الثلاثاء، فبراير 28، 2012

NNA - Official website - سياسة - المفتي قباني إستقبل "تجمع العلماء" . عبد الله: لا نسمح أبدا بالتعرض لمقام المفتي نتيجة لأي موقف يتَّخذه.

سياسة - المفتي قباني إستقبل

سياسة - المفتي قباني إستقبل "تجمع العلماء" و"المرابطون" ووفودا
عبد الله: لا نسمح أبدا بالتعرض لمقام المفتي نتيجة لأي موقف يتَّخذه

Mon 27/02/2012 14:42






وطنية - 27/2/2012 إستقبل مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني في دار الفتوى وفد "تجمع العلماء المسلمين".
وقال رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء سماحة مفتي الجمهورية، وكان اللقاء مناسبة لعرض مجمل الأوضاع في الساحة الإسلامية العامة والساحة اللبنانية، وقد كانت النقاط التي تعرضنا إليها تخص أولا مسألة فلسطين التي اعتبرها سماحة المفتي هي القضية المركزية، والتي يجب أن تأخذ الأولوية، وألا تكون أي قضية أخرى على حساب القضية المركزية وخاصة بعدما شاهدنا ما يتعرض له اليوم الشعب في فلسطين والمسجد الأقصى، فيجب أن يهب المسلمون جميعا من أجل نصرة القدس ونصرة الأقصى".
وأضاف: "تعرضنا أيضا الى موضوع الوحدة الإسلامية، وأكد أن الوحدة الإسلامية هي أحد أهم أهداف دار الفتوى وسماحته، وأن كل ما يسعى له المستكبر من أجل الفتن بين المسلمين لن يجدي نفعا، فإن الحرصاء على الوحدة الإسلامية وعلى رأسهم المفتي سيبقون يدافعون عن هذه الوحدة ويدرأون الفتن التي يخطط لها أعداء الأمة".
وأضاف: "إن تجمع العلماء المسلمين يؤكد رمزية هذا الموقع الوطني الكبير، ورمزية سماحة المفتي، والتي يجب ألا تكون محلا للتعرض، إن سماحة المفتي اليوم يقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به كل من يتبوَّأ هكذا موقع في الساحة اللبنانية، أن يكون وسطيا، أن يكون لجميع أبناء طائفته وجميع أبناء وطنه، لا أن يكون لطرف على حساب طرف آخر، من يزعجه هذا الأمر فإنما يتصرَّف برعونة لأننا نعتبر أن المفتي يجب أن يكون حكما بين أبناء طائفته، وحكما بين أبناء وطنه، وسيبقى مفتي الجمهورية اللبنانية هو مفتي الجمهورية اللبنانية وليس مفتي السنَّة فقط، إنما نحن الشيعة نعتبره مفتي الجمهورية اللبنانية للجميع ورئيس علماء الدين في لبنان ولا نسمح أبدا بالتعرض لمقامه نتيجة لأي موقف يتَّخذه، كنا في السابق نختلف مع سماحة المفتي في بعض المواقف، ولكن هذا لم يمنعنا من أن نعتبر أن هذا الموقع هو موقع مرجعية ونتناقش لما فيه مصلحة المسلمين ومصلحة اللبنانيين".

الأربعاء، فبراير 15، 2012

البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية الخامس والعشرين | قناة العالم الاخبارية

البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية الخامس والعشرين | قناة العالم الاخبارية

البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية الخامس والعشرين

اوصى البيان الختامي للمؤتمر الدولي الخامس والعشرين "للوحدة الاسلامية" بسبعة عشر بندا كخلاصة لثلاثة ايام من المناقشات والابحاث في مجال نقد مسيرة التقريب ومؤتمر "الصحوة الاسلامية كذلك.

وفيما يلي نص اليبان كما اعلنه رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محمد علي تسخيري:

"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد خلقه محمد واله الطاهرين وصحبه الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
فبعون الله تعالى، وبمناسبة اسبوع الوحدة الاسلامية في ذكرى ميلاد الرسول الاكرم(صلى الله عليه واله وسلم) والامام جعفرالصادق(عليه السلام)، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية مؤتمره الدولي الخامس والعشرين للوحدة الاسلامية بطهران من ١٥-١٧ ربيع الاول ١٤٣٣هـ الموافق ٨-١٠ فبراير/شباط ٢٠١٢م بحضور المئات من الشخصيات العلمية من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن سائر انحاء العالم. وقد خصص هذا المؤتمر لدراسة موضوع (تقييم مسيرة مجمع التقريب خلال عشرين عاما وندوة الصحوة الاسلامية).

وقد افتتح المؤتمر سيادة الدكتور محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بكلمة جامعة ، كما حظي المشاركون بلقاء قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) وتبادلوا الحديث معه واستمعوا بهذه المناسبة الى حديثه التوجيهي القيم.

وتدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة ايام وفي ثلاثين جلسة عمل ومن خلال عرض مائة وخمسة وعشرين بحثا وكلمة.

وفي ختام جلساته اصدر المؤتمر التوصيات التالية:

اولا: يؤكد المؤتمرون انطلاقا من مسلمات القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ان الاسلام جامع لاهل القبلة، ودليله الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، كما يرون ان التقريب بين المذاهب الاسلامية سبيل مهم لتحقيق وحدة الامة في شتى المجالات، وان المذاهب الاسلامية التي تؤمن باركان الاسلام واصول الايمان ، ولا تنكر معلوما من الدين بالضرورة، يؤلف المنتمون اليها بمجموعهم الامة الاسلامية الواحدة، وتتكافا دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم، ويتعاونون لتحقيق الاهداف الاسلامية السامية، وان الاختلاف السياسي لايجوز ان يستغل الاختلافات العقدية او التاريخية او الفقهية، وان اثارة اية فتنة طائفية او عرقية لاتخدم الا اعداء الامة، وتحقق خططهم الماكرة ضدها، وتكرس احتلالهم البغيض لارضها وينبغي مقاومتها بالوسائل كافة.

ثانيا: يؤكد المؤتمرون على ان القران الكريم والسنة النبوية الشريفة حققا للامة الاسلامية اجواء انسانية حضارية رائعة، واشاعا العقلانية وروح الحوار البناء، وحرية الاجتهاد بضوابطه الشرعية، وغرسا روح الاخوة والوحدة بعد ان وضحا خصائص الامة الاسلامية ورسالتها السامية الى العالم كله ومن ثم كان تعدد المذاهب حالة طبيعية لها اثرها الايجابي في تنوع الحلول للمشكلات على ضوء احكام الشريعة الاسلامية واصولها.

ثالثا: يؤكد المؤتمرون ان الامة الاسلامية تواجه تحديات كبرى تستهدف عقيدتها وشخصيتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزيقها جغرافيا، ولغويا، وقوميا، ومذهبيا، بل وتاريخيا. كما تسعى لابقائها متخلفة على الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها. وتخطط لابعادها عن اسلامها والتشكيك في قدرته على مواجهة المشاكل الحياتية المستحدثة، واشاعة السلوكيات المادية المنحرفة عما رسمته الشريعة، وزرع حالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به. وكذلك عبر اضعاف التربية والتعليم الاسلاميين والتشكيك في قدرتهما على النهوض بالامة، واختراق الاعلام الاسلامي باشاعة روح الهزيمة والاذعان والانحلال الخلقي لئلا يقوم بدوره المطلوب في واد الفتن والتوعية وبناء الشخصية الاسلامية المتوازنة.

رابعا: يرى المؤتمرون ان الاهواء والنزعات السياسية، وشيوع حالات التعصب، وجهل بعض اتباع المذاهب بحقيقة المذاهب الاخرى انحرفت بالحالة السوية تلك الى حالة طائفية ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكري الى الساحة العملية مما ترك اثارا سلبية خطيرة على قوة الامة وتماسكها وسهل السبل ليقوم اعداؤها بطعنها في صميم عقيدتها وتوجهاتها النظرية والعملية الاصيلة.

خامسا: تحقيقا لهذه الوحدة بين اهل القبلة، ولهذا التقريب بين اتباع المذاهب الاسلامية، يدعو المؤتمرون الى وجوب احترام كل طرف منهم للاخر، والى ترك البحث في هذه الامور الخلافية للعلماء والخبراء في بحوثهم العلمية، وعدم الاساءة والتشهير باحد. كما يؤكد المؤتمرون على عدم جواز توجيه ما يعد انتقاصا او اهانة لما يحترمه اي طرف، ويشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص ال البيت او امهات المؤمنين او الصحابة او ائمة المسلمين، بالنيل منهم، او التعرض لاي شيء ينسب اليهم باي نوع من انواع الاساءة القولية او الفعلية، وعدم جواز استباحة دور العبادة من مساجد و حسينيات وزوايا ومراقد. وفي هذا السياق يثمن المؤتمرون الفتوى التاريخية التي اصدرها سماحة الامام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية بخصوص تحريم النيل من رموز المذاهب الاسلامية والاساءة لامهات المؤمنين والتي لاقت الترحيب الواسع من لدن كبار علماء الامة والاوساط الدينية والازهر الشريف.

سادسا: يرى المؤتمرون ان هناك حاجة ماسة لوضع خطط تفصيلية لتحقيق التقريب بين المذاهب الاسلامية في المجالات التالية:
ا- رفع مستوى الوعي لدى المسلمين في مختلف المجالات وبخاصة في مجال فهم الاسلام وتعاليمه واهدافه وفهم الواقع القائم على مختلف الاصعدة.
ب – مطالبة الدول الاسلامية بتطبيق الشريعة الاسلامية في كل مجالات الحياة.
ج – تفعيل العملية التعليمية والتربوية الشاملة لمختلف قطاعات الامة وفق تعاليم الاسلام.
د- السعي للوصول الى توحيد موقف الامة عمليا من قضاياها الكبرى وتحقيق التكافل والتضامن بينها في مختلف المجالات.
هـ - تفعيل مؤسسات العمل الاسلامي المشترك كمنظمة التعاون الاسلامي والمنظمات غير الحكومية الدعوية والخيرية والتربوية والتعليمية والاعلامية.
و – الاستفادة الانجع من الامكانات السياسية والاقتصادية والجغرافية، والطاقات العلمية للامة وتعبئتها لتحقيق الاهداف الكبرى ومقاومة التحديات.
ز- مساعدة الاقليات الاسلامية في انحاء العالم على الاحتفاظ بهويتها واداء شعائر دينها وتفعيل دورها في المجتمع، مع مراعاة حقوق غير المسلمين في المجتمع الاسلامي.
ح – العمل الجاد لتطبيق الاعلان العالمي الاسلامي لحقوق الانسان الصادر من منظمة التعاون الاسلامي.
ط – تاكيد دور الشعوب الاسلامية في صنع مستقبلها والمشاركة الفاعلة في بناء ذاتها وصيغ حياتها الداخلية و المسيرة الحضارية الانسانية.
ي ـ تربية الجيل الاسلامي على ثقافة المقاومة والعزة وتشكيل بناء مستقبلي افضل مع التاكيد على الدور الهام للنساء والشباب.
سابعا: يدعو المؤتمرون الى الابتكار والابداع في مجال الفكر المؤدي الى التقريب من خلال مايلي:
١ – تعميق المنهج الوسطي في فهم الشريعة .
٢- مراعاة فقه الاولويات، ومعرفة المالات، ومراعاة الظروف المتغيرة عند اتخاذ المواقف الشرعية.
٣- مراعاة مقاصد الشريعة، وخصائص الاسلام العامة.
٤- احياء علم المقارنات و علم الخلاف.
٥- الاهتمام بعملية الاجتهاد الصادرة عن المجامع الفقهية.
٦- الاهتمام بفقه النظريات الذي يختلف عن الاستنباط الجزئي.
٧- الاهتمام بالتعمق في فكر التقريب في مختلف البحوث والدراسات ولاسيما الفقهية منها.
ثامنا: وعلى الصعيد العملي يقترح المؤتمرون مايلي:
١ – تعميم منطق الحوار بين المسلمين على الاسس الشرعية.
٢- توعية النخبة والجماهير بثقافة التقريب، وتعميم روح الالفة والاخوة والمحبة بين قطاعات الامة.
٣- السعي المشترك المتضافر لاتخاذ المواقف الموحدة في كل القضايا المصيرية من قبيل:
ا - تنفيذ الشريعة الاسلامية
ب - مواجهة التحديات الكبرى
ح - تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة.
٤- تشجيع انشاء المؤسسات الوحدوية والتقريبية على كل الصعد الاعلامية والاجتماعية والتربوية في كل مكان .
٥- تشجيع الدراسات التقريبية في الجامعات عبر فتح الاقسام الجامعية في هذا التخصص وتشجيع الرسائل وتقوية التبادل التخصصي .
٦- ضبط عملية الفتوى وفق الضوابط التي اقرتها المجامع الفقهية.
تاسعا: يعلن المؤتمرون ان الدعوة الى التقريب لاتعرف التعصب المذهبي او محاولة نشر مذهب بين اتباع مذهب اخر وان كل ما يقال عن ان هذه الدعوة ليست خالصة لوجه الله لااساس له من الصحة وهو محاولة للتشكيك في العمل التقريبي ورسالته الاسلامية.
عاشرا: يدعو المؤتمرون الاخوات المسلمات ممن يتمتعن بالقدرة العلمية الى المساهمة بابحاثهن وارائهن في انجاح الدعوة الى التقريب وان يكون لهن دور واضح في مؤتمرات الوحدة الاسلامية ونشر الوعي التقريبي بين الاسر.
حادي عشر: يرى المؤتمرون ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية قام – خلال مسيرته التي دامت عشرين عاما – بادوار مهمة لتحقيق ما مر في المواد السابقة بشتى الوسائل المتاحة. بيد ان هناك بعض المعوقات والنواقص التي يجب رفعها لتتضاعف الجهود وتتسارع الخطى لتحقيق الاهداف المنشودة. ومن ثم يقترح المؤتمرون الامور التالية:
١ – العمل على تطوير الجمعية العمومية وتوسيعها.
٢ – العمل على رفع ميزانية المجمع الى مستويات تلبي الحاجة.
٣ – العمل على توسعة نشاطات المجمع للمساهمة النشطة في عملية تعميق الصحوة الاسلامية وترشيدها والمنع من تحريفها من قبل العناصر المشبوهة.
٤ – العمل على ايجاد مراكز اقليمية تابعة تقوم بتنفيذ برامج تقريبية، وترصد كل التحركات المعادية.
٥ – توسعة النشاط على الشبكة العنكبوتية من حيث دائرة المخاطبين واللغات والنشاطات.
٦ – التوسع في اصدار المجلات بمختلف اللغات ورفع مستوى الطباعة والكمية اللازمة.
٧ – توسعة النشاطات الاعلامية المسموعة والمرئية، وزيادة النشاطات الفنية، وانتاج برامج تتناسب ومختلف الاصناف الاجتماعية.
٨ – الاهتمام بالثقافة الشعبية التقريبية وتعميقها في مختلف الاعمار.
٩ – الاهتمام الزائد بالمواسم الدينية، وخصوصا بالحج، والحضور الفعال فيها.
١٠ – السعي للحضور القوي في مختلف الجامعات والمراكز العلمية وتوثيق الصلة بشكل اكبر بالاساتذة والطلاب.
١١ – السعي لفتح فروع اكثر لجامعة المذاهب الاسلامية في ايران وخارجها.
ثاني عشر: يدعو المؤتمر المجلس الاعلى والامانة العامة للمجمع لدراسة تقييمات اللجان و توصياتها التي شكلها في المجالات الدولية والثقافية والشؤون الايرانية، وكذلك دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعية العمومية، واتخاذ ما يلزم لتنفيذها خلال السنوات الثلاث الاتية وتقديم تقرير بذلك الى الاجتماع القادم للجمعية العمومية.
ثالث عشر: يستذكر المؤتمرون كل الذين عملوا للحوار والتقريب والوحدة من الشيخ محمود شلتوت الى السيد جمال الدين الحسيني الى الشيخ محمد عبده الى باقي رواد التقريب كالامام البروجردي والامام الخميني والامام المودودي والامام كفتارو «رحمهم الله» والامام الخامنئي «حفظه الله» وغيرهم، الى الامام المغيب السيد موسى الصدر.
رابع عشر: يدين المؤتمرون كل اشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط في فلسطين وخصوصا ما جرى من جرائم وحشية في غزة البطلة الصامدة من تقتيل وتشريد للالاف وكذلك ما يجري من هدم للمسجد الاقصى ومنازل‌ الفلسطينيين في مدينة القدس وتهويدها، بالتغيير الديموغرافي في ارض فلسطين، كما يحيون جهاد الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة ويدعمون جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيدها ويؤكدون من جديد على ضرورة تنفيذ الحقوق الفلسطينية المشروعة واهمها حقهم في تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة على الاراضي الفلسطينية كافة وعاصمتها القدس الشريف وحقهم في العودة الى ديارهم. كما يطالبون المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
خامس عشر: يعلن المؤتمرون ان المقاومة حق مشروع للشعوب، وهي تختلف اختلافا جذريا عن (الحرابة) التي تسمى اليوم بـ (الارهاب) المدان اسلاميا وعالميا، سواء كان فرديا او جماعيا او ما قد تمارسه بعض الدول.
سادس عشر: يعتز المؤتمرون بالانتصارات الرائعة للشعوب الاسلامية على كثير من الصعد ومنها تغيير الحالة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن ومواصلة الجهود للحصول على الحقوق المشروعة للشعوب الاخرى، كما يهنئون العراقيين بخروج قوات الاحتلال الامريكي من ارضه ويطالبونهم بالتكاتف لبناء بلدهم ووحدته وتماسكه ويحيون المقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان.
سابع عشر: يحيي المؤتمرون جهاد الشعب الايراني وقيادته في سبيل تطبيق شرع الله في مختلف مناحي الحياة، ويدينون كل تامر على هذه المسيرة الخيرة، كما يعلنون دعمهم لموقف الجمهورية الاسلامية الايرانية في تطوير قدراتها النووية للاغراض السلمية ويدينون كل الاساليب الملتوية التي تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التي تكفلها لها القوانين الدولية. ويدعون بلدان العالم الاسلامي الى الاستفادة من هذه التجربة.

ثامن عشر: يشكر المؤتمرون الجمهورية الاسلامية الايرانية وقائدها الامام الخامنئي(دام‌ظله)، كما يشكرون المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على اقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته، ويرون في اقامة امثال هذه اللقاءات خيرا كثيرا.

الوحدة الإسلامية ..واقع وصيحة ! بقلم:رفيق علي | دنيا الرأي

الوحدة الإسلامية ..واقع وصيحة ! بقلم:رفيق علي | دنيا الرأي

الوحدة الإسلامية ..واقع وصيحة ! بقلم:رفيق علي

تاريخ النشر : 2012-02-13
الوحدة الإسلامية  ..واقع وصيحة ! بقلم:رفيق علي

الوحدة الإسلامية ... واقع وصيحة !
أبدأ مستشهداً بخير القول وأصدقه : قول الله تعالى: " إنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون " (الأنبياء 92 ) وقوله سبحانه : " .. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ... " ( آل عمران: من الآية 103 ) وقوله جلّ من قائل : " ولتكنْ منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهَون عن المنكر وأولئك هم المفلحون0ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذابٌ عظيم " ( آل عمران 104 ،105 )
ففي غمرةٍ من غياب الوعي بما تنهض به هذه الكلمات الربانية من معاني الوحدة والتوحيد، والاجتماع دون التفريق .. وفي غمرة من تثاقل الرواسب البغيضة دون أن تجد إلى الذوبان أو الانصهار سبيلا ! وفي سكرة من استفحال داء التعصب وتمكنه فينا حتى تسرب إلى كياننا الروحي يفتته ، وإلى أسلوب دعوتنا ينفث فيها شره، وإلى طريق وحدتنا يزرع فيها شوكه ويبث خلالها جراثيمه ويثبت مخالبه، لقد تاه كثير من الجماعات أو الفرق التي تتقلد مسئولية الدليل وتتحمل عبء الإرشاد وتقوم بالدور الإسلامي المرهِص للنهوض ؛ إذ ننظر فنجدها حتى الآن غير قادرة على الاعتصام بحـبل الله كما أمر الله وأراد ، غير قادرة على التوجه بروح الأمة الواحدة التي مفتاحها الأخوّة في الدين وحسن الظن بالمسلمين !
وننظر فنجد ثقيلاً عليها أن تتقلص دوافع الصراع فيما بينها ، أو تتناسى البغضاء وتدمل الجراح ، خفيفاً هيناً عليها أن تثير بواعث الخلاف والفرقة وإن أصبحت هذه البواعث في ذمة التاريخ وبطون الكتب ولا يحتملها الواقع العصري للمسلمين !
وننظر فنجد فريقا منها يقفل باب التفاهم والتقريب في وجه الفريق الآخر حتى ليود أن يقام بينهما جدار أعتى من جدار برلين ، مع أن الزمن يكاد يذهب بتماسك الجدران الفاصلة ولو بين الأعداء ، ودليله في هذا الزمان تهاوي الجدار البرليني ذاته بعد أن ثبت خادماً أميناً للانقسام أعواماً بعد أعوام ! ويتجسد الخلاف بين الفرقاء ليتعصب هذا الفريق إلى جماعة وينضم ذلك الصوت إلى الجماعة الأخرى مؤيداً هذه متحيزاً لها أو نابذاً تلك حاملاً عليها ! منجياً هذه منزلاً لها في الجنة أو مكفّراً تلك قاذفاً بها في النار! يفتئت على الله تعالى ويعطي لنفسه حق الحساب وجزاء الثواب أو مجازاة العقاب!
وينمو داء التعصب ليمتد أبعد من ذلك حتى تعتقد كل جماعة أن الإسلام لا يتمثل إلا فيها، فتوجه الجزء الأكبر من وقتها وطاقتها نحو التنافس على كسب الريادة وتحقيق الرئاسة ، والدعوة للانخراط فيها دون غيرها، فمن لم يقبل بذلك فهو إما ضدها أو خارج عن الهدي الإسلامي عدو لله تعالى ! وكأنها لم تسمع قول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : " أكثر ما أتخوّف على أمتي من بعدي رجل يتأوّل القرآن يضعه على غير مواضعه ، ورجلٌ يرى أنه أحقّ بهذا الأمر من غيره " أم لم تطّلع على ما ذكر الإمام الشهيد حسن البنّا ـ مؤسس ورائد الحركة الإسلامية المعاصرة ـ في بعض رسائله بهذا الخصوص إذ يقول : " يعلم الإخوان المسلمون كل هذه الحيثيات ، فهم لهذا أوسع الناس صدراً مع مخالفيهم ، ويرون أنّ مع كل قومٍ علماً وفي كل دعوةٍ حقاً وباطلاً ؛ فهم يتحرّون الحق ويأخذون به ، ويحاولون في هوادةٍ ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم ، فإن اقتنعوا فذاك ، وإن لم يقتنعوا فإخوانٌ في الدين ! نسأل الله لنا ولهم الهداية " أقول : وكذلك كان هدي الأئمة السابقين في المسائل الخلافية ، إذ يقول الإمام مالك ( رحمه الله ) ردّاً على أبي جعفر المنصور حينما عرض عليه أن يكون " مُوَطّؤه" مذهب الدولة العباسية : " إنّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تفرقوا في الأمصار وعند كلّ قومٍ علم ، فإذا حملتهم على رأيٍ واحد تكون فتنة " وكذلك كان هديهم في نفي التعصّب للرأي والمذهب ؛ إذ يقول الإمام الشافعيّ ( رحمه الله ) : " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي واضربوا بقولي عرض الحائط " أم أتها الفتنة تضرب فينا بِجِرانها وتخيّم علينا بظلامها... حتى يقتل الأخ أخاه ، ويجرح المريض طبيبه الذي آساه ؟!
لقد استدلّ سيدنا عليّ بن أبي طالب ( كرّم الله وجهه ) على باطل خصومه من الخوارج الحرورية بحديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عن الرجل ذي الثُّديّة في عضده ، والذي قال للرسول يوم حنين : " اعدل يا محمد فإنك لم تعدل ! " وقال عنه الرسول بعد ذلك : " يخرج من ضئضئي هذا الرجل قومٌ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة يتلون القرآن لا يتجاوز تراقيهم " فلما بحث عليٌّ بين القتلى من الخوارج ، وجده فيهم على عضده شامة تشبه ثدي المرأة عليها شعراتٌ سود ! .
أمّا نحن فبم نستدل الآن وقد انقطع الوحي ، ولم تعد هناك نبوّة ؟ لا دليل لنا إلا الظاهر الواضح للعيان كالشمس ، وذلك نأخذه من قول الله تعالى : " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ثمّ قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حينما شهد أحد المسلمين على شيءٍ لم يكن قد رآه، فأخذ الرسول بيده وأشار نحو الشمس قائلاً : "على مثل هذه فلتشهد "
ولو أنّ كلّ فرقة أو جماعة ادّعت أنها على الحق دون سواها من الجماعات الإسلامية ، وأنها هي الآخذة بالكتاب والسّنّة ، وغيرها ليس بآخذ وإن أخذ فهو على خطأ أو انحراف أو باطل؛ فإما أن تكون هذه الجماعة كاذبة وعندئذٍ تخرج من الإيمان ؛ لأن المؤمن لا يكذب كما قال الرسول (صل) وإما أن تكون صادقة ولكنها فسقت عن أمر الله بأن زكّت نفسها وبهتت غيرها والله تعالى يقول : " فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "(النجم:32)
فالأجدر إذن أن تترك كل جماعة تعصبها لنفسها ولا تقف إلا بجانب الحق أينما كان وحيثما اتفقت عليه الكثرة الواعية من المسلمين وعندئذٍ تكون قد قطعت أُولى خطواتها المباركة على طريق التقارب والتوحيد ، وعندئذٍ تمّحى إحدى الصور المشوهة لديننا ولدعوتنا الإسلامية ، والتي ساهم فيها بأكبر قدر هذا التعصب البغيض وتلك الرواسب التي لا يريدون لها أن تزول إلا مروراًَ بنازلة من اثنتين : الفتنة أو المزيد من التردي والنكوص ! وإن الاتجاه نحو الأخوّة الإسلامية وتنقية النفوس من البغض والتنافس والأنانية والحسد ، وتفريغها من رواسب العصبية والتعصب إلا للدين وبالدين، لهو الجسر المضمون للعبور نحو شاطئ النجاة بأمان . وإن التوحيد بين الجماعات المتلاقية منهجاً وغاية ، المختلفة أسلوبا ًورأياً لهو المفتاح المفقود على باب النهوض الإسلامي المرتقب وأول الطريق الموصل لهذا النهوض !
ولو عاودنا التأمل في معنى ودلالة قوله تعالى : "ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ... " وقوله :" .. إن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون " وقوله : "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا .. " لظهر لنا بوضوح الدلالة أن الله تعالى يأمرنا بالدعوة من خلال الأمة الواحدة التي تضم كل طوائف المؤمنين وجماعاتهم ؛ ولا يتم ذلك إلا بتحقيق الأخوة والتعاون التام بين كل الأطراف ! وهو ما لا يكون أبداً بأن تدعو كل جماعة لنفسها فتنادي :هنا الإسلام وليس هناك ! أو هلم إليّ ولا تذهب إلى سواي ! فليس الأمر سوق عكاظ , كلٌ يدعو إلى قصيده , ولا هو معرض غلال, كل ينادي على حصيده ! وإنما هي أمةٌ واحدة ذات غاية واحدة , وطريق واحد .. وسوف يتساقط كل السائرين على درب التفسخ والتفريق, وسيهزم كل من يدعو إلى فتنة المسلمين وافتراق جماعاتهم . "وقد خاب من حمل ظلماً" (طه : 111) .
والخلاصة أن الجماعات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي ـ بتنوع أساليبها وتعدد أمرائها ومرشديها , مع اتحاد غايتها في الغالب ـ هي أمرٌ واقعٌ حتمي لا سبيل لأحد إلى إنكاره أو جحوده . وأنه لا مندوحة إلى إبطال واحدة من هذه الجماعات، أو إخراجها من ربقة الإسلام , أو الحكم عليها بالضلال أو سوء النية أو فساد العمل، اللهم إلا التحفظ على ما يقع فيه البشر عامة من أخطاء مبعثها ما سبق أن بيّنا من تعصب أو تطرف أو تأويل خاطئ لنص قرآني أو سوء فهم لحديث نبوي.. كما لا سبيل إلى اعتبار واحدة منها هي الأصل دون غيرها على أن تتبعها الأخريات وتندمج فيها ! ومع استحالة دمج الجماعات بهذا الاعتبار أو بدونه ؛ إذ لكل جماعة شخصيتها الخاصة وأسلوبها الذي لا يسمح بذلك ، كما أنّ لها عملها الحركي التاريخي الذي يستحيل طمسه أو تجاهله ، فلم يبق ثمّة صورة ممكنة من صور توحدها , إلا صورة الأمة الواحدة ذات الجماعات المتآخية التي وإن اختلفت أسلوب عمل قائم على الاجتهاد الشرعي الصحيح , فإنها تلتقي غاية ً , وتتعاون على تحقيقها بكل السبل الممكنة ، وبالاستناد إلى كل المبادئ والمُثُل الإسلامية القويمة . فإن فعلت فذاك ! وإن لم تفعل فستنتهي إلى أحد حالين أحلاهما مرّ :
الأول : أن يصارعها عدوٌّ مشترك ، فيصرعها واحدةً واحدة .. كما تُكسر الأعواد المتفرّقة ، وتأبى أن تنكسر وهي مجتمعة ! والثاني : أن تتصارع فيما بينها ، فيفني بعضُها بعضاً !
ويتساءل المرء : أليس من المؤلم الأليم أن يعمل غيرنا وينتجوا على هديٍ من أدنى بصيص مما يتفقون عليه من منهج أو أسلوب , وبأيِِِّ شكلٍ ممكن من أشكال التوحيد أو التجمٌع : السوق الأوربية المشتركة , الاتحاد العمالي , اتحاد الكنائس , إلى غير ذلك من الأحلاف أو الروابط المتحدة المتعاونة .. بينما نحن الذين يأمرنا ديننا بالأخوة والاتفاق والتوحيد , وتربطنا الأواصر المتينة نتفسخ قوميات , وكل قومية تنقسم إلى عدد من الدول , وكل دولة يتفرع شعبها إلى ما لا يحصى من الأحزاب أو الجماعات التي تبدّد معظم وقتها : إما في تجسيد الخلافات الفرعية وتأصيلها , أو التأكيد على التباعد بين الفرق وألا سبيل إلى التلاقي أو التقريب فيما بينها ! أو تبادل الطعن والنميمة والحسد والتحاسد , وإشاعة الافتراءات فيما بينها !
وبعد ، فإنّ هذه الصحوة الإسلامية التي بدأت تباشيرها منذ مطالع القرن الهجري المنصرم ، وغُرست شجرتها منذ أواسطه ، وتكاد تبلغ أوجَها وتؤتي ثمارها عما قريب ، لَتتدافع نحو وأدها جملة من التيارات المعاكسة ، وأخشى ما أخشى أن يكون أشدُّ هذه التيارات رزءأً عليها هو هذا التيار الذاتي الذي يتولد من داخلها وينبع من بأسها الذي أصبح بينها !
ولا علاج حاسم لهذا الأمر ، ولا توجه مطلوب في هذا الأوان الذي نقترب فيه حثيثاً من أوج الصحوة وجني ثمارها إلا بالتجمع والتقارب والتوحيد ، بدلاً من التفرق والتباعد والتبديد !
وإنها لصيحةٌ أرسلها لتعبر الآفاق إلى كل المنتمين إلى الإسلام ، في كل الأنحاء على وجه العموم ، وفي منطقتنا على وجه الخصوص :
ـ ابحثوا عن مفتاحكم الضائع على باب النهوض المرتقب ، وإلا تحطمت منكم الأكُفّ دقّاً على الباب ، وما من ردٍّ ولا جواب !
ـ ضعوا أيديكم على التوجه الصائب في توقيته المناسب ، وإلا فاتكم القطار ، وهيهات أن تدركوه إلا بجديد انتظار .. ربما طال حتى تقصر عن دركه الأعمار !!
* هذا التوجه التوحيدي الذي قد يترتب على تركه أو تجاهله كل العواقب الوخيمة والنتائج الأليمة التي تدخرها حبلى الليالي والأيام .. فلا تفرق إن تمخضت عنها بين غيٍّ ورشيد ، ولا بين معرضٍ ومريد !! إذ يقول الله تعالى في كتابه الكريم : " واتقوا فتنةً لا تُصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصًةً واعلموا أنّ الله شديد العقاب " ( الأنفال 25 )

الشيعة والسنة ... إلى متى؟!

الشيعة والسنة ... إلى متى؟!

الشيعة والسنة ... إلى متى؟!
الرأي الكويتية

GMT 1:42:00 2012 الثلائاء 14 فبراير
2

سليمان ابراهيم الخضاري

الركون للمتوارث من انطباعات تاريخية واجتماعية في علاقة الشرائح الاجتماعية في مجتمع ما مع بعضها البعض هو أمر محفوف بالمخاطر، لما للموروث من زخم قوي وطواعية عالية للاستخــدام السياسي والتوظيف المصلحي بما يدفع لتفجير المجـــتمع وتــــهديد الســــلم الأهلي بين أطرافه.
لا أدل على ذلك مما يحدث على الساحة من استقطاب سمج وخطير في الآن نفسه في ما يتعلق بعلاقة الشيعة والسنة في الكويت، والتي يبدو أن أي مقاربة لهذا الأمر ترتكز على شعارات رومانسية من مثل «كلنا إخوان»، و«ماكو فرق بين شيعي وسني»، واسترجاع تاريخ العلاقة التكافلية بين أبناء المذاهب المختلفة وتعاونهم لبناء الكويت، لا يعدو كل ذلك كونه محاولة عاطفية لا تفي بالغرض من أجل فك شفرة الخلاف والسعي لبناء علاقة صحية بين الطرفين تعتمد على مرتكزات الدولة الحديثة من مقومات حقوقية وقانونية وغيرها.
نعم هنالك خطوط ملتهبة في القراءة التاريخية والنظام العقائدي تفصل بين المذهبين، ومحاولة نفي هذه الحقيقة الساطعة لن يجدي نفعا بعد الآن، فالثورة المعلوماتية كفلت لنا فرصة الاطلاع وبدون مواربة على تفاصيل المكونات الدقيقة للتركيبة البنيوية لكل مذهب واتجاه عقائدي، وتَمَكّن كلا الطرفين من إقامة نماذج سياسية تستمد شرعيتها من إرثها العقائدي أو الفقهي ترك مساحة ضيقة لاستخدام أي تقية سياسية أو دينية، وتداخلت المصالح السياسية لدعم أو إسقاط أي جهد غير واقعي في الأساس لبناء ما يحب البعض أن يسميه «وحدة إسلامية» في ظل واقع حاد يُصور أي مقاربة مغايرة للتاريخ والفقه نفاقا واستسلاما للطرف المقابل، وهو ما خلق أعداء لكل اتجاه مذهبي من داخل أبنائه أصحاب الرؤى المختلفة، تمت محاربتهم بشراسة من أبناء المذهب نفسه ورميهم بأقذع الاتهامات كونهم يقدمون، حسب التيار السائد، الحجة للمذهب المخالف حسب قاعدة «وشهد شاهد من أهلها»!
في ظل هذا كله، نعتقد أننا نحتاج وبشدة لمقاربة جديدة لأزمة العلاقة السنية الشيعية، وهي بالمناسبة أزمة ذات أبعاد داخلية وخارجية، ففي إقليم ملتهب تتنازعه قوتان رئيسيتان ينظر لكل منهما على أنها تمثل العمق الحقيقي والاستراتيجي لكل طائفة على حدة، وهو ما يتقاطع أيضا مع اعتبارات وتراث قوميين أو شوفينيين- لا يمكن تجاهلهما، وزد على ذلك ما يحدث في سوريا والبحرين وغيرهما، في هذا كله، يبدو اختزال الأزمة في الكويت في بعدها الداخلي ضربا من ضروب التبسيط المخل، لكن البعد الإقليمي، على الرغم من ذلك، لا يستطيع لوحده الانعكاس داخليا دون توافر الأرضية اللازمة للتصعيد في الواقع الكويتي نفسه، وهو ما نملك التعامل معه مباشرة.
إن أدوات التعامل مع واقعنا الطائفي تبدأ بالعمل على استكمال أركان دولة القانون وسيادته، ومراجعة السلطة لتكتيكاتها السياسية القائمة على تحالفات آنية مع هذه الفئة على حساب تلك، ففي ظل واقع يشعر فيه الفرد بالمساواة في الفرص والحقوق تتضاءل عنده الحاجة للانتماء للهويات الأصغر والإحساس بالمظلومية والقهر وهو ما يدفع الناس دفعا للاصطفافات طائفية كانت أم غيرها.
نعلم أن المشكلة عميقة، وليست ذات بعد واحد، لكننا نزعم أن الحل يبدأ بهذه المقاربة، مع ضرورة قصوى لمعالجة قانونية لخطاب الكراهية والتحريض، وهو ما كنا نتمنى أن يتكفل المجتمع بأدواته المعنوية في معالجته دون اللجوء لتشريعات من هذا النوع قد تمس مبادئ مهمة كحرية التعبير والبحث العلمي، وذلك لإدراكنا أن ظاهرة «الحمقى والصعاليك والمأجورين» ممن احترف الشحن الفئوي والتأليب المرضي هي ظاهرة لن تختفي في أي مجتمع... وفي أي زمن...!

tayyar.org - Lebanon News -اعتنقت الإسلام الشيعي.. ولن أتخلى عن المسيحية واليهودية

tayyar.org - Lebanon News -اعتنقت الإسلام الشيعي.. ولن أتخلى عن المسيحية واليهودية
اعتنقت الإسلام الشيعي.. ولن أتخلى عن المسيحية واليهودية

أعلن شون ستون نجل المخرج العالمي أوليفر ستون الحائز جائزة الأوسكار؛ اعتناقه الإسلام على المذهب الشيعي في إيران، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني التخلي عن اليهودية أو المسيحية التي ولد فيهما.

ونقلت وكالات أنباء إيرانية وعالمية، وكذلك صحف بريطانية، صورًا وتصريحات يعلن فيها شون اعتناقه المذهب الشيعي الجعفري المذهب الرسمي للجمهورية الإسلامية في إيران؛ حيث يصور فيلمًا وثائقيًّا، مشيرًا إلى أنه اتخذ لنفسه اسمًا جديدًا؛ هو "علي شون".

وفي الصور التي بثتها وكالتا الأنباء الإيرانيتان "إسنا" و"فارس"، ظهر شون ستون وهو يرتدي في رقبته السيف المعروف باسم "ذو الفقار"، وهو السيف الذي كان يحمله الإمام علي بن أبي طالب الإمام الأول لدى الشيعة باختلاف مذاهبهم.

ولم يشرح شون ستون (27 عامًا) أسباب اعتناقه الإسلام، لكنه شدد -في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا ديلي ميل" البريطانية- على أن هذه الخطوة لا تعني التخلي عن المسيحية ديانة أمه أو اليهودية ديانة والده أوليفر ستون.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، كرَّم شون ستون في طهران خلال مؤتمر فني يهدف -كما قال شون- إلى بناء جسورٍ تعرِّف الغرب بالسينما الإيرانية. وهاجم الرئيس الإيراني خلال هذا المؤتمر هوليوود التي قال إنها تروج لنظرة أحادية منحازة إلى العالم الغربي.

وزار "علي شون" عدة أماكن في إيران لتصوير فيلم وثائقي هناك عن الشاعر والمفكر الصوفي جلال الدين الرومي. وأبدى شون تأثره كثيرًا بأفكار الرومي الصوفية التي اطلع عليها بوساطة زوجين إيرانيين يمتلكان شركة إنتاج في أمريكا.

وأوليفر ستون مخرج يعتبر من أشهر مخرجي أمريكا، وأجرى مؤخرًا جولة في العالم العربي وإفريقيا، وله انتقادات كبيرة لسياسة بلاده الداخلية والخارجية.


"الوحدة الاسلامية" مفتاح التقارب مع المسيحيين.. لكن أبعدوا الايدي الخفية

"الوحدة الاسلامية" مفتاح التقارب مع المسيحيين.. لكن أبعدوا الايدي الخفية

"الوحدة الاسلامية" مفتاح التقارب مع المسيحيين.. لكن أبعدوا الايدي الخفية
ذوالفقار ضاهر

"الناس صنفان: إما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق" بهذه الكلمات حدد الامام علي بن ابي طالب(ع) -بما له من مكانة إسلامية وانسانية- العلاقة بين الانسان واخيه الانسان، فالرابط ان لم يكن الدين الواحد فبالتأكيد هي الاخوّة الانسانية التي تجمع بين الانسان واخيه الانسان.


فلا يمكن تحديد علاقة البشر على اساس واحد هو الدين او الطائفة او المذهب او المعتقدات الفكرية او الثقافية التي يؤمن بها بل لا بدُّ من وضع ضابط اعم واشمل يضبط العلاقة بين بني البشر وهذا ما حدده الامام علي (ع) بأنه "النظارة" في الخلق حيث ان الخالق واحد للجميع وهو الله تعالى سبحانه فمهما اختلف الناس هناك حدود مسلّمة تجمعهم وتتمثل في ان الانسان نظير لاخيه الانسان في الخلق بما يترتب على ذلك من نتائج تتمثل بحقوق وواجبات لا يسع المقام لذكرها هنا.

هل يتخوف المسيحيون من الوحدة الاسلامية؟


ولكن هل التقارب بين من ينتمي الى فكر واحد او دين واحد او مذهب واحد ايا كان هذا الدين او الفكر او المذهب يؤثر سلبا او ايجابا على العلاقة مع من لا ينتمي او لا يؤمن بهذا الفكر او الدين او المذهب؟ وهل ان التقارب مثلا بين المذاهب الاسلامية يؤثر سلبا في العلاقة بين المسلمين وغيرهم من اتباع الديانات الاخرى كالمسيحيين؟ ام ان هذا التقارب بين المسلمين يسهم بطريقة او بأخرى في تحسين العلاقة بين المسلمين والمسيحيين انطلاقا من ان الاديان مهما تعددت مصدرها رب واحد هو الله تعالى؟

وفي مناسبة أسبوع الوحدة الاسلامية الذي اعلنه الامام الخميني(قده) تثار في سياق الحديث عن الوحدة بين المسلمين تساؤلات عدة منها هل يتخوف المسيحيون من الوحدة الاسلامية؟ هل يعتبرون ان الوحدة بين المسلمين تهديد لهم؟ ام انهم يعتقدون انها تقضي على التطرف الذي ألصق بالاسلام وبالتالي تزيل عامل تهديد الاقليات المسيحية في الشرق؟

فارس: الوحدة بين المسلمين أساسها ان الاديان السماوية توحد ولا تفرق



للاجابة على هذه التساؤلات توجهنا بالسؤال الى النائب اللبناني مروان فارس الذي اعتبر ان "اسبوع الوحدة الاسلامية الذي دعا اليه الامام الخميني يشكل مفصلا هاما في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين"، واضاف ان "الوحدة بين المسلمين تعني الكثير بالنسبة للمسيحيين بالاخص فيما يتعلق بإزالة الفروقات بين المذاهب الاسلامية"، ولفت الى ان "الوحدة بين المسلمين أساسها ان الاديان السماوية توحد ولا تفرق بين الناس".


وأشار فارس في حديث لموقع قناة "المنار" الالكتروني الى انه "بالنسبة للمسيحيين موضوع الوحدة بين المسلمين دقيق لانه يحل مشاكل كثيرة سواء في المجتمعات الغربية والشرقية لان المسلمين منتشرون في كل القارات في العالم وليسوا محصورين في منطقة واحدة "، ولفت الى ان "الوحدة هي وحدة دينية وايضا وحدة ثقافية وحضارية واجتماعية لانها تفتح الباب لحل كل الخلافات القائمة بين المذاهب ومن ثم بين الديانات او بشكل ادق بين اتباع هذه المذاهب والديانات".


وقال فارس إنه "اذا خفّت او حلّت الخلافات بين المذاهب الاسلامية فهذا يساعد وبشكل ضمني لحل الخلافات مع المسيحيين ايضا لذلك فمشروع الوحدة ليس فقط للمسلمين او المسيحيين انما هو مشروع للوحدة في الثقافة البشرية التي تجمع الناس من مختلف الاديان"، ورأى ان "موضوع الوحدة بين المسلمين هام جدا في لبنان لانه يساعد على نزع فتيل الفتن بين المسلمين من سنة وشيعة"، واكد ان "منع الفتنة بين الشيعة والسنة يؤدي الى نزع اي فتيل للفتنة بين المسلمين والمسيحيين وهذا له تأثير كبير بالنسبة لمستقبل لبنان واللبنانيين".

موسى: المسيحيون يعتبرون الوحدة بين المسلمين امرا ايجابيا


من جهته اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية في لبنان النائب ميشال موسى انه "بالنسبة للمسيحيين وجود نوع من الوحدة والتقارب بين المسلمين بما يشكله من قاسم مشترك ينطلق من وضعية تعايشية في المناطق كافة يعتبر امرا ايجابيا بشكل كلي للمسيحيين، لانه عندئذ تتلاقى الطوائف والمذاهب في نمط من الاعتدال والتعايش وهذا يريده المسيحيون"، وأمل أن "يتوصل المسيحييون فيما بينهم الى نوع من الوحدة والتقارب للاتفاق على قواسم مشتركة بينهم وتعزيز هذه القواسم المشتركة".


واعتبر موسى في حديث لموقع قناة "المنار" الالكتروني ان "السير في طريق الوحدة من المفترض ان يوصل الى قواسم بين كل المذاهب والطوائف ايا كانت ولاي دين انتمت"، ولفت الى ان "هذه الطوائف يجمعها الايمان بالله ومسالك الحياة المختلفة ضمن مبادئ المحبة والاعتراف بالاخر واحترام كرامة الانسان في كل مكان"، وتابع انه "اذ وجد اختلاف عقائدي في بعض الاحيان ومن الطبيعي وجود مثل هذا الاختلاف الفكري يمكن من خلال السير بمبادئ الوحدة والتقارب تنظيمه كي لا يؤثر على امور الحياة التنفيذية".


وأسف موسى ان "هناك أيادي خفية وطوابير خامسة تلعب ادوارا بالخفاء لضرب علاقة الاديان ببعضها ولاثارة الفتن بين المذاهب المنتمية لنفس الدين مما يؤدي كما حصل في العراق مثلا الى تهجير المسيحيين او للاقتتال بين المسلمين في اكثر من منطقة في العالم"، ولفت الى ان "لا شيء يأتي من العدم فالحروب والاعمال الارهابية التي تقع تكون بتخطيط من قبل بعض الجهات التي لها اهداف معينة ترجو تحققها بوقوع هذه الاحداث".


واعتبر موسى ان "وجود عصبية دينية ما سواء لدى بعض الجماعات الاسلامية او المسيحية يؤثر على باقي المكونات في المجتمع التي قد تنتمي الى ديانات أخرى"، واشار الى انه "من الطبيعي ان المسلمين سنة وشيعة عندما يعيشون في منطقة او بلد واحد فإن مناخ للتهدئة بينهم يسحب ذاته وينعكس على باقي مكونات المجتمع لاي دين او مذهب انتموا".

موسى: السياسة تلعب دورا بزيادة التشنج بين المسلمين والمسيحيين


واوضح موسى ان "السياسة قد تلعب دورا ما في زيادة حدة التشنج بين المسلمين انفسهم او بينهم وبين المسيحيين"، واكد انه "لو تترك العلاقة بين الناس الى الاديان فمن السهل خلق جو هادئ في العلاقة بين بني البشر لتأدية عباداتهم وحفظ ديانتهم ولتسيير شؤون حياتهم"، واشار الى ان "العمل السياسي والتدخلات السياسية من خلال قوى لا تريد للمنطقة الاستقرار يخلق مناخ متشنج اساسه ديني وطائفي وينسحب على المنطقة كلها"، معتبرا ان "هناك استغلالا سياسيا للصراع بين المذاهب والاديان وتأجيجا للصراع بينها في حين ان الاديان لا تأمر بهذا الامر".


بالتأكيد ان التقارب والتعاون بين المسلمين لا يتعارض بتاتا مع التعاون والتحاور والتواصل الدائم مع الديانات الاخرى لا سيما المسيحيين في العالم والمنطقة، بل ان التقارب هو ما توجبه وتدعو اليه العقيدة الاسلامية الحقة التي توجب التعاطي بسلم وامان بين الانسان واخيه الانسان دون تباغض او تقاتل اوتنازع ودون النظر الى مصالح مادية ضيقة، حيث ان الفطرة الانسانية التي جُبٍلَ عليها البشر هي التقارب والتآلف مع غيرهم والعيش بسلام سواء كانوا من نفس المذهب او الدين ام لا.


وهذا ما أعلنه وشدد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير بمناسبة ولادة الرسول محمد بن عبد الله(ص) واسبوع الوحدة الاسلامية حيث قال "نحن كحركة إسلامية في لبنان عندما نتحدث عن تعاون وطني بين المسلمين والمسيحيين وعن ضرورة بناء دولة وطنية في لبنان يشارك فيها الجميع يتمثل فيها الجميع تخدم مصالح الجميع تحمي الجميع نحن لا نتكلم سياسة بل ننطلق من أصولنا الدينية العقائدية الفقهية وهذا ليس تكتيكا سياسيا".


المصدر: موقع المنار

09-02-2012

الاثنين، فبراير 06، 2012

تجمع العلماء المسلمين وأسبوع الوحدة الإسلامية





بمناسبة المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، أقام تجمع العلماء المسلمين عشاءه السنوي بحضور شخصيات سياسية ودينية منها: ممثل سماحة السيد حسن نصرالله، ممثل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ممثل البطريرك آرام الأول كيشيشيان، المطران جورج صليبا، المطران الياس عودة، الأب أنطوان ضو، سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية الدكتور غضنفرأصل ركَن آبادي، ممثل السفير الصيني، ممثل السفير الاندونيسي،ممثل السفير السوري، ممثل قائد الجيش، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ممثلاً نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، النائب مروان فارس، ممثل الحزب القومي، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية وممثلو الفصائل الفلسطينية.
وألقى رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ حسان عبدالله كلمة هذا نصها:
‏         ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ ‏رَؤُوفٌ رَحِيمٌ(التوبة: 128) 
‏  نجتمعُ اليومَ في أجواءِ الذكرى العَطِرَةِ لمولِدِ الرسولِ الأكرَمِ محمَّدٍ صلى الله عليه ‏وآله وصَحَبْهِ وسلَّم الذي أرسَلَهُ الله سبحانَهُ وتعالى رحمةً للعالمينَ ليُخرِجَهم من ‏ظلماتِ الجهلِ والكُفرِ، إلى نورِ العِلْمِ والإيمانِ.. فَسَمَت أمةُ الإسلامِ دونَ سائِرِ الأممِ ‏ساعةَ التَزَمَتْ بتعاليمِ وأحكامِ الإسلامِ وتَرَاجَعَتْ عن مكانَتِها بعد أن تَرَكَتْ دينَها ‏وانساقتْ وراءَ شَهَواتِها وغرائِزِها وخالَفَتْ تعاليمَ الله سبحانَهُ وتعالى وَهَدْي نبيِّهِ.. فإذا ‏بالمسلمينَ يعودون إلى جاهليةٍ جديدةٍ ‏تَلْبَسُ لَبوساً متطوراً ليس إلا زخرفاً لا قيمةَ له لأنها في جوهرها ليست إلا تخلفاً ‏وانحرافاً وماديةً لا روحَ فيها وتقليداً أعمىً للنموذج الغربي المتقدم ظناً منهم ‏أن تقدُّمَ الغربِ التِّقْنيِّ هو تقدمٌ حضاريٌّ.. في حين أنَّ الواقِعَ يقولُ ومن خلال دراسةٍ معمَّقةٍ ‏للظاهرةِ الغربيةِ إن التقدُّمَ الحاصلَ هناكَ ما هو إلا تقدُّمٌ بالوسائلِ والأدوات.. ولكنْ ‏من الناحيةِ الحضارية ثمةَ أزمةُ حضارةٍ سيجِدُ العالمُ بعد فترةٍ قد لا تكونُ طويلةً أن الحلَّ لهذه الأزمة هو في الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والدينِ.. ولذلك كانت رسالةُ الإسلامِ التي جاء بها نبيُّنا ‏محمد صلى الله عليه وآله رحمةً للعالمين وليس للمسلمين فقط.‏
إن الإحياء الحقيقي لذكرى مولد نبيَّنا الكريمَ يكونُ من خلال وحدتنا كمسلمينَ في مواجهةِ الهجمةِ التي تستهدِفُ تقويضَ ‏كيانِ أمَّتِنا من خلالِ السعي لإبعاد الإسلام عن قيادة مجتمعاتنا ولو من خلال تقديم نماذج أخرى للحكم يتبناها إسلاميون ثم تفشلُ ليُصوَّرَ الأمرُ على أنه فشلٌ للإسلام في حين أنه فشلٌ لهذه الحركات التي تصورتْ أنها وبأسلوبٍ ميكافيليٍّ يمكنُ أن تطرح الإسلام في مراحلَ قادمةٍ بعد وصولها إلى السلطة وإمساكِها بزمام الأمور، فإذا بها تُضْطَّرُ في المراحل المقبلة لتقديمِ تنازلاتٍ جديدةٍ لينتهي الأمر بإبعاد الإسلام نهائياً عن واقع المجتمعات.
إن النظرةَ التجزيئيةَ للإسلامِ التي تفترضُ أنه من الممكنِ أخْذُ جزءٍ من الأحكامِ وترْكُ الأخر توصلاً للسلطة هي نظرةٌ خاطئة.. فهذا الدينُ هو منظومةٌ كاملةٌ لا يمكن تطبيقها في جانب وتركُ ذلك في جانب آخر.
﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسََكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بالإثم وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة:85)
  إننا لن نستطيعَ مواجهةَ الحملةِ التي يتعرّضُ لها الإسلامُ اليوم متفرِّقينَ بل لا بدَّ من الوَحدةِ سبيلاً وحيداً ‏لتحقيقِ النصرِ على أعداءِ الأمةِ والدينِ. وعلينا أن نعلَمَ أنَّ كلَّ قوى الكُفرِ اليومَ ‏تسعى لإيقاعِ الفُرقَةِ بينَ المسلمينَ كي يضرِبَ بعضُهم رقابَ بعضٍ فَيَسْلَمَ الكفرُ ‏وتضيعَ أمَّةُ الإسلامِ ويذهَبُ ريحُها فتُصبِحُ أمةً ضعيفةً لا يُحسَبُ لها أيُّ حساب.. وهذا ما ‏حذَّرَنا منه الله سبحانه وتعالى عندما أمَرَنا بطاعتِهِ وطاعةِ رسولِهِ ونهانا عن ‏التنازع حيثُ قال عزَّ وجلَّ:‏ ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾‏..‏(الأنفال:46)  ‏‏
‏إنَّ مَهَمَّتَنا الرسالية كما أرادَ الله سبحانه وتعالى هي العملُ على نَبْذِ كلِّ دواعي ‏الفُرقةِ في مجتمعِنا وأمَّتِنا، وإنَّ تَرْكَ القيامِ بهَذِهِ المَهَمَّةِ أو العَمَلَ على خلافِها ‏سيحمِّلُنا حتماً مسؤوليةً تاريخيةً لن ترحمَنا الأجيالُ عليها.. وتكون مسؤوليتُنا أمام الله عظيمةً إذ سيسألُنا عما عَمِلنا لوَحدةِ الأمةِ ‏وكيفَ سَعَيْنا للوقوفِ في وجهِ التفرِقَةِ؟.. بل إن المسؤوليةَ أكبر, والعِقابَ أشدُّ فيما لو ‏كنا ممن سعى في فُرْقَةٍ أو خلافٍ أدى لفتنة.‏
انطلاقاً من جميع ما تقدَّم يهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نؤكد على النقاط ‏التالية:‏
أولاً: في مسألة الصحوة الإسلامية:
إن الصحوةَ التي تعيشها الأمةُ الإسلاميةُ اليومَ هي إشراقةٌ مهمةٌ في تاريخها يجب أن نَحْرُصَ على نجاحها ووصولِها إلى أهدافِها المبتغاة. ولا إشكالَ في أن خلافاً كبيراً يقعُ اليوم بين قادة الرأي حول النظرة إلى هذه الصحوة هل هي فعلاً تنطلقُ من الجماهيرِ أم أنها مؤامرةٌ تحرِّكها قوى إستكبارية تعملُ للإمساك بالأمةِ بأسلوبٍ جديدٍ بعد أن فشِلَتِ الأساليبُ القديمةُ في الاستمرارِ في قيادةِ بلداننا لمصلحةِ هذه القوى. أو أنها مؤامرةٌ تستهدفُ إيقاعَ بلادِنا في فوضى عارمةٍ تؤدي إلى إضعافِ كياناتِنا وإدخالِنا في حروبٍٍ أهليةٍ مذهبيةٍ وطائفيةٍ وعُرقيةٍ وقوميةٍ تمنع قوى المقاومةِ من أن تصلَ إلى النصرِ النهائيِّ وتحريرِ فلسطين خصوصاً بعد الهزائمِ المتتاليةِ للاستكبارِ الأمريكي في العراقِ وأفغانستان وبعد فَشَلِ القضاءِ على قوى الممانعةِ لا من خلال الفتنِ الداخليةِ ولا من خلال الحروبِ المباشرةِ في تموز وفي غزة؟
إنني متأكِّدٌ بأن الصحوةَ الإسلاميةَ أمرٌ حقيقيٌّ وأن الجماهيرَ التي نزلت إلى الشارع هي جماهيرُ مؤمنةٌ مسلمةٌ تريدُ بناءَ الأمةِ من جديدٍ بشكلٍ يعيدُ لها كرامَتها وعزَّتَها والدليلُ هو نتيجة الانتخاباتُ في مصر وفي تونس حيث اختارَ الشعبُ بغالبيّتِهِ الساحقةِ القوى الإسلاميةَ لتمثيلِهِ في المجالسِ النيابيةِ. ولكن هذا لا يعني أن القوى الإستكباريةَ ستتركُ الأمورَ تسيرُ في الاتجاهِ الذي أرادَتْهُ هذه الجماهيرُ ومن هنا نحذِّرها وخصوصاً القياداتِ المخلصةَ والشبابَ من سرقةِ القوى الإستكبارية لانجازاتها وحَرْفِ الأمورِ عن مسارِها لصالحِ إعادةِ إنتاجِ قوى أمرٍ واقعٍ تتبنى نفس التوجهاتِ السياسية للأنظمة البائدة خصوصاً في مصر وتونس حيث السلطة ما زالت بيد الجيش والأجهزة الإستخبارية التي هي على مستوى أكثرية قياداتها صنيعة هذا الاستكبار ودرست في معاهده العسكرية والأمنية.
إن أخطرَ ما يجب أن تتنبهُ له القياداتُ الشابةُ والجماهيرُ المسلمةُ في دول الصحوةِ هي مسألةِ الفتنِ الداخليةِ سواءٌ الطائفيةُ أو العرقيةُ أو المذهبيةُ وما شهدناه في مصر في الأيامِ القليلةِ الماضيةِ من فتنةٍ ناتجةٍ عن التعصُّبِ الأعمى لفِرَقٍ رياضيةٍ لا يبشِّرُ بخيرٍ ويؤكِّدُ أن وراءَهُ أيادٍ خبيثةٍ افتَعَلَتْهُ لتعودَ الفوضى للشارعِ ولا تقومُ للدولةِ الجديدةِ قائمةٌ.
إن الصحوةَ الإسلاميةَ ليست ويجب أن لا تكونَ صحوةً طائفيةً بل إن المسيحيين في هذا الشرقِ هم جزءٌ أساسيٌّ من مجتمعاتنا كان ولم يزل لهم الدورُ الأساسُ في بناءِ حضارتِنا وأن المسَّ بهم هو مسٌّ بنا وبقِيَمِنا الإسلاميةِ ويجب أن يساهموا في النهضةِ الحاليةِ ويكون لهم دورٌ فاعلٌ في قيادةِ المجتمعاتِ نحو العدالةِ والحرِّيةِ والمساواة.
ثانياً: في مسألة الوضع السوري:
إن الحربَ الكونيةَ التي تُشَنُّ اليومَ على سوريا بقيادةِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية وأوروبا خدمةً للكيان الصهيونيِّ هي نتيجةٌ للموقفِ المقاوم لهذه الدولةِ الرائدةِ في حَمْلِ همِّ تحريرِ فلسطين وهي العصيةُ على كل التهديداتِ الغربيةِ لها في التخلي عن هذا النهجِ من أيام الرئيس حافظ الأسد وإلى الرئيس بشار الأسد. يجب أن لا تأخذَنا العصبيةُ ولا الأخطاءُ التي ارتكبها بعضُ مَنْ في النِّظام معنا في لبنان نحو الحكمِ على الموقفِ من دون موضوعيةٍ. إننا مدركون بأن هذا النظامَ ليس نظامَ حكمٍ مثالياً بل أين الحكمُ المثاليُّ الذي لا أخطاءَ فيه في العالم كلِّه ولكن الذي يفرِّق نظاماً عن نظامٍ آخر هو الاعترافُ بالأخطاءِ والسعي لإصلاحِها وهذا ما فَعَلهُ سيادةُ الرئيس بشار الأسد وهو لم يطرَحْها اليومَ بسببِ الواقعِ الذي تمرُّ به سوريا بل منذُ اللحظةِ الأولى لتسلُّمِهِ مقاليدَ الأمور، لكنهم ولأنهم لا يريدون منه الإصلاحَ بل هو آخرُ همِّهِم لم يعطوهُ الفرصةَ لإنجازِهِ وشغلوهُ بمشاكلَ كثيرةِ منها اتهامُ سوريا بقتلِ الرئيسِ الشهيد رفيق الحريري إلى احتلالِ العراق إلى حربِ لبنان ثم حربُ غزة وسوريا كانت في كل ذلك في وسْطَ المعركةِ بل هي رأسُ حربتها.
لو أن الرئيس الأسد وافق كولن باول منذ البدايةِ على ما طرحَهُ عليه وباعَ المقاومةَ في لبنان وفلسطينَ وقطعَ علاقَتَهُ مع الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران وسلَّم الأمريكان رأسَ المقاومةِ في العراقِ وسهّل إطالةَ أمدِ احتلالِهِ له، لما كان هناك مشكلةٌ لهم لا مع الفسادِ ولا مع الحرياتِ ولا مع أي شيءٍ آخرَ فهذه الديمقراطياتُ الغربيةُ المدَّعاة التي تتآلفُ مع الحكمِ الوراثيِّ المختصِرِ لشعبِهِ بشخصِ طويلِ العمرِ أو الذي يُطلِقْ بمناسبة طَهورِ أبن الملكِ المساجينَ ويُبقي مساجينَ الرأيِّ في أقبيتهِ يسهل عليها التآلفَ مع سوريا التي تنتخبُ مجلسَ الشعبِ فيها ورئيسَ بلادِها ومجالِسَها المحليةَ. إن الذي يغيظُ هو أن تحمُّل شبهِ دولةٍ مثلِ قطر مشروعَ القضاءِ على دورِ دولةٍ ذاتِ تاريخٍ وحضارةٍ عريقةٍ مثلِ سوريا هي قلبُ العروبةِ النابض. هذه الشبهُ دولة التي تظنُّ أن بأموالها يمكن أن تشتري ضمائرَ أمةٍ وتسعى لقيادتها في مشروعٍ يهدف للاعترافِ بالكيان الصهيوني.
إننا في دفاعنا عن سوريا لا ندافعُ عن أشخاصٍ ولا عن الظلمِ والفسادِ بل ندافعُ عن النهجِ الذي نتبناه في المقاومةِ والممانعةِ والتي يعبِّرُ عنها سيادةُ الرئيس بشار الأسد خيرَ تعبيرٍ ولو أن سوريا تركتْ خيار المقاومةِ وذهبتْ نحو النهجِ الأمريكيِّ ـ وهذا لن يحصل طبعاً ـ لَمَا كنا معها.
إن الوضع في سوريا اليومَ قد اتجه نحو الإرهابِ والعنفِ وتسعى الدولُ الراعيةُ للإرهابِ لإعطاءِ الطابعِ المذهبيِّ والطائفيِّ لِمَا يحصلُ وهذا جزءٌ من الحربِ يجب على الشعبِ السوريِّ أن يعيَ أن القضيةَ ليست قضيةً مذهبيةً أو طائفيةً إنما هي قضيةٌ سياسيةٌ مبتنيةٌ على صراعٍ بين نهجِ المقاومة ونهجِ الاستسلامِ وعليهم أن يحدّدوا مع أي نهجٍ يسيروا.
ثالثاً: في الوضع اللبناني:
ما زالت ثلاثيةُ الشعبِ والجيشِ والمقاومة هي الطريقةُ المثلى لحمايةِ بلدنا من الأطماعِ الصهيونيةِ وهي السبيلُ الوحيدُ المتاحُ لتحريرِ ما تبقى من أرضنا، وإذا ما رضيتِ المقاومةُ بأنْ تتركَ الفرصةَ للجوءِ المراهنينَ على المجتمعِ الدوليِّ إليه لإعادةِ أراضينا فهذا لا يعني بالضرورةِ أنها تعتقدُ بصوابيةِ هذا الرهان بل هي مقتنعةٌ تماماً بعدم جدواه وتجربتُنا مع القرار 425 خيرُ دليلٍ على ذلك. ويجب عليهم أن يُدركوا أن المقاومةَ لن تبقى على هذا الوضعِ طويلاً. ويهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نؤكِّدَ على أن الحوارَ هو السبيلُ الوحيدُ لوضعِ الحلولِ المناسبةِ للأزْمَاتِ التي يمُرُّ بها وطنُنُا ‏شرطَ أن ينطلِقَ الجميعُ في أطروحاتهم من خلال تقديمِ مصلحةِ الوطنِ على أية مصلحةٍ ‏أخرى.‏
‏ومن ناحية أخرى فإننا في الوقت الذي نؤكدُ فيه من خلال اطِّلاعِنا الميدانيِّ على أن الوحدةَ ‏الإسلاميةَ بألفِ خير إلا إننا لن نألوَ جهداً في رَصْدِ أيةِ محاولةٍ لبعضِ الضالينَ أو ‏العملاءِ لبذرِ بذورِ الفتنةِ وسنُجْهِضُ بإذنِ الله وبتعاونِ المخلصينَ هذه المحاولاتِ في ‏مهدها.‏
‏إن علاقةَ لبنان مع الشقيقةِ سوريا يجبُ أن تكونَ علاقةً مميزةً يحكُمُها المصيرُ ‏المشتَرَكُ وسوريا لن تكونَ يوماً عدواً للبنان، كما أن لبنانَ بفضلِ الوطنيينَ ‏المخلصينَ والشرفاءِ لن يكونَ عدواً لسوريا بل شقيقاً يحمِلُ معها همَّ الدفاعِ عن ‏العدوانِ المستمرِّ للكيانِ الصهيونيِّ، وإن الذي يبحث عن عداءٍ مع سوريا ويعمل على تهريب السلاح والمقاتلين لبثِّ الفوضى هناك فإنما يقدِّمُ ‏خدمةً جليلةً للعدوِّ الصهيونيِّ الساعي لبثِّ الفُرقَةِ بين أقطارِ العالمِ العربيِّ كي يُطيلَ ‏أمَدَ احتلالِهِ لأراضينا المقدسة.‏
‏وهنا يهمنا أن نؤكد على ضرورةِ استمرارِ الحكومةِ بعملها وعدمِ تعطيلها والبحثِ عن الحلولِ للتبايناتِ في الآراءِ وتقديمِ المصلحةِ العامةِ على المصالحِ الشخصيةِ الضيقةِ ويجب أن لا يغيبَ عن بالِ المسؤولينَ في زحمةِ المشاغلِ السياسيةِ الواقعُ ‏الاجتماعيُّ الصعبُ الذي يعاني منه الناسُ.
رابعاً: على صعيد فلسطين:‏
ستبقى فلسطينُ القضيةَ المركزيةَ للأمةِ الإسلاميةِ وسنظلُّ نعمَلُ من أجلِ تحريرها ‏حتى آخِرِ شِبْرٍ منها ولن نَسْمَحَ تحت أي عنوانٍ من العناوين بأن نُقِرَّ للصهاينةِ ‏احتلالَهم لشبرٍ واحدٍ من أرضنا المباركةِ، وهذا الخيارُ ليسَ ضرباً من ضروبِ ‏الخيالِ أو حُلماً عصياً على التطبيق، بل هو حقيقةٌ ووعدٌ إلهيٌّ سيتحققُ إن لم يكنِ اليومَ ‏ففي الغد، وبالتالي فإننا نعمل كي تبقى هذه القضيةُ حيةً فينا نورِّثُها لأبنائنا. ونحن ‏إن كنا لا نستطيعُ تحقيقَ هذا الوعدِ اليومَ فأبناؤنا سيحققونَهُ وأنْ نورِّثَهم قضيةً ‏شريفةً خيرٌ ألفَ مرةٍ من توريثهم استسلاماً وهزيمة.
وفي هذا المجال فإن تجمع العلماء المسلمين يدعو حركتَيْ فتح وحماس ‏لإتمامِ المصالحةِ بينهما وبناءِ المؤسساتِ وعلى رأسِها منظمةِ التحريرِ والمجلسِ الوطنيِّ والاستعجالِ في التوجهِ للانتخاباتِ النيابيةِ والرئاسيةِ فالصهاينةُ يستغلونَ خلافاتِنا وانشغالَ امتنا بالربيعِ العربيِّ ويسِّرعون في القراراتِ المتعلِّقةِ بالاستيطانِ والقدسِ ويهوديةِ الدولةِ للقضاءِ على القضيةِ الفلسطينيةِ.
وفي هذا المجال نحذِّرُ من محاولاتِ إيقاع فتنةٍ داخليةٍ لا يستفيدُ منها إلا الاحتلالُ وندعو ‏الفصائلَ كافَّةً للوحدةِ من أجل الخروجِ من التجربةِ الصعبةِ التي يمرُّ بها الشعبُ والقضية ‏الفلسطينية.
خامساً: على الصعيد العراقي:
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نهنّئُ الشعبَ والمقاومةَ العراقيةَ على الإنجازِ التاريخيِّ المتمثِّلِ بإخراجِ المحتلِّ الأمريكيِّ من دونِ تقديمِ أيةِ مكتسباتٍ سياسيةٍ ندعو الحكومةَ وأطيافَ الشعبِ إلى التنبُّهِ للمؤامراتِ التي ستَحِيكها الولاياتُ المتحدةُ انتقاماً لهذا الخروج الذليل، وإن الطريقَ الوحيدَ لمواجهةِ هذه المخاطرِ هو في اجتماعُ كلِّ المخلصينَ من أبناءِ الشعبِ ‏العراقيِّ على موقفٍ واحدٍ يؤكد على الوحدةِ الوطنيةِ وبناءِ الدولةِ المستقلةِ غيرِ الخاضعةِ للإملاءات الأمريكية، ويهمُّنا أن نحذِّرَ من العملياتِ ‏الانتحاريةِ التي تنالُ من المساجِدِ والحسينياتِ والمقاماتِ المقدسةِ والمستضعفينَ ‏من أبناءِ الشعبِ العراقيِّ والتي تصبُّ في خدمةِ أعداء أمتنا والذي ‏يقومُ بذلك بغضِّ النظر عن الجهةٍ التي ينتمي إليها هو إما ضالٌ أو عميلٌ. وفي هذا المجال نحذِّرُ من وجودِ معلوماتٍ ‏متواترةٍ حول دورٍ أساسيٍّ للموسادِ الصهيونيِّ الموجودِ في شمالِ العراق في ‏التفجيراتِ والاغتيالاتِ ذاتِ الطابعِ المذهبيِّ فالمشروع الصهيونيُّ الأمريكيُّ ‏اليومَ يقومُ على ركنٍ أساسيٍّ وهو الفتنةُ المذهبيةُ في كلِّ بلدٍ من بلادِ المسلمين ‏وخصوصاً لبنان وسوريا وإيران والعراق.‏
سادساً: على الصعيد الإيراني:
إننا إذ نهنئُ القيادةَ الإيرانيةَ على الإنجازاتِ العلميةِ الضخمةِ التي كان آخرَها إطلاقُ القمر الصناعي، نعتبرُ أن خطابَ سماحة السيد القائد آية الله العظمى الإمام الخامنائي في خطبةِ الجمعة الأخيرةِ يمثِّل مشروعَ استنهاضٍ للأمةِ يجب تحويلُهُ إلى ميثاقِ عملٍ ونهجٍ في تطبيقِ الوحدةِ الإسلاميةِ وترشيدِ الصحوةِ الإسلاميةِ. ويهمنا أيضاً أن نشكرَ الجمهوريةَ الإسلاميةَ الإيرانيةَ على كلِّ الدعمِ الذي قدَّمَتْهُ ‏لنا وما زالت وآخرُها العرضُ الذي قدَّمهُ سعادةُ سفير الجمهورية الإسلامية لإخراجِ البلدِ من أزمتِهِ الكهربائيةِ والتي نستغربُ أنْ لا تلقى آذاناً صاغيةً ما يُشعرُنا بعدم امتلاك حكومتِنا لقرارها. ونحن مع الجمهورية الإسلامية في وجهِ الهجمةِ الصهيونيةِ ‏الأمريكيةِ الأوروبيةِ لمنعها من امتلاكِ التكنولوجيا النووية التي هي حقٌّ طبيعيٌّ لكلِّ ‏شعوبِ العالم. ‏
سابعاً: في الوضع في البحرين:
إن الشعبَ المظلومَ في البحرينِ يعاني اليومَ من عمليةِ تصفيةٍ بطيئةٍ تقضي على آمالِهِ في الحريةِ والديمقراطيةِ وهذا المجتمعُ الدوليُّ الظالمُ لا يجد هناكَ انتهاكاً لحقوق الإنسان ويغضُّ النظر عن كلِّ الجرائمِ التي تُرْتَكَب. إن هذا المجتمعَ الدوليَّ الذي يحشِدُ طاقاتِهِ في سوريا التي فيها برلمانٌ منتخبٌ لإسقاط الحكمِ هناك بينما في الوقت عينِهِ يدعمُ العائلةَ الحاكمةَ في البحرينِ التي ليس فقط لم تُنْتَخَبْ من الشعبِ بل لا يعترِفُ الشعبُ بولايتها عليه.
أخيراً نشكُرُ لكم حضورَكُم وتشريفَكم لنا على مائدةِ رسول الله صلى الله عليه وآله ‏وصحبه وسلم، مائدةِ الوحدةِ الإسلامية، وندعو الله أن يوفقكم وإيانا لما فيه مصلحةُ ‏الإسلامِ والمسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بألف خير.  ‏

الجمعة، فبراير 03، 2012

الحوار الإسلامي العلماني - جريدة الاتحاد

لأزهر يبحث عن نقاط الالتقاء في محاولة لتجديده

الحوار الإسلامي العلماني




صورة 1 من 1

تاريخ النشر: الخميس 02 فبراير 2012

حلمي النمنم

في مصر وفي العديد من البلدان العربية جدل شديد، يبلغ حد الصراع في بعض الأحيان، بين تيارين هما: الإسلامي والعلماني، وزاد هذا الأمر في الفترة الأخيرة مع الانتخابات البرلمانية في مصر، ويجب القول إن هذا الصراع بدا واضحا منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي مع اكتشاف جماعة التكفير والهجرة، وهي الجماعة التي اغتالت د. محمد حسين الذهبي أكبر علماء التفسير بجامعة الأزهر ووزير الأوقاف آنذاك واتسع الخلاف بعد اغتيال الرئيس السادات في 6 أكتوبر 1981.

ومع بلوغ الاستقطاب الفكري والسياسي مداه بين الجانبين “إسلامي- علماني” ظهرت الدعوة إلى ضرورة عقد حوار بين الطرفين، وعقدت عدة جلسات على فترات متباعدة، ربما كانت واحدة من أهم الجلسات تلك التي عقدت في القاهرة عام 1989 وحضرها لفيف من المفكرين والمنشغلين بهذه القضية على الجانبين مثل طارق البشري ومحمد عمارة وسليم العوا، بالإضافة إلى د. سعد الدين إبراهيم وعلي الدين هلال وآخرين.

وقد قامت مجلة الأزهر بإصدار تلك الندوة في كتاب قدم له بمقدمة ضافية د. محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأن يصدر هذا الكتاب “حوار الإسلامية والعلمانية” عن الأزهر الشريف الآن، أمر له دلالة خاصة إذ يعني أن الأزهر كمؤسسة مشغول ومهتم بهذه القضية: التقريب بين تيارين لكل منهما موقفه الفكري، ولا غرابة في ذلك، فقد اهتم الازهر من قبل بالتقريب بين المذاهب الإسلامية وتحديدا السنة والشيعة، وشغل بالحوار بين المسيحيين والمسلمين، أفلا يقرب بين الإسلاميين والعلمانيين؟.

أحد دواعي الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين، كما يراها د. محمد عمارة أن التناقض الحقيقي في المجتمع والأمة عموما ليس بين الإسلاميين والعلمانيين، لكنه بين كل الفصائل والتيارات من جانب والهيمنة الغربية من جانب آخر.

ويقسم د. عمارة الإسلاميين إلى أربعة تيارات، يمكن التحاور مع واحد منها فقط، الأول من يسميهم النصوصيين وهؤلاء من يتعاملون مع التراث، بالتقديس الذي يتعاملون به مع الوحي الإلهي، وهؤلاء النصوصيون لا يعترفون بالآخر من الإسلاميين فما بالنا باعترافهم بالعلمانيين، لذا لا يمكن ان يقوم حوار معهم. وهناك فريق المتطرفين، الذين رفعوا شعار التكفير والجاهلية في وجه الآخرين من الإسلاميين. والفريق أو التيار الثالث هم المنخرطون في تنظيمات إسلامية بعينها، وهؤلاء لديهم التزام حزبي بالتنظيم وقواعده الصارمة، لذا لا يمكن ان يدخلوا في حوار.

الفريق الرابع يطلق عليه “الاجتهاد والتجديد لحضارة الإسلام”، وهم من يمكن أن يدور الحوار معهم والواضح ان هذا الفريق هو من يطلق عليهم لقب “الإسلاميين المحدثين” أو تيار الإسلام المستنير، وهم أفراد يعملون في مجالات بعينها للتجديد.

في المقابل يتم تصنيف العلمانيين إلى مجموعات وفصائل ثلاث، الأولى هي “العلمانية الثورية” وهم الذين لا يكتفون من العلمانية بفصل الدين عن الدولة لكنهم يريدون فصل الدين عن المجتمع في كافة أنشطته وثقافته وقيمه، هذا الفصيل لا يمكن الحوار معه، لأن الخلاف هنا لا يتعلق بقضايا فرعية أو جزئية بل بأمور جوهرية، أي وجود الدين في ذاته وفي حياة البشر، بغض النظر عن الدور السياسي له.

الفصيل الثاني هم الداعون بوعي للتبعية الغربية، هم يقاومون السيطرة الغربية سياسيا وناضلوا ضد الاستعمار وعملوا على تحقيق الاستقلال الوطني، لكنهم يريدون أن نأخذ من الغرب بقية جوانب الحياة في التشريع والقوانين والثقافة وغير ذلك وهؤلاء لا يمكن الحوار معهم، والفصيل الثالث من العلمانيين ويشكل الأغلبية من الوطنيين والقوميين وهم الأكثر عددا والأكثر نفوذا في المجالات السياسية والثقافية والإعلامية وهؤلاء يريدون فصل الدين عن الدولة، ولكنهم مسلمون يدينون بالإسلام، ومن ثم فالخلاف معهم ليس في الاعتقاد ولا في الأصول بل في الفروع أو في قضية الدولة.

وهدف الحوار أن يكتشف كل منهما الآخر؛ فالعلمانية عند هؤلاء ليست كما يتوهم بعض الإسلاميين الكفر والإلحاد والعمالة كما أن الصحوة الإسلامية ليست جميعها رجعية وغلو وتشدد بل لها وجه مشرق كتيار بعث وإحياء وتجديد اجتهاد. أهمية هذا الكتاب ليس فقط في كاتبه وأنه عضو مجمع البحوث الاسلامية بل انه يصدر عن الأزهر الشريف، مما يعني أن الأزهر يحبذ الحوار والالتقاء بين الفرقاء في الفكر والسياسة.

الكتاب: حوار الإسلام والعلمانية

إعداد وتقديم: د.محمد عمارة

الناشر: مجلة الأزهر -

As-Safir Newspaper - الغرب وإحياء الصراع السني ـ الشيعي: هل تندفع المنطقة إلى الهاوية؟

As-Safir Newspaper - الغرب وإحياء الصراع السني ـ الشيعي: هل تندفع المنطقة إلى الهاوية؟
بين إيران والسعودية ولبنان وسوريا.. و«الجيش الحرّ»
الغرب وإحياء الصراع السني ـ الشيعي: هل تندفع المنطقة إلى الهاوية؟







حفلت التقارير الغربية طوال الأشهر الأخيرة بتحليلات تحذيرية قرعت جرس الإنذار حول تحوّل الصراع في المنطقة إلى صراع سني ـ شيعي يُنبئ بويلات جديدة، لا سيّما في ظلّ ما شهدته الخريطة السياسية العربية من صحوة سنية يجد «الهلال الشيعي» نفسه مهدّداً «في حضرتها». ومع انسداد أفق الحلّ على مستوى الأزمة السورية، بات هناك ما يشبه الإجماع على أن الصراع أصبح مذهبياً بحتاً، وقد يجرّ سوريا إلى حرب أهليّة طاحنة.
ما سبق ليس إنكاراً لواقع أن معالم الصراع المذهبي ترتسم فعلاً، وخصوصاً إذا ما اقترنت بالمشهد الأمني المصحوب بخطاب طائفي ناري، إلا أن سؤال «من المستفيد» من إذكاء هذا الصراع، إلى درجة تغليبه حتى على الصراع العربي ـ الإسرائيلي، يبقى مشروعاً.

[[[
في التقرير الذي نشره الصحافي نيكولاس بلانفورد في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» تأكيد واضح على أن «الصراع في سوريا لم يعد خافيا تحوّله إلى صراع طائفي مسلّح أكثر منه انتفاضة شعبيّة ضدّ دولة ديموقراطية علمانية».
ومن الحدود اللبنانية ـ السورية، ومن طرابلس تحديداً، يؤكد بلانفورد أن «خط النار الطائفي يرتسم بوضوح في سوريا بين النظام العلوي من جهة والجيش السوري الحرّ ذي الغالبيّة السنيّة من جهة أخرى». ويتعزّز هذا الانقسام، برأي بلانفورد، مع لجوء النظام إلى العلويين للدفاع عن نفسه مقابل توحّد الجيش السوري الحرّ حول دوافع مذهبية ودينية. وانطلاقاً من أن «نظام الأسد لم يظهر أي مؤشر على الرضوخ للضغوط المحليّة والعالميّة، فإن الصراع المذهبي المسلّح يبدو ماثلاً في الأفق بين السنة ضدّ العلويين وحلفائهم الشيعة: إيران وحزب الله».
وفيما يذكّر بلانفورد بما قاله «قائد الجيش السوري الحرّ» العقيد رياض الأسعد لصحيفة «ميلييت» التركية بأن هدفه أن «يخلق من سوريا نموذجاً لبلد مسلم بديموقراطية علمانية على شاكلة تركيا، معترفاً بأن جميع مقاتليه من السنة»، يضيف «لقد أصبحت المناطق السنية في لبنان ملاذاً آمناً لعناصر الجيش السوري الحرّ، وتحديدا في باب التبانة في طرابلس، حيث ما زالت تنتشر صور قديمة للرئيس العراقي صدام حسين ولرجال الدين المتشددين من السنة و«الشهداء» السنة».
وينقل بلانفورد عن الناطق الرسمي باسم المجلس الإسلامي الأعلى في سوريا الشيخ زهير عمر عباسي قوله «باب التبانة هو المكان الوحيد الذي نشعر فيه بالأمان»، ويقول «إن عباسي يقرّ بأنه يقدّم خدمات لوجستية للجيش الحرّ من دون أن يشارك في القتال، كما يقرّ بأن الجيش يضم كوادر دينية، كما أن الكتائب تتمتع باستقلالية القرار في مهاجمة بعض الأهداف في حال سنحت الفرصة، لكنها تحتاج في الهجمات المخططة مسبقاً إلى فتوى من رجال الدين المعارضين».
دليل آخر يسوقه بلانفورد لتأكيد مذهبية الصراع السوري، حيث يكشف أن «عناصر الجيش السوري الحرّ يتهمون كلا من حزب الله وحركة أمل والحرس الثوري الإيراني وزعيم التيار الشيعي في العراق مقتدى الصدر بمساعدة الأسد لقمع الانتفاضة، ويعتبرون أن حربهم باتت معهم أيضاً».
كما يذكّر بأن «الجيش الحرّ ادعى الجمعة أنه ألقى القبض على خمسة جنود إيرانيين في حمص، وأن حزب الله أطلق صواريخ كاتيوشا على الزبداني حيث كان الجيش الحرّ يحكم سيطرته»، وذلك كي يؤكد أنه «على الرغم من نفي حزب الله لهذه الاتهامات ولما يقال عن وجود كوادر له في سوريا، إلا أن ما يُتهم به الحزب يعكس عمق العداء السني للقوى الشيعية في المنطقة، وهو عداء يعزّزه بشكل أساسي الخوف السني وعقدة النقص التي تدفع هؤلاء للقبول بتدخل الأميركيين في سوريا إن كان ذلك يعني التخلص من الخطر الشيعي».

السعودية... واستعراض العضلات سراً

زاوية أخرى للدلالة على سير سوريا والمنطقة على إيقاع النزاع المذهبي، تطرحها رئيسة قسم الشرق الأوسط في صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية رولا خلف التي تسلّط الضوء على دور السعودية في الأزمة السورية وأبعاده. وتقول خلف «إن المملكة العربية السعودية تفضل العمل في الظل، وتستعرض عضلاتها الدبلوماسية من دون أن تلفت الكثير من الانتباه، ولذلك كان من المفاجئ ما أقدم عليه وزير خارجيتها المخضرم الأمير سعود الفيصل خلال اجتماع لجامعة الدول العربية قبل أسبوع».
وتشير خلف إلى أن العلاقات السعودية ـ السورية مرّت بالعديد من الصعوبات، كان أبرزها الأزمة الحادة التي شهدتها في الملف اللبناني فضلاً عما سببه تحالف دمشق الوثيق مع طهران من توتر في العلاقة. وتقول «قبل اندلاع الانتفاضة السورية في آذار الماضي، كانت السعودية تحاول جذب دمشق إلى ناحيتها بعيداً عن طهران. أما عن الموقف السعودي الحالي فهو واضح بشكل جلي: السعودية تأمل بسيطرة حكومة سنية على النظام السوري، الأمر الذي يساعدها في إضعاف إيران الشيعية».
وتؤكد خلف هذه الفرضية بالاستشهاد بما قاله الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي عن أن «سياسة السعودية الحالية إزاء سوريا هي في جزء كبير منها موجهة ضدّ طهران، لا سيما في موقع سوريا التي تقوم على توازن طائفي دقيق فضلاً عن الدور الاستراتيجي الذي تشغله في الصراع العربي الإسرائيلي وبين الدول السنية العربية».

«القاعدة» في إيران؟

أما في التقرير الذي نشرته مجلة «فورين أفيرز» تحت عنوان «ما سر تعاون طهران مع جماعة «القاعدة» الإرهابية؟»، فيقول سيث جونز إن «الأكثر إثارة للقلق في هذه المرحلة هو ما يظهر من محاولات للتعاون بين إيران وتنظيم «القاعدة»، وهو ما يأخذ الصراع السني ـ الشيعي إلى أبعاد مختلفة وأكثر خطورة».
يحرص جونز على التأكيد أن تعاون طهران و«القاعدة» غير مؤكد، وأن الأخير ليس دمية في يد إيران، ولكنه يلفت إلى أن التعاون بينهما يمكن أن يتمّ عبر مساعدة «حزب الله» على شنّ هجمات انتقامية من أميركا وإسرائيل، وكل ذلك انطـلاقاً من الكراهية المشــتركة لدى الطرفين ضدّ أميركا.
ويعيد جونز مجدداً تأكيد ضرورة أن يحرص المسؤولون الأميركيون على عدم المغالاة في ما يخص حجم وجود «القاعدة» على الأراضي الإيرانية، لا سيما أنه ما زال هناك رفض إيراني واسع لوجود التنظيم على أراضيه، ولكنه يوحي في المقابل بأن «إيران هي أرض آمنة لعناصر «القاعدة» أكثر من العراق وباكستان واليمن والدول الأخرى».
وبعد أن يعود الكاتب إلى الأعوام السابقة، وتحديداً إلى عامي 2002 و2003، ليتحدث عن المزاعم التي انتشرت عن وجود واسع لعناصر «القاعدة» على الأراضي الإيرانية وما جرى من إنشاء للمجلس الأعلى للتنظيم في إيران ثم إلقاء القبض على العديد من العناصر، يقول «إنه بعد العام 2010 باتت العلاقة ضبابيّة بين الطرفين. ففي العام 2009 و2010 بدأت إيران بالإفراج عن بعض المعتقلين من «القاعدة» وأفراد عائلاتهم، ومن ضمنهم عائلة أسامة بن لادن، كما بقي أعضاء مجلس الإدارة قيد الإقامة الجبرية». ثم يوضح «يبدو أن إيران قد رسمت خطوطاً حمراء للمجلس: الامتناع عن التخطيط لهجمات إرهابية انطلاقا من الأراضي الإيرانية، الامتناع عن استهداف الحكومة الإيرانية وعدم الظهور بشكل علني، في وقت سمحت لهم بالتنسيق مع التنظيم المركزي في باكستان ومحاربة المقاتلين الأجانب عبر إيران».
ويشير قد تبدو العلاقة بين القاعدة وإيران في الظاهر أمراً محيّراً، فمعتقداتهم الدينية تختلف اختلافا جذرياً، لكن الطرفين يتوحدان على الهدف ذاته: مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل والسعودية.
ويرى التقرير أن «إيران ربما تقبل وجود القاعدة على أرضها كفعل دفاع، فانطلاقاً من «احتضانها» لتنظيم «القاعدة» فسوف يمتنع الأخير عن شنّ هجمات إرهابيّة عليها. ولكن في الاستراتيجية بينهما هناك عنصر مهم هو الهجوم. في هذا الإطار، تستفيد طهران من «القاعدة» في الحفاظ على مصالحها في المنطقة في حال التعرّض لأي خطر، في إشارة إلى سوريا ولبنان»، مشيرا الى أن «طهران لطالما استخدمت وكلاء خارجيين لتحقيق مصالح سياستها الخارجية».
(«السفير»)

مؤسسة "أديان" نظمت ندوة بعنوان "التنوع الديني والتربية على المواطنة"

مؤسسة "أديان" نظمت ندوة بعنوان "التنوع الديني والتربية على المواطنة"

الخميس 26 كانون الثاني 2012،   آخر تحديث 19:15
نظمت مؤسسة "اديان" ندوة تربوية في فندق "كومودور" بعنوان "التنوع الديني والتربية على المواطنة في لبنان"، برعاية وزير التربية حسان دياب ممثلا بمستشاره جوزف يونس.
واعتبر رئيس مؤسسة "اديان" الاب فادي ضو أنه "علينا ليس فقط ان نسعى الى تطوير التربية التي نقوم بها بشكل يتجاوب مع المواطنة وقبول التنوع، بل ان نسأل انفسنا اذا كان هنالك من اوامر يجب ان ننقلها الى شبيبتنا ونحن لا نفعل ذلك"، مشيرا إلى أن "تصحيح الخطأ التربوي احيانا يكون اسهل من تعويض نقصان في امر لم تقم به".
ورأى أن "هذه الندوة"محطة اساسية في ورشة بناء حصون السلام في عقول الشبيبة، لكي تنسجم وتتناغم لديهم قناعاتهم الدينية الخاصة مع احترامهم للتنوع الديني وانفتاحهم على ما يحمل من غنى روحي وثقافي والتزامهم في الحياة العامة على اساس المواطنة المشتركة مع الاخرين".
بدوره، أشار يونس في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير دياب، إلى أن "العلاقة بين الدين والمواطنة علاقة شائكة عند معظم الاديان"، لافتا إلى أن "تحديد موقع المواطنة في بلد متعدد الطوائف كلبنان، مسعى لا يخلو من اخطاره، انى كان لون المقاربة لربما يستثير الاشكال واللبس".
وشدد على أن "وضع المواطنة في موازاة التعليم الديني ليس لنجعل منهما ثنائية متغايرة وانما لنتعامل معهما كقضية واحدة، فمنذ ان تشكل لبنان ككيان سياسي اجتماعي عبر ولاداته المتواترة (دولة لبنان الكبير، جمهورية الاستقلال جمهورية الطائف) لا شيء ينمو ويتحرك خارج اسوار الطوائف"، معتبرا أنه "لنتمكن من تمتين العلاقة بين الدين والمواطنة، علينا ان نحدد اي وطن نريد، ان نتفق على الهوية، الانتماء"، مضيفا أنه "علينا ان ندعو الشباب ونؤمن بطاقاتهم، وان نمد يدنا لهم، لنبني سويا بلد المستقبل بلد الانتماء المتوازن، بلدا يؤمن بالكلمة المقدسة في الانجيل والقرآن والتي كرست المساواة بين الناس فنحترم الخبرات والكفاءات العلمية لا الوساطات والمحسوبيات، بلدا يكثر فيه الحكماء".
ولفت إلى أن "وزارة التربية كانت وستبقى دائما ابوابها مفتوحة لكل من سيساهم معنا في الحد من الانقسامات الطائفية عبر تعزيز مفاهيم بناء السلام وخدمة المجتمع، والتربية على المواطنة واحترام الاخر المختلف".

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون