السبت، أكتوبر 30، 2010

د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يتحدث لـ»الراية الأسبوعية«:أرفض بشدة تكفير الشيعة تحت أي مسمى


أرفض بشدة تكفير الشيعة تحت أي مسمى
تاريخ النشر: السبت30/10/2010, تمام الساعة 08:25 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة

د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يتحدث لـ»الراية الأسبوعية«:

*
أرفض تقسيم الأمة بين سنة وشيعة .. ومحاولات للوقيعة بينهما
*
الأزهر لم يطلب مساعدات مالية من أحد في أي يوم
*
وزيرة خارجية الدنمارك اعتذرت.. وعندما عادت لبلدها سحبت اعتذارها
*
زيارة العراق مرهونة بشروط.. أما زيارة إيران غير واردة الآن
*
تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية أهم الملفات أمام الأزهر
*
فتاوى الأزهر يجب ألا تحابي أو تجامل أحداً
* إصلاح منظومة التعليم بالأزهر يحتاج لسنوات

القاهرة – الراية – نبيل مدكور:عندما أعلن عن تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا للجامع الأزهر خلفا للدكتور محمد سيد طنطاوي أشفق البعض على الرجل من أعباء المنصب خاصة وان المؤسسة الأزهرية عانت مؤخرا من سلبيات عديدة أعاقت مسيرتها الرعوية سواء داخل مصر أو خارجها.

هذه السلبيات لم تكن خافية عن الدكتور الطيب الذي لم يكن بعيدا عنها على اعتبار ان منصب رئيس جامعة الأزهر- الذي كان يشغله - قريب بشكل أو بأخر من عجلة العمل اليومي داخل المؤسسة الأزهرية ويتأثر بشكل مباشر بأزمتها لذلك أعلن الطيب بعد تعيينه مباشرة عن خطة مستقبلية لإعادة هيبة الأزهر وتفعيل دوره العالمي الذي كان اهم مميزاته طوال عقود طويلة مضت وفي هذا الإطار أعلن الطيب إعادة فتح ملف البعثات الأزهرية في الخارج وضرورة تثقيف المبعوث وتعليمه لغة البلد المسافر له وذلك بعد ان جاءت تقارير دبلوماسية أرسلتها دوائر مصرية في الخارج بأهمية إعادة النظر في هذا الملف كذلك ومن الملفات الشائكة التي شوهت وجه الأزهر ويحاول الشيخ علاجها هو المستوى التعليمي المتدني لطلاب الأزهر الذين تعرضوا بفعل فاعل لعمليات مسخ تعليمي أصابت المؤسسة في مقتل.

»الراية الأسبوعية« بحثت مع الدكتور أحمد الطيب كل هذه الملفات الشائكة وغيرها في حوار لا يخلو من الصراحة والوضوح أحيانا ومن الدبلوماسية وضغوط المنصب أحيانا أخرى.
في البداية سألناه

< ما هي أهم الملامح التي تقوم عليها خطتكم لإصلاح الأزهر واستعادة هيبته ودوره العالمي ؟
ــ بالفعل هناك خطة بدأت العمل بها منذ أن توليت مسؤولية مشيخة الأزهر جامعا وجامعة وتلك الخطة تقوم على دعامات أساسية أهمها أن تلك المؤسسة الدينية الإسلامية لها مساحة كبيرة في نفوس الشعوب الإسلامية والعربية والعالمية من هذا المنطلق كان لابد من توضيح موقف تلك المؤسسة الدينية العالمية من الكثير من القضايا منها محاولات الإثارة والوقيعة بين الشيعة والسنة ثم قضية ضرب الوحدة الوطنية بين قطبي الأمة مسلمين وأقباط ثم قضية المصالحة الفلسطينية بين الفصائل المتنازعة ثم قضية إغاثة الشعب الأفغاني ثم التحاور مع اليهود كل تلك القضايا كان لابد من توضيح موقف الأزهر منها حتى نعطي مصداقية أمام الشعوب التي تتعامل مع تلك المؤسسة العالمية التي تحمل تاريخا ورصيدا كبيرين يجعلها في مقدمة المؤسسات الدينية العالمية الأمر الآخر أن تكون مواقف تلك المؤسسة الدينية وفتاواها معبرة عن صحيح الدين الإسلامي الذي لا يخشى في الله لومة لائم لا تحابي ولا تجامل بذلك تكسب تلك المؤسسة الدينية العريقة أرضية صلبة من المصداقية لدى كل الشعوب وهذا للأسف ما افتقده الأزهر كثيرا في السنوات الماضية لدرجة أن تاريخه كاد يسرق منه وكاد يتحول لمؤسسة محلية لا علاقة لها بقضايا الأمة الإسلامية.

< وماذا عن خطة التعامل مع البعثات الأزهرية في المستقبل؟
ــ هذا الملف يضعنا أمام قضية صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم الذي يتعرف على الإسلام من معاملات وسلوكيات بعض هؤلاء المبعوثين الذين لا يقدرون حجم هذا العمل الدعوي وتحولوا إلى مجموعة موظفين ينتظرون رواتبهم فقط وكنت اتابع هذا الملف من خلال عملي في رئاسة جامعة الأزهر حين كنت أسافر لبعض الدول الأوربية فلا أجد أي تواجد لتلك البعثات الأزهرية ولذلك تعاملت مع هذا الملف بنوع من الحزم الشديد فكان أول قرار إلغاء ما يسمى برؤساء البعثات أو سكرتيري البعثات واقتصر الأمر على عمل المبعوث وحده مع عقد دورات تدريبية تؤهل هؤلاء للعمل الدعوي في الخارج فضلا على عقد اختبارات في اللغات الأجنبية حتى يستطيع المبعوث التعامل مع تلك الشعوب بلغتهم لأنه ليس من المعقول أن تصل رسالة الإسلام من إنسان لا يعلم لغة تلك الشعوب فضلا على تكليف السفارات في الخارج برفع تقارير شهرية عن كل مبعوث أزهري لديها فإذا ثبت فشلة يتم إعادته فورا وإلغاء بعثته بالإضافة إلى قصر مدة البعثات إلى عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام وأيضا رفع المقابل المادي لهؤلاء المبعوثين حتى يستطيعوا مواجهة متطلبات المعيشة في الخارج.

< تعج مدارس الأزهر وجامعاته بتركة طلابية ممسوخة هل هناك خطة لعلاج هذا الخلل؟
ــ للأسف تلك حقيقة وكان لابد من التعامل معها بأي صورة من الصور خاصة وأننا أمام 2 مليون طالب يدرسون بالأزهر ومستوى القاعدة العامة لهؤلاء متدهورة ومتدنية للغاية نتيجة لظروف قاسية تعرض لها هؤلاء الطلاب سواء بسبب الإهمال في المناهج أو ضعف أعضاء هيئة التدريس فقمنا بتطوير المناهج والعودة للتراث وأمهات الكتب التي تعرضت بفعل فاعل لعمليات مسخ كبيرة في السنوات الماضية ثم تطوير أداء مدرسي المعاهد الأزهرية عن طريق عقد دورات تدريبية مكثفة لهم وفي المقابل إنشاء فصول خاصة أطلقنا عليها شعبة الدراسات الإسلامية في المعاهد الأزهرية على مستوى محافظات مصر تقبل الطلاب المتفوقين علميا وشرعيا في مختلف المناهج الدراسية على أن يتم إقامة هؤلاء الطلاب في تلك المعاهد إقامة ومعيشة كاملة على نفقة الأزهر ويمنحوا مكافآت تميز وتلك الشعبة تكون نواة تزيد مع الوقت حتى نقضي في المستقبل على وجود الممسوخين تعليميا في الأزهر ونعود بتاريخ تلك المؤسسة الدينية العريقة لمجدها القديم.

< يثار من وقت لآخر أن فضيلتكم ترحبون بزيارة العراق أو إيران فهل يمكن أن يتحقق ذلك في المستقبل؟
ــ ليس معنى أنني أرحب بالزيارة إلى دولة ما أنني سأذهب إليها بل الترحيب مرتبط بشروط يجب أن تتوافر قبل الذهاب لتلك الدول ومنها العراق وحين التقيت رئيس الديوان الوقفي السني والشيعي طلبت منهما أن تكون الدعوة مشتركة من السنة والشيعة معا وأن تكون الأوضاع في العراق أفضل مما هي عليه اليوم وأن زيارتي لها مرهونة بحسم مسألة الحكومة العراقية الجديدة فإذا تحققت تلك الشروط يمكن أن يتم دراسة تلك الزيارة أما بخصوص إيران فليس هناك على الإطلاق تحديد لمواعيد زيارات لها أو حتى التفكير في الوقت الحالي ومع ذلك أنا على استعداد للذهاب لأقصى الأرض لتحقيق وحدة المسلمين إذا اقتضت الضرورة ذلك كما أن تلك الشائعات تخرج عقب كل زيارة لوفد عراقي أو إيراني للأزهر.

< لفضيلتكم موقف متشدد من فتاوى تكفير الشيعة أو من فضائيات إثارة الفتنة بين السنة والشيعة فما تعليقكم؟
ــ نعم أنا أرفض بشدة تكفير الشيعة تحت أي مسمى أو إثارة الفتنة بين السنة والشيعة وهما قطبا الأمة الإسلامية الذي لا يوجد خلاف بينهما في الإسلام بل هي عمليات فتنة ووقيعة من بعض الفضائيات ووسائل الإعلام المتطرفة والمتشددة والتي لا مبرر لها وتلك الخلافات لا أصل لها لا في كتاب ولا في سنة ونحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد لدى الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات وإلا ما ترك المستشرقون هذا الأمر الذي يعد صيدا ثمين لهم ولي بحث في هذا المجال كما أن جميع مفسري الطبري وحتى يومنا هذا لم يقل أحد منهم أن الشيعة لديهم قرآن آخر.

< كادت تحدث أزمة خلال حضور فضيلتكم لمؤتمر آل البيت في عمان وخاصة خلال تسلم الجائزة فما حقيقة ذلك؟
ــ ليست أزمة كما صورها البعض بل كانت المشكلة أنني خلال تسلمي الجائزة عرفت أن هناك شيكا بحوالي 50 ألف دولار باسم شيخ الأزهر ثم الجائزة الأخرى درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأردنية فطلبت من بعض المسؤولين عن المؤتمر أن يتم كتابة هذا الشيك باسم المؤسسة الأزهرية وليس شيخ الأزهر لأن المبلغ خاص بمنصب شيخ الأزهر وبالتالي لا يحق لي الحصول عليه بل هو من حق تلك المؤسسة الدينية التي أمثلها ولكن وجد هؤلاء المسؤولون أن هناك صعوبة في تعديل المسمى وبالتالي قررت تسليم الشيك للمسؤولين في الأزهر ثم قررت التنازل عنه للطلاب المغتربين من أبناء إفريقيا وآسيا الدارسين في الأزهر بواقع 100 دولار لكل طالب وهذا التنازل والتبرع سيشمل كل الجوائز المالية التي تأتي لشيخ الأزهر لأنني اكتفي بالجائزة المعنوية فقط.

< هناك اقتراح خرج من بعض المسؤولين في وزارة الأوقاف حول إنشاء صندوق تبرعات يحمل صفة العالمية لمساعدة المؤسسة الأزهرية على النهوض بأعبائها.. فما تعليقكم على هذا الاقتراح؟
ــ هذا الاقتراح خرج من الدكتور محمد شامة مستشار وزير الأوقاف لشؤون المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وحين علمت به رفضته بشدة فهذا الاقتراح تم إثارته بحضور الدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف لكنه انتقد اقتراح مستشاره وهذا يكفي ولكن يجب أن يعرف كل شخص مدى مسؤوليته وحدود عمله حتى لا يتعرض لبعض الأمور التي يمكن أن تكون غائبة عن فكره كما أن تلك الاقتراحات تؤكد أن هناك من يجهل تاريخ الأزهر الذي يمد يد العون لكل أبناء الشعوب الإسلامية ولم يحدث في يوم من الأيام أن طلب الأزهر مساعدات مالية من هنا أو هناك لذلك من يقترح تلك الاقتراحات يفتقد لقراءة تاريخ المؤسسة الأزهرية العريقة.

< أثار لقاء وزيرة الخارجية الدنماركية لفضيلتكم أزمة كبيرة بسبب عدم الترجمة الصحيحة (كما ادعت).. وهل صحيح أنها اعتذرت عن إهانة الإسلام في بلادها؟
ـ أنا لا أمانع مطلقا في مقابلة أي شخصية من الشخصيات التي تزور مصر وخاصة إذا كان هناك التزام في الكلام وفي التصريحات ولكن كان اللقاء يدور حول مطالبة الوزيرة بتطبيق القانون والعقوبات على من يسئ للديانات الأخرى ومعتقداتهم خاصة وأن تلك الإساءات لا علاقة لها بحقوق الإنسان أو تقيد من حرية التعبير أو الرأي وفعلا وافقت الوزيرة على هذا الاقتراح واعتذرت عما حدث من بعض الجماعات أو المؤسسات بعد توجيه الإساءات للمسلمين وأخذت تكرر ذلك الأسف في حديثها ولهذا كان من الطبيعي أن يفهم المترجم أن ما تقوم به الوزيرة هو اعتذار وانتهت الزيارة ولكن عقب نقل وسائل الإعلام لما حدث قامت الدنيا على تصريحات وزيرة الخارجية الدنماركية واضطرت إلى التراجع عن حديثها وقالت إنها لم تعتذر وهذا نتيجة ما واجهته من ضغوط كبيرة من قبل مؤسسات التشدد في الدنمارك ولكن لدينا كل التسجيلات التي تؤكد مدى تكرار الوزيرة لكلمة الأسف لكنها تعتبر الاعتذار نوعا من الاعتراف بالخطأ أما الأسف فيختلف لكن للأسف الدنمارك تهاجم المسيح نفسه على اعتبار أن ذلك حرية تعبير وحرية رأي لذلك قررت ان تكون مثل هذه اللقاءات مستقبلا مفتوحة للجميع حتى لا يستطيع أحد أن ينكر ما يقوله.

< ولكن لماذا لم تشمل أجندة التطوير مجمع البحوث الإسلامية؟
ــ نعم مجمع البحوث الإسلامية يحتاج لعمليات تطوير ولكن في الوقت المناسب وليس معنى هذا أننا لا نقوم بعمليات تطوير نسبية فيه الان بل هناك تطوير في اللجان وغيرها من أروقة المجمع وعمله في المرحلة المقبلة كما سيتم تفعيل قوانين مشاركة علماء من مختلف الشعوب الإسلامية والعربية حتى يعود لمجمع البحوث الإسلامية مسماه القديم هيئة كبار العلماء بل وسيكون مجمعا فقهيا إسلاميا يوحد كلمة المسلمين ويجمع شملهم على كلمة واحدة فضلا على مشاركة العنصر النسائي الذي يفتقده الان المجمع.
عودة الى المقال الصفحة الرئيسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون