توتر سني شيعي في عالم عربي يميل للأسلمة
توتر سني شيعي في عالم عربي يميل للأسلمة
بغداد: تفرز التغيرات التي تعصف بدول عربية عدة توترًا سنيًا شيعيًا متصاعدًا يتلطى خلف نزاعات سياسية، متسببا بانقسام في عالم عربي متحول يجني إسلاميون ثمار التغيير فيه، بحسب ما يرى محللون.
وينظر الى التطورات في سوريا التي تشهد منذ اكثر من عام احتجاجات ضد النظام تتعرض للقمع وقتل فيها الآلاف، على انها المحرك الرئيسي لهذا التوتر الذي بات يتجلى في لغة مذهبية تستخدم حتى على المستوى الرسمي.
ويقول مدير مركز كارنيغي للشرق الاوسط بول سالم إن المنطقة تعيش "توترًا وتصعيدًا اقليميًا، قسم منه ايراني خليجي والقسم الآخر مذهبي، وهما اصلا متداخلان مع بعضهما البعض".
ويضيف الباحث المقيم في بيروت ان "الوضع في سوريا يؤجج الانقسام العربي". وشن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاحد هجوما لاذعا على السعودية وقطر على خلفية دعمهما لتسليح المعارضة السورية، متهما اياهما بالسعي للتدخل في "شؤون كل الدول" العربية.
وقال المالكي، الشخصية الشيعية النافذة والمدعوم من طهران، بعد ثلاثة ايام من استضافة بغداد للقمة العربية لاول مرة منذ 22 عاما "عجيب امر هاتين الدولتين ان تدعوا الى التسليح بدل ان تعملا على اطفاء النار"، من دون ان يسميهما.
وجاءت هذه الانتقادات بعدما اتهم رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عشية القمة السلطات العراقية صراحة بتهميش السنة في البلاد التي يحكمها الشيعة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
وقال في مقابلة تلفزيونية ان "اختيار الحكومة شأن عراقي لكن ما حصل هو تجاوز لبعض الفئات منهم السنة". واستقبلت الدوحة بعد ذلك نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الشخصية السنية البارزة والمطلوب للقضاء في بغداد بتهمة دعم اعمال ارهابية، ثم اعلنت رفضها تسليمه الى العراق.
وفي السعودية، تشن الصحف هجوما عنيفا ضد المالكي على خلفية انتقاده للرياض والدوحة.
وعنونت صحيفة "الرياض" افتتاحيتها الثلاثاء "المالكي صوت لايران.. ام حاكم للعراق؟" فيما كتبت "الوطن" ان المالكي ينحاز في تعامله مع ازمة سوريا "لموقف الحليف الايراني المشترك". ويقول المحلل العراقي ابراهيم الصميدعي "هناك انقسام كبير من جهة الصراع الطائفي بين محور الاعتدال بقيادة سعودية، ومحور التصعيد الايراني المعروف بالهلال الشيعي".
ويضيف ان "التوتر بينهما يتركز خصوصا حول عدم تواني دول مثل السعودية وقطر في ان تحاول الخلاص من نظام بشار الاسد بسبب عقدة طائفية".
ويرى استاذ تاريخ ايران والشرق الاوسط المعاصر في جامعة قطر محجوب الزويري ان المنطقة "دخلت في نوع من الخصومة الطائفية منذ 2003" حين اجتاحت القوات الاميركية العراق ليخسر السنة موقع الحكم فيه "وتبدا عملية تجاهلهم".
ويشير الاكاديمي الاردني الى "موقف خليجي موحد" من العراق الذي يشهد منذ نحو تسعة اعوام اعمال عنف طائفية متواصلة قتل فيها الآلاف، حيث ينظر اليه على انه "يساند ايران في موقفها من احداث سوريا".
ومنذ العام 2000، يتراس سوريا التي تسكنها غالبية سنية، بشار الاسد المنتمي الى الطائفة العلوية، بعدما خلف والده حافظ الاسد الذي حكم البلاد لنحو ثلاثة عقود بيد من حديد. ويقول الصميدعي ان "العراق يخشى ان تكون هناك منظومة سلفية بعد بشار الاسد ويرى في علمانيته واقعا افضل من نظام سني يساهم في قلب دفة الحكم في المنطقة من الشيعة الى السنة".
من جهته، اتهم مستشار الامن القومي العراقي السابق موفق الربيعي "دولا في مجلس التعاون الخليجي باللعب بنار ستلتهم المنطقة كلها"، التي عاشت العام الماضي توترا مذهبيا اضافيا على خلفية الاحتجاجات في البحرين التي قادتها الغالبية الشيعية ضد اسرة آل خلفية السنية.
واضاف لفرانس برس ان "هذه الدول تاخذ في مسعاها منحى طائفي وتحسب النظام السوري على الشيعة، وهذا خطا كبير". وبقيت غالبية الدول العربية متاثرة لعقود بايديولوجية قومية عربية علمانية، ورغم انها دعمت توجهات مذهبية معينة، الا انها نات بنفسها عن الانخراط العلني والمباشر باي توتر طائفي في المنطقة.
الا ان رياح الربيع العربي التي اطاحت ببعض هذه الانظمة في حركات احتجاجية غير مسبوقة، فتحت الباب امام حضور اسلامي رسمي يتشكل معه عالم عربي جديد تبدو الانظمة المستحدثة فيه معنية اكثر من سالفاتها باي توتر مذهبي.
ويقول الصميدعي ان الانظمة العربية التي طالها التغيير وقطفت حركات واحزاب اسلامية ثمار التحول فيها مستعدة "لارسال مقاتلين الى دول اخرى مثل سوريا (...) لان في الجهة المقابلة من هو من نفس الخط المذهبي"، في اشارة الى السنة في سوريا.
توتر سني شيعي في عالم عربي يميل للأسلمة
أ. ف. ب.
GMT 15:13:00 2012 الأربعاء 4 أبريل
بغداد: تفرز التغيرات التي تعصف بدول عربية عدة توترًا سنيًا شيعيًا متصاعدًا يتلطى خلف نزاعات سياسية، متسببا بانقسام في عالم عربي متحول يجني إسلاميون ثمار التغيير فيه، بحسب ما يرى محللون.
وينظر الى التطورات في سوريا التي تشهد منذ اكثر من عام احتجاجات ضد النظام تتعرض للقمع وقتل فيها الآلاف، على انها المحرك الرئيسي لهذا التوتر الذي بات يتجلى في لغة مذهبية تستخدم حتى على المستوى الرسمي.
ويقول مدير مركز كارنيغي للشرق الاوسط بول سالم إن المنطقة تعيش "توترًا وتصعيدًا اقليميًا، قسم منه ايراني خليجي والقسم الآخر مذهبي، وهما اصلا متداخلان مع بعضهما البعض".
ويضيف الباحث المقيم في بيروت ان "الوضع في سوريا يؤجج الانقسام العربي". وشن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الاحد هجوما لاذعا على السعودية وقطر على خلفية دعمهما لتسليح المعارضة السورية، متهما اياهما بالسعي للتدخل في "شؤون كل الدول" العربية.
وقال المالكي، الشخصية الشيعية النافذة والمدعوم من طهران، بعد ثلاثة ايام من استضافة بغداد للقمة العربية لاول مرة منذ 22 عاما "عجيب امر هاتين الدولتين ان تدعوا الى التسليح بدل ان تعملا على اطفاء النار"، من دون ان يسميهما.
وجاءت هذه الانتقادات بعدما اتهم رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عشية القمة السلطات العراقية صراحة بتهميش السنة في البلاد التي يحكمها الشيعة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
وقال في مقابلة تلفزيونية ان "اختيار الحكومة شأن عراقي لكن ما حصل هو تجاوز لبعض الفئات منهم السنة". واستقبلت الدوحة بعد ذلك نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الشخصية السنية البارزة والمطلوب للقضاء في بغداد بتهمة دعم اعمال ارهابية، ثم اعلنت رفضها تسليمه الى العراق.
وفي السعودية، تشن الصحف هجوما عنيفا ضد المالكي على خلفية انتقاده للرياض والدوحة.
وعنونت صحيفة "الرياض" افتتاحيتها الثلاثاء "المالكي صوت لايران.. ام حاكم للعراق؟" فيما كتبت "الوطن" ان المالكي ينحاز في تعامله مع ازمة سوريا "لموقف الحليف الايراني المشترك". ويقول المحلل العراقي ابراهيم الصميدعي "هناك انقسام كبير من جهة الصراع الطائفي بين محور الاعتدال بقيادة سعودية، ومحور التصعيد الايراني المعروف بالهلال الشيعي".
ويضيف ان "التوتر بينهما يتركز خصوصا حول عدم تواني دول مثل السعودية وقطر في ان تحاول الخلاص من نظام بشار الاسد بسبب عقدة طائفية".
ويرى استاذ تاريخ ايران والشرق الاوسط المعاصر في جامعة قطر محجوب الزويري ان المنطقة "دخلت في نوع من الخصومة الطائفية منذ 2003" حين اجتاحت القوات الاميركية العراق ليخسر السنة موقع الحكم فيه "وتبدا عملية تجاهلهم".
ويشير الاكاديمي الاردني الى "موقف خليجي موحد" من العراق الذي يشهد منذ نحو تسعة اعوام اعمال عنف طائفية متواصلة قتل فيها الآلاف، حيث ينظر اليه على انه "يساند ايران في موقفها من احداث سوريا".
ومنذ العام 2000، يتراس سوريا التي تسكنها غالبية سنية، بشار الاسد المنتمي الى الطائفة العلوية، بعدما خلف والده حافظ الاسد الذي حكم البلاد لنحو ثلاثة عقود بيد من حديد. ويقول الصميدعي ان "العراق يخشى ان تكون هناك منظومة سلفية بعد بشار الاسد ويرى في علمانيته واقعا افضل من نظام سني يساهم في قلب دفة الحكم في المنطقة من الشيعة الى السنة".
من جهته، اتهم مستشار الامن القومي العراقي السابق موفق الربيعي "دولا في مجلس التعاون الخليجي باللعب بنار ستلتهم المنطقة كلها"، التي عاشت العام الماضي توترا مذهبيا اضافيا على خلفية الاحتجاجات في البحرين التي قادتها الغالبية الشيعية ضد اسرة آل خلفية السنية.
واضاف لفرانس برس ان "هذه الدول تاخذ في مسعاها منحى طائفي وتحسب النظام السوري على الشيعة، وهذا خطا كبير". وبقيت غالبية الدول العربية متاثرة لعقود بايديولوجية قومية عربية علمانية، ورغم انها دعمت توجهات مذهبية معينة، الا انها نات بنفسها عن الانخراط العلني والمباشر باي توتر طائفي في المنطقة.
الا ان رياح الربيع العربي التي اطاحت ببعض هذه الانظمة في حركات احتجاجية غير مسبوقة، فتحت الباب امام حضور اسلامي رسمي يتشكل معه عالم عربي جديد تبدو الانظمة المستحدثة فيه معنية اكثر من سالفاتها باي توتر مذهبي.
ويقول الصميدعي ان الانظمة العربية التي طالها التغيير وقطفت حركات واحزاب اسلامية ثمار التحول فيها مستعدة "لارسال مقاتلين الى دول اخرى مثل سوريا (...) لان في الجهة المقابلة من هو من نفس الخط المذهبي"، في اشارة الى السنة في سوريا.
نفس افهم ... اية حكاية انتشار لفظة اسلمة .. اسلاميين
ردحذف