الاثنين، ديسمبر 24، 2012

اختتام اجتماع المجلس الاستشاري الاعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية بتونس



دعا المشاركون في الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والذي يتراسه فضيلة الدكتور علي القره داغي الامين العم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للعمل الجاد من أجل إنشاء إعلام إسلامي متميز، خاصة في نظام القنوات الفضائية للعمل على التقريب وتعميم ميثاق الثوابت الإسلامية والوحدة الإسلامية.
وحث المشاركون في بيان ختامي صدر عن الاجتماع والذي عقد اليوم الاحد في تونس، على تعميم الاستفادة من ميثاق الوحدة الإسلامية في التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أعده مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعرضه في المؤتمر القادم لاتخاذ ما يراه المجلس مناسباً.
وطالب البيان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة /الإيسيسكو/ بتنظيم مؤتمر لوزراء الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي في إطار تفعيل استراتيجية التقريب بين المذاهب، وتنفيذ توصيات المجلس الاستشاري الأعلى.
وكان الاجتماع والذي عقد على مدى يومين، مداخلات أكدت أهمية التقريب بين المذاهب الإسلامية في هذه الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي، والعمل الجاد والمتواصل لإيجاد السبل الفاعلة لجمع كلمة المسلمين، والتغلب على أسباب تفرقهم وخلافاتهم، وضرورة تعميق التضامن الإسلامي بالحوار الحكيم والمرتفع إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.
وأشار الدكتور علي محيي الدين القره داغي إلى الدور الخطير الذي تلعبه القوى الصهيونية الأمريكية لتشتيت الأمة وإبقائها في حالة ضعف دائم بما يديم وجود الكيان الإسرائيلي ونهب مقدرات الدول الإسلامية. وندّد بالدور المشبوه التي تقوم به الفضائيات التلفزية لنشر الفتنة والاقتتال بين مكونات الشعب الإسلامي الواحد وشدد على ضرورة اليقظة خاصة من العلماء على اختلاف مذاهبهم لقطع الطريق أمام مخططات الفتنة التي تقسم المسلمين وتصب في مصلحة أعدائهم الطامعين في خيراتهم.
وأشار ايضا بأن الحاجة لهذا المركز الرائع أصبحت ملحة لأن الأمة أحوج ما تكون إلى ترتيب البيت من الداخل وتوحيد الصف لمواجهة الآخر وتقديم صورة ناصعة عن الحضارة الإسلامية العربية.
وبين الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة ممثل الإيسيسكو مدى أهمية معرفة الأسباب التاريخية و السياسية للفتن و عزلها حتى لا تكون معاول هدم لوحدة المسلمين وعنصر هدم لأركان دينهم وقال:"ان الثوابت هي الأصول التي ينبني عليها ديننا فإذا أبرزناها في مناهجنا الدراسية وخطبنا المنبرية وتآليفنا العلمية على حساب غيرها من المفرقات والمشكلات فقد عملنا على توحيد الأمة الإسلامية وضمنا التقريب بين مذاهبها".
وقد تم تشكيل لجنة لمراجعة كتاب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والكتاب المنهجي عن التقريب بين المذاهب الإسلامية وكتاب أهل السّنة دعاة التّقريب مكونة من. الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي. رئيساً والشيخ أحمد حمد الخليلي والأساتاذة والدكاترة أحمد خالد بابكر ومنذر الحكيم وأحمد الخمليشي وأحمد أبو شحيمة أعضاء.
وبالمناسبة أيضا تم تشكيل هيئة استشاريّة لمجلّة التّقريب تتكوّن من الدّكتور علي القره داغي رئيس المجلس مشرفا عاما والشّيخ أحمد بن حمد الخليلي والأستاذ الدّكتور خالد بابكر والأستاذ الدّكتور محمد حسن تبرائيان والأستاذ الدّكتور أحمد الخمليشي والقاضي اسماعيل العمراني
-وقد دعا المجلس الإيسيسكو إلى إنجاز بحث تاريخي عن فترة الخلفاء الثلاثة وعلاقتهم بالخليفة الرّابع رضي الله عنهم أجمعين، وذلك عن طريق فريق من المختصين في التاريخ وعلم الاجتماع إلى جانب محدّثين، فمن شأن هذا البحث أن يكشف عن كثير من الحقائق التي غابت بعمل بعض الوضاعين والمتعصّبين.
وأوصى المشاركون بعقد الاجتماع الخامس للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران، وذلك باستضافة /مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية/.

الاثنين، ديسمبر 17، 2012

يعقد في باكو: الايسيسكو تشارك في المنتدى الدولي الأول حول (الدولة والدين: تعزيز التسامح في العالم المتغير)

يعقد في باكو: الايسيسكو تشارك في المنتدى الدولي الأول حول (الدولة والدين: تعزيز التسامح في العالم المتغير)
يعقد في باكو: الايسيسكو تشارك في المنتدى الدولي الأول حول  (الدولة والدين: تعزيز التسامح في العالم المتغير)
تشارك المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –ايسيسكو-، في المنتدى الدولي الأول حول  موضوع (الدولة والدين: تعزيز التسامح في العالم المتغير) الذي ينعقد في مدينة باكو عاصمة جمهورية آذربيجان، خلال الفترة من 19 إلى 21 ديسمبر الجاري.
يهدف المنتدى إلى تعزيز علاقات الدولة بالدين لمواجهة التحديات المعاصرة، وتطوير آفاق العلاقات بين المؤسسات الدينية والهيئات الحكومية في العصر الحديث، وتبادل الخبرات الدولية من أجل تنظيم العلاقات بين الدولة والدين، وتعزيز التسامح الديني، وتفعيل تعامل المسؤولين مع السياسة الدينية في مختلف البلدان.
ويشارك في المنتدى علماء دين، وخبراء متخصصون في الدراسات الدينية والثقافة الآذربيجانية ودراسات القوقاز، وباحثون في العلوم السياسية والتاريخ وعلم الاجتماع، إضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية، والمنظمات غير الحكومية وقيادات المجتمع المدني من مختلف دول العالم.
ويمثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في هذا المنتدى، الدكتور مصطفى أحمد علي، مدير الثقافة والاتصال.

المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يعقد اجتماعه الرابع في تونس

المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يعقد اجتماعه الرابع في تونس
المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية  يعقد اجتماعه الرابع في تونس  جامعة الزيتونة
تعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو-، بالتعاون مع جامعة الزيتونة، الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وذلك في مقر الجامعة في تونس العاصمة، يومي 20 و21 ديسمبر الجاري.
ويهدف الاجتماع إلى بحث سبل مواصلة تنفيذ أهداف استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية، التي من بينها الارتقاء بثقافة التقريب المذهبي والفقهي لدى الأجيال الإسلامية، وحصر المسائل الخلافية في المسائل والقضايا الظنية، وردها إلى مصادرها الصحيحة، والعمل على التصدي للغلو والتعصب المذهبي، ونشر ثقافة الاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب الإسلامية.
وسيناقش المجلس مشاريع عدد من الكتب المعدة للنشر في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية، وهي: كتاب مدرسي عن التقريب بين المذاهب الإسلامية، وكتاب عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وعلاقته بآل البيت.
وسيعتمد المجلس، بعض عدداً من الكتبيات التعريفية بالمذاهب الإسلامية، العدد الثاني من مجلة: (آفاق التقريب).
وسيناقش أعضاء المجلس وثيقة بعنوان: (ميثاق الثوابت الإسلامية المشتركة)، بقصد تأصيل المشتركات التي ينبغي أن يقوم عليها التقريب بين المسلمين ومذاهبهم .
وستُعقد على هامش الاجتماع، ندوة بعنوان: (قضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية : الإنجازات والعقبات)، وسيقدم الورقة الرئيسة فيها، الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
  وسيمثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة، الخبير في مديرية الثقافة.

الأربعاء، ديسمبر 12، 2012

المجمع الفقهي: بوادر إلحاد بمجتمعات إسلامية - CNNArabic.com



المجمع الفقهي: بوادر إلحاد بمجتمعات إسلامية

الأربعاء، 12 كانون الأول/ديسمبر 2012، آخر تحديث 20:54 (GMT+0400)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصدر المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بيانا حذر فيه مما وصفه بتزايد "بوادر الإلحاد والتشكيك في الدين والتطاول على الله" بالدول الإسلامية، ودعا الحكومات إلى "التصدي لبوادر الإلحاد والوقوف أمام ذرائعه" إلى جانب إحالة "المشككين" في المقدسات إلى القضاء الشرعي للحكم عليهم.
وقال المجمع، في بيان له صدر الأربعاء، إنه "استعرض ما تنامى من بوادر الإلحاد والتشكيك في دين الله.. ومن ذلك ما وقع من تطاول على الله تعالى وتشكيك في وجوده سبحانه وتعالى  وفي لزوم عبادته والخضوع لأمره ونهيه وتحكيم شريعته والرضا به سبحانه ربّاً وبالإسلام ديناً" وفقاً للبيان.
وحض البيان كل من وصفه بأنه "ضل سواء السبيل وانحرف فكره فسلك طريق الشهوات والشبهات" إلى أن "يتوب إلى الله توبة نصوحاً" على حد تعبيره، ودعا الحكومات إلى "القيام بمسؤولياتها بالتصدي لبوادر الإلحاد والوقوف أمام ذرائعه ووسائل استنباته في هذه الأمة" دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول تلك "البوادر" التي أشار إليها.
غير أن المجمع طالب بإجراءات بينها "منع قنوات وطرائق ورموز" ما وصفه بـ"الإلحاد" من الوصول إلى الوسائل التوجيهية التي تخاطب الأجيال، في إشارة إلى وسائل الإعلام، ودعا إلى "تعزيز مكانة القضاء الشرعي بإحالة أمور مساءلة الأشخاص والجهات المشبوهة المتجرئين على دين الأمة" إليه، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
ولم يشر المجمع في بيانه إلى مظاهر "الإلحاد" التي أشار إليها، إلا أن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة العديدة من القضايا التي أثارت ردود فعل دينية مشابهة، على رأسها فيلم "براءة المسلمين" الذي أثار موجه من الاحتجاجات، إلى جانب اتهام عدد من الناشطين بارتكاب إساءات دينية عبر تعليقات على صفحاتهم الإلكترونية.

الثلاثاء، ديسمبر 11، 2012

إيلاف :: "بناة الإسلام" يكسر الحواجز بين المذاهب

"بناة الإسلام" يكسر الحواجز بين المذاهب
السبت 8 ديسمبر يتناول علاقة الخلفاء الرَّاشدين الإجتماعيَّة

"بناة الإسلام" يكسر الحواجز بين المذاهب

شوقي كريم حسن

بدأ العمل في بغداد على مسلسل "بناة الإسلام" الذي يعمل على الجمع بين المذاهب الإسلامية الشيعية والسنية.

بغداد: دخلت قناة العراقية معترك المسلسلات الدرامية التي تتناول قضايا من التاريخ الإسلامي مثيرة للجدل، وها هي الآن تستعد لإنتاج درامي ضخم في محاولة منها لكسر الحواجز التي أقامها التاريخ بين المذاهب الإسلامية.
وفي هذا السِّياق، أكَّد الكاتب العراقي، شوقي كريم حسن، أنه انتهى من كتابة مسلسل تلفزيوني يقع في 120 حلقة يحمل عنوان "بناة الإسلام" ويقوم بإخراجه فارس طعمة التميمي، ويتناول فيه العلاقات الإجتماعية بين الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام، مشيرًا إلى أن المسلسل سيوجه ضربة قاصمة للطائفية، وموضحًا أن تمويل العمل جاء من الوقفين الشيعي والسني اللذين تابعا بشكل دقيق تفاصيل العمل وأعطيا توجيهاتهما من أجل الخروج بعمل يليق بالصحابة، ويؤكد أن الفتن ما هي إلا أوهام.
وقال شوقي في حوار خاص لـ"إيلاف" أنه من المؤمل ظهور شخصيات الصحابة ولكن مع وجود هالات من الضوء على وجوههم.
من أين جاءت فكرة العمل؟
عن فكرة للمدير العام لشبكة الإعلام العراقي عبد الجبار الشبوط، فبدأنا بكتابة مسلسل تلفزيوني جديد يقع في 120 حلقة، وهي التجربة الاولى مع الوقفين الشيعي والسني عن الخلفاء الراشدين الاربعة وأسميته "بناة الاسلام"، محاولاً تبيان العلاقة التي كانت بين الصحابة الكرام وخصوصًا الخلفاء الراشدين وكيفية بناء الدولة الإسلامية، كانت الفكرة في البداية خطرة وتحتاج الى الكثير من المصادر، واستطعنا أن نجمع أكثر من ألف مصدر مما كتب في المذهبين الشيعي والسني، إضافة إلى كتب أخرى محايدة أهمها ما كتبه جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب، وكذلك محمد مقصود وغيرهما من المصادر، اذ اننا نحاول توضيح علاقة الخلفاء الثلاثة (أبو بكر وعمر وعثمان) بعلي بن أبي طالب وإدارة الدولة، وكذلك تزاوج بعضهم من البعض الآخر، وأعتقد أن هذا المسلسل سيكون قاصمة من قواصم ظهور الطائفية في العراق وسينال إعجاب الجميع وان بدأت الاعتراضات الآن حول كيفية ظهور الصحابة الكرام، وقد اقترحنا ان تكون هناك هالة من الضوء على بعض الوجوه التي لا يمكن أن تظهر، ولأول مرة سيظهر صوت النبي وصورة لكن مع ظلال، وقد وافق الوقفان الشيعي والسني على البعض ورفضا الموافقة على البعض الآخر، ومازلنا نتفاوض لنعمل مثلما عملت ايران التي قدمت الامام الرضا وبعض الأسماء بهالة من الضوء، المهم اننا نريد عملاً يربط بين الماضي والحاضر وهذا ما عملت عليه.
ما الأسلوب الذي وظفته للتعامل مع تفاصيل الاحداث؟
تناولت تفاصيل المسلسل من خلال العلاقات الإجتماعية بين الصحابة انفسهم، وحاولت أن أبتعد كثيرًا عن المعارك والغزوات التي خاضوها، بقدر ما حاولت أن أظهر الألفة الإجتماعية بينهم وكيف كانوا يتزاورون، وكيف أن علي بن أبي طالب هو الذي خطب رقية إبنة آل عثمان بن عفان، وغيرها، وهذه العلاقات الإجتماعية غابت عن التاريخ أو حاول التاريخ أن يغيب هذا الدور، وهنا حاولنا أن نبرز هذا الدور ثانية وأن نقدمه بالشكل الذي يليق بالصحابة الكرام وأن نقول أن كل الفتن والأكاذيب التي امتلأت بها الكتب ما هي إلا اوهام، والحقيقة هي أن الصحابة هم الذين بنوا الإسلام بشكله الرائع والجميل متخذين من الرسول ومن القرآن إسوة حسنة لهم.
ما الفترة الزمنية المحددة للعمل ؟
الفترة الزمنية للمسلسل تبدأ منذ ولادة الإمام علي وبداية الدعوة المحمدية حتى نهاية حكم الأمام علي ومقتله، وحاولت في الحلقات الأخيرة أن أقدم ما حدث من سرقة للخلافة من قبل معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد وتنازل الأمام الحسن عن الخلافة واستشهاد الإمام الحسين، وهذه الفترة أنا أعتبرها حرجة جدًا في تاريخ ومصير الأمة الإسلامية.
ما هي التحضيرات الأولية التي قمتم بها للعمل؟
التمويل من الوقفين الشيعي والسني في الوقت الذي يكون فيه الإشراف للأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط، أما المخرج فقد وقع الإختيار على فارس طعمة التميمي لأنني أجد أنه الأفضل في إخراج الأعمال التاريخية، فالمسلسل يحتاج الى فترة زمنية في التصوير، ويحتاج الى قوة هائلة في الإنتاج وتوفير مستلزمات إنتاجية، وبدأنا بالتحضير وجهزنا (ستوديو 800) في مبنى قناة العراقية للتصوير الداخلي، ومازلنا نهيئ لتصوير المشاهد الخارجية.
مثل هكذا مسلسل مثير للجدل، كيف استطعتم إقناع الأطراف المعنية؟
مازال المسلسل يثير الجدل في الوقفين السني والشيعي اللذين أذهب إليهما يوميًا فأحصل على توجيهات من هذا تناقض التوجيهات من ذاك وبالعكس، ولكن حاولنا ان نقرب وجهات النظر في الكتابة، وافهمناهم أن الفن لا يمكن أن يعتمد على التاريخ كوثيقة فقط، وأن علينا أن نضيف ونحذف ونعدل لكي نقدم الصورة التي نريد والتي نخاطب بها هذا الجمهور العريض ليس في العراق فقط بل في الوطن العربي، لأن الطائفية بدأت تعم الآن العالم الاسلامي بشكل عام.
كم يلعب خيال الكاتب دورًا في كتابة المسلسل؟
أنا كاتب أستخدم الكثير من الخيال، وأعتقد أن نصف المسلسل هو إضافة من عندي لأنني أريد دراسة مكة والمدينة كما أراى العلاقات الاجتماعية فيها، فلا يمكن ان لا يلتقي أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة في المسجد مثلاص، وهل يمكن أن يدير أحدهم ظهره للآخر لمجرد فراغ، فالتناقضات التي حدثت بعد واقعة السقيفة وهذه من الممكن تلافيها ومن الممكن مناقشتها بشكل علمي ودقيق، وإلا لماذا سكت الإمام علي إن كان فعلاً يحتاج إلى الخلافة، وأعتقد أن الإمام علي هو مرشد هذه الأمة ودليلاً لها وحاكمًا وقاضيًا للخلفاء الثلاثة.

الأربعاء، نوفمبر 28، 2012

فكر: الإسلام و الثورة ل د. محمد عمارة عرض وتعليق أحمد عبد الحميد

فكر: الإسلام و الثورة ل د. محمد عمارة

المصدر: ماجد مرسي



يعرض الدكتور محمد عمارة في كتابة الإسلام و الثورة جوانب عدة من التوجهات الفكرية الإسلامية و موضوع الثورة. ما معنى الثورة؟ هل هي من الإسلام؟ هل الإسلام نفسه ثورة؟ ما هو موقف السنة النبوية منها؟ هل لنا تراث نظري و خبرة عملية في الخبرة و التطبيق؟ و لماذا اتفق موقف الإسلام من الثورة على حين اختلف عليها المفكرون المسلمون؟ في هذا التلخيص الوجيز نعرض سريعا الأفكار الأساسية التي بنى عليها المفكرون المسلمون توجهاتهم و بنت عليها جماعات عدة سلوكياتها, و سنتغاضى عن الجانب التاريخي التطبيقي في الكتاب طمعا في التركيز على الأفكار و المفاهيم المختلفة. وعليه نعرضها كالتالي: أولا معنى كلمة الثورة في اللغة و الدين, ثانيا الثلاث توجهات الفكرية الكبرى تجاه الثورة بمعناها الضيق الذي سنختار. و أخيرا نعرض تعليقا سريعا في الحاشية يفتح أبوابا عدة للنقاش.

مقدمة: الثورة ما بين الرفض و القبول


هناك من يتخذ من الثورة موقفا عدائيا كسبيل لتغيير الحياة وتبديل النظم و تطور المجتمعات. وهو موقف يكرس “الواقع” و يمنحه “الشرعية” و “البركة”, و إن كان لابد من التغيير فليكن “إصلاحا” لا يصل لحد “الثورة” ولا يبلغ الجذور و الأعماق في عملية التغيير.

من ناحية أخرى فريق آخر, يقبل الثورة فقط “عندما تحدث” باعتبارها “واقعة” قد حدثت و “نازلة” يسلم بها المؤمنون الذين امتحنوا ولهم أجر الصبر على معايشتها و العيش في كنفها! وفي أحسن الأحوال ينظرون إلها “كمحظور و محرم” تبيحه “الضرورة” و الضرورات تبيح المحذورات!

وكلاهما فريق واحد يرى أصحابه أن الصلات غير قائمة أصلا بين الإسلام-كفكر خالص و كفكر وضع في التطبيق بمجتمع عصر النبوة و صدر الإسلام – وبين “الثورة” كطريق إنساني لتغيير المجتمعات و الانتقال بها إلى درجات جديدة في سلم التطور. ومن هنا نبدأ في دراسة قضية (الإسلام… و الثورة)

معنى كلمة ثورة و أصولها في اللغة و الدين:


العرب و المسلمون الأوائل استخدموا الكلمة بعدة معان منها: الهياج, و الإنقلاب و التغييرو الوثوب و الانتشار و الغضب. ففي لسان العرب لابن منظور نطالع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “أثيروا القرآن, فإن فيه خبر الأولين و الآخرين” وحديث “من أراد العلم فليثور القرآن” و تثويره قراءته و التدبر في معانيه وتفسيره. و نقرأ في القرآن ” أَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا” (الروم 9) أي قلبوا وجهها… و أيضا بمعنى الانتصار للمظلوم في الآية: “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ“  (الشورى 39) وهي أيضا الحركة من بعد السكون…”اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً“ (فاطر 9) أي تهيجه كي ينتشر, و نذكر بقرة بني إسرائيل التي كانت “بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ” (البقرة 71). كما استخدم العرب مصطلح “الملحمة” للدلالة على بعض معاني مصطلح الثورة فدل عندهم على التلاحم في الصراع والقتال حتى جعلوا من أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم “نبي الملحمة” حيث مارس التغيير بالوسيلتين معا: القتال و الإصلاح العميق.

وغير ذلك أيضا لفظ الفتنة و استخدموا مصطلح “الخروج” وغلب على الأدب السياسي لكثير من فرق المسلمين ومدارسهم الفكرية, حتى اشتق منه اسم “الخوارج” لثورتهم المستمرة كما استخدموا ايضا مصطلح “النهضة” لأن “النهوض” كالثورة يعني الوثوب و الإنقضاض وفي الحديث الذي يرويه ابي أبي أوفى نقرأ “كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس” رواه أحمد بن حنبل. وعدة أحاديث أخرى تستخدم مستطلح النهضة و المناهضة بمعنى البروز و الوثوب و الصراع مع الأعداء لإحداث التغيير و الاقتحام للمستقبل و امتلاك الجديد و إحراز الفتح المبين! وقد ظل مصطلح النهضة بمعنى الثورة كذلك حتى أننا نطالعه في كتابات الأفغاني و سعد زغلول.

و يدعو الكاتب القارئ المتدبر للقرآن أن يراجع معه مصطلح آخر استخدمه القرآن للدلالة على “التغيير الثوري” ألا وهو “الانتصار“. و يقول أن إضافة للمعاني السابقة فإن الثورة تأتي أيضا بإنتقام للمظلومين من الظالم على تفاوت درجات الانتقام ومواطنه وكذلك “النصر” والانتصار. فالنصر يعني إعانة المظلوم, والانتصار يعني الانتصاف من الظلم و أهله و الإنتقام منهم. والقرآن يذكر الانتصار بهذا المعنى كفعل يأتيه “الأنصار” ضد البغي في سورة الشورى 37-43: ” والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور” .

و الخلاصة أن الثورة في تعريفها الأعم و مرادنا هي: “العلم الذي يوضع في الممارسة والتطبيق, من أجل تغيير المجتمع تغييرا جذريا وشاملا, والانتقال به من مرحلة تطورية معينة إلى أخرى أكثر تقدما, الأمر الذي يتيح للقوى الاجتماعية المتقدمة في هذا المجتمع أن تأخذ بيدها مقاليد الأمور, فتصنع الحياة الأكثر ملاءمة و تمكيناً لسعادة الإنسان ورفاهيته, محققة بذلك خطوة على درب التقدم الإنساني نحو مثله العليا التي ستظل دائما وأبدا زاخرة بالجديد الذي يغير التقدم و يستعصي على النفاد و التحقيق”

التوجهات الفكرية الإسلامية و الثورة


وعليه فظهور الإسلام في شبه الجزيرة ثورة…. إلخ. و بداية الاختلاف كانت في المسألة الفكرية السياسية الثورية وما يسمى ب”قضية السيف“. السؤال هو: هل تجوز الثورة ( بمعنى الخروج) على الحاكم؟ وهو الجانب الذي سنركز عليه هنا.

التوجه الفكري الأول: الخروج بالسيف


جميع التيارات الفكرية الإسلامية التي انحازت للثورة نظريا أو عمليا وقررت مشروعيتها قد استندت إلى أن القرآن قد “أوجب” على الأمة, متضامنة متكافلة, الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. فإذا اقتضى النهوض بهذا التكليف استخدام “الفعل” بعد “القول” و “الاستعانة بالقوة” التي اصطلحوا تسميتها ب “قضية السيف” كان ذلك “مشروعا” لدى البعض و “واجبا” لدى البعض الآخر.

وهم في ذلك يستندون إلى قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 104: ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر” وقوله في نفس السورة 110 : “كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر“. وقالوا إذا كان الأمر بالمعروف يقف عند حدود الهدى والبيان, فإن النهي عن المنكر يتجاوز ذلك إلى الفعل. واستندوا في ذلك إلى عديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم و منها: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه. فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم و الترمذي و النسائي وابن حنبل. والفعل هنا يسبق غيره من وسائل التغيير. ومن مثل قوله محذرا الأمة من النكوص عن هذا الطريق الصعب قوله: “لتأمرن بالمعروف, و لتنهون عن المنكر, ولتأخذن على يد الظالم, ولتأطرنه على الحق أطرا (أي تدخلونه في الحق وتجبرونه عليه) , أو ليضربن الله على قلوب بعضكم ببعض, ثم تدعون فلا يستجاب لكم” رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وابن حنبل. . وقوله: ” إذا رأيتم الظالم فلم تأخذوا على يديه يوشك الله أن يعمكم بعذاب من عنده” رواه الترمذي في سننه. ومن مثل الترغيب في هذا الطريق المحفوف بالمكاره و الملئ بالأشواك قوله: “أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر” رواه أبو داوود والترمذي و النسائي و ابن ماجه وابن حنبل. وقولة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب : “ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله” !

التوجه الفكري الثاني: الهجرة


في التراث الإسلامي الكثير من الآيات التي تدعو الإنسان لرفض الظلم و “العمل على تغييره”. فالثورة تعني “الهجرة” من حالة الاستسلام و السكون إلى حالة التمرد و الحركة. فيه هجران للركود والموت ووثبة يتجاوز بها الإنسان و المجتمع هذا الوضع الجائر ليستبدله بآخر أكثر إشراقا ووضاءة. فليست الهجرة فرارا وهروبا فهي حينها فعل إيجابي بل و وسيلة تأديب! و الذين لا يهجرون المجتمع الظالم هم ظالمون لأنفسهم. وهو أشد أنواع الظلم لأنهم حينها يظلمون أنفسهم و الأمة ومصالحها بل والقيم التي دعا إليها الله وبشر بها الرسول. وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى في سورة النساء 97:
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” ذلك أنهم كانو “مستضعفين في الأرض” لا يعفيهم من مسؤولية التكليف بواجب التغيير للظلم. لأن منطقهم الاستسلامي هذا يعاكس إرادة الله في الأرض في آية جمعت من المعاني و الطاقات الثورية ما لم تجمعه شعارات كثيرة قال تعالى في سورة القصص 5-6: ” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ“. فإن إرادة الله أن تكون القيادة والإمامة للمستضعفين في الأرض وأن تكون لهم وراثة ما في حوزة أوطانهم من ثروات وعلوم و إمكانيات.

التوجه الفكري الثالث: طاعة ولي الأمر المطلقة


بعد عرض سريع للتاريخ الإسلامي, رأينا فيه الخوارج, و تيارا من المرجئة, والمعتزلة ثم الزيدية و العلويين وبعضا من فرق الشيعة الإمامية مثل الإسماعيلية و كذلك الكيسانية… اجتماعها كلها فكرا و عملا على ضرورة اللجوء للثورة و العنف الثوري –السيف- كسبيل لإزالة الجور و الظلم و الفساد. ولم يشذ عن هذا إلا أحد تيارات المرجئة الذين ناصروا الأمويين, و إلا شيعة جعفر الصادق الذين علقوا السماح باستخدام السيف على ظهور إمامهم المنتظر الذي سيخرج ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا!.

وكذا مرت السنون وظلت الشيعة الاثنا عشرية على موقفها المناهض للثورة بينما حمل التيار الفكري الذي عرف “بأهل الحديث” وكذلك نفر من التيار الأشعري فكر المرجئة الذين ناهضوا الثورة ونهوا عن استخدامها في النهي عن المنكر و التغيير.

ولم ينكر هذا الفريق “وجوب” النهي عن المنكر لأنه ثابت في الكتاب و السنة ولكنهم حصروا وسائل النهي في النهي باللسان لا باليد فضلا عن السيف و خاصة إذا ترتب على ذلك تضحيات.

و آراء الأئمة في ذلك كالتالي:

و أصحاب الحديث و أبرز أئمتهم أحمد بن حنبل (780-855 م) قد انفردوا وحدهم ودون فرق و مدارس الفكر الإسلامي بتحريم السيف و إنكار الخروج المسلح على أئمة الجور و ظلمة الحكام و قالو: “إن السيف باطل, ولو قتلت الرجال و سبيت الذرية, وأن الإمام قد يكون عادلا ويكون غير عادل, وليس لنا إزالته و إن كان فاسقا, وأنكروا الخروج على السلطان ولم يروه” {تعليق واجب عن رأي ابن حنبل}

وهم قد استندوا في موقفهم هذا إلى اعتزال نفر من الصحابة للفتن و الصراعات التي شبت في صدر الإسلام, عندما عمى عليهم وجه الصواب و الخطأ, أو أدركوا الصواب و الخطأ ثم تحرجوا أن يجردوا السيف ضد من سبقت له صحبة الرسول صلى الله عليه و سلم. ومنهم سعد بن أبي وقاص و أسامة بن زيد و عبد الله بن عمر.. إلخ.

ولقد تبع ابن تيمية (1263- 1328 م) موقف استاذه ابن حنبل المعادي للثورة وأورد, تأييدا لهذا الموقف وقال: “إن المشهور من أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف, وإن كان فيهم ظلم. لأن الفساد في القتال و الفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة, فيدفع أعظم الفاسدين بالتزام الأدنى” {تعليق واجب عن رأي ابن تيمية}

ويرى الإمام أبو حامد الغزالي يرى خلع الحاكم المستبد الذي لم يستكمل شروط الإمامة إذا أمكن ذلك دون قتال. ويتعجب الدكتور محمد عمارة كيف يتصور إمكان ذلك مع استبداد الحاكم بالقوة و السيف! فالرأي عنده هو: وجوب طاعته والحكم بامامته فيقول: “و الذي نراه ونقطع: أنه يجب خلعه إن قدر, على أن يستبدل عنه من هو موصوف بجميع الشروط, من غير اثارة فتنة ولا تهيج قتال. وإن لم يكن ذلك إلا بتحريك قتال وجبت طاعته وحكم بإمامته” ! “.. فإن السلطان الظالم الجاهل متى ساعدته الشوكة و عسر خلعه, و كان في الاستبدال به فتنة ثائرة لا تطاق وجب تركه, ووجبت الطاعة له!..” وهو بذلك يرى في طاعة الإمام الجاهل الظالم مكاسب تتحقق للأمة تفوق الآمال المعلقة على خلعه بالثورة, و يتسائل: “كيف نفوت رأس المال في طلب الربح ؟!” {المصدر الاقتصاد في الاعتقاد ص137 و احياء علوم الدين ص 893}

ويرى ابن جماعة(1241 – 1333م) الذي عاش نفس ظروف وملابسات ابن تمية عندما صور الأمر و كأنه غابة تجب فيها الطاعة للأقوى من المستبدين حتى لو كان جاهلا فاسقا, فإذا أطاح به جاهل فاسق آخر كان هو الإمام المطاع! يقول إنه: ” إن خلا الوقت عن إمام, فتصدى لها من هو ليس من أهلها, و قهر الناس بشوكته وجنوده بغير بيعة أو استخلاف, انعقدت بيعته ولزمت طاعته.. ولا يقدح ذلك كونه كان جاهلا أو فاسقا. وإذا انعقدت الامامة بالشوكة و الغلبة لواحد ثم قام آخر فقهر الأول بشوكته وجنوده, انعزل الأول و صار الثاني إماما” { تعليق واجب عن رأي ابن جماعة}

وخلاصة ما سلف قد تكون لهذه المبررات العملية التي ساقها هذا النفر من أئمة أهل الحديث و الأشعرية حظوظ من الوجاهة في بعض المواقف و الملابسات … و بخاصة أمام المخاطر الخارجية التي هددت الدولة والحضارة. كأن ظل نمط الحكم المملوكي الذي كانت تغلب فيه القوة الجسدية و المخاطر الخارجية مما أدى إلى هذا الموقف المناهض للثورة. و أعطى الشرعية لنظام استبدادي حتى صار قاعجة وصار الخضوع للحاكم و الطاعة له هما الشريعة و القانون حتى قال نفر من الفقهاء “مَن يحكم يُطع”!

مواطن تعليق الكاتب الدكتور محمد عمارة


ولكن البعض يعول على أن تلك الآيات قد وردت في معرض القصص عن قوم سابقين ولا يستدل بها في مسئلتنا عن الثورة, فيرد الدكتور الكاتب بقوله أن علماء الأصول قد قالو: إن القرآن لم يذكر قصص الأولين مستهدفا التاريخ, بل أورد من هذا التاريخ وذلك القصص مواطن للعبرة, فهو يعالج قضايا المجتمع الإسلامي سواء أكان ذلك بالحديث المباشر أو بالعبرة والعظات يسوقها لنا من خلال قصص الأولين و تاريخ الأقدمين.

وجدت الكثير الكثير من التيارات الثورية المسلمة ما يؤيد موقفها من قضية السيف أو استخدام العنف الثوري –بتعبيرنا الحديث- في عملية التغيير وهي قضية خلافية كما أسلفنا. ووجدوا في السنة كما في الممارسة التي تمثلت في ظهور الإسلام وصراعات المؤمنين ضد خصومه –أحاديث عدة أكثرها دلالة الذي رواه الصحابي حذيفة بن اليمان:
قلت: يا رسول الله, أيكون بعد الخير الذي أعطينا شر, كما كان قبله؟!

قال: نعم!

قلت: فبمن نعتصم؟!

قال: بالسيف.

رواه أحمد بن حنبل في مسنده و أبو داود في سننه.

وغير هذه من الآيات و الدلائل في تقرير مشروعية الثورة بل ووجوبها في الإسلام.

خلاصة بحث الكاتب


و يخلص الكاتب إلى قوله: وعلى هذا تطالعنا المصادر و النصوص الإسلامية الأولى و الجوهرية: الكتاب و السنة بما يزكي حجج التيارات الثورية الإسلامية على مشروعية الثورة (يقصد في مفهومها الواسع) بل ووجوبها في الإسلام.

تعليقات واجبة و مناقشة سريعة


أولا ملاحظات:

يلاحظ أن معظم أحاديث السيف قد وردت في مسند أحمد بن حنبل, ثم نجد الإمام أحمد يحرم الخروج على الحاكم و من بعده تلميذه ابن تيمية كيف ذلك؟ بل قد نرى أن الليبرالين يحملون الكثير مثلا على ابن تيمية بسبب رسالته الجهادية التي يقال عنها أنها أحد أهم روافد الحركات الجهادية في العالم أجمع؟ كيف هذا التناقض؟؟
بمراجعة سريعة للتاريخ وحياة الإمامين نعرف أن وقتهما كانا في خضم الخطر التتري و المغولي و ربما مصحوبا أيضا بالخطر الصليبي على الأمة. لذا كان منطقيا جدا أن يحقنوا الدماء الداخلية خوفا من فتنة أكبر وهي ضياع الأرض و الدين معا. و مثلهم في ذلك رأي ابن جماعة الذي عايش المماليك حيث كثر الجهال الفساق من الحكام بحكم صراع المماليك المتوالي على السلطة في عصره لذا كان رأيه يبدو وكأنه يصف قوانين الغاب حيث البقاء للأقوى من المستبدين. و هم بذلك يطوعون الفكر للأوضاع السياسية التي عاشوا فيها في المقام الأول.

إذا ماذا عن رسالة ابن تمية الجهادية واتهامه بالجمود؟ نعرف أن ابن تيمية خرج لملاقاة جيش من ثلاثين ألفا من المغول بقيادة غازان الذي أعطاه الأمان للبلاد حينها –و إن نكص غازان عهده لاحقا- و نعرف أنه من الأئمة القلائل الذين يذكرهم التاريخ بأنهم رجالا محاربين يخرجون ضد الظلم و الجور و العدوان ب”الفعل” لا بمجرد القول. ونعرف أنه من سجن من أجل محاربته بدعا كثيرة على رأسها زيارة القبور و التبرك بها بل إنه كان من أوائل من دعوا “للتجديد” في الدين و البحث عن أصوله للوصول إلى السنة الصحيحة. ربما “جمد” فكر طلابه من بعده ولكن الرجل في الأصل كان من أول من دعوا للتجديد و المراجعة. و رسالته الجهادية و خطبه من أروع ما قيل في الجهاد من إمام و قائد وقد كان لازما حينها للدفاع عن الأوطان و الأعراض. يناطح الليبراليون الحاليين فكره بفكر “ابن رشد” ربما نفرد لذلك نقاشا خاصا من بعد.
و آخر الملاحظات وأهمها, عن رأي أبو حامد الغزالي فهو تقريبا الوحيد الذي كان له رأي يدعم فكرة الخروج بدون سلاح. وإن لم يرى الدكتور عمارة هذا ممكنا. ولنا في ذلك التفكر كثيرا. فكل الآراء الموضحة أعلاه هي آراء لأئمة عاشوا فترات صراع و حروب و إنقسامات و إنقلابات دموية على الحكم في ظروف تاريخية تختلف كلية عن معطيات حاضرنا الذي نعيش فيه. لذا كان لزاما علينا أن نتفكر كثيرا في تجديد الخطاب و الفكر الديني بما يناسب عصرنا نحن لا عصرهم و هي دعوة الكثير للتحرر من “الجمود”. قد رأينا من الثورات ما تم بغير سلاح في الهند و مثلها في مصر ولم نجد في تراثنا الفكري –بحسب الدكتور- ما يدعم هذا غير رأي أبو حامد الغزالي –الذي تعجب منه الدكتور عمارة- و أحاديث القول ك “أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر”. و لنا أن نذكر عمر بن الخطاب وحديث إسلامه حيث قال للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول نعم , قال عمر أليسوا على الباطل ؟
قال رسول الله : نعم , فقال عمر بن الخطاب : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين, صف على رأسة عمر بن الخطاب و صف على رأسة حمزة بن عبد المطلب و بينهما رسول الله يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش ودخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم. وفي هذا الحديث ذكر لأول مظاهرة “سلمية” نعرفها في الإسلام. وهي الحادثة التي يرتكن إليها الكثير في السماح بالتظاهر بشروط. إذا يبقى التأكيد على أهمية وجوب “الثورة” بمفهومها الواسع متى تحققت لوازم حدوثها.


ثانيا إسقاطات:

الآن بعد مرور سريع على الآراء الفكرية الثلاثة الكبرى بإمكاننا إسقاط تلك الأفكار على الجماعات الموجودة في العالم على اختلافها وبذلك نستطيع أن نعرف على ماذا يبنى هؤلاء أفعالهم في الأصل؟ لماذا حرم بعض الشيوخ الخروج على الحاكم؟ ولماذا أباحه البعض؟ بينما جعله الآخر “واجبا”؟ بينما قرر الآخر الهجرة؟ ونخلص من المناقشة بعدة ملاحظات نهائية:

  • الجمود قد لا يكون من المصدر و إنما من التلامذة في عصور لاحقة. الجمود أيضا قد يصاحبه انغلاق على مصادر بعينها أو فكر بعينه.
  • قد يتفق الجمع على الأصول و لكن يختلفون في التعريفات. مثلا: من هو الإمام العادل؟ المسلم؟ أي الفتن أكبر؟ ما الأولويات؟ وعندها تنشئ جماعات أخرى بفكر جديد فتجد مثلا جماعة سلفية جهادية و أخرى على النقيض تحرم الخروج على الحاكم و أخرى تعتزل العمل السياسي كلية.
  • قبل قراءة فتوى أو رأي لشيخ يجب معرفة الظروف التاريخية المحيطة برأيه.
  • لأن الأصول واحدة (الكتاب و السنة) ولكن المنظور الفكري مختلف فحن بحاجة لعلم “أصول الفقه”
  • لأن الأولويات مختلفة فنحن بحاجة لعلم “مقاصد الشريعة”

و أخيرا أسقطنا ما ناقشنا في جمع بسيط على التجربة الثورة الإيرانية و الجزائرية و المصرية و الحال الداخلي في باكستان. وكان من أهم ما جاء فيها: قد ينشأ عدة أحزاب على مرجعية دينية –مثل باكستان- ولا يكون لها أي أثر أو فعل يذكر بحكم جهل الناس وشراء ذممهم (بما في ذلك القائمين على الأحزاب الدينية نفسها). أو توجد حكومة دينية يرفضها الناس و تؤدي إلى تهميش الدين في شكله الجوهري لا الظاهري. و الأصل العمل على إثراء روح الاختلاف بعد الفهم لأن الإنسان بطبعه عدو ما يجهل. و الأولى بنا أن نعرف “المفهوم” فنفهم و نحلل “سلوك” الآخرين عندها ربما نعرف كيف نتعايش معهم و مع أفكارهم.

أعتذر عن طول المقال… و لكني آثرت أن أشارككم قدر ما استطعت لأنه ينير عدة مناطق مظلمة في آراء و تصرفات الكثير من الشيوخ و الحركات و الجماعات الدينية في الفترة الأخيرة.

تحياتي…

أحمد عبد الحميد
باحث مصري بأوروبا البلد
بلجيكا – لوفان
فبراير 2011

مصدر الصورة: ماجد مرسي: هنا

الجمعة، نوفمبر 23، 2012

The Concept of Brotherhood in Islam :: Gatestone Institute

 هذا المقال موضوع الاحالة في المقال السابق وهما معا مهمان لرؤية مفكر غربي للوحدة الاسلامية في ضوء الوقائع

How Muslims View Each Other and How They View Non-Muslims

by Harold Rhode
November 9, 2011 at 5:00 am

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون