ولهذا المنهج مثيل في القانون فيعتمد أصحابه على المادة النظامية دون النظر إلى المعنى الكلي للنظام أو المعاني الأصلية للنظام العام مثل العدل والمساواة؛ ولذلك يتمسك بعض أصحاب هذا المنهج بالنص المقيد بكل مكوناته دون ربطه بمقاصده، وأضع لذلك مثالا توضيحيا مثل الجوازية في النظام، فالإجازات تمنح بسلطة جوازية من قبل المسؤول الإداري، وإذا رفض المسؤول منح هذه الإجازة، فالقاضي الإداري الذي يعتمد المنهج التحليل يحكم برفض الدعوى؛ لأن للمنظم الحق في سلطته الجوازية بينما يعمد القاضي الإداري المحترف الذي يعتمد المنهج التركيبي إلى مقارنة النص النظامي بالجواز مع مبادئ العدل والحق النسبي ومقارنة كل ذلك بقرار رفض المسؤول، ومع انعدام وصف المناسبة بين قرار الرفض ومبادئ العدل والحق النسبي فيحكم بإلغاء قرار رفض الإجازة؛ لأنها في الأصل حق نسبي وإن كان منحها ابتداءً من قبيل السلطة الجوازية.

ومن يتأمل الأصول التي يعتمدها المنهج التركيبي يجد أن أهم ما يميزها هو انطلاقها من معنى المصلحة سواء ألبست المصلحة لبوس القياس وحملت اسمه أم ظهرت في ثوب الاستحسان وحملت عنوانه، أم كانت مصلحة مرسلة لا تحمل غير اسمها ولا تأخذ غير عنوانها؛ فالمصالح دعامة الفقه في الاستدلال، وبتعبير آخر يقرر الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - ''إن هذا المنهج يعد معمولا به في تفسير القوانين الوضعية، فإن أحكام القضاة قد تبنى على أقيسة، واستخراج علل النصوص القانونية والبناء عليها، وأن هذه الأحكام قد تقررها محكمة النقض فإذا قررتها تصير مبادئ قانونية يمكن القياس عليها، وتطبق على مقتضاها من غير نظر إلى أصلها من نصوص القانون'' أصول الفقه ص 232.

وهذا يؤكد أن المواد النظامية إنما جاءت للتنظيم والإرشاد ولم تأت قط لحشر الناس في قوالب ضيقة لا محيد عنها.

وأعلم أن هذا البعد العام في هذه الأصول قد لا يكون منطبقا بتمامه على ما يجرى العمل به في الجهات الاستشارية أو الجهات القضائية، ولعل هذا المقال أن يكون لبنة في بناء الوعي بحيث نكتشف كثيرا من القوانين من خلال قراءتنا المتأملة في الخطاب الشرعي أو النص النظامي وهذه القراءات الهادئة هي تراكمات معرفية ستصبح على مر الأزمان قوانين معتبرة إما عن مصالح تجلب ويجلب أمثالها أو مفاسد تدرأ ويدرأ أمثالها.

وعند حصول هذا التطور المعرفي سنكون - بإذن الله - منارة أكثر تميزا للعالم في العملية القضائية والعملية التشريعية وكل ما هو عائد نفعه على الفرد والمجتمع.

الانقسام الإسلامي والحملة على الإسلام - المستقبل


الانقسام الإسلامي والحملة على الإسلام

المستقبل - الجمعة 18 شباط 2011 - العدد 3915 -

محمد السمّاك

تزامن انطلاق ما اتفق على تسميته بالصحوة الاسلامية مع وقوع أحداث أعادت صوغ المعادلات الدولية وطرحت إعادة تموضع الإسلام فيها، كما طرحت إعادة النظر في موقفه منها. وقد استندت المعادلات الجديدة إلى نظريات فكرية أسست لها ووضعت لها الإطار العقائدي، وحددت لها معالم الفلسفة التي استندت اليها في توجهاتها الجديدة.
بدأت هذه الأحداث بسقوط الاتحاد السوفياتي في أفغانستان ثم بقيام الثورة الاسلامية في إيران، وبعد ذلك بالحرب العراقية على إيران ثم بغزو العراق للكويت.. وبالرد على الغزو باجتياح اميركي للمنطقة، وانتهاء بانتهاء الحرب الباردة الذي ادى إلى سقوط الشيوعية وتفتيت الاتحاد السوفياتي، ومن ثم محاولة فرض نظام عالمي جديد يقوم على القطبية الواحدة.
النظريات الفلسفية التي واكبت هذه الأحداث ووضعت لها الإطار المنهجي الفكري تمحورت حول صناعة عدو جديد يحقق التضامن بين القوى التي تعتبر نفسها وريثة عالم ما بعد الحرب الباردة ومعنية بإعادة تركيب وادارة النظام الجديد. فكان التوافق المعلن منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي على أن يكون الإسلام هو هذا العدو. وكان من مستلزمات نجاح هذا التوافق ان يكون العدو قوياً بما يشكل حافزاً للتضامن ضده، ولكن ان لا يبلغ من القوة بحيث يشكل خطراً على مصالح أهل النظام الجديد.
إلا ان استعداء الإسلام شكل في ذاته حافزاً له أي للإسلام- للتوحد ولاستنفار الحمية الدينية وبالتالي للاستقواء على استهدافه. فوجد مستهدفوه انه من الضروري العمل مع استعدائه على استضعافه وذلك بضرب احد أهم المقومات التي يستقوي بها وهي وحدته.
وهكذا تعرضت الدول العربية واحدة تلو الأخرى إلى إثارة الإضطرابات الداخلية فيها على خلفية التباينات الدينية الاسلامية المسيحية كما يحدث الآن في مصر ولبنان والعراق. أو على خلفية مذهبية بين السنة والشيعة على النحو الذي تتوإلى فصوله من العراق حتى بعض دول مجلس التعاون الخليجي كالكويت والبحرين. أو على خلفية قبلية دينية الأمر الذي سوف يقسم السودان إلى دولتين على الأقل.. ويخشى أن يرتفع مستوى التقسيم ليصبح السودان أربع دول لا سمح الله-. أو على خلفية عنصرية والتي بدأت تمزق العراق عرباً وأكراداً وتركمان، وتهدد شمال افريقيا عرباً وأمازيغاً (بربر)..
وهكذا ايضاً تعرضت العلاقات العربية مع دول الجوار الاسلامي إلى الاضطراب، بما في ذلك تركيا وإيران وأثيوبيا وتشاد وحتى السنغال (المشكلة العنصرية مع موريتانيا المجاورة).
وفوق ذلك تعرضت صورة الاسلام في العالم كله إلى التشويه المتعمد من خلال توظيف ردود فعل متطرفين اسلاميين (جريمة نيويورك مروراً بلندن ومدريد وحتى بالي في اندونيسيا) مما أطلق ظاهرة الاسلاموفوبيا التي تعمّ العالم بمعنى كراهية الاسلام عن جهل به وعن خوف منه.. وتشوهت سمعة الاسلام وتعطل دور دوله.
وبذلك تصدّعت الوحدة الاسلامية، بحيث بات العالم الاسلامي عاجزاً عن الدفاع عن قضاياه وحتى عن مقدساته التي تتعرض للإنتهاك على أيدي الاسرائيليين الذين يواصلون عملية مبرمجة لتدمير المسجد الأقصى بشكل منهجي.. وإحراق المساجد في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ولأن العالم الاسلامي غير موحد، بل لأنه مجزأ ومخلع الأبواب والنوافذ، فانه مفتوح أمام العبث الخارجي. فمعظم الدول الاسلامية في آسيا وافريقيا تعيش على المساعدات الخارجية، وتدافع عن أمنها الداخلي بأسلحة تحصل عليها من الخارج أيضاً. فلا انتاجها من القمح يكفي حاجتها من الخبز، ولا السقف المنخفض لتسلحها كمّاً ونوعاً يمكّنها من مواجهة الاضطرابات الداخلية والتحديات الخارجية.
هنا لا بد من الاشارة إلى ان الوحدة الاسلامية لا تعني التماثل او انها لا تقوم الا على أنقاض الاختلافات الاجتهادية. فالاعتصام بحبل الله، أي بالاسلام، يتناقض مع التفرق وليس مع الاختلاف. ولو كان الأمر غير ذلك لما دعا الله سبحانه وتعالى المسلمين إلى الاعتصام بحبله ولما نهاهم عن التفرق ( كما ورد في سورة آل عمران الآية 103) وليس على الاختلاف. ولما ذكّرهم سبحانه وتعالى في العديد من آيات القرآن الكريم بأن " من آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم " (سورة الروم الآية 32) ولما خاطب الناس جميعاً بقوله "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم" ( سورة الحجرات الآية 13).
غير ان الوحدة الاسلامية تتناقض مع ثقافة التكفير من حيث انها ثقافة الغائية للمؤمن الآخر، فكراً واجتهاداً وعقيدة، ومن حيث انها ثقافة احتكارية للمعرفة الإيمانية وللتعبير عن الإيمان. تتحقق الوحدة الاسلامية بنبذ هذه الثقافة وباعتماد ثقافة احترام الاختلافات الاجتهادية والفقهية التي تبدو كمجاري الحق التي تخرج من ينبوع واحد.
فالطريق إلى الوحدة الاسلامية واضح، وهو تقبُّل واحترام الاجتهاد المختلف. ذلك ان الحق واحد وإن تعدت الطرق اليه.
أما التنازع بين الحركات الاسلامية المتعددة داخل الدولة الواحدة، وبين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، فغالباً ما يؤدي إلى صراع مذهبي يتحول في الوجدان الشعبي إلى حالة حادة من العصبية الخانقة ضد المسلمين الآخرين. وتغذي هذه العصبية بعض التراكمات التاريخية والتعقيدات النفسية في قضايا التاريخ المنعكسة على الواقع.
ويحدث الأخطر والأسوأ عندما يتقاطع هذا التنازع الداخلي مع السياسات الدولية التي تعاني عقدة تاريخية من الاسلام. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى، من ملف إيران النووي وانعكاساته على أمن دول مجلس التعاون، إلى الانقسامات داخل اليمن حيث تتفاعل عوامل خارجية مع حركة الحوثيين من جهة أولى ومع حركة القاعدة من جهة ثانية، ومع الحراك الجنوبي ذي النزعة الانفصالية من جهة ثالثة.. إلى الصومال التي تحولت إلى دولة فاشلة ومارقة، الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود.
والسؤال الآن هو كيف يخرج العالم الاسلامي من حالة التمزق إلى الوحدة أو إلى حد أدنى من التعاون؟ وكيف يصحح صورة الاسلام في العالم مما يشوبها من تشويه وتضليل؟ وبالتالي كيف يتمكن من الدفاع عن قضاياه واستعادة موقعه في مسيرة الحضارة الانسانية؟
من الواضح ان السؤالين مرتبطان.. وكذلك الإجابة عليهما. الأمر الذي يزيد الوضع تعقيداً والمخرج صعوبة. ولكن استنزاف الاهتمامات بالمشاكل المفتعلة في داخل كل دولة تقريباً يحول دون الرؤية المشتركة للصورة العامة للعالم العربي والاسلامي. ويحول تالياً دون التصور المشترك لستراتيجية عربية واسلامية متناسقة ومتكاملة. إن الاعتقاد بأن معالجة الأوضاع الداخلية في كل دولة على حدة يحقق بالمحصلة العامة المعالجة الشاملة ثبت انه اعتقاد خاطئ. فقد ادى ذلك إلى تعميق النرجسيات الوطنية، وإلى توسيع الهوة بين دول الاسرة الواحدة وتالياَ إلى تمكين القوى الخارجية من استفراد هذه الدول ومن الهيمنة على مقدراتها.
ينظر الخارج إلى المسلمين اليوم فـ" يحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"، فمتى يصح الحساب على ما في القلوب؟!

صحيفة عكاظ - من الجامعة الإسلامية إلى التقريب بين المذاهب


من الجامعة الإسلامية إلى التقريب بين المذاهب

زكي الميلاد
ما بين النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ظهر في ساحة المسلمين مفهومان أساسيان لهما علاقة بمجال وحدة المسلمين، وهما مفهوم الجامعة الإسلامية الذي كان المفهوم الأبرز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومفهوم التقريب بين المذاهب الذي كان المفهوم الأبرز في النصف الأول من القرن العشرين.
وعند النظر في هذين المفهومين من جهة المعنى والبنية والسياق، يمكن تحديد المفارقات التالية:
أولا: ارتبط مفهوم الجامعة الإسلامية بمرحلة دولة الخلافة العثمانية، بينما ارتبط مفهوم التقريب بمرحلة ما بعد تلاشي دولة الخلافة العثمانية، وقيام الدولة القطرية الحديثة السائدة اليوم في العالمين العربي والإسلامي.
ثانيا: إن مفهوم الجامعة الإسلامية كان ناظرا إلى الأمة من جهة منظور الدولة، والمقصود بها دولة الخلافة العثمانية، وجاء بقصد حماية هذه الدولة، والحفاظ على وحدة كيانها بوصفها دولة جامعة للمسلمين.
في حين أن مفهوم التقريب كان ناظرا إلى الأمة من جهة منظور المذهب، وجاء بقصد التقريب بين مذاهب المسلمين، وإصلاح العلاقات في ما بين أتباع هذه المذاهب.
ثالثا: إن مفهوم الجامعة الإسلامية كان ناظرا بشكل أساسي إلى التحدي الخارجي، والمتمثل تحديدا في التحدي الأوروبي الذي كان يهدف إلى تفتيت دولة الخلافة العثمانية، وتمزيق كيان العالم الإسلامي تمهيدا للسيطرة عليه، والتحكم في ثرواته وممراته.
في حين أن مفهوم التقريب كان ناظرا بشكل أساسي إلى التحدي الداخلي، والمتمثل تحديدا في تنامي ظواهر التعصب والتفرق والتباعد بين أتباع مذاهب المسلمين.
رابعا: إن مفهوم التقريب من الناحية التاريخية، حل مكان مفهوم الجامعة الإسلامية في مجال العلاقة بين المسلمين، وذلك بعد تلاشي دولة الخلافة العثمانية، وغياب السيد جمال الدين الأفغاني الذي ارتبط به مفهوم الجامعة الإسلامية، وكان المحرك له، والمتمثل لروحه.
بمعنى أن التقريب هو المفهوم الذي اكتسب أوسع شهرة بعد مفهوم الجامعة الإسلامية، ومن جانب آخر، فإن مفهوم التقريب جاء امتدادا لمفهوم الجامعة الإسلامية، واستمرارا للنهج الفكري والإصلاحي الذي عبر عنه مفهوم الجامعة الإسلامية.
فالشيخ محمد تقي القمي حينما وصل إلى القاهرة أول مرة سنة 1938م، واتصل بعلماء الأزهر آنذاك، الذين كانوا إما من تلامذة الشيخ محمد عبده، وإما من المتأثرين به والمنتمين لمدرسته الفكرية، كأنه أراد بهذه الخطوة أن يستعيد ويستكمل الدور الذي نهض به الأفغاني من قبل، حين وصل إلى القاهرة أول مرة سنة 1286هـ، واتصل بالشيخ محمد عبده وبعلماء الأزهر آنذاك، ومنها كانت انطلاقة حركته الإصلاحية، التي عرفت في ما بعد بمدرسة الجامعة الإسلامية.
هذه الذاكرة التاريخية لم تكن بعيدة أو غائبة عن إدراك الشيخ القمي، وذلك بناء على خلفية أن معظم أو جميع الذين سلكوا نهج الدفاع عن وحدة الأمة، ونبذ كافة أشكال التعصب والتفرق والتباعد بين المسلمين، كان الأفغاني بصورة من الصور حاضرا في ذاكرتهم، بوصفه أحد أكثر المصلحين في تاريخ العالم الإسلامي الحديث دفاعا عن وحدة الأمة، حيث اتخذ من الجامعة الإسلامية خطابا ونهجا ومسلكا لحركته الإصلاحية.
وأشار إلى هذه الذاكرة التاريخية في إدراك الشيخ القمي، المؤرخ اللبناني الشيخ جعفر المهاجر الذي وجد تشابها ما بين خطوات القمي والأفغاني، فالشيخ القمي وصل إلى لبنان قبل ذهابه إلى مصر ومكث فيها سنتين من سنة 1936م إلى سنة 1938م، بقصد إتقان اللغة العربية، ومن قبل ذهب الأفغاني إلى مدينة النجف العراقية قبل ذهابه إلى مصر، بقصد الاستزادة في تعلم العلوم العربية والإسلامية.
وما نخلص إليه في هذا الجانب، أن التقريب مفهوم يستند على خبرة تاريخية وسياق تاريخي يبرز أهميته وقيمته، ويكشف عن أبعاده وجوانبه، ويلفت النظر إلى طبيعة حقله الدلالي, ولم يكن مجرد مفهوم ساكن أو جامد، ولا مفهوم معلق في الهواء بلا تاريخ وبلا سياق تاريخي، الأمر الذي يعني أن تكوين المعرفة بهذا المفهوم لا ينبغي أن يكون بعيدا عن سياقه التاريخي.

صحيفة عكاظ - مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية.. الخبرة والتجربة


مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية.. الخبرة والتجربة

زكي الميلاد
لمناقشة الشكوك التي تعترض مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية ومحاججتها، لا بد من معرفة أن مفهوم التقريب لم يأت من فراغ، ولم يكن مجرد مفهوم عابر أو ساكن أو جامد أو بلا تاريخ أو بلا سياق تاريخي، كما لم يكن مجرد مفهوم لغوي لا أصل له ولا أساس إلا في معاجم اللغة، ولم يكن أيضا مجرد مفهوم ذهني تجريدي لا أصل له ولا أساس إلا في عالم الذهن، وهذا ما يعرفه كل من تعاطى واقترب من هذا المفهوم، حتى أولئك المشككين فيه، والمتحفظين عليه.
وما هو معروف أن مفهوم التقريب في هذا الشأن الذي نتحدث عنه، إنما جاءنا على خلفية الارتباط بتجربة حية وثرية، امتدت في عمرها الزمني ما يقارب ربع قرن، هي تجربة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة، التي أعلنت عن نفسها في النصف الثاني من الأربعينيات، واستمرت فاعلة وحاضرة حتى مطلع سبعينيات القرن العشرين.
وتعد هذه التجربة من جهات عديدة، أهم تجربة ظهرت خلال القرن العشرين في مجال تحسين العلاقات بين المذاهب الإسلامية وإصلاحها وتطويرها، ومثلت في وقتها حدثا تاريخيا لا يمكن تجاوزه على الإطلاق، أو المرور عليه وعدم الاكتراث به، وإنما حدثا يؤرخ له في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر، من جهة تطور العلاقات بين مذاهب المسلمين.
ولم تكن هذه التجربة مجرد حدث شكلي مفرغ من المحتوى والمضمون، ولم تكن مجرد حدث ظهر إلى الوجود وسرعان ما طمس ولفه النسيان، كما لم تكن مجرد حدث عادي ظل وبقي بلا أثر أو تأثير، بل كانت تجربة في غاية الأهمية، كشفت عن عطاء فكري وعلمي وديني وأخلاقي هو من ألمع وأثمن عطاءات الفكر الإسلامي المعاصر في مجال الوحدة والتفاهم والتآلف بين المسلمين، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
العطاء الذي تجلى متخلقا في مجلة (رسالة الإسلام)، لسان حال دار التقريب، التي صدرت سنة 1949م، واستمرت في الصدور أكثر من عقدين، وتوقفت كليا سنة 1972م، وصدر منها ستون عددا، وتولى إدارتها ثلاثة من الأسماء المصرية المعروفة التي ارتبطت بدار التقريب، وهم الشيخ عبد العزيز عيسى، والدكتور محمد محمد المدني، والأستاذ علي السيد الجندي.
ومن يمعن النظر في هذه المجلة، التي اتخذت من آية (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) شعارا لها، يجد أنها قدمت أصفى وأنقى وأفضل تراث يمكن الرجوع إليه خلال التاريخ الإسلامي الحديث في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية، فهي تدهش بمستوى تخلق خطابها المفعم بروح التقارب والتفاهم والتآلف، ونبذ كل أشكال التباعد والتعصب والتفرق.
التراث والخطاب الذي ما زال الفكر الإسلامي المعاصر بحاجة إلى العودة إليه، والاستلهام منه، والتواصل معه، والبناء عليه.
هذا من جهة الخطاب، أما من جهة الأشخاص فقد ارتبطت تجربة دار التقريب بمجموعة من الأشخاص هم من صفوة علماء الأمة في عصرهم، أربعة منهم تعاقبوا على مشيخة الأزهر وهم على التوالي: الشيخ محمد مصطفى المراغي، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت.
وإلى جانب هؤلاء كان أيضا، الشيخ عبد العزيز عيسى، والشيخ حسن البنا، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ محمد عبد اللطيف دراز، والشيخ عبد الوهاب خلاف، والشيخ علي الخفيف، والشيخ محمد محمد المدني، والأستاذ محمد علي علوبة باشا، والشيخ أمين الحسيني من فلسطين، والشيخ محمد تقي القمي من إيران، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء من العراق، والسيد عبد الحسين شرف الدين، والشيخ حبيب آل إبراهيم، والشيخ محمد جواد مغنية من لبنان، إلى جانب آخرين أيضا.
وكانت بين هؤلاء الأشخاص درجة عالية من التفاهم والتآلف والتوادد قل نظيره، وتجلى ذلك في العديد من المواقف والصور، ومن هذه الصور ما أشار إليه الشيخ محمود شلتوت وهو يتحدث عن الاجتماعات التي جرت في دار التقريب، ويصفها بقوله: كان (يجلس المصري إلى الإيراني، أو اللبناني، أو العراقي، أو الباكستاني، أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية، وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي، حول مائدة واحدة تدوي أصوات فيها علم، وفيها أدب، وفيها تصوف، وفيها فقه، وفيها مع ذلك كله روح الأخوة، وذوق المودة والمحبة، وزمالة التعليم والعرفان).
وحين يتذكر الشيخ محمد تقي القمي أول اجتماع بدار التقريب، بعد ثلاثة عشر عاما على نشأتها، يرى فيه أنه (أول اجتماع من نوعه في الإسلام، جلس فيه علماء من السنة والشيعة حول مائدة واحدة، في هدوء العلماء المتضلعين، وفي وجوههم تصميم المجاهدين، وقلبوا وجوه الرأي لعلاج داء التفرق على هدي رسالة الإسلام، والمبادئ الإسلامية، فكتبوا بعملهم هذا فصلا من فصول التاريخ الإسلامي المجيد).
ومن أبلغ هذه الصور، ما ورد في سيرة الشيخ محمد تقي القمي، حين بلغه تعرض الدكتور محمد محمد المدني رئيس تحرير مجلة (رسالة التقريب)، وعميد كلية الشريعة بالأزهر، إلى حادث سير خطير في دولة الكويت ونقل إلى المستشفى، نقل على لسان الشيخ القمي قوله: (حين بلغني نبأ الحادث تجمعت هموم الدنيا في قلبي، ورحت أتضرع إلى الله سبحانه أن يشفيه، وحين جن الليل فرشت سجادتي، وجلست أتضرع إلى الله أن يقبل مني حياتي فداء لحياة الشيخ المدني، وأن يتوفاني بدله، لأنه أنفع مني إلى الإسلام والتقريب، لكن الله سبحانه شاء أن يتوفى الشيخ المدني وينتقل إلى جوار رحمته).
وما نخلص إليه في هذا الجانب، أن مفهوم التقريب هو مفهوم يستند على تراكمات تجربة ثرية وغنية، تلاقحت فيها وتبلورت العديد من الأفكار والمفاهيم، والعديد من المناهج والنظريات، والعديد من الخبرات والممارسات، بحيث يمكن القول إن مفهوم التقريب بات يعبر عن خبرة نظرية وتطبيقية ممتدة في المكان والزمان، وعبرت إلى العديد من البيئات والمجتمعات التي تواصلت مع دار التقريب.
almilad@almilad.org

صحيفة عكاظ - مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية.. في دائرة الشك


مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية.. في دائرة الشك

زكي الميلاد
تشتد اليوم موجة التشكيك حول مفهوم التقريب، بوصفه مفهوماً يتصل بمجال العلاقات بين المذاهب الإسلامية، ولأول مرة ترتفع وتيرة هذه الموجة من التشكيك، وبهذه الصورة التي تكاد تحاصر هذا المفهوم الخلاق، وتضيق الخناق عليه، وتسلب منه فضيلته وقيمته، وتضعه في دائرة الاتهام والمساءلة.
ولا شك أن هذه الموجة من التشكيك، واشتدادها وارتفاع وتيرتها اليوم، جاءت متأثرة بطبيعة الأوضاع والظروف المتأزمة في مجتمعات المسلمين، التي نشهد فيها ما يمكن تسميته بانفجار المشكلة المذهبية أو الفتنة المذهبية، المشكلة التي باتت شديدة الظهور والانكشاف.
ولأول مرة في التاريخ الإسلامي الحديث، وتحديداً منذ بداية القرن العشرين تظهر هذه المشكلة بهذا الانكشاف، وبهذا الاتساع المخيف والمرعب، الذي بات يقلق جميع العقلاء والحكماء في الأمة، وكل المتنورين والمصلحين.
وعند النظر في هذه التشكيكات، يمكن التوقف أمام ثلاثة أنماط منها، تختلف من حيث الدرجة والشدة، ومن حيث البواعث والخلفيات، ومن حيث منظورات الرؤية، وهذه الأنماط هي:
أولا: هناك من يرى أن مفهوم التقريب كان وما زال مفهوما ملتبساً، منذ الإعلان عنه في أربعينيات القرن العشرين إلى اليوم، بشكل يصعب الإمساك بمضمونه، والاتفاق على هويته وماهيته، ونظراً لهذا الالتباس فإن المقولات الاحترازية هي التي تتقدم عند بيان هذا المفهوم، وشرحه من قبل المنخرطين في عملية التقريب.
وهذا القدر ليس كافياً في تحديد المفهوم وضبط مضمونه، والاتفاق عليه، ولكون هذا المفهوم بقي ملتبساً، فإن التباسه يمثل أحد عوامل عدم تحقق وتحقيق مضمونه فعلياً على الأرض، وفي ساحة المسلمين.
ثانياً: هناك من يرى أن مفهوم التقريب أصبح مفهوماً يرجع بنا إلى الوراء، ويجعلنا ننظر إلى الخلف، وتحديداً إلى تجربة دار التقريب في أربعينيات القرن العشرين، في حين أن الأوضاع العامة للأمة اليوم اختلفت كلياً وعلى المستويات كافة، وأصبحت أكثر تعقيداً.
وظهرت في ساحة المسلمين مشكلات وأزمات خطيرة للغاية، أدت في بعض الحالات، وفي بعض المجتمعات إلى حالة من الاقتتال، وهددت ولأول مرة بحصول حروب دينية بين المسلمين، وهذا ما لم يحصل في كل التاريخ الإسلامي.
ومن جهة أخرى، تغيرت صورة العالم في ظل عصر العولمة، وثورة المعلومات، وفي ظل التطورات المذهلة في شبكات الإعلام، وتكنولوجيا الاتصال، إلى جانب أننا انتقلنا من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين.
الوضع الذي يقتضي عند القائلين بهذا الرأي، البحث عن مفهوم آخر غير مفهوم التقريب، يكون أكثر وفاء واستجابة لهذه التطورات والوضعيات الراهنة في الأمة والعالم، وفي هذا الصدد هناك من يدعو إلى مفهوم التآخي بين المسلمين كبديل لمفهوم التقريب، ولعل هناك من يدعو إلى مفهوم آخر أيضاً.
ثالثاً: هناك من أظهر تحفظاً على مفهوم التقريب، واعتراضاً عليه أحياناً، وتبنى بدلا منه مفهوم التعايش، وجاء هذا الموقف على خلفية أن مفهوم التقريب لكونه يتصل بالمجال الفكري والمذهبي والكلامي، وهذا من غير الممكن، في حين أن مفهوم التعايش لكونه يتصل بالمجال الاجتماعي وله علاقة بالسلم المجتمعي، فإنه ممكن، ويمثل ضرورة من هذه الناحية.
وقد تبلور هذا الموقف في ساحة أولئك الذين ظلوا بعيدين عن مسلك التقريب، وكانوا يبدون تحفظاً على هذا النمط من العلاقة بين المذاهب الإسلامية، ولا يرغبون في تطوير العلاقة إلى مستويات متقدمة، ويطالبون بالحد الأدنى من هذه العلاقة، والتي تتحدد حسب منظورهم في مفهوم التعايش.
والتغير الذي حصل في هذا الشأن، أن أصحاب هذا الموقف كانوا سابقاً يتحفظون على مفهوم التقريب ويعترضون عليه، ويشككون فيه، من دون تبني مفهوم آخر يكون بديلا عنه من جهة، ومتناغماً مع مسلكهم الفكري من جهة أخرى، وحديثهم اليوم عن مفهوم التعايش بهذا القدر يمثل تطوراً في موقفهم الفكري.
هذه لعلها أبرز أنماط الشكوك التي يمكن التوقف عندها، وهناك أنماط أخرى جرى النقاش عنها من قبل، وتطرح من خارج ساحة التقريب، ومن البعيدين عنه نفسياً وفكرياً، من قبيل أن التقريب يستدعي تقديم تنازلات، وهذا ما يرفضه هؤلاء حسب منطقهم، ومن الفريقين سنة وشيعة، ومن قبيل أن الاختلاف بين المسلمين السنة والشيعة هو اختلاف أصول وليس اختلاف فروع حتى يجري التقريب بينهم، في حين أن التقريب جاء للبرهنة على أن هذا الاختلاف هو اختلاف فروع، وليس اختلاف أصول، إلى جانب اعتراضات أخرى تطرح بعيداً عن ساحة التقريب.
almilad@almilad.org

الخميس، فبراير 17، 2011

ملتقى علماء السنة والشيعة بالنجف يوصي بالوحدة ونبذ الصراعات : أصوات العراق

ملتقى علماء السنة والشيعة بالنجف يوصي بالوحدة ونبذ الصراعات : أصوات العراق

16/02/2011 01:28 م

النجف/ أصوات العراق: عقد بمحافظة النجف، الاربعاء، الملتقى الوطني لعلماء السنة والشيعة في العراق بمشاركة علماء دين من المحافظات، اذ القى البعض منهم كلمات تشد على الوحدة ونبذ الخلافات المذهبية وتحريم الدم العراقي.

وقال الشيخ أسد محمد أسد من مؤسسة الشافعي في كلمته خلال الملتقى الذي حضرته وكالة (أصوات العراق)، إن "حرمة دم المسلم وعرضه وماله هي من الثوابت الاسلامية التي يشدد عليها الاسلام"، مضيفا ان "الملتقى هو ركيزة مهمة لتلاقي الأفكار باتجاه زرع المحبة بين أبناء الشعب الواحد".
واضاف اسد ان "المرجع الديني السيد علي السيستاني أوصى خلال لقائه يوم أمس (الثلاثاء) علماء أهل السنة ووفد مؤسسة الامام الشافعي، بالدعوة الى الألفة والوحدة"، مضيفا "قال لنا السيد السيستاني، أنا مسرور برؤيتكم وأنتم تعلمون بأن المحتلين والإرهابيين والمتعصبين أرادوا إثارة النزاعات الطائفية والفتن بيننا ولكننا منعنا ذلك".
وأضاف أسد ان السيستاني طالب "أئمة الجمعة والجماعة منهم الدعوة للألفة والمحبة".
من جهته القى الشيخ علي النجفي كلمة المرجع الشيخ بشير النجفي في الملتقى، جاء فيها "نحث المسؤولين وتذكيرهم بخدمة الناس ومكافحة الفساد الاداري"، مضيفا "نطالب علماء الدين والشيعة التآزر لخدمة الاسلام والمواطنين والحث على الوحدة الاسلامية".
الى ذلك وصف امام وخطيب جمعة النجف الاشرف صدر الدين القبانجي في كلمته خلال الملتقى، ما يجري في الوطن العربي من احتجاجات بـ"صحوة الشعوب وصحوة الوعي والتوحيد"، لافتا الى ان "التظاهرات والاحتجاجات الذي يقوم بها الشعب العراقي هي من الحقوق الدستورية".
واضاف ان "الكثير من علماء الدين السنة نقلوا شكواهم للمرجعية الدينية من اجل ايصالها للمسؤولين بوجود ملفات فساد قضائي واحكام قضائية بحق أبرياء وحالات تعذيب بالسجون العراقية والأجهزة المسؤولة أكدت بوجود خروقات وتعذيب تمارس بشكل منهجي".
وتقع مدينة النجف، مركز المحافظة، مسافة 160 كم جنوب العاصمة بغداد.
ك ح (خ)- غ س

الخميس، فبراير 10، 2011

جريدة الجريدة :: دوليات :: استقالة الحكومة الباكستانية تمهيداً لـ تصغيرها
اتفاق شيعي - سني على إنهاء القتال في شمال بيشاور :: :: 10/02/2011


استقالة الحكومة الباكستانية تمهيداً لـ تصغيرها
اتفاق شيعي - سني على إنهاء القتال في شمال بيشاور
أعلنت باكستان أمس، حلّ الحكومة الفدرالية من أجل خفض عدد وإلغاء بعض الوزارات.

وذكر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء أنه 'تم حل المجلس بعد تقديم الوزراء استقالاتهم تمهيداً لتشكيل مجلس وزراء جديد، أصغر من المجالس التي سبقته'.

وأعرب جيلاني لأعضاء الحكومة السابقين عن تقديره لمساهماتهم الفعالة والناجحة التي قاموا بها في مختلف الميادين، بالإضافة إلى امتنانه للمساعدات التي قدموها.

وتم حل المجلس بموجب التعديل الثامن عشر الذي تُلغى بموجبه القائمة التشريعية المتزامنة من الدستور ويُخفَّض عدد أعضاء مجلس الوزراء.

يُذكر أن باكستان التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، لديها 61 وزيرا في حكومتها بالإضافة إلى وزراء الولايات، بينما تمتلك الولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها 310 ملايين نسمة 16 وزيرا فقط، ونيجيريا التي يبلغ تعدادها السكاني 150 مليون نسمة أقل من 40 وزيرا.

اتفاق شيعي - سني

على صعيد آخر، أعلن الزعيم القبلي الباكستاني وارث خان أفريدي أمس، أن الطائفتين السنية والشيعية في منطقة قريبة من الحدود الأفغانية، وافقتا على إنهاء صراعهما الطويل المستمر منذ أربع سنوات.

وتابع أفريدي قائلاً إن الطريق الرئيسية المؤدية إلى مدينة كورام من بيشاور، مفتوحة الآن مرة أخرى، ويستخدمها الشيعة والسنة على السواء، بعد أن كان سلوكا خطيراً جداً في الماضي.

وأضاف أنه لن يكون هناك مزيد من عمليات القتال 'إن شاء الله'، لكنه لم يقدم تفاصيل شروط هذا التوقف.

وقُتل مئات الأشخاص في هذا القتال، الذي أدى إلى عزل المنطقة فعلياً عن باقي مناطق باكستان، لأن الطريق الرئيسية فيها كانت في غاية الخطورة. وخرجت قافلة من السيارات أمس الأول، تضم كلا الطائفتين في الطريق السريع للترويج للاتفاق.

في هذه الأثناء، أعلنت الشرطة الباكستانية أن قنبلة انفجرت عن طريق التحكم عن بعد بالقرب من سوق للماشية شمال غربي باكستان، لتودي بحياة شخص واحد وتصيب ثلاثة بجراح.

كذلك، انفجرت ثلاث قنابل صغيرة خارج مبانٍ حكومية في شرقي البلاد، تسببت في إحداث أضرار دون أن توقع خسائر بشرية.

(إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

الأربعاء، فبراير 09، 2011

الأنباء - الحبيب: مبرة «الآل والأصحاب» مفخرة يعتز بها السنة والشيعة

الأنباء - الحبيب: مبرة «الآل والأصحاب» مفخرة يعتز بها السنة والشيعة
أكد أنها تتمتع بمصداقية طرحها البنّاء والوسطي
الحبيب: مبرة «الآل والأصحاب» مفخرة يعتز بها السنة والشيعة
الأربعاء 9 فبراير 2011 الأنباء


:أدوات الربط أضـف تعليقك :حجم الخط


الشيخ راضي الحبيب يتوسط رئيس وأعضاء اللجنة 


ليلى الشافعي
أكد رئيس مبرة الآل والأصحاب د.عبدالمحسن الخرافي ان الشيخ راضي الحبيب الباحث الاسلامي يتميز بالوسطية والاعتدال اللذين يظهران في سعيه للتقارب الفكري وكتاباته وتوجهاته الدعوية، وقال خلال زيارة الشيخ راضي الحبيب لمبرة الآل والأصحاب إن ريارته تأتي تأييدا للتقارب الفكري والحواري وتأكيدا على دور المبرة الفعال في دعم وحدة الأمة بشكل عام والوحدة الوطنية بشكل خاص، وكان في استقباله نائب رئيس المبرة خليل الشطي وأمين الصندوق عبدالعزيز الصبيحي وعضو مجلس الإدارة أنور السيد وزامل الزامل والشيخ علي حمد التميمي وبعض أعضاء المبرة والعاملين بها، معبرين عن سعادتهم باستقبال الشيخ في مبرة الآل والأصحاب.

وقال الخرافي: ليست هذه الزيارة غريبة على منهج الشيخ راضي واننا بحاجة الى مثل هذه المبادرات التي تصدر من رموز المجتمع لتجسيد الوحدة الوطنية وإبراز المحبة والألفة بين فئات الشعب وإغلاق الطريق في وجه أعداء الوطن لشق صفوف أبناء الكويت والمسلمين جميعا وإشاعة الفتنة بينهم.

وأضاف: ان المتمترس وراء البروج العاجية ويرفض الاستماع للآخرين عائق أمام التقارب والحوار، ولكننا نؤيد الحوار من أجل التقارب لا التناحر وشق الصف، وهذا ما تدل عليه هذه الزيارة الكريمة للضيف الكريم التي تدل على تميز أهل الكويت بقوة الروابط الأخوية التي تجمع الشعب الكويتي على قلب رجل واحد.

وأشار الخرافي الى ان اصطحاب الشيخ راضي لابنه حسين معه في هذه الزيارة لهو دليل ثقته بالمبرة وحسن ظنه بمنهجها.

من جانبه، أعرب الشيخ راضي الحبيب عن اعجابه بمبرة الآل والأصحاب قائلا: لقد تشرفت بزيارة هذه المبرة المباركة ذات العمل الوقائي التي تعتبر مفخرة يعتز بها الكويتيون من الشيعة والسنة والتي لم يقدم أحد ما طرحته من قبل، حيث انها تتمتع بمصداقية طرحها البنّاء والوسطي وتعد وجها من وجوه التعايش السلمي والنظري والبحثي والعلمي بما تتضمنه من خزانة مكتبية لأغلب المراجع السنية والشيعية على حد سواء وزيارات لعلماء الدين وشخصيات عامة من مختلف الدول من الشيعة والسنة.

وزاد: ويفترض على من ينتمي الى مذهب أهل البيت عليهم السلام ان يلتزم بمنهجيتهم الوسطية من خلال مد جسور المحبة والتواصل مع بقية المذاهب الاسلامية والتعاطي معها فكريا وفقهيا والاختلاط معهم عمليا ومن أبرزها مذهب أهل السنة والجماعة، وانني أميل للتقارب معهم لأنه لا يوجد أي مانع اجتماعي او اخلاقي من وجود وحدة المواطن والمواطنة فإنه يوجد بين أبناء الطائفتين (الشيعة والسنة) وحدة نسب وتناكح وتوارث.. الخ، وعليه ينبغي ان تكون اخوتنا الاسلامية سدا منيعا للتصدي للفتن، وقد يختلف البعض منا في بعض الجوانب ولكن هذا لا يعني بناء سد من العداء بين المسلمين، فالاختلاف بالرأي لا يفسد الود، ومن جانب شرعي فلا نتغافل روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام الكثيرة التي وردت بنص صريح تحث على تقوية الوحدة الاسلامية بين المذاهب الاسلامية من حيث التفاعل الاجتماعي.

وردا على من يتهم المبرة في عملها أضاف قائلا: اتهام المبرة في عملها خطأ والمفترض ان نعينها ونضع أيدينا في يد المبرة ودعمها بشكل كامل، فهذا العمل غير مسبوق في الكويت، فالمبرة لا تريد الطرح الهجومي الهدام بل تريد الطرح الدعوي البناء وتحقيق المصلحة العامة فينبغي على كل مسلم تأييد التقارب الفكري والحواري حتى لا يعلو صوت الفتنة بيننا، كما أرفض التجيير لجهة معينة فكلنا اخوة في الاسلام، وأيضا حتى لا نسمح للأعمال الفردية السلبية ممن يمارس القاء البغضاء والكراهية بيننا بأن تحسب هذه الأفعال على مذهب بأكمله، وأبدى الشيخ مشكورا استعداده لأي تعاون مشترك مع المبرة.

من جانبه، أشاد نائب رئيس المبرة خليل الشطي باللفتة الاخوية التي قام بها الشيخ راضي الحبيب بزيارة مبرة الآل والأصحاب وقال: شكرا على هذه الزيارة لمبرة كل المسلمين والسعي نحو نشر روح الود بين المذاهب وتقوية الوحدة الاسلامية وهذا عكس ما يسعى اليه البعض وهو استغلال اختلاف المذاهب من أجل الخلاف ونشر روح العداء بين صفوف المسلمين.

هذا، وقد تناول اللقاء العديد من نقاط الحوار الهادفة التي تسعى نحو وحدة صفوف الأمة الاسلامية ونشر روح الوحدة الوطنية بين صفوف المجتمع، مؤكدين على ان الاختلاف في المذهب والرأي لا يحتم الخلاف في علاقة المسلمين بعضهم ببعض وانه لا مانع من طرح اي قضية تخص اي من المذهبين مع تناولها بشكل موضوعي وودي دون اجبار احد على الاقتناع بالنتيجة او التعدي على مذهب او طائفة.

بعدها تجول الضيف على جميع أقسام المبرة وتعرف على الكتب والمراجع والأبحاث الشيعية والسنية على السواء وما تقدمه مكتبة المبرة من خدمات لكل باحث او طالب علم، كما تعرّف على اصدارات المبرة ومتعلقاتها واستعرض عشرات الاصدارات عبر عدة سلاسل علمية، وقد نال هذا الطرح الطيب الكثير من الاعجاب لدى الضيف موثقا انطباعه في سجل تشريفات المبرة بكلمات من ذهب معبرة عن مشاعره الطيبة تجاه المبرة.

الثلاثاء، فبراير 08، 2011

كافي السنة من كافي الشيعة.. فخ المقاصد المستحيلة؟! | موقع المسلم

بدون تعليق
كافي السنة من كافي الشيعة.. فخ المقاصد المستحيلة؟! موقع المسلم
كافي السنة من كافي الشيعة.. فخ المقاصد المستحيلة؟!
مهند الخليل | 4/3/1432 هـ
بين أيدينا اليوم كتاب يجمع الجهد العلمي الرصين والنتائج أو المقاصد المستحيلة!! إنه كتاب: (كافي السنة من كافي الشيعة/ منتخب الأحاديث السُّنية من كتاب أصول الكافي للكليني) لمؤلفه: محمد الصالح الضاوي، ويتكون من 469صفحة. يحدد الكاتب مراده من كتابه هذا على ظهر الغلاف الأخير،فيقول: (ما نقدّمه في هذا الكتاب، مجموعة من الأحاديث الصحيحة والحسنة وما قاربهما، يشترك فيها السنة والشيعة، تمثل مساحة مشتركة بين الطرفين، يمكن من خلالها، التقدّم بخطوة متوحّدة ومتناغمة، لا دخل للصراع فيها... والأهمّ، أنها تفتح بابا على مساحة أكبر، إذا ما تمّ اعتماد طريقة الكتاب، في التغاضي عن الأسانيد، والاتفاق على متون أكثر عدد، من مصادر الفريقين. على علماء الطرفين، خاصّة أولئك الذين يتحركون في مجتمعات ذات بنية طائفيّة، أن يتحرّروا من العقدة النفسية التاريخية للسند، ويقبلوا برواية الحديث النبوي، من كتب الطرف المقابل... فعلى أهل السنة مثلا أن يقبلوا بإسناد الحديث إلى الأئمة عليهم السلام، وعلى الشيعة أن يقبلوا بإسناد الحديث إلى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، دون حرج أو ضيق نفسي)!! هو يود –بلا مواربة- تحقيق تقارب مستحيل في ميدان لا مجال للاتفاق فيه، ولو كانت الاستحالة تتجزأ لجاز لنا أن نقول: إنه المجال الأشد استحالةً!! ولذلك عمد الضاوي إلى حيلة مكشوفة ظن أنها حل عبقري لم يأتِ بها الأوائلُ!! ألا وهي: قبول كل طرف مرويات الطرف الآخر بصرف النظر عن الإسناد، ما دام مضمون تلك المرويات مشتركاً!! ولم يكلف الرجل نفسه عناء الإجابة عن سؤال يطرح نفسه بإلحاح: وماذا عن المرويات الشيعية الإمامية الاثني عشرية التي تصادم كثيراً من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، كالغلو في الأئمة غلواً يدخل في باب الشرك الأكبر، وادعاء القوم تحريف القرآن الكريم، وتكفير خير البشر بعد الأنبياء: الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات؟؟ والمؤلف يعترف بوجود كل تلك الموبقات في الكافي الذي يعظمه القوم تعظيماً خرافياً فهو عندهم أهم من القرآن الكريم!! وما الحاجة أصلاً إلى التوافق على مرويات قليلة تلتقي فيها المضامين مثل الحض على طلب العلم ولزوم الاستغفار وحرمة عقوق الوالدين...؟ وكيف يَسُوغ الاتفاق المنشود بين من يأتي بالرواية بسند صحيح متصل، ومن يوردها بلا خطام ولا زمام–بإقرار الضاوي ذاته-؟ بل إن هنالك عورات مغلظة في عمل المؤلف حتى بمقاييس اللغة الواجب احترامها بإجماع الأمة وكذلك ما تواتر من تخصيص مادة لغوية بمحتوى شرعي مثل الصلاة والزكاة وأشباههما، ومنها-على سبيل المثال وليس للحصر، باب الهجرة في كافي الكليني، ليفاجأ القارئ بأن المرويات في هذا الباب لا تتحدث عما يفهمه كل مسلم-فضلاً عن العلماء أو طلبة العلم-من مصطلح (الهجرة) إذا جاء في الحديث النبوي أو في السيرة العطرة،وهو:هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه إلى يثرب وهجرة الصحابة من قبل إلى الحبشة!! أما الهَجْرُ أو القطيعة بين مسلم وآخر فمفهوم مختلف كلياً كما يدرك الكافة!! "انظر الصفحة245 من كتاب الضاوي".. وباختصار شديد، نقول في الختام: إن هذا الكتاب عمل عبثي عدمي، يتوخى غاية مستحيلة لئلا نقول: خبيثة أو ماكرة. ونحن هنا لا نحكم على نية الرجل، فالله تعالى وحده هو الذي يتولى السرائر ويعلم خبايا القلوب،وإنما نرفض الغاية التي أعلن المؤلف بلسانه أنه يسعى إلى تحقيقها. وقد يعترض معترض على تناولنا كتاباً مثل هذا،باعتباره ترويجاً له،وأقول في معرض الإجابة: معاذ الله،وإنما دفعني إلى مناقشته هنا مدى ضرره على العامة، وكونه منشوراً على الإنترنت، والأسوأ أنه مبذول للتنزيل في مواقع إسلامية طيبة خدعها العنوان وربما ضللتهم المقدمة ليس غير!!

الأحد، فبراير 06، 2011

جريدة الراي - خارجيات - تقرير / تحوُّل جماعي للإنغليكان البروتستانت إلى المذهب الكاثوليكي في بريطانيا - - 06/02/2011



تقرير / تحوُّل جماعي للإنغليكان البروتستانت إلى المذهب الكاثوليكي في بريطانيا

| لندن - من الياس نصرالله |

يُخطئ من يعتقد أن الصراعات الدينية أو المذهبية هي حكر على منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية، إذ أعلِن الثلاثاء في بريطانيا، عن تحول مجموعة مؤلفة من سبعة كهنة و300 شخص من أتباع الكنيسة الأنغليكانية البروتستانتية إلى الكنيسة الكاثوليكية، في خطوة لها أبعاد كثيرة سياسية واجتماعية، اضافة إلى البعد الديني.
فانتقال البروتستانت، وهم الأكثر عدداً إلى المذهب الكاثوليكي، الذي يُقدر عدد أتباعه بنحو 4 ملايين شخص في بريطانيا، ليست ظاهرة جديدة. وشهد البلد خلال العام الماضي سلسلة انتقالات من هذا النوع، بل كان انتقال رئيس الوزراء السابق توني بلير إلى المذهب الكاثوليكي، أبرز عملية انتقال من هذا النوع عرفتها بريطانيا في تاريخها.
وكان ثلاثة مطارنة كبار أنغليكانيون تحولوا إلى المذهب الكاثوليكي في مطلع العام. لكن ما حصل اول من أمس مسألة ليست عادية، إذ لم يسبق لمجموعة بهذا العدد أن أقدمت على مثل هذه الخطوة في شكل تظاهري من قبل. ويثير ترك الأنغليكان لكنيستهم جدلاً واسعاً على الساحة البريطانية، نظراً للتحولات الجارية داخل هذه الكنيسة وميل قيادتها الروحية لتبني مواقف أكثر ليبرالية من قضايا حساسة مثل المساواة بين الرجل والمرأة في سلك الكهنوت، والتسامح مع مثليي الجنس والسماح بتعيين نساء إلى جانب رجال الدين كقساوسة ومطارنة وبمختلف الدرجات الكهنوتية، والسماح للمجاهرين من رجال الدين بمثليتهم الجنسية بمواصلة عملهم في سلك الكهنوت، بل عدم التمييز ضدهم وترقيتهم في مناصبهم، تماماً مثلهم مثل رجال الدين الآخرين.
ويتضح أن المجموعة الجديدة التي أعلنت تحولها إلى الكاثوليكية، تتحدر من منطقة إيسكس الريفية الممتدة بين لندن وبحر الشمال على الساحل الشرقي لإنكلترا، وهي منطقة اشتهرت في الماضي في تشددها الديني والقومي واتخذ منها أولفر كروميل معقلاً له ولأتباعه خلال ثورتهم على النظام الملكي في العصر الوسيط.
ويخشى المراقبون السياسيون من أن يؤدي الانفصال الجماعي عن الكنيسة الأنغليكانية إلى احتكاكات بين قيادة هذه الكنيسة المتمثلة بأسقف كانتربوري روان ويليامز، كبير أساقفة الكنيسة، التي تعتبر الملكة إليزابيث الثانية، رئيستها.
وعلم أن البابا بنديكت السادس والعشرين أمر بفتح مركز خاص في بريطانيا لاستيعاب الأنغليكان الذين يرغبون بالانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية، ما اعتبرته بعض الأوساط على أنه تدخل مباشر من الكنيسة الكاثوليكية لتشجيع الإنكليز البروتستانت على التحول إلى الكاثوليكية.
ولم تخف الكنيسة الكاثوليكية، الثلاثاء فرحها بالأتباع الجدد، وأصدر ثوماس ماكماهون، مطران برينتوود في إيسكس، بياناً وزعه على وسائل الإعلام أعتبر ما حصل «خطوة كبيرة»، معرباً عن تقديره للصعوبات التي يواجهها الأتباع الجدد الذين تركوا خلفهم أصدقاء وأقارب وجيران كانوا قد قضوا فترة من حياتهم سوية معهم في الكنيسة الإنجليكانية.
من جانبه، أبدى الزعيم الروحي للأنغليكان في مقاطعة إيسكس، ستيفن كوتريل، مطران منطقة تشيلمزفورد، حساً ديموقراطياً رفيعاً وروحاً رياضية عالية لدى استفسار وسائل الإعلام عن رد فعله على هذه الضربة القوية التي تلقتها كنيسته، إذ قال «رغم شعوري العميق بالأسف لذهاب هؤلاء الناس، إلا أنني أحترم قرارهم».
فالمطران كوتريل كغيره من أتباع الكنيسة الأنغليكانية يدرك جيداً الأسباب التي تدفع العديدين من أتباع هذه الكنيسة إلى التحول للمذهب الكاثوليكي. فهذه الكنيسة تمرّ حالياً في فترة من أحرج فترات تاريخها، والجدل يدور داخلها هذه الأيام على أشده حول ضرورة إدخال تعديلات على قوانين هذه الكنيسة ونظام عملها بما يتماشى مع روح العصر.
ويلاحظ أن التحول الجماعي من البروتستانتية إلى الكاثوليكية يتم، رغم اتهامها بالتخلف والرجعية، ورغم الأصوات العديدة المطالبة للبابا بإجراء تحديث لقوانينها ونظام عملها مثلما هو حاصل في الكنائس الأخرى. بل ان الضجة الواسعة التي تثيرها الجرائم الجنسية التي يرتكبها رجال الدين الكاثوليك بحق أبناء الرعية، لم تثن الناس عن الانتماء إلى هذه الكنيسة وفي شكل جماعي كما رأينا أمس.
فالكنيسة الكاثوليكة تواجه هي الأخرى جدلاً حول استمرار العمل بنظام منع رجال الدين من الزواج، إذ أن الكثيرين من أتباع هذه الكنيسة يعتقدون أن حرمان رجال الدين من الزواج هو السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الاعتداءات الجنسية من جانب رجال الدين على أبناء الرعية رجالاً ونساء أطفالاً وكبارا في السن.
وكان المجمع الكنسي الأخير للكنيسة الكاثوليكية (السينودس) الذي انعقد في روما اتخذ قراراً للسماح باستخدام الأكياس الواقية لدى ممارسة الجنس، بعد جدل دام قروناً حول هذه المسألة. فالكنيسة الكاثوليكية تحرّم استخدام وسائل منع الحمل. لكنها عندما وافقت على استخدام الواقيات شددت على أنها فعلت ذلك حرصاً على الصحة العامة وعدم انتقال الأمراض المعدية بين أبناء الرعايا الكاثوليك، خصوصا مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

جريدة الرياض : وحدة المسلمين ومخاطر الفتنة المذهبية


وحدة المسلمين ومخاطر الفتنة المذهبية
محمد محفوظ


من يبحث عن الدفاع عن قيم الإسلام ومقدساته ، فلينخرط في معركة البناء والتنمية ومحاربة الفقر والجهل والمرض .. فإن هذه المعركة بكل مقتضياتها ، هي التي توضح قيم الإسلام الأساسية ، وتعززها في نفوس المسلمين .. لأنه وببساطة شديدة ثمة علاقة سببية وطردية بين إيمان الإنسان، وبين تلبية حاجاته


يبدو ووفق المعطيات والمؤشرات القائمة ، أن العلاقة الداخلية بين المسلمين بمختلف مذاهبهم ومدارسهم الفقهية ، تمر بمرحلة خطيرة وحساسة ؛ حيث التوترات المتنقلة ، والحروب الكلامية والتي وصلت في بعض المناطق حد الاقتتال المذهبي ، إضافة إلى الإعلام الفضائي والأنترنتي ، الذي يؤجج الفتن ، ويشعل الحروب ، ويغذي الأحقاد والضغائن بين المسلمين ..

وكل المؤشرات توحي أن التطرف المذهبي بكل صوره وأشكاله ، هو المسؤول إلى حد بعيد عن كثير من صور التوتر والاقتتال بين المسلمين ..

ولا ريب أن استمرار التوتر والحروب الصريحة والكامنة بمستوياتها المختلفة بين المسلمين ، يهدد استقرار المجال الإسلامي بكل دوله وشعوبه ، ويؤثر في أحوالها السياسية والأمنية وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية .. وإن لهذه التوترات كُلفاً اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية وإستراتيجية خطيرة على أوضاع المسلمين ، وعلى راهن الدول الإسلامية ومستقبلها ..

ومن الضروري أن يدرك الجميع ، أن هذه التوترات والحروب المذهبية المتنقلة ستصيب الجميع .. أي لا توجد دولة عربية وإسلامية بمنأى عن هذه التوترات ومتوالياتها الكارثية . لذلك فإن تغذية هذه الأحقاد المذهبية ، تعد من الخطايا الكبرى ، لأنها ستنهي استقرار العديد من البلدان العربية والإسلامية كما أن التفرج على ما يجري ، وعدم القيام بخطوات ومبادرات ، تستهدف إصلاح العلاقة بين طوائف المسلمين ، أو الحد من استخدام اختلافاتهم الفقهية والسياسية في الشارع ، تعد بشكل أو بآخر مشاركة في الجريمة الكبرى التي تطاول العالم الإسلامي اليوم .. فما يجري من احتقان طائفي وتوتر مذهبي ، ومقولة نابية وبذيئة هنا ، ومقولة مماثلة هناك ، وسب وشتيمة للمقدسات والرموز هنا ، وممارسات مماثلة هناك ، وإطلاق أحكام جائرة على بعضنا البعض ، كل هذه الصور ، إذا لم يتم تدارك الأمر من عقلاء الأمة وحكمائها ، ستزيد من أوار التطرف المذهبي ، وستدخل الأمة الإسلامية بأسرها في فتنة مذهبية عمياء ..

فالفرجة على ما يجري في الأمة من فتن مذهبية وطائفية متنقلة ، تعد تشجيعا لهذا النهج .. فالمطلوب ليس الفرجة أو الحياد ، وإنما القيام بمبادرات تحاصر الفتن المذهبية ، وترفع الغطاء الديني عنها ، والعمل من أجل تفكيك موجباتها وأسبابها ..

وأود في سياق العمل على وأد الفتن المذهبية التي بدأت بالبروز في جسم الأمة ، أن أوضح النقاط التالية :

1 - المكتبة الإسلامية ومنذ أزمان سحيقة ، مليئة بالكتب والدراسات والأبحاث ، التي توضح الحدود بين المذاهب ونقاط التباين وموضوعات الاختلاف بين الطوائف .. فكل موضوعات الخلاف بين المسلمين العقدية والتاريخية ، هناك المئات من الكتب حولها .. لذلك فإن جميع الأطراف تعيش حالة تشبع وتخمة في الكتب الخلافية بين المسلمين .. لهذا فإن ما ينقص المسلمين اليوم ، هو تلك الكتب والدراسات والأبحاث ، التي توضح وتبلور فقه الوفاق والائتلاف والوحدة بين المسلمين .. فالمكتبة الإسلامية التاريخية والمعاصرة على هذا الصعيد فقيرة ، لهذا فإننا ندعو العلماء والدعاة والكتاب ، إلى الكتابة والتأليف والبحث العلمي حول فقه الوفاق بين المذاهب الإسلامية ، وكيفية تعزيز وحدة المسلمين بكل دولهم وشعوبهم ..

فالكتابة حول موضوعات الاختلاف والتباين ، أضحت مكرورة ، ولا تقدم جديدا على صعيد العلم والمعرفة الدينية .. أما كتابات الوفاق والائتلاف فهي شحيحة ، والأمة بكل أطرافها وأطيافها تحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث ، التي تدعو إلى فقه الوفاق بين المسلمين ، وتبلور خيار الائتلاف بين أهل المذاهب الإسلامية ، وتعطي الأولوية لوحدة الأمة الإسلامية ..

فالفتن المذهبية لا تواجَه إلا بقيام كل المؤسسات والمعاهد والجامعات الدينية ، بإغراق الساحة بكتابات ومؤلفات - تؤكد على قيم الوحدة والائتلاف بين المسلمين - ..

2 - عجيب أمر المسلمين بكل طوائفهم في العصر الراهن ، فبدل أن ينشغلوا بأمر التنمية والبناء العلمي وتطوير أوضاعهم السياسية والاقتصادية والحياتية ، نراهم ينشغلون بحروب التاريخ وخلافاته ..

فالتحدي الكبير الذي يواجهنا ، ليس الموقف من أحداث التاريخ ورجاله (مع أهمية وضرورة أن نحترم قناعات ومقدسات بعضنا البعض على هذا الصعيد) وإنما تنمية أوضاعنا وتطوير أحوالنا ، وبناء حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية على أسس الحرية والعدالة والمساواة ..

فجهود المسلمين وطاقاتهم ، ينبغي أن لا تصرف في حروب عبثية أو لا طائل من ورائها ، وإنما يجب أن تصرف في سبيل البناء والتنمية والعمران..

ومن يبحث عن الدفاع عن قيم الإسلام ومقدساته ، فلينخرط في معركة البناء والتنمية ومحاربة الفقر والجهل والمرض .. فإن هذه المعركة بكل مقتضياتها ، هي التي توضح قيم الإسلام الأساسية ، وتعززها في نفوس المسلمين .. لأنه وببساطة شديدة ثمة علاقة سببية وطردية بين إيمان الإنسان، وبين تلبية حاجاته ، فكلما كانت استجابة الدين لتلك الحاجات أعلى ، تضاعف إيمان الإنسان وازداد قوة وصلابة وثباتا ، فضلا عن ازدياد تعلقه وشغفه بهذا الدين الذي سيضحى قضية محببة للإنسان ..

والدين إذا نكص عن النهوض بمتطلبات المجتمع الحي المتجدد عبر القرون والأعصار ، وعجز عن توفير أسباب الازدهار والارتقاء للمجتمع ، فإنه لن يفلح في فرض المعتقدات عليه ..

وينقل أن أحد المستشرقين الألمان زار أحد العلماء ورأى غلاف مجلته التي كان يصدرها باسم (العلم ) وكان غلافها مزيناً في زواياه الأربع بأربعة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل العلم وأهميته ، فسأله عنها ، وبعد أن ترجمت له الأحاديث أظهر تعجبه وقال : عندكم هذه الأوامر عن نبيكم بالعلم وكونه فريضة مطلقا دون قيد من ناحية المكان أو الزمان أو القومية ، وأنتم تعيشون هذه الحالة من الجهل والأمية ..

فالانشغال بالتوافه والجزئيات وأحداث التاريخ ، لا يبني قوة لمجتمعاتنا ، ولا يعيد أمجاد حضارتنا ، وإنما يزيد من هامشيتنا وبُعدنا عن قيم الإسلام العليا ..

3 - ثمة إشكالية عميقة تسود العلاقة بين المسلمين في كل أطوارها ومراحلها ، إنها ليست علاقة اكتشاف ومعرفة ، وعقل وإدراك أي فكر ووعي ، يؤدي إلى علاقة شعور ووجدان وعاطفة ، بل هي علاقة مساجلة وتباعد نفسي واجتماعي ، وقراءة الآخر من خلال كتب الأنا ، فتتضخم في النفوس والعقول موضوعات التباين وقضايا النزاع التاريخي ، مع حضور دائم للأقوال الشاذة لدى كل الأطراف ، وهي أقوال تزيد الإحن ، وتسوغ التمترس المذهبي والتخندق الطائفي..

ومع ثورة الاتصالات والمعلومات وتوفر الكتب بشتى صنوفها ، إلا أنني أعتقد أن المسلمين جميعا يجهلون عن بعضهم البعض أكثر مما يعلمون .. وإن الجهل وسوء الظن بقناعات الخصوم دون التأكد من صحتها ، هما اللذان يساهمان في ابتعاد المسلمين عن بعضهم البعض ..

لذلك وفي إطار محاربتنا للجهل ببعضنا البعض ، أدعو الجامعات والمعاهد العلمية إلى إدخال مادة الفقه والعلوم الإسلامية المقارنة ، حتى يتسنى للجميع معرفة الجميع في الدائرة الإسلامية ، من خلال منهج علمي/ موضوعي ، يساهم في معرفة القناعات العميقة والثابتة لدى جميع الأطراف سواء في الأصول أو الفروع ..

فالجهل يزيد الفرقة ويعمق الخلاف ، بينما العلم يساهم في توطيد أركان التضامن والوحدة بين المسلمين ..

فحينما نتربى جميعا على الفقه المقارن ، ستزول من طريقنا الكثير من النتوءات ، التي تشوه بعضنا البعض ، أو توفر إمكانية نفسية واجتماعية للتوتر المذهبي .. فلننفتح على بعضنا البعض ، انفتاحا علميا / منهجيا بعيدا عن ضغوطات الواقع وسجالات التاريخ ..

الخميس، فبراير 03، 2011

Interview Reviewing Shiite-Sunni Relations in India


Interview Reviewing Shiite-Sunni Relations in India

In the following interview, Mahan Abedin makes enquiries to a leading Shiite figure in India, Seyed Mohammad Asgari, about a wide range of issues affecting Indian Shiites, in particular their relationship with the majority Sunni population. The picture that emerges offers a striking contrast to the situation in neighbouring Pakistan

Interview Reviewing Shiite-Sunni Relations in India(Ahlul Bayt News Agency) - There are at least 175 million Muslims in India. Twenty to twenty five percent of these are believed to be Shiites, with the Twelver Shiites comprising the majority. In the following interview, Mahan Abedin makes enquiries to a leading Shiite figure in India, Seyed Mohammad Asgari, about a wide range of issues affecting Indian Shiites, in particular their relationship with the majority Sunni population. The picture that emerges offers a striking contrast to the situation in neighbouring Pakistan.

Seyed Mohammad Asgari was born in the northern Indian town of Jaunpur (Uttar Pradesh state) in 1955. He travelled to Iran in 1974 to study at the prestigious Qom religious seminary, where he obtained the rank of Hujjat al-Islam. He stayed in Iran until 1993. Upon his return to India Asgari founded the Ahlul Bait [1] Foundation (Bonyad-e-Ahlul Bait), which he continues to manage.

The Ahlul Bait Foundation specialises in the provision of religious and vocational training to local Shiite Muslims and to a lesser extent the wider community. The Foundation aspires to raise awareness of Shiite teachings and culture in India. Moreover, Bonyad-e-Ahlul Bait undertakes charitable activities on behalf of India's poor, in particular the poor from the Shiite community.

Previously the Foundation produced two scholarly journals in Urdu: Peyghame Thaqalein and Tawhid, both of which were translated into different languages. Owing to financial difficulties the publications were discontinued but there are plans to revive them in the near future.

This interview took place at the Ahlul Bait Foundation's main office in the Jamia Nagar district of New Delhi. The interview was conducted in Persian.


Mahan Abedin - How do you view Shiite-Sunni relations in India?

Seyed Mohammad Asgari - It has varied at different stages. At present, relations can be described as favourable. There have been no major reported incidents in recent years. However, from time to time there is an outbreak of verbal and rhetorical conflict. The main culprits are certain Sunni clerics, particularly those with a Wahabi mindset. Some minor Shiite clerics also foster misunderstanding by saying foolish things. But broadly speaking the situation is calm and satisfactory at present.

Mahan Abedin - To what extent can we talk about Islamic “unity” in India?

Seyed Mohammad Asgari - Despite the activities of extremists on both sides, there are many Shiite and Sunni activists and scholars who are working hard on the scene and behind the scenes to foster understanding and bring the Islamic religions closer together. Their efforts have borne fruit in recent years as evidenced by the lack of conflict. Increasingly Shiites and Sunnis attend each other's conferences and meetings. This is a major step toward greater understanding. But there is a long way to go before we can talk about full unity in this country. In recent years misunderstanding between Shiites and Sunnis has increased outside India and it is difficult to ignore this reality.

Mahan Abedin - How do you explain the relative lack of sectarian violence in India?

Seyed Mohammad Asgari - If you take a global perspective there are two countries in which there is serious Shiite-Sunni conflict, namely Iraq and Pakistan. In both cases the factors producing violence have less to do with religious differences than with politics. These political antagonisms don't exist in India. Take Iraq as an example; Shiite-Sunni conflict only broke out after the American-led invasion and occupation. Prior to that there was no open armed conflict between these two groups. At the time of British imperial rule in India there was widespread conflict between Shiites and Sunnis in this country, stemming either from the direct policies of the occupying power or the indirect consequences of the same.

It is clear that Global Arrogance [2] [Editor's note: referring to America and her allies] is neither for the Shiites nor the Sunnis, in fact they are the enemies of both Islamic traditions. Take Pakistan as an example; before the victory of the Islamic Revolution in Iran there was no physical conflict between Shiites and Sunnis. Misunderstanding was limited to verbal spats. However, after the victory of the Islamic Revolution and Imam Khomeini's insistence on unity amongst the two major Islamic religions, there were many influential political and intellectual quarters in the West who were alarmed by this development.

The arrogant powers regard Islamic unity as inimical to their core interests in these regions. Consequently, these powers went to work to subvert the plans of the Islamic Revolution. It is around this time that we saw an explosion of Wahabi literature in Pakistan that sought first and foremost to misrepresent Shiite beliefs with a view to distorting the Sunnis' perception of the Shiites. The then Government of Pakistan led by General [Muhammad] Zia ul-Haq financed and armed many of these Wahabi groups and this was the single most important cause of sectarian violence. They went even further and attempted to physically displace Shiites and re-populate their villages with Sunnis.

These factors don't exist in India. The Indian Government neither favours the Shiites nor the Sunnis. There are suspicions that elements of the Indian Government, especially in the powerful bureaucracy, favour Hindu extremists and nationalists, but that is a different matter. View the fact that the Sunnis in India are a minority; that helps explain their reluctance to undertake activities which might cause the ire of the Indian state. In Pakistan Sunni extremists feel no such inhibition and they can count on the support of the powerful military and security establishment which is riddled with extremist elements.

Mahan Abedin - Isn't it in the interest of Hindu nationalists in India to foment Shiite-Sunni conflict?

Seyed Mohammad Asgari - The bottom line is that no matter how much some elements in the Indian establishment dislike the idea of Shiite-Sunni unity; at the end of the day the Indian Government feels it has a minimum duty of care towards all its citizens. India doesn't want bloodshed on the streets. The situation is totally different in Pakistan where the extremists are supported and provoked by elements in the establishment. The Pakistani establishment in turn is supported by the arrogant powers, namely the United States and the United Kingdom, both of which aspire to foment Shiite-Sunni conflict everywhere as part of a broader strategy of subverting the Islamic Revolution.

Mahan Abedin - You talk about so-called Wahabism in India. How extensive is this group's influence over Sunni Muslims in India?

Seyed Mohammad Asgari - From a quantitative point of view, this is not a major group. However, they are qualitatively impressive. This is due in large measure to generous funding by countries where Wahabism is either the dominant state ideology or otherwise a powerful political-social movement, namely Saudi Arabia and the Arab countries of the Persian Gulf. Moreover, Wahabism is a relatively new movement, or better put a cult, and wherever a new movement emerges there is a lot of activity associated with that trend. Wahabis are very active in building mosques, madrassas and other training institutes, and the sheer range and scale of this activity inevitably generates influence.

Mahan Abedin - When you talk about so-called Wahabism what and who exactly do you have in mind? Are you talking about a specific group or a more general religious and intellectual tendency?

Seyed Mohammad Asgari - The people who are referred to as Wahabis in India are divided into several groups, the members of which don't get along with each other. The Ulama of the Deoband Seminary [3] are regarded as Wahabis, as are the Tablighi Jammat [4] movement. The Nadwatal Ulama Seminary [5] and the Ahleh Hadith movement [6] too are considered Wahabis. Moreover, the political Islamists of the Jammat Islami [7] are also viewed by some as Wahabi in outlook. In the Indian Muslim community the term “Wahabi” is ascribed to those elements who disapprove of the prevailing Islamic practices in this country, such as the mourning ceremonies for Imam Hossein [8] on the Day of Ashura [9].

Furthermore, people who reject the tradition of emulation in Islamic religiosity and scholasticism are often described as Wahabi. Note that the four main schools of Sunnism follow the teachings of specific great scholars. The Wahabis effectively reject the four schools. In India 90 percent of Sunni Muslims follow the Hanafi School of jurisprudence. The Ulama of Dar Ul-Uloom Deoband, the Tablighi Jammat, the Nadwatal Ulama and the Jammat Islami all follow the Hanafi School. The only dissenting group is the Ahleh Hadith. On that basis it is possible to refer to the Ahleh Hadith as the only true and pure Wahabi movement in India.

Mahan Abedin - There is some evidence that the senior Ulama of the Deoband Seminary are distancing themselves from some of the more extremist beliefs and practices associated with that tradition. In view of this evidence, is there any interaction between Shiite groups and the Deoband Seminary?

Seyed Mohammad Asgari - There is no organisational engagement. However, there are individual Shiites who maintain dialogue with the Deoband Seminary.

Mahan Abedin - Do you believe there has been reform at the Deoband Seminary?

Seyed Mohammad Asgari - No, I don't believe there has been organisational or any kind of root-and- branch reform. There may be individuals who express dissenting views but it doesn't go beyond that. In any case the Deoband School no longer constitutes a unified and coherent institution. It has been split into at least two major schools since the early 1980s. Moreover, there have been additional splits within these two schools.

Mahan Abedin - How would you explain the state of Shiite-Barelvi [10] relations?

Seyed Mohammad Asgari - Of course the Barelvis in India, like their brethren in Pakistan, look upon Shiites with a measure of disapproval and suspicion. But owing to their respect for the Ahlul Bait the Barelvis are closer to Shiites than the other Sunni groups. For example, on the Day of Ashura in Delhi most of the processions mourning the martyrdom of Imam Hossein are organised by the Barelvis. Of course, they don't mourn the martyrdom of Imam Hossein with the same passion and fanfare as the Shiites, but this gesture inevitably creates proximity between Shiites and Barelvis, at least from the Shiites' point of view.

Mahan Abedin - To what extent does the Indian Government interfere in internal Muslim affairs?

Seyed Mohammad Asgari
- There are elements within the system, if not the Government, who are not in principle opposed to fomenting serious divisions amongst the Muslims. There are people in India who don't like the idea of too much harmony in the Muslim community. But as I said earlier the Government as a whole is at pains to prevent bloodshed on the streets. At the same time the Government doesn't want the Muslim community to become strong. Naturally they would take measures to keep the Muslims weak and divided, but not to the point of fomenting violence, which could undermine India's international image. But I must stress I am talking generally here. I have no evidence nor can I point to specific issues or events.

Mahan Abedin - To what extent have Shiites been affected by violence perpetrated by Hindu extremists?

Seyed Mohammad Asgari - Shiites have not played a major role in any of the large scale Hindu-Muslim riots of recent years. Shiites have never instigated any of these riots nor have they played a significant role in the proceedings or the aftermath. Moreover, I can't think of a single case where Hindus have attacked the mourning processions for Imam Hossein on the Day of Ashura. On the contrary there are Hindus who are deeply affected by the Ashura narrative and feel a close bond to Imam Hossein. There is even a Hindu sect called Hosseini Brahman, which has developed its own idiosyncratic historical narrative on Ashura, the accuracy of which is not the subject of debate here.

Anyway, the point I am making is that the Shiites in India never initiate inter-religious violence. However, when these large scale riots break out the Hindu extremist mobs don't exactly go to great lengths to differentiate between Shiites and Sunnis. Their immediate objective is to kill as many Muslims as possible.

Mahan Abedin - What is the extent of Iran's influence over Indian Shiite Muslims?

Seyed Mohammad Asgari - Naturally Indian Shiites, as well as many Indian Sunnis, were delighted at the establishment of an Islamic Government in Iran in 1979. Muslims in general were emboldened by Iran's raising of the Islamic banner across the world. As far as Indian Shiites are concerned, for the past thirty years they have been delighted by Iranian successes and conversely depressed by Iranian setbacks. If there is disturbance in Iran then the Shiites in India become emotionally and psychologically distressed.

The vast majority of Indian Shiite Muslims follow two Iranian Marjaa Taqlid [11] (Sources of Emulation). The majority follow Grand Ayatollah [Seyed Ali] Sistani, who is based in Iraq but is of Iranian origin. Most of the rest follow Grand Ayatollah Seyed Ali Khamenei, the leader of the Islamic Revolution. However, the great majority of Indian Shiites regard Ayatollah Seyed Ali Khamanei as a political leader, even if they don't follow him in a Taqlid (Emulation) context.

Mahan Abedin - Who is your Marjaa Taqlid?

Seyed Mohammad Asgari - I follow Grand Ayatollah Seyed Ali Khamenei. I have personally known him since before the victory of the Islamic Revolution. I regard him as unequalled in honesty and commitment and in possession of the deepest religious, scientific and political knowledge.

Mahan Abedin - To what extent are Indian Muslims, in particular Shiites, supportive of the Islamic Republic of Iran?

Seyed Mohammad Asgari - Religious Shiites universally support the Islamic Republic. This support is extensive and has a lot of conviction behind it. For example, if the leader of the Islamic Revolution Grand Ayatollah Seyed Ali Khamenei, issues a command then religious Shiites feel duty bound to follow.

Mahan Abedin - Do Indian Shiites view the Kashmir conflict differently to Indian Sunnis?

Seyed Mohammad Asgari
- Initially the Shiites had the same aspirations about Kashmir as the Sunnis. But when the sectarian and political problems in Pakistan escalated from the mid 1990s onwards some Shiites reached the conclusion that Kashmir might suffer even worse if it was in Pakistani hands. This perception is reinforced by a steady stream of stories painting a bleak and difficult life for many Shiite residents in Pakistani-held Kashmir. However, I must stress that there are differences of opinion in the Shiite community and there are many Shiites who dissent from this view. In any case, Shiites are not happy with the present situation in Kashmir either. Clearly India has a problem in Kashmir and there is a widespread feeling that injustices are being inflicted on the Muslim population in Indian-held Kashmir.

الثلاثاء، فبراير 01، 2011

دار الخليــــج - سليمان تقي الدين-حوار الأديان في لبنان

دار الخليــــج-سليمان تقي الدين-حوار الأديان في لبنان
حوار الأديان في لبنان آخر تحديث:الثلاثاء ,01/02/2011
سليمان تقي الدين
حوار الأديان في لبنان هو بالدرجة الأولى حوار حياة . يعيش اللبنانيون جنباً إلى جنب منذ مئات السنين ونادراً ما كان الاختلاف الديني سبباً لنزاع جدي، فالديانتان، المسيحية والإسلام، تفاعلتا في مناخ من التسامح في ما خص عقيدة كل منهما، والنزاعات ذات الطابع الديني وقعت غالباً ضمن مذاهب الدين الواحد، بين الكاثوليك والأرثوذكس، أو بين السنة والشيعة والدروز والإسماعيليين، حتى إن تلك النزاعات لم تخل من أسباب سياسية مباشرة حركتها، كأن يكون التبشير المسيحي الأرثوذكسي أو البروتستنتي قد أقلق سلطة فئة غالبة هي الكنيسة المارونية في لبنان، أو محاولات تمرد الفئات المذهبية الإسلامية ونسجها تحالفات مع قوى سياسية إقليمية أو دولية قد أزعج السلطة المركزية السنية . حصل ذلك في القرون الوسطى، أما في القرن التاسع عشر، فإن الحروب الأهلية في جبل لبنان وبلاد الشام كان يحركها عامل سياسي وانجدلت على بعض المصالح الاجتماعية . لقد استطاع المسيحيون في جبل لبنان أن ينسجوا علاقات وطيدة مع الغرب، فأوحى لهم ذلك بحركة استقلال سياسية عن السلطنة العثمانية، وفي ذاك النزاع استخدمت الإيديولوجية الدينية من كلا الفريقين ليس بدواعٍ إيمانية، وليس بهدف غلبة دين على آخر، بل بهدف تحقيق كيان سياسي مستقل يجسد عملياً الاقتصاد الحديث السلعي الرأسمالي الذي اخترق جبل لبنان آنذاك مع صناعة الحرير وتجارته الرائجة وبعض الحرف الأخرى .

وقد مهد ذلك كله لحركة الاستعمار في الربع الأول من القرن العشرين التي تزامنت مع اليقظة القومية، فلم تطرح المسألة آنذاك على أساس ديني .
تشكل لبنان ككيان سياسي حديث عام 1920 فحوى المسيحيين والمسلمين كمجموعتين متقاربتين على الصعيد العددي، فانقسم اللبنانيون حول اتجاهات ثقافية وسياسية: القومية اللبنانية والقومية السورية والقومية العربية، إلى جانب تيارات ليبرالية ويسارية، ولم تسيطر فكرة واحدة على مجموعة بعينها من المجموعات، فقد تألف لبنان من عدة طوائف أو مذاهب بلغت الآن ثماني عشرة طائفة، ولكل طائفة ثقافة مذهبية ونزعة سياسية شدتها باتجاه معين ارتبط غالباً بمراجعها الدينية خارج البلاد، فلم يكن المسيحيون ولا المسلمون كتلة واحدة، بل شرائح مذهبية وفئات سياسية، وغلب هذا على فكرة التقابل الديني المسيحي الإسلامي، فالطائفة الكاثوليكية لها مرجعها في الفاتيكان وفرنسا عاصمة الكثلكة، أما الأرثوذكسية ففي اليونان وسوريا، وروسيا عاصمة الحضور الأرثوذكسي . أما السنة فوجهتهم مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية أو الأزهر الشريف في مصر، أما الشيعة فقبلتهم النجف الأشرف في العراق وعتباته المقدسة (مراقد أئمتهم) أو قم الإيرانية، فيما الدروز يمزجون هذه الثقافات في مذهبهم دون مرجعية واحدة، بل هم يتصرفون بالسياسة من وحي حضورهم المحدود في كل من سوريا ولبنان .
لم يكن الشاغل الديني هماً مركزياً لدى أي من عناصر الاجتماع اللبناني في تلك الحقبة من سيطرة الأفكار العلمانية والليبرالية والقومية واليسارية، لكن ذلك لم يمنع بعض الروّاد في ستينيات القرن الماضي من المثقفين البعيدي النظر الذين استشرفوا مستقبل المنطقة، أن يطرقوا باب الحوار (المسيحي الإسلامي)، فقد كانت أزمة 1958 الوطنية في لبنان قد حركت الصراع الطائفي، وكان لابدّ مع حركة استدراك تلك الأزمة ومضاعفاتها من حوار بالعمق بين الجماعات المكونة للبلاد من أجل بناء وحدة وطنية من جديد، وقد بدأت تلك الحركة من الحوار من على منبر الندوة اللبنانية التي أسسها ميشال أسمر، فبرزت أسماء كل من: الأب يواكيم مبارك، الأب ميشال حايك، المطران جورج خضر، الشيخ صبحي الصالح، الإمام موسى الصدر، كمال جنبلاط، نصري سلهب وغيرهم الذين تناولوا مباشرة موضوعات الحوار بين الأديان أو بين المسيحية والإسلام . لم يتحول هذا الجهد إلى مؤسسة وطنية أو الى تراث في الحوار، فالندوة اللبنانية شغلتها موضوعات وطنية عديدة أخرى، ثم جاءت السبعينيات لتلقي بثقلها على الحياة الوطنية من زاوية موضوعات ملتهبة ومتفجرة لها علاقة بالقضية القومية (فلسطين) وعلاقات لبنان العربية، والإصلاح السياسي والاقتصادي في لبنان، وطغى على الفكر السياسي النزاع بين اليمين واليسار وما شابه من قضايا وموضوعات . حتى إن رجال الفكر أنفسهم غرقوا في الحوارات السياسية، وكانت سنوات الحرب (19751990) سنوات العقم الفكري، فقد تحاور اللبنانيون بوساطة السلاح والمطالب السياسية التي تتعلق بتوازنات السلطة في لبنان بين الجماعات الطائفية .
إن الحوار الثقافي الوحيد الذي شغل المثقفين آنذاك كان حول هوية لبنان القومية، أهي هوية لبنانية بذاتها أم هي هويات طائفية أم هوية عربية؟ لامس هذا الحوار موضوعات دينية كالصلة بين مسيحيي لبنان والغرب والعروبة وعلاقتها بالإسلام، لكن هذا الحوار ظل حاراً وعلى نار الانقسام السياسي ومن على منابر متقابلة .
عندما توقفت الحرب عام 1990 مع اتفاق الوفاق الوطني في الطائف (خريف 1989) انطلقت حركة حوار وطني هذه المرة أبعد من المطالب السياسية، فانعقدت عدّة مؤتمرات (مدنية ودينية) ونشأت عدّة هيئات اتخذت من الحوار اسماً لها، ومن بينها كانت اللجنة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار التي انبثقت عن المرجعيات الدينية في لبنان عام 1993 (وكنت أحد مؤسسيها الى جانب لجان أخرى) .
ولعل المحرك الأساسي لهذه المبادرة كان التحضير للسيندوس (المجمع الكاثوليكي العالمي حول لبنان)، وقد شكلت مسودة الموضوعات التي طرحها مدخلاً أساسياً للحوار من حيث شمولية الموضوعات وملامستها للجانب الديني، بينما شكل الصراع السياسي في لبنان عنواناً لحوارات تتعلق بالشكوى المسيحية من تطبيق اتفاق الطائف، وحولها نشأ “المؤتمر الدائم للحوار” من مجموعة مثقفين مدنيين لبنانيين، وقد بلور العديد من الوثائق السياسية وأعاد نشر العديد من الإسهامات على هذا الصعيد في مجلة “أوراق الحوار”، ثم انطلق عام 2001 “اللقاء اللبناني للحوار” بمبادرة من مجلس كنائس الشرق الأوسط، وعقد أول مؤتمر له في سويسرا (مونترو)، ومن مبادرات مجلس كنائس الشرق الأوسط انبثق الفريق العربي الإسلامي للحوار . وصدرت وثائق الإرشاد الرسولي عن المجمع الفاتيكاني فشكلت مادة مهمة للحوار المسيحي الإسلامي، وكذلك زيارة البابا للُبنان وسوريا (96 و98)، وخلال آواخر التسعينيات نشأت في جامعتي اليسوعية والبلمند كلية خاصة بحوار الأديان، لكن تأثيرهما ظل في حدود البحث الأكاديمي .
لم تتشكل مؤسسة وطنية مستقرة للحوار بين الأديان في لبنان حتى الآن، وهذه ثغرة كبرى في الحياة اللبنانية بالنظر لكون لبنان نموذجاً مهماً لتعايش الأديان وتفرعاتها العديدة من مذاهب تصل إلى ثمانية عشر مذهباً وفرقة أو جماعة . هذا التنوع هو قليل الوجود في ظل دولة واحدة، لذا يقال إن لبنان هو مرآة الشرق الأوسط بكل تراثه الثقافي والديني والسياسي، وهو إلى ذلك يتفاعل مع ثقافات العالم كله منذ القرن التاسع عشر تقريباً، بحيث تتسع صورته لتكون مختبراً لحوار جميع الثقافات .
صحيح أن لبنان استعاد وحدته وسلمه الأهلي منذ عام 1990 واستقلاله وسيادته بين عام 2000 (تحرير الجنوب من الاحتلال “الإسرائيلي”) و2005 من الوصاية السورية، لكنه لم يعرف بعد استقراراً سياسياً ثابتاً، لأن نظامه الطائفي لا يوفر عدالة للمواطنين، ولأن لبنان يتأثر بقوة بالتفاعلات الإقليمية، والمنطقة الآن من حول لبنان هي منطقة عواصف سياسية وتحولات كبيرة يؤدي العنف فيها دوره الطاغي، فالمشكلة الفلسطينية عدا كونها جزءاً من نزاع إقليمي تطوله مباشرة بوجود خمسمئة ألف لاجئ فلسطيني على أرضه، واحتلال قوات التحالف الغربي للعراق وأعمال المقاومة والصراعات الأهلية ذات الطابع المذهبي تلقي بثقلها على المنطقة كلها، وصعود الأصوليات الدينية يقلق جميع الفئات المذهبية ويؤدي إلى إشاعة أجواء الخوف والحذر من نزعات الهيمنة التي تحد من الحريات العامة ومن الحريات الدينية بوجه خاص، لذا يستعيد اللبنانيون حوارهم السياسي الوطني من خلال “مؤتمر الحوار”، لكن الحاجة ماسة إلى الحوار الأوسع في المجتمع المدني كما إلى حوار الأديان .
يتحفظ رجال الدين بقوة على الحوار الديني أو الحوار العقدي ويعتبرونه غير ذي جدوى، فلن يقبل أي فريق أن يتزحزح عن مفاهيمه ومصطلحاته واعتقاداته أو هكذا يقولون، فما جدوى الحوار إذن؟ لكن المسألة ليست على هذا النحو، وليست هذه وظيفة الحوار، لذا نجد أن بعض رجال الدين المستنيرين يقبل على طرح الحوار بأوسع أشكاله ومعانيه بدون تحديد لموضوعاته وشروطه .
فسماحة السيد محمد حسين فضل الله العلامة والمرجع الشيعي في لبنان (رحمه الله) ألَّف العديد من الكتب في موضوع الحوار منها (في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي)، وفي جامعة البلمند كتب المفكر الإسلامي محمود حداد سلسلة من المؤلفات بعضها حوار مباشر في عمق المفاهيم الدينية جرى بينه وبين المطران جورج خضر، وهناك عشرات الكتب التي صدرت في الحوار الإسلامي المسيحي لكن من مثقفين مدنيين لامس بعضها الموضوعات الدينية . والملاحظ أن جميع هذا التراث جاء بروحية التقريب بين الأديان ولاسيّما بين المسيحية والإسلام، ولقد أسس المجمع الفاتيكاني الثاني (1986) لهذا الحوار من الاعتراف المسيحي بالدين الإسلامي والشراكة في عبادة إله واحد، وقد سبق للمطران خضر أن أعلن أن على المسيحيين أن يعترفوا بالنبوة خارج الكنيسة، إذاً هناك أبواب واسعة قد فتحت لحوار الأديان لكن الحصيلة الفكرية مازالت محدودة لجهة استكشاف القيم المشتركة وتظهيرها وإبرازها وتعميمها . واضح الآن أن هناك الكثير من سوء المعرفة بالآخر وسوء الفهم . لقد أقرت وثيقة الطائف بوجوب إنجاز كتاب تربية مدنية وكتاب تاريخ واحد للبنان كما حاولت وزارة التربية تجريب إعداد كتاب للتعليم الديني ولم ينجح هذا المشروع حتى الآن، علماً أن التعليم الديني يمكن أن ينحصر في مرحلة أولى بتعريف كل جماعة إلى دينها كما تتصوره هي، ففي الثقافة الشعبية هناك تصورات بائسة جداً من الجماعات تجاه الآخر، حتى داخل الدين الواحد، ويزيدها الصراع السياسي الطائفي بؤساً، حيث يستخدم لتشويه مجمل الصورة للآخر بما في ذلك إيمانه وعقيدته ومفاهيمه وقيمه . ثمة حاجة لبنانية قوية إلى جهود على هذا الصعيد، وثمة حاجة إلى مؤسسة دائمة للحوار . لقد تزايد الاهتمام داخل الجامعات بموضوع حوار الأديان وصدرت دراسات من النوع الأكاديمي التي لا توفي بغرض التعميم، فضلاً عن أن قراءة الكتب محدودة جداً، فيما وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية لا تعطي اهتماماً كافياً لذلك . هناك مجلات متخصصة، لقد صدرت أعداد قليلة من مجلة “المرقب” عن جامعة البلمند ثم توقفت . هناك برامج تهتم بالتثقيف الديني يشاهدها قلة من المؤمنين من أتباع الجهة الدينية التي تشرف عليها . أما مؤسسات التعليم الديني فهي تحصر توجيهها في تعليم دينها فقط، وهي بالضرورة تخفض من أهمية دين الآخر ولا تتعرف أصلاً إلى أي قيمة إيجابية فيه . يزيد من حدة الأزمة في لبنان انغلاق البلاد على تجمعات طائفية تحتكر الحياة السياسية وتضعف فعالية المجتمع المدني، فليس هناك ثقافة مواطنة تؤمِّن التواصل بين اللبنانيين، وليس هناك الاحترام الكافي لحقوق مواطنة تخترق الحواجز الطائفية، والطائفية في لبنان توظف الدين في السياسة وفي الصراع على السلطة، هكذا تتحول الثقافة الدينية الى منظومة من الأفكار الساذجة خدمة لمصالح سياسية وتمتين وحدة الجماعة وتبرير نزاعها مع الآخر . تحتاج هذه الأيديولوجية إلى تشويه صورة الآخر . لقد حصل ذلك على نطاق واسع خلال فترة الحرب، فقد التقت مجموعة من المثقفين في إطار “جامعة الكسليك” وأصدرت سلسلة من الكتب والأبحاث والمقالات والدراسات التي اعتبرت في حينها اعتداء على ثقافة الفريق الديني والطائفي الآخر في البلاد .
لقد توقفت هذه المجموعة عن دورها السلبي هذا، لكن الصورة التي أشاعتها في ثقافة البلاد لا تجد من يمحوها ويبدلها، وأخطر من ذلك ما يحيط بلبنان من أخطار ثقافية ناتجة من انتشار ظاهرة التكفيريين في إطار الديانة الإسلامية، فداخل حركات الإسلام السياسي تقف مجموعات يكفّر بعضها بعضاً وتكفر مذاهب شرعية تقليدية في التاريخ الإسلامي . يتأثر لبنان بهذه الظاهرة ولو أنها مازالت في نطاقها المحصور، لكنها تنعكس على المسلمين كما على المسيحيين، لأن هذه الثقافة التكفيرية تستعدي جميع الآخرين على الإطلاق . هكذا يبدو لبنان رغم معطياته الموضوعية التي تؤهله ليكون بلد الحوار، بلداً يحتاج إلى مؤسسات حقيقية له .

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون