الثلاثاء، نوفمبر 20، 2012

اليمن.. من الصراع الحزبي إلى الصراع المذهبي



اليمن.. من الصراع الحزبي إلى الصراع المذهبي

براقش . نت

اليمن.. من الصراع الحزبي إلى الصراع المذهبي

نـجـلاء نـاجـي الـبـعـدانــي

بات من الواضح أن الصراع في اليمن في طريقه إلى التحول من صراع حزبي سياسي إلى صراع ديني مذهبي، طرفاه الرئيسيان حزب الإصلاح- الإخوان المسلمين جناح السنة وجماعة الحوثيين جناح الشيعة، وهو مايعني أن اليمن على حافة حرب قادمة، ولامناص منها، كون طرف الصراع هذه المرة غير مستعدين للالتقاء والتحاور لتسوية الخلاف بطرق سلمية بعيدة عن فوهات البنادق المشرعة.

المتتبع للأحداث سيلاحظ أن الطرفين يستعدان لخوض معركة حامية الوطيس في ظل التعبئة المحمومة والحشود والتجهيزات التي لم تعد خافية على أحد، خصوصاً من طرف حزب الإصلاح الذي يقاتل على أكثر من جبهة ويعمد إلى تصعيد الأوضاع ورفع حدة التوتر مع غريمه الحوثي، على أمل أن يستطيع الحد من خطر المد الشيعي الذي بدأ يتوسع بشكل ملفت للنظر ويصل إلى كثير من المحافظات التي كانت سنية خالصة وهو مالم يكن في حسابات الإصلاح الذي وجد نفسه في مواجهة مذهب يتوسع كل يوم ويزداد أنصاره باستمرار، مستفيداً من الأزمة السياسية التي مكنته من نشر أفكاره واستقطاب أنصار ومؤيدين في كثير من المحافظات اليمنية على حساب الإصلاح أولاً كحزب وليس كمذهب.

ولهذا فإن الصراع الحوثي - الإصلاحي، أو بمعنى آخر الصراع الشيعي - السني القادم ستكون له انعكاسات خطيرة على السلم الاجتماعي والتعايش القائم بين أتباع المذهب الشيعي الزيدي والمذهب السني - الشافعي، كما أن هذا الصراع لن ينحصر هذه المرة في صعدة وأجزاء ومناطق من عمران وحجة كما يظن بعض المؤججين لهذا الصراع ودعاة الحرب، وإنما سيمتد إلى محافظات أخرى وبالذات العزيزة تعز التي ستغرق في أتون حرب مذهبية بعد أن وصل المد الحوثي إلى الكثير من مديرياتها ليزيد الطين بلة كما يقال ويتسع جرح هذه المحافظة الدامية والتي لازالت تنزف أشلاء ودماء ولم يستقر الوضع الأمني فيها حتى اللحظة.

ومايؤكد مخاوفنا من مواجهات قادمة هو تلك الحملات الإعلامية المتبادلة والمنشورات والكتيبات التي يتم توزيعها في المدارس والمساجد والتي تحمل في طياتها نذر مواجهات قادمة لامحالة، ولعل مالفت نظري هو ماجاء في أحد المنشورات من دعوة صريحة موجهة إلى كل شاب مسلم غيور على دينه أن ينتفض - كما جاء في الدعوة - ويستعد للموت، دفاعاً عن دينه وعقيدته ضد خطر الاثني عشرية الشيعية التي وصفها المنشور بأنها أخطر من الشيوعية وأن من واجب المسلمين التصدي لهذا الخطر الداهم القادم من إيران والذي يهدد الدين الإسلامي وأتباعه في اليمن.

وفي مقابل هذه الدعوات نجد الطرف الآخر يحرض أتباعه وأنصاره ويدعوهم للدفاع عن أنفسهم ومذهبهم، ويصف مايقوم به الإصلاح والجماعات السلفية بأنه مؤامرة على الإسلام والمسلمين بدعم أمريكي - اسرائيلي.

والغريب أن كل هذا الإعداد والتحضير للمواجهة يتم تحت مرأى ومسمع الجهات المسؤولة عن أمن الوطن اليمني وأبنائه وتأمين مستقبل حياتهم، بعيداً عن الصراعات السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية.. إلــخ، لتبقى جميع الاحتمالات قائمة باستثناء احتمال تسوية الصراع الإصلاحي - الحوثي بطرق سلمية ودون إراقة دماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون