الأحد، نوفمبر 04، 2012

براءة الشيعة من تهمة اسقاط الخلافة العباسية/عبدالرزاق العبودي | شبكة أخبار الناصرية

براءة الشيعة من تهمة اسقاط الخلافة العباسية/عبدالرزاق العبودي | شبكة أخبار الناصرية

براءة الشيعة من تهمة اسقاط الخلافة العباسية/عبدالرزاق العبودي

Sat, 3 Nov 2012 الساعة : 22:39


من المواضيع الشائكة والتي يجب دراستها بامعان لاسيما في وقتنا الحاضر وهو كما يبدو( وقت فتن واضطرابات ) هو كيفية سقوط الخلافة العباسية في بغداد والاسباب والدوافع الحقيقية له، وذلك سعيا لبيان الحقيقة بعيدا عن النفس الطائفي المتشنج لاسيما واننا لازلنا نسمع ونقرا ونرى من يكذب او يلفق او يدلس الامر ويصور للناس بان الشيعة هم الخونة وهم السبب في سقوط الخلافة العباسية التي يعتبرها البعض امتدادا للخلافة الراشديه حسب رايهم ،وان التجاوز عليها يعني التجاوز على الاسلام برمته باعتبارها الوريث الشرعي للخلافة الاسلامية كما يرون ، ونحن رغم تحفظنا على الامر برمته فاننا نرى انه بات من الضروري وضع النقاط على الحروف وعدم فسح المجال امام الجهلة للاصطياد بالماء العكر واثارة الفتن الطائفية.
لقد ان الاوان لكشف الالتباس واظهار الحقيقة وبدون تردد لاسيما وان وسائل الاعلام اصبحت متيسرة والحمد لله وغير محصورة بيد فئة معينة كما كان عليه الحال سابقا، ونحن في الوقت الذي نؤكد فيه حقنا الطبيعي بالرد على مختلف انواع الاستفزاز والتجريح والاساءة التي نتعرض لها من هذا الطرف او ذاك فاننا ننأى بأنفسنا عن التعرض لكائن من يكون وهو ديدننا الذي نشأنا وتربينا عليه.
لقد الصق البعض من مؤرخي البلاط وعديمي الضمائر ممن تعودوا الكذب والنفاق تهمة اسقاط الخلافة العباسية في بغداد في العام 656هجري/1258م بالشيعة زورا وبهتانا ،وذلك من خلال تلفيق تهمة باطلة لشخص شيعي يعمل ضمن حاشية الخليفة هو الوزير ( ابن العلقمي ) والذي اعتبرا سببا لاسقاط الخلافة العباسية بقضية مفبركة معروفة لااساس لها من الصحة وتم تناولها في موضوع سابق ، ونحن مع احترامنا لاراء الاخرين، فاننا نعتقد بانه لايجوز الصاق تهمة باطلة بمذهب كبير من مذاهب المسلمين بدعوى كاذبة اساسا ضد شخص يعتنق هذا المذهب فقد ورد في كتاب الله (( ولا تزر وازرة وزر اخرى))، ثم ان المومى اليه حتى وان صح عمله فهو لايمثل الا نفسه ، لان الشيعة اصلا كما يؤكد التاريخ لم يكونوا جزءا من الخلافة العباسية بل انهم غير راضين عنها وتعرضوا بسبب ذلك للاضطهاد والقتل والتشريد .
ان مايهمنا الان هو تلك الضمائر الحية في الوسط السني ممن يقول الحقيقة رغم انوف الحاقدين الذين تعودوا صناعة الباطل ، فلنقرأ ماقاله استاذومؤرخ سني سعودي معاصر هو الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي وهو استاذ التاريخ الاسلامي والدراسات الشرقية بكلية الاداب في جامعة الملك سعود بالرياض الذي اصدر دراسة موسعة بعنوان( سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والاتهام) عن دار حذيفة والتي اثارت غضب السلفيين من وهابية السعودية حيث وصفها احدهم بقوله ( تفاجأت تكذيبه لاي خيانة لاسلافهم ( يعني الشيعة طبعا)، لقد كان هذا المؤرخ منصفا ، فقد تتبع بنفسه المصادر العلمية والتاريخية التي تتحدث عن تاريخ المغول في العالم وبكافة اللغات الحية واللغات القديمه كالصينية والمغولية واليابانية والروسية والجرمانية والارمنية والسريانية واللاتينية ولغات تركية ، وسافر للغرض ذاته لزيارة مكتبات اسطنبول ودمشق والقاهرة وطهران واخيرا لندن حيث مكتبة الدراسات الشرقية والافريقية بجامعتها ، وقد توصل لنتائج باهرة جدا نسف من خلالها وبشكل قاطع ما اثير من خيانة وهمية لااساس لها من الصحة اتخذت اساسا للتشنيع على الشيعة دون دليل علمي ملموس. وهاهو يذكر في ص332 من كتابه اعلاه مانصه: " هل كان هولاكو محتاجاً إلى مساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة، حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد ؟ " . " في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد، شيعياً كان أم سنياً، لذلك فإننا نجد – كما يظهر لنا- أنه من غير المحتمل، أن لم يكن من المستحيل، أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أي دور فعال، سواء من داخل أو من خارج بغداد، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية، بغداد، وخلافتها السنية " ! ثم يتناول الامر من زاوية اخرى فيقول في ص333مانصه ( لو كان الشيعة أعوان للمغول إذاً " لماذا أقدم المغول على أقتحام جميع الاحياء السكنية ، لاتباع المذهب الشيعي في داخل بغداد وما تلاه من أعمال بشعة أرتكبها الغزاة المغول في حقهم وبهذه الطريقة ذبح أهلها دون تمييز بنفس الطريقة التي عومل بها بقية المسلمين داخل تلك المدينة المنكوبة " ومن اجل القاء الضوء على براءة الوزيرالشيعي مؤيد الدين محمد ابن العلقمي من التهمة الملفقة ضده فيقول في ص334 من كتابه اعلاه: "الذي يبدوا لنا أن هذه الاتهامات ضد ابن العلقمي وما الصق به من أمور الغدر والتشنيع به ما هي إلا نتيجة لذلك العداء المستحكم الذي كان يسود العلاقات بين هذا الوزير والدواة دار الصغير وأنها لم تكن إلا اتهامات مضادة قام بتوجيهها الاخير ضد خصمة الوزير والسبب في ذلك هو أن ابن العلقمي والدواةدار الصغير كانا متنافسين كما ان الاول قد سبق واتهم الأخير بأنه كان يخطط للثورة ضد الخليفة المستعصم للاطاحة به ومن ثم تنصيب ابنه الاكبر أبو العباس في مكانه على كرسي الخلافة "واخيرا يسوق الدكتور الغامدي مجموعة من الحقائق الدامغة التي تبريء ساحة الوزير ابن العلقمي وتنهي والى الابد كل الاساطير والخزعبلات والاكاذيب حوله وهانحن نذكرها بالنص لتكون وسيلة ادانة لكل من يحاول الاساءة لاتباع اهل البيت (عليهم السلام) وتحت أي ظرف او مبرر
1 – يبدوا انه من غير المحتمل إذا لم يكن من المستحيل أن يذهب الوزير إلى ذلك الحد من التطرف لان المغول سيقضوا على الخليفة وعلى كل المنافسين بما فيهم الوزير على حد سواء .
2 – ما ورد لدى المؤرخين لم يكن من مؤرخين عراقيين معاصرين فالمؤرخ الجوزجاني كان يعيش في الهند في دهلي وأبي شامه صاحب الذيل على الروضتين كان يعيش بدمشق ولا يوجد شاهد عيان يؤكد ما لدينا من آراء .
3 – حملة المغول العسكرية كانت مقررة على بغداد كما هي على كل العالم سواء افترضنا التنسيق المسبق للوزير ام لم نفترض4.– لم يفرق المغول في التنكيل بين السنة والشيعة أثناء الهجوم على بغداد فقد قتلوا الجميع ونكلوا بهم.
5 - كان الوزير على ثقة ويقين بعدم مقدرة الخلافة العباسية عن القيام بأي دفاع عن أي قوة مهاجمة فما بالكم بقوة عمالقة لم تكن بحاجة لاكثر من خمس سنوات لتحطيم الصين فما بالنا بـ 38 عام كانت فيها المناوشات تتجدد على بغداد ولا ضير في أن يكون لابن العلقمي رأي في ضرورة تهدئة قواعد اللعبة مع المغول لكي يأمن شرهم وهذا لا يعني الخيانة .
6 – طلب هولاكو بعد وصوله لمنطقة همدان مقابلة الخليفة المستعصم أو أي من وزراءه ولم يكن هولاكو يفرق بين الوزير الشيعي أو السني وذات المستعصم توسل لابن العلقمي ان يخرج لهولاكو ليعرف مطالبه فقبل ابن العلقمي ولم يقبل الدواة دار وسليمان شاه بل عاندا ولم يستجيبا لرأي الخليفة لعله يخفف من تطرف هولاكو ويرحم سكان بغداد.7 – الوزير ابن العلقمي
7 – الوزير ابن العلقمي خدم الدولة العباسية ثلث قرن واخلص في خدمتها 626-642هـ وخلال هذه الفترة لم يتعرض ابن العلقمي لاي أتهام البتة.
8 - ثم أن تهديد المغول لم يكن بالشيء الجديد فقد تعرضت بغداد لتهديد سابق أيام الاطاحة بالسلطان محمد خوارزم شاه ثم مجيء جلال الدين خوارزم الذي حال دون تقدم المغول سنة629 هـ ثم فترة حكم المستنصر وهنا ما معنى اتهام الوزير في هذه الفترة بالذات لماذا لم يقم الوزير خلال كل تلك الحقب بالتعاون مع المغول . اقول للسلفيين والوهابيين والطائفيين الذين يتهمون الشيعة ورموزها: ان ابصاركم العمياء تقلب الحقائق فهاهو المؤرخ السني المنصف يقول الحقيقة التي لايمكن ان تغطى بغربال.
كفانا الاساءة للاخرين وليحترم احدنا الاخر ولاداعي للاساءة وانتقاص الغير بلا مبرر شرعي او قانوني وليكن البحث عن الحقيقة هدفنا قبل الصاق التهم ببعضنا ، ونحن بهذه المناسبة نؤكد باننا لانبغي سوى اطلاع الجميع على الحقائق ليس الا ولتكن الكتابة التاريخية هدفنا في التقريب فيما بيننا ومعرفة بعضنا البعض .
عبدالرزاق العبودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون