الأربعاء، فبراير 15، 2012

البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية الخامس والعشرين | قناة العالم الاخبارية

البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية الخامس والعشرين | قناة العالم الاخبارية

البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية الخامس والعشرين

اوصى البيان الختامي للمؤتمر الدولي الخامس والعشرين "للوحدة الاسلامية" بسبعة عشر بندا كخلاصة لثلاثة ايام من المناقشات والابحاث في مجال نقد مسيرة التقريب ومؤتمر "الصحوة الاسلامية كذلك.

وفيما يلي نص اليبان كما اعلنه رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محمد علي تسخيري:

"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد خلقه محمد واله الطاهرين وصحبه الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
فبعون الله تعالى، وبمناسبة اسبوع الوحدة الاسلامية في ذكرى ميلاد الرسول الاكرم(صلى الله عليه واله وسلم) والامام جعفرالصادق(عليه السلام)، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية مؤتمره الدولي الخامس والعشرين للوحدة الاسلامية بطهران من ١٥-١٧ ربيع الاول ١٤٣٣هـ الموافق ٨-١٠ فبراير/شباط ٢٠١٢م بحضور المئات من الشخصيات العلمية من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن سائر انحاء العالم. وقد خصص هذا المؤتمر لدراسة موضوع (تقييم مسيرة مجمع التقريب خلال عشرين عاما وندوة الصحوة الاسلامية).

وقد افتتح المؤتمر سيادة الدكتور محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بكلمة جامعة ، كما حظي المشاركون بلقاء قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) وتبادلوا الحديث معه واستمعوا بهذه المناسبة الى حديثه التوجيهي القيم.

وتدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة ايام وفي ثلاثين جلسة عمل ومن خلال عرض مائة وخمسة وعشرين بحثا وكلمة.

وفي ختام جلساته اصدر المؤتمر التوصيات التالية:

اولا: يؤكد المؤتمرون انطلاقا من مسلمات القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ان الاسلام جامع لاهل القبلة، ودليله الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، كما يرون ان التقريب بين المذاهب الاسلامية سبيل مهم لتحقيق وحدة الامة في شتى المجالات، وان المذاهب الاسلامية التي تؤمن باركان الاسلام واصول الايمان ، ولا تنكر معلوما من الدين بالضرورة، يؤلف المنتمون اليها بمجموعهم الامة الاسلامية الواحدة، وتتكافا دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم، ويتعاونون لتحقيق الاهداف الاسلامية السامية، وان الاختلاف السياسي لايجوز ان يستغل الاختلافات العقدية او التاريخية او الفقهية، وان اثارة اية فتنة طائفية او عرقية لاتخدم الا اعداء الامة، وتحقق خططهم الماكرة ضدها، وتكرس احتلالهم البغيض لارضها وينبغي مقاومتها بالوسائل كافة.

ثانيا: يؤكد المؤتمرون على ان القران الكريم والسنة النبوية الشريفة حققا للامة الاسلامية اجواء انسانية حضارية رائعة، واشاعا العقلانية وروح الحوار البناء، وحرية الاجتهاد بضوابطه الشرعية، وغرسا روح الاخوة والوحدة بعد ان وضحا خصائص الامة الاسلامية ورسالتها السامية الى العالم كله ومن ثم كان تعدد المذاهب حالة طبيعية لها اثرها الايجابي في تنوع الحلول للمشكلات على ضوء احكام الشريعة الاسلامية واصولها.

ثالثا: يؤكد المؤتمرون ان الامة الاسلامية تواجه تحديات كبرى تستهدف عقيدتها وشخصيتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزيقها جغرافيا، ولغويا، وقوميا، ومذهبيا، بل وتاريخيا. كما تسعى لابقائها متخلفة على الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها. وتخطط لابعادها عن اسلامها والتشكيك في قدرته على مواجهة المشاكل الحياتية المستحدثة، واشاعة السلوكيات المادية المنحرفة عما رسمته الشريعة، وزرع حالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به. وكذلك عبر اضعاف التربية والتعليم الاسلاميين والتشكيك في قدرتهما على النهوض بالامة، واختراق الاعلام الاسلامي باشاعة روح الهزيمة والاذعان والانحلال الخلقي لئلا يقوم بدوره المطلوب في واد الفتن والتوعية وبناء الشخصية الاسلامية المتوازنة.

رابعا: يرى المؤتمرون ان الاهواء والنزعات السياسية، وشيوع حالات التعصب، وجهل بعض اتباع المذاهب بحقيقة المذاهب الاخرى انحرفت بالحالة السوية تلك الى حالة طائفية ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكري الى الساحة العملية مما ترك اثارا سلبية خطيرة على قوة الامة وتماسكها وسهل السبل ليقوم اعداؤها بطعنها في صميم عقيدتها وتوجهاتها النظرية والعملية الاصيلة.

خامسا: تحقيقا لهذه الوحدة بين اهل القبلة، ولهذا التقريب بين اتباع المذاهب الاسلامية، يدعو المؤتمرون الى وجوب احترام كل طرف منهم للاخر، والى ترك البحث في هذه الامور الخلافية للعلماء والخبراء في بحوثهم العلمية، وعدم الاساءة والتشهير باحد. كما يؤكد المؤتمرون على عدم جواز توجيه ما يعد انتقاصا او اهانة لما يحترمه اي طرف، ويشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص ال البيت او امهات المؤمنين او الصحابة او ائمة المسلمين، بالنيل منهم، او التعرض لاي شيء ينسب اليهم باي نوع من انواع الاساءة القولية او الفعلية، وعدم جواز استباحة دور العبادة من مساجد و حسينيات وزوايا ومراقد. وفي هذا السياق يثمن المؤتمرون الفتوى التاريخية التي اصدرها سماحة الامام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية بخصوص تحريم النيل من رموز المذاهب الاسلامية والاساءة لامهات المؤمنين والتي لاقت الترحيب الواسع من لدن كبار علماء الامة والاوساط الدينية والازهر الشريف.

سادسا: يرى المؤتمرون ان هناك حاجة ماسة لوضع خطط تفصيلية لتحقيق التقريب بين المذاهب الاسلامية في المجالات التالية:
ا- رفع مستوى الوعي لدى المسلمين في مختلف المجالات وبخاصة في مجال فهم الاسلام وتعاليمه واهدافه وفهم الواقع القائم على مختلف الاصعدة.
ب – مطالبة الدول الاسلامية بتطبيق الشريعة الاسلامية في كل مجالات الحياة.
ج – تفعيل العملية التعليمية والتربوية الشاملة لمختلف قطاعات الامة وفق تعاليم الاسلام.
د- السعي للوصول الى توحيد موقف الامة عمليا من قضاياها الكبرى وتحقيق التكافل والتضامن بينها في مختلف المجالات.
هـ - تفعيل مؤسسات العمل الاسلامي المشترك كمنظمة التعاون الاسلامي والمنظمات غير الحكومية الدعوية والخيرية والتربوية والتعليمية والاعلامية.
و – الاستفادة الانجع من الامكانات السياسية والاقتصادية والجغرافية، والطاقات العلمية للامة وتعبئتها لتحقيق الاهداف الكبرى ومقاومة التحديات.
ز- مساعدة الاقليات الاسلامية في انحاء العالم على الاحتفاظ بهويتها واداء شعائر دينها وتفعيل دورها في المجتمع، مع مراعاة حقوق غير المسلمين في المجتمع الاسلامي.
ح – العمل الجاد لتطبيق الاعلان العالمي الاسلامي لحقوق الانسان الصادر من منظمة التعاون الاسلامي.
ط – تاكيد دور الشعوب الاسلامية في صنع مستقبلها والمشاركة الفاعلة في بناء ذاتها وصيغ حياتها الداخلية و المسيرة الحضارية الانسانية.
ي ـ تربية الجيل الاسلامي على ثقافة المقاومة والعزة وتشكيل بناء مستقبلي افضل مع التاكيد على الدور الهام للنساء والشباب.
سابعا: يدعو المؤتمرون الى الابتكار والابداع في مجال الفكر المؤدي الى التقريب من خلال مايلي:
١ – تعميق المنهج الوسطي في فهم الشريعة .
٢- مراعاة فقه الاولويات، ومعرفة المالات، ومراعاة الظروف المتغيرة عند اتخاذ المواقف الشرعية.
٣- مراعاة مقاصد الشريعة، وخصائص الاسلام العامة.
٤- احياء علم المقارنات و علم الخلاف.
٥- الاهتمام بعملية الاجتهاد الصادرة عن المجامع الفقهية.
٦- الاهتمام بفقه النظريات الذي يختلف عن الاستنباط الجزئي.
٧- الاهتمام بالتعمق في فكر التقريب في مختلف البحوث والدراسات ولاسيما الفقهية منها.
ثامنا: وعلى الصعيد العملي يقترح المؤتمرون مايلي:
١ – تعميم منطق الحوار بين المسلمين على الاسس الشرعية.
٢- توعية النخبة والجماهير بثقافة التقريب، وتعميم روح الالفة والاخوة والمحبة بين قطاعات الامة.
٣- السعي المشترك المتضافر لاتخاذ المواقف الموحدة في كل القضايا المصيرية من قبيل:
ا - تنفيذ الشريعة الاسلامية
ب - مواجهة التحديات الكبرى
ح - تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة.
٤- تشجيع انشاء المؤسسات الوحدوية والتقريبية على كل الصعد الاعلامية والاجتماعية والتربوية في كل مكان .
٥- تشجيع الدراسات التقريبية في الجامعات عبر فتح الاقسام الجامعية في هذا التخصص وتشجيع الرسائل وتقوية التبادل التخصصي .
٦- ضبط عملية الفتوى وفق الضوابط التي اقرتها المجامع الفقهية.
تاسعا: يعلن المؤتمرون ان الدعوة الى التقريب لاتعرف التعصب المذهبي او محاولة نشر مذهب بين اتباع مذهب اخر وان كل ما يقال عن ان هذه الدعوة ليست خالصة لوجه الله لااساس له من الصحة وهو محاولة للتشكيك في العمل التقريبي ورسالته الاسلامية.
عاشرا: يدعو المؤتمرون الاخوات المسلمات ممن يتمتعن بالقدرة العلمية الى المساهمة بابحاثهن وارائهن في انجاح الدعوة الى التقريب وان يكون لهن دور واضح في مؤتمرات الوحدة الاسلامية ونشر الوعي التقريبي بين الاسر.
حادي عشر: يرى المؤتمرون ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية قام – خلال مسيرته التي دامت عشرين عاما – بادوار مهمة لتحقيق ما مر في المواد السابقة بشتى الوسائل المتاحة. بيد ان هناك بعض المعوقات والنواقص التي يجب رفعها لتتضاعف الجهود وتتسارع الخطى لتحقيق الاهداف المنشودة. ومن ثم يقترح المؤتمرون الامور التالية:
١ – العمل على تطوير الجمعية العمومية وتوسيعها.
٢ – العمل على رفع ميزانية المجمع الى مستويات تلبي الحاجة.
٣ – العمل على توسعة نشاطات المجمع للمساهمة النشطة في عملية تعميق الصحوة الاسلامية وترشيدها والمنع من تحريفها من قبل العناصر المشبوهة.
٤ – العمل على ايجاد مراكز اقليمية تابعة تقوم بتنفيذ برامج تقريبية، وترصد كل التحركات المعادية.
٥ – توسعة النشاط على الشبكة العنكبوتية من حيث دائرة المخاطبين واللغات والنشاطات.
٦ – التوسع في اصدار المجلات بمختلف اللغات ورفع مستوى الطباعة والكمية اللازمة.
٧ – توسعة النشاطات الاعلامية المسموعة والمرئية، وزيادة النشاطات الفنية، وانتاج برامج تتناسب ومختلف الاصناف الاجتماعية.
٨ – الاهتمام بالثقافة الشعبية التقريبية وتعميقها في مختلف الاعمار.
٩ – الاهتمام الزائد بالمواسم الدينية، وخصوصا بالحج، والحضور الفعال فيها.
١٠ – السعي للحضور القوي في مختلف الجامعات والمراكز العلمية وتوثيق الصلة بشكل اكبر بالاساتذة والطلاب.
١١ – السعي لفتح فروع اكثر لجامعة المذاهب الاسلامية في ايران وخارجها.
ثاني عشر: يدعو المؤتمر المجلس الاعلى والامانة العامة للمجمع لدراسة تقييمات اللجان و توصياتها التي شكلها في المجالات الدولية والثقافية والشؤون الايرانية، وكذلك دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعية العمومية، واتخاذ ما يلزم لتنفيذها خلال السنوات الثلاث الاتية وتقديم تقرير بذلك الى الاجتماع القادم للجمعية العمومية.
ثالث عشر: يستذكر المؤتمرون كل الذين عملوا للحوار والتقريب والوحدة من الشيخ محمود شلتوت الى السيد جمال الدين الحسيني الى الشيخ محمد عبده الى باقي رواد التقريب كالامام البروجردي والامام الخميني والامام المودودي والامام كفتارو «رحمهم الله» والامام الخامنئي «حفظه الله» وغيرهم، الى الامام المغيب السيد موسى الصدر.
رابع عشر: يدين المؤتمرون كل اشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط في فلسطين وخصوصا ما جرى من جرائم وحشية في غزة البطلة الصامدة من تقتيل وتشريد للالاف وكذلك ما يجري من هدم للمسجد الاقصى ومنازل‌ الفلسطينيين في مدينة القدس وتهويدها، بالتغيير الديموغرافي في ارض فلسطين، كما يحيون جهاد الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة ويدعمون جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيدها ويؤكدون من جديد على ضرورة تنفيذ الحقوق الفلسطينية المشروعة واهمها حقهم في تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة على الاراضي الفلسطينية كافة وعاصمتها القدس الشريف وحقهم في العودة الى ديارهم. كما يطالبون المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
خامس عشر: يعلن المؤتمرون ان المقاومة حق مشروع للشعوب، وهي تختلف اختلافا جذريا عن (الحرابة) التي تسمى اليوم بـ (الارهاب) المدان اسلاميا وعالميا، سواء كان فرديا او جماعيا او ما قد تمارسه بعض الدول.
سادس عشر: يعتز المؤتمرون بالانتصارات الرائعة للشعوب الاسلامية على كثير من الصعد ومنها تغيير الحالة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن ومواصلة الجهود للحصول على الحقوق المشروعة للشعوب الاخرى، كما يهنئون العراقيين بخروج قوات الاحتلال الامريكي من ارضه ويطالبونهم بالتكاتف لبناء بلدهم ووحدته وتماسكه ويحيون المقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان.
سابع عشر: يحيي المؤتمرون جهاد الشعب الايراني وقيادته في سبيل تطبيق شرع الله في مختلف مناحي الحياة، ويدينون كل تامر على هذه المسيرة الخيرة، كما يعلنون دعمهم لموقف الجمهورية الاسلامية الايرانية في تطوير قدراتها النووية للاغراض السلمية ويدينون كل الاساليب الملتوية التي تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التي تكفلها لها القوانين الدولية. ويدعون بلدان العالم الاسلامي الى الاستفادة من هذه التجربة.

ثامن عشر: يشكر المؤتمرون الجمهورية الاسلامية الايرانية وقائدها الامام الخامنئي(دام‌ظله)، كما يشكرون المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على اقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته، ويرون في اقامة امثال هذه اللقاءات خيرا كثيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون