الأربعاء، يونيو 19، 2013

ديرتنا - نداء من الامير حسن إلى عقلاء الأمة

ديرتنا - نداء من الامير حسن إلى عقلاء الأمة

نداء من الامير حسن إلى عقلاء الأمة


image
ديرتنا - نتابع بألم بالغ، وأسف عميق، تصاعد نبرة الاختلاف بين أبناء الأمة، ودعوات التعصب والانغلاق الفكري، وسيادة الخطاب الطائفي الذي يفرّق ولا يجمّع، وينذر بالفتك بمقدرات الأمة المادية والبشرية، وتبدي بعض مظاهر التنازع المحموم ين أتباع بعض المذاهب الإسلامية، وتغلّب صوت العنف على الحوار الهادئ البنّاء، وتراجع لغة الرحمة أمام سطوة الغلو والتشدد والتطرف والتعصب وشهوة الإقصاء.

وتذكرنا التصريحات المتوالية والفتاوى المهلكة، بخطورة هذه الممارسات الفاجعة، وما يمكن أن يترتب عليها من آثار نافية لوحدة الأمة وقدرتها على مواجهة ما تتعرض له من تحديات جسام، ليس أقلها ما تشهده كثير من بلاد العرب والمسلمين من فوضى وعدم استقرار. فقد وصلت الدعوات التي تحث على الكراهية والتكفير والأحقاد والانتقام حدًا يمزق نسيج الأمة الاجتماعي والوطني، ويهدّد حاضرها ومستقبلها، ويتنافى مع النموذج الإنساني الأخلاقي الذي قدمه الدين الإسلامي الحنيف إلى العالم، وتأسس على مبادئ الكرامة، والعدالة، والحرية، والشورى والإخاء.

إن حال الأمة اليوم يناقض كل ما أُمرت به من موجبات الإخاء والاعتصام، وينافي ما جاء في الذكر الحكيم من حض على الوحدة والوئام، إذ أصبحنا منكفئين على أنفسنا؛ منشغلين بالتجاذبات المتبادلة، والتناقضات المصطنعة، والفتن المحصنة بفتاوى التكفير، والتعبئة الداعية للتناحر والفرقة.

لقد سمحنا لأنفسنا أن نُغيب الثوابت، التي تجاسرنا في مرحلة ما أن نسميها الثوابت القومية، أو الإسلامية، والتي تدعو إلى التضامن والتعاون والتكاتف وتؤكد حتمية الوحدة. وإذا تخلينا عمَّا تبقى منها، فسيكون ذلك بمثابة الاعتراف بما يبرر استمرار حال الفوضى والتردي، مع تزايد احتمالات توسيع رقعة هذه الفوضى وهذا التردي إلى حروب أهلية وويلات مردها الأساس نهاية الإرادة الإسلامية الجامعة واستبدالها بدعوات الفتنة والفرقة.

إن وحدة الأمة هي الفريضة الغائبة وتماسكها هو الحكمة المنسية، والتفريط، الذي يصف ظاهر ممارساتنا اليوم، هو نازلة خطيرة تستدعي من أهل العقل أن يكونوا على مستوى الحدث، وأن يتنادوا إلى كلمة سواء، وأن يتخذوا ما أمكن من الحيطة والحذر، فاللـه – سبحانه وتعالى - يأمرنا بالوحدة، ويحضنا على الائتـلاف، وينهانا عن التفرق والتنازع، ويوجب علينا الاعتصام بحبله المتين، إذ يقـول: {إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، ويقول: {وَإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52]، {وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71]، و{إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].

لقد نادت كل لقاءات القمم الإسلامية بوحدة المسلمين ونبذ الفرقة والتطرف، وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، والتأكيد على ضرورة تعميق الحوار بين المذاهب الإسلامية وعلى صحة إسلام أتباعها وعدم جواز تكفيرهم وحرمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ما داموا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وبالرسول صلى الله عليه وسلم، وببقية أركان الإيمان ويحترمون أركان الإسلام ولا ينكرون معلوما من الدين بالضرورة. كما نددت بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلاً لها ما يعد خروجاً على قواعد الدين وثوابته وما استقر من مذاهب المسلمين.

وأكدت أن اجتماع الأمة الإسلامية ووحدة كلمتها هو سر قوتها، ما يستوجب عليها الأخذ بكل أسباب الوحدة والتضامن والتعاضد بين أبنائها، والعمل على تذليل كل ما يعترض تحقيق هذه الأهداف وبناء قدراتها من خلال برامج عملية في جميع المجالات.

ستبقى دعوتنا أن يعز الله الإسلام بوحدة المسلمين، لأن التجرد الموضوعي في النظر إلى قضايا الأمة، والدفع المستمر باتجاه وحدتها، الذي لازم مسيرة جهدنا الفكري والعملي، هو الضامن لعودة الأمور إلى نصابها. وإذا اختلت في نظر البعض منَّا موازين التصورات السليمة، أو حادت ممارسة العمل السياسي عن مسارها الطبيعي، فالحكمة تدعونا دائماً إلى التقيد بقيم الدين الحنيف، واقتفاء الموروث الحميد، والتقيد بالتقاليد السمحة. وتحضنا الظروف القائمة على الالتزام بروح الدين الذي هو المعاملة، وعلى أداء الواجبات وأخذ الحقوق والحفاظ على الحرمات من خلال ما شرعه الخالق وما أقرته المؤسسات العدلية وتضمنته التشريعات الدستورية، التي ارتضاها الجميع حكماً بينهم.

لهذا، فإن الدعوة إلى الوحدة الإسلامية بالنسبة لنا ليست أمنية عاطفية، نطلقها في ساعة الخطر، التي يمور فيها عالمنا الإسلامي بالحركة ويضج بالحيرة وينضح بالتحولات الكبرى، بل هي نداء صادق يستحثنا على وجوب مخاطبة عقلاء الأمة للعمل من أجلها، واستنهاض الخيرين لتجميع طاقات الأمة، ولمِّ شملها، وتوحيد صفوفها. فقد امتن الله تعالى بنعمة الوحدة الجليلة، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]. ثم حذرهم – سبحانه وتعالى – من التفريط في هذه النعمة، فقال - سبحانه -: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].

ومثلما دعوت في الماضي – أجدّد الدعوة الآن – إلى إعلاء قيم الدين المشتركة فوق كل تفاصيل الخلافات المذهبية. وأهيب بالحكماء والعقلاء إلى وقفة تأمل جادة، نراجع فيها خطل أحوالنا، وأن نتصدى بكل ما نملك للتطرف بأشكاله كافة، وننبذ الاقتتال بين الأشقاء على أسس الاختلاف المذهبي بما يسهم في إيقاف الفتنة الطائفية وأعمال العنف الدائرة في بقاع مختلفة من الوطن العربي والإسلامي الكبير.

وأدعو العقلاء والمخلصين من أبناء الأمة؛ قادة سياسيّين وروحيّين ومفكرين ومثقفين، إلى أن ينهضوا بدورهم الريادي في نشر قيم التسامح والاحترام والمواطنة والعيش المشترك، وأن يعملوا على تخليص الخطاب العام من التسميات والمصطلحات، التي تولّد الكراهية وتقود إلى الانقسامات؛ سواء أكانت دينية أم عرقية، وأن يأخذوا الناس إلى هدف الوحدة بالحكمة والموعظة الحسنة.

يقول أبو حيّان التوحيدي في كتابه "البصائر والذخائر": "الحكمة نسبتها فيها، وأبوها نفسها، وحجتها معها، وإسنادها متْنُها، لا تفتقرُ إلى غيرها، ويُفتقر إليها، ولاتستعينُ بشيء، ويستعان بها." والحكمة، وفقًا لابن حزم، هي "البصيرة". وما أحوجنا هذه الأيام إلى التبصّر في أحوال الأمة، التي أراد الله أن يكون اختلافها رحمة ويريد البعض أن يبدلوه إلى نقمة، ويحيلوه إلى فرقة وتشرذم وتشظي وإراقة دماء.

ولعل إحياء الأمل والرجاء في النفوس يكون بالعودة إلى إنسانيتنا المشتركة؛ وإلى العمل المشترك فوق القطري، حتى لو اختلفنا سياسيًّا وعقائديًّا. لا بد من تعظيم القواسم المشتركة واحترام الفروق ضمن إطار منظومات السلوك الأخلاقية والقيمية التي تنظم سلوكات الناس ومُعاملاتهم. ولا ريب في أن الخير باقٍ في هذه الأمّة. فكما يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خيرٌ أم آخره." (رواه الترمذي)

فنحن بحاجة إلى تعزيز الحوار الهادف المبني على التكافؤ والاحترام ، الذي يصب في إطار الصالح العام للمجتمعاتنا، ويحافظ على ثوابت الأمّة؛ من مشرقها إلى مغربها. ونتطلع إلى تمسك أبناء الأمة برسالة الإسلام الإنسانية والنهضوية، التي لطالما أكّدها الرّواد من قادة ومفكرين ومصلحين. وكفانا ما لحق ويلحق من ضرر وإساءة بصورة الإسلام السمح جرّاء نوازع الكراهية، التي تغذي تصرفات فئات مضلّلة من المسلمين، وكفانا تصريحات وفتاوى منفلتة ودعوات منحرفة تفرّق ولا تجمّع؛ امتثالاً لقول الحق، تبارك وتعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: 153].

الأحد، يونيو 09، 2013

سعيد الكحل - حتى لا تحرق نار المذهبية مغربنا .

سعيد الكحل - حتى لا تحرق نار المذهبية مغربنا .

حتى لا تحرق نار المذهبية مغربنا .

حقبة جديدة يدخلها المغرب بأفق مظلم لا يُمكن اجتيازها دون خسائر . لا يتعلق الأمر بالسياسة وتدبير الشأن العام ، فتلك معضلة لن ندرك أخطارها إلا على وقع كارثة تهز كيان الدولة والمجتمع معا . بل الأمر يتعلق بميليشيات مدججة بأسلحة التكفير تجوب دروب الفكر وتتلصص على الضمائر ، وكلها تعطش إلى سفك الدماء وجز الرقاب وبتر الأطراف .
 حقبة توارت فيها سلطة الدولة وقوة القانون لصالح أشكال من الفوضى تتنوع بتنوع مجالاتها : فوضى الشوارع التي احتلها "الفراشة" ومنعوا المواطنين من العبور بحرية ، فوضى المساجد التي احتل منابرها المتطرفون فمنعوا المصلين الشعور بالسكينة واطمئنان القلوب ، فوضى الفتاوى التي تهدد استقرار المجتمع وتمزق نسيجه بالتحريض على الكراهية والمذهبية : فمن داع إلى "إحراق من يجلس على فراش شيعي" ، ومن محرض على قتل المرتد ؛ ومن مفتي بتكفير صاحب رأي أو اجتهاد أو موقف سياسي الخ .
 أكيد أن المغرب يدخل مرحلة حرب الفتاوى التي مزقت شعوبا وأحرقتها نار الفتن المذهبية والطائفية . فالمغرب لم تجتحه"ثورة الربيع العربي" التي أسقطت أنظمة وفتحت المجتمعات على الصراعات المذهبية ؛ لكنه يرعى ويغذي نبتة المذهبية ، من حيث تدري ولا تدري الجهات المسئولة عن تدبير الشأن العام .
 لكنها جميعا تغامر باستقرار الوطن وتشغل المواطنين بمشاكل الهوية والقيم ، وهي مشاكل مفتعلة تظل الأسلوب الأمثل لإخفاء عجز هذه الجهات عن الاستجابة لانتظارات المواطنين وتحقيق طموحاتهم في الشغل والكرامة والحرية . قد تفيد هذه السياسة السياسوية بعض الوقت في إلهاء المواطنين بقضايا الهوية وتحرضهم على الانخراط في حروب الدفاع عنها ، لكنها ــ السياسية السياسوية ــ لن تجدي فتيلا في وضع حد للحروب بعد اندلاعها وتمكنها من نفسية المواطنين الذين سيتحولون من الولاء للوطن إلى الولاء للطائفة أو المذهب .
 والنموذج أمامنا في العراق ، وهو قيد التشكل في سوريا ومصر وتونس . إنه خطر المذهبية والطائفية الذي يتهدد نسيجنا المجتمعي ووحدة وطننا والزاحف إلينا من بلدان "الربيع العربي".
 ولعل ردود الفعل التي عمّت المساجد ووسائل الإعلام بسبب تصريح الأستاذ عصيد في موضوع التناقض الذي تحبل به مضامين المقررات الدراسية التي تروم ــ من حيث المبدأ ــ إشاعة ثقافة حقوق الإنسان واستبطانها في نفوس النشء ، ما هي إلا تعبير عن الدرجة المتقدمة من الشحن النفسي التي وصلتها التنظيمات المذهبية ، ومستوى الإعداد الذهني والفكري لقاعدة الأتباع التي تشكل رصيد هذه التنظيمات في خوض حروب الردة من جديد وتطهير الوطن من رجس "الكفر"و "العلمانية" .
 ولا يختلف في التحريض ضد المواطنين المتطرف في الدين عن الذي يزعم الاعتدال فيه . فهذا أحمد الريسوني كتب محرضا (إذا كان عندنا شيعة يُقَدَّرون بمئات أو بضعة آلاف على الأكثر، فعندنا أضعاف أضعافهم من الملحدين، فلمَ تهتمون بالمد الشيعي ولا تهتمون بالمد الإلحادي؟! ثم إن الملحدين في بلدي خاصة لهم نفوذ وتغلغل في دواليب الدولة، ولهم سطوة في الإعلام وغيره) . وسار على منواله التكفيري إبراهيم الطالب السلفي المتشدد الذي كتب ( كلما انكشف عداء العلمانيين المغاربة للإسلام وشريعته لوَّحوا بأنهم مسلمون ... وبالرجوع إلى مطالب العلمانيين وسلوك عامتهم نرى أنهم لا يتركون أمرا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا خالفوه وصدوا الناس.. ولا نهيا إلا أتوه وأمروا الناس بارتكابه ... آمرين بالمنكر ناهين عن المعروف.).
 إن التكفيريين لا يريدون وطنا موحدا متضامنا يعلو على المذهبية والطائفية ؛ فالوطن بالنسبة إليهم "وثن" نجس لا ولاء له ولا وفاء . وقد تتبعنا كيف أحرق أنصار الشريعة علم تونس ، وقبلها أنزلوه ووضعوا مكانه علم تنظيم القاعدة . وتلك إشارة دالة على أن التنظيم أولى من الوطن . وبالقدر الذي تساهلت حكومة النهضة الإسلامية مع التنظيمات المتطرفة ، شجعتها على التغوّل والتمرد والسيطرة على المساجد والشوارع .
 لا نريد لوطننا تكرار الأخطاء ودخول دهاليز الفتن أو الحروب الأهلية . فسواء صدقت أو كذبت التحاليل والتقارير عن المؤامرة "الصوهيو أمريكية" لإشعال نار الفتن الطائفية والمذهبية في العالم العربي ، فإن المؤشرات في بلدنا تدل على أننا نخطو مسرعين نحوها ونوفر شروطها العقدية والتنظيمية . إذ لا شيء يشغل شيوخ التطرف وإعلامه وأتباعه غير خطر "العلمانية" على دين المغاربة وهويتهم ؛ أما المشاكل الحقيقية التي تنخر المجتمع وتستنزف خيراته وتنهب أمواله وتتاجر بأبنائه وبناته ، فأبعد ما يكون عن انشغال الشيوخ .
 فالتيار الديني بكل أطيافه ينخرط في "المؤامرة" التي لا يفتأ يحذر منها ويتهم خصومها بخدمة أهدافها وتحقيق إستراتيجيتها . وإثارة المشاكل الدينية وقضايا الهوية هي من صلب "المؤامرة" التي تتهدد وحدة الأوطان فيتحول التيار الديني إلى أخس أدواتها ومعاولها .
 كانت مشكلة التونسيين مع الاستبداد زمن بنعلي ولم تكن مشكلتهم مع الهوية والقيم والتمذهب . وكذلك كان حال الليبيين الذين ثاروا ضد القذافي ، ليس حماية للهوية ولا خوفا على الدين ، بل طلبا للحرية والكرامة والعيش الكريم . سقط النظامان فاكتشف الشعبان حقيقة "المؤامرة" على وحدة الوطن والشعب ، ومن هم أدواتها والجهات المخططة لها . يتوق الشعبان إلى لحظة الاستقرار التي أفقدهم إياها تغول التطرف وتعاظم خطر الإرهاب على حياة الأفراد وعمل المؤسسات ؛ وباتت أهداف الثورة ومطالبها في خبر كان . ولا غرابة أن يرفع المحتجون صور مبارك وبنعلي ،إما حنينا للبائد وإما نكاية في البديل .
 إذن ، مشكلة شعوب "الربيع العربي" اليوم غدت أكثر تعقيدا ، حيث أضيفت مشاكل الخبر والغاز و مشاكل الأمن والاغتصاب والفقر والبطالة إلى مشاكل التطرف والإرهاب والتمذهب والطائفية . دوامة لا مخرج منها إلا بحزم وحسم تفتقدهما الحكومات الحالية .

الجمعة، يونيو 07، 2013

Stephens: The Muslim Civil War - WSJ.com





Yusuf al-Qaradawi, the prominent Sunni cleric, said Friday that Hezbollah and Iran are "more infidel than Jews and Christians." Coming from the guy who once lauded Hitler for exacting "divine punishment" on the Jews, that really is saying something.
That the war in Syria is sectarian was obvious almost from the start, despite the credulous belief that Bashar Assad ran a nonsectarian regime. That a sectarian ruling minority fighting for its life would not fold easily was obvious within months, despite happy guarantees that the regime's downfall would come within weeks. That a sectarian war in Syria would stir similar religious furies in Iraq and Lebanon was obvious more than a year ago, despite wishful administration thinking that staying out of Syria would contain the war to Syria alone.
What should be obvious today is that we are at the dawn of a much wider Shiite-Sunni war, the one that nearly materialized in Iraq in 2006 but didn't because the U.S. was there, militarily and diplomatically, to stop it. But now the U.S. isn't there. What's left to figure out is whether this megawar isn't, from a Western point of view, a very good thing.
The theory is simple and superficially compelling: If al Qaeda fighters want to murder Hezbollah fighters and Hezbollah fighters want to return the favor, who in their right mind would want to stand in the way? Of course it isn't just Islamist radicals of one stripe or another who are dying in Syria, but also little children and aging grandparents and every other innocent and helpless bystander to the butchery.
But here comes the whispered suggestion: If one branch of Islam wants to be at war with another branch for a few years—or decades—so much the better for the non-Islamic world. Mass civilian casualties in Aleppo or Homs is their tragedy, not ours. It does not implicate us morally. And it probably benefits us strategically, not least by redirecting jihadist energies away from the West.
Wrong on every count.
AFP/Getty Images
The aftermath of an April 30 bomb blast in Damascus that killed 14.
Similar thinking was popular in the 1980s during the Iran-Iraq War. The war left as many as 1.4 million corpses on the battlefield, including thousands of child soldiers, and caused both countries billions in economic damage. And how did the West benefit from that? It's true that the price of crude declined sharply almost every year of the war, but that only goes to show how weak the correlation is between Persian Gulf tensions and oil prices.
Otherwise, the 1980s were the years of the tanker wars in the Gulf, including Iraq's attack on the USS Stark; the hostage-taking in Lebanon; and the birth of Hezbollah, with its suicide bombings of the U.S. Marine barracks and embassy in Beirut. Iraq invaded Kuwait less than two years after the war's end. Iran emerged with its revolutionary fervors intact—along with a rekindled interest in developing nuclear weapons.
In short, a long intra-Islamic war left nobody safer, wealthier or wiser. Nor did it leave the West morally untainted. The U.S. embraced Saddam Hussein as a counterweight to Iran, and later tried to ply Iran with secret arms in exchange for the release of hostages. Patrolling the Strait of Hormuz, the USS Vincennes mistakenly shot down an Iranian jetliner over the Gulf, killing 290 civilians. Inaction only provides moral safe harbor when there's no possibility of action.
Maybe that's what President Obama is secretly aiming for. Had he armed Syria's rebels early in the conflict, he could have empowered a moderate opposition, toppled the regime, sidelined Sunni jihadists, prevented the bloodbath we now have, stemmed the refugee crisis and dealt a sharp strategic setback to Iran—all without any U.S. military involvement.
Had he moved against Assad after the latter's use of chemical weapons, the president could have demonstrated the seriousness of U.S. red lines—this time with limited and surgical use of U.S. military assets. (By the way, whatever happened to that U.N. fact-finding mission on Syrian chemical weapons that Mr. Obama promised back in April?)
Yet if Mr. Obama were to move against Assad today, the odds of success would be far longer. He would be going against an emboldened and winning despot, brazenly backed by Russia. And he would be abetting a fractured insurgency, increasingly dominated by radicals answering the call of jihad. The administration has gone from choosing not to take action to having no choice but to remain passive. Thus does global order give way to global disorder.
It's tempting to rejoin that Syria is small and faraway, and that if Vladimir Putin or Iran's Ayatollah Khamenei want to play in the Syrian dung heap they're welcome to it. But these guys aren't dupes getting fleeced at a Damascene carpet shop. They are geopolitical entrepreneurs who sense an opportunity in the wake of America's retreat.
Maybe Americans will feel better after ceding the field to these characters. But we won't be safer. And as a former Chicago friend of Mr. Obama used to say, the chickens sometimes do come home to roost.
Write to bstephens@wsj.com
A version of this article appeared June 4, 2013, on page A13 in the U.S. edition of The Wall Street Journal, with the headline: The Muslim Civil War.

الخميس، يونيو 06، 2013

مداخلة نيافة المطران جان قواق في مؤتمر الوجود المسيحي في الشرق الأوسط

مداخلة نيافة المطران جان قواق في مؤتمر الوجود المسيحي في الشرق الأوسط
مداخلة نيافة المطران جان قواق في مؤتمر الوجود المسيحي في الشرق الأوسط
أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة، آبائي الكهنة أيها الأحباء...

اسمحوا لي أولاً وقبل كل شيء أن أنقل لكم تحيات وبركات صاحب القداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس.

كلما طُرح السؤال بشأن مستقبل المسيحيين في العالم العربي، جاء الجواب متشائماً، وفي أحسن الأحوال بقي تساؤلاً فيه ملامح تخوف بخصوص المصير، معَ رجاءٍ مسيحي بألا تتحقق تلك المخاوف. لكن وبصرف النظر عن صحة، أو عدم صحة، هذه التوقعات المأسوية للحضور المسيحي في المشرق العربي، فلا شك أن عدد المسيحيين في الشرق هو من تراجع إلى تراجع أكبر. فنظرة سريعة على هذه البلدان تجعلنا نعرف أن تركيا مثلاً أصبحت فارغة من مسيحييها، وبعدها تأتي فلسطين التي أصبحت هي أيضاً شبه فارغة من الوجود المسيحي رغم أنها الأرض المقدسة التي أعطت السيد المسيح للعالم، وبعد غزو أمريكا للعراق تناقص عدد المسيحيين هناك بنسبة الثلثين، واليوم نجد أن مسيحي سورية هم في أحسن الأحوال أقل من 10% إن لم نقل أنهم أقل من ذلك، ولا أعرف ما الذي سيكون عليه الحال في لبنان في المستقبل القريب، طبعاً مع التسليم بأن لبنان أيضاً شَهِد تناقصاً كبيراً في الوجود المسيحي بعد الحرب الأهلية الطاحنة التي عاشها لسنوات طويلة.

لماذا كل هذا التراجع في الحضور العددي؟
هناك أسباب عديدة نعرفها جميعاً، منها:
تحديد النسل الممارَس لدى العائلات المسيحية.
الهجرة خارج دول الشرق الأوسط، وهو السبب الأبرز لاستنزاف المسيحيين ديموغرافياً.

أما الأسباب التي تدفع ليس فقط المسيحيين بل أيضاً المسلمين العرب إلى الهجرة فهي عديدة، أهمها، ولا شك، العامل الاقتصادي. وهناك أيضاً أسباب تتعلق باللاديموقراطية في بعض الأنظمة العربية، وبالتوترات السياسية والاجتماعية، اذا لم نقل الحروب الأهلية، إضافة إلى التطرف الديني الذي يُفقد الأقليات أو مكونات المجتمعات المشرقية شعورها بالأمان والاستقرار فتلجأ للهجرة بحثاً عن أمنها وأمانها في محاولة جادة لإيجاد مستقبل أفضل.

هنا وقبل أن أتسأل عما يجب فعله لتثبيت المسيحي في أرضه، دعونا نتسأل عن مدى جدية المسلم الشرق أوسطي في الدعوة إلى بقاء المسيحي معه على هذه الأرض؟ (طبعاً لا نستطيع التعميم)

لن أجيب على هذا السؤال لصعوبة هذا الجواب، وسأترك الجواب للتاريخ وهو أفضل من يجيب... ولكني أعتقد أن وجود وبقاء المسيحي في هذا الشرق بحاجة إلى ترسيخ مبادئ مهمة وأساسية، هذه المبادئ تتلخص في سيادة القانون والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم المواطنة هذا المفهوم الهام الذي يعني المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.
هذا من جهة الدولة والمجتمع، أما من جهة الكنائس نفسها فهناك أمنية أو حلم أرجو أن يصبح واقعاً يوماً ما. فإن أردنا التأكيد على وجودنا الأصيل والحضاري في هذا المشرق الجميل، وإن أردنا تشجيع مؤمني كنائسنا على البقاء ههنا، فما علينا ككنائس مشرقية إلا أن نشهد شهادة مشتركة وموحدة لمسيحنا ولإيماننا المسيحي، أي أن نسعى وبشكل أكثر جدية للعمل بشكل موحد في مواجهة التحديات التي تهدد وجودنا ومصيرنا المشترك في هذه الأرض، وأن نشارك وفق ما يعلمنا كتابنا المقدس في الإسهام وبإيجابية في طرح الأفكار والتصورات التي نراها جيدة ومناسبة لتطوير مجتمعاتنا.

من الضروري التصدي لمسألة الهجرة العربية بشكل عام، وفي الوقت نفسه يجب عدم تجاهل الهجرة المسيحية أياً كان حجم واقعها وحقيقة أسبابها. لذلك، وتحصيناً لديمومة العيش المشترك، أنقل هنا بعض ما كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل بهذا الشأن، إذ قال: "أشعر أن المشهد العربي كله سوف يختلف إنسانياً وحضارياً، وسوف يُصبح على وجه التأكيد أكثر فقراً وأقل ثراءً لو أن ما يجري الآن من هجرة مسيحيي الشرق تُرك أمره للتجاهل أو التغافل أو للمخاوف...".

لن استطيع أن أنهي حديثي معكم اليوم دون الإشارة إلى أن مسألة اختطاف رموز دينية هامة كالمطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، هي بدورها من المسائل التي تؤثر سلباً على الحضور المسيحي إن لم تدفع المسيحيين إلى الهجرة وبكثرة نتيجة للشعور المتنامي بالخوف والشعور باللاستقرار. كما أتمنى من مجلسكم الكريم إصدار بيان بهذا الخصوص يطالب بإطلاق سراح المطرانين المخطوفين ورفض المتاجرة بالإنسان كسلعة سواء كان ذلك عبر جعله درعًا بشريًا في القتال، أو سلعة مقايضة ماليّة أو سياسيّة. وشكراً.

الأربعاء، يونيو 05، 2013

تجمع العلماء المسلمين يلتقي كبار المراجع والعلماء في العراق:

تجمع العلماء المسلمين يلتقي كبار المراجع والعلماء في العراق:
الأربعاء، 27 رجب، 1434- 05 حزيران، 2013
 


عاد وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله من زيارة للجمهورية العراقية بدعوة من العتبة الحسينية المقدسة حيث التقى عدداً من الشخصيات العراقية على رأسهم سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني – مد ظله- وآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم– مد ظله- ومفتي أهل السنة في العراق الدكتور الشيخ مهدي الصميدعي، وقد أكد التجمع في هذه اللقاءات على ضرورة التصدي لمشروع الفتنة التي يعمل عليها خاصة الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة خاصة بعد توتير هكذا أجواء في العراق، كما ونقل التجمع لمن إلتقاهم حرصه على أن يبقى العراق بعيداً عن الفتنة ومحاولة حل المشاكل من خلال الحوار ولقاء العلماء ضمن فريق واحد يضع نصب عينيه وحدة العراق وشعبه والبحث عن نقل البلد إلى حالة الآمان والاستقرار كي تسهل عملية البناء والتنمية التي هي أهم ما يشغل بال العراقيين بعد الأمن.

وقد أكد سماحة آية الله العظمى الإمام السيد السيستاني – مد ظله- للوفد حرص المرجعية على وحدة المسلمين والتي يقوم سماحته بإصدار التوجيهات لعامة المسلمين أن ينظر المسلم لأخيه المسلم على أنهما من ضمن جسد واحد لذلك قال للشيعة لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا. واعتبر أن ما يجري في العراق اليوم إنما يجري بتحريض خارجي وعلى العراقيين محاورة السلطة وعلى السلطة أن تستمع إليهم وتعاملهم بالحكمة والاستيعاب.

في حين أكد سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم– مد ظله- على ضرورة توضيح صورة الإسلام الحقيقية بعيداً عن التطرف والتعرض للكرامات فالإسلام دين الحضارة ورسوله هو نبي الرحمة ولا يجوز إعطاء أي صورة مخالفة لذلك.

أما سماحة الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي مفتي أهل السنة في العراق فأكد على عمله الدؤوب لمواجهة الحالات التكفيرية وفتواه بحرمة العمليات التفجيرية التي تطال الأبرياء من المواطنين والمراكز الدينية والأسواق الشعبية ومراكز التجمع، وأكد مساهمته في دفع عملية الحوار وسعيه بين المعترضين والدولة لإيجاد الحلول المناسبة خاصة لجهة إطلاق المعتقلين ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء بعد إصدار عفو عام عنهم.

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون