بدون تعليق
كافي السنة من كافي الشيعة.. فخ المقاصد المستحيلة؟! موقع المسلم
كافي السنة من كافي الشيعة.. فخ المقاصد المستحيلة؟!
مهند الخليل | 4/3/1432 هـ
بين أيدينا اليوم كتاب يجمع الجهد العلمي الرصين والنتائج أو المقاصد المستحيلة!! إنه كتاب: (كافي السنة من كافي الشيعة/ منتخب الأحاديث السُّنية من كتاب أصول الكافي للكليني) لمؤلفه: محمد الصالح الضاوي، ويتكون من 469صفحة. يحدد الكاتب مراده من كتابه هذا على ظهر الغلاف الأخير،فيقول: (ما نقدّمه في هذا الكتاب، مجموعة من الأحاديث الصحيحة والحسنة وما قاربهما، يشترك فيها السنة والشيعة، تمثل مساحة مشتركة بين الطرفين، يمكن من خلالها، التقدّم بخطوة متوحّدة ومتناغمة، لا دخل للصراع فيها... والأهمّ، أنها تفتح بابا على مساحة أكبر، إذا ما تمّ اعتماد طريقة الكتاب، في التغاضي عن الأسانيد، والاتفاق على متون أكثر عدد، من مصادر الفريقين. على علماء الطرفين، خاصّة أولئك الذين يتحركون في مجتمعات ذات بنية طائفيّة، أن يتحرّروا من العقدة النفسية التاريخية للسند، ويقبلوا برواية الحديث النبوي، من كتب الطرف المقابل... فعلى أهل السنة مثلا أن يقبلوا بإسناد الحديث إلى الأئمة عليهم السلام، وعلى الشيعة أن يقبلوا بإسناد الحديث إلى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، دون حرج أو ضيق نفسي)!! هو يود –بلا مواربة- تحقيق تقارب مستحيل في ميدان لا مجال للاتفاق فيه، ولو كانت الاستحالة تتجزأ لجاز لنا أن نقول: إنه المجال الأشد استحالةً!! ولذلك عمد الضاوي إلى حيلة مكشوفة ظن أنها حل عبقري لم يأتِ بها الأوائلُ!! ألا وهي: قبول كل طرف مرويات الطرف الآخر بصرف النظر عن الإسناد، ما دام مضمون تلك المرويات مشتركاً!! ولم يكلف الرجل نفسه عناء الإجابة عن سؤال يطرح نفسه بإلحاح: وماذا عن المرويات الشيعية الإمامية الاثني عشرية التي تصادم كثيراً من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، كالغلو في الأئمة غلواً يدخل في باب الشرك الأكبر، وادعاء القوم تحريف القرآن الكريم، وتكفير خير البشر بعد الأنبياء: الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات؟؟ والمؤلف يعترف بوجود كل تلك الموبقات في الكافي الذي يعظمه القوم تعظيماً خرافياً فهو عندهم أهم من القرآن الكريم!! وما الحاجة أصلاً إلى التوافق على مرويات قليلة تلتقي فيها المضامين مثل الحض على طلب العلم ولزوم الاستغفار وحرمة عقوق الوالدين...؟ وكيف يَسُوغ الاتفاق المنشود بين من يأتي بالرواية بسند صحيح متصل، ومن يوردها بلا خطام ولا زمام–بإقرار الضاوي ذاته-؟ بل إن هنالك عورات مغلظة في عمل المؤلف حتى بمقاييس اللغة الواجب احترامها بإجماع الأمة وكذلك ما تواتر من تخصيص مادة لغوية بمحتوى شرعي مثل الصلاة والزكاة وأشباههما، ومنها-على سبيل المثال وليس للحصر، باب الهجرة في كافي الكليني، ليفاجأ القارئ بأن المرويات في هذا الباب لا تتحدث عما يفهمه كل مسلم-فضلاً عن العلماء أو طلبة العلم-من مصطلح (الهجرة) إذا جاء في الحديث النبوي أو في السيرة العطرة،وهو:هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه إلى يثرب وهجرة الصحابة من قبل إلى الحبشة!! أما الهَجْرُ أو القطيعة بين مسلم وآخر فمفهوم مختلف كلياً كما يدرك الكافة!! "انظر الصفحة245 من كتاب الضاوي".. وباختصار شديد، نقول في الختام: إن هذا الكتاب عمل عبثي عدمي، يتوخى غاية مستحيلة لئلا نقول: خبيثة أو ماكرة. ونحن هنا لا نحكم على نية الرجل، فالله تعالى وحده هو الذي يتولى السرائر ويعلم خبايا القلوب،وإنما نرفض الغاية التي أعلن المؤلف بلسانه أنه يسعى إلى تحقيقها. وقد يعترض معترض على تناولنا كتاباً مثل هذا،باعتباره ترويجاً له،وأقول في معرض الإجابة: معاذ الله،وإنما دفعني إلى مناقشته هنا مدى ضرره على العامة، وكونه منشوراً على الإنترنت، والأسوأ أنه مبذول للتنزيل في مواقع إسلامية طيبة خدعها العنوان وربما ضللتهم المقدمة ليس غير!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق