الجمعة، ديسمبر 31، 2010

اليوم السابع | نقيب الأشراف: لم ولن نصدر شهادة نسب للنبى مجاملة لأحد


نقيب الأشراف: لم ولن نصدر شهادة نسب للنبى مجاملة لأحد

الخميس، 30 ديسمبر 2010 - 22:36
السيد الشريف نقيب السادة الأشراف السيد الشريف نقيب السادة الأشراف

حوار ملهم العيسوى
Bookmark and Share Add to Google

أكد السيد الشريف – نقيب السادة الأشراف – فى حوار لـ"اليوم السابع" أن النقابة لها خطط مستقبلية تسعى إلى توسيع دورها فى خدمة أبنائها من الأشراف، فضلا عن المجتمع المصرى بل والمسلمين جميعا، من خلال عقد الندوات الدينية والمشاركة فى التوعية البناءة للمسلمين جميعا بكافة الوسائل المتاحة.

وأوضح أن نقابة الأشراف لا تحمل طيفا سياسيا ولا لونا مذهبيا وإنما هى مظلة شرعية تظلل جميع أبناء الأشراف فى مصر وتسعى لخدمتهم فتأخذ من غنيهم لفقيرهم ولا تقبل معونات من أحد وتمويلها ذاتى ورقابتها على أموالها ذاتية، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من المشروعات التى تهدف لخدمة المجتمع المحيط وجميع أبناء الأشراف من خلال ناد اجتماعى ودار للمسنين ودار للأيتام ومستوصف وجميعها من خلال أبناء الأشراف.

وأكد أن نقابة الأشراف لم ولن تصدر شهادة نسب مجاملة لأحد، إذ إنه لا مجاملة أبدا فى نسب سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن المجاملة فى هذه الأمور توجب اللعنة على صاحبها، وبالتالى فإن تدقيق النسب داخل النقابة يجرى بدقة شديدة جداً.. مشيراً إلى أنه ليس بالهجوم على من أساءوا للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكون الرد وإنما يجب أن يكون الرد بتوضيح حقيقة سيرته – صلى الله عليه وسلم – فليس بالمظاهرات والردود العنيفة يكون الرد على من أساءوا للنبى – صلى الله عليه وسلم – بل يجب أن نوضح للعالم الآخر كله من هو النبى – صلى الله عليه وسلم – وذلك ما ستنتهجه النقابة من خلال إعداد ندوات وكتيبات عن النبى – صلى الله عليه وسلم – وسيرته وسنته ليعرف الجميع من هو أعظم البشر.

لنقابة الأشراف طابع خاص.. فما هى خططكم المستقبلية للنهوض بدورها فى خدمة أبنائها والدعوة الإسلامية والمجتمع المحيط؟
**نقابة الأشراف ليست نقابة كبقية النقابات المهنية وإنما هى أقرب لأن تكون رابطة أسرية بدأت منذ عام 247 هجرية مع وصول آل البيت مصر.. آمل من الله التوفيق فى النهوض بدورها بحيث لا تكون مجرد مبنى مقام فحسب بل سنسعى لإقامة مجموعة من الخدمات الاجتماعية التى تخدم الأشراف وتدعم مجتمعنا بصفة عامة ليكون أبناء الأشراف فاعلين فى خدمة المجتمع، وذلك من خلال ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل فى خدمة الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية وخدمة المجتمع بأسره ثم خدمة أبناء الأشراف، ونحن نعقد من آن لآخر جلسات تشاورية لأبناء الأشراف لإعداد خطة عمل النقابة خلال المرحلة المقبلة لنضع أمام أعيننا وأبنائنا أننا ننهض بشرف الانتساب لرسول الله وآل بيته الأخيار الأطهار.

يلاقى الانتساب إلى نقابة الأشراف هجوما شرسا من البعض إذ يعتبرون ذلك الانتساب مدعاة لتمييز لا داعى له.. فبما تردون على هؤلاء؟
أحب أن أوضح للجميع - المنتمين للأشراف وغير المنتمين إليهم - أن الانتساب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرف يجب أن تزينه التقوى والعمل الصالح و"إن أكرمكم عند الله أتقاكم" يجب أن تكون هى المبدأ الحاكم لعلاقة المسلم مع غيره، وأنا أطلب دائما من أبناء الأشراف أن الشريف إذا كان يتشرف بشرف الانتساب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيجب أن يكون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هو قدوته فى جميع أفعاله وأقواله ويحب أن نبدأ جميعا بأنفسنا فى جميع أفعالنا وأقوالنا، كما أننى أؤكد دائما لأبناء الأشراف أن لقب الشريف ليس تشريفا بقدر ما هو تكليف بضرورة المحافظة على شرف وقيمة الانتساب لآل البيت – رضوان الله عليهم أجمعين – ويجب عليه أن يعطى لدينه حقه ولوطنه وحتى لأسرته حقها عليه، وبالتالى نبدأ بمطالبة أنفسنا أولا بالهداية وإصلاح أنفسنا وإذا كنا نطلب من الناس أن تقتدى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيجب علينا أن نقتدى به نحن آل بيته أولا، وهذه الأمور يجب أن نراعيها جميعا فى كل أعمالنا ونقول أيضا لا تميز ولا تمييز بل عطاء بلا حدود للدين والأسرة والوطن والخير وأن نكون مصلحين لما حولنا.. فشرف الانتساب للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ غال وهذا الشرف يوجب علينا أن نكون رحمة للناس جميعا كما كان النبى - صلى الله عليه وسلم – ولكى يسمع لنا الناس يجب أن نكون منارات للعمل الصالح.

تعرض النبى – صلى الله عليه وسلم – لهجوم شرس من بعض أعداء الإسلام فى الغرب.. فهل من بين خططكم الرد على مثل هذه الإساءات؟
ليس بالهجوم على من أساءوا للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكون الرد وإنما يجب أن يكون الرد بتوضيح حقيقة سيرته – صلى الله عليه وسلم – فليس بالمظاهرات والردود العنيفة يكون الرد على من أساءوا للنبى – صلى الله عليه وسلم – بل يجب أن نوضح للعالم الآخر كله من هو النبى – صلى الله عليه وسلم – وأنا واثق تماما عندما نروى لهم سيرته ورحمته وحلمه وصبره سيكون رد الفعل على ذلك مؤملا للغاية، وبهذه السيرة المحمدية العطرة نستطيع أن نغزو جميع العالم بدون مجهود أو تعب، وإنما فقط بإظهار الحقيقة بعيدا عن الشعارات والمظاهرات على أن نغلف ذلك بالاعتصام بحبل الله جميعا، إذ كيف نواجه الآخر ونحن متفرقين متشرذمين يجب أن نبقى بعيدا عن الطوائف والمذاهب التى تفرق الإسلام وتشتت كلمته.

أثيرت فى الفترة الماضية بعض الشبهات حول ضم سياسيين ووزراء للنقابة فى أوقات ذات حيثية خاصة كأيام الانتخابات أو غيرها.. فما مدى صحة ذلك؟
نقابة الأشراف لم ولن تصدر شهادة مجاملة لأحد، إذ إنه لا مجاملة أبدا فى نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن المجاملة فى هذه الأمور عليها اللعنة، وبالتالى فإن تدقيق النسب داخل النقابة يجرى بدقة شديدة جدا وبعناية وعندما يتقدم أى مسئول أيا كان وضعه للنقابة ويثبت عدم نسبه يتم الاعتذار له بكل احترام وتقدير ونقول له إنه إذا كان غير منتسب لرسول الله – عليه الصلاة والسلام – فهذا لا يضيره فى شىء بل إن الدور الذى يقوم به فى خدمة وطنه وأمته هو المعيار الحقيقى لمكانته بين الناس.

ولذا أؤكد للجميع أن الانضمام للنقابة له قواعد أصيلة ودقيقة لا يتم الحياد عنها تحت أى ظرف، ومن لديه ما يثبت غير ذلك فليتقدم لنقابة الأشراف فقلبها وعقلها مفتوح للجميع بلا استثناء وتقبل النقد البناء.

ذكرتم فى خطتكم للنهوض بدور النقابة مهاما اجتماعية ودينية هامة فأين دور الأشراف خارج مصر خاصة الدول العربية فى هذا الأمر؟
وضعنا خطة للتواصل مع الأشراف فى مصر وخارجها فى إطار مظلة الدولة والقانون وهناك مساع للتواصل مع الأشراف فى الكويت والمغرب والأردن واليمن وسوريا ودول شرق آسيا وبعض المغتربين فى أوروبا وهم يجب أن يكونوا منارات للإسلام فى جميع بقاع الأرض يرفعون راية الإسلام ويقدمون منهج الإسلام بالوسطية ونبذ العنف والتطرف وتلك قواعد أساسية ترتبط بها رسالة النقابة فى مصر وخارجها.

فى إطار ذلك هل هناك توجه لإنشاء فروع للنقابة فى دول عربية وإسلامية؟
ليس لدينا أى مانع من هذا الأمر ولكن شريطة أن يكون ذلك فى إطار قانون تلك الدولة والقانون المصرى تفعيلا للترابط الأسرى القائم على المحبة والود ولم يتم تحديد ضوابط محددة غير ما ذكر لهذا الأمر وباب النقابة مفتوح للتشاور والوصول لما فيه الخير لأبناء النقابة وللأمة وفى إطار الأهداف الثلاثة التى تم وضعناها للنهوض برسالة النقابة كما أنه مطروح أيضا عقد ملتقى عالمى لأبناء الأشراف فى العالم تحت مظلة مصر التى ظلت عبر التاريخ تحتضن الأشراف منذ أن وطئت أقدامهم أرضها وستظل، وليس أدل على هذا من اهتمام الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك الخاص بالنقابة وأبنائها.

شهدت الآونة الأخيرة تصعيدا إسرائيليا تمثل فى انتهاك قدسية "الأقصى" بشكل مستفز لمشاعر كل المسلمين.. ماذا فعلت النقابة فى مواجهة هذه التحركات؟
أدانت نقابة الأشراف قرار إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح للتراث اليهودى، ومحاولاتها المستمرة لتهويد القدس والعدوان على المسجد الأقصى، وأكدنا فى حينها أن الإقدام من جانب إسرائيل على هذه الأمور يشكل انتهاكا لمشاعر المسلمين ويمثل خرقا فاضحا لكل قرارات الشرعية الدولية، وطالبنا بسرعة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بشكل يضمن الاستقرار والرخاء فى المنطقة.

إسرائيل تسعى لتهويد القدس المحتلة وطمس الهوية العربية الإسلامية للأراضى الفلسطينية واقتحام المسجد الأقصى، لذا فنحن نطالب دول العالم أجمع بإعلان موقف واضح وصريح من سياسة إسرائيل الاستيطانية المتصاعدة فى القدس الشرقية وجميع الأراضى الفلسطينية.

ورغم كل هذا، يبقى توحيد الصفوف ضرورة فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على غزة‏،‏ لذا نناشد جميع أبناء فلسطين للوقوف صفا واحدا والابتعاد عن الانقسامات التى تضر بالقضية الفلسطينية،‏ التى هى فى الأساس قضية الأمة الإسلامية كلها‏،‏ ونطالب الإخوة العرب بالابتعاد عن الشجب والإدانة والتنديد،‏ واتخاذ خطوات أكثر فاعلية بدلا من الهجوم غير المبرر على مصر‏،‏ والذى نرفضه شكلا وموضوعا‏،‏ فمصر لم تتخل يوما عن دورها فى القضية الفلسطينية،‏ وبدلا من مهاجمة مصر يجب أولا الالتزام بقول الله تعالى‏:‏ "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"،‏ لذا يجب تقديم كل العون ليس بالكلمات ولا بالمظاهرات بل بتقديم كل العون للإخوة الفلسطينيين.

أحداث نجع حمادى شهدت مزايدات عديدة من العديد من الأطراف وحاول البعض خلق حالة من الفتنة بين الجانبين وسلط الإعلام الضوء على أمور عديدة فكيف كان موقف الأشراف من القضية خاصة فى ظل تواجدكم الفاعل فى الصعيد؟
قمت على رأس وفد من نقابة الأشراف بتقديم واجب العزاء لأهالى ضحايا حادث نجع حمادى، كما زرنا المصابين، وما حدث فى نجع حمادى يعد حادثاً إجرامياً يتنافى مع تعاليم الإسلام، والإساءة إلى الإخوة الأقباط أمر مرفوض فى القرآن والسنة النبوية، والنبى محمد دعا إلى معاملتهم بالحسنى لأنهم إخوة لنا، وأقرب مودة للمسلمين، والرسول قال: "من آذى ذميا فقد آذانى"، كما قال الله تعالى فى كتابه فى سورة المائدة: "لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون".

وهذه الأحداث العابرة لن تنال من وحدة الشعب المصرى الذى عاش طوال السنوات الماضية جسدا واحدا يشد بعضه بعضا، ولن يستطيع هواة النفخ فى النار أن يوقعوا الفتنة بيننا مهما حدث.

التمويل هو المشكلة الأساسية التى تعوق تنفيذ أية خطط طموحة أو استراتيجيات تأمل أية جهة فى تحقيقها.. فكيف تمول نقابة الأشراف مشاريعها الضخمة التى تهدف لخدمة أبنائها والمجتمع؟
إن تمويل نقابة الأشراف يأتى من الداخل من أبناء الأشراف، وتحديدا من خلال الاشتراكات، كل عضو يدفع اشتراكا قدره 15 جنيهاً سنوياً، لكن أغلب الأعضاء لا يدفعون الاشتراك بسبب مشاغلهم الكثيرة، هذا إلى جوار تبرع القادرين من أبناء الأشراف لصندوق التكافل الاجتماعى، وتصل إيرادات النقابة سنويا حوالى 500 ألف جنيه، وقد وصلت التبرعات التى دخلت الصندوق حوالى مليون و800 ألف جنيه، ومن خلال هذا الدخل تقوم النقابة بالصرف على الأسر الفقيرة والمعدمة، وذلك طبقا للحالات التى تقرها لجنة متخصصة، وتوجد رقابة محاسبية دقيقة فى نقابة الأشراف تشرف عليها لجنة من المجلس الأعلى للنقابة، ويوجد مراقب حسابات وإدارة مالية على أعلى نظام مؤسسى، ولا تخضع هذه اللجنة بالطبع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، لأننا لسنا أموالا عامة، فنحن لا نأخذ مليما واحدا من الدولة، ولذلك لا يحق لها أن تراقبنا بأى شكل من الأشكال.

هذه اللجنة القانونية التى تشرف على الرقابة المالية على أعلى مستوى من الكفاءة والدقة، إذ تضم هذه اللجنة القانونية كلا من المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا، وعضوية المستشار عبد الناصر السباعى مساعد وزير العدل، والمستشار محمود صبحى العطار نائب رئيس مجلس الدولة.

تم خلال الفترة الأخيرة تشكيل عدد من اللجان تهدف لدعم العمل داخل النقابة بفكر جماعى منظم.. ما هى أهم ملامح تلك اللجان؟
عقدنا اجتماعا للمجلس التنفيذى للنقابة أعتبره اجتماعا تاريخيا وذلك لما تم فيه من قرارات تاريخية مهمة أبرزها تشكيل لجنة لتنمية الموارد برئاسة الدكتور نيازى سلام وبعضوية الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى وكذا لجنة الشئون الدينية برئاسة الدكتور أحمد عمر هاشم والتى تم تكليفها بإعداد برنامج متكامل من الندوات وإصدار كتيبات تبصر العامة بأصول الدعوة الإسلامية وتبحث فى السيرة النبوية وتبين ما فى السنة النبوية من أمور الناس فى أمس الحاجة لمعرفتها، فضلا عن مراجعة مشروع الرعاية الصحية والتوصية بإعداد دراسة متكاملة عن تطوير هذا المشروع الذى أثبت كفاءة كبيرة فى خدمة أبناء الأشراف.

كما صدر قرار بتكليف لجنة الأنساب بأن تعيد تقييم أعمالها والتنسيق مع لجان الأنساب فى المحافظات وترميم المشجرات التاريخية الموجودة بالنقابة وذلك تحت إشراف رئيس اللجنة المهندس عدنان عفت ومقرر اللجنة أحمد يحيى الزينى، وكذا صدر قرار بشراء مساحة كبيرة لبناء نادى اجتماعى ودار للمسنين ودار للأيتام ومستوصف خيرى لخدمة أبناء الأشراف وأبناء المجتمع المحيط ولأجل كل هذه القرارات اعتبرت هذه الجلسة جلسة تاريخية لما تم اتخاذه فيها من قرارات تصب فى النهاية فى خدمة أبناء الأشراف وزيادة التفاعل بينهم وبين المجتمع المحيط.

الأربعاء، ديسمبر 22، 2010

شبكة راصد الإخبارية - لقاء مصالحة بين الشيعة والسنة في المدينة المنورة بعد أحداث عاشوراء


لقاء مصالحة بين الشيعة والسنة في المدينة المنورة بعد أحداث عاشوراء
شبكة راصد الإخبارية - 22 / 12 / 2010م - 4:34 م

عقدت شخصيات سنية وشيعية في المدينة المنورة أمس لقاء تصالحيا برعاية أمير المنطقة وذلك في أعقاب المصادمات التي جرت بين الطرفين مساء الخميس الماضي.

وذكرت مصادر مدنية أن الاجتماع الذي انعقد في قصر الامارة أبدى خلاله الأمير عبدالعزيز بن ماجد أسفه ازاء الاشتباكات التي تزامنت مع يوم عاشوراء وأعتقل خلالها نحو 50 شخصا.

وكان المئات من المتشددين الوهابيين من حي العصبة هاجموا بالعصي والحجارة المواطنين الشيعة المحتفلين بيوم عاشوراء في حي قباء وأوقعوا عدة اصابات وأضرارا في الممتلكات.

وشدد الأمير على جامعية الاسلام بين السنة والشيعة ونفى وجود الفرقة والطائفية في المملكة محذرا في الوقت نفسه بمعاقبة المخلين بالأمن.

ودعا الشخصيات والوجهاء من المذهبين إلى عقد اجتماع أهلي يتوج جهود المصالحة ونزع التوتر بين الطرفين واعدا باطلاق المحتجزين بعده مباشرة.

وكشفت مصادر مطلعة في المدينة المنورة لشبكة راصد الاخبارية عن ترتيبات جارية بهدف عقد اللقاء التصالحي المزمع يوم غد على الأرجح.

ميدانيا ذكرت المصادر أن مئات من عناصر الأمن وعربات مكافحة الشغب لازالت مرابطة في المنطقة التي شهدت أحداث الخميس تحسبا لاندلاع الاشتباكات مجددا.

وكانت قوات الأمن استخدمت الأعيرة النارية والغازات المسيلة للدموع لتفريق الاشتباكات التي انطلقت مساء الخميس الماضي بعد مهاجمة متطرفين للسكان الشيعة المحتفلين بعاشوراء.

وأسفرت الاشتباكات التي دامت نحو ساعة عن تعرض عدد من المركبات الأمنية وسيارات سكان الحي لأضرار طفيفة نتيجة رشقها بالحجارة من المتطرفين المهاجمين.

يشار إلى أن الاشتباكات الأخيرة ليست الأولى بين الطرفين لكنها سجلت سابقة مع أخذها طابعا طائفيا أججه متشددون سلفيون وفقا لمتابعين.

الاثنين، ديسمبر 20، 2010

جريدة القبس :: محليــــــــــــات :: بابا الفاتيكان أشاد بدور الكويت في تقريب المذاهب والأديان :: 13/12/2010

مؤتمر هيئة الفقه الإسلامي في ديوان الديباجي
بابا الفاتيكان أشاد بدور الكويت في تقريب المذاهب والأديان
الديباجي وداماد يتحدثان في المؤتمر الصحفي
الديباجي وداماد يتحدثان في المؤتمر الصحفي
محمد إبراهيم
أكد المرجع الشيعي وعضو اللجنة التأسيسية في الهيئة العالمية للفقه الاسلامي مصطفى داماد أن نظرة بابا الفاتيكان للدين الاسلامي اختلفت كثيراً وتطورت نحو الأفضل مقارنة بتلك النظرة التي كانت موجودة لديه في الفترة الأولى من توليه هذا المنصب الباباوي، لافتاً الى أنه وبعد عقد سلسلة من ورشات العمل مع عدد من الأساقفة بمشاركة جامعات عالمية، أكدنا على وسطية الدين الاسلامي، ومن وقتها لم نسمع أي كلمة أو تصريح من بابا الفاتيكان فيه ادانة لديننا العظيم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه أمين عام الهيئة العالمية للفقه الاسلامي السيد أبوالقاسم الديباجي أمس الأول في ديوانه بمناسبة اختيار عضو الهيئة داماد من ضمن الشخصيات التي حظيت بمقابلة بابا الفاتيكان، وقال داماد «أكدت لبابا الفاتيكان خلال مقابلتي له التي امتدت لــ30 دقيقة ان الاسلام دين التسامح والوسطية ويعيش ابناء هذا الدين جنباً الى جنب مع اخوانهم المسيحيين واليهود في سلام وأخوة وضربت له مثالا لمواطني دولتي الكويت وايران، حيث يعيش مواطنيهما المسلمون والمسيحيون في هدوء وسلام وحرية ولا يوجد لديهم أي مشاكل تتعلق بهذا الأمر».
ولفت الى أن بابا الفاتيكان أشاد بدور الكويت في التقريب بين المذاهب والأديان.
وأضاف داماد «أثناء مقابلتي أوصلت للبابا فكرة ملخصها أن العصر الذي نعيشه حالياً يختلف عن العصر الماضي من حيث تعدد وتنوع الثقافات، فلا يمكننا نحن المسلمين أن نرتكز على ثقافة بعينها ونهمل بقية الثقافات الأخرى».
وتابع أن جميع علماء الاسلام وأساقفة الدين المسيحي الذين كانوا يشتركون في ورشات العمل توصلوا الى أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في اختلاف المذاهب والأديان بقدر المشكلة الحقيقية التي تتمثل في فهمنا الخاطئ للدين ومخالفتنا لتعاليم هذه الأديان التي تؤمن جميعها بوحدانية المولى عز وجل.
وحذر من خطورة الارهاب والتطرف ومن محاولات الصاق هذه التهمة بالدين الاسلامي. وقال «أوضحت للبابا ان الارهاب والعنف ليس لهما دين ولا يفرقان بين مسلم أو مسيحي أو يهودي أو أي ديانة أخرى، لأن هؤلاء الارهابيين ليس لهم ملة أو دين، وأن جميع الأشخاص والمؤسسات التي تحاول الصاق هذه التهمة بالدين الاسلامي غرضها تشويه صورة هذا الدين العظيم الذي يقوم على أسس ومبادئ
عادلة نص عليها قرآننا الكريم وطبقها عمليا رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم».
وتطرق داماد الى موضوع المناظرة ودعوته التي وجهها لعالم الفيزياء البريطاني الذي انكر وجود الله بعد ان اثبت علميا في كتاب قام بتأليفه قبل 5 سنوات «وجود الله»، وقال «وجهت دعوة لهذا العالم لاجراء مناظرة بيني وبينه حول هذه المسألة، موضحا ان دعوتي له جاءت للرد على هذه المعلومات التي اوردها في تصريحاته الاخيرة والتي لم نجد ردا عليها، لذا قررت الرد عليه وأرسلت لقناة ال‍ بي بي سي بذلك».

نقاش ديني
وتابع «اثناء مشاركتي في احدى ورشات العمل جاء تلاميذ هذا العالم واخبروني بأنهم يريدون مناقشتي حول هذا الموضوع وطرح وجهة نظر استاذهم، وبالفعل قاموا بتخصيص غرفة وأخذوا من وقتي خلال هذه الجلسة ساعة كانت من اجمل الساعات وبعدما استمعوا لي قالوا «ان استاذنا لم يقصد انكار الله، وانما كانت لديه اشياء غير معلومة والآن باتت معلومة، لانه ادرك ان ليس كل الاشياء مادية يمكن ملامستها».
وتساءل داماد ماذا لو ظل اصحاب الديانات والمذاهب المختلفة على اختلافهم ماذا ستكون نهاية هذا التجاذب؟ ستكون بالفعل نتيجة غير مريحة للجميع، ولهذا يجب علينا ان نطبق دعوة الآية الكريمة «قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم نعبد الله».
ودعا الديباجي جميع المسلمين خصوصا الذين يعيشون خارج بلدانهم الى احترام القوانين انطلاقا من الشعائر التي ارستها الثورة الحسينية.

الوسطية والمساواة
قال امين عام الهيئة العامة للفقه الاسلامي ابو القاسم الديباجي ان حقيقة الوسطية التي يتمتع بها العالم الاسلامي لابد ان نقوم بايصالها بطريقة ما الى جميع المؤسسات التي تحاول تشويه صورة الاسلام، داعيا جميع المسلمين الى بذل ما في وسعهم للكشف عن حقيقة وجوهر العقيدة الاسلامية التي تدعو الى العدل والمساواة.
واضاف الديباجي «مشكلتنا في العالم الاسلامي هو عدم وجود مصلحين اسلاميين مثل الامام الحسين عليه السلام، الذي كان اماما مصلحا قبل ان يكون اماما ثوريا ومجاهداً.

تصوير عبدالصمد مصطفى
جانب من الحضور
جانب من الحضور




لا للمصالح الشخصية

قال بهاء الدين الجبوري في محاضرة بمناسبة ليالي عاشوراء ان الامام الحسين سلام الله عليه لم يتراجع عن مبدأ الحق ولم يرضخ للضغوط والمساومات على دين الله المنزل على رسوله، فسعى ونجح باخراج المجتمع من الظلمات الى النور ولفت الى ان آل البيت قدوتنا في نبذ المصالح الشخصية.

جريدة القبس :: الاخيــــرة :: شيخ الأزهر يتفق والقرضاوي على التقريب بين المذاهب :: 15/12/2010

جريدة القبس :: الاخيــــرة :: شيخ الأزهر يتفق والقرضاوي على التقريب بين المذاهب ::
القاهرة - القبس
في لقاء نادر، استقبل شيخ الأزهر د. أحمد الطيب أمس رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين الدكتور يوسف القرضاوي بمقر مشيخة الأزهر.
وأكد القرضاوي عقب اللقاء أن زيارته لشيخ الأزهر تأتي في إطار زيارة من أزهري لشيخ لشد أزره والشد على عضده في مواقفه الإصلاحية، داعيا وسائل الإعلام إلى الوقوف بجانب الطيب من أجل إكمال جهوده الإصلاحية بالأزهر.
فيما أوضح شيخ الأزهر أن الأزهر مازال يعتمد في مشواره الإصلاحي على القرضاوي بصورة كبيرة، مضيفا أن اللقاء تناول كل القضايا التي تخص الشأن الإسلامي في إطار من الإيجابية وعدم الاختلاف في وجهات النظر والتقريب بين المذاهب.
يذكر أن العلاقة بين القرضاوي وشيخ الأزهر الراحل د. محمد سيد طنطاوي كانت تشهد خلافات كبيرة، وبعض الاختلاف في وجهات النظر.
15/12/2010

اليوم السابع | الأزهر يرعى لقاءات علمية سُنّية تمهيداً للحوار مع "الشيعة"

الأزهر يرعى لقاءات علمية سُنّية تمهيداً للحوار مع "الشيعة"

الإثنين، 20 ديسمبر 2010 - 14:54
الإمام الأكبر خلال لقائه وفد تركيا الإمام الأكبر خلال لقائه وفد تركيا
كتب لؤى على
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه سيتم عقد لقاءات علمية تضم علماء أهل السنة والجماعة، وفى مقدمتهم علماء تركيا، تمهيداً لإجراء حوار بين علماء السنة والشيعة، بهدف إزالة أسباب الفتن والتوتر.

جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر مع وفد دينى تركى رفيع المستوى يرأسه حمزة أقطان، رئيس المجلس الأعلى للشئون الدينية بتركيا.

تناول اللقاء العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، باعتبارهما على مدى التاريخ ركنين أساسيين للحضارة الإسلامية، كما تطرق الحديث إلى التعاون فى مجال حوار الحضارات.

وقد أبدى الإمام الأكبر تقديره للجهود التى يقوم بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان فى هذا المجال، كما تناول اللقاء أهمية إعادة اعتراف السلطات التركية التعليمية بالشهادات الصادرة من الأزهر الشريف.

كما اتفق الجانبان على إعداد بروتوكول للتعاون سيتم التشاور بشأنه وتوقيعه فى أقرب وقت ممكن.

اليوم السابع | أمير قطر من طهران: الأعداء فشلوا فى التفرقة بين السنة والشيعة

أمير قطر من طهران: الأعداء فشلوا فى التفرقة بين السنة والشيعة

الإثنين، 20 ديسمبر 2010 - 14:54

استقبال أحمدى نجاد لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى استقبال أحمدى نجاد لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى

كتبت إسراء أحمد فؤاد


وصل أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، صباح اليوم، الاثنين، للعاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد يهدف إلى إجراء مباحثات مع المسئولين الإيرانيين، حيث استقبله الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد.

وأوضحت وكالة "فارس" أنّ زيارة الشيخ حمد سوف تستغرق يوما واحدا يبحث خلالها بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وتنمية التعاون الثنائى، كما يبحث الجانبان أهم التطورات على الساحتين الإقليمية، والدولية.

تناولت المحادثات الملف اللبنانى، وأكد الزعيمان ضرورة المحافظة على استقرار الوضع فى بيروت، كما بحثا التطورات فى العراق وأفغانستان.

أشار الشيخ حمد بن خليفة إلى سعى الأعداء لخلق الخلافات بين السنة والشيعة فى المنطقة، قائلاً: "رغم أن سعيهم لخلق الخلافات بين أهل المذهبين يواجه الفشل.. إلا أنّه يتوجب على دول المنطقة أن تكثف تعاونها من أجل تعزيز الوحدة"، مشيراً إلى أنّ علاقات البلدين تصب فى صالح الشعبين والمنطقة، ولافتاً فى الوقت ذاته إلى أنّ تعاون الدوحة وطهران يمكن أن يؤدى إلى ازدهار وتقدم دول المنطقة، وضمان الأمان والاستقرار.

ومن جانبه.. اعتبر نجاد العلاقات الثنائية بين البلدين علاقة أخوية متميزة، قائلاً: "الجمهورية الإسلامية تسعى تعزيز علاقاتها بسائر دول المنطقة كى تصل لنفس مستوى علاقاتها بقطر".

وأشار إلى أهمية التنسيق بين طهران والدوحة فى الموضوعات الإقليمية والدولية الهامة، وصرح بأن إيران وقطر يمكنهما أن يعززا من الوحدة والتضامن بين شعوب المنطقة، وأن يحققا الأمن والاستقرار فيها، وذلك عن طريق التشاور والتنسيق مع بعضهما البعض.

يذكر أنه خلال الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس الإيرانى إلى الدوحة فى شهر رمضان، تباحث من خلالها مع كبار المسئولين القطريين حول التعاون الثنائى فى مجالات الطاقة، والنقل، والتجارة، ونقل الخبرات الصناعية والتكنولوجية، والبحث فى القضايا الإقليمية.. لاسيما العراق وأفغانستان وفلسطين.

تنسيق مصري تركي للإعداد لحوار بين علماء السنة والشيعة - بوابة الأهرام الألكترونية

تنسيق مصري تركي للإعداد لحوار بين علماء السنة والشيعة
أ ش أ |
20/12/2010 02:24:34 م


استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم، الشيخ حمزة أقطان، رئيس المجلس الأعلى للشئون الدينية بتركيا، الذى يزور مصر حاليا.
وتناول اللقاء بحث العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين باعتبارهما على مر التاريخ ركنان أساسيان للحضارة الإسلامية. كما تم بحث دعوة الأزهر لعقد لقاء علمى يضم علماء أهل السنة والجماعة، وفي مقدمتهم علماء من مصر وتركيا، تمهيدا لعقد حوار بين علماء السنة وعلماء الشيعة بهدف إزالة أسباب الاحتقان والفتنة.
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن تقديره للجهود التى يقوم بها السيد رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، في مجال تعزيز العلاقات بين دول العالم الإسلامى بمختلف طوائفه.
كما ناقش الجانبان أهمية إعادة اعتراف الأجهزة التعليمية فى تركيا بالشهادات الصادرة عن الأزهر الشريف، والتنسيق المشترك فى مجال حوار الحضارات.
واتفق الجانبان على إعداد بروتوكول للتعاون والتشاور بشأنه وتوقيعه فى أقرب وقت ممكن.

الأربعاء، ديسمبر 15، 2010

منتديات الأشراف أون لاين - عاشوراء اليهود، عاشوراء الشيعة، عاشوراء السنة ..

منتديات الأشراف أون لاين - عاشوراء اليهود، عاشوراء الشيعة، عاشوراء السنة ..
عاشوراء اليهود، عاشوراء الشيعة، عاشوراء السنة ..
www.ashraf-online.com/vb/showthread.php?t=45587
عاشوراء اليهود، عاشوراء الشيعة، عاشوراء السنة ..
القاضي عبدالجبار
أحب قبل أن أخوض في الموضوع أن أنبّه إلى أن لفظة (عاشوراء) وهي على وزن فاعولاء، إنما هي مستوردة من (العبرانية) كما هو مذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي، فليست هي عربية أصالة، ولا هي من التراث الجاهلي.
في كل سنة من هذه الأيام تضج المنابر ووسائل الإعلام المختلفة بالتذكير بصيام عاشوراء وفضله، على قنوات أهل السنة، كما تضج منابر ووسائل الإعلام الشيعية المختلفة بالتذكير بمأساة عاشوراء التي استشهد فيها الحسين رضي الله عنه بطريقة بشعة جدًّا سنة 61 هـ في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
وليوم عاشوراء منزلته التي لا تنكر في كافة بلدان العالم الإسلامي، فهو ليس مجرد يوم للصيام فقط، بل هو أشبه بالعيد الذي تجري فيه التهاني، ولقد نشأنا على الاحتفاء بهذا اليوم صيامًا، منذ طفولتنا وكان أشبه بالواجب علينا على الرغم من كونه نافلة.
ولم أسمع في حياتي كلها أن هذا اليوم شهد مقتل الحسين إلا بعد أن جاوزت الثلاثين!! بسبب الثورة الإعلامية والمعلوماتية التي حصلت في السنين الأخيرة.
الحق أني مدعو على الإفطار عند أحد الأصدقاء في يوم عاشوراء القادم، ولقد اعتذرت متعللاً بأسباب واهية لئلا أذهب، لأني ـ أصدقكم القول ـ لم أعد أصوم هذا اليومبعد أن تبين لي تضارب الأحاديث فيه، بل تجاوز الأمر لدي إلى الاعتقاد بأن صيامه مسألة سياسية لادينية لإشغال الناس عن جريمة قتل الحسين، وكرد فعل على لطميات الشيعة.
وسأذكر الأحاديث تباعاً وأعلّق عليها، وسأحرص على ألا تكون إلا من البخاري ومسلم
توقيت تشريع الصيام:
عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه،فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" .
وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" .
وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" .
أخرجه البخاري (4/244) ح(2004) ، ومسلم (1130).
واضح في هذا الحديث أن مناسبته هي أن رسول الله عندما هاجر رأى اليهود تصوم عاشوراء، فصامه وأمر بصيامه، ويفيد هذا الحديث أن رسول الله لم يكن يصومه قبل ذلك.
لكن هذا الحديث مناقض لحديث آخر روته عائشة:
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: " كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر".
وفي رواية : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" .
أخرجه البخاري (4/244) (ح2001) ، (2002) ، ومسلم (1125).
وهذا الحديث يفيد أن صيام عاشوراء إنما كان يصام في الجاهلية! مناقضاً للحديث السابق الذي يفيد أن رسول الله إنما بدأ بصيامه بعد الهجرة!.
وهناك حديث آخر يناقض كل ما سبق!
عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .
وفي رواية قال: " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " .
رواه مسلم (1134).
فهذا يدل على أن اكتشاف أنه يوم تعظمه اليهود (والنصارى!) بعد أن صامه!
وحين صامه وأمر بصيامه قال لأن حييت إلى قابل لأصومن التاسع! ولكنه لم يعش إلى العام المقبل!
وهذا يفيد أن الأمر بالصيام إنما كان قبل وفاة النبي بعام!
وكل ما سبق يتناقض مع حديث ابن مسعود:
عن علقمة بن قيس النخعي، أن الأشعث بن قيس دخل على عبدالله بن مسعود، وهو يطعم يوم عاشوراء، فقال: يا أبا عبدالرحمن ، إن اليوم يوم عاشوراء، فقال: "قد كان يُصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك، فإن كنت مفطراً فاطعم" . وفي رواية لمسلم: " كان يوماً يصومه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تركه" .
أخرجه البخاري (8/178) (ح5403) ومسلم (1127).
وهذا يفيد أنه (كان يصام) قبل رمضان فلما نزل رمضان ترك! أي أنه لم يعد مهمًا وأنه لا يستحق كل تلك الجلبة والضوضاء التي نسمعها كل حين!
بينما نجد حديثًأ آخر عن أبي قتادة الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله" .
أخرجه مسلم (1162) ...
فهو يوم مهم جدّا إذن وفيه تكفير وغفران لسنة كاملة (حتة واحدة)! فكيف يكون هيّنًا جدًّا عند صحابي جليل صاحب عبادة ونسك مثل ابن مسعود إلى هذه الدرجة؟!
كل ما سبق هو اضطراب يضعف الأحاديث ويجعلني أشك في أهمية هذا اليوم، بل أشك في مشروعية صيامه أصلاً.
الجدير بالذكر أن اليهود لهم يوم عاشوراء يعظمونه، بحسب السنة اليهودية، فاليهود يؤرخون لعبادتهم بالسنة اليهودية وليس بالسنة (الهجرية)!
ولهم نظام بديع في هذا، فشهورهم قمرية وسنينهم شمسية، ولمّا كان هناك فرق من الأيام بين السنة القمرية والسنة الشمسية، فهم يجمعون تلك الأيام ويضيفون شهرًا لتكون السنة الكبيسة مكوّنة من ثلاثة عشر شهرًا!!
يصوم اليهود اليوم العاشر من الشهر الأول في كل سنة جديدة، وهو العاشر من (تشري) عندهم.
ويسمونه يوم الغفران فيصومونه ويعتقدون أن الصائم تكفر له سنة ماضية! تماماً كما يعتقد أهل الحديث في يوم عاشوراء.

ويوم الغفران هذا مختلف تمام الاختلاف عن عيد النجاة الذي يحتفلون به ويصادف ذكرى نجاة موسى من فرعون وهو أسبوع كامل لا صيام فيه وليس كما ورد في الحديث المشهور أنهم كانوا يصومونه!، بل هو على التحقيق زمان أكل وشرب وفرح ولعب، وليس زمان صيام!
فهذا هو يوم عاشوراء ...
إنه يوم صيام ومغفرة عند أهل السنة واليهود كل حسب تقويمه المعتمد.
وهو يوم حزن ولطم عند الشيعة!
ختاماً:
أزعم ولا أؤكد أن هذا الصخب الذي نسمعه في التذكير بصيام عاشوراء عبر وعاظ المساجد ابتدأ بعد مقتل الحسين لينشغل الناس عن التغيظ على يزيد والأمويين بذكر فضائل صيام عاشوراء والانشغال به، بدلاً من تعبئة المشاعر بالحقد على الأمويين، لا سيّما وللقص (أي الوعظ) دور مهم أيام الأمويين يُسْتقرى من النصوص.
والحاصل أن مسألة الاهتمام بصيامه وشغل الناس بالحديث عن ذلك في المساجد إنما هو ـ فيما أظن ظن قويًا ـ حيلة أموية عن طريق القصاصين لشغل الناس عن ذكر الجريمة السياسية التي ارتكبوها بحق سبط رسول الله ..
لست موافقًا ـ البتة ـ على جعل عاشوراء موسمًا للطميات والنواح بهذه الطريقة المقززة التي نشهدها، ولكننا مع انتهاز أي مناسبة للحديث عن العدل كقيمة إنسانية مطلقة.
وللسياسي تأثير عظيم في توجيه الدين له شواهد لا تنكر عبر التاريخ.

الجمعة، ديسمبر 10، 2010

إسلام ويب - مركز الفتوى - تصوف السلفية وتسلف الصوفية.. سبيلان لا يلتقيان

إسلام ويب - مركز الفتوى - تصوف السلفية وتسلف الصوفية.. سبيلان لا يلتقيان
الفهرس » العقيدة الإسلامية » أديان وفرق ومذاهب » فرق » الصوفية (85)



رقـم الفتوى : 144199
عنوان الفتوى : تصوف السلفية وتسلف الصوفية.. سبيلان لا يلتقيان
تاريخ الفتوى : الجمعة 29 ذو الحجة 1431 / 6-12-2010
السؤال




ما قولكم في القول بـ (تصوف السلفية وتسلف الصوفية)؟

الفتوى





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمع وضوح المراد بهذه العبارة إلا أننا لم نطلع عليها في كلام أحد من أهل العلم الراسخين، وهي من حيث الواقع أقرب للوهم منها إلى الحقيقة، فلا المتبعون لمنهج السلف في حاجة إلى مناهج الصوفية؛ لاستغنائهم بالكتاب والسنة والآثار الثابتة عن سلف هذه الأمة في كافة مسائل الدين أصوله وفروعه. ولا الصوفية في مجموعهم يقبلون التخلي عن مناهجهم وطرقهم ذات الألقاب والخصوصيات المعروفة، رجوعا لمنهج السلف الذي كان قبل أن وجود الصوفية !!

فنقول: هما طريقان لا يلتقيان، القرآن والسنة بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، والإحداث في دين الله وابتداع مناهج للتعبد ما أنزل الله بها من سلطان. وبحمد الله وفضله أن المفاضلة بين هاتين الطريقتين واضحة بينة، فالحق واحد أبلج، وأما الباطل فله طرق بعدد أهواء البشر، قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {الأنعام: 153}. وعن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يا رسول الله! إن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ .. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه واللفظ له، وصححه الألباني.

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي. رواه الترمذي، وحسنه الألباني. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 70032.

ثم ينبغي أن ننبه على أن مصطلح التصوف مصطلح حادث، وقد مر بأطوار مختلفة وانتسب له أناس مختلفو المشارب، وقد كان في وقت من الأوقات يعني عند بعض أهل العلم: الزهد والورع والاشتغال بالعبادة والانقطاع عن الدنيا، إلا إن ذلك لم يدم طويلا حتى دخل عليه الفكر الفلسفي فأخرجه عن مجرد السلوك والتعبد إلى طرق مبتدعة من حيث التأصيل والتفريع، وصدق الصحابي الجليل معاذ بن جبل حين قال: إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع؛ فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. رواه أبو داود وصححه الألباني.

والطرق الصوفية المعاصرة فيها كثير من الانحرافات الخطيرة، كالغلو في المشايخ ‏والصالحين، وتقديم العبادة للأضرحة والمشاهد، دعاء واستغاثة ونذراً وذبحاً وطوافاً، ‏وهذا من الشرك الذي لا يغفر، ومن تأمل ما يقوله الصوفية في مناسباتهم واحتفالاتهم عرف مدى الخطورة والانحراف الذي وصلوا إليه، وقد سبق لنا بيان شيء من ذلك في عدة فتاوى، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 29243، 13742، 7230، 13353، 8500، 27699.

كما سبق لنا في الفتوى رقم: 117547 التنبيه على أن هذه الطرق تتفاوت في ما بينها قربا وبعدا عن السنة. وإننا ننصح بقراءة كتب الشيخ إحسان إلهي ظهير، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، والشيخ محمد جميل غازي، والشيخ عبد الرحمن الوكيل، عن الصوفية، ففيها بيان لحال القوم وبيان رأي الأئمة فيهم.

وأما السلفية فقد سبق لنا بيان معناها وأدلة صحة منهجها في الفتويين : 5608 ، 31293.

الخميس، ديسمبر 09، 2010

فلسطبين أون لاين ::تغييبه عن حياتهم اليومية طمس للهوية الإسلامية ...مسلمون يعزفون عن التقويم الهجري ويتبنّون الميلادي

تغييبه عن حياتهم اليومية طمس للهوية الإسلامية
مسلمون يعزفون عن التقويم الهجري ويتبنّون الميلادي
د.سلامة: تغييبه دلالة على ضعف الأمة واعتماده دليل
غزة- نبيل سنونو


دارت عجلة الزمن واستقبل المسلمون عاماً هجرياً جديداً، تذكروا فيه مناسبة عظيمة حيث هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حينما كوّن دولة إسلامية بحكم مستقل، فاحتفل بعضهم بهذا العام، وتعطّلت المؤسسات الرسمية عن العمل إظهاراً للبهجة بقدومه، ومقابل ذلك فإن غفلة المسلمين عن بعض الأمور وتغييبها عن حياتهم اليومية قد يتسبب في قلة تمسكهم بدينهم ومظاهره، ومن ذلك اعتمادهم على التقويم الميلادي والعزوف عن الهجري الذي يرتبط بأهم حادثة في سيرة المصطفى:

دليل أمة مستقلة
أستاذ الحديث الشريف والسنة النبوية د.أحمد أبو حلبية، شرح المقصود بالتقويم الهجري بقوله:"هو التقويم اليومي والشهري والسنوي الذي يبدأ بشهر محرم, والذي يرتبط بأبرز حادثة في السيرة النبوية الشريفة، والتي تتمثل بالهجرة النبوية من مكة إلى المدينة والتي أظهرت عمق إيمان النبي بالله والجهاد في سبيله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب, بعد إصرار المشركين على الصد عن سبيل الله وإيذاء النبي وأصحابه الكرام جسديا ومعنويا ونفسياً.

وبين أن التقويم الهجري يعطي للأمة الإسلامية ميزتها الخاصة واستقلاليتها التامة, بحيث لا تكون تابعة للتقويم الميلادي الذي يستخدمه المسيحيون في تنظيم أوقاتهم وأيامهم, مطالباً بضرورة اعتماد المسلمين على تقويمهم الهجري.

وعزا د.أبو حلبية غياب استخدام التقويم الهجري في حياة المسلمين إلى المحاولات التغريبية الهادفة إلى طمس الهوية والثقافة الإسلامية الحقيقية في هذه المراحل المتأخرة التي وصل إليها المسلمون, من خلال نسيان الأمة لتاريخها الإسلامي العظيم.

الهجري أولاً..
وأكد أن الأصل اعتماد التقويم الهجري في مقدمة الأمور، واستدرك قوله:"ولكن لا مانع من أن يقترن استخدام المسلمين للتقويم الميلادي إلى جانب الهجري"، لافتاً إلى إن بعض الجهات والمؤسسات اعتمدت التقويم الهجري في تنظيم حياتها العملية, كالمملكة العربية السعودية والجامعة الإسلامية بغزة.

ودعا عموم المسلمين إلى العودة الجادة إلى التقويم الهجري في معاملاتهم اليومية والاستنارة من القرآن الكريم, والأحداث العظيمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخذ الدروس والعبر منها, لتكون الأمة الإسلامية على مستوى اختيار الله تعالى لها القائل في كتابه العزيز:" كنتم خير أمة أخرجت للناس".

مقترن بالهجرة
في حين أوضح أستاذ الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية د. سالم سلامة أن الهجرة النبوية الشريفة قد حدثت في شهر ربيع الأول, لافتاً إلى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يشرع بالتأريخ فجمع الناس فأشاروا عليه، حتى قال :"نؤرخ من بداية العام بعد الهجرة بدءاً من شهر محرم"، مما يدلل على عظيم شأن الهجرة، وكونها بداية بناء الدولة الإسلامية, وجذور كينونتها, إضافة إلى أن المسلمين حتى قبل عهد عمر بن الخطاب كانوا يربطون الأحداث المختلفة بعام الهجرة النبوية.

ونوه د.سلامة إلى ضرورة أن تتذكر الأمة ما كان عليه النبي وصحابته الكرام من الغزوات والانتصارات من خلال اعتماد التقويم الهجري في حياتهم اليومية, وتذكير أبنائها ببداية العام الهجري, واستخدام تقويمه في نشاطاتهم المدرسية.

وحسبما يرى فإن تغييب التقويم الهجري عن الحياة الإسلامية يرجع إلى ضعف الأمة الإسلامية قائلاً:"إن القوي يقلد الضعيف والمهزوم يحاكي المنتصر, فعندما كان المسلمون يسيطرون على بلادهم كان التقويم الهجري هو السائد ولكن اليوم الإفرنج ينتصرون على المسلمين، ويحتلون أرضهم منذ قرن من الزمان, وبالتالي فرضوا عليهم التقويم الميلادي".

وأضاف:"كما أن الناس يستخدمون التقويم الميلادي لضبط المواعيد في معاملاتهم، كونه معلوم البداية والنهاية, لكن العام الهجري يقل عن الميلادي ب11 يوماً في كل عام، مما يجعلهم يتقاعسون عن اللجوء لاستخدامه".

سبيل إعادة اعتباره
ويرى سلامة بأن السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار للتقويم الهجري يتمثل بإعادة الاعتبار للأمة الإسلامية، وذلك بالجهاد والاستشهاد والمقاومة هم السبيل الوحيد لإعادة فرض التقويم الهجري"، شارحاً ذلك بقوله:"عندما كانت رايات الإسلام ترفرف في بلاد المشرق والمغرب وإسبانيا وفرنسا كان التقويم الهجري مفروضا هناك, لكن مع ضعف الخلافة وامتداد الاستعمار بدأ يخف الالتزام به فأصبح التقويمان يسيران جنباً إلى جنب ثم وصل الحال إلى انعدام العمل بالتقويم الهجري".

وأوصى د. سلامة الأمة العربية والإسلامية بالعمل بالتقويم الهجري المرتبط بدينهم الحنيف, لأن ذلك يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم, ويشكل دفاعاً عن تاريخهم وثقافتهم الإسلامية التي فنى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حياته من أجلها.

ويرتبط التقويم الهجري بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد فترة شاقة من المعاناة والتكذيب والإيذاء على يد المشركين, حيث مثلت هذه الحادثة علامة فارقة بين مرحلة استضعاف المسلمين في مكة ومرحلة قوتهم وعزتهم في المدينة.



المصدر: صحيفة فلسطين

البشير » الأخبار » داعية سعودي: الاحتفال بالسنة الهجرية تقليد للمشركين

البشير » الأخبار » داعية سعودي: الاحتفال بالسنة الهجرية تقليد للمشركين
داعية سعودي: الاحتفال بالسنة الهجرية تقليد للمشركين
الخميس 03 محرم 1432 الموافق 09 ديسمبر 2010





الإسلام اليوم/ وكالات

أفتَى عالم دين سعودي بعدم جواز الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية؛ لأنّ الاحتفال بهذا اليوم فيه شُبْهةُ تقليدٍ لأفعال المشركين بالله.

وقال الدكتور عبد العزيز المقحم، الأستاذ في الكلية التقنية في الرياض، في اتصال مع برنامج (بك أصبحنا) الذي يُبَثّ على إذاعة القرآن الكريم: إنّه لا يوجد شيء اسمه الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية شرعًا،" مشيرًا إلى أنّ "الاحتفال بهذا اليوم فيه شبهة تقليد لأفعال المشركين وهو سُنة جاهلية كان يفعلها المجوس واليهود والنصارى".

واستغرب المقحم مِمَّن يدعون إلى الاحتفال ببداية السنة الهجرية، وهم "لا يعملون بالتقويم الهجري،" مشيرًا إلى أن "المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي تعتمد التاريخ الهجري في معاملاتها الرسمية".

وقال المقحم، الذي اتصل بالبرنامج من الولايات المتحدة حيث يعالج هناك إثْرَ حادث مروريّ وقع له في الرياض "كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نظّمت حملاتٍ في الأعوام السابقة على محال الهدايَا والتحف، التي تقوم بتجهيز أماكن الاحتفال برأس السنة أو الهدايا الشخصية، إذ تقوم فرقها بإيضاح حكم الاحتفال بمثل هذه المناسبة، عبر الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء، والتي تنصّ على تحريم الاحتفال بهذا اليوم"، ودعَا المسلمين للتعامل بالتاريخ الهجري في المعاملات لا بالاحتفال بما يسمونه رأس السنة الهجرية.

وكان عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح الفوزان أفتَى أن الاحتفال بعيد رأس السنة لا يجوز، وقال: إنّ التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة. وتحتفل العديد من الدول الإسلامية ببداية العام الهجري، وتجعل منه يوم عطلة رسمية للعاملين بالدولة.

الخميس، نوفمبر 25، 2010

بحث ميداني حول موضع غدير خمّ - الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي


بحث ميداني حول موضع غدير خمّ
    
الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي*
  إنّ موضع غدير خُمّ من المواضع الإسلاميّة التي شهدت أكثر من موقف من مواقف النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، والتي يمكننا تلخيصها بالتالي :
1ـ وقوعه في طريق الهجرة النبويّة .
٢ ـ وقوعه في طريق عودة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع .
3ـ وقوع بيعة الغدير فيه .
وكلّ واحد من هذه المواقف الثلاثة يشكّل بُعداً مهمّاً في مسيرة التاريخ الإسلامي .
فالهجرة كانت البدء لانتشار الدعوة الإسلاميّة وانطلاقها خارج ربوع مكّة ، ومن ثمّ إلى العالم كلّه . وحجّة الوداع والعودة منها إلى المدينة المنوّرة كانت ختم الرسالة ; حيث كَمُل الدين فتمّت النعمة . وبيعة الغدير هي التمهيد لعهد الإمامة والإمام حيث ينتهي عهد الرسالة والرسول .
ومن هنا اكتسب موضع "غدير خُمّ" أهمّيته الجغرافيّة في التراث الإسلامي ، ومنزلته التكريميّة كمَعْلَمة خطيرة من معالم التاريخ الإسلامي .
واشتهر الموقع بحادثة الولاية للإمام أمير المؤمنين  ( عليه السلام ) أكثر من شهرته موقعاً أو منزلاً من معالم طريق الهجرة النبويّة ، أو من طريق العودة من حجّة الوداع ... .
وسيكون الحديث عن هذا الموضع الشريف في حدود النقاط التالية :
ـ اسم الموقع .
ـ سبب التسمية .
ـ تحديد الموقع جغرافيّاً .
ـ وصف الموقع تاريخيّاً .
ـ وصف مشهد النصّ بالولاية .
ـ الأعمال المندوب إليها شرعاً في هذا الموقع .
ـ وصف الموقع الراهن .
ـ الطُّرق المُؤدّية إليه .
اسم الموقع :
١ ـ اشتهر الموضع باسم: "غدير خُمّ" ، ففي حديث السيرة لابن كثير : "قال المطّلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل : سمع جابر بن عبد الله يقول : كنّا بالجحفة بغدير خُمّ ، فخرج علينا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من خباء أو فسطاط ..."(1) .
وفي حديث زيد بن أرقم ، قال : "خطب رسول الله  ( صلّى الله عليه وآله ) بغدير خُمّ تحت شجرات"(2) .
وكذلك في حديثه الآخر ، قال : "لمّا رجع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونزل غدير خُمّ ، أمر بدوحات فقُمِمْن . . ."(3) .
وفي شعر نُصيب :
وقالتْ بالغديرِ غَديرِ خُمٍّ ii:      أُخَيَّ إلى متى هذا الركوبُ
       أ  لم تَرَ أنَّني ما دمتَ 
iiفينا      أنـامُ  ولا أنـامُ إذا تغيبُ   (4)
 وفي قول الكميت الأسدي :
ويومَ الدَّوحِ دوحِ غديرِ خُمٍّ       أبانَ له الولايةَ لو أُطِيْعَا(5)
وضُبط لفظ "خُمّ" في لسان العرب بفتح الخاء ، ونقل عن ابن دريد أنّه قال : "إنّما هو خُمّ ، بضمّ الخاء"(6) .
٢ ـ كما أنّه يُسمّي بـ "وادي خُمّ" ؛ أخذاً من واقع الموضع ، قال الحازمي : "خُمّ : واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة ، به غدير ، عنده خَطَبَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة"(7) .
وقد ورد هذا الاسم في حديث السيرة لابن كثير ونصّه : "قال الإمام أحمد : حدّثنا عفّان ، حدّثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبى عبيد ، عن ميمون أبى عبد الله ، قال : قال زيد بن أرقم ـ وأنا أسمع ـ : نزلنا مع رسول الله منزلاً يقال له : وادي خُمّ . . ."(8) .
وفي نصّ المراجعات : "وأخرج الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم : قال : نزلنا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بواد يقال له : وادي خُمّ ، فأمر بالصلاة ، فصلاّها بهجير ... (9) .
٣ ـ وقد يُطلق عليه "خُمّ" اختصاراً ، كما في كتاب صفة جزيرة العرب ، فقد قال مؤلّفه الهمداني ـ وهو يُعدّد بلدان تهامة اليمن ـ : "و مكّة : أحوازها لقريش وخزاعة ، ومنها : مرّ الظهران ، والتنعيم ، والجعرانة ، وسَرِف ، وفخّ ، والعصم ، وعسفان ، وقديد ـ وهو لخزاعة ـ والجحفة ، وخُمّ ، إلى ما يتّصل بذلك من بلد جهينة ومحالّ بنى حرب"(10) .
وكما في شعر معن بن أوس المزني :
عفا وخلا مِمّن عَــهِدتُ به خُمُّ          وشاقكَ بالمسحاءِ من سَرِفٍ رسمُ
وفي قول المجالد بن ذي مرّان الهمداني ، من قصيدة قالها لمعاوية بن أبي سفيان ، وقد رأي تمويهه وتمويه عمرو بن العاص على الناس في دم عثمان :
وَلَهُ حُرمةُ الوَلاءِ عــــلى النَّا          سِ بِخُمٍّ وكان ذا القولِ جَهْرا(11)
٤ ـ وأُطلق عليه في بعض الحديث اسم: الجحفة ؛ من باب تسمية الجزء باسم الكلّ ، لأنّ خُمَّاً جزء من وادي الجحفة الكبير ـ كما سيأتي ـ .
وقد جاء هذا في حديث عائشة بنت سعد الذي أخرجه النسائي في "الخصائص"(12) ـ كما في المراجعات(13) ـ ونصّه : "عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يوم الجحفة ..." .
ورواه ابن كثير في السيرة عن ابن جرير بسنده بالنصّ التالي : "عن عائشة بنت سعد ، سمعت أباها يقول : سمعت رسول الله  ( صلّى الله عليه وآله ) يقول يوم الجحفة ، وأخذ بيد علي ..."(14) .
٥ ـ ويقال له : "الخرّار" ، قال السكوني : "موضع الغدير غدير خُمّ يقال له : الخرّار"(15) .
ويلتقي هذا مع تعريف البكري في معجم ما استعجم للخرّار ، حيث قال : "قال الزبير : هو وادي الحجاز(16) يصبّ على الجحفة"(17) .
٦ ـ ويُختصر ناسُنا اليوم الاسم فيُطلقون عليه : "الغدير" .
٧ ـ الغُرَبَة ، بضمّ الغين المعجمة وفتح الراء المهملة والباء الموحَّدة ، هكذا ضبطه البلادي في معجم معالم الحجاز(18) ، وهو الاسم الراهن الذي يُسمّيه به أبناء المنطقة في أيّامنا هذه ، قال البلادي : "و يُعرف غدير خُمّ اليوم باسم "الغُرَبَة" ، وهو غدير عليه نخل قليل لأُناس من البلاديّة من حَرْب ، وهوفي ديارهم يقع شرق الجحفة على(٨) أكيال ، وواديهما واحد ، وهو وادي الخرّار" .
ويُقيّد لفظ "الغدير" بإضافته إلى "خُمّ" تمييزاً بينه وبين غدران أُخرى ، قُيّدت ـ هي الأخرى ـ بالإضافة ، أمثال :
ـ غدير الأشطاط : موضع قرب عسفان .
ـ غدير البركة : بركة زبيدة .
ـ غدير البنات : في أسفل وادي خماس .
ـ غدير سلمان : في وادي الأغراف .
ـ غدير العروس : في وادي الأغراف أيضاً(19) .
وقد يُطلق على غديرنا : "غدير الجحفة" ، كما في حديث زيد بن أرقم : "أقبل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة..."(20) .
  سبب التسمية :
نستطيع أن نستخلص من مجموع التعريفات التي ذكرتها المعجمات العربيّة للغدير ، التعريف التالي :
الغدير : هو المنخفض الطبيعي من الأرض ، يجتمع فيه ماء المطر أو ماء السيل ، ولا يبقي إلى القيظ(21) .
وعلّلوا تسمية المنخفض الذي يجتمع فيه الماء غديراً بــ :
١ ـ أنّه اسم مفعول لمغادرة السيل له ; أي أنّ السيل عندما يملأ المنخفض بالماء يغادره ; بمعني يتركه بمائه .
٢ ـ أنّه اسم فاعل من الغَدْر ; لأنّه يخون ورّاده ; فينضب عنهم ، ويغدر بأهله ; فينقطع عند شدّة الحاجة إليه .
وقوّاه الزبيدى في معجمه "تاج العروس" بقول الكميت :
ومن غـــدرِه نَبَزَ الأوّلو          نَ بأنْ لقَّبوه الغديرَ الغديرا(22)
وشرح معني البيت : بأنّ الشاعر أراد : أنّ من غدره نَبَزَ الأوّلون الغديرَ بأن لقّبوه الغديرَ ، فالغدير الأول مفعول نبز ، والثاني مفعول لقّبوه .
وسبب تسمية الموقع بالغدير ؛ لأنّه منخفض الوادي .

أمّا "خُمّ" ، فنقل ياقوت في معجم البلدان عن الزمخشري أنّه قال : "خُمّ : اسم رجل صبّاغ ، أُضيف إليه الغدير الذي بين مكّة والمدينة
بالجحفة"(23) . ثمّ نقل عن صاحب "المشارق" أنّه قال : "إنّ خُمّاً اسم غيضة هناك ، وبها غدير نُسب إليها" .
والتعليل نفسه نجده عند البكري في معجم ما استعجم ، قال : "و غدير خُمّ على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرةً عن الطريق ، وهذا الغدير تصبّ فيه عين ، وحوله شجر كثير ملتفّ ، وهو الغيضة التي تُسمّي خُمّاً"(24) .
  تحديد الموقع جغرافياً :
نصَّ غير واحد من اللغويّين والجغرافيّين والمؤرّخين على أنّ موقع غدير خُمّ بين مكّة والمدينة . ففي لسان العرب ـ مادّة خمم : "و خُمّ : غدير معروف بين مكّة والمدينة"(25) .
وفي النهاية ، لابن الأثير ـ مادّة : خمم : "غدير خُمّ : موضع بين مكّة والمدينة"(26) .
وفي معجم البلدان : "و قال الحازمي : خُمّ : وادٍ بين مكّة والمدينة"(27) .
وفي المصدر نفسه : "قال الزمخشري : خُمّ : اسم رجل صبّاغ ، أُضيف إليه الغدير الذي هو بين مكّة والمدينة" .
ويبدو أنّه لا خلاف بينهم في أنّ موضع غدير خُمّ بين مكّة والمدينة ، وإنّما وقع شيء قليل من الخلاف بينهم في تعيين مكانه بين مكّة والمدينة ، فذهب الأكثر إلى أنّه في "الجحفة" ، ويعنون بقولهم : " في الجحفة" أو "بالجحفة" وادي الجحفة ـ كما سيأتي ـ .
من هؤلاء :
ابن منظور في لسان العرب ـ مادّة : خمم ، قال : "و خَمّ : غدير معروف بين مكّة والمدينة بالجحفة ، وهو غدير خَمّ"(28) .
والفيروزآبادي في القاموس المحيط ـ مادّة : خَمَّ ، قال : "و غدير خُمّ : موضع على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين"(29) .
والزمخشري في نصّه المتقدّم الذي نقله عنه الحموي في معجم البلدان ، القائل فيه : "خُمّ : اسم رجل صبّاغ ، أُضيف إليه الغدير الذي بين مكّة والمدينة بالجحفة" .
وفي حديث السيرة لابن كثير ـ المتقدّم ـ : "قال المطّلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، سمع جابر بن عبد الله يقول : كنّا بالجحفة بغدير خُمّ . . ." .
وكما قلتُ ، يريدون من "الجحفة" في هذا السياق : الوادي ، لا القرية التي هي الميقات ؛ وذلك بقرينة ما يأتي من ذكرهم تحديد المسافة بين غدير خُمّ والجحفة ، الذي يعنى أنّ غدير خُمّ غير الجحفة (القرية) ؛ ولأنّ وادي الجحفة يبدأ من الغدير وينتهي عند البحر الأحمر ، فيكون الغدير جزءاً منه ، وعليه لا معنى لتحديد المسافة بينه وبين الوادي الذي هو جزء منه .
وتفرّد الحميري في الروض المعطار فحدّد موضعه بين الجحفة وعسفان ، قال : "و بين الجحفة وعسفان غدير خُمّ"(30) .
وهو ـ من غير ريب ـ وَهْمٌ منه ، وبخاصّة أنّه حدّد الموضع بأنّه على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرة الطريق ، حيث لا يوجد عند هذه المسافة بين الجحفة وعسفان موضع يُعرف بهذا الاسم .
والظاهر أنّه نقل العبارة التي تُحدّد المسافة بثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق من "معجم ما استعجم" ، ولم يلتفت إلى أنّ البكري يريد بيسرة الطريق ، الميسرة للقادم من المدينة إلى مكّة ، وليس العكس ، فوقع في هذا التوهّم .
قال البكري في معجمه : "و غدير خُمّ على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرة عن الطريق"(31)  يريد ـ وكما قلتُ ـ بالميسرة : جهة اليسار بالنسبة إلى القادم من المدينة إلى مكّة ؛ بقرينة ما ذكره في بيان مراحل الطريق بين الحرمين ومسافاتها ، عند حديثه عن العقيق ، حيث بدأ بالمدينة ، قال : "و الطريق إلى مكّة من المدينة على العقيق : من المدينة إلى ذي الحليفة... "(32) .
ونخلص من هذا إلى أنّ غدير خُمّ يقع في وادي الجحفة ، على يسرة طريق الحاجّ من المدينة إلى مكّة ، عند مبتدأ وادي الجحفة ، حيث منتهى وادي الخرّار .
ومن هنا كان أنْ أسماه بعضهم بالخرّار ـ كما تقدّم ـ .
ولعلّ علّة ما استظهره السمهودي في كتابه "وفاء الوفا" ، من أنّ الخرّار بالجحفة(33) ; هو ما أوضحتُه من أنّ غدير خُمّ مبتدأ وادي الجحفة ، وعنده منتهى وادي الخرّار .
ويُؤيّد هذا الذي ذكرتُه ، قول الزبير ـ الذي نقلته آنفاً عن معجم ما استعجم ـ من أنّ الخرّار وادٍ بالحجاز يصبّ على الجحفة .
وقد يُشير إلى هذا قول الحموي في معجم البلدان : "الخرّار... وهو موضع بالحجاز ، يقال : هو قرب الجحفة"(34) .
وعبارة عرّام التالية تُؤكّد لنا أنّ الغدير من الجحفة ، قال ـ كما نقله عنه الحموي في معجم البلدان ـ : "و دون الجحفة على ميل غدير خُمّ ، وواديه يصبّ في البحر"(35) ، حيث يعنى بواديه وادي الجحفة ; لأنّه هو الذي يصبّ في البحر حيث ينتهي عنده .
أمّا المسافة بين موضع غدير خُمّ والجحفة (القرية = الميقات) ، فَحُدّدت ـ فيما لديَّ من مراجع ـ بالتالي :
ـ حدّدها البكري في معجم ما استعجم بثلاثة أميال ، ونَقل عن الزمخشرى: أنّ المسافة بينهما ميلان ، ناسباً ذلك إلى (القيل) ؛ إشعاراً بضعفه(36) .
وإلى القول بأنّ المسافة بينهما ميلان ذهب الحموي في معجمه ، قال : "و غدير خُمّ بين مكّة والمدينة ، بينه وبين الجحفة ميلان"(37) .
وقدّر الفيروزآبادي المسافة بثلاثة أميال ، قال في القاموس ـ مادّة : خَمَّ ـ : " وغدير خُمّ : موضع على ثلاثة أميال بالجحفة(38) بين الحرمين"(39) .
وقدّرها بميل كلّ من نصر وعرّام(40) . ففي تاج العروس(41) ـ مادّة : خَمّ ـ : " وقال نصر : دون الجحفة على ميل بين الحرمين الشريفين" .
وفي معجم البلدان : " وقال عرّام : ودون الجحفة على ميل غديرُ خُمّ . . ."(42) .
وهذا التفاوت في المسافة من الميل إلى الاثنين إلى الثلاثة ، أمر طبيعي ; لأنّه يأتي ـ عادةً ـ من اختلاف الطريق التي تُسلك ، وبخاصّة أنّ وادي الجحفة يتّسع بعد الغدير ، ويأخذ بالاتّساع أكثر حتى قرية الجحفة ، ومن بعدها أكثر حتى البحر . فربّما سلك أحدهم حافّة الجبال ، فتكون المسافة ميلاً ، وقد يَسلك أحدهم وسط الوادي ، فتكون المسافة ميلين ، ويسلك الآخر حافة الوادي من جهة السهل ، فتكون المسافة ثلاثة أميال .


 


   وصف الموضع تاريخياً :
احتفظ لنا التاريخ بصورة تكاد تكون كاملة المعالم ، متكاملة الأبعاد ، لموضع غدير خُمّ ، فذكر أنّه يضمّ المعالم التالية :
١ ـ العين :
ففي لسان العرب ـ مادّة: خمم ـ : "قال ابن الأثير : هو موضع بين مكّة والمدينة تصبّ فيه عين هناك(43)"(44) .
وفي معجم ما استعجم والروض المعطار : "و هذا الغدير تصبّ فيه عين"(45) .
وفي معجم البلدان : "و خمّ : موضع تصّب فيه عين"(46) وتقع هذه العين في الشمال الغربي للموقع ، كما سيتّضح لنا هذا من ذكر المعالم الأخرى .
٢ ـ الغدير :
وهو الذي تصبّ فيه العين المذكورة ، كما هو واضح من النصوص المنقولة المتقدّمة .
3 ـ الشجر :
في حديث الطبراني : "إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خطب بغدير خُمّ تحت شجرات"(47) .
وفي حديث الحاكم : "لَمّا رجع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل غدير خُمّ أمر بدوحات فقُمِمن"(48) .
وفي حديث الإمام أحمد : "و ظُلّل لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بثوب على شجرة سَمُرَة من الشمس"(49) .
وفي حديثه الآخر : "و كُسح لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) تحت شجرتين فصلّي الظهر"(50) .
والشجر المشار إليه هنا من نوع "السَّمُر" ، واحده "سَمُرَة" بفتح السين المهملة وضمّ الميم وفتح الراء المهملة ، وهو من شجر الطَلَح ; وهو شجر عظيم ، ولذا عبّر عنه بـ"الدوح" كما في الأحاديث والأشعار التي مرّ شيء منها ، واحده "دوحة" ; وهى الشجرة العظيمة المتشعّبة ذات الفروع الممتدّة .
وهو غير "الغيضة" الآتي ذكرها ; لأنّه متفرّق في الوادي هنا وهناك .
٤ ـ الغَيْضة :
وهي الموضع الذي يكثر فيه الشجر ويلتفّ ، وتُجمع على غياض وأغياض .
وموقعها حول الغدير ، كما ذكر البكري في معجم ما استعجم ، قال : "و هذا الغدير تصبّ فيه عين ، وحوله شجر كثير ملتفّ ، وهى الغيضة"(51) . ومرّ بنا أنّ صاحب المشارق ذكر "أنّ خُمّاً اسم غيضة هناك ، وبها غدير نُسب إليها" .
٥ ـ النبت البَرّى :
ونقل ياقوت الحموي في معجمه البلداني عن عرّام ، أنّه قال : "لا نبت فيه غيرالمرخ والثمام والأراك والعشر"(52) .
٦ ـ المسجد :
وذكروا أنّ فيه مسجداً شُيِّد على المكان الذي وقف فيه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وصلّي وخطب ونصب عليّاً للمسلمين خليفة ووليّاً .
وعَيّنوا موقعه بين الغدير والعين ، قال البكري في معجمه : "و بين الغدير والعين مسجد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) "(53) .
وفي معجم البلدان أنّ صاحب المشارق قال : "و خُمّ : موضع تصبّ فيه عين ، بين الغدير والعين ، وبينهما مسجد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) "(54) .
ويبدو أنّ هذا المسجد قد تداعي ولم يبقَ منه في زمن الشهيد الأول ـ المتوفَّى سنة ٧٨٦ هـ ـ إلاّ جدرانه ، كما أشار إلى هذا الشيخ صاحب الجواهر في الجواهر نقلاً عن كتاب "الدروس في فقه الإماميّة(55)" للشهيد الأوّل ، قال : "وفي الدروس : والمسجد باق إلى الآن جدرانُه ، والله العالم"(56) .
أمّا الآن ، فلم نجد له أثراً . . . كما سأشير إلى هذا فيما يعقبه .
٧ ـ ونقل ياقوت في معجم البلدان عن الحازمي أنّ "هذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة"(57) .
يقال : وَخِم المكان وخامة : إذا كان غير ملائم للسكني فيه .
٨ ـ ومع وخامته ذكر عرّام ـ فيما نقله ياقوت عنه ـ أنّ به أناساً من خزاعة وكنانة ، ولكنّهم قليلون ، قال : "و به أناس من خزاعة وكنانة غير كثير"(58) .  
وصف مشهد النصّ بالولاية :
ويُنسق على ما تقدّم من وصف الموضع تاريخياً ، وصف حادثة الولاية بخطواتها المتسلسلة ، والمترتّب بعضها على بعض ؛ لتكتمل أمام القارئ الكريم الصورة للحادثة التي أعطت هذا الموضع الشريف أهمّيّته كمَعْلَم مهمّ من معالم السيرة النبويّة المقدّسة ، وتتلخّص بالتالي :
١ ـ وصول الركب النبوي بعد منصرفه من حجّة الوداع إلى موضع غدير خُمّ ، ضحي نهار الثامن عشر من شهر ذي الحجّة الحرام من السنة الحادية عشرة للهجرة .
فعن زيد بن أرقم : "لَمّا حجّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) حجّة الوداع ، وعاد قاصداً المدينة ، قام بغدير خُمّ ـ وهو ماء بين مكّة والمدينة ـ وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام"(59) .
٢ ـ ولأنّ هذا الموضع كان مفترق الطُّرق المؤدّية إلى المدينة المنوّرة ، والعراق ، والشام ، ومصر ، تفرّق الناس عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) متّجهين وجهة أوطانهم ، فأمر ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عليّاً ( عليه السلام ) أن يجمعهم بردّ المتقدّم وانتظار المتأخّر .
ففي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري : "إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) نزل بخُمّ ، فتنحّي الناس عنه... فأمر عليّاً فجمعهم"(60) .
وفي حديث سعد : "كنّا مع رسول الله فلمّا بلغ غدير خُمّ وقف للناس ، ثم رُدّ مَن تقدّم ، ولحق مَن تخلّف"(61) .
٣ ـ ونزل الرسول قريباً من خمس سَمُرات دوحات متقاربات ، ونهي أن يُجلَس تحتهنّ .
يقول زيد بن أرقم : "نزل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بين مكّة والمدينة عند سَمُرات خمس دوحات عظام"(62) .
وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن أُسيد ، قالا : "لَمّا صدر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من حجّة الوداع ، ولم يحجّ غيرها ، أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهي عن شجرات بالبطحاء ، متقاربات ، لا ينزلوا تحتهنّ"(63) .
٤ ـ ثمَّ أمر ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أن يُقمّ ما تحت تلكم السمرات من شوك ، وأن تُشذّب فروعهنّ المتدلّية ، وأن تُرشّ الأرض تحتهنّ.
ففي حديث زيد بن أرقم : "قام بالدوحات فقمَّ ما تحتهنّ من شوك"(64) .
وفي حديثه الآخر : "أمر رسول الله  ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالشجرات فقُمَّ ما تحتها ، ورُشّ"(65) .
وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن اُسيد : "فقُمَّ ما تحتهنّ وشُذِّبْنَ عن رؤوس القوم"(66) .
٥ ـ وبعد أن نزلت الجموع منازلها وأخذت أماكنها ، أمر ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مناديه أن ينادى : "الصلاةَ جامعةً" .
يقول حبّة بن جوين العرني البجلي : "لَمّا كان يوم غدير خُمّ دعا النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : (الصلاة جامعة) نصف النهار ..."(67) .
وفي حديث زيد المتقدّم : "فأمر بالدوحات فقُمَّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمَّ نادى : الصلاة جامعةً" .
٦ ـ وبعد أن تكاملت الصفوف للصلاة جماعة ، قام( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إماماً بين شجرتين من تلكم السمرات الخمس .
يقول عامر وحذيفة في حديثهما المتقدّم : "حتى إذا نودي للصلاة ، غدا إليهنّ فصلّي تحتهنّ" .
وفي رواية الإمام أحمد عن البراء بن عازب : قال : "كنّا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في سفر ، فنزلنا بغدير خُمّ ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكُسح لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) تحت شجرتين ، فصلّي الظهر"(68)
٧ ـ وظُلِّلَ لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عن الشمس أثناء صلاته بثوب ، عُلّق على إحدى الشجرتين .
ففي رواية الإمام أحمد حديث زيد من أرقم : "و ظُلِّل لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس"(69) .
٨ ـ وكان ذلك اليوم هاجراً شديد الحرّ .
يقول زيد بن أرقم : "فخرجنا إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في يوم شديد الحرّ ، وإنّ منّا مَن يضع بعض ردائه على رأسه ، وبعضه على قدمه من شدّة الرمضاء"(70) .
٩ ـ وبعد أن انصرف ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من صلاته ، أمر أن يُصنع له منبر من أقتاب الإبل(71) .
١٠ ـ ثمَّ صعد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) المنبر متوسّداً يد علي ( عليه السلام ) .
يقول جابر في حديثه المتقدّم : "فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا ، قام فيهم وهو متوسّد يد علىّ بن أبى طالب" .
١١ ـ وخطب ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خطبته ...
١٢ ـ "ثمَّ طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، وممّن هنّأه في مقدّم الصحابة : الشيخان أبو بكر وعمر ، كلٌّ يقول : بخٍ بخٍ لك يابن أبى طالب ! أصبحتَ وأمسيتَ مولاي ومولي كلّ مؤمن ومؤمنة"(72) .
١٣ ـ وقال ابن عبّاس : "وَجَبَتْ ـ والله ـ في أعناق القوم"(73) ; يعنى بذلك البيعة بالولاية والإمرة والخلافة .
١٤ ـ ثمَّ استأذن الرسولَ شاعرُه حسّانُ بن ثابت في أن يقول شعراً في المناسبة ...(74)
  الأعمال المندوب إليها شرعاً في هذا الموقع :
الأعمال المندوب إليها شرعاً في هذا الموضع ، هي :
١ ـ استحباب الصلاة في مسجده المعروف ـ تاريخياً ـ بمسجد رسول الله ، ومسجد النبي ، ومسجد غدير خُمّ .
٢ ـ الإكثار فيه من الدعاء والابتهال إلى الله تعالي .
قال الشيخ صاحب الجواهر في كتابه جواهر الكلام : "و كذلك يستحبّ للراجع على طريق المدينة الصلاة في مسجد غدير خُمّ ، والإكثار فيه من الدعاء ، وهو موضع النصّ من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) "(75) .
ومن الحديث الذي يدلّ على ذلك ...(76)
وقال الشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناضرة(77) : يستحبّ لقاصدي المدينة المشرّفة ، المرور بمسجد الغدير ودخوله والصلاة فيه ، والإكثار من الدعاء .
وهو الموضع الذي نصّ فيه رسول الله  ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على إمامة أمير المؤمنين وخلافته بعده ، ووقع التكليف بها ، وإنْ كانت النصوص قد تكاثرت بها عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قبل ذلك اليوم ، إلاّ أنّ التكليف الشرعي والإيجاب الحتمي إنّما وقع في ذلك اليوم ، وكانت تلك النصوص المتقدّمة من قبيل التوطئة ؛ لتُوطَّن النفوس عليها ، وقبولها بعد التكليف بها .
فروي ثقة الإسلام في الكافي (78) ، والصدوق في الفقيه(79) ، عن أبان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال : "يستحبّ الصلاة في مسجد الغدير ; لأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أقام فيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهو موضع أظهر الله عزّ وجلّ فيه الحقّ" .
وروي المشايخ الثلاثة(80) ـ نوّر الله تعالي مضاجعهم ـ في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجّاج : قال : "سألت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) عن الصلاة في مسجد غدير خُمّ بالنهار وأنا مسافر ، فقال : "صَلِّ فيه ; فإنّ فيه فضلاً ، وقد كان أبي يأمر بذلك" .
وقد ذكر استحباب الصلاة في مسجد الغدير غير واحد من فقهائنا الإماميّة ، مضافاً إلى مَن ذكرتهم ، منهم :
ـ الشيخ الطوسي في النهاية ، قال : "و إذا انتهي [يعنى الحاجّ] إلى مسجد الغدير ، فليدخله ، وليصلِّ فيه ركعتين"(81) .
ـ القاضي ابن البرّاج في المهذّب ، قال : "فمَن توجّه إلى زيارته ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من مكّة بعد حجّه ، فينبغي له إذا أتي مسجد الغدير ... فليدخله ، ويصلّى من ميسرته ما تيسّر له ، ثمَّ يمضى إلى المدينة"(82) .
ـ الشيخ ابن إدريس في السرائر ، قال : "و إذا انتهي [الحاجّ] إلى مسجد الغدير ، دخله وصلّي فيه ركعتين"(83) .
ـ الشيخ ابن حمزة في الوسيلة ، قال : "و صلّي [يعنى الحاجّ] أيضاً في مسجد الغدير ركعتين إذا بلغه"(84) .
ـ الشيخ يحيي بن سعيد في الجامع ، قال : "فإذا أتي [الحاجّ] مسجد الغدير ، دخله وصلّي ركعتين"(85) .
ـ السيّد الحكيم في منهاج الناسكين ، قال : "و كذا يستحبّ الصلاة في مسجد غدير خُمّ ، والإكثار من الابتهال والدعاء فيه . وهو الموضع الذي نصّ فيه النبي ( صلّى الله عليه وآله ) بالولاية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعقد البيعة له ، صلّي الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين"(86) .  
وصف الموقع الراهن :
وصَفَه المقدَّم عاتق بن غيث البلادي ـ المؤرّخ الحجازي المعاصر ـ في كتابه "معجم معالم الحجاز" ، قال : "و يعرف غدير خُمّ اليوم باسم "الغُرَبَة" ; وهو غدير عليه نخل قليل لأُناس من البلاديّة ، من حرب ، وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة على (٨) أكيال ، وواديهما واحد ، وهو وادي الخرّار(87) .
وكانت عين الجحفة تنبع من قرب الغدير ، ولا زالت فقرها ماثلة للعيان .
وتركبُ الغديرَ من الغرب والشمال الغربي آثار بلدة كان لها سور حجري لا زال ظاهراً ، وأنقاض الآثار تدلّ على أنّ بعضها كان قصوراً أو قلاعاً ، وربّما كان هذا حيّاً من أحياء مدينة الجحفة ، فالآثار هنا تتشابه"(88) .
وقد استطلعتُ ـ ميدانياً ـ الموضع من خلال رحلتين :
ـ كانت أُولاهما : يوم الثلاثاء ٧ / ٥ / ١٤٠٢ هــ = ٢ / ٣ / ١٩٨٢ م .
ـ والثانية : يوم الأربعاء ١٨ / ٦ / ١٤٠٩ هــ = ٢٥ / ١ / ١٩٨٩ م ...
  الطُّرق المودّية إلى الموقع :
... إنّ هناك طريقين تُؤدّيان إلى موقع غدير خُمّ ; إحداهما من الجحفة ، والأُخرى من رابغ .
1 ـ طريق الجحفة :
تبدأ من مفرق الجحفة عند مطار رابغ ، سالكاً تسعة كيلوات مزفّتة إلى أوّل قرية الجحفة القديمة ، حيث شيّدت الحكومة السعوديّة ـ بعد أن هدمت المسجد السابق الذي رأيناه في الرحلة الأُولى ـ مسجداً كبيراً في موضعه ، وحمّامات للاغتسال ، ومرافق صحّية ، ومواقف سيّارت .
ثمَّ تنعطف الطريق شمالاً ، وسط حجارة ورمال كالسدود ، بمقدار خمسة كيلوات إلى قصر علياء ، حيث نهاية قرية الميقات . ثمَّ تنعطف الطريق إلى جهة اليمين ، قاطعاً بمقدار كيلوين أكواماً من الحجارة وتلولاً من الرمال ، وحرّة قصيرة المسافة . ثمَّ تهبط من الحرّة يمنة الطريق حيث وادي الغدير .
٢ ـ طريق رابغ :
وتبدأ من مفرق طريق مكّة ـ المدينة العامّ ، الداخل إلى مدينة رابغ عند إشارة المرور ، يمنة الطريق للقادم من مكّة ، مارّةً ببيوتات من الصفيح ، وأُخرى من الطين يسكنها بعض بدو المنطقة ؛ ثمَّ يصعد على طريق قديمة مزفَّتة تنعطف به إلى اليسار ، وهى الطريق العامّ القديمة التي تبدأ بقاياها من وراء مطار رابغ ؛ وبعد مسافة عشر كيلوات ، وعلي اليمين ، يتفرّع منه الفرع المؤدّى إلى الغدير ، ومسافته من رابغ إلى الغدير ٢٦ كيلواً تقريباً .
وفي ضوء ما تقدّم :
يقع غدير خُمّ من ميقات الجحفة مطلع الشمس بحوالي ٨ كيلوات ، وجنوب شرقي رابغ بما يقرب من ٢٦ كم .
  ــــــــــــــــــــــــــــ
* هذه الدراسة نشرت كاملة في أوَّل الأمر في: مجلَّة "تراثنا" ، ع4 (25) ، السنة السادسة ، شوَّال ـ 1411 هـ ، تحت عنوان: "من معالم الحج والزيارة: غدير خم" ، ثمَّ ضُمَّت لاحقاً مقتطفات منها في كتاب: "موسوعة الأمام على (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتأريخ" ، تأليف: محمد الرَّيْشَهْرِي ، بمساعدة : محمد كاظم الطباطبائي ومحمود الطباطبائي ، مج2 ، ص363 ، ط 2 ، دار الحديث للطباعة والنشر ، قم ، 1425 هـ. ونحن بدورنا ننشرها هنا كما جاءت في المصدر الأخير.
(1) السيرة النبويّة لابن كثير : ٤ / ٤٢٤ .
(2) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٦ .
(3) الصواعق المحرقة : ٤٣ ، وفيه : "إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خطب" .
(4) معجم ما استعجم : ٢ / ٥١٠ .
(5) راجع : القسم التاسع [ من الموسوعة ] "علي عن لسان الشعراء" : الكميت بن زيد الأسدي .
(6) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(7) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ ، معجم معالم الحجاز : ٣ / ١٥٧ .
(8) السيرة النبويّة لابن كثير : ٤ / ٤٢٢ .
(9) المراجعات : 217 .
 (10)صفة جزيرة العرب : ٢٥٩ (كما في المصدر) .
(11) شعر همدان وأخبارها ، حسن عيسي أبو ياسين : ٣٧٢ (كما في المصدر) .
(12) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ٤٢ / ٨ .
(13) المراجعات : ٣١١ .
(14) السيرة النبويّة لابن كثير ، ٤ / ٤٢٣ .
(15) معجم ما استعجم : ٢ / ٥١٠ .
(16) هكذا بالأصل ، وصوابه : وادٍ بالحجاز .
(17) معجم ما استعجم : ٢ / ٤٩٢ .
(18) معجم معالم الحجاز :٣ / ١٥٩ .
(19) المصدر نفسه : ٦ / ٢٢٣ .
(20) الغدير : ١ / ٣٦ ، كشف الغمة : ١ / ٤٨ ، التحصين لابن طاووس : ٥٧٨ / ٢٩ .
(21) راجع لسان العرب : ٥ / ٩ ، تاج العروس : ٧ / ٢٩٥ .
(22) تاج العروس : ٧ / ٢٩٥ .
(23) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(24) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(25) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(26) النهاية : ٢ / ٨١ .
(27) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩
(28) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(29) القاموس المحيط : ٤ / ١٠٩ .
(30) الروض المعطار : ١٥٦ .
(31) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(32) المصدر نفسه : ٣ / ٩٥٤ .
(33) وفاء الوفا : ٤ / ١٢٠٠ .
(34) معجم البلدان : ٢ / ٣٥٠ .
(35) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(36) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(37) معجم البلدان : ٤ / ١٨٨ .
(38) هكذا في المصدر ، والصواب : "دون الجحفة" .
(39) القاموس المحيط : ٤ / ١٠٩ .
(40) هما : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري ، المتوفَّى (٥٦١ هـ ) ، له كتاب : "الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها" . وعرّام بن الأصبغ السلمي ، المتوفَّى نحو (٢٧٥ هـ) ، صاحب كتاب : "أسماء جبال تهامة وسكّانها وما فيها من القُرى ، وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه" . (الأعلام للزركلي : ٨ / ٢٤ ، وج٤ / ٢٢٣) .
(41) تاج العروس : ١٦ / ٢٢٦ .
(42) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩
(43) النهاية : ٢ / ٨١ .
(44) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(45) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ ، الروض المطار : ١٥٦ .
(46) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(47) الصواعق المحرقة : ٤٣ .
(48) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٦ .
 (49)مسند ابن حنبل : ٧ / ٨٦ / ١٩٣٤٤ .
(50) المصدر نفسه : ٦ / ٤٠١ / ١٨٥٠٦ .
(51) معجم ما استجم : ٢ / ٣٦٨
(52) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(53) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(54) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(55) الدروس : ١٥٦ .
(56) جواهر الكلام : ٢٠ / ٧٥ .
(57) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(58) المصدر نفسه : ٢ / ٣٨٩ .
(59) الفصول المهمّة : ٣٩ .
(60) المناقب لابن المغازلي : ٢٥ / ٣٧ .
(61) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ١٧٧ / ٩٦ ، وفيه : "كنّا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ... فلمّا بلغ غدير خمّ ، وقف الناس ، ثمّ ردّ مَن مضي ولحقه مَن تخلّف" .
(62) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٧ ، وفيه : "شجرات" ، بدل : "سمرات" .
(63) الغدير : ١ / ٤٦ ، جواهر العقدين : ٢٣٧ .
 (64)كشف الغمة : ١ / ٤٨ ، الغدير : ١ / ٣٦ .
(65) المعجم الكبير : ٥ / ٢١٢ / ٥١٢٨ .
(66) الغدير : ١ / ٤٦ ، جواهر العقدين : ٢٣٧ .
 (67)أسد الغابة : ١ / ٦٦٩ / ١٠٣١ .
 (68)مسند ابن حنبل : ٦ / ٤٠١ / ١٨٥٠٦ .
(69) مسند ابن حنبل : ٧ / ٨٦ / ١٩٣٤٤ .
(70) الغدير : ١ / ٣٦ ، وراجع : كشف الغمة : ١ / ٤٨ ، المناقب لابن المغازلي : ١٦ / ٢٣ .
(71) جامع الأخبار : ٤٨ ، الغدير : ١ / ١٠ .
(72) راجع : التهنئة القياديّة [ من هذا الجزء من الموسوعة ، ص 294] .
(73) الطرائف : ١٢١ / ١٨٤ ، بحار الأنوار : ٣٧ / ١٨٠ / ٦٧ .
(74) راجع : أبيات حسّان بن ثابت .
(75) جواهر الكلام : ٢٠ / ٧٥ .
(76) راجع : مسجد الغدير .
(77)الحدائق الناضرة : ١٧ / ٤٠٦ .
(78)  الكافي / ٥٦٧ / ٣ .
(79) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٥٥٩ / ٣١٤٢ .
(80)الكافي : ٤ / ٥٦٦ / ١ ، مَن لا يحضره الفقيه : ١ / ٥٥٩ / ٣١٤٣ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ١٨ / ٤١ .
(81)  النهاية : ٢٨٦ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحجّ : ٢٢٠ .
(82) المهذّب : ١ / ٢٧٤ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٣٢٥ .
(83) السرائر : ١ / ٦٥١ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٥٩٢ .
(84) الوسيلة : ٢٢٠ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٤٥٢ .
(85) الجامع للشرائع : ٢٣١ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٧٢٩ .
(86) منهاج الناسكين : ١٢١ .
(87) تقدّم ـ استناداً على ما ذكره بعض المؤرّخين الجغرافيّين القدامى ـ : أنّ الغدير مبتدأ وادي الجحفة ، وعنده ينتهي وادي الخرّار .
(88) معجم معالم الحجاز : ٣ / ١٥٩ .










الصور من اكثر من موقع 




أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون