دعا المشاركون في الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والذي يتراسه فضيلة الدكتور علي القره داغي الامين العم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للعمل الجاد من أجل إنشاء إعلام إسلامي متميز، خاصة في نظام القنوات الفضائية للعمل على التقريب وتعميم ميثاق الثوابت الإسلامية والوحدة الإسلامية.
وحث المشاركون في بيان ختامي صدر عن الاجتماع والذي عقد اليوم الاحد في تونس، على تعميم الاستفادة من ميثاق الوحدة الإسلامية في التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أعده مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعرضه في المؤتمر القادم لاتخاذ ما يراه المجلس مناسباً.
وطالب البيان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة /الإيسيسكو/ بتنظيم مؤتمر لوزراء الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي في إطار تفعيل استراتيجية التقريب بين المذاهب، وتنفيذ توصيات المجلس الاستشاري الأعلى.
وكان الاجتماع والذي عقد على مدى يومين، مداخلات أكدت أهمية التقريب بين المذاهب الإسلامية في هذه الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي، والعمل الجاد والمتواصل لإيجاد السبل الفاعلة لجمع كلمة المسلمين، والتغلب على أسباب تفرقهم وخلافاتهم، وضرورة تعميق التضامن الإسلامي بالحوار الحكيم والمرتفع إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.
وأشار الدكتور علي محيي الدين القره داغي إلى الدور الخطير الذي تلعبه القوى الصهيونية الأمريكية لتشتيت الأمة وإبقائها في حالة ضعف دائم بما يديم وجود الكيان الإسرائيلي ونهب مقدرات الدول الإسلامية. وندّد بالدور المشبوه التي تقوم به الفضائيات التلفزية لنشر الفتنة والاقتتال بين مكونات الشعب الإسلامي الواحد وشدد على ضرورة اليقظة خاصة من العلماء على اختلاف مذاهبهم لقطع الطريق أمام مخططات الفتنة التي تقسم المسلمين وتصب في مصلحة أعدائهم الطامعين في خيراتهم.
وأشار ايضا بأن الحاجة لهذا المركز الرائع أصبحت ملحة لأن الأمة أحوج ما تكون إلى ترتيب البيت من الداخل وتوحيد الصف لمواجهة الآخر وتقديم صورة ناصعة عن الحضارة الإسلامية العربية.
وبين الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة ممثل الإيسيسكو مدى أهمية معرفة الأسباب التاريخية و السياسية للفتن و عزلها حتى لا تكون معاول هدم لوحدة المسلمين وعنصر هدم لأركان دينهم وقال:"ان الثوابت هي الأصول التي ينبني عليها ديننا فإذا أبرزناها في مناهجنا الدراسية وخطبنا المنبرية وتآليفنا العلمية على حساب غيرها من المفرقات والمشكلات فقد عملنا على توحيد الأمة الإسلامية وضمنا التقريب بين مذاهبها".
وقد تم تشكيل لجنة لمراجعة كتاب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والكتاب المنهجي عن التقريب بين المذاهب الإسلامية وكتاب أهل السّنة دعاة التّقريب مكونة من. الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي. رئيساً والشيخ أحمد حمد الخليلي والأساتاذة والدكاترة أحمد خالد بابكر ومنذر الحكيم وأحمد الخمليشي وأحمد أبو شحيمة أعضاء.
وبالمناسبة أيضا تم تشكيل هيئة استشاريّة لمجلّة التّقريب تتكوّن من الدّكتور علي القره داغي رئيس المجلس مشرفا عاما والشّيخ أحمد بن حمد الخليلي والأستاذ الدّكتور خالد بابكر والأستاذ الدّكتور محمد حسن تبرائيان والأستاذ الدّكتور أحمد الخمليشي والقاضي اسماعيل العمراني
-وقد دعا المجلس الإيسيسكو إلى إنجاز بحث تاريخي عن فترة الخلفاء الثلاثة وعلاقتهم بالخليفة الرّابع رضي الله عنهم أجمعين، وذلك عن طريق فريق من المختصين في التاريخ وعلم الاجتماع إلى جانب محدّثين، فمن شأن هذا البحث أن يكشف عن كثير من الحقائق التي غابت بعمل بعض الوضاعين والمتعصّبين.
وأوصى المشاركون بعقد الاجتماع الخامس للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران، وذلك باستضافة /مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية/.