حلقة نحو منهجية (سنيّة) جديدة لقراءة (التشيع) (2-3)
2017/08/02 (00:01 مساء)
-
عدد القراءات: 99
-
العدد(3985)
غالب حسن الشابندر
2017/08/02 (00:01 مساء)
-
عدد القراءات: 99
-
العدد(3985)
حلقة نحو منهجية (سنيّة) جديدة لقراءة (التشيع) (2-3)
غالب حسن الشابندر
إن تحكيم المواقف
السياسية للدول تجاه هذه الطائفة أو تلك في مشروع التقارب أوالتعاون أو
التفاهم بين السنّة والشيعة يفسد كل محاولة على هذين الطريقين ، فإن
إستذكار جرائم الدولة الصفوية بحق السنّة ، وإستذكار جرائم الدولة
العثمانية بحق الشيعة في العراق على أقل تقدير يفسد كل عمل مهما كان جباراً
على طريق التقارب أو التعاون أو التفاهم ولو بحدود دنيا .
لقد
أجرمت الدولة الصفوية بحق سنّة العراق بما يعجز عنه الوصف ، كذلك أجرمت
الدولة العثمانية بحق شيعة العراق بما يعجز عنه الوصف ، وكان العراقيون
يهتفون ( بين العجم والروم بلوة إبتلينا ) ، فهل نستذكر هذا الماضي المرير
، ونلوكه دائما ، حيث لا ينتج عن ذلك سوى المزيد من الدم الشيعي على يد
سنّة متعصبين ، ومزيد من الدم السنّي على يد شيعة متعصبين ؟
نحن نتحدث
عن أفكار وليس عن احداث تاريخية ، ومن هنا اجد بعض تعليقات القراء الكرام
ليست في محلها ، وربما تعقد الامور اكثر مما تحلحلها.
وأعود للقول أن
السنة أكثر من غيرهم يتحملون مسؤولية هذا التقارب أو التعاون أ و التفاهم ،
وقد بينت الاسباب ، واستغل هذه الفرصة لاقول ، لا ندعو إلى تذاوب ، ولا
إلى إسلام بلا مذاهب ، فهذه خرافة ، ولكن ندعو إلى تقارب أو تعاون أو
تفاهم .
أجزم أن السنّة يستطيعون أن يجدوا تشيعا آخر ، غير هذا الشائع
، وقد أشرت إلى بعض مواده سابقا ، تشيع يؤمن بأن عليا أفضل ولكن لا يتبرأ
من أعمال الشيخين الجليلين ، كذلك أعمال أم المؤمنين رضي الله عنها ، ولا
يجيز سب الصحابة ، ولا يقول بنقص القرآن ، فضلا عن براءة الشيعة أصلا من
تخوين جبرائيل عليه السلام ، والقول بإلوهية اهل البيت عليهم السلام ،
وغيرها من التهم التي يخجل منها كل مسلم غيور على هذا الدين ، حقا إن
السنّة الكرام يمكن أن يجدوا تشيعا غير الشائع على الألسن ، وأن يطرحوه
للناس تعريفا به ، بل ودفاعا عنه ، ومن ثم يتحول المسلمون السنّة إلى قيادة
إسلامية في كل العالم . ليس من فراغ ، بل بالرجوع إلى النص الشيعي أصلاً .
النقطة
المهمة هنا ، والتي لم يلتفت إليها السنة ، هي أ ن كثيرا من علماء الشيعة
يؤكد أن بعض نقاط الخلاف أصبحت تاريخية ، ولا قيمة عقدية لإثارتها من جديد
، فسواء كان علي أحق بالخلافة أم أبو بكر ، فهي قضية قد ابتعلها الزمن ،
والانتصار لاي طرف من طرفها سوف لا يعيد عجلة التاريخ ، بل حتى كون الإئمة
من أهل البيت منصوبين من السماء تعتبر مسالة في ذمة التاريخ ، وفي ذلك يقول
عالم شيعي معروف ، وهو الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه ( عقائد الشيعة )
نصا ( ... ولا يهمنا من بحث الإمامة في هذه العصور إثبات إنهم هم الخلفاء
الشرعيون واهل السلطة الإلهية ،فإن ذلك أمر مضى في ذمّة التاريخ ، وليس في
إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد أو يعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها / ص
107 من طبعة دار الزهراء ) .
وهذه النقطة مهمة ، وتختصر الكثير من
المتاعب ، ولكن السؤال هنا ، ترى أين إذن نقطة الخلاف السنّي الشيعي فيما
يتعلق بإمامة أهل البيت ؟
الجميع يحبون أهل البيت ، ولا يحق للشيعة
إحتكار هذا الحب ، ولكن الشيعة يوجبون الرجوع إليهم في الفقه ، فيما لا
يوجب السنّة ذلك . فهل هذا الفرق يجيز تكفير السنّة للشيعة ، أو تكفير
الشيعة للسنّة ؟ وهل هذا الفرق يمنع من التقارب والتعاون والتفاهم بين
السنّة والشيعة فيما يخص مصير هذه الأمة المسكينة ؟ وهل هذا الفرق يسمح
بقتال بين السنّة والشيعة بحيث تسيل الدماء في كل مكان يتواجد فيه سنّة
وشيعة ؟
القضية كما يبدو جهل وسياسة ومنافع ، وكلا الطرفين مسؤول عن ذلك بدرجة من الدرجات ومستوى من المستويات .
إن
الموقف الذي طرحه الشيخ المظفر وهو رأي الكثير من علماء الشيعة بما فيهم
الشيخ محمد مهدي شمس الدين يختصر الجهود والزمن ، ويضع بين يدي السنّة
حصيلة رائعة يمكن أن يعتمدوا عليها في قراءة جديدة للتشيع ، من شأنها
التقريب والتفاهم والتلاقي .
لا أريد أن أكون هنا جريئا أكثر ، لأقول
حتى على المستوى العقدي الشيعي فيما يخص إمامة أهل البيت فيه تفاوت على
صعيد العلة والتبرير ، فإن بعضهم قد يتعبد بهذا المذهب لاعتقاده أن هؤلاء
الائمة أقرب لرسول الله من غيرهم بفعل القرابة ، وإن التجربة أثبتت نزاهة
سلوكهم اليومي والسياسي ، وبالتالي ، هم أولى بالاتباع ، وليس لعصمة أو
تنصيب إلهي !!!
فهل يستثمر السنّة هذه النقطة لتأسيس قراءة سنّية جديدة
للتشيع ؟ وإن كانت هي نقطة قد ولّى زمنها كما قلت سابقا ، وبنص علماء شيعة
كبار .
إن إيجاب الشيعة الرجوع الى اهل البيت في الفقه لا يعدم نظيره
عند السنّة ولكن مع الاختلاف في جهة الرجوع ، حيث يوجبون الرجوع إلى
الصحابة ، ورغم وحدة المصدر فهناك السنّي الحنفي والحنبلي والشافعي
والمالكي، وهؤلاء الشيعة رغم أنهم يوجبون الرجوع إلى أهل البيت ، ولكن
الخلافات الفقهية فيما بين فقهائهم كثيرة ، وكثيرة جدا ، وعليه ، المسألة
في غاية الطبيعة والبداهة ، وهي سارية في الجميع ، ولكن لم يعِ الجميع هذه
الحقيقة .
ينسب بعض الشيعة مواصفات ومراتب للأئمة لا يرتضيها السنّة ،
ولكن هنا نقطتين أرجو أن أشير إليهما ، الأولى ، هي إن بعض السنّة أيضا
ينسبون لبعض أئمتهم ما يماثل المنسوب الشيعي لإئمتهم ، ومن ثم ، هناك توجه
شيعي قوي يرفض الولاية التكوينية ، ويرفض علمهم بالغيب ، ويقتصر على كونهم
معصومين من الخطأ في الأحكام ، بل هناك من يتساهل بأمر العصمة كثيرا ، فهل
بعد كل هذا ، يعدم الأخوة السنّة من تصور تشيع من نوع أخر ، يمكن التفاهم
معه ، بل ويجب الدفاع عنه؟
لا شي ثابت في الفكر ، وهناك مخاضات هائلة
تجري في تضاعيف الفكر الشيعي ، فعلى الأخوة السنّة أن يتفهموا هذه الحقيقة
ويستفيدون منها للقيام بنقلة نوعية في قراءتهم للتشيع . ولكن ليس بنية
تحويل الشيعة إلى سنّة ، فمثل هذه العملية تزيد من الارتباك في العلاقات
بين كل من السنّة والشيعة
السياسية للدول تجاه هذه الطائفة أو تلك في مشروع التقارب أوالتعاون أو
التفاهم بين السنّة والشيعة يفسد كل محاولة على هذين الطريقين ، فإن
إستذكار جرائم الدولة الصفوية بحق السنّة ، وإستذكار جرائم الدولة
العثمانية بحق الشيعة في العراق على أقل تقدير يفسد كل عمل مهما كان جباراً
على طريق التقارب أو التعاون أو التفاهم ولو بحدود دنيا .
لقد
أجرمت الدولة الصفوية بحق سنّة العراق بما يعجز عنه الوصف ، كذلك أجرمت
الدولة العثمانية بحق شيعة العراق بما يعجز عنه الوصف ، وكان العراقيون
يهتفون ( بين العجم والروم بلوة إبتلينا ) ، فهل نستذكر هذا الماضي المرير
، ونلوكه دائما ، حيث لا ينتج عن ذلك سوى المزيد من الدم الشيعي على يد
سنّة متعصبين ، ومزيد من الدم السنّي على يد شيعة متعصبين ؟
نحن نتحدث
عن أفكار وليس عن احداث تاريخية ، ومن هنا اجد بعض تعليقات القراء الكرام
ليست في محلها ، وربما تعقد الامور اكثر مما تحلحلها.
وأعود للقول أن
السنة أكثر من غيرهم يتحملون مسؤولية هذا التقارب أو التعاون أ و التفاهم ،
وقد بينت الاسباب ، واستغل هذه الفرصة لاقول ، لا ندعو إلى تذاوب ، ولا
إلى إسلام بلا مذاهب ، فهذه خرافة ، ولكن ندعو إلى تقارب أو تعاون أو
تفاهم .
أجزم أن السنّة يستطيعون أن يجدوا تشيعا آخر ، غير هذا الشائع
، وقد أشرت إلى بعض مواده سابقا ، تشيع يؤمن بأن عليا أفضل ولكن لا يتبرأ
من أعمال الشيخين الجليلين ، كذلك أعمال أم المؤمنين رضي الله عنها ، ولا
يجيز سب الصحابة ، ولا يقول بنقص القرآن ، فضلا عن براءة الشيعة أصلا من
تخوين جبرائيل عليه السلام ، والقول بإلوهية اهل البيت عليهم السلام ،
وغيرها من التهم التي يخجل منها كل مسلم غيور على هذا الدين ، حقا إن
السنّة الكرام يمكن أن يجدوا تشيعا غير الشائع على الألسن ، وأن يطرحوه
للناس تعريفا به ، بل ودفاعا عنه ، ومن ثم يتحول المسلمون السنّة إلى قيادة
إسلامية في كل العالم . ليس من فراغ ، بل بالرجوع إلى النص الشيعي أصلاً .
النقطة
المهمة هنا ، والتي لم يلتفت إليها السنة ، هي أ ن كثيرا من علماء الشيعة
يؤكد أن بعض نقاط الخلاف أصبحت تاريخية ، ولا قيمة عقدية لإثارتها من جديد
، فسواء كان علي أحق بالخلافة أم أبو بكر ، فهي قضية قد ابتعلها الزمن ،
والانتصار لاي طرف من طرفها سوف لا يعيد عجلة التاريخ ، بل حتى كون الإئمة
من أهل البيت منصوبين من السماء تعتبر مسالة في ذمة التاريخ ، وفي ذلك يقول
عالم شيعي معروف ، وهو الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه ( عقائد الشيعة )
نصا ( ... ولا يهمنا من بحث الإمامة في هذه العصور إثبات إنهم هم الخلفاء
الشرعيون واهل السلطة الإلهية ،فإن ذلك أمر مضى في ذمّة التاريخ ، وليس في
إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد أو يعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها / ص
107 من طبعة دار الزهراء ) .
وهذه النقطة مهمة ، وتختصر الكثير من
المتاعب ، ولكن السؤال هنا ، ترى أين إذن نقطة الخلاف السنّي الشيعي فيما
يتعلق بإمامة أهل البيت ؟
الجميع يحبون أهل البيت ، ولا يحق للشيعة
إحتكار هذا الحب ، ولكن الشيعة يوجبون الرجوع إليهم في الفقه ، فيما لا
يوجب السنّة ذلك . فهل هذا الفرق يجيز تكفير السنّة للشيعة ، أو تكفير
الشيعة للسنّة ؟ وهل هذا الفرق يمنع من التقارب والتعاون والتفاهم بين
السنّة والشيعة فيما يخص مصير هذه الأمة المسكينة ؟ وهل هذا الفرق يسمح
بقتال بين السنّة والشيعة بحيث تسيل الدماء في كل مكان يتواجد فيه سنّة
وشيعة ؟
القضية كما يبدو جهل وسياسة ومنافع ، وكلا الطرفين مسؤول عن ذلك بدرجة من الدرجات ومستوى من المستويات .
إن
الموقف الذي طرحه الشيخ المظفر وهو رأي الكثير من علماء الشيعة بما فيهم
الشيخ محمد مهدي شمس الدين يختصر الجهود والزمن ، ويضع بين يدي السنّة
حصيلة رائعة يمكن أن يعتمدوا عليها في قراءة جديدة للتشيع ، من شأنها
التقريب والتفاهم والتلاقي .
لا أريد أن أكون هنا جريئا أكثر ، لأقول
حتى على المستوى العقدي الشيعي فيما يخص إمامة أهل البيت فيه تفاوت على
صعيد العلة والتبرير ، فإن بعضهم قد يتعبد بهذا المذهب لاعتقاده أن هؤلاء
الائمة أقرب لرسول الله من غيرهم بفعل القرابة ، وإن التجربة أثبتت نزاهة
سلوكهم اليومي والسياسي ، وبالتالي ، هم أولى بالاتباع ، وليس لعصمة أو
تنصيب إلهي !!!
فهل يستثمر السنّة هذه النقطة لتأسيس قراءة سنّية جديدة
للتشيع ؟ وإن كانت هي نقطة قد ولّى زمنها كما قلت سابقا ، وبنص علماء شيعة
كبار .
إن إيجاب الشيعة الرجوع الى اهل البيت في الفقه لا يعدم نظيره
عند السنّة ولكن مع الاختلاف في جهة الرجوع ، حيث يوجبون الرجوع إلى
الصحابة ، ورغم وحدة المصدر فهناك السنّي الحنفي والحنبلي والشافعي
والمالكي، وهؤلاء الشيعة رغم أنهم يوجبون الرجوع إلى أهل البيت ، ولكن
الخلافات الفقهية فيما بين فقهائهم كثيرة ، وكثيرة جدا ، وعليه ، المسألة
في غاية الطبيعة والبداهة ، وهي سارية في الجميع ، ولكن لم يعِ الجميع هذه
الحقيقة .
ينسب بعض الشيعة مواصفات ومراتب للأئمة لا يرتضيها السنّة ،
ولكن هنا نقطتين أرجو أن أشير إليهما ، الأولى ، هي إن بعض السنّة أيضا
ينسبون لبعض أئمتهم ما يماثل المنسوب الشيعي لإئمتهم ، ومن ثم ، هناك توجه
شيعي قوي يرفض الولاية التكوينية ، ويرفض علمهم بالغيب ، ويقتصر على كونهم
معصومين من الخطأ في الأحكام ، بل هناك من يتساهل بأمر العصمة كثيرا ، فهل
بعد كل هذا ، يعدم الأخوة السنّة من تصور تشيع من نوع أخر ، يمكن التفاهم
معه ، بل ويجب الدفاع عنه؟
لا شي ثابت في الفكر ، وهناك مخاضات هائلة
تجري في تضاعيف الفكر الشيعي ، فعلى الأخوة السنّة أن يتفهموا هذه الحقيقة
ويستفيدون منها للقيام بنقلة نوعية في قراءتهم للتشيع . ولكن ليس بنية
تحويل الشيعة إلى سنّة ، فمثل هذه العملية تزيد من الارتباك في العلاقات
بين كل من السنّة والشيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق