الجمعة، نوفمبر 05، 2010
روزاليوسف - دعوات دينية لاستمرار الحملة ضد «فضائيات الفتنة»
شيوخ وعلماء > دعوات دينية لاستمرار الحملة ضد «فضائيات الفتنة»
كتب ناهد سعد
العدد 1625 - الجمعة - 22 اكتوبر 2010
لاقي قرار غلق عدد من القنوات الدينية ومنها الخليجية ترحيبا داخل أوساط علماء الدين واساتذة الإعلام الذين اعتبروا ان الغلق كان ضروريا كي تعيد تلك القنوات النظر فيما تقدمه من برامج ومواد تعرضها علي مسامع الناس.
وشددوا في حديثهم لـ" روزاليوسف" أن تلك القنوات قدمت برامج تؤدي إلي إشعال الفتن وتروج لفكرة الخلاف الذي يشعل فتيل الخلاف الطائفي مؤكدين أن هناك عدداً من الضوابط لابد من أن تلتزم بها تلك الفضائيات في حال استمرارها، وأن تقلع عن برامجها المثيرة للجدل الديني علي المستوي المذهبي أو المستوي العقدي.
بداية تري د. آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الازهر ان الخطر الحقيقي من القنوات الدينية المتخصصة سواء الاسلامية او المسيحية أنها تعتمد في الاغلب علي الاثارة حتي تجتذب أكبر كمية من المشاهدين و الرسائل و المكالمات الهاتفية خاصة مع انعدام وجود الاعلانات في تلك القنوات، ولذلك تصبح الاثارة هي وسيلة الربح الوحيدة، ولذلك لابد من اشتراط تجنب الإثارة في برامج تلك القنوات الدينية إذا أريد لها الاستمرار.
وأكدت أن كثيراً من القنوات الدينية عليها أن تفصل بين تمويلها ورسالتها التي تقدمها، خاصة أنه يتم تمويلها من جانب بعض المؤسسات او الجهات الخارجية التي تكون تلك القنوات بمثابة منبر لها ولسان ينشر ما تريد نشره لذلك، مشيرا إلي ان القناة الدينية عليها ألا تطرح أي حديث طائفي علي الرأي العام وإن تم طرحه فلا يجب أن تبرز الجمل والأقوال الخارجة عن النص، كذلك يجب ان يتم عمل ميثاق شرف إعلامي ديني خاص بتلك القنوات بأن تتعهد قبل افتتاحها بعدم المساس بأي من الاديان السماوية واحترام العقائد وعدم بث اي مواد من شأنها تكدير الصالح العام، وان يتم تلقائياً فسخ عقد المحطة مع شركة النايل سات، مع تفعيل ذلك القرار وهنا ستلتزم كل محطة بما تبثه وهنا يكمن العقاب الحقيقي لأي خارج عن احترام الديانات والشخصيات المقدسة.
وتوافقها في الرأي د. سعاد صالح أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر وتقول إن العقائد خط أحمر لا ينبغي اطلاقا ان يتناوله أحد لذلك تنصح بألا يتحدث احد في الدين الذي يخص آخرين لأن الأديان مقدسات لاينبغي المساس بها مطلقا، وطالبت بمحاسبة أي شخص يتحدث في الدين والعقائد بالإضافة إلي ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي يمنع الحديث في موضوعات تثير فتنة. وأشارت إلي أن إعلام القنوات الدينية الخاصة يعيش علي الاثارة وهذا لا يجوز لذلك فمن الصالح مراقبة القنوات الدينية المتخصصة بشدة والتنبية علي القائمين عليها بمراجعة المواد التي تتم إذاعتها قبل عرضها علي المشاهد لأن التليفزيون هو أسرع وسيلة لنشر الآراء والافكار ويشاهده الكبار والصغار، وإذا تم تجاوز، فاذا كانت القناة اسلامية فلا يجب تناول عقائد الغير لا بالايجاب ولا بالسلب والعكس و ذلك درأً للفتن.
تعامل جاد
ويوضح د. جعفر عبد السلام أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر و الأمين العام لرابطة الجامعات الاسلامية أن ما يحدث علي الساحة الاعلامية الدينية في الفترة الأخيرة مرفوض، ويري أن الحديث المطول واقتصار الاقوال علي الشجب والاستنكار تجاه القنوات الفضائية لن يجدي بل يجب البحث عن حلول جذرية مثل ما حدث من التعامل الجاد مع اي قناة دينية متخصصة تتجاوز الحدود التي أنشأت بسببها وذلك بغلقها علي الفور و فسخ اي تعاقد معها وتغريمها مبلغاً مادياً مما يدفع اي قناة لاعادة مراجعة برامجها ومقدميها ومعديها في المواد التي تذاع لانها بذلك ستتكبد خسارة مادية كبيرة.
ويضيف انه يجب العمل علي المدي البعيد بإعادة النظر في التعليم والثقافة التي هي حائط الدفاع أمام هؤلاء العابثين و أكد أن ما يحدث الان في البرامج والقنوات الدينية التي أغلقت دليلاً علي الخواء الفكري والثقافي في الأساس، موضحاً ان التدين شكلي فقط فالدين الحق هو علاقة بين العبد وربه والمسألة ليست تربصا وعلينا أن ننشغل بما هو أهم للدين والدنيا بأن نحقق رقياً وتقدماً للعالم العربي بشقيه الاسلامي والمسيحي لا ان نمزق بعضنا بعضاً وهو ما يريده الغرب و بعض الايدي الخفية التي لا يستبعد ان تكون وراء تلك الاحداث.
ويري د / فوزي زفزاف رئيس لجنة الحوار بالازهر أن هناك عددا كبيرا من البرامج الدينية تروج للفتنة الطائفية والتطرف، بالإضافة إلي القنوات الخاصة التي تعمل بأجندة خارجية ويتم دعمها في الغرب لتفكيك المجتع المصري، كما أن هناك بعض الكتاب والمفكرين الذين ليس لديهم إحساس بالوطن أو خوف علي ترابط الأمة ينشرون أفكارا غريبة وهدامة في كتبهم ويحصلون علي أرباح كبيرة من خلال رواج كتبهم وأفكارهم التي لها زبونها الدائم.
ويطالب الزفزاف الأئمة والخطباء والقسيسين وقيادات الكنيسة باحترام المنابر التي يستقلونها وعدم توجيه الاهانات للرموز والشعائر الدينية والرسالات السماوية و يري ان بداية الاصلاح تبدأ بأعداد هؤلاء بأن يقدموا تعاليم دينهم و نصوصها التي تقر بأحترام الديانات الاخري فالإسلام علي سبيل المثال يقر بالمسيحية و اليهودية والعكس لذلك فإعداد إمام أو قسيس إعداد جيد مستنير يعتبر الحل الامثل لمواجهة غثاء الفضائيات الدينية المتشددة.
رؤية إعلامية
وحول الرؤية الإعلامية فتؤيد د.ليلي عبد المجيد العميد السابق لكلية الاعلام جامعة القاهرة غلق القنوات التي تعمل علي إثارة الفتنة، مؤكدة أن تلك الخطوة اتجاة جديد من الدولة لاتخاذ خطوات إيجابية للتصدي لظاهرة القنوات الدينية المتخصصة التي ظهرت في السنوات الاخيرة، والتي عاشت علي إثارة الفتن والحديث في موضوعات جماهيرية رخيصة كالسحر والاحلام و تظهر أناس لا علاقة لهم بالدعوة علي شاشاتها.
وتري أن الساحة الإعلامية ليست بحاجة لقنوات دينية خاصة مادامت هناك قنوات اجتماعية شاملة في موادها تقدم الجانب الديني ضمن برامجها، وعليه فلا يجب أن تعطي شركة النايل سات تصريحاً بإنشاء اي قناة فضائية لاي شخص يتقدم بطلب لإنشاء محطة ويملك المال لذلك بل يجب عمل بحث عن ذلك الشخص واتجاهاته قبل التصريح له.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق