نحو منهجيّة (سنيّة) جديدة لقراءة (التشيع) (3-3)
2017/08/03 (00:01 مساء)
-
عدد القراءات: 753
-
العدد(3986)
غالب حسن الشابندر
2017/08/03 (00:01 مساء)
-
عدد القراءات: 753
-
العدد(3986)
نحو منهجيّة (سنيّة) جديدة لقراءة (التشيع) (3-3)
غالب حسن الشابندر
يتقوّم التشيع بعد
الغيبة التي يعتقدون بها ، أي غيبة إمامهم الثاني عشر بنقطتين جوهريتين ،
الأولى : وجوب الرجوع إلى أئمة أهل البيت في أخذ الفقه ، والثانية :
الإعتقاد بالمهدي ، محمد بن الحسن العسكري ، وإنه مولود وسوف يظهر في يوم
من الايام ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد أ ن ملئت ظلما وجورا .
هذا
هو التشيع في صميمه بعد الغيبة، أي بعد أن إستنفدت الإمامة أغراضها عبر
تحققها الفعلي بحياة أحد عشر إماما متوالين ، ولم يبق منهم سوى أخبارهم
وفكرهم وسيرتهم الطيبة وفقههم ، والسنّة يحبون أهل البيت عليهم السلام ،
وذلك بأسمائهم الاثني عشر ، ولك أن تراجع كتاب ( سير أعلام النبلاء )
للذهبي في ترجمة المهدي ( محمد بن الحسن العسكري ) ، وأنظر ما يقوله عن
هؤلاء الاطهار ، كذلك هناك من السنّة من يؤمن بالمهدي على الطريقة الشيعية ،
ليس كثيرا منهم ، ولكن بعض علمائهم الكرام ، وبالتالي ، هناك فرصة
للسنّة أن يعملوا إنقلابا كبيرا في بنية العلاقة بين السنّة والشيعة ،
مستندين إلى أن التشيع ليس إلا هذين الركنين ، وليس فيهما ما يدعو إلى
تكفيرهم وعزلهم .
إن ( السنّة ) هم المؤهلون لقيادة المسلمين في العالم
، ( الشيعة ) لا يستطيعون ذلك ، ولكن الذي ينقص ( السنة ) هنا هو نظرة
الكثير منهم إلى الشيعة ، حيث يخرجوهم من الملة الإسلامية ، بل ويوجبون
التعامل معهم وفق قواعد التعامل مع الكافر أو المشرك ! وهذه تعرقل
القيادة السنية للعالم الإسلامي ، بل وتوظف الطاقة السنية كلها لقضية
واحدة ، هي معالجة الشيعة كوجود خارج عن الاسلام ، وربما ينخر في الجسد
الإسلامي ، وقد قرأت أكثر من مرّة لعلماء سنة أجلاء ، يؤكدون على أن تنظيف
بيت المسلمين من الشيعة مهمة سابقة على محاربة الكفر ، ومحاولات الشرك
العلني لتخريب الإسلام وحرف المسلمين !
قلت : إن جوهر التشيع يتجسد
بهذين الركنين ، والسنّة مدعوون إلى إحتضان تشيعٍ بهذه الصورة البسيطة ،
التي لا تختلف كثيرا عن التسنن ، في جوهره ، مستفيدين من عشرات النصوص التي
تصب في هذا الاتجاه ، وفي لقاء مقبل اورد بعض هذه النصوص التي تضع هذه
الحقيقة واضحة بين يدي السنّة الكرام .
إن موضوعة صفات الله قضية شخصية ،
تخضع للاجتهاد العقلي ، وهي قضية طارئة أصلا على الفكر الاسلامي ، كذلك
موضوعة نصب الامام ، قضية أصبحت في ذمة التاريخ بالنسبة للشيعة ، كذلك
عقيدة الرجعة ، حيث يصرح الكثير من علماء الشيعة إنها ليست من أصول الدين
ولا من أصول المذهب ، والتقية اليوم تحولت إلى خرافة ، فهم أقوياء ،
ومواقفهم علنية ، ولا يوجد ما يخفى اليوم ، وإجماع علمائهم في هذه الايام
إن القران كامل ، فيما بعض مفكري السنة يشككون اليوم بكمال القرآن ، والسنة
أبرياء من هذا التوجه المرفوض.
فما الذي بقي ؟
شيء واحد ، أن يتوجه
السنّة لاستيعاب التشيع مذهبا معترفا به ، يجوز التعبد به ، وكذلك إستيعاب
الشيعة كموج بشري في سياق موقف متقارب تجاه ما يعاني منه المسلمون في هذه
الايام من مخاطر التشتت والإنهيار.
لست أشك لحظة واحدة إن نشاط بعض
الشيعة لتحويل بعض منتسبي السنّة إلى المذهب الشيعي له إنعكاساته السلبية
على المسلمين ، كذلك العكس ، وهي من القضايا التي ما زالت تسبب لنا
المشاكل الكثيرة ، وربما تعمق الخلافات ، وتكثر من الاقاويل الظالمة
المتبادلة بحق كل الطرفين ، ومن هنا أتصور أن الواجب يحدو العقلاء من كلا
الطرفين أن يكفوا عن هذه اللعبة الخطرة . خاصة وهناك نشاط تبشيري ضخم ،
والمعلومات تقول أن آلاف من المسلمين أخذوا يتحولون إلى دين آخر ، فما أشد
غفلة كل من السنّي الذي همه تحويل الشيعي إلى مذهبه ، وما أشد غفلة الشيعي
الذي يمارس ذات اللعبة الخطرة ، اللعبة التعسة !
ماذا يُفترض بسنّي يلقى شيعيا يقول بنقص القرآن ؟
أعتقد
أن الموقف المعقول هو أن يقول له : هذا لا يقول به مذهبك ، الذي أعرفه أن
علماء الشيعة يجمعون على أن القرآن كامل ، وهذه أخبار ضعيفة ، وأنت لست
شيعيا !!!
بهذه الطريقة يقود السنّة الشيعة ، وبهذه الطريقة يطرح السنّة
تشيعا صحيحا ، التشيع الذي طرحه أئمة أهل البيت واصحابهم الخلص ، وبهذه
الطريقة يتحول السنّة إلى قيادة إسلامية عالمية .
ماذا يُفترض بسني يلقى شيعيا يسب الصحابة لا سامح الله ؟
الموقف
المعقول أن يقول له : إن أمير المؤمنين عليا مدح الشخيين مدحا عظيما في
نهج البلاغة ، وإن الامام السجاد كان يدعو للاصحاب الكرام في الصحيفة
السجادية ، وقد كان أهل البيت يسمون أبناءهم باسماء الصحابة ، خاصة الخلفاء
الراشدين ، وإن من المستشهدين بين يدي الحسين من أهل البيت من كان أسمه
عمر وعثمان ، وإن أصحاب الأئمة كما تنص كتب الرجال الشيعة مملوءة بأسماء
مثل عمر ، وابو بكر ، وعثمان ، وخالد ، فما تقوله هراء ولا أساس له من
الصحة ، وهو من مخلفات الدولة الصفوية التي لا تقل عن الدولة العثمانية
جورا ، وظلما ، تمزيقا للمسلمين .
كنت أقول أن الذي ينقص الغرب لقيادة
المسلمين هو عقيدة ( التوحيد ) ، فلو أن الغرب ( موّحد ) ، لأنساق له الشرق
والغرب الإسلاميين بكل سلاسة ، واليوم أقول وبكل صراحة ، إن السنّة هم
المؤهلون لقيادة العالم الإسلامي ، ولكن ينقصهم قراءة جديدة للتشيع ، قراءة
من شأنها دمج الشيعة في المحيط الاسلامي الكبير .
لست من الذين يرتاحون
كثيرا للكاتب الشيعي المعروف مرتضى مطهري لأسباب لا مجال لذكرها الآن ،
ولكن عندما قرأت له دفاعا عن المعتزلة في أحد كتبه ردا على مستشرق متهما
إياهم بعدم الايمان ، احسست بالارتياح كثيرا ، رغم خلافه معه كثيرا ، وسوف
يفرح المؤمنون عندما ينبري كاتب سنّي او متحدث سني او خطيب سني للدفاع عن
الشيعة ، ومذكرا في الوقت نفسه ، إنهم قاتلوا الصهاينة ، وكانت لهم مواقف
حاسمة من الانكليز عندما احتلوا العراق ، بل وقد لبوا نداء الدولة
العثمانية للجهاد ضد الانكليز رغم ما تلقوه منها من قتل وعنت وظلم وتشريد .
الشيعة ليسوا ملائكة ، فيهم الشرير ، وفيهم المنتفع ، وفيهم المأجور ،
وفيهم الطائفي البغيض ، وفيهم المغالي المخيف ، وفيهم ما في غيرهم ، ولكن
هناك تشيع ليس هو الشائع ، التشيع الذي لم يكن يوما سبة ولا تهمة ( شيعي
وليس رافضي ) ، وهي بداية في غاية الأهمية لجهود سنية جديدة تهدف إلى
قراءة جديدة للتشيع وكذلك الشيعة .
ليس الأمر سهلا ، ولكن مسيرة الألف ميل تبدأ بميل واحد ... والله من وراء القصد.
الغيبة التي يعتقدون بها ، أي غيبة إمامهم الثاني عشر بنقطتين جوهريتين ،
الأولى : وجوب الرجوع إلى أئمة أهل البيت في أخذ الفقه ، والثانية :
الإعتقاد بالمهدي ، محمد بن الحسن العسكري ، وإنه مولود وسوف يظهر في يوم
من الايام ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد أ ن ملئت ظلما وجورا .
هذا
هو التشيع في صميمه بعد الغيبة، أي بعد أن إستنفدت الإمامة أغراضها عبر
تحققها الفعلي بحياة أحد عشر إماما متوالين ، ولم يبق منهم سوى أخبارهم
وفكرهم وسيرتهم الطيبة وفقههم ، والسنّة يحبون أهل البيت عليهم السلام ،
وذلك بأسمائهم الاثني عشر ، ولك أن تراجع كتاب ( سير أعلام النبلاء )
للذهبي في ترجمة المهدي ( محمد بن الحسن العسكري ) ، وأنظر ما يقوله عن
هؤلاء الاطهار ، كذلك هناك من السنّة من يؤمن بالمهدي على الطريقة الشيعية ،
ليس كثيرا منهم ، ولكن بعض علمائهم الكرام ، وبالتالي ، هناك فرصة
للسنّة أن يعملوا إنقلابا كبيرا في بنية العلاقة بين السنّة والشيعة ،
مستندين إلى أن التشيع ليس إلا هذين الركنين ، وليس فيهما ما يدعو إلى
تكفيرهم وعزلهم .
إن ( السنّة ) هم المؤهلون لقيادة المسلمين في العالم
، ( الشيعة ) لا يستطيعون ذلك ، ولكن الذي ينقص ( السنة ) هنا هو نظرة
الكثير منهم إلى الشيعة ، حيث يخرجوهم من الملة الإسلامية ، بل ويوجبون
التعامل معهم وفق قواعد التعامل مع الكافر أو المشرك ! وهذه تعرقل
القيادة السنية للعالم الإسلامي ، بل وتوظف الطاقة السنية كلها لقضية
واحدة ، هي معالجة الشيعة كوجود خارج عن الاسلام ، وربما ينخر في الجسد
الإسلامي ، وقد قرأت أكثر من مرّة لعلماء سنة أجلاء ، يؤكدون على أن تنظيف
بيت المسلمين من الشيعة مهمة سابقة على محاربة الكفر ، ومحاولات الشرك
العلني لتخريب الإسلام وحرف المسلمين !
قلت : إن جوهر التشيع يتجسد
بهذين الركنين ، والسنّة مدعوون إلى إحتضان تشيعٍ بهذه الصورة البسيطة ،
التي لا تختلف كثيرا عن التسنن ، في جوهره ، مستفيدين من عشرات النصوص التي
تصب في هذا الاتجاه ، وفي لقاء مقبل اورد بعض هذه النصوص التي تضع هذه
الحقيقة واضحة بين يدي السنّة الكرام .
إن موضوعة صفات الله قضية شخصية ،
تخضع للاجتهاد العقلي ، وهي قضية طارئة أصلا على الفكر الاسلامي ، كذلك
موضوعة نصب الامام ، قضية أصبحت في ذمة التاريخ بالنسبة للشيعة ، كذلك
عقيدة الرجعة ، حيث يصرح الكثير من علماء الشيعة إنها ليست من أصول الدين
ولا من أصول المذهب ، والتقية اليوم تحولت إلى خرافة ، فهم أقوياء ،
ومواقفهم علنية ، ولا يوجد ما يخفى اليوم ، وإجماع علمائهم في هذه الايام
إن القران كامل ، فيما بعض مفكري السنة يشككون اليوم بكمال القرآن ، والسنة
أبرياء من هذا التوجه المرفوض.
فما الذي بقي ؟
شيء واحد ، أن يتوجه
السنّة لاستيعاب التشيع مذهبا معترفا به ، يجوز التعبد به ، وكذلك إستيعاب
الشيعة كموج بشري في سياق موقف متقارب تجاه ما يعاني منه المسلمون في هذه
الايام من مخاطر التشتت والإنهيار.
لست أشك لحظة واحدة إن نشاط بعض
الشيعة لتحويل بعض منتسبي السنّة إلى المذهب الشيعي له إنعكاساته السلبية
على المسلمين ، كذلك العكس ، وهي من القضايا التي ما زالت تسبب لنا
المشاكل الكثيرة ، وربما تعمق الخلافات ، وتكثر من الاقاويل الظالمة
المتبادلة بحق كل الطرفين ، ومن هنا أتصور أن الواجب يحدو العقلاء من كلا
الطرفين أن يكفوا عن هذه اللعبة الخطرة . خاصة وهناك نشاط تبشيري ضخم ،
والمعلومات تقول أن آلاف من المسلمين أخذوا يتحولون إلى دين آخر ، فما أشد
غفلة كل من السنّي الذي همه تحويل الشيعي إلى مذهبه ، وما أشد غفلة الشيعي
الذي يمارس ذات اللعبة الخطرة ، اللعبة التعسة !
ماذا يُفترض بسنّي يلقى شيعيا يقول بنقص القرآن ؟
أعتقد
أن الموقف المعقول هو أن يقول له : هذا لا يقول به مذهبك ، الذي أعرفه أن
علماء الشيعة يجمعون على أن القرآن كامل ، وهذه أخبار ضعيفة ، وأنت لست
شيعيا !!!
بهذه الطريقة يقود السنّة الشيعة ، وبهذه الطريقة يطرح السنّة
تشيعا صحيحا ، التشيع الذي طرحه أئمة أهل البيت واصحابهم الخلص ، وبهذه
الطريقة يتحول السنّة إلى قيادة إسلامية عالمية .
ماذا يُفترض بسني يلقى شيعيا يسب الصحابة لا سامح الله ؟
الموقف
المعقول أن يقول له : إن أمير المؤمنين عليا مدح الشخيين مدحا عظيما في
نهج البلاغة ، وإن الامام السجاد كان يدعو للاصحاب الكرام في الصحيفة
السجادية ، وقد كان أهل البيت يسمون أبناءهم باسماء الصحابة ، خاصة الخلفاء
الراشدين ، وإن من المستشهدين بين يدي الحسين من أهل البيت من كان أسمه
عمر وعثمان ، وإن أصحاب الأئمة كما تنص كتب الرجال الشيعة مملوءة بأسماء
مثل عمر ، وابو بكر ، وعثمان ، وخالد ، فما تقوله هراء ولا أساس له من
الصحة ، وهو من مخلفات الدولة الصفوية التي لا تقل عن الدولة العثمانية
جورا ، وظلما ، تمزيقا للمسلمين .
كنت أقول أن الذي ينقص الغرب لقيادة
المسلمين هو عقيدة ( التوحيد ) ، فلو أن الغرب ( موّحد ) ، لأنساق له الشرق
والغرب الإسلاميين بكل سلاسة ، واليوم أقول وبكل صراحة ، إن السنّة هم
المؤهلون لقيادة العالم الإسلامي ، ولكن ينقصهم قراءة جديدة للتشيع ، قراءة
من شأنها دمج الشيعة في المحيط الاسلامي الكبير .
لست من الذين يرتاحون
كثيرا للكاتب الشيعي المعروف مرتضى مطهري لأسباب لا مجال لذكرها الآن ،
ولكن عندما قرأت له دفاعا عن المعتزلة في أحد كتبه ردا على مستشرق متهما
إياهم بعدم الايمان ، احسست بالارتياح كثيرا ، رغم خلافه معه كثيرا ، وسوف
يفرح المؤمنون عندما ينبري كاتب سنّي او متحدث سني او خطيب سني للدفاع عن
الشيعة ، ومذكرا في الوقت نفسه ، إنهم قاتلوا الصهاينة ، وكانت لهم مواقف
حاسمة من الانكليز عندما احتلوا العراق ، بل وقد لبوا نداء الدولة
العثمانية للجهاد ضد الانكليز رغم ما تلقوه منها من قتل وعنت وظلم وتشريد .
الشيعة ليسوا ملائكة ، فيهم الشرير ، وفيهم المنتفع ، وفيهم المأجور ،
وفيهم الطائفي البغيض ، وفيهم المغالي المخيف ، وفيهم ما في غيرهم ، ولكن
هناك تشيع ليس هو الشائع ، التشيع الذي لم يكن يوما سبة ولا تهمة ( شيعي
وليس رافضي ) ، وهي بداية في غاية الأهمية لجهود سنية جديدة تهدف إلى
قراءة جديدة للتشيع وكذلك الشيعة .
ليس الأمر سهلا ، ولكن مسيرة الألف ميل تبدأ بميل واحد ... والله من وراء القصد.