الأحد، مايو 01، 2011

tayyar.org - Lebanon News -الأميركيون والإسرائيليون سيفرحون لرؤية السنة والشيعة يتذابحون بعد الفشل ف


الأميركيون والإسرائيليون سيفرحون لرؤية السنة والشيعة يتذابحون بعد الفشل في أفغانستان "فرّق تسُدْ" بين المسلمين في العراق ولبنان





Related Articles

جوزيف أبو فاضل: التهويل مستمرّ على سوريا والعقوبات لن تؤثر فيها والأسد مصصم على
مقتل نجل القذافي وثلاثة من احفاده جراء غارة اطلسية
سوريا... المراهنون والندامة المتأخرة






نقولا الشدراوي-


في ظل الأحداث الخطيرة التي تعصف في بلاد العرب من المحيط إلى الخليج ، وفي ظل الإستغلال والتوظيف الحاصلين لهذه الأحداث خدمةً للأهداف الإقليمية والدولية ، لا بد من قراءة تحليلية تعود بنا إلى الماضي القريب .
يقول المثل : " حين تقع البقرة يكثر سلاخوها "
هكذا ، حين بدأت بعض الأنظمة العربية بالسقوط ، وبعضها الآخر بالترنح ، كثرت التدخلات الخارجية وخصوصاً الأميركية منها ، لاستثمارالواقع المستجد لصالح المخطط المرسوم للمنطقة ، كما لخدمة مصالح أميركا الإقليمية التي هي المصالح الإسرائيلية نفسها ، بالإضافة إلى تأمين سلامة منابع وممرات النفط .
من أجل تحقيق أهدافه ، جرى التدخل الأميركي على مستويات ثلاثة :

- المستوى الأول : إستعادة النفوذ الذي ضاع مع سقوط الأنظمة الحليفة في الدول الدائرة في الفلك الأميركي ، كما حصل في مصر وتونس .
- المستوى الثاني : حماية وتحصين الأنظمة الصديقة المتبقية لمنعها من السقوط ، كما في اليمن والبحرين والأردن وغيرها .
- المستوى الثالث : محاولة كسب موطىء قدم جديد أو تغيير سياسات في الدول المناهضة لها المعروفة بدول الممانعة كما في سوريا وإيران وإلى حدٍّ ما في ليبيا .
بعد سقوط البرجين الشهيرين في نيويورك ، استفاقت الدولة العظمى على دمار معنوي كبير لهالتها وجبروتها ، فاق بأضعاف ما لحق بها من دمار مادي وخسائر بشرية ، ما جعلها تستشعر خطراً عظيماً على أمنها القومي ، لا يضاهيه خطورة ومباغتة في التاريخ ربما ، سوى الهجوم الياباني المفاجىء على الأسطول الأميركي في بيرل هاربور .
لكأنها استيقظت من سباتٍ عميق ، فانتبهت إلى مدى خطورة تنظيم القاعدة الذي خلقته ودعمته في الثمانينات لمقاومة الإحتلال السوفياتي لأفغانستان، فما كان منه إلا أن ارتدّ عليها وهاجمها في عقر دارها في 11 أيلول 2001 بسلسلة عمليات نفذها 26 إنتحارياً من التنظيم من بينهم 19 سعودياً .

ردّاً على ذلك، قامت آلة الحرب الأميركية بقصف واحتلال أفغانستان للقضاء على القاعدة، لكن من دون أي نتيجة تُذكر ، فعمدت إلى المبدأ التاريخي والعسكري المعروف " فرّق تسُدْ " بما معناه فرّق صفوف المسلمين كي تسود عليهم .
إن الصراع الدموي بين السنة والشيعة في العراق ، كان هو الهدف الرئيس من الإجتياح الأميركي لإسقاط النظام السني في بغداد ، وبالتالي تقوية الشيعة وإضعاف السنة ، بغية بث بذور الفتنة ، بحيث تمتدّ إلى بقية العالم الإسلامي، ذي الأكثرية السنية ، فتبدأ الحرب المذهبية ... ولا تنتهي .
ولعله كان في ذهن الأميركيين التحالف مع المسلمين الشيعة للقضاء على تنظيم القاعدة السني ، لكن الحق يقال ، إن وعي القطبين الإسلاميين في إيران والسعودية قد أسهم ، إلى اليوم على الأقل ، في تجنيب المنطقة والمسلمين الأسوأ ، على الرغم من وجود أطراف داخل العائلة المالكة في السعودية، تعمل باتجاه المواجهة الشاملة مع إيران والشيعة ، من دون أن تعي أن النتيجة الوحيدة سوف تكون الخسارة المتبادلة والدمار المتبادل لكلا الطرفين ، في حين سيجلس الأميركيون والإسرائيليون يضحكون ويتفرجون على السنة والشيعة يتذابحون .


بعد إيقاظ الفتنة في العراق ، فشلت أميركا في نقل الفوضى العراقية إلى بقية دول المنطقة، وأيقنت أن المسلمين الشيعة لن يتخلوا عن الثوابت الدينية والقومية ولا عن الحقوق العربية والفلسطينية ، وبالتالي لن يتحالفوا معها ضد تنظيم القاعدة أو غيره من المسلمين السنة ، فاستاء الأميركيون منهم ، بعد أن مننوهم بأنهم هم مَن حرّرهم من طغيان صدام ، وهم مَن منحهم السلطة في العراق ، فأقاموا الدنيا وأقعدوها على البرنامج النووي الإيراني ، وهوجمت المقامات الشيعية المقدسة في العراق ، وفي لبنان تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعد أن عجزوا عن استيعاب الشيعة اللبنانيين سياسياً ، عمدوا إلى محاولة القضاء عليهم عسكرياً وتهجيرهم في حرب تموز 2006 ، أما اليوم فما زالوا يحاولون ضربهم فتنوياً عبرإلصاق تهمة إغتيال الحريري بهم .

بعد الممانعة الشيعية ، يحاول الأميركيون اليوم توظيف بعض التنظيمات السنية لتحقيق غاياتهم الفتنوية نفسها ، من هنا جاءت المحاولة الأخيرة لاستعادة تركيا إلى الحظيرة الأميركية عبر الإنفتاح الملغوم على الأخوان المسلمين في كل الدول ، ومنحهم دوراً ما في الشرق الأوسط الجديد ، وادعاء تعميم صورة الإسلام المعتدل والنموذج التركي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية على كل من تونس ومصر وصولاً إلى سوريا وغيرها ، إنما واقع الأمرأن ذلك لا يهدف سوى إلى تغذية الصراع المذهبي في المنطقة ودفعه إلى المستوى الفوضوي والدموي ، بالإضافة إلى دق إسفين أول بين السوريين والأتراك ، وهو ما تم تداركه سريعاً بين قيادتي البلدين، ثم إلى دق إسفين ثانٍ بين سوريا وقطر ، وقد نجح ، للأسف ، في تحقيق الهدف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون