الجمعة، أغسطس 20، 2010

الوطن أون لاين ::: علي سعد الموسى ::: إسلام ما قبل المصطلح

الوطن أون لاين ::: علي سعد الموسى ::: إسلام ما قبل المصطلح


أتمنى أن لا يفسر أحد ما وجهة نظري بأنني ضد الفكرة. الفكرة في أن تتصدى جامعة مثل جامعة الإمام محمد بن سعود لندوة كبرى حول (السلفية نهج شرعي ومطلب وطني) مثلما كان في حملة إعلاناتها الترويجية للفكرة ومن ثم الندوة. كل ما أقرأه حول الندوة هو أن الفكرة النبيلة ذاتها تحمل اعترافا ضمنيا أو صريحا بأن (الأمة) طرائق شتى، ومذاهب شتى، وفرق توالدت عبر التاريخ الطويل وكل يدعي الوصل والوصال مع المنبع الصافي.
المنبع الصافي هو إسلام ما قبل المصطلح. وفي حد علمي ومبلغ بحثي فإن الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم جميعا ـ كانوا بالإجماع رجال إسلام ما قبل المصطلح وإن لم أكن مخطئا فإن أحدا من هؤلاء الصحابة الأجلاء لم يكن شيخ طريقة ولا إمام فريق أو فرقة وأن آخرهم مات بنهايات القرن الأول قبل أن يعرف هذا الدين العظيم فرقة أو مذهبا أو طريقة. وإذا ما استثنينا ـ الخوارج ـ بوصفها حركة شذوذ دون أتباع فإن التمذهب أو "التمطرف" ابتدأ مع القدرية والجهمية ومن ثم المعتزلة في القرن الهجري الثاني ومن ثم انفرطت سبحة الفرق والمدارس: لسنا بالضبط إسلام ما قبل هذه المصطلحات فلم نعد نفرّق (بشد الراء) كل مسلم منذ العصر الوسيط إلا بمذهبيته ومدرسته التي تسبق في التعريف والانتماء نبعه الصافي.
صحيح جدا جدا أن السلفية الحقة انتماء خالص لما قبل المصطلح ومع هذا لا بد من الاعتراف بأنها ضحيته وهي بالطابور ضمن هذه المصطلحات المتباينة الشاسعة. وإذا كان الإسلام ضحية التصنيف إلى عشرات الطرائق والمدارس فمن اللافت بمكان أن كل فرقة من فرقه تشكلت حول رمزية فردية شخصانية اجتهادية وسأقول على استحياء ومواربة إن الإسلام ضحية الرموز وضحية البعض ممن يدعي الرسوخ في العلم. لاحظوا أن جل الفرق تحمل اسم فرد متبحر، ولاحظوا ثانيا أن العوام لم يشكلوا في التاريخ الديني فرقة أو مذهبا أو مدرسة. خذوا أمثلة ـ واصل ـ في المعتزلة وأبو الحسن في الأشعرية وليس انتهاء بالقطبية أو الهادوية. والخلاصة أن مأسسة الدين (لا أتحدث عن التسييس) هي ما قادنا إلى تباين المصطلح. نحن نريد إسلام ما قبل المصطلح.


علي سعد الموسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون