الجمعة، سبتمبر 27، 2013

التعايش.. أو الضياع - المصريون



التعايش.. أو الضياع - المصريون
 التعايش.. أو الضياع حسام فتحي
 .. وبعدين؟.. إلى أين سننتهي؟ وماذا سيخرج علينا من فوهات بنادق الارهاب ومكافحة الارهاب؟.. ومن سيوقف تدفق الدماء من وريد مصر النازف؟.. والى أي كيان مشوه سنتحول إذا توحش الإرهاب.. و«تغولت» الشرطة؟ ألم تعد لدينا آذان تسمع لكلمة حق، هل تعطلت عيوننا عن رؤية الحاضر وما يغطيه من سواد؟.. هل توقفت عقولنا عن التفكير السليم ومعرفة نتائج الأمور بمقدماتها؟ الغريب انك كلما حدثت عاقلا بما يعقل قال لك ان العنف يخلق عنفا مضادا، وان طريق الدم لا نهاية له، وان الانقسام آخرته الخراب الشامل، وانه لا مهرب ولا حل الا بالتعايش المشترك، والتصالح بين جميع الفصائل، وان التناحر لا يمكن ان يستمر للابد. يتفق في ذلك «الاخواني» و«السلفي» و«الشيعي» والمسيحي الكاثوليكي والمسيحي الارثوذكسي، واليهودي،.. ومن لا يؤمن الا بديالكتيك الطبيعة!!
طيب.. الحمد لله نحن جميعا كمصريين مؤمنون بضرورة التعايش السلمي المشترك، على تراب وطننا الذي نعيش على ارضه، سواء كنا ممن «يحلفون بسماها وبترابها»، او ممن ينتظرون الهجرة الى ارض الاحلام واللبن والعسل الممتدة من استراليا حتى كندا ومن نيوزيلندا حتى البرازيل، او كنا ممن يعتنقون مبدأ «ما الوطن الا حفنة من تراب عفن»، وعايشين على قناعة مرشدهم صاحب مقولة «طز في مصر واللي في مصر، واللي جابوا مصر» حتى يكرمهم الله ويكرمنا معهم بتحقيق حلم استرداد دولة الخلافة الاسلامية، وتعيين واستخلاف السلطان آردوغان الاول خليفة للمسلمين، وملك ملوك الارضين وخانقان العالمين. إذا.. وحتى يحقق كل مصري حلمه، لا بديل لدينا جميعا سوى التعايش، والجميع متفق على ان التعايش يكون بالعقل والمنطق، وليس على قواعد الاقصاء والتكويش والمغالبة والعزل.. انتهاء «بتصفية» الآخر جسديا حتى يخلو لنا «تراب» الوطن!! ويعني ذلك بوضوح اننا لن نلقي في البحر بـ«الكام» يهودي مصري الذين رفضوا الهجرة الى «ارض الميعاد» وتمسكوا بالحياة في مصر، كما لا يوجد عقل يُمَنطق «عزل» المسيحيين سواء كانوا 5 أو 15 مليونا، لينفرد المسلمون بوجه مصر!!.. ولا يمكن ايضا «فرز» الجماعات الاسلامية متعددة الاصول والمشارب و«الاهداف»، من سلفية علمية وسلفية جهادية واخوان وشيعة ومعتزلة وعشرات الفرق التي تعتقد كل منها انها «الفرقة الناجية» لنعطي كل فرقة حصتها من الوطن!! إذا.. فلنجلس «جميعا» الى مائدة «الدستور»، لنضع دستورا نتعايش به جميعا على ارض مصر دون مقاطعة، ودون كراهية، ودون رغبة في اقصاء الاخر او اخفائه!.. والى ان يحدث ذلك، فلنتفق على «ايقاف» كل «العنف» فورا، والقاء التفكير بـ«السلاح»، واللجوء لسلاح التفكير، لا التفجير، فليس معنى ان القضاء امر بحل جماعة الاخوان، ان افكارها ستختفي غدا من الوجود، او ان القضاء رفض الاعتراف بالبهائية ان البهائيين المصريين اختفوا!! او ان بعض «القتلة» اغتالوا بضع «شيعة» ان المذهب الشيعي لم يعد له اتباع في المحروسة!!.. وبنفس المنطق فان «تعطيل عربيتك ع الكوبري» لن يسقط مصر، وتعطيل الدراسة و«مفيش تدريس لحد ما يرجع الرئيس» معناه ان يستشري الجهل لقرون قادمة!!.. واخيرا فان «الشرطة» والرصاص و«العلاج الامني» وعودة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، واستشراء العنف في المجتمع المدني، لن يقضي على «الفكر» المتطرف، ولن ينهي المتطرفين، وربما يؤدي الاستخدام المفرط للقوة الى زيادة عدد المتطرفين. دعونا نلجأ جميعا الى مؤتمر للمصالحة الوطنية الشاملة دون شروط مسبقة من أحد، ودون املاءات سابقة من طرف على طرف، وبلا «لاءات» محددة تجاه فصيل او فريق. مؤتمر تكون مبادئه ببساطة: وقف العنف، والبدء من حيث نحن، دون ثأر أحد من أحد، والاحتكام للقانون ضد كل من سفك دما او اهدر حياة.. اما ما دون ذلك فأمر قابل للبحث والنقاش.. يتساوى في ذلك الجميع.. دون تفرقة او سيطرة او «استقواء»! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/blog/165-%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%81%D8%AA%D8%AD%D9%8A/252431-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%B9


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون