الاثنين، ديسمبر 12، 2011

وفد تجمع العلماء في دار الإفتاء في صيدا لإنهاء ذيول أزمة الشيخين الاسير- يزبك ويلتقي الدكتور أسامة سعد والشيخ ماهر حمود




 

وفد تجمع العلماء في دار الإفتاء في صيدا لإنهاء ذيول أزمة الشيخين الاسير- يزبك ويلتقي الدكتور أسامة سعد والشيخ ماهر حمود

عقد عند العاشرة والنصف من صباح الإثنين  12/12/2011 اجتماع في دار الافتاء ضم إلى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ أحمد الزين ورئيس المحكمة الشرعية الجعفرية في صيدا القاضي الشيخ حسين درويش و أعضاء اللجنة المنبثقة عن لقاء دار الافتاء : مفتي صوروأقضيتها  الشيخ مدرار الحبال  والشيخ نديم حجازي رئيس جمعية الإستجابة و عن جماعة السلفية الداعية أحمد عمورة و عضو المجلس الشرعي الأعلى الأستاذ محي الدين القطب  والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود ووفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ حسان عبدالله وضم كلا من الشيخ علي خازم والشيخ محمد عمرو والشيخ عبد الناصر جبري والشيخ زهير جعيد والشيخ ماهر مزهر لبحث أزمة الشيخين أحمد الاسير ومحمد يزبك .

واثر اللقاء أدلى الشيخ عبدالله بتصريح قال فيه :

نحن نؤكد على وحدة الصف وعلى أهمية هذا اللقاء المبارك وعلى أهمية دور مدينة صيدا كواحدة من المدن الطليعية في المحافظة على الوحدة الإسلامية ونحن إذ نشكر الجهود الكبيرة التي قام بها سماحة المفتي من أجل عدم الإنجرار وراء فتنة كانت ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، قام بمبادرته الكريمة وعمله الدؤوب ضابطا لإيقاع ما حصل وإن شاء الله إنتهت المشكلة وتوضحت جميع الأمور. وأحب أن أؤكد هنا وبشكل لا لبس فيه أن الموضوع المشار إليه في هذه القضية تحديداً هو إنتزاع غير موفق لما قاله سماحة الأخ الكبير الشيخ محمد يزبك لان التعرض لأم المؤمنين عائشة يخالف ديننا ويخالف تكليفنا ويخالف مبادئنا التي نؤمن بها، وهناك فتوى عظمى من سماحة السيد الخامنئي تحرم التعرض للمقدسات وخاصة لأم المؤمنين وكذلك سماحة الشيخ يزبك لديه أكثر من موقف وأكثر من فتوى في هذا السياق.

فإن إتهامه بأنه أراد الإنتقاص إتهام باطل لا قيمة له لأن كلامه الواضح يمنع من التأويل غير السليم.

وبالتالي نحن نؤكد مرة أخرى على حفاظنا على وحدة الصف وستبقى دار الفتوى في صيدا دارا للوحدة الإسلامية نلجأ إليها سنة وشيعة لحل أي معضلة تحصل في هذا الجو.

سوسان

من جهته قال المفتي سوسان: أرحب بسماحة الأخ الصديق الشيخ حسان عبدالله وإخوانه في هذه الدار التي هي دار المسلمين ودار اللبنانيين، دار تؤكد على الثوابت الإيمانية الإسلامية وتؤكد على الثوابت الوطنية، ثوابت الإيمانية لوحدة المسلمين لنبذ الفتنة في هذا الكلام الطيب الذي سمعتموه من فضيلة الشيخ حسان عبدالله والثوابت الوطنية معها في التصدي دائماً والتأكيد دائماً أن العدو هو إسرائيل.

وأضاف : هنا في هذا اليوم بالذات أريد أن أقول إذا ما أخطأ إنسان من السنة أو من الشيعة فالذي يخطىء هو ولايخطىء المسلمون السنة و المسلمون الشيعة فيما يخص المعتقد والدين والإسلام والإيمان والكلام عن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام هذه ثوابت إسلامية عقائدية عند السنة وعند الشيعة. هذا ما أكده الشيخ حسان الذي نبادله المودة وسنبقى على تواصل مع هذا التجمع الذي يعمل من أجل وحدة المسلمين ووحدة صفهم ووحدة كل القضايا الإيمانية والوطنية.
رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد استقبل وفد تجمع العلماء المسلمين، في حضور بلال نعمة من قيادة التنظيم.

بعد اللقاء قال سعد: "تشرفنا بلقاء السادة في "تجمع العلماء المسلمين" الذين وضعونا في صورة الجهد الطيب الذي يقومون به من أجل تعزيز مناخات الوحدة الوطنية في لبنان، خصوصا في ظل الأوضاع المضطربة، وفي ظل استمرار منظومة تقوم بالتحريض لإثارة النزاعات والفتن في لبنان".

أضاف: "صيدا وأبناؤها حريصون على الوحدة الوطنية التي هي أساس لمواجهة التحديات أكانت خارجية أم داخلية. والتحديات الخارجية معروفة، فالعدو الصهيوني يتربص بنا، ويعربد في سماء لبنان، ولا يزال يحتل أراضي لبنانية. والولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما يدعمون العدوان الصهيوني ضد لبنان. لذا صيدا حريصة على الوحدة الوطنية لمواجهة هذه التحديات. كما أن صيدا حريصة على الوحدة الوطنية لمعالجة الأزمات التي يعاني منها الشعب اللبناني على الصعيد المعيشي، وهي أزمات متعددة ومتفاقمة؛ والتي تحتاج لكي نواجهها إلى سياسات حكومية تنحاز إلى مصالح الغالبية الساحقة من اللبنانيين، وإلى تماسك وطني وخطاب وطني جامع بديلا عن الخطاب التفتيتي الذي يقسم الناس، ويجعل منهم أشتاتا وشراذم".
عبدالله
بدوره، صرح الشيخ حسان عبدالله باسم الوفد قائلا: "تشرفنا بزيارة رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد من ضمن جولة نقوم بها في صيدا، خصوصا في ظل الأجواء المشحونة، لنؤكد أن صيدا ستبقى أولا بوابة المقاومة، وثانيا أنها ستبقى في إطار الوحدة الإسلامية والوطنية، ولن يستطيع أحد جرها إلى موقف آخر.
وأكد عبدالله أن "تجمع العلماء المسلمين" يسعى إلى وأد الفتن في مهدها"، مؤكدا "أن الناس الطيبين مؤمنون بالوحدة، وبأنهم شعب واحد من كل الطوائف والمذاهب، وبينهم تواصل اجتماعي وعائلي". وقال: "لا توجد أزمة لكي نقول أن هناك أزمة نعمل على حلها، بل يمكننا القول إنها غيمة صيف ومرت".
إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود:
وقد اختتم الوفد زيارته لمدينة صيدا بزيارة إمام مسجد القدس فضيلة الشيخ ماهر حمود الذي بذل جهدا مشكورا وسعيا حثيثا لإحتواء الوضع و جرى استعراض للشؤونا لإسلامية والوطنية العامة والتأكيد على وحدة الصف لمواجهة المخاطر والفتن التي يواجهها لبنان والمنطقة.
وتعليقا على طي صفحة التوتر المذهبي الذي كان سائدا في صيدا خلال الأسبوع الماضي قال الشيخ ماهر حمود : الحمد لله أن الموضوع قد انتهى بأقل الخسائر الممكنة ، وان كنا نتمنى أصلا عدم إثارة المواضيع التي فيها حساسية أو تفسير مذهبي من على المنابر كافة خاصة في ظل مؤامرة غربية واضحة هدفها الرئيسي إحداث فتنة سنية شيعية لإضعاف الصف الإسلامي وإرهاق الحركات الإسلامية الصاعدة وإلهائها عن أي انجاز محتمل : إن إذكاء أي فتنة مذهبية يعني ضربا مباشرا للشعار الإسلامي المشهور الإسلام هو الحل ، عندما يثير الإسلام الفتن المذهبية ويستخرج المسلمون من كل الفئات والمذاهب مآسي التاريخ الإسلامي ليصبح لغة معاصرة، فان الذي سيحصل هو أن الإسلام سيصبح في عيون المتربصين : الإسلام هو المشكلة وليس هو الحل ، على الجميع الانتباه من هذه المؤامرة .
وعلى سبيل المثال نقول : اكتشفنا اليوم بطريق الصدفة ، بتقدير الله ، إن شابا معتوها يتناول حبوبا مهدئة للأعصاب كان خلال التوتر المذهبي الذي ساد في الأسبوع الماضي ينوي القيام بعمل ارعن ، وتم اكتشافه وضبطه في اللحظات الأخيرة ، من كان سيصدق أن هذا الشاب هو ارعن يعيش الهلوسات التي يعاني منها المرضى الذين يعانون من انفصام شخصية ، من كان سيصدق ذلك ، لو انه بالفعل قام بعمله ، كان كل فريق سيقول أن الفريق الآخر هو الذي أرسله، وكان يمكن للفتنة أن تكبر وان تأخذ أبعادا دموية ، ولكن الله لطيف بعباده ، ولعل الله اطلع على قلوب المصلحين الذين بذلوا كل الجهود لإطفاء بذور الفتنة قبل أن تصبح فتنة حقيقية ، فأكرمهم بكشف هذا قبل أن يفعل أي شيء ، ولعل الذين لم يكتشفوا هم أكثر بكثير ، {...وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ...} الأنفال 60
ولا بد من القيام بخطوات حثيثة لمنع احتمال حصول فتن قبل أن تقع ، وليس هذا صعبا على العقلاء والواعيين الذين اثبتوا أنهم موجودون وفاعلون بإذن الله .
وتعليقا على طي صفحة التوتر المذهبي الذي كان سائدا في صيدا خلال الأسبوع الماضي قال الشيخ ماهر حمود : الحمد لله أن الموضوع قد انتهى بأقل الخسائر الممكنة ، وان كنا نتمنى أصلا عدم إثارة المواضيع التي فيها حساسية أو تفسير مذهبي من على المنابر كافة خاصة في ظل مؤامرة غربية واضحة هدفها الرئيسي إحداث فتنة سنية شيعية لإضعاف الصف الإسلامي وإرهاق الحركات الإسلامية الصاعدة وإلهائها عن أي انجاز محتمل : إن إذكاء أي فتنة مذهبية يعني ضربا مباشرا للشعار الإسلامي المشهور الإسلام هو الحل ، عندما يثير الإسلام الفتن المذهبية ويستخرج المسلمون من كل الفئات والمذاهب مآسي التاريخ الإسلامي ليصبح لغة معاصرة، فان الذي سيحصل هو أن الإسلام سيصبح في عيون المتربصين : الإسلام هو المشكلة وليس هو الحل ، على الجميع الانتباه من هذه المؤامرة .
وعلى سبيل المثال نقول : اكتشفنا اليوم بطريق الصدفة ، بتقدير الله ، إن شابا معتوها يتناول حبوبا مهدئة للأعصاب كان خلال التوتر المذهبي الذي ساد في الأسبوع الماضي ينوي القيام بعمل ارعن ، وتم اكتشافه وضبطه في اللحظات الأخيرة ، من كان سيصدق أن هذا الشاب هو ارعن يعيش الهلوسات التي يعاني منها المرضى الذين يعانون من انفصام شخصية ، من كان سيصدق ذلك ، لو انه بالفعل قام بعمله ، كان كل فريق سيقول أن الفريق الآخر هو الذي أرسله، وكان يمكن للفتنة أن تكبر وان تأخذ أبعادا دموية ، ولكن الله لطيف بعباده ، ولعل الله اطلع على قلوب المصلحين الذين بذلوا كل الجهود لإطفاء بذور الفتنة قبل أن تصبح فتنة حقيقية ، فأكرمهم بكشف هذا قبل أن يفعل أي شيء ، ولعل الذين لم يكتشفوا هم أكثر بكثير ، {...وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ...} الأنفال 60
ولا بد من القيام بخطوات حثيثة لمنع احتمال حصول فتن قبل أن تقع ، وليس هذا صعبا على العقلاء والواعيين الذين اثبتوا أنهم موجودون وفاعلون بإذن الله .

الأحد، ديسمبر 11، 2011

جريدة القبس :: محليــــــــــــات :: مؤتمر «السابقون الأولون» يبحث التقريب بين المذاهب :: 11/12/2011

جريدة القبس :: محليــــــــــــات :: مؤتمر «السابقون الأولون» يبحث التقريب بين المذاهب ::

11/12/2011



الأوقاف: التحقيق مع إمام في تهمة إثارة الطائفية
مؤتمر «السابقون الأولون» يبحث التقريب بين المذاهب
حمد السلامة
أعلن وزير الاوقاف ووزير الدولة لشؤون الاسكان، محمد النومس، عن تنظيم مؤتمر «السابقون الاولون»، تحت رعاية سمو أمير البلاد، والذي سيناقش تقبل الرأي الآخر. وتؤكد «الاوقاف» في هذا المؤتمر على مبدأ الشراكة، الذي يعد من أبرز قيم استراتيجيتها، وذلك من خلال تعاونها مع رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ومبرة الآل والأصحاب في دولة الكويت، وسيقام المؤتمر في الفترة من 20 الى 22 الجاري.
واضاف النومس، في تصريح صحفي، أن المؤتمر يستضيف أكثر من 60 شخصية إسلامية من الكويت والدول العربية والإسلامية، ممن لهم باع طويل في تراث آل البيت والأصحاب، وسيناقشون 8 محاور مهمة تتعلق بالبصمات الحضارية للآل والأصحاب من خلال تراثهم، وتأطير المنهجية السليمة لفهم النصوص المتعلقة بالآل والأصحاب، وذلك من خلال طرح هادف وورش عمل جادة.
وأوضح ان الوزارة تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى إبراز ونشر ثقافة تقبل الآخر من خلال الآل والأصحاب، بالإضافة إلى المنهجية السليمة لمفهوم النصوص المتعلقة بالآل والأصحاب بين الغلو والاعتدال. ومن جانب آخر علمت القبس أن الوزارة بصدد التحقيق مع إمام مسجد في منطقة الصباحية لتجاوزه ميثاق المساجد وتطرقه لقضايا وامور تثير الفتنة الطائفية.

الأربعاء، ديسمبر 07، 2011

As-Safir Newspaper - عناية جابر : ألغيت ندوة عن ترانسترومر حائز نوبل لأسباب إدارية
إلغاء الطائفية مستحيل والاستغناء عنها ممكن



إلغاء الطائفية مستحيل والاستغناء عنها ممكن

(من اليمين) المولى، سنو، السمّاك ومسوح في ندوة «إلغاء الطائفية السياسية» (علي علوش)





في اليوم الثالث من معرض الكتاب العربي العالمي، بدأت الأروقة تتضح أمامنا، وبدأ الإيقاع يصبح أليفاً وبعيداً عن إرباكات البدايات. المتاهات التي كنّا ندخلها للعثور على دار نشر، أصبح الطريق إليها أكثر وضوحاً. السائل عن مواقع الدور، وعن المكتب الاعلامي، وعن المداخل والمخارج هنا وهناك، اصبح الأثر الذي يعيّنه بنفسه هو الهادي والموصل إلى المبتغى. أمس الاثنين استوت القاعة الضخمة على أغلب زائريها، كما زاد عدد مشتريات الكتب بين أيدي الجائلين. حركة الناس لم تعد متأملة، بل لاح ما يشبه الثقة على الوجوه في سعيهم إلى مبتغاهم واختياراتهم. كنّا نأمل ان يكون لفعاليات أمس الاثنين مذاقها الطيّب والمختلف خصوصاً مع الأمسية الشعرية التي كانت مقررة حول الاعمال الشعرية الكاملة للشاعر السويدي توماس ترانسترومر الحائز جائزة نوبل للآداب لهذه السنة وكان ليشارك فيها (صادرة عن دار الجمل) الشاعر والمترجم قاسم حمادي، والزميل الشاعر والمترجم إسكندر حبش، وكنّا نأمل ان تكون هذه الندوة عماد أنشطة أمس الاثنين نظراً إلى أهميتها، سوى انها ألغيت في اللحظة الأخيرة، نتيجة عدم تجهيز القاعة التي كانت لتعقد فيها، ما اضطر الشعراء إلى الانسحاب وإلغاء الأمسية. أردنا فعلاً ان نسمع شذرات مترجمة للشاعر السويدي، وكلمتين تضيئان بعض الوقفات الشعرية لترانسترومر، إلا ان الأمور سارت في اتجاه آخر.
ندوة «كيف نلغي الطائفية السياسية» شارك فيها كل من محمد السماك والأب جورج مسوح وسعود المولى، وأدارها عبد الرؤوف سنو، الذي أشار إلى ان إلغاء الطائفية السياسية هو موضوع مستعص وشائك، ويحتوي على إشكاليات كثيرة تجعل الإقدام عليه محفوفاً بالمخاطر. كما اعتبر سنو انه مع تغير الديموغرافيا لمصلحة المسلمين في الستينيات من القرن الماضي، ظهرت مطالبة إسلامية بكسر احتكار الموارنة لرئاسة الجمهورية وللمفاتيح الأساسية في الادارة، ليشرح بعدها المراحل التاريخية لهذا الصراع، تداعي الميثاق الوطني، اتفاق الطائف ـ وثيقة الوفاق الوطني. سنو رأى أخيراً او تساءل بالأحرى عن إمكان جعل أبناء الطوائف الدينية ينظرون إلى أنفسهم على انهم أبناء وطن واحد أولاً، وليسوا أبناء طوائف ومذاهب، ويرون في لبنان الوطن هويتهم ومصالحهم.

تفجر العصبيات

محمد السماك اعتبر ان معالجة موضوع الندوة في لبنان يتطلب التذكير بأمرين شكليين لكنهما مهمان: الأول هو ان إلغاء الطائفية أمر مستحيل، لكن الاستغناء عن الطائفية أمر ممكن، وهناك فرق كبير بين عملية الإلغاء وعملية الاستغناء إذ يحمل الإلغاء طابع القسرية والفرض، والمجتمع المتعدد لا يتحمل هذا الأسلوب من التغيير. رأى السماك ان لبنان ليس الدولة الوحيدة في العالم التي تعايشت سلباً أو إيجاباً مع نظام طائفي بصيغة ما. فالتاريخ عرف امبراطوريات تمتعت بتعدد ديني وعنصري، وخلص السماك إلى ان العالم العربي بدأ يشهد بداية تفجرات لعصبيات طائفية ومذهبية مقلقة، بل مخيفة.

العدالة والكرامة

سعود المولى تحدث في مستهل مداخلته عن الرؤية الإسلامية لإلغاء الطائفية السياسية، معتبراً ان الحديث عن الطائفية السياسية في لبنان هو حديث عن الصيغة اللبنانية وعن النظام السياسي الأصلح والأفضل أو الأنسب لبلد هو لبنان. يرى المولى ان ما حكم الفكر السياسي اللبناني والعربي هو واقع تصوري أصبح مقياساً للعمل والسلوك على حد تعبير تيودور هانف، كما تطرق إلى موضوع الطوائف والطائفية السياسية، مشيراً إلى ان المشكلة في بلادنا تكمن بالتحديد في السيطرة السلطوية الاستبدادية التي لا تولد دولة مركزية ديموقراطية في مجتمعات تعددية، وإنما تقود إلى تفتت طائفي وقبلي أساسه ما نسميه استراتيجيات الهوية. حول الصيغة اللبنانية وإلغاء الطائفية السياسية، اعتبر المولى ان لبنان انجز، برغم كل تشكيك، أفضل صيغة في التاريخ للعيش المشترك وان الواجب الديني أولاً، والسياسي ثانياً، يفترضان المحافظة عليها وصونها وترسيخها، مستشهداً بما قاله الإمام شمس الدين بأن الأطروحة الحارة والساطعة والمتوهجة التي سادت العقدين الأخيرين عن سعي المجتمع اللبناني لإلغاء نظامه القائم فعلاً، وبأن تنظيم العلاقة بين الدولة والدين، وإحلال التناغم والانسجام بينهما على أساس العدالة والكرامة، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.

المواطنة والحرية

مسوح رأى انه قبل إلغاء الطائفية السياسية، لا بد من القيام بعدة خطوات ضرورية، من دونها لا يمكن الوصول إلى إلغاء حقيقي للطائفية، بل نكون قد انتقلنا إلى حالة طائفية جديدة تسيطر فيها الأكثريات العددية الطائفية والمذهبية على الأقليات. يجب إزالة الطائفية من النفوس قبل النصوص أو من النصوص قبل النفوس، وينبغي العمل على تهيئة الناس عبر السعي إلى تحقيق إنشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف، وانتخاب المجلس النيابي بعيداً عن الانتماء الطائفي، وسن قانون للأحزاب يمنع تشكل أحزاب غير متنوعة دينياً وطائفياً، وقانون للاعلام يمنع استعمال المنابر الاعلامية لشحن المواطنين بالطائفية، سن قانون مدني اختياري، في مرحلة اولى للأحوال الشخصية والعمل على كتاب تربية دينية مشترك بين المسيحيين والمسلمين يتعرف فيه الطالب على دينه ودين شريكه في الوطن بلغة علمية ومنطقية بعيدة عن التبشير أو الدعوة، ودعم قيام هيئات المجتمع المدني التي تدافع عن قيم المواطنة والحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية.
يذكر ان دار «الرمك» نظمت ندوة تجربتي في الكتابة، ضمت مشاركين ومشاركات تحدثوا في علاقتهم بالكتابة وبداياتها، وأدار الندوة الروائي علي سرور.

السبت، ديسمبر 03، 2011

الجزائر - يومية اخبارية | المذهب الأحمدي ينتشر في السلك شبه الطبي

الجزائر - يومية اخبارية | المذهب الأحمدي ينتشر في السلك شبه الطبي




الكاتب: مصطفى بسطامي.
الجمعة, 02 ديسمبر 2011

كشف إمام وأستاذ جامعي لـ"الجزائر" عن انتشار المذهب الأحمدي في الجزائر بشكل رهيب، وأكد على أنّ السلك شبه الطبي صار مساحة لزرع أفكار هذا الاتجاه الداعية أن أحمد ميرنا الهندي هو خاتم الأنبياء، واتهم، من جهة أخرى، كلية العلوم الإسلامية بالتسبب في اختلاط المذاهب على الطلبة.

وحذّر الأستاذ في مادة المذاهب الإسلامية من عاقبة تدريس المذاهب بالشكل الذي هي عليه، حيث يقول إنّ الطالب يتعلم المذاهب كلها مرّة واحدة، وكان من المفروض، يُضيف، أن يتعلم المذهب المالكي، لأننا مالكيين، ثم ينتقل إلى غيره.

وقال إنّ كل الأفكار صارت تنتشر في الوقت الحالي، وشدّد على أن البعض يُحاول أن يستغل الوضع لنشر مذاهب خاطئة، وأفكار مدمرة.

وكشف ذات المتحدث أنّ الأمر يزداد خطورة حين يتعلق بمذاهب مثل المذهب الأحمدي، والذي، قال، صار ينتشر في سلك شبه الطبي، حيث أن طالبة قدمت إليه وناولته كتابا فيه دعوات إلى اعتناق هذا المذهب، والعمل بما يدعو إليه، وفيه أفكار وطرائق لمذهب الأحمدي، وقالت إنّ بعض زملائها تلقوا نفس المنشورات والكتب.

وشرح الإمام الذي ينشط بإحدى المساجد في العاصمة، أنّ الأحمديّة هذه تنفي أن يكون محمد، عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء، وأنّ المدعو "ميرنا" في الهند هو خاتم الأنبياء. ويتهم الصهاينة بالضلوع في نشر هذا المذهب في الجزائر، الذي يُعتبر، قال محدثنا، فتنة حقيقة تهدد تلاحم هذا المجتمع، وتفسد عليه دينه، وقال إن تجربة التسعينات لا بد أن نستفيد منها.


شارك في تنظيمها بلندن المركز العالمي للوسطية بالكويت: ورشة الاجتهاد بتحقيق المناط في فقه الأقليات

شارك في تنظيمها بلندن المركز العالمي للوسطية بالكويت

ورشة الاجتهاد بتحقيق المناط في فقه الأقليات


شارك في تنظيمها بلندن المركز العالمي للوسطية بالكويت

3/12/2011 الآن-مجتمع 11:30:00 AM
ورشة الاجتهاد بتحقيق المناط في فقه الأقليات
الوكيل مطلق القراوي

عقدت في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي ورشة 'الاجتهاد في تحقيق المناط فقه الأقليات' والتي نظمها المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن والمركز العالمي للوسطية بدولة الكويت بحضور جمع كبير من العلماء والمتخصصين منهم د. عبدالله المعتوق رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وزير العدل وزير الأوقاف الأسبق، د. عبدالله عمر نصيف الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي د. عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف ود. مطلق القراوي وكيل وزارة الأوقاف المساعد للتنسيق والعلاقات الخارجية ، كما شارك في الورشة وزير العدل السابق بالمملكة المتحدة شاهد مالك، وثلة من علماء ومفكري الأمة الإسلامية وقادة العمل الإسلامي في الغرب .

وتهدف الورشة إلى دراسة تحقيق المناط في فقه الأقليات، وبحث المشاركون العديد من المحاور التي تتعلق بفقه الأقليات المسلمة التي تقيم في بلاد غير إسلامية

وفد أعد الشيخ عبدالله بن بيه سبقاً علمياً في تدقيق المفاهيم الرئيسة لموضوع تحقيق المناط في فقه الأقليات وعلاقته بالواقع ، والمتوقع وعليها بُنيت أعمال الورشة ومن المحاور الرئيسة التي تطرق لها المشاركون:-

- الواقع المعاصر ودور الإعلام في جعل العالم قرية واحدة تتعايش فيها كل الديانات والثقافات.

- تحقيق المناط في القضايا الاجتماعية والمشكلات السياسة والاقتصادية.

- واقع الأقليات في المجتمع الذي يعيشون فيه ونظمه وقوانينه ومدى مرونتها وصلاحيتها وفلسفتها ، وواقع الأقلية المسلمة من ضعف وقوة وفقر وثراء وتعلم وجهل .

- مناقشة واجبات الأقلية المسلمة في الدول التي يقيمون فيها ، وغيرها من المحاور الأخرى.

وانتهت ورشة 'الاجتهاد بتحقيق المناط في فقه الأقليات' أعمالها بصدور عدد من الاقتراحات والتوصيات هي :-

أ‌) إجراء دراسات وصفية مركزة للواقع العام للبلدان التي توجد فيها أقليات تكون عوناً وسنداً للاجتهاد بتحقيق المناط .

ب‌) الاهتمام بدراسة المزالق المنهجية في تحقيق المناط التي تنتج تطبيقات فقهية خاطئة لا تراعي الواقع الحقيقي للأقليات المسلمة ، خاصة أن بعضها أضر كثيراً بأقليات مسلمة في دول كبرى لها وزنها العالمي .

ت‌) التأكيد على ضرورة إشراك أهل الخبرة بالوقع في مختلف مستوياته في هذه المدارسات المتعلقة بتحقيق المناط .

ث‌) العمل على تكوين علماء من أبناء الأقليات المسلمة ليكونوا مؤهلين لتحقيق مناطات واقعهم بمختلف مستوياته ومجالاته انطلاقاً من الجهد المشكور والمقدر من المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي كان مؤسسة رائدة في إرشاد المسلمين وتبصيرهم بأمور دينهم .

ج‌) دعوة الأقليات المسلمة إلى التركيز على التربية الإسلامية لتأهيل أبنائهم للاندماج في مجتمعاتهم بما يحفظ هويتهم الإسلامية، ودعوتهم إلى الإحسان إلى جيرانهم ومجتمعاتهم التي يعيشون فيها ليجسدوا الأخلاقيات الإسلامية ويبرزوا الصورة الحقيقية للإسلام التي تشوهت في كثير من المجتمعات الغربية، بسبب أعمال خارجة عن القانون وعلى الشرع ، قام أفراد لا يمثلون الإسلام والمسلمين.

ح‌) دعوة الأئمة والخطباء والدعاة وقادة الفكر والرأي في الأقليات إلى ترسيخ ثقافة التعايش والتآلف والتعاون على البر والخير وتجسيد ذلك في مبادرات وأنشطة عملية.


الأسد : معركتنا ليست مع العرب | الأخبار

الأسد : معركتنا ليست مع العرب

الرئيس السوري بشار الأسد مطمئنّ إلى حال الاستقرار في لبنان. يؤكد أنه غير مطّلع على التفاصيل الداخلية اللبنانية حالياً، إلا أن الحكومة الحالية ستستمر في أداء مهماتها كما يبدو. وحين تحل الأزمة السورية، فإن لبنان سيمرّ في فترة مريحة أكثر، وخاصة أن كل العالم اليوم يركز على سوريا، «لكننا نتلقى الضربات ونستوعبها»

أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أمام وفد «تجمع العلماء المسلمين في لبنان»، برئاسة رئيس مجلس الأمناء الشيخ أحمد الزين، أن الولايات المتحدة تحاول تغطية انسحابها من العراق عبر افتعال المشكلات في سوريا، قبل أن ينتقل الى الوضع الداخلي السوري، مشيراً الى أن الإسلاميين مشارب شتى، وحتى من ضمن الفكر السلفي فالبعض تكفيري، بينما هناك من هم دعويّون، وبين الفرق الأخرى أيضاً، ما بين الاخوان المسلمين وما بين الفرق الصوفية وما بين هذه وتلك. لكن السلطات السورية تعاملت مع الكل بنفس العصا، وأغلقت العديد من المعاهد الدينية، وطاردت العديد من الاشخاص، وضربت مجموعات لا شأن لها بتهديد الاستقرار. وبعدما كانت سوريا مقصداً للمسلمين الراغبين في الدراسات العليا في الشريعة من كل دول العالم الاسلامي، سواء العربية أو غير العربية، تخلت عن هذا الدور ولم تعد تستوعب هؤلاء.
وطلب الأسد، في اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات وبدأ بمطالعة قدمها امين الهيئة الادارية الشيخ حسان عبد الله عن تاريخ التجمع ودوره في لبنان وعمله في الاوساط الاسلامية، التدقيق في مصطلح الاسلاميين، مفضلاً تعبير المسلمين، ثم اعترف بأن سوريا اخطأت في التعامل مع كل المؤسسات الاسلامية كأنها واحد، «والآن نعيد النظر في اسلوب التعامل مع الكل، وقد أسسنا قناة اعلامية باسم نور الشام اسلامية متخصصة، ونحن نسعى الى تبديل التضييق الذي ساد في الماضي بتوسيع على المسلمين السوريين».
وحول امكانية الحوار مع حركة الاخوان المسلمين، عرض الاسد العلاقة مع حركة الاخوان ليقول فتحنا سابقاً ابواب الحوار مع الاخوان عدة مرات، الا اننا لم نصل الى نتيجة، وكان ذلك بفعل تشبث الاخوان برأيهم، وبعدها ايضاً كنت مستعداً للحوار انطلاقاً من مرحلة حماه، وصولاً الى الحاضر، ولم اكن انوي تجنب اي نقطة او مرحلة، لكن اليوم نحن غير مستعدين للحوار معهم ما لم يتخلوا عما هم فيه.
ولكن ميز الاسد في حواره مع العلماء ما بين مجموعات الاخوان في سوريا وما بين الموقف السوري من حركة حماس، مؤكداً ان الحركة تحت الاحتضان الكامل وتحظى بالدعم الكامل، ولا نربطها بالأطراف المتدخلة في الأحداث، وهي حركة اساسية في القضية الفلسطينية، ويتم التعامل معها من هذا المنطلق.
ويضيف الأسد ان الجو المذهبي لم يكن موجوداً في سوريا، وكانت السلطات تتعامل مع اية محاولة لإثارته بحزم، لكن هناك من عمل على اشاعته، واليوم انحسر هذا الجو الى منطقة حمص فقط. وفي السابق، حاول البعض المطالبة بسوق للهال بديلاً من السوق الموجود في احدى المدن السورية، على اساس ان هذا السوق الموجود اغلبيته من السنة، وكان الجواب بالرفض القاطع.
واشار الأسد الى الموقف الاستراتيجي لدى روسيا تجاه سوريا، حيث يراهن البعض على امكانية تحول في الموقف الروسي الداعم لسوريا، ووافق الأسد على التحليل الذي قدمه احد زواره، قائلاً ان ما قدمته روسيا كان استراتيجياً، ولن تتراجع عنه، وهم اليوم معنا في هذه المعركة.
وأضاف: لا ثمن يمكن تقديمه لروسيا يوازي خسارة سوريا ودورها في المنطقة، فخسارة الدور السوري يعني خروج روسيا نهائياً من الشرق الاوسط، وكاشف ضيوفه قائلاً ان سوريا لم تكن متشجعة للموافقة على وثيقة جامعة الدول العربية، الا ان القيادة الروسية تمنت موافقة سوريا عليها لتخفيف الضغط على سوريا ولإيجاد بيئة اكثر ايجابية، وهو ما حصل فوافقت دمشق على البروتوكول.
وتابع موضحاً إن معركة سوريا ليست ضد العرب، ولا تهتم سوريا بالتحركات العربية التي تجري حالياً، وبعض الدول العربية غير مقتنعة بالموقف الذي أبدته في جامعة الدول العربية ضد سوريا، وقد تلقينا العديد من الاتصالات من دول عربية أكدت أن شيئاً لن يتغير في العلاقات الثنائية بعد صدور قرار العقوبات بحق سوريا، خاتماً بالقول ان الزعماء العرب سيأتون الى دمشق ليعتذروا في النهاية.
وأبدى الاسد استغرابه لموقف السودان من سوريا، وخاصة ان سوريا لطالما دعمت السودان خلال الفترة الصعبة التي مر بها والعقوبات التي تعرض لها، لكنه في النهاية وافق على العقوبات ضد سوريا.
وتطرق الضيوف الى الاعلام السوري ومدى تقصيره في اظهار الحقائق الى العالم، وخاصة لناحية بعض ما يرد فيه من مستوى خطاب سياسي، مشيرين الى عدم الكفاءة في التعامل مع الأزمة، عدا عن الثغرة الكبيرة التي سادت في مؤتمر وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
ووافق الأسد على التقصير الذي يعيشه الإعلام السوري، قائلاً انه لم يصل بعد الى اداء دوره، والآن يجري تطوير العمل الاعلامي، مستطرداً إنه لم يشاهد شريط الفيديو في مؤتمر وليد المعلم.
وانتقل الى الحديث عن العقوبات الاقتصادية، معتبراً أنها ستؤثر على سوريا، لكنها لن تكون كارثية، وسيكون هناك مجموعة من الاجراءات التي ستساعدنا في مواجهة هذه العقوبات.
وتابع ان الجمهور الذي ينزل الى الشوارع ليس بالضرورة انه كله مؤيد للنظام، لكن الناس مستفزون من موقف العرب وخاصة جامعة الدول العربية تجاه بلادهم، وقاموا بردة فعل عليها. وأضاف: معركتي ليست مع العرب، لذا لا نهتم بما ينتج منهم، لكن المعركة مع من يحركون الدول العربية اليوم.
وأوضح ان الخطة الاميركية كانت تقضي بتقسيم العراق، الا ان الاميركيين اكتشفوا ان تقسيم العراق مستحيل بوجود سوريا الى جانبه، فإما سوريا مقسمة وعندها يمكن تقسيم العراق وإما البلدان لا يقسمان، واليوم الاميركيون في اضعف اوضاعهم الخارجية، وكان همهم هز الوضع السوري لتغطية الانسحاب من العراق، ويريدون تغيير النظام في سوريا، لكنهم لن يتمكنوا من ذلك.
وأشار الى ان تركيا لا يمكنها ان تملي على سوريا ارادتها، وأن تركيا تدخل في امر اكبر من حجمها الاقليمي وأكبر مما يسمح به واقعها، مكرراً ان المعركة مع الغرب.
وقال بثقة انه يعلم ان المعركة ليست قصيرة، وهي قاسية، لكن الظروف اليوم افضل مما كانت عليه قبل اشهر، وقد طلب من الجيش دائماً عدم استخدام الاسلحة الثقيلة في المعارك العسكرية، والاكتفاء بالاسلحة الخفيفة.
وشدد على انه لا تراجع في موضوع الاصلاحات، وهي تتقدم، لكن الغرب لا يطلب من سوريا القيام بإصلاحات، بل هو يبدي استعداده لغض الطرف عن الاصلاحات اذا التزمت سوريا بمطالب وزير الدفاع الاميركي الاسبق كولن باول، وخضعت للشروط الغربية.
وأشار الاسد رداً على سؤال من احد ضيوفه عن استعداده لاستقبال سعد الحريري مجدداً، الى أن سوريا لم تغلق بابها امام احد، مضيفاً ان ساعات اللقاءات مع سعد الحريري اوضحت له ان الحريري لا يحبذ الحديث في السياسة، بل في شؤون متفرقة أخرى، الا ان دمشق تستقبل كل من يطرق بابها، وفي حال عودته عن موقفه فلا مانع من استقباله، على الرغم من كل الكلام الذي قاله.
واقترح الوفد القيام بصيغة تواصل ما بين علماء لبنان وعلماء سوريا، وعقد مؤتمر مشترك، وأبدى الأسد حرصه على رعاية مؤتمر مشابه. كما اتفق على آلية للتواصل بين تجمع العلماء المسلمين في لبنان والرئيس السوري.
(الأخبار)
العدد ١٥٧٦ الجمعة ٢ كانون الأول ٢٠١١

الثلاثاء، نوفمبر 29، 2011

Dar Al Hayat - تفاسير باطلة لـ «الطائفية»!

Dar Al Hayat - تفاسير باطلة لـ «الطائفية»!
تفاسير باطلة لـ «الطائفية»!
الثلاثاء, 29 نوفمبر 2011
سلطان العامر

الطائفية، وإن بدت دينية وتعتمد على تراث مذهبي قديم، إلا أنها ظاهرة علمانية سياسية حديثة. وهي بهذا التحديد تلغي حزمة من التفاسير التي تحاول تأويل ظهورها في الفضاء السياسي العربي منذ انفجارها في الحرب الأهلية اللبنانية عام ١٩٧٥، الذي ازداد تركزاً وبروزاً لتصبح القضية السياسية الأبرز منذ احتلال العراق، وفي هذا المقال سأركز على مناقشة هذه التفاسير، مرجئاً تقديم تفسير مختلف لهذه الظاهرة إلى مقال آخر.

أول هذه التفاسير هو ذلك الذي يرى في الطائفية محض امتداد للصراع المذهبي القديم المتجذر في التراث الإسلامي، ولعل أحد أهم من تبنى هذه النظرة هو جورج طرابيشي في بحثه «العلمانية كإشكالية إسلامية - إسلامية»، الذي حاول فيه تبرير المطالبة بالعلمانية لا باعتبارها حاجة للعرب المسيحيين فقط، بل أيضاً كحل للاختلافات المذهبية بين الفرق الإسلامية، التي قام برصد تاريخ الصراع بينها، إلا أن عملية الرصد هذه التي قام بها لا تنهض إلا كدليل نقض لأطروحته من جهتين، فمن ناحية أولى، كون الصراعات هي التي تذكر في التاريخ، فما هذا إلا لأنها الاستثناء لا القاعدة، أما الجهة الثانية، فهي أن أياً من الحوادث التي قدمها «طرابيشي» لا تصل للمستوى الذي يمكن تصنيفه «اقتتال طائفي»، أي اقتتال على الهوية الطائفية، كما هي الحال في الحرب الأهلية اللبنانية، أو الاقتتال الطائفي في العراق بعد الاحتلال الأميركي.

إن الطائفية تختلف جذرياً عن «الكره المذهبي» الديني - وإن كانت تعتمد عليه وتستقي منه كتراث - وذلك بكونها تحول المذهب من «معتقد ديني» إلى «هوية سياسية»، أي تحويل المنتمين إليه إلى «جماعة سياسية» لا مجرد أتباع مذهبيين يزدادون وينقصون بمجرد تغيير المعتقد، ويتضح هذا جلياً في دولة طائفية كلبنان، إذ إن الشيعي يظل شيعياً - من ناحية التصويت والانتخاب وباقي الحقوق السياسية - حتى لو كان ملحداً، وبالتأكيد على هذا الاختلاف الجوهري، تصبح كل ملتقيات التقارب المذهبي والديني غير ذات معنى، لأن المسألة سياسية علمانية - أي تتعلق بشؤون هذا العالم - وليست دينية.

يأتي التفسير الثاني لظهور الطائفية - الذي قدمه توفيق السيف في بحثه «المسألة الطائفية» - باعتبارها أنسب الأطر للتعبير عن غياب العدالة الاجتماعية والتفاوت الطبقي والاقتصادي والمعيشي داخل الدول، وعلى رغم القدرة الهائلة التي يمتلكها هذا التفسير على الربط بين الظروف المعيشية وتبني الخطاب الطائفي، إلا أنه يرجع تبني المظلومين لـ «الخطاب الطائفي» كإطار للتعبير عن المظالم وغياب العدالة، إلى محض كونه أفضل المتاح، ومن هنا يعتبرها مجرد مشكلة اقتصادية حقوقية أقلوية، يمكن حلها عبر إصلاحات اقتصادية وقانونية والتزام أكثر بحقوق الإنسان. أي أنه في الوقت الذي يلغي فيه كون الظاهرة: دينية، يلغي أيضاً أنها سياسية - أي مرتبطة بالموقف من العلاقة مع الدولة الحديثة - بل مجرد خطاب مناسب - تم اختياره لمجرد فاعليته، ويمكن استبداله بآخر أكثر فاعلية - للتعبير عن احتقان من حال اقتصادية وقانونية متدنية.

إلى جانب هذه التفاسير، يأتي التفسير الثالث الذي لا يرى في «الطائفية» إلا محض دعاية حكومية (بروباجندا) تستخدمها الحكومة كذريعة من أجل إشغال مكونات المجتمع ببعضها البعض عن قضايا أكثر جوهرية، وعلى رغم أنه صحيح أن الدول تستخدم دعاية طائفية كمسوغ لتحقيق أهداف سياسية معينة، إلا أن هذا لا يفسر أبداً لماذا كان الخطاب الطائفي أكثر فاعلية من غيره لتحقيق هذا الغرض «لماذا ليست القبلية؟ لماذا ليس التخويف من خطر خارجي؟... إلخ»، إذ إن الدولة تستطيع أن تسمم البيئة الاجتماعية بتحفيز كراهية الحشود من طائفة محددة، لكنها لن تستطيع أن تفعل ذلك لو لم تكن هذه الطائفة قد ميّزت نفسها بما يكفي عن هذه الحشود، بل ووظفت مثل هذه الكراهية التي تبثها الدولة للحفاظ على استقلاليتها كجماعة عن باقي المجتمع ولمنع أفرادها من الاندماج الذي تحفزه تلقائياً الدولة الحديثة انطلاقاً من اعتبارها لذاتها ممثلاً للأمة تقف على الضد من أن توجد «أمة داخل أمة».

ما يجمع هذه المحاولات جميعاً، هو إغفال السياق التاريخي العربي الذي انهارت فيه المجتمعات الأهلية التقليدية نتيجة لتفكك الامبراطورية العثمانية الذي تبعه الاستعمار ونشوء مجموعة الدول القطرية العربية الحديثة بمآزقها كافة، وتنامي التحديث غير المصاحب للحداثة. إذ إن التداخل بين هذه العوامل في هذا السياق - هو باعتقادي - ما يوفر الأرضية النظرية المناسبة التي من خلالها يمكن مراقبة وتفسير نمو وتطور هذه الظواهر السياسية.

* كاتب سعودي مقيم في أميركا.

sultaan.alamer@gmail.com

twitter | @sultaan_1


شهادة الحسين ... بعيون مسيحية - ليلى نقولا الرحباني

كتبت في آذار 2008 ولم تنشر سابقًا
زارتني في المنام، لم أرها شخصيًا ولكني رأيت نفسي اصلي في مقام كبير وواسع، توقعت بدون أن أسأل .. إنه مقام السيدة زينب.
لم أكن من الذين يعرفون عنها، ولم أكن قد قرأت سيرتها بعد، بل أنني أكاد أجزم أنني سمعت باسمها لمامًا.. فلماذا ارى نفسي أصلي هناك لو لم تكن دعوة لي للزيارة؟
إذاً انها دعوة للزيارة قررت أن البيها... فكان القرار، وكانت الزيارة التي تأخر حصولها اسبوعين بسبب مرض ألمّ بصديقتي خلال الاسبوع الاول، وثلج غطى منطقة ضهر البيدر في الاسبوع الثاني.. لكن الاصرار جعل حصولها ممكن في الاسبوع الثالث.
من مقام ودير القديس بولس الى مقام السيدة زينب انطلقت بنا السيارة...انها المرة الاولى التي أزور بها مقام السيدة. كنت اتشوق للزيارة، وأسئلة تضج في رأسي: كيف سيكون؟ هل هو مقام صغير؟ هل يسمحون لنا بالدخول؟
توقف سائق التاكسي أمام المقام، وقال : هذا هو مقام السيدة زينب.... مقام شاسع مهيب، مأذنة مطعّمة بالفسيفساء، وقبة مذهبة ، انه مقام السيدة زينب في أحد الاحياء الفقيرة في ضواحي دمشق.
ترجلنا من السيارة وتوجهنا الى الباب الرئيسي نحاول الدخول ولكن... سيدتان مكشوفتي الرأس لا يمكن لهما ان يدخلا بدون وضع "الخمار" على الرأس!! ولما لا!! بدون تردد لبسنا العباءة السوداء ودخلنا.
خطوات قليلة وأصبحنا في الداخل، تجد رجالاً ونساءً يصلون، يلطمون ويبكون... بدون تفكير أو مشاورات جانبية، انطلقنا مدفوعتين بقوة الايمان، ورهبة المكان وسحر الصلاة، ننضم الى المصلين ونقوم بنفس الحركات التي يقومون بها..نصلي، ثم ندير وجوهنا الى القبلة لنصلي قليلاً ثم نعود لنستدير.. كانت لحظات رائعة، تفيض ايماناً وتقوى وخشوع بالرغم من أننا لم نكن نفهم شيئاً مما كانوا يقولونه.. لقد كانوا مجموعة من الايرانيين والايرانيات يصلون باللغة "الفارسية".
انتفت الحواجز الدينية ومعها سقطت الحواجز اللغوية، كان الجو مفعم بالايمان والتقوى والخشوع، شعرت بقوة وجود الله في أرجاء المكان، رحت أتمتم بدون أن أعي: "ابانا الذي في السموات ليتقدس اسمك...." هكذا تعلمت منذ الصغر أن أصلي لله، وها أنا في حضرته بحاحة الى أن أصلي .
... لم يعد للتعابير أي فرق، لم تعد اللغة حاجزاً، فالصلاة لله اذا نبعت من القلب قادرة ان تخترق اللغات والحواجز والطقوس.
انها مسألة انسانية الابعاد، وجدانية الروح، مليئة بالمؤثرات. انها تمنح الفكر حرارته وحيويته، وتخرجه من حالة فكرية صرف ليدخل حالة ايمانية غير مفهومة ولا مدركة، حالة قريبة من الشعور اللاادراكي، منفتحة على الوجدان، عصية على الاختراق..
صورة المسيح المصلوب، وصورة الحسين الشهيد... ارتسمتا أمامي. ومع البكاء والنحيب في السيدة زينب، تذكرت ترتيلة مسيحية تتردد في يوم الجمعة العظيمة، ذكرى صلب السيد المسيح على ايدي اليهود، ترنيمة تقال عن السيدة العذراء مريم التي تبكي وتنوح على ابنها المصلوب: "انا الام الحزينة وما من يعزيها..."
في هذه الذكرى، رأيت الانبياء يعيدون التاريخ ، انها الالام نفسها، انها الجرأة نفسها. لقد واجه الانبياء الضلال والطغيان بكل قوة، واجهوا الالام بكل فرح روحي، لقد قال السيد المسيح وهو يتوجه الى الصلب : "فلتكن مشيئتك يا رب"، وقال الحسين، "هون على ما نزل بنا انه بعين الله"
هي الأجواء الايمانية نفسها ولكن في أوقات مختلفة وثقافات متعددة، يمارسها المؤمنون بالله الواحد ولكن كل على طريقته.
وقفت أتأمل في قضية المسيح والحسين بعيداً عن أجواء الحزن والبكاء والنوح التي تحولت الى تقاليد متنوعة الاشكال، وقفت أستعيد ما سمعته من آيات وأقوال عن قضية استشهاد الحسين من بعض الاصدقاء فتذكرت الشعار الحسيني:
"اني ما خرجت أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي.... لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا أقر لكم اقرار العبيد"
وقارنتها بدخول المسيح الى الهيكل لطرد اللصوص وتجار الهيكل وقوله: "بيت الله بيت صلاة وانتم جعلتموه مغارة لصوص".... فوجدت التقارب في المفهوم والصيغة والدعوة الى الاصلاح والى اتباع تعاليم الله.
خاطب الحسين المؤمنين قائلاً:"من قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق"، كأن الحسين يريد أن يقول للناس- كما فسر سماحة السيد محمد حسين فضل الله-، فكروا في كلماتي وفي مواقفي وطروحاتي، ولا تستغرقوا في ذاتي، ولكن استغرقوا في الخط الذي اطرحه عليكم، ومن رد علي ولم يقبلني فانما يكون رافضاً للحق الذي جئت به. وهذا تفسير ما يقوله السيد المسيح: "انا هو الطريق والحق والحياة.. لا أحد يأتي الى الله الا بي".
لقد أتى الانبياء لنصرة المظلومين، لدعوة الناس الى الحق والخير ورفض الذل والهوان. ثار الانبياء ضد الفساد، ضد الظلم، ضد التعسف...
أتى الانبياء واستشهدوا من أجل الحفاظ على عنفوان الرسالة التي حملوها وعلى عزة الرساليين... وعلى رفض اعطاء شرعية للحاكم الظالم عندما يريد أن يفرض نفسه على المؤمنين، ثاروا على كل ما كان من تقاليد ومعاصٍ باطلة ارتكبت باسم الله واتخذت من سيف المحبة الالهية سيفًا يقطع رقاب الناس ويدمي افئدتهم ويحني رقابهم ذلاً وخضوعًا.
ثار المسيح، وثار الحسين.. انها ثورة على الباطل، ثورة على الظلم، ثورة على كل من يحاول استعباد الناس وسلبهم حرية ضميرهم وايمانهم بالحق والخير.
في ذكرى أربعين الحسين، وفي زمن الصوم المسيحي المبارك ، فلتكن الثورة على الذل والفساد والهوان طريقنا، نحن المؤمنون من كافة الطوائف في لبنان. انها الطريق الى الله.. انها الطريق الى الحق والحياة.

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون