المدرسة المسيحية وابنتي - جهينة الإخبارية - القطيف
في السادس عشر من شباط للعام 2006 للميلاد وبينما كنت مُنهمكاً في عملي المُعتاد في مركز الأبحاث في المستشفى الملكي بمدينة مانشستر، فوجئت بمُكالمة هاتفية أتت لي من قِبل مُدرسة ابنتي «الإنجليزية الجنسية والمسيحية الديانة» في المدرسة الابتدائية الإنجليزية «ست ويلفردز» «St. Wilfrids»، لتخبرني بضرورة الحضور إلى المدرسة من أجل مُناقشة أمراً هاماً. ولقد أصابني الذعر - حينها - وتملكني الخوف من سماع ما قد يكون مؤلماً لي ولعائلتي. ولكني فوجئت عند حضوري إلى المدرسة وتركي لجيمع ما بيدي من مراجعات بحثية بأن إبنتي بخير ولم يحصل لها أي مكروه «بحمد الله تعالى». وعند رؤية المدرسة لي بوجه فيه الكثير من الخوف والترقب، سارعت بطمأنتي وإخباري بأن الأمور كلها على ما يرام وأن الموضوع هو فقط مرتبط بأمر تنظيمي ولكنه مهم ومُتعلق بها شخصياً.
فسألتها عن ذلك الشيء التنظيمي ومدى علاقتي - أنا شخصيًا - به؟
فقالت: بأن طلاب الفصل الذي به إبنتي سيذهبون لزيارة الكنيسة، وأنها كانت تفكر في وضع ابنتي «لأنها مُسلمة».
واسترسلت قائلة: بأنها لم تستطع معالجة الآمر لآنها كانت بين نارين: الأولى، تكمن في أنها لا تُريد أن تُسبب أي «تشويش» لفكر إبنتي المُسلمة وتُريد أن تحافظ على عقيدتها التي ورثتها عن أبويها، والثانية مُتعلقة بحيرتها في ترك إبنتي في غرفة الكمبيوتر مع طلاب الفصول الأخرى والذي قد يؤثر على نفسيتها «حيث أن هذا التصرف قد يجعل أبنتي - كما قالت المدرسة - تُفكر في أسباب تركها وعدم ذهابها مع طلاب الفصول الأخرى وقد تشعر بالنقيصة».
وعليه، فلقد رأت المدرسة بأن مكالمتها لي ستساعد في تقديم حل لهذه المشكلة «كما رأتها هي».
ثم قالت: بأن الاقتراح الأفضل هو أن أخذ - انا - ابنتي «في اليوم الذي ستُقام فيه الرحلة» لأحد المساجد القريبة لتثبيت عقيدتها ورفع معنوياتها كونه يحقق نفس الهدف ولكن بصورة أخرى، أو أن أخذها - أنا شخصيًا - لأي مكان آخر أراه - أنا - مناسب.
وبهذه الطريقة - كما قالت المدرسة - لن تتشتت أفكار أبنتي العقائدية ولن يتسبب ذلك في شعورها بالنقص والاستقصاء لجلوسها في المدرسة لوحدها وعدم ذهابها معهم.
لقد جعلتني هذا القصة أفكر مراراً، ولقد ظللت أسأل عن الأمر الذي جعل تلك المُدرسة المسيحية تُفكر في الحفاظ على عدم تشويش عقيدة إبنتي المُسلمة.
وأنا هنا أسأل عن شبح الطائفية الموجود في بعض الدول، والذي على أساسه يُصنف أبناء الوطن الواحد إلى شرائح مختلفة، بل والذي وصل في بلدان أخرى إلى ما هو أدهى وأكثر مرارة من ذلك «حيث ينحر الأطفال لأنهم مختلفون في بعض الأمور العقائدية!!!»؟
فلماذا لا نتعلم الطريقة التي تمنعنا من قول أي كلمة أو مزاولة أي عمل أو تدريس أي منهج يُسبب أي تشويش في عقول الأبرياء من أبناء تلك الطوائف التي قد تختلف معنا في بعض ممارساتها العقائدية؟ ولماذا لا نفكر ألف مرة قبل أن نقوم بأي عمل قد يؤثر على نفسيات تلك النفوس الطاهرة والتي لا ذنب لها سوى أنها ولدت من أبوين مختلفين عنا فكريًا أو عقائديًا!
من مذكراتي خلال سنوات الغربة
المدرسة المسيحية وابنتي
الدكتور محمد محروس آل محروس
فسألتها عن ذلك الشيء التنظيمي ومدى علاقتي - أنا شخصيًا - به؟
فقالت: بأن طلاب الفصل الذي به إبنتي سيذهبون لزيارة الكنيسة، وأنها كانت تفكر في وضع ابنتي «لأنها مُسلمة».
واسترسلت قائلة: بأنها لم تستطع معالجة الآمر لآنها كانت بين نارين: الأولى، تكمن في أنها لا تُريد أن تُسبب أي «تشويش» لفكر إبنتي المُسلمة وتُريد أن تحافظ على عقيدتها التي ورثتها عن أبويها، والثانية مُتعلقة بحيرتها في ترك إبنتي في غرفة الكمبيوتر مع طلاب الفصول الأخرى والذي قد يؤثر على نفسيتها «حيث أن هذا التصرف قد يجعل أبنتي - كما قالت المدرسة - تُفكر في أسباب تركها وعدم ذهابها مع طلاب الفصول الأخرى وقد تشعر بالنقيصة».
وعليه، فلقد رأت المدرسة بأن مكالمتها لي ستساعد في تقديم حل لهذه المشكلة «كما رأتها هي».
ثم قالت: بأن الاقتراح الأفضل هو أن أخذ - انا - ابنتي «في اليوم الذي ستُقام فيه الرحلة» لأحد المساجد القريبة لتثبيت عقيدتها ورفع معنوياتها كونه يحقق نفس الهدف ولكن بصورة أخرى، أو أن أخذها - أنا شخصيًا - لأي مكان آخر أراه - أنا - مناسب.
وبهذه الطريقة - كما قالت المدرسة - لن تتشتت أفكار أبنتي العقائدية ولن يتسبب ذلك في شعورها بالنقص والاستقصاء لجلوسها في المدرسة لوحدها وعدم ذهابها معهم.
لقد جعلتني هذا القصة أفكر مراراً، ولقد ظللت أسأل عن الأمر الذي جعل تلك المُدرسة المسيحية تُفكر في الحفاظ على عدم تشويش عقيدة إبنتي المُسلمة.
وأنا هنا أسأل عن شبح الطائفية الموجود في بعض الدول، والذي على أساسه يُصنف أبناء الوطن الواحد إلى شرائح مختلفة، بل والذي وصل في بلدان أخرى إلى ما هو أدهى وأكثر مرارة من ذلك «حيث ينحر الأطفال لأنهم مختلفون في بعض الأمور العقائدية!!!»؟
فلماذا لا نتعلم الطريقة التي تمنعنا من قول أي كلمة أو مزاولة أي عمل أو تدريس أي منهج يُسبب أي تشويش في عقول الأبرياء من أبناء تلك الطوائف التي قد تختلف معنا في بعض ممارساتها العقائدية؟ ولماذا لا نفكر ألف مرة قبل أن نقوم بأي عمل قد يؤثر على نفسيات تلك النفوس الطاهرة والتي لا ذنب لها سوى أنها ولدت من أبوين مختلفين عنا فكريًا أو عقائديًا!