الثلاثاء، أغسطس 24، 2010

العربية - أخبار الأخيرة | رضوان السيد: لا قدسية في السنة مثل الشيعة والكاثوليك

أخبار الأخيرة رضوان السيد: لا قدسية في السنة مثل الشيعة والكاثوليك
للمشاهدة إضغط على العنوان للعودة الى صفحة العربية
الإثنين 13 رمضان 1431هـ - 23 أغسطس 2010م

في حلقة جديدة من "وجوه إسلامية"
رضوان السيد: لا قدسية في السنة مثل الشيعة والكاثوليك




المفكر اللبناني رضوان السيد

دبي - العربية.نت

استطاع المفكر اللبناني رضوان السيد أن يثبت أسمه كواحد من أهم المفكرين الإسلاميين المعاصرين، وأبرز المراجع إلماماً وإتقاناً بالمدونة التراثية الإسلامية.

وكان السيد قد انتقل إلى مصر في السابعة عشرة من عمره، حيث حيث نال درجة العالمية من قسم العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين من جامعة الأزهر، وفي عام 1977 حاز على درجة الدكتوراة في الفلسفة من قسم الإسلاميات في جامعة توبنغن في ألمانيا.

وفي حديث له مع برنامج "وجوه إسلامية"، الذي يبث على قناة "العربية"، يوضح د. السيد أسباب عدم عمله كـ"رجل دين"، قائلاً: "اعتقدت وقتها, مخطئاً أو مصيباً، أنني كرجل دين إمكاناتي محدودة, سأصبح خطيباً أو إماماً أو قاضياً شرعياً، بينما أستطيع أن أسهم في العمل الاجتماعي العام وفي العمل العلمي العام، خصوصاً أنني وجدت أن الدراسات الإسلامية شديدة الهول في أوروبا وفي أمريكا وبعضها أفضل مما عندنا وبعضها سيئ، وأنني أستطيع أيضاً أن أسهم فيها بتصحيح الرؤيا إلى الإسلام, سواء على مستوى المجتمع العربي أو المجتمع العلمي الغربي".

ويؤكد أن الدين ليس في خطر وأن الهوية الإسلامية بخير, ولكن التحدي في رأيِه هو في التطور والتحديث، وفي تمكين حركات الصحوة الإسلامية، وفي هذا الصدد يقول: "عندي موضوعان رئيسيان، الأول كتابة تاريخ مفهوم للإسلام القديم الكلاسيكي، والثاني الاشتغال على حركات الصحوة الإسلامية وعلى علاقتنا بالغرب، يعني الإسلام الجديد: مظاهره, تحركاته, أفكاره, مشروعاته, مقترحاته وأطروحاته".

وتابع: "في هذه التجربة الطويلة ما وجدت الإسلام إلا وهو يزداد انتشاراً، وما وجدته مهدداًَ في أي ناحية. إن الإسلام لا يخلو من جاذبية، وإذا كان فيه تقليل من جاذبيته فهذا بسبب القاعدة أو هؤلاء الجماعة صغار العقل".

ويرى أن العنف صوت أعلى من العقل مستدركاً: "ولكن صوت العقل لن يصرف الناس عن الدين, بعد أحداث 2001 ازداد بحدود الخمسين مليون عدد النسخ الإنكليزية من القرآن الكريم, البعض أراد الاطلاع بداعي الاندهاش، والبعض بداعي الاستنكار، وبعضهم بداعي الحشرية والإعجاب. هذا كله كلام عام، ما أقصده هو أن إسلامنا لا يعاني من الانتشار، ولا في كثرة الطروحات سواء كانت سلبية أو إيجابية، وإنما لا شك أن هناك مظاهر تدين إسلامية غير صحية وعنيفة، والتدين غير الصحيح في الإسلام والعنف ظاهرتان ينبغي أن نكافحهما أكثر".

ويصر السيد على أن وضع المجتمعات الإسلامية وإن لم يكن ممتازاً اليوم, إلا أنه بدأ بالتحسن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مردفاً: "مشكلاتنا كبرى لكنها ليست في الدين ولا حولهظ، بل هي مشكلات في كثير من الأحيان تلبس لبوساً دينياً، لكن أصولها مختلفة، فإذا زالت تلك الأصول فلا نعود ننسب هذه المشكلات بالدرجة الأولى إلى المسألة الدينية".

ولدى سؤاله: متى تتأزم الهوية؟، أجاب: "عندما تكون إدارة الشؤون الدنيوية والعامة والاقتصادية والسياسية والاجتماعية مرتبكة أو عندها مشكلات, عندما تتعقد المشكلات يلجأ الناس إلى الدين. فالأصولية الإسلامية في الأصل تعبير عن تأزم العلاقة بيننا وبين الغرب وليس عن حدوث شيء مستحدث جديد يهدد الدين".

وكثيراً ما يتحدث رضوان السيد بكثير من الشغف عن نـموذج عالمي للتقدم, نـموذج كان غربياً في مرحلة ما ولكنه صار عالمياً وهو مبني بشكل أساسي على احترام حقوق الإنسانِ، وهي مسألة بدأ الاهتمام بها مطلع الثمانينات من القرن الماضي مع ظهور كتاب مارتن كرايمر عن "الإنسانوية الإسلامية"، الذي تحدث عن فلاسفة ومفكرين وأدباء مسلمين، اشتـُهـروا بتفكيرهم الحر والإنساني.

ويتحدث عن عدم وجود مؤسسة دينية قوية للمسلمين، قائلاً: "نحن المسلمون السنة بالتحديد ونحن الأكثرية الساحقة للمسلمين, ليست عندنا مؤسسة دينية قوية، لأنه ليست عندنا قدسية. حتى الفتاوى اتباعها اختياري، وهذا مختلف عن الوضع عند الإخوان الشيعة، وعند الكاثوليك واليهودية، حيث هناك قدسية لرجل الدين ورأيه ملزم. فأيهما أفضل, أن تكون عندنا مؤسسة دينية رحبة وبالتالي فتاوى رحبة، وتختلف الفتاوى أو تكون عندنا مؤسسة دينية مركزية تحرم وتعطي وتشرعن وتخرج الإنسان من الدين أو تدخله فيه".

ويفسر كلامه أكثر: "أنا أتكلم عن كيف يستطيع شيخ سخيف أن يخطب خطاباًً يوم الجمعة ويعمل فيه فتاوى ويكفر ويؤمن ذلك ويحكم على الفرنسيين بالكفر وعلى غيرهم بالإيمان وما شابه، هؤلاء رجال دين صحيح وخطباء وأئمة طبعاً وليست لديهم ثقافة تقدرهم على الاجتهاد، وهؤلاء طبعاً تابعون لمؤسسات إنما هذه المؤسسة الدينية ليست قوية ومركزية وليست عندها قدرات للتدريب، مثل الكهنة في الكنيسة وعند اليهود. فماذا نفعل، هل نطور مؤسساتنا الدينية ونعطيها صلاحيات أكبر بحيث يصبح عندنا إسلام رسمي تابع للمؤسسة؟ أم أن هذا الظرف الذي هو ظرف طارئ بسبب المخاض الشديد وتخالطه الكثير من الفوضى عندما يعود الازدهار، وهو قريب إن شاء الله، وتظل هذه المؤسسة رحبة ونظل نسخر إذا سمعنا شيئاً من شيخ لا يعجبنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون