السبت، ديسمبر 21، 2013

جريدة البشاير | السلفية العلمية والمستقبل الواعد |

جريدة البشاير | السلفية العلمية والمستقبل الواعد |

السلفية العلمية والمستقبل الواعد

الخميس 19 ديسمبر 2013   4:45:37 م
 
د. حمزة السالم


هل للدين أثر على أخلاقيات اتخاذ القرارات عند قادة الشعوب.؟ هذا مجال يحاول بعض الإصلاحيين من مختلف الأعراق والأديان اكتشافه، من أجل استغلاله في نشر السلام العالمي.

والإسلام من أهم الأديان الذي يحاول الإصلاحيون اكتشاف هذا الجانب فيه. فهل الأديان عموما، والإسلام خصوصا، قادرة في التأثير على أخلاقيات قرارت القادة لتدفعهم إلى تجنب الحروب وسفك الدماء؟

فأما تطبيقيا، فالأديان عموما كانت هي سبب غالب الحروب أو كانت هي الغطاء الشرعي للحروب الاقتصادية والسياسية وأما نظريا، فبخلاف الأديان الأخرى، فالنصرانية والإسلام من بين الأديان خاصة التي تبنت ودعت إلى الجهاد المقدس من أجل نشر الدين.

فكل ما تطرحه النصرانية والإسلام من مفاهيم التسامح والسلام، فإنما هو مبني على افتراض أن السيادة والعزة والحكم تكون للمنتسبين للدين، وأما غيرهم من أهل الأديان الأخرى فهم درجة ثانية،

تُفرض عليهم الضرائب والمكوس والجزية و إنما التسامح يكون بعد ذلك في عدم الاعتداء على أعراضهم وأموالهم ودمائهم. هذا كان مفهوم التسامح والأخلاق في تعامل أتباع الأديان مع من خالفهم في دينهم، وقد فشل النصارى في تطبيقه قديما، بينما طبقه المسلمون -خاصة من بين جميع الأديان- على مستوى عال من المثالية البشرية.

ولعل تفرد المسلمين من بين جميع الأديان الأخرى في التعايش الحسن مع أهل الذمة يعود إلى سببين: الأول أن دوافع التنافر الفطري التي تنشأ بسبب الاختلاف في الأعراق والألوان، لم يكن لها مكان في المجتمع الإسلامي.

فبخلاف الأمم الأخرى التي كانت من نسيج اجتماعي واحد، فإن المسلمين قديما كانوا أشبه ما يكونون بأمريكا حديثا، من حيث خليط التركيبة الاجتماعية. فالعرب هم أصل المسلمين، وهم قلة رفعها الله بالإسلام وحفظ لسانها بالقرآن. والأمة الإسلامية قامت على الأمم والشعوب من غيرها، وقد كانوا هم الغالبية في الأمة الإسلامية.

فلم يكن هناك مكان للعنصرية العرقية الشعوبية إلى مستوى يدفع المسلمين إلى عدم استطاعة معايشة أهل الذمة، فجميعهم من الجانب العرقي سواء. وأما السبب الثاني فإن وضع أهل الذمة في المجتمع الإسلامي، يمنعهم تماما من المنازعة على السلطة السياسية.

فمن أجل هذا لم يتوافر هذا التسامح والتعايش بين المسلمين بعضهم بعضا. فالمسلم والعربي خاصة - بخلاف الذمي- يُنازع المسلم على السلطة.

ولذا فبالرغم من صراحة النصوص في تحريم الدم المسلم والتغليظ فيه، وأن دمه أعظم حرمة عند الله من الكعبة، وأن قاتل المسلم مخلد في النار -فهو أخرويا في حكم المرتد- ، إلا أنه ما من شيء استهان فيه المسلمون وخاضوا فيه بلا حرج يجدوه في أنفسهم مثل دماء بعضهم بعضا من المسلمين.

فمنذ سفك دم ذي النورين أمير المؤمنين وخليفة رسول الله عثمان رضي الله عنه، والسيف لم يُرفع عن رقاب المسلمين يقتل بعضهم بعضا في فتن كقطع الليل المظلم. وقد رفع أعظم وأشرف أصحاب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- السيفَ في وجوه بعضهم بعضا - رضي الله عنهم - وأنفاس نبيهم عليه السلام لا تزال عطرة.

فما هو الشيء الذي به استباح المسلمون دماء بعضهم؟ وهل مازال موجودا اليوم؟ التأويل، هو المركب الذي ركبه الأولون والآخرون من الأمة في استباحة دماء بعضهم بعضا. والتأويل ليس فقط مازال موجودا بل إنه قد فُتحت جميع الأبواب عليه وليس بابه فقط. فإن كان الدين قد تُأول،

فلم يمنع القرون الثلاثة الأولى المفضلة (ويدخل فيها مجازر عظمية) من استباحة دماء بعضهم بعضا، فكيف يمكن للدين اليوم أن يكون وسيلة للسلم والأمن العالميين؟ باستثناء النصرانية والإسلام، فالأديان عموما لا تقاتل باسم الدين إلا دفاعا عن نفسها،

والمجازر في ديارهم هي بدوافع عرقية غالبا. والنصرانية قد اعتزلت الحياة العملية واقتصرت في الكنيسة على تزويد أتباعها بالروحانيات. وأما الإسلام، فما يُتبع من تعاليمه حقيقة مقتصر على الروحانيات المتمثلة في العبادات.

أما في جانب المعاملات ومن ذلك السياسة والجهاد والاقتصاد والأخلاق الاجتماعية ، فالإسلام بريء منه وليس منه في شيء إنما مسميات دعائية ما أنزل الله بها من سلطان.

وليس هناك من حل للعودة لدين محمد عليه الصلاة والسلام كما جاء به غضا طريا إلا بالسلفية العلمية التي ستعود بنا للكتاب والسنة خالية من التأويل والتقليد. وذلك هين بسيط وفي أيدينا مفاتحه، اللهم أن تتوفر الرغبة العلمية الصادقة. وفي تحديد معنى السلفية العلمية وقفات أخرى.


المؤشر الإعلامي : فؤاد المشيخص

السبت، أكتوبر 05، 2013

المدرسة المسيحية وابنتي - جهينة الإخبارية - القطيف

المدرسة المسيحية وابنتي - جهينة الإخبارية - القطيف


من مذكراتي خلال سنوات الغربة

المدرسة المسيحية وابنتي


الدكتور محمد محروس آل محروس
 
في السادس عشر من شباط للعام 2006 للميلاد وبينما كنت مُنهمكاً في عملي المُعتاد في مركز الأبحاث في المستشفى الملكي بمدينة مانشستر، فوجئت بمُكالمة هاتفية أتت لي من قِبل مُدرسة ابنتي «الإنجليزية الجنسية والمسيحية الديانة» في المدرسة الابتدائية الإنجليزية «ست ويلفردز» «St. Wilfrids»، لتخبرني بضرورة الحضور إلى المدرسة من أجل مُناقشة أمراً هاماً. ولقد أصابني الذعر - حينها - وتملكني الخوف من سماع ما قد يكون مؤلماً لي ولعائلتي. ولكني فوجئت عند حضوري إلى المدرسة وتركي لجيمع ما بيدي من مراجعات بحثية بأن إبنتي بخير ولم يحصل لها أي مكروه «بحمد الله تعالى». وعند رؤية المدرسة لي بوجه فيه الكثير من الخوف والترقب، سارعت بطمأنتي وإخباري بأن الأمور كلها على ما يرام وأن الموضوع هو فقط مرتبط بأمر تنظيمي ولكنه مهم ومُتعلق بها شخصياً.
فسألتها عن ذلك الشيء التنظيمي ومدى علاقتي - أنا شخصيًا - به؟
فقالت: بأن طلاب الفصل الذي به إبنتي سيذهبون لزيارة الكنيسة، وأنها كانت تفكر في وضع ابنتي «لأنها مُسلمة».
واسترسلت قائلة: بأنها لم تستطع معالجة الآمر لآنها كانت بين نارين: الأولى، تكمن في أنها لا تُريد أن تُسبب أي «تشويش» لفكر إبنتي المُسلمة وتُريد أن تحافظ على عقيدتها التي ورثتها عن أبويها، والثانية مُتعلقة بحيرتها في ترك إبنتي في غرفة الكمبيوتر مع طلاب الفصول الأخرى والذي قد يؤثر على نفسيتها «حيث أن هذا التصرف قد يجعل أبنتي - كما قالت المدرسة - تُفكر في أسباب تركها وعدم ذهابها مع طلاب الفصول الأخرى وقد تشعر بالنقيصة».
وعليه، فلقد رأت المدرسة بأن مكالمتها لي ستساعد في تقديم حل لهذه المشكلة «كما رأتها هي».
ثم قالت: بأن الاقتراح الأفضل هو أن أخذ - انا - ابنتي «في اليوم الذي ستُقام فيه الرحلة» لأحد المساجد القريبة لتثبيت عقيدتها ورفع معنوياتها كونه يحقق نفس الهدف ولكن بصورة أخرى، أو أن أخذها - أنا شخصيًا - لأي مكان آخر أراه - أنا - مناسب.
وبهذه الطريقة - كما قالت المدرسة - لن تتشتت أفكار أبنتي العقائدية ولن يتسبب ذلك في شعورها بالنقص والاستقصاء لجلوسها في المدرسة لوحدها وعدم ذهابها معهم.
لقد جعلتني هذا القصة أفكر مراراً، ولقد ظللت أسأل عن الأمر الذي جعل تلك المُدرسة المسيحية تُفكر في الحفاظ على عدم تشويش عقيدة إبنتي المُسلمة.
وأنا هنا أسأل عن شبح الطائفية الموجود في بعض الدول، والذي على أساسه يُصنف أبناء الوطن الواحد إلى شرائح مختلفة، بل والذي وصل في بلدان أخرى إلى ما هو أدهى وأكثر مرارة من ذلك «حيث ينحر الأطفال لأنهم مختلفون في بعض الأمور العقائدية!!!»؟
فلماذا لا نتعلم الطريقة التي تمنعنا من قول أي كلمة أو مزاولة أي عمل أو تدريس أي منهج يُسبب أي تشويش في عقول الأبرياء من أبناء تلك الطوائف التي قد تختلف معنا في بعض ممارساتها العقائدية؟ ولماذا لا نفكر ألف مرة قبل أن نقوم بأي عمل قد يؤثر على نفسيات تلك النفوس الطاهرة والتي لا ذنب لها سوى أنها ولدت من أبوين مختلفين عنا فكريًا أو عقائديًا!

الجمعة، سبتمبر 27، 2013

يقظة العلويين الأتراك - العنكبوت الالكتروني

يقظة العلويين الأتراك - العنكبوت الالكتروني

يقظة العلويين الأتراك

آخر تحديث:
الكاتب:

العلويين الأتراك (ADEM ALTAN / AFP) العلويين الأتراك (ADEM ALTAN / AFP)
درور زئيفي - يزداد التوتر في السنتين الأخيرتين بين السكان العلويين في تركيا، الذين يبلغ عددهم عشرة ملايين نسمة على الأقل، وبين الحكومة الإسلامية التي يترأسها أردوغان. ينبع جزء من هذا التوتر من تبلّد حواس الحكومة ومن وقوف أردوغان على رأس معسكر يدعو إلى إسقاط نظام بشار الأسد العلوي في سوريا.
إن دعم تركيا للثوار السُنة في سوريا ومعاداتها للنظام العلوي قد فتحت صندوق باندورا في تركيا ذاتها. يشعر العلويون في الدولة بعزلة متزايدة بسبب سياسة الحكومة، ويزداد التوتر بين المجموعات.
العلويون في سوريا هم بطبيعة الحال طائفة الرئيس بشار الأسد، وهم المتكأ الرئيسي لنظامه. غير أن قلة يعرفون الأقلية العلوية الأكثر جدية - هذه الموجودة في تركيا. يشكل العلويون في سوريا نحو 10 وحتى 15 بالمائة فقط من مجموع عدد السكان (أي بين 2-3 ملايين نسمة). أما في تركيا فهم لا يشكلون فئة منفردة في تعداد السكان، ولكن هذه المجموعة، حسب التقديرات الحذرة (يطلق عليهم في تركيا اسم علاهيون ‎ - Alevi)، تضم بين عشرة ملايين وعشرين مليون نسمة. هناك من يعتقد أن العدد أكبر. على الرغم من الاسم المشابه، فإن العلويين الأتراك يختلفون عن السوريين. صحيح أنهم متصلون بشكل طفيف بالشيعة، إلا أن معتقداتهم تختلف وهم ينسبون أنفسهم إلى مؤيدي القديس المتصوّف المشهور من القرن الثالث عشر الحاج بكتاش ولي.
ويعتقد الباحثون في مجال الأديان أنه قبل القرن العشرين كانت تعيش في منطقة الأناضول والبلقان عشرات وربما مئات الطوائف المختلفة، في منطقة جغرافية تربط بين الإسلام الشبعة، الصوفيين والمسيحيين. كل طائفة من الطوائف أنشأت الارتباط الخاص بها، وسلسلة الطقوس والعادات التي تميّزها. في بداية القرن العشرين فقط، ونتيجة الضغط الخارجي وبفضل أعمال "علمية" قام بها باحثون أوروبيون، نشأت المجموعة التي تعتبر نفسها علوية في تركيا المعاصرة.
يقيم العلويون طقوسهم في دار عبادة يسمونها إوي‎ (Cem Evi)، ‎بيت اللجنة أو بيت الجمع بالتركية، خلافا للجامع ‎،cami – ‎، (وهو الاسم المتعارف عليه للمسجد في تركيا). يصلي الرجال والنساء ويرقصون معا في لقاءاتهم الدينية، وتشمل طقوسهم شرب النبيذ الممنوع في الإسلام.
على الرغم من أنهم أيدوا العلمانية الكمالية أكثر من سائر الطوائف في تركيا، إلا أن العلويين قُمعوا على مر السنوات، ولم يجرؤوا على رفع رأسهم. لقد حافظوا على بروفيل منخفض وتوخوا الحذر بكل ما يتعلق باحترام الحكومة. بدأت الأمور تتغير قبل بضع سنوات، سواء في أعقاب الديمقرطة المتزايدة في تركيا في أول فترتي تولي لأردوغان، أو في أعقاب الاعتراف بعددهم الكبير وبقوتهم الانتخابية.
غير أن التوتر بين السكان العلويين وبين السلطة أخذ يتزايد في السنتَين الماضيتَين. ينبع جزء منه من تبلّد حواس الحكومة. فعلى سبيل المثال، أعلن أردوغان قبل سنة أنه لكون العلويين مسلمين، والمسلمون يصلون في المسجد، لا حاجة إلى الاعتراف بهم كدين منفرد ولا سبب في إقامة دور عبادة خاصة من أجلهم. وقد انضم إلى ذلك، رفض رئيس البرلمان توفير غرفة صلاة خاصة بالعلويين في المبنى لنفس السبب. وقد حدثت مصادمة أعنف في أعقاب قرار الحكومة بناء جسر ثالث على مضيق البوسفور، وتسميته باسم السلطان سليم الأول (المعروف بكنيته "القاطع"). سليم الأول هو بالنسبة للعلويين رمز الشر السني. في بداية القرن السادس عشر، ارتكب السلطان مجزرة ضد العلويين والشيعة الذين تمردوا على حكمه، وقتل عشرات الآلاف منهم من دون تمييز. إن تسمية الجسر الكبير باسمه يُعتبر إهانة وعدم أخذ شعور العلويين بعين الاعتبار.
غير أن ما أدى إلى تدهور العلاقات إلى حضيض لم يسبق له مثيل كان وقوف تركيا غير المتهاون إلى جانب المعسكر الذي يعارض بشار الأسد. وصف علويون كثيرون هذه العملية على أنها سنيّة واضحة لسياسة تركيا، وقد اعتُبرت تصريحات غير حذرة من قبل وزراء وأعضاء برلمان المؤيدة للسنة وضد الشيعة والعلويين بمثابة كشف عن نوايا الحكومة الحقيقية. أحد الأقوال الأكثر مسّا كان تصريح أردوغان القائل بأنه في العملية الإرهابية الكبيرة في بلدة ريهانلي سقط 53 شهيدًا سنيًا. لم يتمكن سكان المنطقة، والعلويون في تركيا عامة، من تجاهل ما تم اعتباره محاولة من قبل رئيس الحكومة للفصل بين دم وآخر.
وقد تمت في الأشهر الأخيرة عدة محاولات للتوصل إلى مصالحة بين السنة والعلويين. من بين أمور أخرى، بدأت حركة رجل الدين المعروف فتح اللة غولن العمل على شراء منشأة مشتركة في أنقرة يتم فيها إقامة مسجد وإلى جانبه بيت صلاة علوي. غير أن الإعلان ووضع حجر الأساس أثارا غضب كبير في الطائفتين على حد سواء. فمن وجهة نظر السنة المتشددين، اعتبرت المبادرة نوعًا من الاعتراف الإسلامي بالكفر التام، وأما من وجهة كثيرين من العلويين فكانت هذه بمثابة محاولة لشراء ثقة الطائفة بسعر رخيص وتغطية الإجحاف والإهمال من قبل السلطة طيلة سنوات عديدة.
التوتر بين الطوائف، الذي كان في سبات طيلة سنوات، يكشف عن علامات مقلقة من اليقظة‎.
هذا التحليل المثير هو لأحد الكتاب الأكاديميين العاملين في موقع "Can Think"، والمختص في شؤون الشرق الأوسط. ونضيف أن الموقع "Can Think" هو مشروع مستقل، لا يمت بصلة إلى أي جهة سياسية أو اقتصادية، ويعمل بموجب نموذج اشتراكي. الكُتاب والعاملون في الصحيفة هم أكاديميون، يقدمون تحليلات موضوعية من منظور بحثي.

مشروع تركي لإقامة مسجد يثير اضطرابات طائفية بين السنة والعلويين - القدس العربي

مشروع تركي لإقامة مسجد يثير اضطرابات طائفية بين السنة والعلويين

مشروع تركي لإقامة مسجد يثير اضطرابات طائفية بين السنة والعلويين


أنقرة ـ من جوناثان بيرتش: حول مكان جديد للعبادة وصف بأنه رمز للسلام بين الطوائف الدينية حيا فقيرا في انقرة الى ساحة معركة وكشف عن التوترات الطائفية الشديدة داخل تركيا.
ويصور الرسم التخطيطي للمشروع مسجدا سنيا يقام جنبا الى جنب مع دار جديدة للتجمع (بيت للطقوس الدينية) للعلويين الذين يمثلون أكبر أقلية دينية في تركيا.
لكن ما ان وضع حجر الاساس حتى اشتبه العلويون في انها محاولة لاستيعاب طائفتهم داخل الغالبية السنية ويواجه شبان من الاقلية العلوية قوات الامن ليلا.
وردا على ذلك طرد رئيس بلدية أنقرة المحتجين ووصفهم بأنهم اجنودب الاسد في تذكرة غير مريحة بالحرب الاهلية التي تدور على اساس طائفي الى حد بعيد في سوريا المجاورة.
ويستمد العلويون الذين يشكلون بين 15 و20 بالمئة من عدد سكان تركيا البالغ 76 مليون نسمة شعائرهم من المذهبين الشيعي والصوفي والتقاليد الشعبية الاناضولية ويمارسون شعائرهم المختلفة التي يمكن ان تضعهم على خلاف مع نظرائهم السنة الذين يتهم كثيرون منهم العلويين بالزندقة.
وسكان حي توزلوجاير وهو حي فقير غالبية سكانه من العلويين ويقع على مشارف أنقرة مصممون على وقف المشروع.
وقال كانداس تركيلماز وهو عامل عمره 29 عاما من توزلوجاير وهو يشير الى عمال الانشاء الذين يزدحم بهم الموقع في النهار بينما تواصل قوات الامن المراقبة عن كثب من قمة التل أعلى المكان الن نكف عن الاحتجاج حتى يتوقف البناء.’
وقال تركيلماز الم يعرف أحد ما الذي يقومون ببنائه في البداية. اعتقدنا انه مجرد مسجد آخر لكن عندما عرفنا بدأنا في الاحتجاجات. لا يمكنك ان تقيم بيتا للتجمع بجوار مسجد .. ان معتقداتنا محتلفة.’
حتى مع بدء مراسم تدشين المشروع هذا الشهر تدفق العلويون على شوارع توزلوجاير للاحتجاج. ومنذ ذلك الحين يخوض الشبان العلويون معارك ليلا مع الشرطة التي تم احضارها لحراسة موقع انشاء المسجد.
ويواجه مئات المتظاهرين وبعضهم مسلح بالحجارة والمقاليع حتى الساعات الاولى من الصباح قوات الامن التي تطلق الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وظهرت مظاهرات أضخم ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هذا الصيف في الايام الاخيرة من بينها منطقتان علويتان في اسطنبول. واندلعت احتجاجات ايضا في اقليم هاتاي وهو نقطة اشتعال عرقية ودينية على الحدود الجنوبية مع سوريا.
والاضطرابات التي اشتدت مرة اخرى بعد موت محتج في مدينة انطاكيا الاسبوع الماضي مازالت ليست بحجم مظاهرات يونيو/حزيران ويوليو/تموز لكنها اتسمت بصبغة أكثر عنفا وطائفية.
وفي توزلوجاير يبدو التوتر واضحا حتى أثناء النهار. وحولت الحواجز المقامة على الطرق الضاحية الى متاهة وتزين الرسومات والشعارات جدران المباني.
وما أثار الشكوك ايضا أكثر من المفهوم ذاته الشخصان المشرفان على المجمع وهما الواعظ السني افتح الله جولينب ومقره الولايات المتحدة وبعز الدين دوجانب وهو مسن علوي في تركيا.
وقال تركيلماز اجولين يريد استيعاب العلويين ويريد تحويلنا الى سنة وعز الدين دوجان لا يمكنه ان يطأ بقدمه في هذا الحي وهو لا يمثلنا.’
ويظهر جولين في المشهد في تركيا التي تعتبر علمانية وفقا للدستور منذ فترة طويلة. ويقول انصار جولين ان عددهم يقدر بالملايين وينتمي معظمهم الى طبقة المهنيين ذات التوجهات الدينية المتماثلة التي ساعدت حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية الذي ينتمي اليه أردوغان في تحقيق فوز ساحق في انتخابات 2002 التي وضعته في السلطة.
وبينما يوقره المتعاطفون معه باعتباره وجها مستنيرا للاسلام التقدمي مؤيدا للغرب يشك اخرون في ان أنصاره تسللوا الى الحكومة والمؤسسات الثقافية ويمارسون النفوذ على المؤسسات المختلفة سواء الشرطة أو القضاء وحتى البنك المركزي ووسائل الاعلام.
وأعلن جولين ودوجان ان المجمع نموذج للسلام والتقارب بين الطائفتين الدينيتين بعد قرون من الخلافات المستمرة حتى اليوم ويقولان انهما يتمتعان بتأييد من الطائفة العلوية الاوسع نطاقا.
لكن في الاسبوع الماضي نشرت 11 مؤسسة علوية في تركيا والخارج بيانا ضد انشاء المجمع رافضين له باعتباره امشروعا للاستيعابب. واستقال فرع الشباب بالكامل في مؤسسة بيت التجمع (بيت الطقوس الدينية) التابع لدوجان وهو واحد من مؤسسات علوية كثيرة في تركيا احتجاجا على المشروع.
ونظمت عضوة البرلمان المعارض العلوية البارزة والمطربة الشعبية صبحات أكيراز مقاطعة من جانب عدة شركات انتاج موسيقي لقنوات تلفزيون واذاعة تابعة لمؤسسة بيت التجمع.
ويقول سكان حي توزلوجاير ان تلك المؤسسات العلوية التي ايدت المجمع لها علاقة بالحكومة وتكون معظمها في السنوات القليلة الماضية بعدد صغير من الاعضاء. وحاولت الحكومة ان تنأى بنفسها مؤكدة ان الدولة ليست وراء هذا المشروع. لكنها قدمت أكثر من دعم ضمني وارسلت وزير العمل ليطلق حمامة رمزا لتدشين المشروع.
وتساءل نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش عما اذا كان المحتجون يمثلون حقا العلويين قائلا ان الهدف هو خلق انسجام موجود في المدن التركية الاخرى حيث تشاهد الكنائس والمساجد متجاورة للغاية.
وكتب رئيس بلدية أنقرة الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية مليح جكجك الذي يشتهر بتصريحاته الاستفزازية تغريدة بشأن اجنودب الاسد في مطلع الاسبوع.
ودائما ما يتم الخلط بين العلويين الاتراك والطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد. والعلويون الاتراك الذين يعرفون محليا بالعلويين العرب يتمركزون بصفة رئيسية في هاتاي حيث تفجرت توترات طائفية انفصالية منذ ان بدأت الاضطرابات في سوريا في مارس اذار 2011 .
وبينما توجد أوجه شبه بين الطائفتين فان العلويين في تركيا ينتمون لاصول عربية بينما العلويون الاتراك أو الاكراد عاشوا بصفة اساسية في وسط الاناضول. واختار كثير من العلويين الذين تعرضوا للاضطهاد لفترات طويلة من الدولة التي يهيمن عليها السنة في تركيا والامبراطورية العثمانية قبل ذلك الاندماج ليصبح من الصعب عمل احصاء لاعدادهم وسقطت الطائفة ضحية لعدة مذابح في التاريخ.
وأغضبت الحكومة العلويين هذا العام عندما أطلقت على ثالث جسر مزمع فوق مضيق البوسفور اسم سلطان عثماني ارتكب مذبحة ضد اجدادهم في القرن السادس عشر.
ويتوقع ان تعلن الحكومة قريبا تفاصيل اصفقة لاضفاء الديمقراطيةب من خلال سلسلة اصلاحات تهدف بدرجة كبيرة الى التعامل مع شكاوى الاكراد والعلويين أيضا في تركيا رغم ان كثرين مازالوا يتشككون في ان هذه الاجراءات ستكون كافية.
وقال رجل متقاعد في حي توزلوجاير ارئيس الوزراء قال ان سيعلن قريبا الحقوق التي سيعطيها لنا نحن العلويين. لذلك كيف يأتي الى حينا ويفعل ذلكب؟ .
واثار الدعم غير المباشر للمشروع من جانب الحكومة قلق كثير من العلويين الذين يقولون انهم يفضلون أكثر ان يروا الدولة تلبي المطالب العالقة لطائفتهم.
وقال محمد اوزنار رئيس بيت التجمع في حي توزلوجاير الذي يقع في مبنى سكني بسيط اكان عليهم ان يسألوننا: هل تحتاجون الى مسجد؟ لقد بنوا ثلاثة مساجد جديدة هنا ولم تكن هناك حاجة لذلك. انها خالية ولا احد يدخل اليها أو يخرج منها.ب إذ تشير تقديرات سكان الحي الى ان 90 في المئة من السكان علويون. (رويترز)

مركز “الحوار بين أتباع الأديان والثقافات” يجمع قيادات دينية وتربوية في نيودلهي لمناقشة “صورة الآخر”

مركز “الحوار بين أتباع الأديان والثقافات” يجمع قيادات دينية وتربوية في نيودلهي لمناقشة “صورة الآخر”

مركز “الحوار بين أتباع الأديان والثقافات” يجمع قيادات دينية وتربوية في نيودلهي لمناقشة “صورة الآخر”

فيصل بن معمر يتوسط عدد من القيادات الدينية والتربوية (الشرق)
طباعة التعليقات
نيو دلهيالشرق
بحث نخبة من القيادات الدينية والتربوية في العاصمة الهندية، نيودلهي، صباح الخميس، أفضل الممارسات التربوية والتعليمية الخاصة بـ”صورة الآخر”، ومعالجة أوجه القصور في الصورة الذهنية السائدة لدى أتباع الأديان والثقافات عن غيرهم من الأديان والثقافات الأخرى والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، خلال ورشة عمل ينظمها مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات على مدى يومين تحت عنوان “صورة الآخر”، بحضور الأمين العام للمركز فيصل بن معمر.
وتأتي الورشة ضمن سلسلة من الملتقيات والورش العلمية التي تجمع القيادات الدينية والخبراء التربويين في دول العالم.
وتتضمن فعاليات الورشة مناقشة عدد من الرؤى والأطروحات التي تهدف إلى صنع أفق جديد للتعاون البناء لتجسير الهوة بين الثقافات الإنسانية وحشد الباحثين والمختصين من خبراء المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية والثقافية لمناقشة الإيجابيات والسلبيات ذات العلاقة بصورة الآخر وتحديد أفضل الممارسات للاستفادة منها في دعم فرص الحوار الهادف والخلاق بين أتباع الأديان والثقافات والالتقاء حول القواسم المشتركة والقيم الإنسانية النبيلة لتحقيق التعايش وإرساء قيم العدل والسلام، من خلال عدد من الموائد المستديرة والحلقات النقاشية.
ومن المقرر أن جميع ما يتم التوصل إليه من توصيات عبر هذه الملتقيات والورش العلمية وحلقات النقاش، التي ينظمها المركز على المستوى الإقليمي والقاري، بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين، سوف يتم طرحه خلال المنتدى العالمي، الذي ينظمه المركز في نوفمبر المقبل لتعزيز الاستفادة من هذه التوصيات على المستوى الدولي في إرساء صورة موضوعية عن الآخر بين كل أتباع الأديان والثقافات على أسس من المعرفة الموضوعية واحترام مبدأ التنوع الذي يدعم التكامل والتعاون.
يذكر أن المركز منذ انطلاق نشاطه كمؤسسة دولية للحوار بين اتباع الأديان والثقافات العام الماضي، بدأ في سلسلة من اللقاءات في عدد من المواقع في قارات العالم لجمع أكبر قدر ممكن من التجارب الناجحة في تعميق قيم الحوار بين اتباع الأديان والثقافات.
وأقام المركز ثلاثة لقاءات، كان أولها في العاصمة النمساوية فيينا، لدول أوربا والبحر الأبيض المتوسط، واللقاء الثاني في القارة الأفريقية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، وهذا اللقاء الثالث، لدول آسيا في مدينة نيودلهي.

بوابة فيتو: "الفرانكفونية" و"الإيسيسكو" تنظمان مؤتمرًا بالمغرب حول الحوار بين الأديان

بوابة فيتو: "الفرانكفونية" و"الإيسيسكو" تنظمان مؤتمرًا بالمغرب حول الحوار بين الأديان

"الفرانكفونية" و"الإيسيسكو" تنظمان مؤتمرًا بالمغرب حول الحوار بين الأديان

الأربعاء 25/سبتمبر/2013 - 07:53 م
الملك محمد السادس، الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية القاهرة أ ش أ
 
تعقد المنظمة الدولية للفرانكفونية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، تحت رعاية الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، مؤتمرًا دوليًا بمدينة فاس المغربية، من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2013، حول تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.

ويشارك في المؤتمر نحو خمسين من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية البارزة، لتحليل التقدم المحرز وتشخيص المخاطر والعقبات التي تعيق الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، في ضوء ما تشهده العلاقات الدولية من تغيرات، وفي ظل التحولات السياسية التي عاشتها منطقة شمال أفريقيا على وجه الخصوص.

وسيسعى المؤتمر إلى وضع إطار عمل لتعزيز فرص نجاح هذا الحوار، من خلال اعتماد الآليات المناسبة في مجالات التربية والإبداع الثقافي والإعلام، كما سيعتمد المؤتمر نداءً سيوجهه المشاركون إلى جميع الفاعلين المعنيين على المستوى الدولي.

وقبل انعقاد المؤتمر، ستنظم بالتعاون مع اتحاد الصحافة الفرانكفونية ورشة عمل يوم 30 سبتمبر الجاري حول دور وسائل الإعلام في تعزيز حوار الثقافات والأديان.

الوطن أون لاين ::: ..و"زعماء الأديان": الحوار بات ضرورة حل مشكلات العالم

الوطن أون لاين ::: ..و"زعماء الأديان": الحوار بات ضرورة حل مشكلات العالم
.و"زعماء الأديان": الحوار بات ضرورة حل مشكلات العالم


آسطانة (كازاخستان): حازم عبده 2013-09-27 1:09 AM      دعا قادة وزعماء الأديان من مختلف دول العالم إلى تطوير واستمرار الحوار بين الأديان والثقافات، مؤكدين أن الحوار "بات ضرورة وليس مجرد خيار" من أجل تحقيق التعايش السلمي. وأكد الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف في الكلمة التي وجهها لقادة وزعماء الأديان المشاركين فى أعمال اللقاء الذي بدأ أمس في العاصمة الكازاخية آسطانة" أن المؤتمر أصبح ساحة للحوار بين قادة وزعماء الأديان وذلك خلال السنوات العشر التي مضت على انطلاقه. وأعرب نزار باييف في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس ديوان الرئاسة "بوكلان أولاي عن أمله في نجاح مناقشات المؤتمر في جعل العالم "أكثر تسامحاً وتعايشاً". كما تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتي أدارها الدكتور ماجد التركي، رئيس مجلس السنات الكازاخستاني (الغرفة الثانية للبرلمان) الدكتور "خيرات مامي" الذي أكد على الدعم السياسي الواسع من الرئيس الكازاخستاني لإنجاح واستمرار الحوار بين أتباع الأديان في العالم على أرض بلاده لتحقيق التعايش السلمي والذي أصبح نموذجاً واقعاً في كازاخستان ذات العرقيات المتعددة وأتباع الديانات المختلفة مشيراً إلى أن كازاخستان قد عانت من الأسلحة النووية ولديها 147 عرقية و17 ديانة ومع ذلك تحقق التعايش السلمي بالحوار والوفاق وهذا ما تتطلع إليه في العالم أجمع.
وأضاف مامي أن بعض المفكرين كانوا يقولون إن الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان لكن هذه المقولة تحطمت من خلال هذا الحوار وهذه الفرصة التي أتاحها مؤتمر آسطنة للحوار والتعايش بين أتباع الأديان وقد عززت الحوارات وأصبح في آسطانة مركز لحضارات الأديان.
من جانبه أكد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال جان لويس توران أن الحوار بين أتباع الأديان بات ضرورة وليس مجرد خيار في ظل الوضع الراهن في مختلف مناطق العالم وذلك من أجل تحقيق العدالة والأخوة والازدهار وعلينا أن نمد أيدينا كمؤمنين إلى ملايين الناس في العالم الذين يحملون القيم الأخلاقية من أجل السلام، مشيراً إلى أن ذكرى مرور عشر سنوات على مؤتمر علماء الأديان مناسبة للتفكير في الماضي والبناء للمستقبل.
أما رئيس معهد حوار الأديان بالهند الدكتورة "سمية سمير" فقد شددت على أهمية الدور الذي يقوم به رموز وقادة الأديان في الحوار والتعايش وترسيخ قيم التعايش والحوار بين أتباع الأديان في العالم لأنه الطريق الوحيد الذي يعول عليه من أجل التنمية والبناء في مختلف دول العالم.
يذكر أن المؤتمر الذي انطلق في عام 2003 ويعقد مرة كل ثلاث سنوات يسعى إلى تعزيز السلام والتوافق والتسامح باعتبارها من أهم مبادئ الوجود الإنساني، والتوافق على الاحترام المتبادل بين الأديان والديانات والأعراق والجنسيات ومواجهة محاولات المساس بالمشاعر الدينية للشعوب بهدف إشعال النزاعات والحروب. وقد جمع المؤتمر في دورته الأولى ممثلين من 17 ديانة وكانت من أولوياته تعزيز السلام والتوافق والتسامح باعتبارهما من أهم مبادئ الوجود الإنساني، ثم انعقد المؤتمر الثاني في عام 2006 في آسطانة بمشاركة 29 وفداً من مختلف دول العالم وعقد المؤتمر الثالث عام 2009 بمشاركة رؤساء عدد من الدول و77 وفداً من 35 دولة ثم كان المؤتمر الرابع في مايو 2012 بحضور 85 وفدا من 40 دولة.

التعايش.. أو الضياع - المصريون



التعايش.. أو الضياع - المصريون
 التعايش.. أو الضياع حسام فتحي
 .. وبعدين؟.. إلى أين سننتهي؟ وماذا سيخرج علينا من فوهات بنادق الارهاب ومكافحة الارهاب؟.. ومن سيوقف تدفق الدماء من وريد مصر النازف؟.. والى أي كيان مشوه سنتحول إذا توحش الإرهاب.. و«تغولت» الشرطة؟ ألم تعد لدينا آذان تسمع لكلمة حق، هل تعطلت عيوننا عن رؤية الحاضر وما يغطيه من سواد؟.. هل توقفت عقولنا عن التفكير السليم ومعرفة نتائج الأمور بمقدماتها؟ الغريب انك كلما حدثت عاقلا بما يعقل قال لك ان العنف يخلق عنفا مضادا، وان طريق الدم لا نهاية له، وان الانقسام آخرته الخراب الشامل، وانه لا مهرب ولا حل الا بالتعايش المشترك، والتصالح بين جميع الفصائل، وان التناحر لا يمكن ان يستمر للابد. يتفق في ذلك «الاخواني» و«السلفي» و«الشيعي» والمسيحي الكاثوليكي والمسيحي الارثوذكسي، واليهودي،.. ومن لا يؤمن الا بديالكتيك الطبيعة!!
طيب.. الحمد لله نحن جميعا كمصريين مؤمنون بضرورة التعايش السلمي المشترك، على تراب وطننا الذي نعيش على ارضه، سواء كنا ممن «يحلفون بسماها وبترابها»، او ممن ينتظرون الهجرة الى ارض الاحلام واللبن والعسل الممتدة من استراليا حتى كندا ومن نيوزيلندا حتى البرازيل، او كنا ممن يعتنقون مبدأ «ما الوطن الا حفنة من تراب عفن»، وعايشين على قناعة مرشدهم صاحب مقولة «طز في مصر واللي في مصر، واللي جابوا مصر» حتى يكرمهم الله ويكرمنا معهم بتحقيق حلم استرداد دولة الخلافة الاسلامية، وتعيين واستخلاف السلطان آردوغان الاول خليفة للمسلمين، وملك ملوك الارضين وخانقان العالمين. إذا.. وحتى يحقق كل مصري حلمه، لا بديل لدينا جميعا سوى التعايش، والجميع متفق على ان التعايش يكون بالعقل والمنطق، وليس على قواعد الاقصاء والتكويش والمغالبة والعزل.. انتهاء «بتصفية» الآخر جسديا حتى يخلو لنا «تراب» الوطن!! ويعني ذلك بوضوح اننا لن نلقي في البحر بـ«الكام» يهودي مصري الذين رفضوا الهجرة الى «ارض الميعاد» وتمسكوا بالحياة في مصر، كما لا يوجد عقل يُمَنطق «عزل» المسيحيين سواء كانوا 5 أو 15 مليونا، لينفرد المسلمون بوجه مصر!!.. ولا يمكن ايضا «فرز» الجماعات الاسلامية متعددة الاصول والمشارب و«الاهداف»، من سلفية علمية وسلفية جهادية واخوان وشيعة ومعتزلة وعشرات الفرق التي تعتقد كل منها انها «الفرقة الناجية» لنعطي كل فرقة حصتها من الوطن!! إذا.. فلنجلس «جميعا» الى مائدة «الدستور»، لنضع دستورا نتعايش به جميعا على ارض مصر دون مقاطعة، ودون كراهية، ودون رغبة في اقصاء الاخر او اخفائه!.. والى ان يحدث ذلك، فلنتفق على «ايقاف» كل «العنف» فورا، والقاء التفكير بـ«السلاح»، واللجوء لسلاح التفكير، لا التفجير، فليس معنى ان القضاء امر بحل جماعة الاخوان، ان افكارها ستختفي غدا من الوجود، او ان القضاء رفض الاعتراف بالبهائية ان البهائيين المصريين اختفوا!! او ان بعض «القتلة» اغتالوا بضع «شيعة» ان المذهب الشيعي لم يعد له اتباع في المحروسة!!.. وبنفس المنطق فان «تعطيل عربيتك ع الكوبري» لن يسقط مصر، وتعطيل الدراسة و«مفيش تدريس لحد ما يرجع الرئيس» معناه ان يستشري الجهل لقرون قادمة!!.. واخيرا فان «الشرطة» والرصاص و«العلاج الامني» وعودة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، واستشراء العنف في المجتمع المدني، لن يقضي على «الفكر» المتطرف، ولن ينهي المتطرفين، وربما يؤدي الاستخدام المفرط للقوة الى زيادة عدد المتطرفين. دعونا نلجأ جميعا الى مؤتمر للمصالحة الوطنية الشاملة دون شروط مسبقة من أحد، ودون املاءات سابقة من طرف على طرف، وبلا «لاءات» محددة تجاه فصيل او فريق. مؤتمر تكون مبادئه ببساطة: وقف العنف، والبدء من حيث نحن، دون ثأر أحد من أحد، والاحتكام للقانون ضد كل من سفك دما او اهدر حياة.. اما ما دون ذلك فأمر قابل للبحث والنقاش.. يتساوى في ذلك الجميع.. دون تفرقة او سيطرة او «استقواء»! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/blog/165-%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%81%D8%AA%D8%AD%D9%8A/252431-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%B9


الجمعة، سبتمبر 13، 2013

بوابة فيتو: أبو الحسن: اقتتال أبناء المذهب الواحد بسوريا سببه الأطماع السياسية

بوابة فيتو: أبو الحسن: اقتتال أبناء المذهب الواحد بسوريا سببه الأطماع السياسية
الأربعاء 28/أغسطس/2013 - 09:55 م
 الشيخ علي أبو الحسن،  
الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر عصام هادي
 
أكد الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أن ما يحدث من تصفية لأبناء المذهب الواحد في سوريا ومصر نتيجة الخلاف السياسي أمر لا يقره الدين لأن الإسلام لا يعرف المذهبية أو الطائفية .

وأضاف أبو الحسن إن مرجعية الإسلام ثلاث هي العلم والعقل والنص والذي خلق العلم والعقل هو الله، وبالتالي عند الاختلاف نحتكم إلى النص القرآني من هنا نجد أن من يقومون بالاقتتال من أبناء المذهب الواحد يعود إلى الأطماع السياسية وليس الانتماء الديني مثلما يحدث في سوريا من وجود فصيل مؤيد لبشار وآخر ضده من نفس المذهب وهؤلاء لهم نوازع ودوافع خاصة بعيدة عن الدين وهذا الأمر بالغ الخطورة فلابد من مرجعية لهذه المذاهب هذه المرجعية يكون لديها العلم والتخصص إذا حدث الاختلاف نعود إلى النص القرآني.

وحذر أبو الحسن من الخلاف السياسي والمطامع الخاصة للبعض التي تجعلهم لا يلتزمون بمفهوم النصوص القرآنية الصحيحة لقول الرسول الكريم (لا تجتمع أمتي على ضلالة) ومعناها أكثر من 10أفراد أي جماعة.

الاراكي اعلن افتتاح ممثلية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في لبنان

الاراكي اعلن افتتاح ممثلية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في لبنان

الاراكي اعلن افتتاح ممثلية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في لبنان
أعلن الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب محسن الاراكي عن افتتاح ممثلية للمجمع في لبنان، في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر اليوم في مقر نقابة الصحافة في حضور السفير الايراني غضنفر ركن ابادي وحشد من علماء الدين.
وقال اراكي بعد كلمة تقديم لنقيب الصحافة محمد البعلبكي :"كان باستطاعة شعوبنا ان تكون القائدة والرائدة لاننا نملك كل المقومات لكننا رغم ذلك نجد اننا لا نملك ارادة الدفاع عن انفسنا".
ورأى "ان القضية الفلسطينية هي تحطيم لارادة الامة واخضاعها للهيمنة الاستكبارية، وان الامة التي لا يهابها احد هي امة يعمد اعداؤها الى هدم ارادتها واستتباعها وافقادها شخصيتها، فالامة التي تنسجم داخليا هي التي تقوى داخليا بما يحقق لها مناعتها".
وقال :"تفرقنا عندما غرسوا بيننا الكيان الصهيوني، وهذا لم يكن كارثة حلت بفلسطين فقط رغم الظلم الفادح الذي لحق باهلها، وانما كان الهدف اسقاط هوية هذه الامة وسحق الارادة المستقلة لشعوب هذه المنطقة واذلالها من شرقها الى غربها، وهذا هو الخطر الاكبر الذي داهم شعوبنا ومنطقتنا، فأصبحنا امما وأمة مغلوب على امرها محتلة ارادتها".
اضاف :"لقد نتج عن غرس هذا الكيان تفتيتنا من الداخل على اساس قومي وطائفي ومذهبي مع اننا شعب واحد وامة واحدة".
وأكد اننا "نخوض اليوم معركة شرسة، ليس مع اعداء امتنا من الخارج فحسب، بل مع عناصر اعدتها يد الاعداء كي تمزق وحدتنا، وكي يبقى عدونا محتلا لارضنا وكي يقتلنا العدو الخارجي باموالنا وبأيدينا وهذا هو اشد انواع الذل الذي تعيشه امتنا"، معتبرا "ان ثروات امتنا يمكنها ان تحل مشكلات الاقتصاد العالمي، فكيف لا تحل مشاكل فقر شعوبنا".
وانتقد "القوى التي عملت على تكفير بعض المسلمين"، متسائلا "من اين لها الحق في
ذلك؟". ودعا الى تحكيم العقل والى اجتماع يضم المخلصين من كل المذاهب والاديان من اجل ان تحيا شعوبنا حياة عزيزة"، مشددا على ان "العقل يحكم اولا ثم الشرع في هذه الامور".
وأعلن عن "تأسيس مكتب مجمع التقريب بين المذاهب على ارض لبنان بهدف مواجهة حركة التكفير والعمل على توحيد الامة"، مشيرا الى انه تم تكليف الشيخ حسان عبد الله بمتابعة هذا الامر.
من جهته، أكد الشيخ عبد الله العمل من اجل الوحدة الاسلامية ومتابعة ما بدأه منذ ثلاثين عاما في هذا المجال، متمنيا على زملائه في تجمع العلماء المسلمين المساعدة لانجاح هذه المهمة.

الخميس، سبتمبر 05، 2013

جريدة السياسة::كلها في الجنة إلا فرقة واحدة في النار .. انها المكفرة : د. معن الجربا -

السياسة::كلها في الجنة إلا فرقة واحدة في النار .. انها المكفرة


14/04/2013
كلها في الجنة إلا فرقة واحدة في النار .. انها المكفرة
أراهن أن عموم المسلمين لم يسمعوا بهذا الحديث ولم يعلموا بوجوده أصلا , وبالنسبة لي فإن سبب اخفاء هذا الحديث عن الناس معروف وواضح جدا , فالسبب يكمن في امبراطوريات إعلامية فاسدة وعلماء سلاطين, فكل حزب بما لديهم فرحون , والكل يريد ان يدور اتباعه في فلكه هو دون غيره , ولا سبيل لذلك الا ان يكون هو وحده الفرقة الناجية وغيره من فرق المسلمين في النار .. هذا كله يجعل من هذا الحديث الذي جعلته عنوان مقالتي أثراً بعد عين , فلن تجد له أي اشارة على ألسنة علماء السلاطين ولا في آلاتهم الاعلامية الكبرى التي يبرمجون بها الفكر الجمعي للأمة, يقول هذا الحديث الشريف عن رواية أنس "تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين فرقة , كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة" , ويقول الحديث في رواية عند الديلمي "تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين فرقة , الهالك منها واحدة".. هذا الحديث الشريف صححه الحاكم ورواه الطبراني ورواه الشعراني في "الميزان" من حديث ابن النجار , ومن وجهة نظري فان هذا الحديث هو الأصح والاقرب لروح النصوص الشرعية وعمل السلف الصالح وذلك للأسباب التالية :
أولا- فعلى سبيل المثال فإن الامام البخاري والامام مسلم وضعا شروطا قاسية لقبول رواة الاحاديث ومن ضمن هذه الشروط "العدالة" , والعدالة تعني ان يكون الراوي "مسلماً ¯ بالغاً ¯ عاقلاً ¯ صاحب مروءة ¯ سليماً من أسباب الفسق", والمفاجأة التي سيفاجأ فيها كثير من شباب المسلمين ان الامامين البخاري ومسلم يقبلان الرواية عن "السني والشيعي والجهمي والاباضي والقدري والمعطل والخارجي وغيرهم" . اذن افلا يوحي لنا هذا الامر شيئا ? بكل تأكيد ان هذا الامر يوحي بشيء مهم ولكن لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد, هذا الشيء هو ان السلف الصالح كانوا يرون جميع فرق المسلمين على خير , ويرونهم مجتهدين فمن اصاب منهم له اجران ومن اخطأ له اجر , خصوصا اذا علمنا ان الامامين مسلم والبخاري لم يدونا ذلك الحديث المشهور بين الناس في صحيحهما والذي يقول "كلها في النار وواحدة في الجنة" وهو المضاد تمام للحديث الذي ذكرناه في بداية المقالة والذي يقول "كلها في الجنة الا فرقة واحدة".
ثانيا: ان مكة المكرمة والتي حرم رب العباد سبحانه دخولها على غير المسلمين , لم يمنح اي خليفة منذ اكثر من 1400 سنة الى يومنا هذا اي فرقة من فرق المسلمين من الدخول الى مكة , بحجة انها كافرة او ضالة , بل واقع الحال ان كل فرق المسلمين تدخل مكة المكرمة عبر السنين والقرون منذ البعثة والى يومنا هذا .
ثالثا: قال سبحانه وتعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس" فكيف تكون هي خير امة اخرجت للناس و تسعة وتسعون في المئة منها في النار?
رابعا: قال عليه الصلاة والسلام في احاديث عدة ان هذه الأمة هي "اكثر اهل الجنة عددا" , ومنها قوله (صلى الله عليه وسلم) " أنتم ثلث أهل الجنة أو نصف أهل الجنة " رواه الطبراني وإسناده جيد . فكيف يكون المسلمون هم اكثر اهل الجنة ولا يوجد منهم الا فرقة واحدة هي الفرقة الناجية? فان قال احدهم ان الفرقة الناجية هم السواد الاعظم من المسلمين وهم الاكثرية , سنقول له ان السواد الأعظم من المسلمين هم "الأشاعرة والماتريدية" حيث انهم يشكلون 90 في المئة من اهل السنة والجماعة قديما وحديثا , ورغم ذلك في ان السلفية اليوم يكفرونهم او يضللونهم او يبدعونهم برغم قوله (صلى الله عليه وسلم) "لا تجتمع امتي على ضلال" وهذا الحديث لا ينطبق الا على السواد الاعظم من المسلمين وهم الاشاعرة والماتريدية , اما السلفية التي تعتقد انها هي وحدها الفرقة الناجية فهي اصلا لا تشكل الا عشرة في المئة من أهل السنة والجماعة على احسن تقدير , ناهيك اذا حسبنا الشيعة والمعتزلة وغيرهما من المذاهب فإن السلفية لن تشكل حينئذ الا خمسة في المئة من عموم المسلمين .
فبعد هذا كله الا تعتقدون معي ان حديث "كلها في الجنة الا واحدة في النار" , هو الاقرب لروح نصوص القرآن والسنة وفعل السلف الصالح ? انا شخصيا اعتقد ذلك ولكن اذا اخذنا برواية هذا الحديث القائل "كلها في الجنة الا واحدة" , فهل تعرفون من هذه الفرقة التي ستكون في النار? الذي يرجح لدي ان هذه الفرقة هي التي تكفر باقي المسلمين , ونستطيع ان نطلق عليها اسم فرقة "المكفرة - الزنادقة", مع ملاحظة ان هذه الفرقة التي اطلقنا عليها اسم "المكفرة" سيكون فيها من جميع فرق المسلمين , بمعنى ان كل سني او شيعي او معتزلي او جهمي او قدري او معطل او مجسم يكفر باقي فرق المسلمين سيكون من ضمن فرقة "المكفرة" التي تستوجب النار , وذلك لقوله (صلى الله عليه وسلم) فيما رواه البخاري ومسلم "أيما رجل قال لأخيه يا كافر , فقد باء بها أحدهما).
وفي الجزء الثاني من هذه المقالة سنناقش ان شاء الله صحة الحديث المشهور عند عموم الناس الذي يقول "كلها في النار وواحدة في الجنة".
كاتب سعودي
maanaljarba@hotmail.com

د. معن الجربا
15/04/2013
كلها في الجنة إلا فرقة واحدة في النار .. إنها المكفرة
انتهينا بالأمس في الجزء الاول من هذه المقالة من مناقشة الحديث الشريف الذي يقول "تفرق امتي بضع وسبعون شعبة كلها في الجنة الا فرقة واحدة في النار", اما في هذا الجزء من المقالة فسنخصصه لمناقشة الحديث المشهور عند عموم المسلمين وهو "حديث الفرقة الناجية" والذي يشكل نصا معاكسا تماما للحديث الذي ناقشناه في الجزء الاول من هذه المقالة , ولمعلومية الجميع فإن هذا الحديث الذي سنناقشه اليوم كان السبب وراء كل الحروب والقتل والتكفير بين المسلمين , حيث ان كل فرقة تعتقد انها هي التي على الحق وغيرها كافر وضال حلال دمه وماله وعرضه . 
وللأسف فإن عموم الناس يعتقدون ان هذا الحديث برواياته الثماني "حديث صحيح" , ولكن الحقيقة غير ذلك . فليست كل هذه الروايات الثماني صحيحة , بل كلها "ضعيفة" إلا رواية واحدة , وهذه الرواية الوحيدة الصحيحة لم يذكر فيها عبارة أن "كلها في النار إلا واحدة" , بل هذه الرواية ذكرت ان الامة ستفترق الى بضع وسبعين شعبة فقط , وهذا الافتراق لا يعني بالضرورة انها ضالة او انها في النار , انما هو اخبار عن واقع سوف يحدث في المستقبل وهو تأكيد لسنة الله عزوجل في اختلاف البشر وفقا لاجتهاداتهم, فالمصيب له اجرين والمخطئ له اجر .
ونصت هذه الرواية الصحيحة كما وردت في حديث أبي هريرة الذي رواه أبو داود و الترمذي وبن ماجة وبن حبان و الحاكم وفيه يقول النبي (عليه الصلاة والسلام) "افترقت اليهود على اثنتين و سبعين فرقة وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة" , وستلاحظون كما ذكرت سابقا بأن هذا الحديث ليس فيه عبارة " كلها في النار الا واحدة" .. أما الروايات الاخرى التي بها عبارة "كلها في النار الا واحدة" فكلها روايات ضعيفة , ولكن البعض قد حاول ان يقوي هذه الاحاديث الضعيفة بضم الاحاديث الى بعضها البعض , بينما العلماء يرون أن التقوية بكثرة طرق رواية الحديث الضعيف لا يؤخذ بها في كل الاحوال وبخاصة اذا كانت في أمور العقائد والتكفير والتي تستوجب التوثيق الشديد .
لذلك نجد الإمام ابن حزم يقول عن حديث الفرقة الناجية السالف الذكر بطرقه الثماني المختلفة "إنها احاديث موضوعة لا موقوفة و لا مرفوعة , وكذلك جميع ما ورد في ذم القدرية و المرجئة و الأشعرية فإنها أحاديث ضعيفة غير قوية" , أما العلامة ابن الوزير فيقول في هذا الحديث في سنده" من لا تصح الرواية عنه" , ويقول الإمام الشوكاني "أما زيادة "كلها في النار إلا واحدة" فقد ضعفها جماعة من المحدثين" , كذلك غيرهم الكثير من علماء السلف والخلف ضعفوا هذا الحديث .
واليكم هذه الدراسة الاسنادية في نقد حديث الفرقة الناجية والذي تمت روايته من ثمانية طرق كما ذكرنا سابقا , قام بهذه الدراسة الدكتور حاكم المطيري المحسوب على التيار السلفي "كلية الشريعة قسم التفسير والحديث جامعة الكويت 2009" , وبعد جمع كل طرق هذا الحديث , وصل الباحث إلى تضعيف الروايات الثماني على النحو التالي :
1 ¯ الرواية الاولى : ثبت أن حديث عوف بن مالك منكر لضعف عباد بن يوسف, ولتفرده بهذا الحديث, ومخالفته الثقات الذين رووا الحديث عن صفوان, حيث خالفوه في إسناد وجعلوه من حديث معاوية بن أبي سفيان ليثبت بذلك أنه لا أصل له عن عوف بن مالك,وأنه خطأ من عباد بن يوسف ولم يتابع عليه .
2 ¯ الرواية الثانية : ثبت ضعف حديث معاوية لأن مداره على أزهر بن أبي عبد الله, وهو ناصبي غال, يسب عليا (رضي الله عنه), وقد طعن فيه أبو داود وذكره ابن الجارود في الضعفاء, وقد تفرد بهذا الحديث عن معاوية, مما يقضي بأنه منكر وأحسن أحواله أنه حديث ضعيف .
3 ¯الرواية الثالثة : ثبت ضعف حديث عبد الله بن عمرو وأنه حديث منكر, لأن مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي, وهو شديد الضعف منكر الحديث, وقد تفرد بهذا الحديث ولم يتابع عليه, وقد اشتهر برواية الغرائب والمناكير, ورواه بالعنعنة, وهو مشهور بالتدليس, بل شر أنواعه وهو التدليس عن المتروكين ما يدل على أنه حديث منكر, ولا أصل له عن عبد الله بن عمرو .
4 ¯ الرواية الرابعة : ثبت أيضا أن حديث سعد بن أبي وقاص حديث منكر, إذا مداره على موسى بن عبيدة , وهو منكر الحديث لا يكتب حديثه, وقد تفرد بهذا الحديث ولم يتابع عليه من حديث سعد ما يقضي على حديثه هذا بالنكارة.
5 ¯ الرواية الخامسة : ثبت أن حديث عمرو بن عوف المزني باطل لا أصل له, إذا مداره على كثير بن عبد الله, وهو منكر الحديث جداً, يروي عنه أبيه عن جده نسخة موضوعة وهذا الحديث منها .
6 ¯ الرواية السادسة : ثبت أيضاً أن حديث أبي أمامة في الافتراق مداره على أبي غالب, وقد ضعفه النسائي, وقال عنه ابن سعد وابن حبان :" منكر الحديث ", وقد اختلف عليه الرواة الذين ذكروا حديث الافتراق عنه, وقد كشفت رواية حماد بن زيد وداود بن أبي السليك أن حديث الافتراق موقوف على أبي أمامة من كلامه لم يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم), فوهم عليه بعض الرواة وجعلوه مرفوعاً, وعلى كل حال فتفرده بهذا الحديث مع ضعفه يجعل حديثه هذا في عداد المناكير على فرض ثبوت الرواية عنه مرفوعة, فكيف وقد جاءت أيضاً موقوفة وهو الصحيح?
7 ¯ الرواية السابعة : ثبت أيضا أن حديث أنس مع كثرة طرقه عنه ليس فيها إسناد واحد صحيح ولا حسن, بل ولا ضعيف, بل مدارها كلها على المتروكين كيزيد بن أبان الرقاشي, وقد قال عنه مسلم " متروك الحديث", ومبارك بن سحيم وهو "متروك ", وزياد النميري وهو " منكر الحديث " كما قال ابن حبان, وابن لهيعة وهو " متروك بعد اختلاطه"وقد رواه بالعنعنة وهو مشهور بالتدليس, وسليمان بن طريف وهو "منكر الحديث" ومتهم بالوضع, ونجيح بن عبد الرحمن وقد قال عنه البخاري :" منكر الحديث ", وسعد بن سعيد وهو " متروك الحديث " كما قال النسائي, وهذه كل طرقه عن أنس, لا يصح منها شيء, فبان خطأ قول الشيخ الألباني بأنه صحيح قطعا عن أنس اغترارا برواية قتادة المعلولة المدلسة عن الرقاشي.
8 ¯ الرواية الثامنة : ثبت أن حديث أبي هريرة هو أحسنها حالاً ¯ وإسناده حسن ¯ وليس في حديثه زيادة :"كلها في النار إلا واحدة", ومداره على محمد بن عمرو الليثي وهو صدوق له أوهام, وقد تفرد بهذا الحديث عن أبي سلمة عن أبي هريرة, ولهذا تجنب مسلم تخريج حديثه هذا .. "هنا انتهى كلام الدكتور حاكم المطيري " .
سأصل معكم في نهاية هذه المقالة الى نتيجة مفادها ان كلا الحديثين الاول الذي يقول "كلها في الجنة الا واحدة في النار" , والثاني الذي يقول "كلها في النار الا واحدة في الجنة" , كلا الحديثين ليسا حجة على الأمة لانه لا اجماع على صحتهما , ولا يجوز ان ينتشر التكفير والتقتيل وتفريق وحدة المسلمين واضعاف شوكتهم بسبب هذا الحديث او ذاك .
ولكن ما اثلج صدري ان بعض المحققين استطاعوا التوفيق والجمع بين الحديثين حيث قالوا : لو كان الحديثان صحيحان فانه لابد ان يكون حديث " كلها في الجنة الا واحدة في النار " يتكلم عن "أمة الإجابة" , اما حديث " كلها في النار الا واحدة " فهو يتكلم عن "أمة الدعوة" , وما هو معلوم للجميع ان النبي عليه الصلاة والسلام قد بعث للناس كافة , وهذه تسمى امة الدعوة اي "كل الناس منذ البعثة الى يوم القيامة" , اما امة الاجابة فهم الذين اجابوا دعوته اي "جميع المسلمين منذ البعثة الى يوم القيامة" .
اخيرا فإن من يدلس على الناس ويروج الاحاديث التي تفرق الأمة رغم عدم ثبوت صحتها , ويخفي الاحاديث التي تجمع الأمة رغم انسجامها مع روح النصوص القرآنية والاحاديث النبوية الاخرى وعمل السلف الصالح  , لا شك لدي انه يطعن الأمة من ظهرها في مقتل سواء كان عن حسن نية او سوء نية .
* كاتب سعودي

maanaljarba@hotmail.com


الأربعاء، سبتمبر 04، 2013

تجاوبا مع دعوة البابا فرنسيس لإعتبار يوم السبت القادم 7 أيلول 2013 " كيوم مكرس للصوم والصلاة من أجل السلام في سوريا

تجاوبا مع دعوة البابا فرنسيس لإعتبار يوم السبت القادم 7 أيلول 2013 " كيوم مكرس للصوم والصلاة من أجل السلام في سوريا، وفي الشرق الأوسط، وفي كل العالم " , أدعو المسلمين للصوم تطوعا قربة إلى الله تعالى والدعاء بنية إحلال السلام والحوار ونبذ العنف الداخلي بأشكاله في لبنان وسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها من دول العالم االعربي والإسلامي الدامية. الشيخ علي خازم


كلمة قداسة البابا فرنسيس
صلاة التبشير الملائكي
يوم الأحد 01 سبتمبر / ايلول 2013
بساحة القديس بطرس
الإخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير!
أودُّ في هذا اليوم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أن أجعل من نفسي لسان حال الصرخة التي ترتفع من جميع بقاع الأرض، من كل شعب، من قلب كل شخص، ومن ذات العائلة الكبرى والتي هي البشرية، بقلق متزايد: إنها صرخة السلام! الصرخة التي تقول بقوة: نريد عالما من السلام، نريد أن نكون رجال ونساء سلام، نريد أن يكتشف مجتمعنا هذا، الذي شوهته الانقسامات والصراعات، السلام؛ لا للحرب أبدا! لا للحرب أبدا! إن السلام هو عطية ثمينة، ينبغي تعزيزها وحمايتها.
أعيش بألم بالغ وبقلق أوضاع الصراع الكثيرة الموجودة في أرضنا هذه، ولكنَّ قلبي، في هذه الأيام، مجروح بعميق بسبب ما يحدث في سوريا، ومهموم من التطورات المأسوية الماثلة أمامنا.
اتوجه بنداء قوي من أجل السلام، نداء ينبع من عمق اعماق نفسي! فكم من المعاناة، وكم من الخراب، وكم من الألم صنعه ويصنعه استخدام الأسلحة في ذاك البلد المنكوب، لاسيما بين السكان المدنيين العزل! لنفكر: كم من الأطفال قد حُرموا من التطلع نحو المستقبل! إني وبحزم شديد أدين استخدام الاسلحة الكيميائية! وأقول لكم إن صور الإيام المنصرمة البشعة مازالت منطبعة في الذهن وفي القلب! هناك دينونة الله وهناك ايضا دينونة التاريخ على أعمالنا، دينونة لا يمكن الفرار منها! فاللجوء للعنف لن يقود ابدا للسلام. فالحربُ تجلب الحربَ، والعنفُ يجلب العنفَ!
إني أطلب، وبكل قوتي، من الأطراف المتنازعة أن يسمعوا صوت ضميرهم، وألا ينغلقوا داخل المصالح الخاصة، وأن ينظروا للآخر كأخ، وأن يبادروا بشجاعة وبحزم في اتخاذ مسار اللقاء والتفاوض، متجاوزين المُعَاندة العمياء. أناشد أيضا، وبذات القوة، الجماعة الدولية للقيام اليوم بكل جهد، وبدون مزيد من التأخر، لتحريك مبادرات واضحة للسلام في تلك الأمة، مبادرات تقوم على الحوار وعلى التفاوض، من أجل خير الشعب السوري أجمع.
لا يجب ادخار أي جَهد في تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من هذا الصراع المروع، وخاصة النازحين من البلد وللاجئين الكُثر في البلدان المجاورة. وبالنسبة لعمال الإغاثة، الملتزمين بتخفيف معاناة السكان، ينبغي أن تتوفر لهم إمكانية تقديم العون اللازم.
ما الذي يجب علينا القيام به من أجل السلام في العالم؟ كما كان يقول البابا يوحنا الثالث والعشرون: تقع على عاتق الجميع مهمة إعادة بناء علاقات التعايش المشترك في العدالة والمحبة (را. الرسالة العامة: السلام في الأرض Pacem in terris، أعمال الكرسي الرسولي 55 [1963]، 301-302).
فلتوحد جميع الرجال والنساء من ذوي الإرادة الصالحة سلسلة من الالتزام بالسلام! واتوجه بدعوة قوية ومُلِّحة إلى الكنيسة الكاثوليكية جمعاء، لكنها دعوة ابسطها أيضا نحو كل المسيحيين من طوائف أخرى، ولجميع الرجال والنساء من كل دين، وكذلك للإخوة والأخوات غير المؤمنين: إن السلام هو خير يتخطى أي حاجز، لأنه خير للبشرية باسرها.
إني أكرر وبصوت عال: ليست ثقافة الصراع، ثقافة التصادم، هي التي تشيِّد التعايش المشترك في الشعوب وبين الأمم، وإنما هي: ثقافة اللقاء، ثقافة الحوار؛ إنها الطريق الوحيد للسلام.
لترتفع صرخة السلام عاليا حتى تصل إلى قلب الجميع، وحتى يضع الجميع الأسلحة جانبا ويسمحوا للتوق للسلام بأن يقودهم.
من أجل هذا، ايها الإخوة والأخوات، أزمعت على أن أُقر للكنيسة جمعاء، يوم 7 سبتمبر / ايلول القادم، عشية ذكرى ميلاد مريم، سلطانة السلام، كيوم مكرس للصوم والصلاة من أجل السلام في سوريا، وفي الشرق الأوسط، وفي كل العالم، وأدعو أيضا للانضمام إلى هذه المبادرة، وبالطريقة التي يرونها مناسبة، جميع الأخوة المسيحيين غير الكاثوليك، والمنتمين للديانات الأخرى، وجميع البشر ذوي الإرادة الصالحة.
يوم 7 سبتمبر / ايلول - هنا - في ساحة القديس بطرس، من الساعة 19.00 إلى الساعة 24.00، سنجتمع في صلاة وبروح توبة سائلين الله هذه العطية الكبرى من أجل الوطن السوري الحبيب، ومن أجل جميع أوضاع الصراع والعنف في العالم. إن البشرية في حاجة لأن ترى علامات سلام ولأن تسمع كلمات رجاء وسلام! وأطلب من جميع الكنائس الخاصة، والتي بالإضافة لعيش يوم الصوم هذا، أن تنظم بعض الأعمال الليتورجيا من أجل هذه النيِّة.
لنطلب من مريم العذراء أن تساعدنا في ان نرد على العنف، وعلى الصراع وعلى الحرب، بقوة الحوار، والمصالحة والمحبة. هي أم: أن تساعدنا على إيجاد السلام؛ فنحن جميعا ابنائها! ساعدينا، يا مريم، كي نتجاوز هذا الوقت العصيب وأن نلتزم بالعمل بجد، كل يوم وفي كل بيئة، في بناء ثقافة أصيلة للقاء وللسلام.
يا مريم، سلطانة السلام، صلي لأجلنا. يا مريم، سلطانة السلام، صلي لأجلنا.

Papa Francesco recita l'Angelus domenica 1° settembre 2013

الخميس، يوليو 04، 2013

اختتام المؤتمر العلمائي ’سماحة الاسلام وفتنة التكفير’

اختتام المؤتمر العلمائي ’سماحة الاسلام وفتنة التكفير’
اختتام المؤتمر العلمائي ’سماحة الاسلام وفتنة التكفير’

اختتام المؤتمر العلمائي ’سماحة الاسلام وفتنة التكفير’

محمد كسرواني

تصوير: موسى الحسيني

انطلاقاً من الآية القرآنية "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، ودرءاً لخطر فتنة التكفير الذي تتعرض له الامة الاسلامية، اختتم "اتحاد علماء بلاد الشام"، الأربعاء، المؤتمر العلمائي الدولي في مطعم الساحة قرب طريق المطار الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"، حضره لفيف من العلماء من مختلف الدول والبلدان العربية والاسلامية والغربية.

الحضور العلمائي خلال مؤتمر
الحضور العلمائي خلال مؤتمر "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"

وبعد جلسته الافتتاحية في اليوم الأول الثلاثاء، ناقش المجتمعون الأربعاء 3 محاور أساسية: "الاسلام وتعددية المذاهب"، "التكفير عبر التاريخ"، و" التكفير ومعاناة الأمة في الوقت الراهن". وفي كل محور، قدّم الخطباء قراءات وأفكارا ونظريات ركز أغلبها على تصويب بوصلة الدين لمواجهة ظاهرة التكفير، في وقت يسعى البعض الى حرفها لمصلحة المشروع الصهيو-اميركي.

وأجمع العلماء في كلماتهم، خلال المحاور الثلاثة، على أن الفتاوى التي تكفر فئات من المسلمين وتبيح دماءهم لا تستند إلى أي أصل شرعي وأن التكفيريين يعملون بإرادة دولية ماكرة، مشددين على أن "التكفير ثقافة غريبة" عن العالم الإسلامي ويجب العمل على استئصالها.

وجاء في البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر مساء الاربعاء:

أولاً : إنَّ الإسلام عقيدة وشريعة مصدرهما كتاب الله وسنة نبيه المصطفى ( صلى الله عليه وآله وصحبه)، قد اشتمل على كل ما يصلح شأن الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو يقيم بين أبناء المجتمع الإنساني أسلم العلاقات وأرحبها، لا سيما بين أبناء الدين الإسلامي على قاعدة الأخوَّة، والنصح والدعوة بالتي هي أحسن، والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، والتعاون على البرّ والتقوى.

ثانياً: إنَّ منهج التكفير الذي تعتمده الجماعات التكفيرية هو منهج مخالف لهدي كتاب الله وسنّة رسوله محمد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، الذي دعا إلى الإيمان بالخالق عزّ وجل و إفراده بالألوهية والعبودية من دون إكراه، ورضي من الناس إقرارهم بالشهادتين ليدخلوا في دين الله فيصبح لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم.

ثالثاً: قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، ما يرتب على المسلمين التكاتف والمناصرة، قال رسول الله (ص):" مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، بل يحرم مس المسلمين بسوء ، فعن رسول الله (ص): " كل المسلم على المسلم حرام: " دمه وماله وعرضه".

 البيان الختامي للمؤتمر العلمائي
البيان الختامي للمؤتمر العلمائي "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"

رابعاً: أجمع المسلمون بأنَّ النصوص الشرعية من كتاب وسنّة، ليست عندهم في مرتبة واحدة من حيث الدلالة والثبوت، وأنَّ المذاهب الفقهية والاعتقادية قد نشأت جراء الاختلاف في فهم النص أو صحة ثبوته، ولا ينكر أهل العلم الاختلاف، بل صرَّح كبار علماء المذاهب قديماً وحديثاً بالاعتراف بالمذاهب الأخرى وصحة العمل وفقها، ولم يكفر المسلمون بعضهم بعضاً رغم كل ما جرى بينهم من خلافات أو حتى نزاعات على السلطة والمواقف السياسية.

خامساً: إنَّ أصحاب المنهج التكفيري الذين يتخذون من التكفير سبباً للقضاء على خصومهم ومخالفيهم بإباحة دمائهم وقتلهم وطردهم من بلادهم لا يفعلون ذلك من منطلق ديني أبداً وإنَّما من منطلقات أخرى، ولأهداف مشبوهة ، سياسية أو طاغوتية أو إجرامية، وهم بإجرامهم يجرّون على الأمة الويلات والكوارث التي لا يعلم مداها إلاّ الله عزَّ وجلّ، وعلى علماء الأمة في كل الظروف والأحوال مواجهتهم بمنطق العلم الشرعي الذي يبطل إفتراءاتهم ويفضح ضلالهم وجرائمهم أمام المسلمين.

سادساً : لقد نجح هؤلاء التكفيريون في تحويل وجهة عداء الأمة، وألبسوا على عوام الناس جهة أعداء الأمة الحقيقيين من اليهود الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين والقاتلين لشعبها، وحوّلوا هذا العداء إلى ما بين أبناء الأمة الواحدة مذهبياً وعرقيا وإقليمياً.

سابعاً: إنَّ الفضائيات التكفيرية التي لا همَّ لها سوى بث روح العداء والفرقة ونبش خلافات التاريخ والتحريض على الفتنة والتباغض بين المسلمين تلعب دوراً خطيراً في تفتيت وحدة الأمة وإنَّ المتحدثين عبر شاشاتها لا يقلّون إجراماً عمن يباشرون القتل بأيديهم، بل هم أكثر إجراماً ومسؤولية عن الفتنة وآثارها.

ثامناً: إنَّ الجرائم التي ارتكبها التكفيريون في كل من مصر و سوريا و العراق و باكستان هي وصمة عار، عدا عن كونها جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق مواطنين مسالمين ، ويستحق مرتكبوها المحاكمة باعتبارها جرائم إبادة ، لا سيَّما جريمة التفجير الانتحاري التي أدَّى إلى استشهاد العلامة الشيخ الدكتور محمد رمضان البوطي وحشد من المصلين في المسجد بدمشق، وارتكاب مجزرة قرية حطلة السورية بقتل العلامة السيد إبراهيم السيد وزوجته وابنتيه وعدد من أنصاره، والقتل العمد بالضرب والسحل للشيخ حسن شحاته وعدد من أنصاره في مصر، والتفجيرات المتنقلة في مساجد وأسواق وأزقة العراق.

تاسعاً: يتوجه المؤتمر بالدعوة إلى أبناء الأمة جمعاء ولا سيَّما المتقاتلين أن يعودوا إلى سماحة الإسلام، ويتقوا الله تعالى في البلاد والعباد ويبحثوا عن حلول لخلافاتهم عبر الحوار والتفاوض، لأنَّ التقاتل والصراع العسكري لا يستفيد منه إلاَّ أعداء الأمة ، لا سيّما إسرائيل و راعيتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الذين يناصبون الأمة العداء جهاراً نهاراً.

عاشراً: يدين المؤتمر كل تدخل خارجي في شؤون الأمة الإسلامية وخصوصاً التدخل الأميركي – الأوروبي، ويدعو الدول العربية التي تمد التكفيريين بالمال والسلاح إلى الكف عن ذلك، ووجوب إنهاء التدمير المنهجي لسوريا وقتل أبنائها، وضرورة ترك الشعب السوري يقرر مصير دولته بنفسه عبر انتخابات حرة ديمقراطية يعبّر فيها عن إرادته بحرية واستقلال.

 البيان الختامي للمؤتمر العلمائي

البيان الختامي للمؤتمر العلمائي "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"

حادي عشر: يذكرِّ المؤتمرون الأمة بواجبها الأساس تجاه فلسطين و المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس الشريف، وهو واجب تحريرها من دنس الاحتلال الصهيوني، مع التأكيد على أنَّه لا سبيل لتحرير فلسطين إلاّ بالاستمرار في اعتماد نهج المقاومة بكل أبعادها، لا سيَّما البعد العسكري، وهو البعد الذي أجبر العدوّ الصهيوني على الانسحاب من لبنان.

ثاني عشر: يتحمل علماء الأمة ومفكروها ومثقفوها وسياسيوها مسؤولية كبرى في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا، بتبيان سماحة الإسلام وعظمته ودوره في إحياء الأمة وإنقاذها وإحياء دورها، وتوعية الأجيال الصاعدة على هذه المعاني، وتعريف الناس على مسؤوليتهم الشرعية التي يترتب عليها حساب عسير عند الله تعالى في حال التقصير، وأن التكفير منزلق شيطاني خطير ضد مصلحة الأمة، ولا يمت إلى الإسلام بصلة.

ثالث عشر: طرح في المؤتمر تشكيل هيئة تضم الاتحادات العاملة للوحدة الاسلامية على أن تضم النواة الاولى: مجمع التقريب بين المذاهب وتجمع العلماء المسلمين واتحاد علماء بلاد الشام. وقد أحيل هذا الاقتراح للمكتب التنفيذي للاتحاد ليُعمل على طرحه مع الهيئات الأخرى.

رابع عشر: تقدم المؤتمرون بأبحاثٍ ومقترحات ضُمت إلى أوراق عمل المؤتمر ليُصار إلى إصدارها لاحقاً ضمن كتاب يصدر عن المكتب الإعلامي لاتحاد علماء بلاد الشام.


المحور الاول : الاسلام وتعددية المذاهب

وفي تفاصيل جلسات النقاش التي انعقدت حول محاور المؤتمر طوال اليوم، فقد تحدث في المحور الأول مفتي الجمهورية العربية السورية الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون فكشف عن طلب الولايات المتحدة الاميركية من الدولة القطرية ورئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم منذ أيام تشكيل لجنة من شيوخ السعودية ومصر والخليج مهمتها تحريك المسلمين في روسيا ودولها للقيام بثورة وتحريك المسلمين السنة على حدود الجمهورية الاسلامية الايرانية، داعياً الامة الاسلامية وتحديداً اتحاد علماء بلاد الشام الى التحرك بسرعة وإنقاذ المسلمين والأزهر من الخطر، كما دعا المفتي حسون الى تشكيل لجنة تنفيذية للقيام بحركة سريعة إزاء تلك المخاطر.

من جهته، ألقى الدكتور الشيخ احمد محمود كريمة كلمة الأزهر، فقال فيها إن التكفير هو من الجرائم العظمى المحرمة وتأتي خطورتها ككارثة تعصف بالأمة التي تخترعها رياح العصبية، داعياً الامة الى التنبه من مضار التكفير وخطورته، كما كشف عن وجود خمس عشرة قناة فضائية ممولة من الخليج العربي تحاول تشويه الأزهر وشن أبشع الحملات عليه، داعياً الى انقاذه، وقال الشيخ كريمة إن التكفير جريمة منكرة تتناقض مع كتاب الله والسنة النبوية الشريفة.

بدوره، رئيس مجمع الفتح الاسلامي في دمشق الشيخ حسام الدين فرفور، قال إنه آن الآوان كي تعود الأمة الى رشدها ومكانتها في القيادة والريادة والسيادة، داعياً الى الكف عن الاتبّاع والاستعمار الفكري والعودة الى الاستقلال، كما دعا الى وحدة القلوب بين المسلمين وصفاء النيات والترفع عن الصغائر.

الحضور العلمائي خلال مؤتمر
الحضور العلمائي خلال مؤتمر "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"

كما كانت كلمة للشيخ الدكتور محمد شريف الصواف، قال فيها إن الظاهرة التكفيرية بدأت بالتفشي في جسد الامة، مشيراً الى أن وسائل الاعلام تمارس دوراً تحريضياً وتقوم على دراسات معمقة في غسيل أدمغة الناس وتستخدم اساليب الدعاية والترويج وهي تخوض اليوم حرباً تكفيرية وتدخل في أنحاء المجتمع، وأكد ان ظاهرة التكفير اليوم هي ظاهرة اعلامية وسياسية وليست دينية، داعياً الى تأليف استراتيجية واضحة حيال التكفير لمواجهته.

من جانبه، قال أمين عام حركة "التوحيد الاسلامي" الشيخ بلال شعبان إن ما يجري اليوم ليس اختلافاً مذهبياً إنما هو سياسي بامتياز، لافتا الى أن بعض الأيادي الخارجية تسعى للدخول الى مناطقنا من خلال الاختلاف المذهبي والعرقي، وأضاف:"ان البقعة الوحيدة الآمنة في المنطقة هي الكيان الصهيوني لأن المسلمين بدلوا الهوية ولم يصطفوا في تحديد العدو والصديق".

المحور الثاني : "التكفير عبر التاريخ"




وكان المحور الثاني بعنوان "التكفير عبر التاريخ"، تحدث فيه الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور (سوريا) عن "الحكم بالاسلام والكفر في ضوء السيرة النبوية"، تلاه السيد عبد الله نظام (سوريا) وتحدث عن "الخوارج وبداية التكفير في التاريخ الاسلامي". ثم تحدث الشيخ سمير الشاوي (سوريا) عن "أئمة المذاهب ومواقفهم من التكفير"، تلاه الشيخ محمود عبده (سلطنة عمان) حيث تحدث عن "اسباب وتواصل التكفير"، ثم تحدث الشيخ محمد هلال (مصر) عن "مواجهة التفكير مسؤولية الامة لا مسؤولية المذاهب". وختم المحور الثاني الشيخ علي خازم (لبنان) وتحدث عن "وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ودورها في فتنة التكفير".

المحور الثالث :"التكفير ومعاناة الامة في الوقت الراهن"

أما المحور الثالث، فكان بعنوان:"التكفير ومعاناة الامة في الوقت الراهن"، حيث ألقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة عن "مسؤولية السلطات السياسية والحركات الاسلامية في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري"، مشدداً على أن الفتنة المذهبية والتكفيرية مشروع الأمريكي - الإسرائيلي يهدف الى هدم الدين.

وأضاف أن التكفير مشروع عبثي وانحراف تربوي واضح، موضحاً كيف على السلطات السياسية والحركات الاسلامية أن تعمل في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري.

الحضور العلمائي خلال مؤتمر
الحضور العلمائي خلال مؤتمر "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"

آية الله محسن آراكي: أكبر مرض في الامة هو زرع العدو الصهيويني وسطها

بدوره، أكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله محسن آراكي، أن المؤتمر يساعد على نزع فكرة التكفير، وأضاف أن أكبر مرض في الامة اليوم هو زرع العدو الصهيويني وسطها. ورأى الشيخ أراكي أن المجتمع المؤمن لا يمكن أن يخضع لمجتمع كافر، موضحاً أن صفات الأمة الاسلامية أن تعبد الله وأن لا تكون متفرقة ومتنازعة"، وتابع: "ولو كانت متفرقة كما هي اليوم، فذلك يعني أن المشكلة في الأمة".

من جهته، اعتبر الدكتور المصري كمال الهلباوي، أن التكفيريين الذين وقفوا مع الرئيس المصري محمد مرسي أخطأوا عندما "كفّروا" جزءاً من الشعب، متسائلاً "كيف كفرّتم من يصلي ويقول "أشهد أن لا اله إلا الله"، واصفاً هؤلاء المكفرين بأنهم "غلاة".
واضاف الهلباوي أن اليد الأميريكية تعبث في مصر، ووصف السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون بأنها "مبعوث سام".


الشيخ حمود لـ "العهد": "التكفير" آفة الأيام التي نمر فيها

إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، رأى في حديث لموقع "العهد" الاخباري أن "المؤتمر حمل قراءة واضحة وسليمة، فكانت الأفكار والمحاضرات متقاربة، وعمّا إذا كان سينتج عن المؤتمر ما سيساعد على الوقوف في وجه التكفيريين، اعرب الشيخ حمود عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج فعالة تصل الى مستوى التنفيذ".
واشار الشيخ حمود الى أن "الحضور الذي شارك اليوم في المؤتمر أتى من كافة انحاء العالم ليؤكد وجود أفكار متقاربة حول مواجهة التكفير" الذي وصفه بأنه "آفة الأيام التي نمر فيها".


الحضور العلمائي خلال مؤتمر
الحضور العلمائي خلال مؤتمر "سماحة الاسلام وفتنة التكفير"


منسق المؤتمر لـ "العهد" : المجتمعون أرادوا أن تعلو الصرخة ضد الفكر التكفيري

منسق المؤتمر وعضو اللجنة التنفيذية في اتحاد "علماء بلاد الشام" الشيخ محمد عمرو، رأى أن المؤتمر حصد أفكار مجموعة من المسلمين الذين تداعوا لمحاربة الصورة السيئة التي تعطى عن الإسلام"، مشدداً على أن "الفكر التكفيري يناهض الإسلام المحمدي الأصيل".

وقال في حديث لموقع "العهد" إن المجتمعين في هذا المؤتمر أرادوا أن يعلوا الصرخة ضد الفكر التكفيري، وأضاف أنه عندما قام بتنسيق المؤتمر والتحضير له والاتصال بالعلماء، كانوا يتجاوبون سريعاً، ويبدون اعجابهم بالفكرة دون نقاش ويعتبرون أنه أمر مهم وضروري، مشدداً على أن حضور العلماء بكثافة دليل على أن فكر العلماء هو نمط "وحدوي"، وليس نمطا تفريقيا كما يريده التكفيريون.

أضيف بتاريخ : 18:04 2013-07-03 |  آخر تعديل في: 21:59 2013-07-

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون