جريدة الرأي
مؤتمر حوار الأديان في النجف يشدد على ضرورة قبول الآخر
النجف - ا ف ب - شدد المشاركون في مؤتمر حول الاديان بدا اعماله امس الاحد في النجف، جنوب بغداد، على ضرورة القبول بديانة الاخر واحترامها مشددين على اهمية مبادىء المساواة وتكافؤ الفرص.
وقال وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود لدى افتتاحه المؤتمر ان «الحوار الحقيقي بين الاديان لا يتحقق الا اذا اعتمد مبداين اساسيين اولهما القبول بديانة الآخر واحترامه تحت اي ظرف كان، والثاني التعامل بين الاديان في المشتركات».
واكد «ضرورة اشعار الجميع بالتساوي وتكافؤ الفرص، فهي قيم كفلها الدستور العراقي، اذ لا معنى للحوار اذا كان هناك من يشعر بالغبن».
ويستمر المؤتمر الذي ترعاه وزارة الثقافة يومين بمشاركة ممثلين عن الطوائف الاسلامية والمسيحية العراقية والاجنبية.
من جهته، اكد رئيس مجلس محافظة النجف فائد الشمري ان «النجف سبق وان احتضنت الديانات السماوية الكبرى قبل الاسلام في الحيرة والمناذرة» في اشارة الى الامارة المسيحية التي استمرت حتى بروز الاسلام في القرن السابع.
كما كان لليهودية وجود لا يزال مستمرا عبر قبر النبي حزقيال، احد احبار العهد القديم في الكتاب المقدس، واسمه في القرآن «ذي الكفل».
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد في جامعة الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) ضمن اطار مشروع «النجف عاصمة الثقافة الاسلامية» للعام 2012، حوالى مئتي شخصية دينية واكاديمية من العراق والدنمارك وسوريا والمغرب بينهم ممثلون لمراجع الشيعة في النجف.
وقال العلامة سامي البدري احد رجال الدين الشيعة الباحثين في علوم الدين «هنالك وسائل يمكن ان تقرب بين الاديان والمذاهب في العراق والعالم».
واوضح بين هذه الوسائل «التعايش السلمي بين اتباع المذاهب واعتبار التعددية حقيقة لا بد من الاعتراف بها (...) ومواصلة الحوار في جو من الشفافية والمحبة لتشخيص الجوانب المشتركة بين المذاهب لتشكل القاعدة الصلبة لاتباعها لمواصلة الحوار حول مواقع الخلاف في الاجواء ذاتها».
من جهته، قال الشيخ محمد الخزنوي مدير «مدرسة ابناء الشهداء» في سوريا «يمكننا بالتأكيد التقريب بين المذاهب باختيارنا الافضل منها».
واشار الى ان «احاديث النبي محمد الصحيحة نتفق عليها بانها تجمعنا ولا تفرقنا».
من جهته، قال القسيس معن بيطار من الكنيسة الانجيلية في سوريا ان «كل لقاء بركة فكيف اذا كان يجري ضمن حوار الاديان؟ نتمنى ان نخرج برؤى صالحة تطبق عمليا بين الناس (...) فهذا المؤتمر فرصة لترسيخ ثقافة الاعتراف بالاخر والتعايش معه».
وانتقد رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري التطرف الديني، مؤكدا انه «نابع من الفهم الخاطئ للدين».
وحض نائب رئيس ديوان الوقف السني محمود الفلاحي المسيحيين العراقيين على عدم المغادرة.
كما دعا رئيس ديوان الوقف المسيحي عبد الله النوفلي الى «حوار بناء يؤسس للتعايش بين مختلف الاديان لضمان الامن والسلام».
واكد ممثلو الصابئة المندائية والايزيدية على التسامح والانفتاح.
والمؤتمر خطوة اولى في اطار عقد المؤتمر العالمي الذي ستنظمه النجف خلال الاشهر المقبلة بمشاركة نحو 60 شخصية عالمية عربية واجنبية.
واختيرت النجف حيث مرقد الامام علي بن ابي طالب، عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2012 في مؤتمر منظمة الثقافة الاسلامية الذي عقد في اذربيجان في تشرين الاول 2009.
يذكر ان رجال دين شيعة وسنة نددوا السبت في ختام مؤتمر مغلق عقدوه في كوبنهاغن باعمال العنف ضد المسيحيين واقليات دينية اخرى في العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق