الجمعة، سبتمبر 30، 2011

تعقيباً على محمد فضل الله: الحل بتهفيت الخطاب المذهبي | الأخبار

تعقيباً على محمد فضل الله: الحل بتهفيت الخطاب المذهبي | الأخبار

تعقيباً على محمد فضل الله: الحل بتهفيت الخطاب المذهبي

معمر عطوي

يستدعي الجدل الحاد اليوم في مفهوم الخيانة والتخوين، وضع الاتهامات المتبادلة بين الأطراف في غير موضع الربط بين السلوك والعقيدة، بما يعني الخروج من لعبة مذهبة النزاعات، وتحويلها عن مسارها الذي لا يصبّ إلا في إطار المنافع والمصالح.
مناسبة تلك العجالة النقدية مقال نُشر في «الأخبار» في 6 أيلول 2011 (العدد 1504) للباحث محمد فضل الله، بعنوان «شيعة العراق وثوار ليبيا بين الخيانة والشرف»، وتضمن مقارنة تاريخية سلوكية بين أهل السنة وأهل الشيعة، وعلاقة الشيعة بالماضي. ويصل المطاف بالكاتب إلى طرح مظلومية الشيعة في العراق بعد تخوينهم بسبب تعاملهم مع الاحتلال الأميركي، في مقارنة، قد تكون مُجحفة، مع المسألة الليبية وعلاقة الثوار بحلف شماليّ الأطلسي.
طبعاً، من حق الكاتب طرح مظلومية أي شعب لحق به ظلم أو اتهام باطل، لكن في موضوع العراق وليبيا لا يمكن وضع ممارسات سياسية أو سلوكيات غير أخلاقية في إطارها المذهبي، ولا هي تطبيق لمفاهيم أو عقائد حتى نعمم المحاسبة فتطاول كل أبناء الطائفة. فالغمز من قناة السنّة هنا أو الشيعة هناك، ليس بالطرح العقلاني المطلوب تداوله، بعدما خبرنا نتائج الشروخ العقائدية والمذهبية التي لعبت السياسة ورقتها بنجاح باهر في صناعة الفتنة وتحويلها الى فعل إجرامي دموي. صراعات منفعية بحتة، لا هي متعلقة بموضوع النزاع على الخلافة بعد الرسول محمد، ولا هي نابعة من إرادة تصحيح عقيدة أو إشكال فقهي.
لعله أصبح من واجب طبقة الإنتلجنسيا، إعلان الطلاق من الخطاب المذهبي الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق مكاسب سياسية ومصالح دنيوية، لطبقة الكهنة التي تعتاش على ظهور الفقراء من أبناء المذهبين، وتستخدمهم في حروبها غير المقدّسة.
وإذا عدنا إلى مسألة الذاكرة والنسيان، فالنسيان آفة عربية بامتياز، ولا علاقة لها بطائفة معيّنة أو أهل مذهب محدّد، بل هي صفة أولئك الذين نسوا حدود فلسطين من النهر إلى البحر، ونسوا كل الخيانات والتنازلات أمام الاعتداءات الصهيونية على العرب، منذ نيف وستين عاماً. آفة النسيان تلك يا سيّد فضل الله قد تكون أحياناً نعمة، لكن حين ندخل في بازار الاتهامات المتبادلة، لا بد من أن تكون نقمة. فهؤلاء الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها بحجة أنّ شيعة لبنان أخذوا من الامتيازات خلال عهد الوصاية السورية ما لم يأخذه الموارنة في عزّ الاحتلال الفرنسي، تناسوا أنّ الوصاية العثمانية، ومن بعدها الفرنسية، كرّست امتيازات للموارنة والسنّة على حساب الشيعة. لكن ما لا يعرفه هؤلاء أنّ الواقع الطائفي حتّم ظهور بورجوازية سنية ومارونية مدنية، متحكمة بالعمل السياسي، متواطئة مع «بكاوات» الشيعة، على حساب سكان الأطراف، بهدف إنتاج شريحة واسعة من الفقراء ينتمون إلى كافة الطوائف اللبنانية. ظاهرة أسست لنشوء أحزمة بؤس عابرة للطوائف حول المدن لاحقاً. المسألة مسألة طبقية بامتياز، ولا فرق بين مذهب وآخر، أو طائفة وأخرى، إلا بمدى تحقيقها لمصالح الحاكم والكاهن والبورجوازي. نعم، آفة النسيان هي ظاهرة عربية بامتياز، تتعاطى مع الأمور بحسب خواتيمها من دون تحليل تاريخي أو توظيف لأدوات منهجية عصرية لفهم الظاهرة بحدودها الإنسانية والتاريخية والإبستمولوجية (معرفياً)، فيما يفترض ابتعادها تماماً عن اعتبارات الآيديولوجيا وتهويمات العقائد لدى المذاهب. بيد أنّ منطق الشمولية والكلشيهات الكبيرة في استحضار التعاطف وإثارة المظلومية لم يعد مُستساغاً. فإذا كان ثمة حديث عن مظلومية للشيعة عبر التاريخ، فهي جزء من مظلومية لحقت بالعديد من الملل، بما فيها مجموعات سنيّة كانت تقف ضد الخلفاء والولاة على مر التاريخ الإسلامي، بمن فيهم أصحاب المذاهب الأربعة.
أما استحضار مؤيد الدين العلقمي (الذي ذكره الكاتب في مقاله)، عند كلّ محطة من محطات تخوين الشيعة، فهو من إشكاليات الذاكرة التي تخدم مشروع إعادة صياغة التمذهب، وفق معطيات نادرة الحدوث في التاريخ. فإن كان العلقمي، ذاك الشيعي الذي اتّهم بمساعدة التتار على غزو بغداد، نموذجاً للخيانة الشيعية، فماذا نسمي عالم الاجتماع المغاربي عبد الرحمن بن خلدون الذي زوّد المغول بتفاصيل الدروب والمسالك إلى المغرب والأندلس، بعدما التقى تيمورلنك إثر غزوه بلاد الشام وقبّل يده مستسلماً؟ وهل نسي متشددو السنّة أنّ المجاهدين الأفغان كانوا يتعاونون مع الاستخبارات الأميركية، بهدف طرد الغزاة السوفيات من بلادهم؟ وماذا يسمي المعجبون بتركيا اليوم، موافقة حزب العدالة والتنمية الحاكم على نصب رادار لحلف الأطلسي على أراضي بلاده؟ ألا تمثل تركيا أردوغان لشريحة واسعة من السنّة العرب اليوم نسخة معدّلة عن السلطنة العثمانية؟
ليست المسألة مسألة شيعة خونة وسنّة أشراف، ولا هي مقارنة عادلة تلك التي تُسقط ما حدث في العراق على حرب ليبيا. ففي الواقع، أنّ من أدخل الاحتلال الأميركي إلى العراق بالدرجة الأولى هو صدام حسين بسياسته المُتعنتة (التي يمارسها زعماء آخرون اليوم في أكثر من قطر عربي)، وبالدرجة الثانية الظروف الموضوعية التي خلقتها حرب الخليج الثانية، وغزو الكويت. فالسعودية والكويت، ومعظم الدول العربية يتولى أمورها شخصيات سنيّة أسهمت في توفير قواعد عسكريّة للجيش الأميركي وفتحت مصالحها وخيراتها أمام كل القوى الكبرى من دون تحفّظ. أليس هؤلاء في مقام العلقمي، إذا ما صحت الرواية عن خيانته للخلافة في بغداد؟ المشكلة الأساس هي في الخطاب المذهبي الذي لا حل معه الا بتهفيته، والخطأ من الجانبين: جانب المُتّهِم الذي أصيب بالعمى المذهبي، فما عاد يرى سوى القشة في عين أخيه، متجاهلاً الجذع في عينه، والمتّهَم الذي حوّل مظلوميته إلى مظلومية مذهبية، مستبعداً واقع أنّ صدام حسين ظلم كل من وقف ضد حكمه، حتى أصهرته وأهل بيته. وإذا كان قد صحّ ما نُقل عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بعد حرب تموز قوله: «لقد غسلنا عار العراق»، فإنّ ذلك يندرج ضمن الذهنية العشائرية التي تعمم «العار» على كل أبناء العشيرة، مع العلم بأنّ القرآن يقول «ولا تزر وازرة وزر أخرى»(الأنعام 164).
فمن الغبن إلقاء التهمة على طائفة كاملة بالتعامل مع الاحتلال (مع تخطئة الأشخاص والأحزاب الذين تعاملوا ومحاسبتهم من دون رحمة)، بينما نجعل القوى المتطرفة من طائفة أخرى، أبطالاً بتفجيرهم مواكب الناس والمساجد على رؤوس المصليّن، بل نحسبهم شهداء. مع أنّ هؤلاء يقومون بدور العملاء للأميركيين بامتياز، في تفكيك الأسرة العراقية الواحدة، وتحويل بلاد الرافدين إلى محميات مذهبية، تعمل لمصلحة دول أخرى. وماذا جنى العراقيون، بكافة مذاهبهم وأعراقهم، من ذلك «التحرير» سوى جعل العراق كعكة دسمة يتقاسمها زعماء العشائر والتيارات السياسية والدينية، ووكلاء الاحتلالات المتعددة المحيطة ببلاد الرافدين؟
وإذا عدنا إلى الذاكرة، يحق لنا أن نسأل أصحاب الاتهامات المذهبية عن الفئة الدينية التي ينتمي إليها معظم أكراد العراق الذين كانوا سبّاقين لاستقبال الغازي بالورود. أليس معظم هؤلاء من السنّة؟ ألم تُبحر الأحزاب الإسلامية السنيّة في سفينة الاحتلال تحت عنوان الانخراط بالعملية السياسية خشية أن «تخرج من المولد بلا حمّص»؟ وهل «جيش لحد العراقي» أو ما يُسمّى «الصحوات» في المناطق السنيّة، يعتقدون بولاية الفقيه؟ فكما كان هناك أطراف تنتمي إلى أحزاب شيعية تخدم الاحتلال، كان لها نظراؤها في كل الطوائف والأعراق، وكلا الجانبين خائن. أما العمل المقاوم، فقد شاركت فيه فصائل شيعية الى جانب فصائل سنيّة، وكلا الطرفين أبلى بلاءً حسناً في إفشال المشروع الأميركي في المنطقة.
أما مسألة مقارنة التدخل العسكري في العراق بما حدث في ليبيا، فهي مقارنة مُجحفة، إذ إنّ الاستعانة بقرار دولي حول ليبيا لمنع قتل المدنيين ـــــ رغم محاذيره الكثيرة والأخطاء الفادحة في تطبيقه ـــــ لا يشبه إدخال جحافل المعتدين إلى أرضنا، والتنكيل بأهلنا وأخذ حق التحكم بالعملية السياسية لإخراجها بشكلها الطائفي المقزّز. ليبيا ليست العراق، وتعميم الخيانة على الجميع بتلك الصورة أمر غير واقعي، ما دامت العملية السياسية في ليبيا لم تتم. نعم قد نقول إنّ طلب مساعدة الأطلسي في ليبيا جنحة، وفي العراق كان جناية، ولكن لنبقى على رأينا السابق بإعطاء الليبيين فرصة لتحقيق اكتفائهم الذاتي، والاستغناء عن خدمات الطامعين، قبل اتهامهم.
لعل جل ما تحتاج إليه طبقة المثقفين يا سيد فضل الله هو تهفيت الخطاب المذهبي، ووضع الأمور في سياقها المصلحي الدنيوي الذي لا علاقة له بتاتاً بما أتى به الدين من أخلاقيات وقيم. فالمفارقة أنّ التيارات الدينية التي تتهم الغرب بازدواجية المعايير تمارس تلك الازدواجية بأبشع صورها، حتى تجاه من يشاركونها وجهة الصلاة وصفحات الكتاب «المقدّس».

* من أسرة «الأخبار»


الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

Dar Al Hayat - في سبيل حل الخلاف بين السنّة والشيعة

في سبيل حل الخلاف بين السنّة والشيعة
الاربعاء, 13 يناير 2010
عبدالعزيز بن عثمان التويجري *

الجدل الذي أُثير أخيراً في بعض وسائل الإعلام، والذي تناول موضوع «التطرف الديني»، سواء المنسوب الى الشيعة أو المنسوب الى السنّة، يحملنا على العودة إلى القضية التي أصبحت تقلق الضميرَ الإسلاميَّ وتشكل تهديداً حقيقياً للمجتمعات الإسلامية، وهي قضية الخلاف بين السنّة والشيعة، ولا أقول «الصراع السني - الشيعي» أو «النزاع السني - الشيعي» كما يردد بعضهم من الطائفتين. ولا شك في أن العلاقة بين الطائفتين ليست حسنة، خصوصاً في هذه المرحلة التي تكشف فيها كثير من الأمور الخلافية التي كانت خافية أو مطمورة في بطون الكتب غير ظاهرة للعيان، وغير منتشرة على نطاق واسع، كما هي اليوم في عصر الإنترنيت والفضائيات.

والواقع أنَّ الخلاف بين السنّة والشيعة غير واضح المعالم لدى غالبية المسلمين، فهو خلاف قديم مبني على اختلاف الرؤية والاعتقاد في قضية الإمامة وما يترتب عليها من أمور دينية ودنيوية. وهذا الاختلاف يولد الالتباسَ الذي يأتي من وجوه عدة، الجامعُ بينها عدمُ الوضوح، مما يخفي الحقائق عن الأعين ويثير الشكوك. وتتسبَّب هذه الحالة غير السوية، في عرقلة الجهود التي تبذل للتقريب بكل دلالاته ومعانيه ومفاهيمه. والعقلاء والحكماء من الجانبين، يعترفون بأن ثمة مسافة تباعد ما بين السنّة والشيعة، وإلاَّ لما كان هناك داع إلى حركة «التقريب بين المذاهب الإسلامية» التي وضعت لها استراتيجية اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي في دورته العاشرة المعقودة في ماليزيا عام 2003.

من خلال المتابعة والمراقبة في إطار اهتماماتي الفكرية والوظيفية أيضاً، ألاحظ أن ثمة مواقع إلكترونية كثيرة محسوبة على جهات ذات وزن وتأثير في محيطها، تشن هجوماً شديد اللهجة على صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وعلى أزواجه في شكل دائم وبلغة مستفزة. بل توجد بعض المواقع على شبكة المعلومات العالمية، تتضمن تكفير من لا يؤمن بالأصول والأركان التي يؤمن بها الشيعة، وبخاصة عقيدة الإمامة والولاية. وقد وقعت على بعض المؤلفات التي نشرت باللغة العربية، تشتمل على سبّ الصحابة ولعنهم بصريح العبارة. وسبق لي أن كتبت حول هذا الموضوع إلى سماحة الصديق الشيخ محمد علي التسخيري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، على أثر اطلاعي على كتاب صادر عن إحدى المؤسسات الإيرانية تتطاول مؤلفته على صحابة رسول الله عليه السلام، وتستفز مشاعر غالبية المسلمين من السنّة بصورة جارحة. ومثل هذه المواقع وهذه الكتب تضرم نار الفتنة بين أهل القبلة، وتستدعي ردود فعل عنيفة وهجوماً مضاداً. ومما يزيد من خطورة هذه الحملة الضارية ضد السنّة من جانب جهات تنتمي إلى الطائفة الشيعية، أن غالبية القيادات الدينية الشيعية، وأقصد بذلك كبار المراجع، تلوذ بالصمت، ولا تحرك ساكناً، ولا تبادر إلى البراءة من الهجوم على السنّة وتكفير من لا يؤمن بالأصول والأركان التي يؤمن بها الشيعة، ولعن الصحابة الكرام، بخاصة الشيخين أبي بكر وعمر وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم. بل إن المواقع الخاصة ببعض كبار المراجع الدينية الشيعية تتضمن تكفير من لا يؤمن بولاية آل البيت وعصمتهم. ولست أشك في أن قيام المراجع الدينية الشيعية بواجبها إزاء وقف هذه الحملة بصورة صريحة وواضحة، سيؤثر إيجاباً في التخفيف من حال الاحتقان التي تثير القلق والتي يستشعرها المسلمون جميعاً، ويرون فيها تهديداً للتعايش بين الطائفتين وللتعامل على قاعدة الأخوة الإسلامية الجامعة.

ولا يمكن إعفاء الطرف الثاني من مسؤولية إثارة الفتنة وتكفير من لا يؤمن بعقيدة أهل السنّة والجماعة. وهؤلاء هم فئة من علماء الدين ومن المتحدثين في الفضائيات والمشاركين في المواقع الإلكترونية ومن الكتّاب في بعض الصحف، ممن يعميهم التشدّد والغلو، والتنطع والشطط أحياناً، عن تجنب الوقوع في محظور تكفير المسلم أيّاً كان مذهبه.

ومهما يكن من أمر، فليس مقبولاً أن تندفع هذه الفئة من علماء الدين في ردود فعل تنحرف بها عن جادة الحكمة والتبصر في عواقب الأمور، ولتنزلق في مهاوي التنابز بالألقاب والتطاول على المقامات الكريمة بفاحش القول. ذلك أن التشدد والغلو في الدين من كلتا الطائفتين، مخالف لصحيح الدين ووخيم العواقب.

إن التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أصبحت له اليوم استراتيجيةٌ واضحةُ المعالم ذات أهداف منسجمة متكاملة لا خلاف عليها، وآليات تنفيذ معتمدة، يبدأ من تنقية الكتب المرجعية من كل ما من شأنه تكفير المسلم وإثارة الفتنة التي تضر بالمصالح العليا للأمة الإسلامية، وتضعف قدرات العالم الإسلامي.

وتهدف «استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية» إلى التخفيف من حدة الاختلاف وتضييق شقته بين أتباعها إلى الحدود الممكنة، وذلك استجابة لدعوة الحق سبحانه وتعالى، إلى الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة بكل أشكالها والتعصب بكل ألوانه. «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». ولتعميق مفهوم «الاعتصام»، قرنه الله تعالى في كتابه بالأمر الإلهي «ولا تفرقوا»، كما قرنه عزَّ وجل بـ «جميعاً»، حيث إن الاعتصام «فعلٌ جماعيٌّ منافٍ للفرقة». وهذا البيان الإلهي غاية في البلاغة وفي منتهى الدلالة على وجوب الاعتصام التام الذي لا يترك مجالاً للفرقة ولو في أضعف مظاهرها.

وتستند هذه الاستراتيجية إلى الجوامع التي توحد ولا تفرق، وتقارب ولا تباعد، وتقوي كيان الأمة ولا تضعفه، وذلك في إطار فقه المقاصد الشرعية وقواعد الإسلام الكلية التي لا يجوز الخروج عنها أو تجاوزها، ترسيخاً للتضامن الإسلامي، وإشاعة لروح الأخوة الإسلامية.

إن الأصول الثابتة والكليات القطعية التي بها يكون الإسلام وبغيرها ينتفي، هي: الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه، أي التوحيد، والنبوة، والمعاد. فهذا ما جاء به القرآن الكريم وبلغه رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام. وهذه هي الجوامع المانعة للفرقة القاطعة لدابرها. وحول هذه الأصول تجتمع الأمة، وبها يتم الاعتصام بحبل الله، أي بالقرآن الكريم كتاب الله الخالد الموحى به إلى رسوله ونبيه محمد بن عبدالله (صلّى الله عليه وسلّم)، والسنّة الصحيحة قولاً وفعلاً وتقريراً. والاختلاف في هذه المفاهيم الرئيسَة، هو مبعث للفرقة ومصدر للاحتقان في العلاقة بين السنّة والشيعة وسبب للخلاف بين الطائفتين.

إن حل الخلاف بين السنّة والشيعة يتطلب الصراحة التامة والشجاعة الكاملة من العلماء الأعلام في الطائفتين، في طرح القضايا التي يجب أن ينظر فيها من زاوية الحرص على المصالح العليا للأمة الإسلامية، أولاً وقبل كل شيء. ونستطيع أن نقول في ضوء ما جرى وما يجري، إن هذه المصالح العليا تستدعي القيام بما يمكن أن نسميه على سبيل الاصطلاح «حل الخلاف بين السنّة والشيعة».

*المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).


الاثنين، سبتمبر 26، 2011

NNA - Official website - سياسة - وفد "تجمع العلماء" زار "المؤتمر الشعبي" . وتشديد على "ضرورة التماسك والتمسك بالوحدة الوطنية".



وطنية - 26/9/2011 زار وفد من "تجمع العلماء المسلمين" برئاسة الشيخ حسان عبدالله مقر "المؤتمر الشعبي اللبناني" وكان في استقباله رئيس المؤتمر كمال شاتيلا وأعضاء من القيادة.

بعد الزيارة، قال الشيخ عبدالله: "كان اللقاء فرصة للتباحث في التطورات في المنطقة العربية التي تجمع على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة.ان ما يحصل اليوم في الأمم المتحدة من فيتو اميركي على دولة فلسطين أو انشاء دولة فلسطين إنما يؤكد أن الولايات المتحدة الاميركية ليست وسيطا نزيها.أيدنا ما طرحه البطريرك الراعي في موضوع المسيحيين في الشرق، فهم جزء اساسي من هذه الامة".

من جهته، قال شاتيلا: "من الطبيعي أن نؤكد في هذه الظروف التي تنتصر فيها الارادات العربية على منع استغلال الاميركيين والصهاينة لهذه الانتفاضات واحياء مشروع الشرق الأوسط الكبير التدميري لهذه المنطقة والهادف الى تقسيمها على أساس عرقي وطائفي ومذهبي. فنحن نشدد دائما ومعا على ضرورة التماسك لتشكيل سد منيع في وجه هذا المشروع المدمر الخطير من خلال تعزيز وحدة المسلمين والتمسك بالوحدة الوطنية".

جريدة الراي - محليات - منسّق «الوحدة الإسلامية» في «التطبيقي» محمد ملك: سنسعى لمقاعد الاتحاد أو تحقيق الرقم الصعب - - 26/09/2011


التنافس في الانتخابات ليس مقصوراً على قائمتي «المستقبل» و«المستقلة»... بل نحن هنا

منسّق «الوحدة الإسلامية» في «التطبيقي» محمد ملك: سنسعى لمقاعد الاتحاد أو تحقيق الرقم الصعب

محمد ملك
محمد ملك








| كتب تركي مساعد |

قال المنسق العام لقائمة الوحدة الاسلامية، في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، محمد ملك، ان «التنافس في الانتخابات ليس مقصورا على قائمتي (المستقبل الطلابي)، و(المستقلة)، بل نحن هنا... وسنسعى لمقاعد الاتحاد، او تحقيق الرقم الصعب».
وأضاف ملك، في حوار خاص مع «الراي»، أن «الوحدة الاسلامية ستكون سدا منيعا لكل من يظن انها سهلة، أو تخوض الانتخابات من اجل التواجد الطلابي فقط، بل سوف نسعى إلى الهيئة الادارية او تحقيق ارقام تنافسية».
وأشار ملك، الى ان القائمة لا تنتمي الى تيار اسلامي ديني، «بل عملنا طلابي مستقل بذاته، وقراراتنا تسير وفق أجندة طلابية تسعى إلى تحقيق الأفضل للمصلحة الطلابية، ووفق مبدأ الإسلام ومنهج القرآن والدعوة إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وليس للطائفية والتفرقه مكان بيننا، ووحدتنا الوطنية هي ملاذنا، ولذا اخترنا شعارنا لحملتنا الانتخابية، (يدًا بيد... نبني الوطن)، لانه بحبنا واخوتنا وسواعدنا تنطلق الكويت الى الغد والمستقبل الباهر»... وفي ما يلي المزيد من الحديث عن شوؤن القائمة، والانتخابات القادمة.
• ما أهداف قائمة الوحدة الإسلامية في «التطبيقي»؟
- «الوحدة الإسلامية»، هي قائمة طلابية مستقلة بذاتها وفي قراراتها، وتسير وفق أجندة طلابية بحته لتحقيق الأفضل لمصلحة الطالب في جميع المجالات الأكاديمية والعلمية والثقافية.
ومن مبادئنا، أن أساس حركتنا الإسلام، ومنهجنا القرآن، وانطلاقتنا التوحيد، ونحمل لواء الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحارب الأفكار المنحرفة والضالة، ونسعى إلى الوحدة الوطنية والإسلامية وننبذ الطائفية والفئوية، ونتعاون مع جميع التيارات والفئات لتحقيق المصلحة الوطنية.

• ماذا عن استعدادات القائمة لخوض انتخابات الاتحاد، وكيف ترون وضعها في الانتخابات؟
- نحن على أتم الاستعداد لخوض الانتخابات، حيث قمنا بكل ما هو مطلوب لذلك، وكما قال العزيز في كتابه الكريم، ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والملائكة والمؤمنون)، ولا نزال نقدم كل ما هو مطلوب منا، حتى نحوز رضا الجميع في أدائنا، وسنخوض الانتخابات المقبلة بكل روح عالية وعزيمة ثابتة، وسنسير على قاعدة إلهية عظيمة، بقوله تعالى، (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
• ما الشعار الذي اخترتموه لحملتكم الانتخابية؟
- سيكون شعارنا في هذا العام النقابي، وخصوصًا في أيام الانتخابات، هو (يدًا بيد... نبني الوطن)، فوحدة الطلبة وتماسكهم بمبادئهم الأكاديمية والأخوية يزيد من ثقافتهم وعطائهم وقدراتهم اللامتناهية.
• هل تسعى القائمة إلى التنافس على مركز متقدم أم المحافظة على مركزها السابق؟
- سننافس جميع القوائم الطلابية الأخرى، بكل أخوة ومحبة، وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، من دون المساس بشخص الناخبين كما يفعل البعض، كما أننا وكعادتنا دوما نخوض الانتخابات لا على أساس منصب يجب الفوز به، أو التعارك من أجله، حتى يكون للقائمة كيان أو صوت، بل نخوض الانتخابات بكل خلق حسن وفكر واعٍ وطرح أكاديمي.
• هل ستبقى الارقام ثابته دون 500 صوت، ام انها سترتفع في هذا العام؟
- الرد على هذا السؤال، سيكون من واقع الانتخابات ونتائجها، وباعتقادي أن الجواب قد يكون معلوما لدى الطلبة المتابعين لنتائج الانتخابات على مر السنين الأخيرة، فكل من يتابع هذه الانتخابات ونتائجها يرى بأن مستوى القائمة يشبه حالة «موج البحر» ترتفع في فتره من السنين وتنخفض في أخرى، ولكن كل المؤشرات في هذا العام تشير إلى أن الأصوات ستكون متزايدة.
• ما تقييمكم لتجربة التصويت الالكتروني في «التطبيقي»؟
- هي خطوة إيجابية، ونحن ندعمها، لانها تساعد على تسهيل نظام التصويت، وتساهم في تقليل الازدحام عند صناديق الاقتراع، ولكن لدينا تحفظ وانتقاد على آلية الفرز الإلكتروني، ومن المعروف عنا أننا من أشد المعارضين والرافضين لعملية الفرز الإلكتروني منذ السنة الأخيرة، وكل ما نتمناه أن تقوم عمادة الرعاية والأنشطة الطلابية بتغيير النظام في هذا العام، والأخذ برأينا كقوى طلابية تسعى لإنجاح العرس الانتخابي، وتطويره على أسس سليمة وقابلة لمستوى ثقافي ونقابي راق يحوز رضا جميع الأطراف المتنافسة في الساحة النقابية.
• يرى البعض أن التصويت الالكتروني أدى الى عزوف طلابي؟
- برأينا وكما بات واضحًا للجميع، خصوصًا في السنة الأخيرة، أن المشكلة كلها تقع على عاتق عمادة الأنشطة والرعاية الطلابية، والاتحاد العام للطلبة، وذلك لعدم قيامهما بعملية تثقيف الطلبة بطريقة التصويت الالكتروني، وهجوم القوائم الطلابية وانتقادها الكبير لآلية الفرز الالكتروني، وما يشوبها من أخطاء وعدم شفافية، وهي أمور أفقدت الانتخابات مصداقيتها خصوصًا في السنة الماضية، وبالتالي وجود عزوف طلابي.
• هناك من يتهم القائمة بالانتماء إلى تيار اسلامي؟
- أعود وأكرر بأننا قائمة طلابية مستقلة بحالها، يدير شؤونها بعض الطلبة في الهيئة العامة للتعليم والتدريب التطبيقي، وينظمون أمورها، كما يقومون بالتبرع لتفعيل البرنامج السنوي للانتخابات من حسابهم الشخصي، ولولا الدعم المادي البسيط والمشكور من بعض الأكاديميين الذين يتفقون معنا بالأهداف والمبادئ لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
• ماذا عن ميزانيتكم وهل هناك تمويل لحملتكم الانتخابية؟
- كل الصعوبات التي نعانيها كانت من الناحية المادية، ونحن كقائمة طلابية مستقلة بذاتها نعاني من المشاكل المادية، فالبرامج والأنشطة التي نقوم بها لا يمكن أن تغطيها نفقات الطلبة أنفسهم عليها، ولولا القليل من التبرعات المشكورة من بعض الأكاديميين، لما تمكنا من أن نحقق ما حققناه.
• ما تقييمكم لعمل اتحاد «التطبيقي» الحالي كقائمة طلابية تخوض انتخابات الهيئة الادارية للاتحاد؟
- الاتحاد أخطأ عندما جعل القوائم الطلابية والطلاب بشكل عام يقيمون أداءه بالفشل، عن طريق تنازع أعضائه داخليًا منذ أن فاز بمقاعد الانتخابات في السنة الأخيرة، وهذا إن دل فيدل على أن القائمة التي يأتي منها الاتحاد في السنين الأخيرة لم يكن من أهدافها النظر إلى مشاكل الطلبة وتذليل الصعاب أو حل مشاكلهم أو تحقيق مصالحهم الدراسية والثقافية والأكاديمية، بل كان جل همه هو المنصب الذي سيشغله و البهرجة الإعلامية التي ستدور حوله.
• هناك من يحاول إلغاء دوركم وتواجدكم كقائمة منافسة وحصر التنافس مابين «المستقبل» و«المستقلة»... فما تعليقكم؟
- هذا الكلام غير صحيح، ونحن نتوقع ونلتمس روح المنافسة الشديدة والقوية بيننا، وبين جميع القوائم الموجودة بالساحة، ورجاؤنا ألا يحول البعض من هذه القوائم قلب روح المنافسة إلى روح العداء و الصراع على المناصب كما كانوا يقومون بمثل هذا في السنوات السابقة، وألا يتخذوا من هذه الانتخابات أو غيرها أداة للوصول إلى غايات شخصية وأنانية بل أن تكون أداة لبث روح التآخي بين الطلاب.
• ما موقفكم من موضوع اعادة الانتخابات للروابط الطلابية في مختلف كليات الهيئة؟
- موقفنا ثابت و معروف منذ سنين طويلة، فنحن أول من طالب بإعادة الانتخابات للروابط الطلابية لما فيها من مصلحة كبيرة للطلبة وتخفيف العبء على الاتحاد العام للطلبة في كليات ومعاهد الهيئة وزيادة الوعي النقابي لدى الطلبة، كما أنه سيساعد على تطوير الكليات والمعاهد من خلال التطور الثقافي و العلمي لدى الطلبة.
• العديد من القبائل اعلنت اسماء مرشحيها لخوض الانتخابات وفقا للقوائم التي ينتمي إليها ابناؤها فما تعليقكم على ذلك؟
- مثل هذا الفعل مرفوض فكريًا وعقائديًا ووطنيًا، فعلى الصعيد الفكري مثل هذا الفعل يبطئ من التقدم العلمي، ويأخذ بنا وبالأيدي العاملة في الوطن إلى الوراء، ما يجعلنا متأخرين، كما أنه يبخس من حق أصحاب العقول النيرة والفعالة بين شباب ورجالات من خارج أبناء القبائل، وهذا ظلم لهم، وأما على المستوى العقائدي، فالإسلام حارب الجاهلية وتفاخرها بالقبلية، ورفض مثل هذه الأفكار، ووضع بدلاً منها الحرية الفكرية.

شبكة راصد الإخبارية :: الشيخ الصفار يدعو إلى الاعتراف بالتعددية المذهبية

شبكة راصد الإخبارية
الشيخ الصفار يدعو إلى الاعتراف بالتعددية المذهبية


شبكة راصد الإخبارية - « مكتب الشيخ الصفار » - 25 / 9 / 2011م - 3:30 ص
الشيخ حسن الصفار
الشيخ حسن الصفار

- ويتساءل لماذا يعترف بمذاهب تابعة لتلامذة الإمام الصادق فيما يتجاهل مذهب الإمام نفسه.
- ويدعو إلى مشاركة شعبية أوسع في الانتخابات البلدية رغم الثغرات القائمة.
- ويقول بأنه وفقا لظروف بلدنا فإن المشاركة في الانتخابات خير من المقاطعة.

دعا الشيخ حسن الصفار إلى الاعتراف بالتعددية المذهبية وإقرار حق المواطنين الشيعة في التعبد وفقا لمذهبهم.

وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف "ينبغي الاعتراف بحق المواطنين الشيعة في التمذهب بمذهبهم وأن يمارسوا عبادتهم ويطبقوا أحكام مذهبهم فهذا حقهم الطبيعي".

الصفار وضمن تناوله لسيرة الإمام جعفر الصادق سادس أئمة أهل البيت الذي تصادف ذكرى وفاته الخامس والعشرين من شهر شوال تساءل عن دواعي الاعتراف بالمذاهب الأخرى فيما يستمر تجاهل المذهب الجعفري.

وقال "لماذا يعترف بمذاهب تابعة لتلامذة عند الإمام الصادق كالإمام أبي حنيفة والإمام مالك فيما يستمر تجاهل مذهب أستاذهم الصادق نفسه".

وتابع بأن الاعتراف بالحريات الدينية للناس مبدأ قرآني إسلامي أقرته القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان ولا يجوز لأي حكومة أن تتنكر لحق مواطنيها في الالتزام بالمذهب الذي يؤمنون به.

وأضاف بأن اغلب دول العالم الإسلامي اعترفت بالتنوع المذهبي فيها.

وانتقد في السياق ذاته العقبات الرسمية تجاه بناء المساجد للشيعية أو العمل بأحكام مذهبهم في القضايا الأسرية.

صورة ارشيفية لرجل دين يدلي بصوته في الانتخابات البلدية بالشر
رجل دين يدلي بصوته في الانتخابات البلدية في القطيف (ارشيف)

وقال الصفار بأن انتهاك الحريات الدينية يجعل بلادنا عرضة للتنديد في التقارير الحقوقية الدولية كما يفتح ثغرة كبيرة تنفذ منها الإدارات الغربية لأغراضها السياسية.

ويدعو للمشاركة في الانتخابات البلدية

ودعا الشيخ الصفار في الخطبة الثانية المواطنين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم من أعضاء المجالس البلدية في الانتخابات البلدية المزمعة يوم الخميس المقبل.

وأضاف "أرى ان من المناسب المشاركة في الانتخابات البلدية لتعزيز الوعي الديمقراطي الانتخابي وإبراز الطاقات الموجودة في المجتمع وإيصال كفاءات تعمل في صالح المجتمع في القضايا الخدمية".

في مقابل ذلك أبدى الشيخ تفهمه للآراء الداعية لمقاطعة الانتخابات نتيجة محدودية صلاحيات المجالس ومنع المرأة من المشاركة في التصويت وبقاء المجالس "نص منتخبة".

وقال الصفار "ندرك بأن لدى بعض الناس إحباط لاعتقادهم بأن الانتخابات البلدية السابقة ستكون بوابة لإصلاحات سياسية أوسع لم تأخذ طريقها على ارض الواقع".

غير أنه شدد على الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة في هذه الانتخابات والاستمرار في الوقت نفسه في المطالبة بتوسيع رقعة المشاركة الشعبية.

وقال "ضمن ظروف بلدنا نرى أن المشاركة في الانتخابات البلدية أمر مفيد وينبغي للناس أن يستفيدوا من هذه الفرصة".

وتمنى بأن يكون هناك إقبال كبير على صناديق الاقتراع وان تكون نسبة المشاركة عالية.

وفي السياق نفسه استنكر الصفار استبعاد بعض المرشحين من السباق الانتخابي لأسباب غير واضحة.

وتساءل "لماذا يتم استبعاد بعض المرشحين ولماذا يضيق صدرهم بمن يختلف معهم في رأي محدود". موضحا بأن قيمة المشاركة الشعبية تكمن في أنها تتسع لجميع الآراء على حد تعبيره.

وأعرب عن أمله في أن تجري الانتخابات البلدية في أجواء من الاحترام المتبادل والتنافس الإيجابي وأن يصل للمجالس من يخدمون المجتمع بشكل أفضل.

وأضاف بأن من حق كل مرشح أن يبين نقاط قوته للناخبين دون الإساءة للمرشحين الآخرين كما أن لكل ناخب حق التصويت للمرشح الذي يقتنع بكفاءته وجدارته.

وتمنى على أعضاء المجالس في الدورة المقبلة دراسة تجربة المجالس المنتهية وأن يستفيدوا من نقاط القوة في تجربتها ويتلافون نقاط الضعف فيها ويسعون لخدمة مجتمعهم بشكل أفضل.


"نقابة الأشراف" تتبرأ من تكفير الشيعة وتتمسك بالوسطية

"نقابة الأشراف" تتبرأ من تكفير الشيعة وتتمسك بالوسطية

"نقابة الأشراف" تتبرأ من تكفير الشيعة وتتمسك بالوسطية

تبرأت نقابة الأشراف مما نسب لها في مجلتها الرسمية التي تصدر شهريا وتحمل اسمها من "تكفير الشيعة من خلال نقاط خلافية تخرج الشيعة من ملة الإسلام"، وأكدت النقابة أن ما نشر بالمجلة هو مجرد وجهة نظر شخصية لصاحبها لا تعبر عن رأي النقابة، مشددة على أنها ستنشر توضيحا لرؤيتها في العدد المقبل.

موقف النقابة الأخير جاء متوافق مع موقف الأزهر؛ حيث أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر في تصريحات خاصة لـ«أون إسلام» أنه لا خلاف بين السنة والشيعة حول القرآن الكريم، وأن الشيعة أنفسهم يؤكدون أنه لا يوجد نسخة واحدة من القرآن تختلف عن المصحف الذي بين أيدينا، واصفا ما يحدث على شاشات بعض الفضائيات من القول بزيادة القرآن أو نقصه بأنه «عبث كاذب يستهدف تقسيم المسلمين».

وقال محمود الشريف، نقيب الأشراف إن "النقابة تلتزم بالتقريب بين كافة المذاهب الإسلامية، والتمسك بوسطية الشريعة الإسلامية السمحاء، ومحاربة التطرف والغلو"، مؤكدا أن هذه هي العقائد والمبادئ الأساسية لعقيدة "آل البيت".

وأكد الشريف: "النقابة ليس لها علاقة بما نشر في مجلة الأشراف، هذه وجهة نظر شخصية لا تعبر إلا عن صاحبها فقط"، مشيرا إلى أنه لا يكفر أحداً يقول لا إله إلا الله، وأن النقابة تسعى دائما للتقريب بين المذاهب الإسلامية بمختلف أفكارها طالما أنها لا تحيد عن المبادئ الإسلامية والشرع الحنيف.

وأضاف أنه سينشر تصحيحاً لما نشر في المجلة يتهم الشيعة بأنهم "كفار"، مؤكداً أن النقابة لا تستطيع أن تكفر أحداً يقول الشهادتين، إلا أنه رفض أيضا تطرف بعض المتشددين الذين يوجهون السباب لأمهات المؤمنين والصحابة، موضحا أن الأشراف وأهل السنة والجماعة يحبون آل البيت ولكنهم يرفضون المغالاة والتشدد.

ومن جهتها، انتقدت الطريقة العزمية أكبر الطرق الصوفية ويرأسها الشيخ علاء أبو العزائم ما نشر في مجلة نقابة الأشراف من تكفير للشيعة، وهجوم على إمامة علي رضي الله عنه، حيث ذكرت مقالة بمجلة الأشراف أن الإمام علي ليس أحق بالخلافة.

وقال الشيخ علاء أبو العزائم "الإمام علي هو إمام الأئمة، ولم يلقب أحد بالإمام سواه باتفاق الصحابة، أما ما ورد في مجلة الأشراف عن مصحف فاطمة واتخاذه ذريعة بالتكفير أو الفرقة بين السنة والشيعة فهو مخالف للحقيقة؛ حيث إن مصحف فاطمة هو كتاب عن سيرة النبي وليس قرآنا".

وأضاف: "هناك أجندة وهابية تريد التشكيك في إمامة سيدنا علي وتصف الأمر على أنه مواجهة للشيعة، وتجعل من السنة والشيعة فريقين متنازعين".

وحول موقف الأزهر من تردد وجود مصحف للشيعة يجعلهم مخالفين للسنة أكد شيخ الأزهر د. أحمد الطيب أنه لا خلاف بين السنة والشيعة حول القرآن الكريم.

وقال الطيب إن "إشاعة وجود مصحف للشيعة غير مصحف أهل السنة وأن هناك تحريفا قد طال القرآن الكريم هو نوع من العبث ومخطط يستهدف النيل من الإسلام والتشكيك في عقيدة المسلمين".

وأضاف: "إن الشيعة ليس لهم مصحف مخالف للسنة والقول بغير ذلك كذب، والمصحف المتداول بين أيدينا بداية من الفاتحة هو الصحيح، وقد رتبه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته بوحي من الله ووضع كل آية في مكانها كما أمر الله".

وأشار إلى أن ما جمعه الصحابة، وما كان عند السيدة فاطمة هو مصحف واحد ظل يتداول بين المسلمين بترتيبه وآياته حتى يومنا هذا.

وأوضح شيخ الأزهر أن الشيعة أنفسهم يؤكدون على أنه لا يوجد نسخة واحدة من القرآن تختلف عن المصحف الذي بين أيدينا، ولذلك ما نراه على شاشات الفضائيات من محاورات شيطانية من القول بزيادة القرآن أو نقصه عبث كاذب يستهدف تقسيم المسلمين، وتنفيذ مخططات سياسية، ولذلك على علماء الفريقين أن يفيقوا من تلك الخدعة ويكفوا عن ترويج الأباطيل وإلباسها ثوب الحقيقة والعلم.


الأحد، سبتمبر 25، 2011

الآخر المسلم وإشكاليات الحوار - فكر - موقع ثقافة ومعرفة - شبكة الألوكة


يأخذ الخطاب الإسلامي عند بعض الاتجاهات العاملة للإسلام، وعند بعض الدُّعاة منحًى غريبًا، فيأتي الحديث عن الآخر المسلم المخالف لهذا الاتجاه، وكأنه مخالف للإسلام وخارج عن عباءَته، ما لَم يَلتزم بفكر هذا الاتجاه أو ذاك التيَّار، وربما يكون الآخر هذا موازيًا له في التوجُّه والدعوة إلى العودة إلى صحيح الإسلام، ولكن قد تختلف وسائلُه وأدواته.

وتكمُن المشكلة في أنَّ الوسائل في عُرف بعض التيَّارات صارَت غايات وأهدافًا، بل اختلطَت في كثير من الأحيان الوسائل بالغايات في ذِهنِ بعض الدُّعاة، والأدهى أن يتحوَّل الخطاب الإسلامي إلى خطاب أُحادي فردي؛ كلٌّ يتحدَّث حسب تصوُّره الشخصي ومساحته العقليَّة، والتي ربما تكون قاصرَة في فَهم بعض الأمور التي لَم يطَّلِع عليها، ويَفقد الخطاب الإسلامي في بعض أحيانه المرجعيَّة، وهذه مشكلة كبرى، والأخطر منها فقدان التكامُليَّة وتوحُّد الأهداف العامة.

لا بد أن تُدرِك هذه التيَّارات أنها تتحرَّك في إطارين؛ إطار خاص: هو فكر هذا التيَّار أو ذاك، ولا بأس بوجوده ما دام يصبُّ في مصلحة الإسلام، ولا يتعارض مع مبادئه، وإطار عام: هو الإسلام بمعناه العام وبشريعته الجامعة لكلِّ الأفكار، فلا يمكن أبدًا أن تُقدَّم الأفكار الخاصة على مبادئ الإسلام العامة وثوابته الشرعيَّة، فالإسلام أكبر من الجميع.

وقد كانت الانتماءات القَبَليَّة موجودة في عصر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولَم يَلغها كانتماءات ومسمَّيات، وإنما دمَجها على المستوى العملي في بَوْتَقة الإسلام العامة، وفي تصنيف المسلمين إلى مهاجرين وأنصار خير دليلٍ، بل كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُقسِّم الجيوش إلى عدة ألْوِيَة، فيعطي لواءً للأنصار وآخرَ للمهاجرين، أو غير ذلك، لكن لَم تكن تعلو راية خاصَّة فوق راية الإسلام التي تَحوي الجميع.

لا بدَّ من وجود تيَّار جمعي يُقرِّب هذا التبايُن الشاسع بين التيَّارات الإسلاميَّة، بشرط ألاَّ يتحوَّل هذا التيار هو الآخر إلى تيَّار جديد، يُناوئ وربما تُناوئه التيَّارات الأخرى، لا بدَّ أن تخرج الوسطيَّة من عباءة هذه التيَّارات العاملة للإسلام وليس من غيرها؛ لأن الوضعَ لا يحتمل تيارات جديدة، فيصبح كلُّ مسلمٍ تيَّارًا وحْده، يُناوئ غيره لمجرَّد اختلافه معه في رأي أو فكرٍ، والأخطر أن يتصرَّف دون النظر للعقل الجمعي، فيضرَّ بتصرُّفه، وهو يظنُّ أنه يُحسن صنعًا.

ويأخذ الحديث عن الآخر المسلم المخالف في الرُّؤى مساحةً كبيرة من الحديث عند بعض التيارات، أو إن أردْنا الدِّقة عند بعض الدُّعاة كذلك، بل إن حلَّلْنا الخطاب الدعوي لبعض الدعاة تحليلاً دقيقًا، سنجد أنَّ نسبة كبيرة من خطابه قائمة على الردود والطَّعن في آراء المخالفين وتفنيدها، وهم في تصوُّره وتصوُّر أتْباعه خصومٌ، فانشغلَ كثير من الدُّعاة ببعضهم، فبَدَوْا أمام الجمهور كأنهم في حَلْبة صراعٍ، وصار لكلِّ داعية مؤيِّدون، وفي نفس الوقت خصوم - إن صحَّ التعبير - وتحوَّلت الساحة الدعوية إلى ساحة أشْبه بالساحة الرياضيَّة، وصارَت ثقافة الصراع هي التي تُحرِّك بعض التيارات ومؤيِّديهم أيضًا، وهي إشكالية كبرى عندما تترسَّخ في ذهن المسلم ثقافة الصراع الفكري أو الفقهي مع الآخر المسلم.

ولا أدري لماذا يَضيق بعضُ الدعاة ذرعًا بالاختلاف؟ مع أنَّ الاختلاف قضيَّة سلفيَّة بالدرجة الأولى، فالاختلاف الفقهي - وحتى الفكري والسياسي - موجودٌ منذ العصور الأولى، عصر الصحابة - رضوان الله عليهم - وهم النماذج العمليَّة لتطبيق الإسلام، وتراث الأمة الفقهي والفكري والدعوي - وتراث السلف الصالح كذلك - مليء بالاختلافات التي لَم تؤثِّر أبدًا على مقاصد الإسلام ومبادئه العامة، وكم رأينا أئمَّةً كبارًا يؤصِّلون للاختلاف ويُثبتونه ويُقِرُّونه، بل يدعون إلى تقبُّله والتعامل معه، فالإمام مالك يقول - وهو يتحدَّث عن نفسه ضمنًا -: كلٌّ يؤخَذ من كلامه ويُرَد، إلاَّ صاحب هذا القبر، ويشير إلى قبر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل يتحدَّث الإمام الشافعي عن نفسه صراحة حينما يقول: رأيي صواب يَحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يَحتمل الصواب.

وهناك فارق كبير بين الاختلاف القلبي والاختلاف الفقهي أو الفكري، فالأوَّل مذموم شرعًا، والآخر مُباح ولا يُمكن الانفكاك منه، أو إلغاؤه أو مصادرته، ما دام في الإطار العام لمبادئ الإسلام ومقاصد الشريعة؛ لأن أيَّ محاولة للقضاء على الخلاف الفقهي، تتعارض مع صريح النصوص وصحيحها.

وإذا رجَعنا إلى نماذج عملية وتطبيقيَّة وتأصِيليَّة لقضية الاختلاف، فسنجد في السُّنة النبويَّة المُطهَّرة - سواء القوليَّة، أو الفعلية، أو التقريريَّة - دلائلَ كثيرة، وليس أدل على ذلك من قصة بني قريظة وحديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصر إلاَّ في بني قريظة))[1].

ثم اختلاف الصحابة في فَهم حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم إقراره - صلَّى الله عليه وسلَّم - السكوتي للفَهْمين وصِحَّتهما معًا، رغم تبايُن التعامل مع نصِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فَهمًا، وفي نفس الوقت عملاً وتطبيقًا؛ حيث صلَّى البعض في الطريق؛ إدراكًا للوقت، وصلَّى البعض بعد أن وصَلوا بني قريظة؛ أخْذًا بظاهر النصِّ.

وبعد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجَدنا الصحابة - رضوان الله عليهم - يختلفون في كثير من الأحكام الفقهيَّة، بل إنهم اختلفوا سياسيًّا، وكان لكلِّ واحدٍ منهم أو مجموعة منهم رأْيُها واجتهادُها في القضايا السياسية التي ظهرَت في ذلك الوقت.

إنَّ من إيجابيَّات الصحوة الإسلاميَّة أن ظهَرت مدارسُ وتيَّارات دعويَّة، انبرَت كلٌّ منها لتأخُذ مكانًا عند ثغرة من الثغور، تُجاهد دونها، وتكافح من أجْلها، فواحدة وقفَت عند ثغرة العقيدة، وأخَذت على عاتقها تصحيح الاعتقاد والعودة بالتوحيد إلى جذوره الأولى ومصادره الأصيلة، وهذه أخرى وقفَت عند ثغرة السياسة ورؤيتها: أنَّ في إصلاح الراعي إصلاحٌ للرعية وحماية لبيضة الدِّين، ولا تترك السياسة للأفكار المُنحرفة والمناوئة للإسلام كمنهج حياة، فندَبَت نفسها لسدِّ هذه الثغرة، وهذه أخرى وقفَت عند ثغرة التربية والأخلاق، وأخرى أخَذت على عاتقها التأصيل العلمي والعودة بالأُمة إلى أصولها العلميَّة الدقيقة، وهكذا ظهَرت تيارات ومدارس دعويَّة وإصلاحيَّة يَجمعها جميعًا هدفٌ واحد هو العودة بالناس إلى الدِّين، والعمل على عودة الدين إلى النفوس والقلوب، بل عودته لتحريك عجلة الحياة.

فلا أدري من أين جاء الاختلاف؟! وإن وُجِد، فما المشكلة في ذلك؟!

إنَّ هناك أهدافًا عامَّة يَلتقي عليها الجميع، ولا يختلف عليها أحدٌ، لماذا لا تُكرَّس الجهود لتتجمَّع حول هذه الأهداف، خصوصًا والمسلمون الآن في حاجة ماسَّة لتأصيل وتفعيل مبادئ الإسلام العامة وثوابته التي تتعرَّض لهجوم ضارٍ صباحَ مساءَ، دون أن يَنتبه أحَدٌ.

لا بدَّ أن يؤصِّل الخطاب الدعوي والإسلامي عمومًا لفكرة التلاقي وقَبول الاختلاف، ما دام في الإطار العام لثوابت الإسلام، ومبادئ الشريعة ومقاصدها العامَّة.



[1] الحديث في صحيح البخاري برقم (946) ، (4119)، ومسلم برقْم (1770)، ورواية البخاري: عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لنا لَمَّا رجَع من الأحزاب: ((لا يُصَلِّيَنَّ أحدٌ العصر إلاَّ في بني قريظة))، فأدْرَك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتِيَها، وقال بعضهم: بل نصلي، لَم يَرِد منَّا ذلك، فذُكِر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يُعَنِّف واحدًا منهم.


Dar Al Hayat - مخطوطة «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة» للإمام الزركشي

Dar Al Hayat - مخطوطة «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة» للإمام الزركشي
مخطوطة «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة» للإمام الزركشي
السبت, 24 سبتمبر 2011
القاهرة - صلاح حسن رشيد

محاولات تلو محاولات قام بها العلماء لتدوين السُنة النبوية المطهرة وتوثيقها، بالاعتماد على روايات كبار الصحابة والصحابيات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والترجيح في ما بينها، ووضع مجموعة من القواعد والاشتراطات لقبول ما يروى عن رسول الإسلام، بصورة علمية ومنهجية لا مثيل لها.

ومنذ عهد الدعوة الإسلامية وبواكيرها، بدأ هذا التوثيق الذي سار جنباً إلى جنب مع رواية السُنة النبوية، وقد ضربت السيدة عائشة رضي الله عنها بسهم وافر في الأمرين: في الرواية، وفي التوثيق، وكانت رائدة فيهما على حد قول الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، في تحقيقه لمخطوطة «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة» للإمام بدر الدين الزركشي، الفقيه والأصولي والمحدث، والصادرة في كتاب جديد عن مكتبة الخانجي في القاهرة بالعنوان نفسه.

ويؤكد المحقق أن هذا الكتاب فريد في بابه، لأن موضوعه هو استدراكات السيدة عائشة، المُحدثة الفقيهة، على الصحابة في رواياتهم. وهي تعرض ما يرويه الصحابة على الأصول الثابتة والمشاهَدة، من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتجد الكثير الذي أدى أداءً مُتقناً، كما صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجد بعضه قد اعتراه الخطأ أو الوهم، أو قد يتعارض مع ما شاهدته أو سمعته من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. ومن هنا نشأت قواعد النقد الخارجي والداخلي للحديث الشريف، ومنها قواعد الضبط، وعرض السنة على القرآن الكريم، والثابت المتعارف عليه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأصول الإسلامية الأخرى.

ويضيف الدكتور عبد المطلب أن السيدة عائشة لم تكن وحدها في هذا المجال، وإنما كان هناك من الصحابة من حذا حذوها، أو حذت حذوه، أو تشابهاً في هذه الاستدراكات، وفي القواعد التي أسست عليها، ومن مجموع هذه الاستدراكات، التي صدرت من السيدة عائشة، ومن غيرها يمكننا أن نقول: «إن السنة خرجت من أيدي الصحابة خالية من الأخطاء والأوهام التي كانت تعتري بعض الصحابة، وهم يقومون بدور تبليغها».

لكن، لا يظن ظانٌ أن استدراكات السيدة عاشئة كانت هي القول الفصل، في هذه القضايا والمسائل «بل كثير منها اجتهادات، تقابلها وجهات نظر أخرى، يقر ما عليه الآخرون، مما استدركته عليهم بحيث لا تتعارض من الروايات التي استدركتها مع ما تراه هي صحيحاً، أو تكون هذه الروايات المستدركة منسوخة وصدر ناسخها من دون علم بعض الصحابة الذين يروونها بهذا الناسخ، أو يكون هذا وذاك من باب العام والخاص، أو المطلق والمقيد».

وهذه المخطوطة تؤكد من طرف غير خفي أن الصحابة لم يكونوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان هناك استدراك اتهم فيه أحد الصحابة أنه كذَب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل بادرت السيدة عائشة بنفي الكذب في بعض الاستدراكات، فقالت: «إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السّمع يُخطئ»!.

ولقد رتب الزركشي مخطوطته على أسماء الصحابة المُستدرك عليهم، وتحت اسم كل صاحبي، يأتي بالأحاديث التي رواها، واستدراك السيدة عائشة عليها، ثم يناقش الزركشي ويصحح ويضعف، ويجمع بين الروايات، إن أمكن الجمع بينها، وفي كل ذلك يتجلى سعة علم الزركشي، ومعرفته بالروايات، ما يتفق منها وما يختلف، وكثرة مصادرة، بما يكون فيه إنصاف للسيدة عائشة، وإنصاف للصحابة الآخرين الذين استدركت عليهم.

ويقول المحقق إن الزركشي سُبق «في التأليف في هذا الموضوع، فها هو أبو منصور عبد المحسن البغدادي (ت 406هـ) صاحب كتاب (استدراك أم المؤمنين عائشة على الصحابة)، وهو يكتفي بإيراد الأحاديث المُستدركة، من دون ترتيب أو تعليق عليها أو تصحيح أو تضعيف أو مناقشة كما يفعل الزركشي، وقد نقل الزركشي عن أبي منصور بعض الروايات التي لم يجدها في مصدر آخر، مما يدل على أنه اطلع على هذا الكتاب، ويبقى للزركشي مصادره المتنوعة، ورواياته الغزيرة، ومادته الواسعة».

وهناك كتاب آخر على علاقة بمخطوطة الزركشي، ألا وهو كتاب «عين الإصابة في استدراك عائشة على الصحابة» للسيوطي، وهو تلخيص لمخطوطة الزركشي، لكن السيوطي حذف ما رآه ليس من الاستدراكات، كما أنه رتبه على الموضوعات، وليس على أسماء الصحابة، كما صنع الزركشي.

وينكر الدكتور فوزي عبد المطلب أن تكون مخطوطة الزركشي طبعت عام 1939م بعناية الأستاذ سعيد الأفغاني، اعتماداً على نسخة وحيدة بخط المؤلف، وقد بذل الأفغاني جهداً كبيراً في قراءة المخطوطة، ونقلها، لأن المخطوطة (النسخة) تصعب قراءتها، وهناك بعض الكلمات التي لم يستطع الأفغاني قراءتها أو قرئت قراءة غير صحيحة، كما أن الأفغاني لم يخرج الأحاديث، بالرجوع إلى مصادر المُصنف، ومن هنا كانت المخطوطة في حاجة شديدة إلى إعادة التحقيق، وتخريج أحاديثها، وشرح غريبها، وتوثيق النصوص، وهو ما قام به المحقق في هذا العمل الجديد.

وممّن استدركت عليهم السيدة عائشة من الصحابة: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وأبي هريرة وابن مسعود وأبي موسى الأشعري وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري والبراء بن عازب وعبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير ومروان بن الحكم وأبي الدرداء وجابر وأبي طلحة وعبد الرحمن بن عوف وأخوها عبد الرحمن بن أبي بكر وعلى فاطمة بنت قيس وأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتوجد للمخطوطة نسخة وحيدة - هي التي اعتمد عليها أيضاً الأفغاني - في المكتبة الظاهرية في دمشق، ضمن مجموعة تحت رقم (32) مجاميع، وهي من لوحة (68) إلى لوحة (114) أي في أربع وأربعين لوحة، وهي ليست على وتيرة واحدة، فبعضها يبدو مزدحماً بالأسطر، وبعضها ليس فيه إلا أسطر قليلة.

يقول الزركشي في مفتتح مخطوطته «الحمد لله الذي جعل فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وأعلى أعلام فتواها بين الأعلام، وألبسها حُلة الشرف.. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة تنظمنا في أبناء أمهات المؤمنين، وتهدينا إلى سنن السنة آمين. وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، الذي أرشد إلى الشريعة البيضاء، وأعلن بفضل عائشة حتى قيل: خذوا شطر دينكم عن الحُمَيْراء».

وآخرها: «بلغ السّماع لجميع هذا الكتاب على مؤلفه شيخي ووالدي الفقير إلى الله تعالى بدر الدين أبي عبد الله محمد ابن الفقير إلى ربه جمال الدين عبد الله الشهير بالزركشي الشافعي، عامله الله تعالى بلطفه، فسمعته ابنته عائشة وفاطمة، وسمع من باب الاستدراكات العامة ولده أبو الحسن علي.. ومدته عشرة مجالس، آخرها يوم الأحد لثمان خَلَون من صفر عام أربع وتسعين وسبعمئة، وأجاز لنا جميع مؤلفاته مُتلطفاً بذلك بسؤالي له».


السبت، سبتمبر 24، 2011

أهل السنة والجماعة ؟ ( بقلم فضيلة الشيخ ماهر حمود)

أهل السنة والجماعة ؟ ( بقلم فضيلة الشيخ ماهر حمود)

2011-09-20



يتم إقحام هذه الصفة أو هذا التوصيف دائما في غير المكان المناسب ، وفيما نؤكد أن هذه الصفة تدل على انتماء فقهي وتاريخي وازن ، ويدل على الأمة الواسعة التي حملت الإسلام ونشرته ، والتي نشبهها دائما بالبحر الواسع الذي تصب فيه الأنهار والجداول ، ويتفاعل "الماءان" لينتج منهما الأفضل، والاهم أن هذا اللفظ أو هذه الصفة تدل على امة الإسلام والسقف العالي الذي يستظل تحته جميع المسلمين ، بكل مذاهبهم واجتهاداتهم ، سواء ، ما عُمّر منها وما لم يكتب له الحياة ، ولا يخفى على احد ، عدد الاجتهادات والمذاهب التي وجدت في تاريخ الإسلام ، وحتى نضرب المثل الأبعد ، فإننا نضرب المثل بالخوارج الذين كفروا من عداهم من المسلمين ، وانتهجوا نهجا خاصا بهم يخالف ما نطلق عليه اليوم (منهج أهل السنة والجماعة) ، ولكن جماعة المسلمين ظلت تعتبر نفسها حاضنة لهذه الفئة الضالة ، حتى سيدنا علي (كرم الله وجهه) والذي مات بعد ذلك بسيفهم الغادر كان يقول : إخواننا وبغوا علينا ، كان ذلك حوالي العام 35 هجرية وصولا إلى العام مئة هجرية ، حيث استقبلهم الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز في بيته وظل يناقشهم في أفكارهم ، وأقام عليهم الحجة في آخر النهار ، إلا أنهم عندما سألوه عن الخلافة هل ستؤول من بعده لواحد من بني أمية ، صمت واطرق ولم يستطع جوابا ، وغادروا المجلس وهو صامت ، كما تروي كتب التاريخ ، ومعلوم أن الشورى عند الخوارج واجبة ، وتناقل الخلافة بالوراثة مرفوض عندهم ... وصولا مثلا إلى الدولة البويهية التي كانت تعتبر دولة شيعية ، ولكنها ظلت تعتبر نفسها تحت سقف الخليفة في بغداد ، وتؤكد أن الخليفة مرجع المسلمين الأعلى ، مرورا على الدولة الفاطمية التي استعانت بنور الدين زنكي ليساعدها في طرد الصليبيين من مصر ، وكان ذلك سبب ذهاب صلاح الدين إلى مصر وإمساكه بزمام الأمور بعد ذلك ...الخ ، والذي لم يسمح لنفسه أن يأخذ الخلافة من الفاطميين إلا بعد أن اكتشف تعامل وزيرين كبيرين مع الصليبيين ، فتحويل مصر إلى دولة تستند على فقه الإمام الشافعي لم يكن بدافع الخلاف المذهبي مع الفاطميين ، بل بدافع تعامل نافذين في مصر الفاطمية مع الصليبيين .
باختصار .. علماء السنة وخليفة المسلمين والفقه الإسلامي الأرحب المسمى فقه السنة، هو حاضن المسلمين وسقفهم ... وإذا أردنا اليوم التحدث عن أهل السنة ، فلا بد من استحضار هذا الدور ، وإلا كان هنالك تشويه لهذا اللفظ وهذه الصفة .

أولا : فقهيا .. يمثل فقه السنة بشكل رئيسي الأئمة الأربعة الذين قعدّوا قواعد الإسلام ونشر المذاهب ورسموا خطوطه العريضة ، وكثير من الخيوط التفصيلية ، ولا يعني ذلك اقتصار الإسلام على هؤلاء فقط ، كما لا يمكن أن يكون إلغاء تراث هؤلاء واجتهاداتهم أيضا مقبولا ، أو أن إلغاءهم والاستخفاف بانجازاتهم أمر مقبول أو مسموح به .. وعلى هذا نحترم الأئمة الذين جاؤوا بعد ذلك أو خلال وجود هؤلاء الأئمة الكبار مثل الإمام الاوزاعي وسفيان الثوري والسيوطي وشيخ الإسلام ابن تيمية، ونحترم كثيرا من الاجتهادات المعاصرة ، ولكننا لا يمكن أن نلغي اجتهاد الأئمة الأربعة أو أن نستخف به .

ففي نظرة سريعة إلى تاريخ الأئمة الأربعة وبقية أئمة الفقه ، نرى أن دورهم كان استيعاب الجميع والإشراف على ما في المجتمع من تغيرات وتفاعلات دون التعصب الذميم أو الأحكام المسبقة ، فهذا مثلا الإمام أبو حنيفة الأكثر تأثيرا في التاريخ الفقهي الإسلامي يتعلم من الإمام جعفر الصادق ، ويمكث عنده سنتين ويقول : لولا السنتان لهلك النعمان ، ولم يكن الإمام أبو حنيفة يرى الخلافة الأموية ولا العباسية نهاية الاجتهاد الإسلامي ، وساهم في ثورتين لأهل البيت ضد الأمويين وضد العباسيين ، فدعم ثورة زيد بن الحسين ، ودعم ثورة محمد بن الحنفية ... ودفع ثمن ذلك ثمنا باهظا . والاهم أن مقياسه لم يكن مذهبيا ، بل كان تحت سقف السعي إلى المصلحة العامة .

وهذا الإمام الشافعي كان يكثر من ذكر آل البيت على عكس هوى السياسة في عصره، حتى اتهم بالتشيع ، ولنلاحظ أن بيته المشهور الذي يتحدث عن هذا الأمر جاء بلهجة دفاعية :
إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي.

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فان الإمام ابن تيمية الذي جاء بعد ذلك بحوالي خمسة قرون ونيف كان له موقف علمي من الشيعة فناقشهم وحاول إقناعهم ، ولكنه في نفس الوقت لم يتخل عن واجبه الإسلامي ، فإذا به يقود الجيش من دمشق في وجه التتار بعد أن تخلى أمير دمشق عن دوره وفر من وجه الجيش التتري ، ولعله من المناسب أن يتم إعادة دراسة تلك الحقبة ليتبين لنا أن موقف ابن تيمية المتشدد من الشيعة كان يستند على سلوك غالبية من كان في عصره من الشيعة ، وكانوا غير متعاونين مع المجتمع بشكل عام لصد هجوم التتار البربري الساحق ، فكان موقفه أولا نابعا من موقف سياسي شرعي، إذا جاز التعبير ، وصولا إلى الموقف الفقهي وليس العكس ، ولو كان الأمر غير ذلك لكانت لهجته مختلفة وطريقة مقاربة لهذا الأمر مختلفة ، تماما بالنسبة إلينا اليوم عندما نرى الفارق الكبير بين شاه إيران والإمام الخميني ، من حيث التوجهات والارتباطات ، أو كالفارق بين فريق من الشيعة استقدم الأميركيين من العراق ، فيما فريق من الشيعة واجه الإسرائيلي ببطولة وشجاعة نادرة في لبنان :

{.... هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ... } هود 24.
وهل الفقه الشيعي هو الذي دفع الشاه وبعض العلماء الذين كانوا يغطونه إلى ما كان يمارس من ظلم ، أو الفقه الشيعي هو الذي برر لبعض الشيعة التعاون مع الأميركي ومن خلفه الإسرائيلي في العراق ، فيما يضرب شيعة آخرون مثلا أعلى في البطولة.. والوطنية والجهاد ... ؟ .

الأمر ليس فقهيا ، والشدة على المخالف تزيد وتنقص وفق الموقف السياسي الذي يخدم المجتمع أو يؤذيه .. ونحن نرى هنا خلطا كثيرا بين الفرق الشيعية ، فيتحدث المتعصبون والمغلقون عن الشيعة وكأنهم كتلة واحدة وموقف واحد ، فيتساوى عندهم المجاهد والوطني مع المتخلف والعميل والفاسد ... الخ . كما يتساوى عندهم المتعصب المتطرف مع المعتدل الذي يعتمد على الدليل .

وهذا يخالف ابسط المبادئ الموضوعية في دراسة التاريخ والمذاهب مختصرا نقول: من يمثل السنة في التاريخ والفقه كان دائما يعتبر نفسه الحاضن والراعي لكل الأمة والشدة على المخالفين أو الترفق بهم كان خاضعا للمستوى الذي عليه الفرق المخالفة في خدمة أهداف الأمة وقضايا الكبرى ، كمواجهة الصليبيين والتتار ثم الاستعمار المعاصر... الخ.

ثانيا : الخلافة الراشدة ، لا شك أن الخلاف الرئيسي بين المسلمين هو في الموقف من خلافة أبي بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وان كان عند الشيعة دلائل قوية يستندون بها على وصاية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بالخلافة ، فان السنة يستندون إلى فعل الإمام علي نفسه ودعمه لخلافتي أبي بكر وعمر ثم عثمان دعما كاملا وغطاء كاملا ، دون أي إشكال خلال 24 عاما كاملة... الخ .

وطبعا لسنا هنا لندخل في المفاصلة الفقهية وفي الجدال الطويل الذي لن ينتهي ، ولكننا نؤكد هنا أيضا أن أهل السنة يستندون في قوتهم الفقهية والتاريخية إلى العدل الذي مارسه عمر بن الخطاب خلال عشر سنوات ، فضرب به المثل الأعلى في العدل والتجرد كأفضل حاكم في التاريخ ، وليس فقط كأفضل حاكم في تاريخ الإسلام ، ولا يخفى على متابع أن سيدنا عليا كان شريكا كاملا في انجازات عمر بن الخطاب ، وكلام عمر في ذلك واضح لا يحتاج إلى دليل .

إنما قصدنا من كل ذلك أن نقول أن أي انتساب إلى تراث أهل السنة والجماعة سيكون ناقصا ومشوها ، إذا لم يتخذ من عدل عمر بن الخطاب وتجرده نبراسا ومنهجا ، ويكفي انه ضرب عمرو بن العاص وهو من هو في الجاهلية والإسلام لإنصاف ولد قبطي ... والأمثلة كثيرة . كل ذلك من اجل أن نقول أن صفة أهل السنة والجماعة يتم تشويهها اليوم عندما نضعها في مواجهة آخرين ، وكأننا فريق من الافرقاء الموجودين على الساحة نتصارع معهم ونتنافس على الريادة والقيادة ، وهذا ليس صحيحا ، علينا أن ننطلق من الآية الكريمة :

{... لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً...} البقرة143

علينا أن نكون كميزان الفصل كالمقياس الذي يقاس عليه الحق والباطل ، فنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ، فان المحسن سيصيب في بحرنا الواسع ، وان المسيء سيسيء إلى نفسه . أما الذي يحصل اليوم فهو قرار جاهلي ، بعضنا يدافع عن السياسيين والمنحرفين من أهل السنة ، فقط لأنهم سنة ، ولا نرى خيرا في أي فريق إسلامي آخر حتى لو كان أمرا واضحا كالشمس ، كالمقاومة مثلا ، ويعمد بعضنا إلى تفسيرات خيالية ، يحاول أن يفسر فيها انتصار المقاومة على إسرائيل ، حتى لا يضطر إلى الاعتراف بان ما فعله هذا الفريق من الشيعة كان أمرا ايجابيا علينا أن ننوه به وان ندعمه . ولا يخفى على ذي لب أن هذا الموقف هو موقف جاهلي عشائري ، نهينا عنه نهيا واضحا بمنطوق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .

الخميس، سبتمبر 15، 2011

من يصنع الفتنة المذهبية ؟ ... [ بقلم فضيلة الشيخ ماهر حمود ]



الشيخ ماهر حمود
من اجل مقاربة سليمة علمية لهذا الموضوع الحساس جدا ، علينا أن نتحلى بصفات رئيسية وهامة لا غنى عنها للوصول إلى نتيجة مقبولة : نذكرها في سبعة نقاط في القسم الأول :

أولها :

أ- عدم التعصب والتحريض الذي يعني بشكل رئيسي ، عدم الانحياز لمجموعة أو لقوم تنتمي إليهم لمجرد الانتماء والدفاع عنهم وعن باطلهم كالمقولة الجاهلية المشهورة التي صححها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : "انصر أخاك ظالما أو مظلوما " .. أن تنصره ظالما أي أن تردعه عن الظلم .

ب- كما يعني عدم التعصب أيضا بشكل رئيسي الاعتراف لخصمك ، بل حتى لعدوك بالخير الذي حققه أو بحق عنده وليس عندك ، مصداقا لقوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8

ومثل هذه الآيات آيات كثيرة بنفس الفحوى ، بل اننا نؤكد أن من أهم صفات المؤمن أن يعترف لخصمه أو لمن هو اقل منه شأنا ، بأنه أصاب في أمر ما ، ومن هنا نمجد كلمة سيدنا عمر بن الخطاب "أصابت امرأة واخطأ عمر" ، والأمثال في القرآن الكريم عن ذلك كثيرة ، وكذلك في التاريخ الإسلامي .

ثانيها : أن يكون كلامنا مبنيا على معرفة وعلى علم سليم وليس على افتراضات وإشاعات ، {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } الإسراء36.

ثالثها : والاهم أن تكون النفوس سليمة ، وأن اعني ما أقول ، فعندما أقول مثلا احترم الخلاف بين المسلمين ينبغي علي أن التزم بذلك ، لا أن ادعي بين الناس حرصي على العلاقة مع الآخر والاعتراف بالآخر ، ثم عندما أخلو إلى جماعتي احرص واعبئ تعبئة ستؤدي بشكل أو بآخر إلى انفجار ما ، عندما تكون أقوالنا كأفعالنا وسرائرنا كظواهرنا سنسلك طريق الإصلاح دون شك ، وهذا يشمل الجميع .

والذي نلاحظه أن أي محاور يستطيع أن يأتي بأدلة معقولة ومنطقية على موقفه ، ولكن هذه الأدلة تأتي لاحقا ، يعني أن يكون المحاور قد اتخذ موقفا مسبقا وبعيدا عن أعين الناس مبنيا على أوهام وافتراضات معينة ، ثم يبحث لها عن أدلة واقعية قد تقنع الخصم ، ولكنها ليست الأدلة الحقيقية التي استند إليها الذي يحاورك ، وهذا أمر خطير .. ينبغي أن يتم التنبيه له .

رابعا : أن يكون فعلا في قناعتي أن خصمي يمكن أن يكون على حق ، جزئيا أو كليا ، وان وجهة نظره قابلة للنقاش وليس ما أنا عليه هو نهاية الطريق ، كقول فقهائنا المشهور : قولنا صحيح يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب .

وإذا كان فقهاؤنا الكبار أمثال أبي حنيفة والشافعي قد تبدلت بعض فتاويهم ، بعد اطلاعهم على أمور لم يكونوا يعرفونها ، فمن باب أولي أن نغير بعض آرائنا نحن عندما تقام الحجة علينا .

الإمام أبو حنيفة قال : لولا السنتان لهلك النعمان ، قصد السنتين اللتين تعلم خلالهما عند الإمام جعفر الصادق وغيّر أثرها بعض فتاويه ، كما غيّر الإمام الصادق نظرته للإمام أبي حنيفة بعد أن اتهمه بأنه بدّل دين جده (النبي صلى الله عليه وسلم)، فعندما شرح الإمام أبي حنيفة رأيه من موضوع القياس وغيره تغير رأي الإمام جعفر في الإمام أبي حنيفة فمكث عنده سنتين .

الخلاصة أن الحوار واللقاء يحطم الحواجز ويفتح القلوب .

أما الإمام الشافعي ، فمعلوم أن عنده مذهبين : القديم في الكوفة ، والجديد في مصر، بعد أن تقدمت به التجربة واطلع من خلال أسفاره على ما لم يكن يعلمه ... الخ .

والحق يقال انه في هذا الصدد فاننا نتعلم كل ما نثبت به رأينا ومذهبنا ونهمل آراء الآخرين ، أو نطلع على آراء الآخرين من مصادرنا ومن وجهة نظرنا ، ثم إذا اطلعنا على وجهة نظر الآخرين من مصادرهم ووفق طريقة تفكيرهم . رأينا أن الفارق كبير بين ما فهمناه عن الآخر من مصادرنا وبين ما يقوله هو ويثبته من خلال مصادره وأسلوب عرضه للموضوع .. إن مثل هذا المثل يجب أن يخفف من غلوائنا وتضخمينا للأمور ولمواطن الخلاف .

خامسا : أن يكون المتحاورون أصحاب قرارهم لا أن تملى عليهم مواقف ، يبحثون عن أدلة شرعية لها ، ويحرضون عندما يؤمرون ويدعون إلى الوئام والألفة عندما يؤمرون ، ولقد لمسنا ذلك لمس اليد في الفترات المذهبية في الفترات القريبة السابقة ، ولا نريد ان ندخل في التفاصيل .

سادسا : أن من ثقافة القرآن أن يحمل الإنسان نفسه مسؤولية الأخطاء قبل أن يحملها للآخرين :

{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } الشورى30 .

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ

إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران165 .

فيما وصف الله المشركين والكفار دائما أنهم يلقون تبعة أخطائهم على الآخرين :

{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا } الأحزاب67

فعلينا أن ننتبه لهذه النقطة وان نبحث عن أخطائنا وإصلاحها قبل اتهام الآخرين .

سابعا : الثقة بالنفس : عندما يحمل عالم دين أو محاور هم الحوار والدفاع عن قضية هامة بحجم الخلاف السني والشيعي ، عليه إلى جانب ما ذكرنا أن يكون على ثقة مما يحمل من علم ومن أدلة وحجج شرعية، وإلا فان موقفه سيكون ضعيفا ، الذي يحصل أن بعض المحاورين يصابون بنوع من الرهاب إذا برزت ايجابية للفريق الآخر ، أو انتقل شاب أو اثنان إلى المذهب الآخر ، أتخيل بذلك وكأنه يصور مذهبنا وكأنه فتاة مراهقة دون العشرين تجلس بين رجال كبار يتربصون بها ، وهذه صورة مزورة للحقائق ، كما أتذكر الطرفة التي تروي عن إنسان معقد يظن نفسه حبة قمح ، وعندما تمت معالجته من مرضه النفسي قيل له اخرج أمام الدجاجة ، فقال أنا أصبحت مقتنعا أنني لست حبة قمح ولكن أخشى إلا تكون الدجاجة قد اقتنعت .

نحن لسنا كذلك ، إن من يحمل تراثا بحجم فقه وتاريخ وانجازات أهل السنة خلال أربعة عشر قرنا لا ينبغي أن يعاني من عقدة نقص أو من خوف أو رهاب من الآخر ، فالتاريخ يثبت أن أمورنا في صعود وهبوط بحسب تطبيقنا للشريعة ، أي بحسب انسجام الأقوال مع الأعمال ، ولقد مرت علينا أزمات اكبر بكثير مما نحن فيه اليوم ، مرت علينا الحروب الصليبية ، ثم التتار والمغول ، ثم الاستعمار الحديث ، وظن كثيرون أن الإسلام قد اندثر وان العقائد الأخرى والأفكار "المستوردة" قد قضت على تراث الإسلام، ثم عادت ودارت عجلة الزمن وتغيرت المقاييس والأمور ... ونحن الآن في حالة استثنائية كما شرحنا لا ينبغي أن يقاس عليها .

القسم الثاني :

1 - ملاحظات رئيسية لحوار سليم :

في الموضوع السني الشيعي وخاصة في أيامنا هذه ينبغي الفصل بين الخلاف الفقهي والخلاف السياسي ، حيث يجري دمج الأمرين بشكل مؤسف يشوه الحقائق ويفسد علينا الأمور ، وبالمناسبة لا بد من القول انه في أيامنا هذه ليس السنة سنة ، وليس الشيعة شيعة ، وليس الموارنة موارنة ... الخ ، هنالك مواصفات عن هؤلاء جميعا ليست نابعة من تاريخ هؤلاء جميعا ولا من ثقافتهم واجتهاداتهم الدينية ، وللتوضيح نقول :

لم يكن يوما ما أهل السنة موالين للغرب راضين بالاستعمار والتدخل الغربي كما يحصل في أيامنا هذه ، للأسف اليوم بعض من يعتبرون ممثلين للسنة هم موالون لأميركا ولسياستها في المنطقة ، كما لم يحصل في يوم من الأيام في تاريخنا كله . والسبب المباشر لذلك ، دون الخوض في تحليلات مطولة هو هزيمة المشروع العربي الرئيسي الذي كان يمثله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1967 ، هزيمة منكرة لم يكن احد يتوقعها .. ثم هزيمة مشروع المقاومة الفلسطينية في لبنان وانخراطها في مشروع السلام المزعوم وفق المعايير الغربية . ولا يمكن فصل هذين المشروعين عن الانتماء المذهبي حيث كان الجمهور الرئيسي لهذين المشروعين هم السنة ، وان كان (هذان المشروعان) استطاعا بشكل أو بآخر استيعاب كثير من المسلمين من باقي المذاهب وكثير من المؤيدين النصارى من غير المسلمين .

ودون الخوض في نقد هذين المشروعين أو غيرهما ، إلا انه يلاحظ بشكل رئيسي تغلغل روح الهزيمة والاستسلام في الأمة ، بعد انكفاء هذين المشروعين وعدم ظهور بديل إسلامي عنهما بمستوى الجمهور العريض من المسلمين . بل أن بعض "المشاريع" السياسية الإسلامية سببت صدمة قاسية للآخرين فباعدت جمهور المسلمين عن تلك الحركات لما ظهر منها من تعصب ومواقف متشنجة ، شوهت حقيقة الإسلام وإمكانية حلوله مكان الأفكار الأخرى التي سادت خلال العقود الماضية .

اليوم نفسية الهزيمة هذه التي اجتاحت الأمة عقودا من الزمن لا تنتمي إلى الإرث الثقافي الإسلامي أو القومي أو الوطني ، إنما تنتمي لروح الاستسلام لما عليه الغرب باعتبار انه انتصرت ظاهريا على المشروع الوطني المتمثل بهذين المشروعين ، وغيرهما من الأنظمة (الثورية) التي وعدت الكثير ولم تنفذ شيئا من وعودها .

السنة اليوم باختصار في هذه الحقبة من الزمن ليسوا سنة ، بمعنى ان ثقافة الهزيمة والاستسلام ليست ثقافة إسلامية سنية ولا قومية عربية ولا وطنية ثورية . والشيعة الذين انخرطوا في مشروع المقاومة بجدية بالغة وفي مواجهة الاستكبار الأميركي ليسوا شيعة ، بمعنى انه لم يوجد في تاريخ الإسلام فترة كان فيها الشيعة حاملين لشعارات الأمة الكبرى ، كان هّم المجموعات الشيعية الحفاظ على خصوصيتها وتميزها ضمن المجتمع الكبير ، ولم يكونوا يوما مؤهلين لحمل راية وشعارات الأمة ككل ، كما يحصل مذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 . هذا فضلا عن أن نظرية ولاية الفقيه تتجاوز الفقه الشيعي التقليدي الذي يتضمن فلسفة انتظار المهدي عند الشيعة ، بحيث كان الانتظار المفترض هذا انتظارا سلبيا يقتضي من الشيعة أن يمتنعوا عن أي عمل سياسي ذي شأن ، كإقامة دولة وما إلى ذلك حتى يأتي المهدي .

الشيعة اليوم وفق اجتهاد الإمام الخميني ومن معه يعملون لإقامة دولة لإزالة إسرائيل من الوجود كشكل جديد من أشكال "انتظار المهدي" ، لم يكن موجودا في يوم سابق .. فالشيعة بهذا المعنى ليسوا شيعة بالمعنى التقليدي للكلمة ، والموارنة الآن في لبنان ليسوا موارنة ، لقد كان الموارنة وبعض المسيحيين دائما يرتبطون بالمشروع الغربي المعادي للمشروع الإسلامي العربي (أو هكذا قدموا لنا في الحرب اللبنانية على الأقل) ، فكان المشروع المسيحي الرئيسي المزعوم مشروعا مرتبطا بالعدو الإسرائيلي كما قدمه بشير الجميل وسمير جعجع . وقبل ذلك كان الموارنة نظريا على الأقل جزءا من المشروع الفرنسي ضد المشروع العربي ، وكانوا مع مشروع ايزنهاور وحلف بغداد (كميل شمعون) ضد مشروع عبد الناصر والوحدة العربية ... الخ .

اليوم يُقدم لنا الزعيم الماروني الرئيسي (العماد ميشال عون) والذي يمثل بالتأكيد أكثر من نصف المسيحيين في لبنان ، يُقدم لنا كجزء من مشروع المقاومة الوطني العريض يتحدث عن قضايا الأمة وعن حصار غزة أكثر مما يتحدث عنه المسلمون ... وجاء بعد ذلك موقف البطريرك بشارة الراعي الذي فاجأ الجميع ليتمم هذه الفكرة .. موقف يدافع عن المقاومة ويدعو إلى تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالفلسطينيين كشرط لنهاية المشاكل والاضطرابات في لبنان ... وهذا ملخص المطالب الإسلامية الوطنية المطروحة في ساحتنا السياسية اليوم ومنذ زمن بعيد .

إذن بهذا المعنى الموارنة أيضا ليسوا موارنة بالمعنى التقليدي الذي انطبع في أذهاننا لفترة طويلة .

2 - المقاومة بين انجازاتها وأخطائها :

عندما يقال أن الفتنة المذهبية سببتها أحداث 7 أيار في بيروت أو مصلى يفتح هنا أو كلمة يقولها سيد المقاومة (يوم مجيد) أو ما إلى ذلك من الكلام ، ان الذي يحاول تحليل الحالة المذهبية انطلاقا من رصد هذه الأخطاء وغيرها يدفعنا ذلك إلى وضع الأمور في نصابها :

سأفترض أن كل مال يقال عن كلام مؤذ أو عن تصرفات غير مسؤولة ، أو عن أحداث أيار 2008 ، سأفترض أن كل ذلك أخطاء بل خطايا ، ولن أناقش أي أمر من هذا الأمور خاصة موضوع أيار 2008، الذي لنا فيه رأي واضح لا لبس فيه.

سنقول إن كل هذه أخطاء بالتأكيد لا ندافع عنها ولا نبررها ، بل سنضيف إليها أخطاء أخرى قد نراها من مواقعنا ولا يراها الآخرون ، علّنا من خلال هذا الافتراض نصل إلى نتيجة : علينا أولا أن نتساءل: ما حجم هذه الأخطاء بالنسبة لانجازات المقاومة ، أليست الحسنات يذهبن السيئات ؟ الم يُغفر لأهل بدر لأنهم شاركوا في أهم انتصار إسلامي؟ .. المشكلة أن الذي يتحدث عن أخطاء المقاومة لا ينظر إليها النظرة التي يفرضها انتماؤنا للأمة .

إن انجازات المقاومة التي أثمرت في العام 2000 وقبل ذلك في لحظات هامة كعدوان 1993 تصفية الحساب أو 1996 عملية عناقيد الغضب ... الخ ، وصولا إلى الانتصار المدوي في عام 2006 وصولا إلى التكامل والتواصل المميز مع انتصار غزة 2009 ، مرورا بأداء سياسي مميز بضبط النفس واعتماد الحقائق واكتساب حلفاء جدد من كافة الطوائف والمناطق ضمن رؤية تتجاوز الانتماء المذهبي والقبلي والمناطقي :

إن انجازات المقاومة هذه إذا نظرنا إليها من منظور انتمائنا إلى تاريخ الإسلام والى هموم الأمة على اتساعها ينبغي أن تدفعنا إلى أن نرى الأخطاء بحجمها والسعي إلى إصلاحها وتجاوزها لا إلى تضخيمها وجعلها ستارا نستر به انجازات المقاومة .

الذي يحصل أن بعض من يتكلم عن المقاومة بسوء ينظر إليها كجهة يتنافس معها أو ينظر إليها وكأنها غدرته ، كأنه يقول : هذه المقاومة سرقت دورنا وتصدرت الأحداث وأصبحت ناطقة باسم الإسلام... الخ، أين نحن ؟ لقد أصبحنا في الصفوف الخلفية فيما نرى أن فقهنا وتراثنا وتاريخنا أهم واقدر على تمثيل الإسلام من غيرنا ... الخ .

إن هذه النظرة الفئوية لن تعيننا على فهم الواقع وستشكل حاجزا يمنعنا من الموازنة بين الحسنات والسيئات وبين الايجابيات والسلبيات ... والحق يقال أن حجم ما خلفته انتصارات المقاومة على صعيد الأمة ككل اكبر بكثير من أن يحجبه يوم كيوم 7 أيار (مع مخالفتنا لرأي الذين يرونه اعتداء واستعمالا للسلاح في الداخل) ... الخ ، واكبر من أن يحجبه حركة تشيع محدودة ، وهي برأينا مزعومة ولا تشكل شيئا يستحق الوقوف عنده ، لا من حيث العدد ولا من حيث النوعية ولا من حيث اعتبار حركة التشيع حركة منظمة ومدعومة ... الخ ، وهذا يحتاج إلى تفصيل خاص في مكان آخر .

مختصرا ان من لا يستطيع أن يستوعب حجم انتصارات المقاومة وأثرها في الأمة ، لن يستطيع أن يتخذ الموقف السياسي السليم الذي يوازن بين مصلحة الأمة والمصالح الفئوية وبين درء المفاسد لجلب المصالح ، كما يقال في الفقه من لا يعلم الناسخ والمنسوخ لا يحق له أن يفتي .

إذن عندما نرى أخطاء المقاومة حاجبة لحسناتها ، اننا بذلك نرتكب خطأ في المنهج وليس خطأ عارضا يمكن إصلاحه بسهولة .

على الذي يرى ذلك أن يغير موقعه ، عليه أن يجلس في كرسي الأمة حيث يرى ما ينفع الأمة وما يسيء إليها ، لا أن يرى ما ينفع الحزب الفلاني أو المجموعة الفلانية أو المنطقة الفلانية ، وبغض النظر عن الأمة ككل ، ما ينفعها وما يضرها .

وعليه أن يجلس في كرسي العلماء حيث يفترض للعلماء أيضا أن يروا مصلحة الإسلام ككل وليس مصلحة فريق معين أو مذهب معين .

لقد أثبتت المقاومة خاصة بتواصلها مع غزة أنها اكبر من الانتماء المذهبي والفئوي، إنها تنتمي للأمة ، وليس بالضرورة أن يكون كل منتسب للمقاومة واعيا لهذه النقطة ولآمالها ، إنما المهم القيادة والخط العام الذي يحكم المقاومة .

3 - احتكار المقاومة ؟

نفس الأمر نقوله في تبيان أن يقال أن احتكار المقاومة سبب تفاقما للمشاعر المذهبية، من يعلم أسرار العمليات يعلم تماما أن هذا الأمر (الاحتكار) على فرض وجوده له مبررات قوية خارجية عن إرادة المقاومة منها ما هو سياسي ومنها ما هو لوجيستي ومنها ما هو امني ، ولا يناسب أن يذكر ذلك في المقالات والخطابات نظرا لحساسيته البالغة . إنما على فرض أن ذلك خطأ من أخطاء المقاومة ، ما قيمته أمام انجازاتها ؟ .

4 - في السياسة :

إنما تبقى المعضلة الكبرى في دمج الانتماء المذهبي بالسلوك السياسي.. والغريب أن نقول أن هذا التيار السياسي لا يمثلنا كسنة ولنا عليه انتقادات كبيرة، ولكن إذا تمت مهاجمته من قبل الآخرين فان هذا يسبب أزمة مذهبية ؟ كيف يستوي الأمران؟.

هذا لا يمثلنا لأنه أمريكي الهوى والسلوك ، ولأنه غير مستقيم وغير واضح .. إذن هو لا يمثلنا وإذا تمت مهاجمته أو انتقاده فلماذا افترض أن هذا يتم من زاوية مذهبية ؟ لماذا لا أقوّمه بنفسي ولا أراه في طائفتي خطأ .. كإثبات أن الحق يسيرني وليس الهوى والطائفية والمذهبية والتعصب ؟ .

5 - المحكمة الدولية : هل لها علاقة بالانتماء السني ؟

وتبقى الطامة الكبرى ما يسمى بالمحكمة الدولية .. لعل حزب الله اخطأ عندما وافق على المحكمة الدولية في أول جلسات الحوار الوطني ، ولكن بعدما ظهرت كل عورات هذه المحكمة كيف لأحد أن يعتبرها من ثوابت السنة او مطالبها المحقة؟ . هذا فضلا عن أنها تتناقض مع ابسط مبادئ الإسلام :

{.... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } المائدة44 ... الخ ، وإذا قال قائل أننا نحتكم إلى القانون المدني في أمورنا كلها ، فهذا قانون مدني نحتكم إليه ، لماذا نرفض المحكمة الدولية من هذه الزاوية ونقبلها في المحاكم المدنية ؟ :

أ- الجواب أولا : أن المحاكم المدنية ضرورة لبلد مثل لبنان والاحتكام إلى محاكم شرعية في غير قضايا الأحوال الشخصية إمعان في تقسيم البلاد إلى طوائف منفصلة .

ب-في القضايا المدنية (الأموال – العقارات – الإيجارات) ... الخ ، يكاد أن يكون القانون المدني مطابقا للقانون الإسلامي إلى درجة كبيرة .

ج-هذه المحكمة الدولية ليست محكمة مدنية وحسب ، ان شبهة كونها إسرائيلية ومؤامرة غربية على المقاومة شبهة كبيرة هي بالنسبة إلينا يقين وليست مجرد شبهة، والإصرار عليها بعوراتها التي ظهرت واضحة إصرار على باطل لا ينبغي لأحد أن يرتضيه لنفسه ولجمهوره ؟ .

6 - الموضوع السوري وأشجانه :

مهما حاولنا الدفاع عن موقف النظام السوري فسنبقى محرجين أمام الجمهور الذي يرى ويصدق أن النظام يطلق الرصاص على المتظاهرين العزل .. هكذا فقط .. كصورة مجتزأة من القضية ككل .. ولن يرتفع هذا الإحراج حتى تنجلي الأمور وتتضح الوقائع وتنكشف الأرقام الحقيقية للضحايا وللأسباب الحقيقية لما يجري .

ومن هنا حتى يأتي ذلك الوقت ، (الله اعلم به) ، علينا أن نذكر (المراقبين) عن بعد لما يحصل في سوريا أنهم لن يستطيعوا فهم ما يحصل إذا لم يكونوا مقتنعين بدور سوريا الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين .. وطالما أن هذا الدور تتم محاولات حقيقية لطمسه أو لتشويهه فمعنى ذلك أن محاورنا لن يستطيع استيعاب حجم المؤامرة الغربية – الأميركية – الإسرائيلية التي تهدف إلى إسقاط النظام أو إلى تطويعه ، وبالتالي لو افترضنا أن محاورنا اقتنع بأن هنالك مؤامرة تحركها اياد غريبة وقودها شعب بريء اعزل له مطالب محقة ، لكنه لا يدري من يتلاعب به ومن يحرك من يحركه ... الخ ، لو افترضنا أن محاورنا اقتنع بذلك فعند ذلك يمكن أن يتحدث عن مواجهة هذه المؤامرة ، وهل مواجهة هذه المؤامرة تتم بإطلاق الرصاص على المتظاهرين مثلا ، أو بتسريع الإصلاحات أو بإنشاء حلقات حوار ؟ ... الخ .

وطالما أن المنطق والمستند مختلف عليه فالاتفاق على توصيف الحالة السورية سيبقى ناقصا وقاصرا . ولكن يهمني أن اذكر ما قال اليوم إسماعيل هنية : لن ندير ظهرنا لسوريا التي دعمت صمودنا ووقفت معنا وأمدتنا بالعون ... مع تأكيده على أهمية الإصلاح مطالب الشعب محقة .

7 - البحرين :

أما تركيز الجهات الشيعية على المعارضة في البحرين فمحرج هو بدوره ، لأنه يوحي أن هؤلاء لا يتحدثون إلا عن مظلومية الشيعة ، وهذا بدوره لا يمكن فهمه إلا إذا درسنا وضع الشيعة في البحرين ، وبرأينا أنهم أصحاب حقوق أيضا وان الجميع تنصل من دعمهم لأنهم شيعة فقط ، عند ذلك يصبح حديث بعض الشيعة عن حقوق الشيعة البحرينيين واجبا عليهم على الأقل لتبيان قضية تخلى عنها الجميع . أما أن تتم المقارنة بين الدور السياسي لمملكة البحرين بل لكل الدول العربية مع الدور السوري في دعم المقاومة عرقلة وتعطيل الحلول الأميركية ، فمقارنة مجحفة ومسيئة وتتناقض مع ابسط المبادئ الإسلامية والوطنية .

الخلاصة :

نحن نساهم في إذكاء الفتنة المذهبية عندما لا نعترف للآخرين بالايجابيات التي قدموها للأمة ، ونساهم في الفتنة المذهبية عندما نغطي على أخطاء زعمائنا وسياسيينا ، فلنبدأ بأنفسنا ، إذا صححنا موقفنا ثم طلبنا من الآخرين تصحيح أنفسهم والانتباه إلى أخطائهم ، وعدم الشعور بالعلو والزهو جراء انجازاتهم ، سيكون موقفنا أقوى وأوضح ، الحاصل اليوم أننا ضمنيا نعترف لهم أنهم يقدمون للأمة أكثر ، عندما نحاسبهم على أخطاء بسيطة وننسى ايجابياتهم وكأننا ضمنيا نقول لهم عليكم أن تتمموا كل المكرمات وان تصححوا كل الأخطاء ، طالما أنكم في المقدمة ، أما نحن فمطلوب منا فقط أن نتبع عثراتكم وان نكشف أخطاءكم ، راضين بقعودنا وراضين باجتزائنا للأحكام الشرعية فنتحرك لجهة ونترك جهات ، ونؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض ، وهذا يجوز لنا لأننا من آل فرفور ذنبنا مغفور كما يقول المثل .. هذا لا يصح ، نحن الشهداء على الأمة ونحن أهل الإسلام ، بعظمته وشموليته واتساعه وعمقه في التاريخ ، علينا أن نحمل الإسلام كله ، نقدمه للأمة كلها ، نشجع المحسن ، ونردع المسيء ، كائنا من كان والى أي جهة انتمى .

ورغم كل ما نقوله وما يقولون فان قناعتنا ان الجزء الاكبر من الفتنة المذهبية هو مختلق ، وان ما نمر به فترة استثنائية ولا يلبث ان يظهر الحق ويزهق الباطل .

{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } غافر44


السبت، سبتمبر 10، 2011

NNA - Official website - سياسة - العلماء المسلمون اثنوا على اقتحام سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة.


وطنية- 10/9/2011 اعتبر تجمع العلماء المسلمين في بيان "تعليقاً على اقتحام الشباب المصري لسفارة الكيان الصهيوني"، ان "جماهير مصر تؤكد وبالدماء الطاهرة لشهدائها أن كل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني فشلت وإن جماهير أمتنا العربية والإسلامية تعتبر أن هذا الكيان الصهيوني غدة سرطانية لا بد من اجتثاثها".
اضاف البيان:" إن ثورة شباب مصر بالأمس أكدت على ما قلناه سابقاً أن العنوان الأول لحركات الشعوب هو استعادة الكرامة التي لن تكون إلا من خلال إستعادة فلسطين إلى حضن الأمة ولن تنفع كل المحاولات الأميركية للالتفاف على إرادة الشعوب من خلال السعي لإيصال بديل أمريكي للأنظمة البائدة، وأن وعي شبابنا وصل إلى مرحلة لن تنطلي عليه فيه خدع الولايات المتحدة الأميركية.
لقد أثبت شباب ثورة مصر أنه ولى الزمن الذي يقوم به الكيان الصهيوني بالمس بالأمن المصري والتعرض للجنود المصريين ويفلت هذا الكيان من العقاب.
إن وعياً جديداً يسري في شريان الأمة سينتج قريباً بإذن الله أمة تُعيد الكرامة والعزة وتسترجع الأرض والوحدة".
ودعا إلى "إنهاء الحالة الانتقالية في مصر بأسرع وقت ممكن والمبادرة إلى انتخابات نيابية تؤسس لدستور جديد يكفل الحرية والمساواة ويُلغي اتفاقية الذل والعار في كامب ديفيد ويُعيد لجيش مصر عقيدته القتالية المبنية على أن عدو الأمة هو الكيان الصهيوني ولا عدو آخر لها".

الجمعة، سبتمبر 09، 2011

بدعوة من الإيسيسكـو‮ :‬ المجلس‮ ‬الاستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يعقد اجتمـاعه الثـالث في الرباط

المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة

بدعوة من الإيسيسكـو‮ :‬ المجلس‮ ‬الاستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يعقد اجتمـاعه الثـالث في‮ ‬الربـاط‮ ‬يومَيْ‮ ‬14‮ ‬و15‮ ‬سبتمبر

الرباط‮: 80/90/1102
يعقد المجلس الاِستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬اجتماعه الثالث في‮ ‬الرباط بدعوة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ‮ ‬،‮ ‬خلال الفترة من‮ ‬14‮ ‬إلى‮ ‬15‮ ‬سبتمبر الجاري‮.‬
وسيناقش المجلس الاِستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬الذي‮ ‬يعمل في‮ ‬إطار‮ (‬استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية‮) ‬التي‮ ‬اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي‮ ‬العاشر سنة‮ ‬2003،‮ ‬عرضاً‮ ‬حول‮ (‬مشروع منهجية إعداد كتاب مدرسي‮ ‬عن التقريب بين المذاهب الإسلامية‮)‬،‮ ‬وعرضاً‮ ‬آخر حول‮ (‬مشروع ورقة عمل عن توظيف وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في‮ ‬نشر فكر التقريب والمادة العلمية اللازمة لذلك‮).‬
كما سيعرض على المجلس الاستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬مشروع العدد التجريبي‮ ‬من مجلة‮ (‬آفاق التقريب‮) ‬التي‮ ‬من المقرّر أن تصدر قريباً‮.‬
وسينظر المجلس الاِستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬في‮ ‬مشروع‮ (‬دليل استرشادي‮ ‬لمعالجة الصور السلبية عن المذاهب الإسلامية في‮ ‬مناهج التربية الإسلامية‮)‬،‮ ‬ويناقش ورقة عمل حول‮ (‬دور الثوابت الإسلامية في‮ ‬توحيد الأمة‮).‬
وسيفتتح أعمال الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري،‮ ‬المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ‮. ‬وسيتحدث في‮ ‬الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور أحمد التوفيق،‮ ‬وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي،‮ ‬والدكتور أحمد خالد بابكر،‮ ‬أمين مجمع الفقه الإسلامي‮ ‬الدولي‮ ‬التابع لمنظمة التعاون الإسلامي‮.‬
وسيشارك في‮ ‬الدورة الثالثة للمجلس الاِستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬كل من الدكتور أحمد خالد بابكر،‮ ‬أمين مجمع الفقه الإسلامي‮ ‬الدولي، والشيخ كهلان بن نبهان الخروصي،‮ ‬مساعد مفتي‮ ‬سلطنة عُمان،‮ ‬والدكتور عليّ‮ ‬محيي‮ ‬الدين‮ ‬القره داغي،‮ ‬الأمين العام للاِتحاد العالمي‮ ‬لعلماء المسلمين،‮ ‬والدكتور محمود إيرول كيليتش،‮ ‬الأمين العام لاِتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي،‮ ‬والدكتور عبد العزيز الطويان،‮ ‬ممثل الجامعة الإسلامية في‮ ‬المدينة المنورة،‮
والدكتور أحمد الخمليشي،‮ ‬مدير دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا في‮ ‬المملكة المغربية،‮ ‬والدكتور مجدي‮ ‬محمد،‮ ‬المستشار العلمي‮ ‬لمفتي‮ ‬جمهورية مصر العربية،‮ ‬والدكتور المرتضى بن زيد المحطوري،‮ ‬مدير مركز بدر العلمي‮ ‬الثقافي‮ ‬في‮ ‬الجمهورية اليمنية،‮ ‬والدكتور محمد المختار ولد ابّاه،‮ ‬رئيس جامعة شنقيط العصرية في‮ ‬الجمهورية الإسلامية الموريتانية،‮ ‬والشيخ عليّ‮ ‬الأمين‮ ‬،‮ ‬المرجع الشيعي‮ ‬من الجمهورية اللبنانية،‮ ‬والدكتور محمد حسن تبرانيان،،‮ ‬مساعد الأمين العام للمجمع العالمي‮ ‬للتقريب بين المذاهب الإسلامية الذي‮ ‬يوجد مقره في‮ ‬طهران‮.‬
وكان مشروع النظام الداخلي‮ ‬للمجلس الاستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية،‮ ‬قد اعتمد في‮ ‬اجتماع للخبراء عقد في‮ ‬دمشق بدعوة من الإيسيسكو في‮ ‬يناير‮ ‬2006‮. ‬وعقد الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري‮ ‬الأعلى في‮ ‬المقر الدائم للإيسيسكو خلال شهر مايو‮ ‬2007‮. ‬بينما عقد الاجتماع الثاني‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬يونيو‮ ‬2008‮.‬
وسيصدر عن المجلس الاِستشاري‮ ‬الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية في‮ ‬ختام اجتماعاته،‮ ‬بيان‮ ‬يمنع الإساءة إلى المذهب الآخر في‮ ‬البلدان الإسلامية،‮ ‬لما فيه من التناقض مع روح التقريب بين المذاهب الإسلامية‮.‬

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون