الاثنين، أبريل 30، 2012

As-Safir Newspaper - قاسم قصير : السلفية الشيعية تغذيها المناخات المذهبية.. والخلافات الفقهية

As-Safir Newspaper - قاسم قصير : السلفية الشيعية تغذيها المناخات المذهبية.. والخلافات الفقهية
نصر الله أمام آلاف الطلاب: الأولوية للصراع الفكري ومواجهة التحدي العلمي
السلفية الشيعية تغذيها المناخات المذهبية.. والخلافات الفقهية

نصر الله يلقي نظرة الوداع على فضل الله (عن موقع بينات)
قاسم قصير
قبل حوالي أسبوع، تحاور الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، عبر الشاشة الكبيرة، مع الآلاف من الطلاب الجامعيين، في قاعة «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، طارحا أمامهم أفكارا حول دورهم في المرحلة المقبلة، وحثهم على تركيز اهتمامهم في هذه المرحلة على الصراع الفكري ومواجهة التحديات العلمية والإيمانية وتقديم الجوانب الأخلاقية على الجوانب الأخرى، محاذرا الخوض في العناوين السياسية.
وقد تزامن هذا اللقاء، وهو الأول من نوعه، مع ما شهدته الساحة الاسلامية عامة والشيعية خاصة، من بروز لدور التيارات السلفية والمتشددة التي تدفع الساحة نحو صراعات لا طائل منها. وعلى ضوء ذلك، دعت مصادر اسلامية لبنانية «الى ضرورة إيلاء الاهتمام بالجوانب الفكرية».. و«إلى مواجهة التيارات الاسلامية المتشددة، لانها تهدف لاغراق الساحة في صراعات جانبية بدل التركيز على الاولويات السياسية والجهادية».
ولفتت المصادر الانتباه «الى بروز بعض الاتجاهات السلفية في الساحة الشيعية سواء كردة فعل على التيارات السلفية السنية او بهدف تعبئة الجماهير وزيادة عصبيتها في ظل المتغيرات الحاصلة عربيا». وقالت المصادر انه على خلاف «السلفية السنية» والتي تعتبر مدرسة فكرية متكاملة ولها تجلياتها المختلفة، فإن «السلفية الشيعية» لا تشكل إطارا واحدا ممتدا تاريخيا وجغرافيا وليس هناك ترابط او صلات مباشرة بين المنتمين اليها.
تبرز «السلفية الشيعية» في بعض الاحيان لدى بعض غلاة الشيعة سواء كردة فعل ضد السنة، او من اجل الحفاظ على بعض الافكار والطروحات الشيعية. ومن اهم المظاهر التي يتبناها دعاة السلفية الشيعية، «لعن الصحابة»، واستعادة القضايا الخلافية الفقهية او التاريخية والقيام بممارسات غير منطقية عند مراقد الأئمة كالزحف وضرب السلاسل وحز الرؤوس في عاشوراء، كما يرفض هؤلاء اي اعادة نظر في بعض الطروحات المذهبية او بعض الممارسات الحادة في مواجهة المذاهب الأخرى.
وتنتشر «السلفية الشيعية» في بعض الدول العربية والإسلامية وتستفيد من وسائل الاعلام الحديثة ولا سيما الفضائيات والانترنت اضافة الى بعض دور النشر وتشكيل مجموعات فكرية داخل الحوزات الدينية او في بعض البيئات الشيعية المغلقة.
وقد ساهم الخلاف الذي برز بين المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله وبعض الاتجاهات الإيرانية في السنوات التي سبقت حرب تموز 2006، على خلفية مواقف فضل الله من المرجعية الدينية وبعض القضايا التي ترتبط بالموروث الشيعي، في تعزيز دور هذه «المجموعات السلفية الشيعية»، وإن كانت بعض الاتجاهات السلفية «تنشط بعيدا عن أي دعم إيراني، ولها خصوصية فقهية وفكرية كما هي الحال في الكويت ودول خليجية أخرى وفي باكستان ودول آسيوية أخرى».
وتشكل الحملات التي يتعرض لها الشيعة من قبل بعض الاتجاهات السلفية السنية أو عبر الاستهداف المباشر من خلال التفجيرات والقتل كما يجري في باكستان أو العراق، عناصر دعم للاتجاهات السلفية الشيعية، اما عندما يحصل انفتاح وتقارب بين السنة والشيعة، فإن دور الاتجاهات السلفية يتراجع في المقلبين، وعندما يشعر أحد الطرفين بالاضطهاد، يعود التيار السلفي ويقوى دوره.
وكان لبنان قد شهد في مطلع الألفية الجديدة موجة كبيرة من المظاهر السلفية من خلال الحرب الفكرية التي شنت ضد السيد فضل الله بعد دعوته الشهيرة لإعادة النظر في بعض الأحداث التاريخية التي تشكل مادة اساسية في الموروث الديني الشيعي.
وقد استغلت بعض الجهات السلفية هذه الدعوة، آنذاك، لشن حملة قاسية ضد فضل الله عبر اصدار فتاوى تدينه، او من خلال نشر كتب ودراسات للرد على اطروحته التغييرية في الواقع الشيعي. لكن هذه الحملة تراجعت بعد حرب تموز 2006، خاصة بعد أن سحبت قيادات إيرانية وأخرى في «حزب الله»، البساط من تحت أقدام المستفيدين من هذا المناخ، عبر تعزيز العلاقة مع فضل الله والإشادة بمواقفه. وقد ساهم ذلك في إيجاد نوع من التقارب الفكري الجديد بين فضل الله و«حزب الله» وإيران لم تكن حرب تموز 2006 مفصلا وحيدا في انحسار «السلفية الشيعية»، بل هناك اسباب اخرى ذات أبعاد استراتيجية وفكرية، ذلك أن كلاً من طهران و«حزب الله» والسيد فضل الله، استشعر خطورة انتشار الأفكار والممارسات السلفية في الواقع الشيعي سواء عبر وسائل الإعلام والفضائيات او عبر الكتب والدراسات والانترنت والتي ادت الى استفزاز الجهات السنية ودفعها لشن حملة قاسية ضد الشيعة تحت عناوين مختلفة، وهو الأمر الذي أدى الى بروز أجواء محتقنة مذهبيا استفادت منها جهات خارجية إلى الحد الأقصى.
وكان لافتا للانتباه أن ايران عمدت الى عقد سلسلة من المؤتمرات للبحث في كيفية تقديم صورة اعلامية جديدة للشيعة، في الوقت الذي كان فيه «حزب الله» يجري مراجعة للواقع الثقافي الشيعي، ما دفعه الى التضييق على المجموعات السلفية الشيعية الصغيرة المنتشرة في لبنان والعمل على منع بروز أية حالة جديدة. كما اعاد الحزب ضبط كل المناهج الثقافية التي يتم تدريسها في الحلقات الداخلية والحوزات منعا لوجود أية اشارات تخدم البيئة السلفية، فضلا عن فتح وسائل إعلام الحزب أمام كل الشخصيات الاسلامية وصولا الى جعلها مساحة تفاعل ثقافي وفكري وسياسي.
اما على صعيد النتائج العملية للتقارب الفكري والسياسي بين فضل الله و«حزب الله» وإيران، سواء في مواجهة السلفية الشيعية او على صعيد الواقع الاسلامي والعربي، فلا بد من التوقف عند نقاط عدة منها:
1 - ان الواقع الشيعي شهد متغيرات سياسية واستراتيجية مهمة سواء بالنسبة لدور ايران، او على صعيد التطورات في العراق ولبنان والخليج، مما يتطلب رؤية شيعية مستقبلية قادرة على مواجهة التحديات والبحث عن القواسم المشتركة مع السنة بدلا من حالة التجاذب والصراع ولا سيما بعد الانتصارات التي حققتها الحركات الاسلامية في عدد من الدول العربية.
2- لقد نشأ أخيراً العديد من مراكز الدراسات والأبحاث الفكرية في البيئة الشيعية تهتم بتقديم رؤية جديدة للدين والفقه ومعالجة المشكلات المستجدة على صعيد الواقع، ولعبت هذه المراكز والمؤسسات دورا مهماً في تغيير الرؤية الشيعية وتراجع الحالة السلفية.
3- تشهد الحوزات الدينية الشيعية بروز موجة جديدة من العلماء ممن يحملون افكارا تغييرية ويدعون لإعادة البحث في الواقع الشيعي. كما حصلت عملية انفتاح وتلاقٍ بين بعض هذه الحوزات والمؤسسات العلمية الحديثة كالجامعات ومراكز الدراسات «كما يجري حاليا في قم بدعم من السيد علي خامنئي وشخصيات ايرانية اخرى، وكما يحصل ذلك في العراق ايضا»، وكل ذلك يساهم في دعم الافكار التغييرية ومواجهة السلفية الشيعية التي تنشط بين فترة وأخرى.
على ضوء ذلك كله يمكن فهم أسباب تراجع الحالة السلفية الشيعية في لبنان وإيران والعراق وبعض مناطق الخليج، لكن في المقابل، يلاحظ بروز اتجاهات سلفية شيعية تتواجد خارج الدول العربية وتستغل الفضائيات والانترنت للترويج لأفكارها. وأبرز نموذجين على ذلك هما السيد ياسر الحبيب المقيم في لندن والسيد مجتبى الشيرازي اللذان توليا القيام بحملة سيئة ضد السيدة عائشة زوجة النبي وبعض الصحابة، ما أدى لإثارة حملة اعلامية قاسية ضدهما وقد عمد الامام الخامنئي وبعض علماء الشيعة لاستنكار ما قاما به وإلى اصدار الفتاوى التي تحرم سب الصحابة والاساءة للسيدة عائشة.
وكلما ازداد الصراع السني - الشيعي كلما قويت السلفية الشيعية والعكس صحيح فكلما حصل تقارب سياسي وديني بين السنة والشيعة لاحظنا تراجع دور المجموعات السلفية الشيعية وإن كانت بعض هذه المجموعات تعمل لمنع التقارب والترويج للخلافات المذهبية.
وتتخوف بعض الاوساط الاسلامية المطلعة من عودة أجواء التشدد في الساحة الشيعية وخصوصا عبر إعادة شن الحملات ضد افكار السيد فضل الله وأتباعه بعد ان قام بعض المشايخ المحسوبين على تيار فضل الله بإعادة فتح النقاش حول بعض المظاهر التعبدية والايمانية والتي لها بعض القدسية شيعيا، كما برز مؤخرا ازدياد المظاهر والانشطة التي تذكر بالصراعات المذهبية القديمة، من هنا تأتي اهمية التوجيهات التي اطلقها السيد حسن نصر الله في اللقاء المغلق مع الطلاب الجامعيين بحيث اعتبر ان الاولوية اليوم للصراع الفكري والعلمي وضرورة حيازة الطلاب على مستوى كبير من العلوم لمواجهة التحديات المقبلة بدل الغرق في الصراعات الجانبية من أي نوع كانت.

الخميس، أبريل 26، 2012

حوار الأديان انطلق على طريق الشام | الأخبار

حوار الأديان انطلق على طريق الشام | الأخبار

حوار الأديان انطلق على طريق الشام


ديما شريف
تقع «جامعة القديس يوسف» عند أحد أشهر خطوط التماس التي رسمتها الحرب الأهلية: طريق الشام. لكن اليوم، ومن خلال أنشطة «معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية»، صارت تشكّل خط تواصل، يجمع بين الأديان والطوائف في حوار بنّاء. المعهد الذي تأسس منذ 35 سنة على يد الدكتور هشام نشابة والأب أوغسطين دوبره لاتور، يستضيف نهاية الأسبوع الجاري (27 و28 نيسان/ أبريل) مؤتمراً دولياً بعنوان «وجوه حوارية: إشكالية، روَّاد كبار وتوقعات مقارنة» يجمع باحثين كباراً لبنانيين وعرباً وأجانب، تعمّقوا عملياً ونظرياً في مسألة حوار الأديان. عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر سامي خليفة، يرى أنّ هذا الحدث يأتي محاولة لهدم المتاريس الذهنية التي ظلّت قائمة بعد الحرب. لكن ما الذي يميّز هذا المؤتمر عن غيره، خصوصاً مع طفرة المؤتمرات التي تعالج موضوع حوار الأديان؟ يجيب خليفة بأنّ الجلسات التي ستعقد في مدرج بيار أبو خاطر في «كلية العلوم الإنسانية» في الجامعة، ستكون مفتوحة أمام الجمهور، ولن تكون محصورة بمفكرين ومثقفين فقط. ويأتي ذلك استكمالاً لدور «جامعة القديس يوسف» في الانخراط في الحياة العامة للمدينة. ويعطي خليفة مثالاً على ذلك ما حقّقه طلاب «معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية» في العام المنصرم، إذ التقوا نحو 2200 طالب ثانوي عملوا معهم على مفهوم التعرف إلى الآخر. ويرى خليفة أنّ المؤتمر وعمل طلاب المعهد يسهمان في توعية الشباب للتخفيف من وطأة خطاب السياسيين اللبنانيين الذين يغذون المشاعر المذهبية والطائفية. «يجب على لبنان أن يكون مركزاً ونموذجاً للحوار في العالم، من ناحية عملية، وليس كلامياً فقط، ويمكن لذلك أن يتحقق عن طريق التربية والتثقيف والتوعية» يقول. يشارك في المؤتمر باحثون وأكاديميون من بلدان عديدة، منهم محمد السماك في محاضرة عن «حسن خالد، صبحي الصالح والتقليد السني في الحوار»، وجورج مسوح في ندوة بعنوان «تقليد كنيسة الروم الأورثوذوكس في الحوار»، وغيرهم من لبنان. ويقدّم بيتر غوتشي من سويسرا مداخلة عن «الوجوه الحوارية في البرامج الثقافية والتربوية: النموذج السويسري»، ويحاضر بريان كوسك من الولايات المتحدة الأميركية تحت عنوان «خبرات ومعالم للمستقبل»، ويقدّم عبد المجيد الشرفي من تونس مداخلة بعنوان «لماذا نحتاج إلى وجوه حوارية لعالمنا اليوم؟». كما يقدم مؤسس «معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية» هشام نشابة ندوة عن شريكه في التأسيس الأب أوغسطين دوبره لاتور.
«وجوه حوارية: إشكالية، روَّاد كبار وتوقعات مقارنة»، 27 و28 نيسان (أبريل) الجاري ــ «مدرج بيار أبو خاطر»، «كلية العلوم الإنسانية» في «جامعة القديس يوسف» (طريق الشام ــ بيروت).
للاستعلام: 01/421587
صفحة أخيرة
العدد ١٦٩٣ الخميس ٢٦ نيسان ٢٠١٢

الثلاثاء، أبريل 24، 2012

الأئمة يطالبون بتعديل قانون العمل بالمساجد ولائحة التفتيش | روحانيات

الأئمة يطالبون بتعديل قانون العمل بالمساجد ولائحة التفتيش | روحانيات
 
بتاريخ 2012/02/28  —   روحانياتالأئمة يطالبون بتعديل قانون العمل بالمساجد ولائحة التفتيش
الأئمة يطالبون بتعديل قانون العمل بالمساجد ولائحة التفتيش
عقدت نقابة الأئمة والدعاة المصرية اليوم مؤتمرها الأول من خلال النقابات الفرعية علي مستوي الجمهورية وعقد المؤتمر تحت عنوان " الدعوة الإسلامية أكبر من الحزب ومن الجماعة" وذلك تمهيداً لعقد المؤتمر العام الأول للنقابة بالجامع الأزهر منتصف الشهر القادم والذي سعقد تحت عنوان " دور الأئمة في وحدة الأئمة "

وصرح الشيخ عبد الناصر بليح أمين عام النقابة والمتحدث الرسمي، بأن أعضاء النقابة اتفقوا علي أوراق عمل المؤتمر العام الأول، والتي تتمثل في، وجود كيان ومظلة للأئمة تتحدث باسمهم وتتكفل بمطالبهم وحقوقهم، ولن يكون ذلك إلا بتحويل النقابة العمالية إلي نقابة مهنية تأخذ الصفتين العمالية والمهنية بقانون يكفل للأئمة حقوقهم أسوة بنقابة غزل المحلة ونقابة والمعلمين وغيرها لأن هذه نقابات في الأصل عمالية ولكن تأخذ الصفتين معا العمالية والمهنية.

وأشار إلي أن الأئمة يطالبون المجلس العسكري ومجلس الشعب ومجلس الوزراء ووزير الأوقاف ووزير العدل بضرورة العمل علي سرعة التصديق علي قانون النقابة المقدم من مجلس الإدارة والموافقة علي خطة تنشيط الدعوة وتطوير الخطاب الديني وتعديل قانون تطوير العمل بالمساجد ولائحة التفتيش والمرفقة بالقانون ،وكذلك سن قانون لكادر خاص للأئمة بما يساعدهم علي نشر وسطية الإسلام والالتزام بالمنهج الفكري المعتدل الذي يتقبل الآخر أيا كانت معتقداته وأفكاره التى لا تناقض ولا تهدم كيان الإسلام أو المجتمع.
 هذا المقال بواسطة: بوابة الاهرام:

الجمعة، أبريل 20، 2012

As-Safir Newspaper - قاسم قصير : «العلماء المسلمون»: مؤتمر جديد في مصر

As-Safir Newspaper - قاسم قصير : «العلماء المسلمون»: مؤتمر جديد في مصر
«أهدينا الأسد السيف لتحرير القدس»
«العلماء المسلمون»: مؤتمر جديد في مصر


قاسم قصير
 يعرب المسؤولون في «تجمع العلماء المسلمين» العائدون من دمشق عن ارتياحهم الكبير لنجاح مؤتمر»اتحاد علماء بلاد الشام» الذي انعقد مؤخرا في سوريا تحت عنوان «نصرة القدس وفلسطين» الذي تخلله اطلاق عمل الاتحاد وتشكيل هيئاته التنفيذية والقيادية وعقد لقاء حواري مع الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم هدية له عبارة عن نسخة من القرآن الكريم وسيف دمشقي.
ويقول احد قياديي التجمع الذين شاركوا في اللقاء مع الأسد إن نسخة القرآن هي لتأكيد الالتزام بالنهج الاسلامي وأما السيف فهو لتأكيد مقولة «الجهاد لتحرير فلسطين وليس للقتال الداخلي».
ويضيف: لقد بذلنا جهدا كبيرا لإنجاح المؤتمر ومواجهة الضغوط التي يتعرض لها عدد من العلماء بسبب الظروف الاستثنائية وخصوصا التطورات والاحداث في سوريا، وقد نجحنا في اعادة تصويب المسار والتأكيد ان الاولوية هي لقتال العدو الصهيوني وتحرير فلسطين ونصرة القدس، وأن الربيع العربي الذي لا يضع قضية فلسطين في لائحة اولوياته لا يتجه في الاتجاه الصحيح، ونحن نريد ان تعود قضية فلسطين الى موقعها الاساس في النضال والجهاد مع اهمية معركة الحريات وحقوق الانسان وبناء النظام السياسي الصحيح المعبر عن ارادة الشعب وعلى الجميع وخصوصا الحركات الاسلامية ان لا تنسى الاحتلال الصهيوني للارض ووجود آلاف الأسرى في السجون الصهيونية والتهويد المستمر للقدس والاراضي الفلسطينية.
ويتابع: لقد بحثنا مع المسؤولين السوريين الوضع في سوريا وهناك اعتراف بحصول اخطاء ووجود فساد وأزمة حريات لكننا شعرنا بأن القيادة السورية جادة بمعالجة المشاكل ومتابعة الحل السياسي وخصوصا على اساس مبادرة ممثل الامم المتحدة كوفي انان، كما اننا علمنا ان هناك توجها دوليا لدعم الحل السياسي في سوريا وبالاخص من قبل الدول الكبرى وفي مقدمها روسيا وأميركا، ولذا فإن الامور ستتجه نحو الافضل في المرحلة المقبلة وسيتقدم الحل السياسي على الحلول الامنية والعسكرية برغم وجود بعض الجهات التي لا تدعم هذه الحلول.
اما عن نتائج المؤتمر وإطلاق «اتحاد بلاد علماء الشام» فيقول: لقد كان المؤتمر ناجحا وشارك فيه مئات العلماء من لبنان وفلسطين والاردن وسوريا وتم الاعلان عن الاتحاد برئاسة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مع وجود ثلاثة نواب للرئيس من لبنان وفلسطين والاردن وسيتم تشكيل المكتب التنفيذي ونحن سنعمل من اجل توسيع دائرة عمل الاتحاد ليشمل دولا اخرى وليتصدى لهموم المسلمين جميعا، وهذا الاتحاد ليس بديلا عن اي لقاء او تجمع او اتحاد آخر لكنه يسعى لتصويب المسار ولتأكيد اولوية قضية فلسطين والقدس.
ويكشف عن التحضير لعقد مؤتمر جديد للوحدة الاسلامية في مصر في بداية ايار المقبل وذلك بالتعاون مع «منتدى الوحدة الاسلامية» في بريطانيا وعدد من القيادات الاسلامية المصرية، وسيعقد المؤتمر في جامعة الازهر وسيشارك فيه عدد كبير من العلماء والمفكرين من مختلف الدول العربية والاسلامية ونحن نعمل لتعزيز الوحدة ومواجهة من يعمل لإثارة الفتن المذهبية وهدفنا الاساسي دعم قوى المقاومة والعمل لتحرير كل الاراضي المحتلة في لبنان وفلسطين والجولان.
ويختم القيادي العلمائي: اننا ندعو جميع الحركات الاسلامية ولا سيما التي تبوأت مواقع متقدمة في العمل السياسي والشعبي في الدول العربية الى الاستفادة من الظروف الجديدة وتأكيد الاولوية للقضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الصهيوني ودعم قوى المقاومة، وأن اي نزاع بيننا يعيق مسيرة التحرير ويضعف الجميع وأن اية حركة اسلامية لا تضع قضية فلسطين في رأس اولوياتها لا تسير في الاتجاه الصحيح.

الأربعاء، أبريل 18، 2012

As-Safir Newspaper - البطريرك الراعي «مقاصدياً»

As-Safir Newspaper - البطريرك الراعي «مقاصدياً»
البطريرك الراعي «مقاصدياً»

الراعي أثناء جولته في مستشفى المقاصد ويبدو الداعوق إلى يمينه (بلال قبلان)
هي المرّة الأولى، أمس، التي يزور فيها بطريرك ماروني «جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت». وتأتي الزيارة، بعد أيام قليلة من ذكرى الحرب الأهلية، كرسالة سلم وانفتاح تجاه الآخر. وعلى الرغم من الطابع التربوي للزيارة، إلا أن رئيس الجمعية أمين الداعوق وصفها، بـ«التاريخية».
وتذكر مبادرة الراعي بالزيارات المتبادلة بين البطريرك أنطوان عريضة والمفتي محمد توفيق خالد، ورئيس الجمهورية بشارة الخوري.. إلى الجامع العمري في وسط بيروت، صبيحة الأعياد الإسلاميّة.
وإذ ذكّر الراعي بعراقة «المقاصد»، أكد على «أهمية أن يكون مستقبل الأجيال في أيدي مؤسسات علمية لا سياسية ولا أيديولوجية».
وتضمنت الزيارة جولة على «المجمع التربوي المقاصدي» حيث زرع الراعي شجرة في باحته الخارجية، و«مؤسسة عبد الهادي الدبس للإعداد المهني والتقني» و«مستشفى المقاصد» و«جامعة المقاصد ـ كلية الدراسات الإسلامية»

الثلاثاء، أبريل 17، 2012

ماذا فعل قبر الشيعي حتى ينتهك ويدنس؟.. 'الدعيج' متسائلاً

ماذا فعل قبر الشيعي حتى ينتهك ويدنس؟.. 'الدعيج' متسائلاً

ماذا فعل قبر الشيعي حتى ينتهك ويدنس؟.. 'الدعيج' متسائلاً



16/4/2012  القبس  12:12:33 AM
ماذا فعل قبر الشيعي حتى ينتهك ويدنس؟.. ...
القبس
لاحقينهم حتى فى المقابر..!
عبد اللطيف الدعيج
قد تبدو مسألة تعظيم القبور او زيارتها امرا دينيا يتوقف على ديانة الشخص او مذهبه. ومع ان هذا صحيح الى حد ما، الا انني اعتقد ان الوضع الاجتماعي له التأثير الاكبر او الاساسي هنا. فتعظيم القبور لا يتوقف الخلاف فيه على الشيعة والسنة، بل على سكان الارياف وسكان الصحراء او البدو الرحّل. اغلب السنة هنا، ينتمون الى الصحراء، حيث التنقل وعدم الاستقرار يلغيان من الاساس فكرة الارتباط او الانتماء «حيا» بالارض، فكيف بعد الممات؟ لا الميت لديه شعور الارتباط بالارض ولا الحي قادر على «المرابطة» والاعتناء بالقبر، وهو المعتاد على التنقل والحراك خلف العشب والماء. لهذا فان سكان الارياف او المناطق الزراعية باغلبيتهم لديهم ميول الى تعظيم المقابر، بغض النظر عن الديانة او المذهب، بينما سكان الصحراء بالكاد يفكرون في ذلك.
هذه مقدمة كان لا بد منها للنظر في صرعة البلدية الجديدة  في محاربة او مضايقة الشيعة في مقابرهم. اللافت للنظر هنا، هو ان الشيعة لديهم مقبرتهم الخاصة، معزولة وبعيدة عن الفرقة الناجية واتباعها. بل يمكن الجزم ان الفرقة 73 هي التي نفت الشيعة وحرمت عليهم الممات مع الاخيار والمؤمنين من اتباعها. واليوم يتمدد التطرف ليلاحق الشيعة حتى بعد الممات، وراهم وراهم الى المقابر. يقولون لنا ان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، او عندما تضايق وتؤثر في غيرك. رغم التعسف والتجبر في هكذا طرح، الا انه ايضا لا يطبق ولا يعتد به. فالميت لا حول ولا قوة له، ومقبرة الشيعة معزولة ومسورة، وليس للناجي من الفرقة 73 درب او مصلحة او علاقة بها. اذن.. لمَ التدخل ولمَ الاصرار على اخضاعها للعقلية الصحراوية في نسيان الميت والتبرؤ منه؟ وماذا فعل قبر الشيعي حتى ينتهك ويدنس؟!.. موتاهم وكيفهم، ومقابر لا تضر ولا تنفع، ولا تسيء ولا ترفع.. فلمَ اثارة الفتنة، ولمَ الحرص على استفزاز الآخرين، وبالذات في مسألة خاصة وخصوصية وتتعلق بالاموات وليس بالاحياء؟
اعتقد من الواضح الآن ان هناك استغلالا غير حميد على الاطلاق لنوعية الاغلبية التي تكونت في المجلس. وهناك قفز على حقوق الآخرين الدستورية والضمانات الديموقراطية التي يوفرها النظام للأقلية.. هذا الاستغلال يجب ان يواجه من قبل «السلطة» ويجب ان يتم توجيه الاغلبية وضبطها ديموقراطيا بحيث لا تتعدى على المبادئ العامة للنظام او تنتهك الحقوق والضمانات الدستورية للآخرين.. لأن المؤكد الآن ان الجماعة في البداية فقط.. وان الآتي أعظم.

إزالة أعلام المقبرة الجعفرية هدفه إحداث الشقاق في المجتمع.. برأي د. وائل الحساوي

إزالة أعلام المقبرة الجعفرية هدفه إحداث الشقاق في المجتمع.. برأي د. وائل الحساوي

إزالة أعلام المقبرة الجعفرية هدفه إحداث الشقاق في المجتمع.. برأي د. وائل الحساوي



17/4/2012  الراى  1:06:29 AM
إزالة أعلام المقبرة الجعفرية هدفه إحداث الشقاق ...
الراي
نسمات  /  فتحتم الملفات.. ائذنوا بالويلات!!
د. وائل الحساوي

فجأة بدا وكأن كل شيء في البلد يسير باتجاه الإصلاح، وفتح مجلس الأمة كثيراً من الملفات الشائكة التي كنا نراقبها سابقاً مستغربين من أسباب الطمطمة عليها والسكوت عنها، ملف الإيداعات المليونية التي نفخت جيوب الكثيرين وأفسدت ذمم نواب ووزراء ومسؤولين، وملف التحويلات الخارجية التي كانت تجري دون علم حتى الوزير المختص، وملف العقود المليارية التي استنفدت ميزانية خطة التنمية دون أن يكون لها تنفيذ: عقد شل وعقد الداو وعقد جسر جابر وعقد الشدادية والفحم المكلسن وغيرها.
وبدأ الناس يتهافتون على استشفاف المعلومات المتسربة من لجان التحقيق ويضربون على رؤوسهم من هول ما يسمعون:
معقولة فلان ابن فلان يفعل هكذا؟! معقولة المسؤول الفلاني يسرق هذه المبالغ؟! معقولة فلان يحول تلك الملايين إلى الخارج ثم لا يسأله أحد عما فعل؟! وهكذا.
بحكم خبرتنا في ديرتنا ومعرفتنا بأحوال أهلها ومعايشتنا لواقعنا المرير فإننا ندرك بأن مثل تلك الخطوات الإصلاحية لا يمكن أن تستمر وأن هنالك أمرا ما يتم تدبيره لإجهاض تلك التجربة ولكن لا تسألوني ما هو، فأنا مثلكم حائر عن الإجابة ولكني أستطيع القول بأن استمرار مسلسل فتح الملفات المغلقة سيطيح برؤوس أكبر مما سقط سابقاً وسيجر الكثيرين إلى النيابة العامة وسيهتك أسرار الكثيرين.
من السيناريوهات المتوقعة لإيقاف عجلة الإصلاح هو الدفع بنواب «بيابيا... بروبرو» أي المطبّلين لفركشة التوافق، على شاكلة عناوين بعض الأفلام المثيرة: الانتقام الطائفي الكبير - فضيحة الشيكات المليارية - الاستجواب في خدمة الأحباب - لا حل إلا بالحل - الشعب يريد إسقاط المجلس - صراع الأقطاب هو الصواب!
ومن السيناريوهات كذلك استغلال حماس بعض النواب لتطبيق الشريعة والدفع بهم نحو تشريعات تسبب نفور الناس منهم لكي تدفع إلى حل المجلس تخلصا من تنظيم القاعدة والطالبان - المفترض-.
ومن السيناريوهات كذلك تفريغ جيوب البلد من الأموال بسبب فتح صنبور الزيادات على مصراعيه لكي يقتنع الناس بأن المجلس هو سبب إفلاس البلد.
بعض هذه السيناريوهات قد بدأ بالفعل وقد شاهدنا نواب الأقلية يتنططون على جميع الحبال ويخترعون الاستجوابات المدفوع أجرها، ويستفزون نواب الأكثرية الذين يحاولون ضبط أنفسهم، لكن بعضهم بدأ يتهدد بالهجوم ليثبت للحكومة بأنهم أقوياء وما يهزهم ريح.
رجائي لنوابنا الأفاضل بأن يصمدوا في وجه الزوابع التي ستهجم عليهم وأن يحافظوا على تماسك جبهتهم وتكتلهم وأن يدركوا حجم التخطيط الذي يستهدف مسيرتهم، أما النصيحة الأهم فهي أن يحرصوا على التدرج في الإصلاح وأن يعلموا بأن الأوضاع المنكوسة التي عشناها خلال السنوات الماضية لا يمكن إصلاحها بجرة قلم، وأن هنالك أولويات لابد من البدء بها وتأجيل ما سواها.
في اعتقادي بأن إزالة الأعلام من المقبرة الجعفرية في هذا الوقت ليس إلا حركة لإثارة المجتمع وزرع بذور الشقاق بين صفوفه، والقادم أعظم!!

غلام الله يدعو الأئمة إلى اعتماد المذهب المالكي في الخطاب المسجدي - الجزائر- النهار أون لاين

غلام الله يدعو الأئمة إلى اعتماد المذهب المالكي في الخطاب المسجدي
image
التاريخ: الكاتب: وكالات

دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله اليوم الاثنين، الطلبة الأئمة إلى اعتماد المرجعية الدينية الجزائرية ممثلة في المذهب المالكي في الخطاب المسجدي. و أوضح غلام الله خلال اجتماع مع أساتذة وطلبة المعهد المتخصص  لتكوين إطارات الشؤون الدينية بمناسبة الاحتفال بيوم العلم أنه ينبغي على الطالب الأمام "اعتماد المرجعية الدينية الجزائرية ممثلة في المذهب المالكي و الابتعاد عن الكتب التي تأتي من جهات مختلفة" . وحذر الوزير في سياق متصل الطلبة الأئمة من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها بعض الدول العربية المشرقية منها في مجالي إصدار الفتاوى والكتب الدينية.وبعد أن دعا الحضور إلى ''محاربة بعض التيارات التي تعمل على تشتيت وحدة الجزائر والجزائريين وتمثل خطورة على الشباب '' اعتبر الوزير أن دور الإمام "محوريا وأساسيا في تقديم النصيحة وتوعية وتعليم وإقناع الناس بما يعود بالفائدة على البلاد و العباد".و طالب بالمناسبة الأساتذة بالارتكاز في الدروس المقدمة للطلبة على الشخصية الجزائرية والداعية إلى التشبع بالروح الوطنية مؤكدا أن  الجزائري يكفيه شرفا بأنه ينتمي إلى امة عرفت بالجهاد والمواقف الصلبة . من جهته أكد مفتش الشؤون الدينية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أن "المرجعية الدينية ليست اختيارا سياسيا بل ميراثا علميا " داعيا بالمناسبة إلى الاعتماد على مذهب الإمام مالك في الخطاب المسجدي .
الجزائر- النهار أون لاين

الأخبار دولية - علماء الازهر يستنكرون فعلة قناة المجد المذهبية

الأخبار دولية - علماء الازهر يستنكرون فعلة قناة المجد المذهبية

علماء الازهر يستنكرون فعلة قناة المجد المذهبية

ويؤكدون على ضرورة تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي حفاظا على وحدة الامة

علماء الازهر يستنكرون فعلة قناة المجد المذهبية
استنكر علماء الأزهر قيام فضائية المجد بعرض مقارنة بين الطائفتين الشيعة والسنة في تعاملهما مع حجاب الصغيرات مؤكدين أن تناول الإعلام لقضايا من هذا النوع يعني أنه تحول من اداة للتنير إلى أداة لصنع الفتنة وإثارة الضغائن بين الناس وكان الأحرى بالقناة أن تعرض وجهة النظر الإسلامية بشكل عام في الحجاب لا أن تقارن بين الشيعة والسنة في إسلوب توقيعي واضح لن يؤدي إلا إلى بث الفتنة بين الناس .
من جانبه قال الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر أن الفضائيات عليها أن تجمع الناس حول كلمة سواء لا أن تفرقهم ولابد على تلك الفضائيات التحريضية أن تدرك أن الأمة تجمع بينها أصول واحدة، وأن المذاهب الفقهية المعتبرة تجمع بينها روابط قوية ودعائم مشتركة، وهي كثيرة جداً، وأن أئمة المذاهب في حياتهم كانوا صورة طيبة للتعاون العلمي والإخاء الفكري، والتقدير المتبادل لكل ما صدر عنهم من آراء، وما سجل التاريخ عن واحد منهم أنّه تعصب لرأي ذهب إليه، أو يعيب رأياً رآه غيره، بل كان كلّ منهم يترك رأيه، ولا يخالف غيره حتى ولو كان قد سبقه إلى ربه، احتراماً له. فقد روي: أنّ الإمام الشافعي صلى الصبح قريباً من مقبرة أبي حنيفة فلم يقنت تأدياً معه

وترى الدكتور نادية مصطفى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومدير مركز الحوار بجامعة القاهرة أن ظهور قنوات الفتنة المذهبية لم يحدث إلا بعد احتلال أمريكا للعراق فقد ظنت الولايات المتحدة أن السيطرة على العراق ومن بعده الأمة العربية كلها لن يحدث إلا من خلال زرع الشقاق المذهبي بين العرب بعضهم البعض وهكذا قامت أمريكا بتشجيع أشخاص موالين لهم بإنشاء قنوات فضائية شيعية هي بعيدة كل البعد عن المذهب الشيعي ،وراج الإعلام الطائفي بصورة غير مسبوقة في مواجهة إعلام سلفي متشدد الأمر الذي يزيد من حالة الاحتقان المذهبي ويطرح في القنوات الفضائية المعبرة عن الطرفين قضايا هامشية للخلافات تزيد من حدة التوتر والعداء والانقسام المذهبي وتمثل العراق مجالا واضحا لذلك حيث تعددت القنوات الفضائية ذات الانتماء المذهبي الطائفي وتركز على إثارة المشاعر العامة والابتعاد عن الموضوعية.

الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق يرى أن حالة الفراغ الديني بين الناس، والأمية الدينية التي تعاني منها قطاعات كبيرة من المجتمع أدى بها إلى أنها أصبحت في مرمى القنوات الفضائية الدينية وسط حالة من انسحاب كامل للمؤسسات الدينية الرسمية المعتدلة في العالم الإسلامي ، وهذه الثقافة القائمة التي تروج للفتنة المذهبية بين السنة والشيعة عبر الفضائيات لا يمكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمثل " خير أمة أخرجت للناس " وتثير الفرقة والصراع الذي نهى الله تبارك وتعالى عنه حين قال " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وهي أيضا بعيدة كل البعد عن منهج الدين الحنيف الذي أمرنا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نجادل الناس بالتي هي أحسن فلا الفضائيات السلفية السنية خدمت مدرسة السنة والجماعة , و لا الفضائيات الشيعية المتطرفة خدمت مدرسة أهل البيت ، وكان الأولى بفضائيات الفتنة أن تتعلم من أسباب تدهور الخطاب الإسلامي ، كما ساهم فقهاء الفتنة في الفضائيات في نشر فكر التكفير و التمزق والطائفية , وقد آن الأوان أن تغلق فضائيات الفتنة الناطقة بإسم هؤلاء أو أولئك , وآن الأوان لتنطلق قنوات العقل السليم التي تقدم الإسلام دينا وسطيا حضاريا مستنيرا , لا إسلام الفتنة بين عنصري الأمة .

الاثنين، أبريل 16، 2012

بيان ” حرية الضمير ” : الاستهتار بالعلم ودماء الناس ساهم في تلاشي الازدهار الثقافي والحضاري – صحيفة الوئام الالكترونية

بيان ” حرية الضمير ” : الاستهتار بالعلم ودماء الناس ساهم في تلاشي الازدهار الثقافي والحضاري – صحيفة الوئام الالكترونية

بيان ” حرية الضمير ” : الاستهتار بالعلم ودماء الناس ساهم في تلاشي الازدهار الثقافي والحضاري

 
جدة – الوئام :
أصدر ناشطون بياناً ، عبر شبكة الانترنت استنكروا فيه الهجوم الغير أخلاقي ومحاولة إقصاء الأفكار بالقوة, والذي شوه من صورة الإسلام, بحسب البيان الذي أكد  بأن الاسلام يبرأ من كل هذه الأفعال التي نسبت إليه .
وقال البيان المسمى ببيان حرية الضمير : إن أحد أهم أبجديات ما تواطأت عليه الأمم بعد أن تكافأت في قواها وهممها أن تحترم رموز غيرها من المخالفين، وتحترم شعورهم إزاء تلك الرموز، ولا تزدري تلك الرموز أو تظهر سبها، ومن هنا ينطلق العقل الحضاري والثقافي لدى الأمم في التعايش .
ودعا الموقعون إلى نبذ الغلو والتطرف قولاً وعملاً ، مشددين على  إن الاستهتار بالعلم، والاستخفاف بدماء الناس، والتلاعب بعلوم الشريعة, هي السبب الأول في تلاشى الازدهار الثقافي والحضاري في حياتنا .
البيان – الذي حصلت الوئام على نسخة منه – حمل توقيع عدد من الشباب السعودي ، الذي اعتبر ماحصل مؤخرا في السعودية من المطالبات باسم الاحتساب, والتي قام بها بعض الغلاة -كماورد في البيان -, ظلم لا يرضاه منصف, ونحن هنا نسجل موقفنا المخالف, واستنكارنا لمن أيدها أو فرح بها, خصوصا وأن تراثنا مليئ بمثل هذه التجارب السوداء, والتصفيات الهوجاء, التي ينتقم فيها الغلاة من مخالفيهم, فأزهقت الأرواح باسم الدين .
البيان :
قال الله عز وجل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ}. وقال تعالى: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَآءَ للَّهِ وَلَوْ عَلَىۤ أَنْفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}. وقال: {يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. 
إن ما حدث مؤخرا من الهجوم الغير أخلاقي ومحاولة إقصاء الأفكار بالقوة, والذي شوه من صورة الإسلام, علما بأن الاسلام يبرأ من كل هذه الأفعال التي نسبت إليه . . انطلاقا وتطبيقا لواجب الإنسان الأول, واقتداء بالرسل الذين كان واجبهم الأسمى قيام الناس بالقسط عبر رفع الظلم, وعمران الأرض بقيام العدل, نكتب ونوقع على هذا البيان.


 إن أحد أهم أبجديات ما تواطأت عليه الأمم بعد أن تكافأت في قواها وهممها أن تحترم رموز غيرها من المخالفين، وتحترم شعورهم إزاء تلك الرموز، ولا تزدري تلك الرموز أو تظهر سبها، ومن هنا ينطلق العقل الحضاري والثقافي لدى الأمم في التعايش. وعليه فلا ينبغي على المسلم أن يزدري الصليب في بلاد أهله، ولا النار عند عبدتها، ولا السبحة عند البوذية… الخ وكذلك العكس, وفي الوقت نفسه ينبغي ألا يبالغ في ذلك، فليس كل ما لم يُتَعَوَّد من الخطاب إزاء الرموز سباً، وإلى هذا فإننا ندعو جميع بني الإنسان أن يحترمواْ رموز بعضٍ مهما كانت تصوراتهم الداخلية إزاء بعضها, ومن العدل أن نذكر بداية أن الخشونة مع الرموز وعدم احترامها, لا تستدعي منا إلا الغفران، ولا تتطلب من الآخر إلاعتذار؛ فهي قضايا مدنية عالمية وليست دينية تستدعي التوبة. 

ثانيا/ إن المطالبة بالقتل لأجل الاختلاف في الأفكار وتغيير الدين, أمر يتنافى مع القرآن الكريم, والقيم العليا التي ينادي بها, كما أن حرية الضمير والمعتقد حق بشري للإنسان كفلته له كل الأديان, وجميع القوانين وحقوق الإنسان, ولم يخالف في ذلك إلا قليل عبر بعض أحاديث الآحاد, التي وجب تضعيفها لمخالفتها القرآن الكريم؛ لذلك فإننا نقول: أن حرية المعتقد, وحرية الضمير, حق لكل إنسان بحسب شريعة الإسلام.

 ثالثا/ إن ألفاظ السب كثيرة، ويحددها العصر والمكان والمجتمع والعرف، وقد يكون سباً في بيئة ما ليس كذلك في بيئة أخرى، ثم قد يعود ذلك إلى الظروف والملابسات كما ذكر ذلك الفقهاء،مما يقرر أن المسألة نسبية، فقد يكون سباً عند فلان، ما ليس كذلك عند علان، بل قد يكون مدحاً عند فقيه ما يكون ذماً وسباً عند آخر، ومن هنا تتعاظم هذه المسألة، ويعسر ضبطها، وتتشتت أحابيلها، وحينئذٍ فليزم اطراحها، وعدم إثارتها؛ لأنها ستؤلف لمجتمعاتها مشاكل لا نهاية لها. 

رابعا/ إن ما حصل مؤخرا في السعودية من المطالبات باسم الاحتساب, والتي قام بها بعض الغلاة, ظلم لا يرضاه منصف, ونحن هنا نسجل موقفنا المخالف, واستنكارنا لمن أيدها أو فرح بها, خصوصا وأن تراثنا مليئ بمثل هذه التجارب السوداء, والتصفيات الهوجاء, التي ينتقم فيها الغلاة من مخالفيهم, فأزهقت الأرواح باسم الدين.

 خامسا/ إن الاستهتار بالعلم، والاستخفاف بدماء الناس، والتلاعب بعلوم الشريعة, هي السبب الأول في تلاشى الازدهار الثقافي والحضاري في حياتنا؛ لذلك فإننا ندعوا إلى نبذ الغلو والتطرف قولا وعملا. 

سادسا/ بما أن أسلوب الغلاة هو رجوع بالإنسانية إلى الوراء، ونكوص بالحضارة القهقرى، وهذه ممارساتهم تقريباً طيلة الأدوار التاريخية لكل دين, وبما أن الغلو الحركي والثقافي، وإلغاء الآخر, الذي يتخذ من التكفير سيفا مصلتا؛ ظل متوارثاً ومتبلوراً بكثافة في هذا المذهب الذي اطرح العقل وحارب أهله, فإننا ننادي بحرية المعتقد, وحرية الضمير, ونرغب في التفكير الحي, والسماح للجميع بالبحث المنصف, دون حجر على العقول, أو منع للمفكرين والمبدعين, والسماح والسماع لجميع المخالفين, وأن تكون المفاضلة والمناظرة بالحجج والبراهين, لا بالظلم والمحاكمات باسم الدين, وندعوا الغلاة أن يحترمواْ الإنسان نفسه، وأن يعظموه، وأن يقولواْ التي هي أحسن، فإن الإنسان هو العين المشخص للرمز المجرد، فلا ينبغي الحجر عليه ولا على إبداعه، ولا محاولة قتله بأسباب غير واضحة. 

سابعا/ هذا البيان استند في كتابته على مذكرة شرعية, مبين فيها تفاصيل ما حدث, وهي مرفقة بالبيان.
بعض أسماء الموقعين على البيان :
. تركي الحمد أستاذ جامعي متقاعد سعودي السعودية
د. خالص جلبي كاتب، طبيب جراح كندي السعودية
أحمد الحمدي باحث-ماجستير-لبنان سعودي السعودية
جمال حميد المليكي باحث وناشط في قضايا الفكر والحقوق يمني قطر
حسن فرحان المالكي مؤلف وباحث في الشؤون الشعرية والتاريخ الاسلامي سعودي السعودية
حسن محمد الشريف عضو هيئة التدريس بجامة الملك سعود بالسعودية سعودي السعودية-أمريكا
حسين معتوق بوحليقه مدير مشاريع تقنية سعودي المملكة العربية السعودية
حميد زناز باحث مستقل جزائرية فرنسا
حنان اليوسفي مهندس مغربية المغرب
خلود صالح الفهد صاحبة منشأة خاصة سعودية السعودية
سعد ال سالم كاتب صحفي سعوي دبي
سعد الياسري شاعر – كاتب عراقي الكويت | السويد
سمر محمد بدوي مرصد حقوق الإنسان في السعودية سعودية السعودية
سلطان غازي فلمبان طالب ماجستير في معهد إلينوي للتقنية، شيكاغو إنسان و كفى أمريكا
سهل منصور الرويلي ماجستير سعودي استراليا
سوسن اسبيتة ماجستير فلسطينية الامارات
صلاح عبدالهادي باحث /الجامعة التكنولوجية عراقية العراق
طارق مبارك المبارك باحث سعودي كندا
عبدالله ثابت كاتب – جريدة الوطن سعودي السعودية
عبدالله سليمان الحربي مهندس سعودي السعودية
عبدالله محمد حميدالدين باحث سعودي بريطانيا
عبدالله الجعفري أكاديمي سعودي السعودية
علي الشدوي ناقد وروائي من السعودية السعودية السعودية
علي مهدي العمري ماجستير سعودي السعودية
عمير عدنان طيبة مهندس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية سعودي السعودية
عيسى سلمان الفيفي باحث شرعي/ماجستير سعودي قطر
مؤسسة إبن رشد للفكر الحر مؤسسة غير حكومية غير ربحية من ستة دول عربية ألمانيا
مروج عبدالله بن صالح ماجستير صيدلة اكلينيكية-استراليا سعودية استراليا
محمد زايد الألمعي شاعر وكاتب سعودي السعوديّة
محمد المصطفى عبد الرحمن مهتم سوداني السودان
مختار الخلفاوي أستاذ باحث (الجامعة التونسيّة) تونسيّ تونس
مصطفى كاظم حسن باحث في كليه الاداب عراقي العراق الى كل ظالم
هدى إبراهيم الحربي باحث ,جامعة تبوك سعودية السعودية
وائل بن عبدالرحمن القاسم كاتب صحفي سعودي السعودية – الرياض
وليد سامي أبو الخير المشرف على مرصد حقوق الإنسان في السعودية سعودي السعودية
وليد الكبيسي مخرج ومؤلف نرويجي النرويج
أحمد أسامة جمبي كاتب سعودي السعودية
العنود بدر عبدالعزيز القحطاني ناشطة لأجل الحريات سعودية السعودية
إيمان أحمد طالبة مصرية مصر
براء محمدشريف عرابي طالب مدرسي سوري السعودية
بشاير زبن السهلي طالبة تمريض سعودية الرياض
جهاد محمود الاماسي طالب سعودي السعودية
حسين علي حظية طالب سعودي السعودية
خبيب زهير عسيلان طالب سعودي سعودي
دانية عبدالقادر خوج مهتمة السعودية المملكة العربية السعودية
سامي أحمد الزهراني مهتم بالشأن العام سعودي السعودية
عباس فؤاد جميل طالب جامعي عراقي العراق
عبدالرحمن أيمن باجودة طالب سعودي أمريكا
عبدالرحمن محمد الحمودي باحث سعودي كندا
عبدالله علي الحمراني طالب سعودي كندا
عيسى ماجد المرزوق موظف سعودي السعودية
محمد علي الحمراني طالب طب سعودي السعودية
محمود احمد حاجي ماجستير في الادب العربي /جامعة الموصل عراقي العراق
معاذ محمدنجيب كاشقري طالب بكالوريوس هندسة بحرية سعودي بريطانيا
مهند عادل نجار طالب جامعي – مدوِّن سعودي السعودية
وائل صالح الجهني مدون سعودي السعودية
تم إضافته يوم الإثنين 18 جمادى الأولى 1433 هـ - الموافق 09 أبريل 2012 م - الساعه 4:49 مساءً
شوهد 10,822 مره

Wahhabi Hate-Mongers' Sham "Peace Convention" :: Gatestone Institute


السبت، أبريل 14، 2012

جريدة نوَّرت-بالفيديو…قناة المجد تنشر مقارنة بين اطفال السنة والشيعه


بالفيديو…قناة المجد تنشر مقارنة بين اطفال السنة والشيعه
http://www.youtube.com/watch?v=WUs4uSpPA0c&feature=player_embedded
برز مقطع فيديو جذب أكثر من 115 ألف مشاهدة خلال ثلاثة أيام، مقتطف من برنامج تبثه فضائية “المجد” الدينية، وكان يحاول دعوة قنوات التلفزة السنيّة إلى استخدام ملابس “محتشمة للأطفال” من خلال عرض مقاطع لفتيات صغيرات على تلك القنوات لا يرتدين الحجاب أو الملابس الطويلة مقارنة بمقاطع لفتيات على قنوات شيعية يظهرن بالحجاب.
وبسرعة، بات الموضوع مدار خلاف مذهبي بين السني والشيعة، مع تعليقات تتراوح بين الهجمات الشرسة والشتائم المتبادلة والنقاشات الساخنة.

وعلق مشترك قائلاً: “مع احترامي الشديد للمذيع.. يعني إذا كانوا متحجبات يعني هم على حق!! صح نحن أولى لكن ليش تسوي مقارنة وش الفايدة من المقارنة !! قارن مجتمع سني بأخر .. أما شيعي بسني هنا تشعل الفتنة بين قلوب هؤلاء الحاقدين.” غير أن المشترك اخر لفت إلى قضية مغايرة كلياً، مشيراً إلى أن الفتيات الصغيرات اللواتي ظهرن بالتسجيل لا يجب عليها ارتداء الحجاب لأنهن دون سن البلوغ فكتب قائلاً: “يا مجانين هن بنات صغيرات.. ليش تنظرون لهن بهذا الشكل على أنهن ليسو متحجبات أو متحجبات.. هن في عمر الزهور ولسن مكلفات.”
 http://news.nawaret.com/?p=350470 :رابط للخبر

الخميس، أبريل 12، 2012

جوابا على تعليق "أسلمة "

استغرابك له محله وقد كتب عن هذا الموضوع الأستاذ فهمي هويدي في تقديم كتابه القرآن والسلطان ويمكنك تنزيل نسخة الكتاب من هذا الرابط:
http://www.4shared.com/office/cYChjqWb/___.html

الأربعاء، أبريل 11، 2012

مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس: الوقوف في وجه الممارسات الصهيونية لتهويد القدس وهدم الأقصى.. تأييد نهج سورية الوطني وتثمين مواقفها من القضية الفلسطينية - سانا ,سورية

مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس: الوقوف في وجه الممارسات الصهيونية لتهويد القدس وهدم الأقصى.. تأييد نهج سورية الوطني وتثمين مواقفها من القضية الفلسطينية - سانا ,سورية

11 نيسان , 2012

دمشق-سانا
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد عقدت أمس فعاليات مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس (الأقصى صرخة حق في وجدان الأمة) الذي تقيمه وزارة الأوقاف بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمشاركة علماء من سورية والأردن وفلسطين ولبنان وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وقال وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد ان القدس كانت على مر العصور مظهرا للتحدي والمقاومة ومطمعا للغزاة وأمام هذه التحديات كانت السبب المباشر لتوحيد العرب والمسلمين أيام صلاح الدين الأيوبي الذي حررها من الفرنجة مضيفا.. فلتكن القدس الآن السبب المباشر لاعادة جمع العرب والمسلمين ما دام الكل متفقا على تحريرها وان للمسجد الاقصى المكانة العقائدية لدى الأمة الاسلامية وان الكيان الصهيوني ما زال جاثما فوق القدس والمسجد الأقصى ويدنس المقدسات وينتهك الحرمات ويهجر أهلها وسكانها ويمارس تطهيرا عرقيا بحق الوجود الاسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة باجراءاته القمعية التعسفية المتواصلة.
وأوضح ان العدو الصهيوني يمضي قدما بمخططاته ومؤامراته للنيل من القدس ومقدساتها كاملة وبالأخص المسجد الأقصى وان محاولاته تنوعت لضم المدينة إلى كيانه ومحاولة جعلها عاصمة أبدية له على الرغم من أنها مدينة محتلة لا يجوز ضمها مخالفا بذلك القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.
واعتبر الوزير السيد أن ما يجري على أرض فلسطين ومقدساتها يرفع هذه القضية إلى مستوى العالم الإسلامي أجمعه وهي من هذا المنظور ستتحول من صراع على الحدود إلى مقاومة من أجل الوجود ومن قضية شعب وأرض الى قضية مصير وهوية للأمة أجمع داعيا إلى التعامل مع القضية الفلسطينية والقدس والأقصى وكنيسة القيامة باعتبارها جزءا من مشروع استعادة الحياة والوجود والهوية للأمة العربية والإسلامية من أجل استئناف مسيرتها الحضارية.
وأكد وزير الأوقاف أن الجماهير الاسلامية تواقة إلى تضافر الجهود وإلى التضامن الاسلامي ونصرة القدس وإلى الصلاة في المسجد الأقصى ومشاركة اخوتنا المسيحيين في الصلاة بكنيسة القيامة موضحا أن الخطر الذي يواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك دق ناقوسه منذ أمد بعيد وكلما تقاعس العرب والمسلمون عن كبح هذا الخطر الصهيوني والتصدي له كثف المحتل من وتيرة تهويده للمدينة المقدسة علانية وهو ماض في تنفيذ مخططاته في مواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى بهدف تعريضه للانهيار بصورة تلقائية رغم أن علماء الاثار اليهود أقروا بأنهم لم يجدوا أثرا لهيكلهم المزعوم.
20120410-180935.jpg
وقال الوزير السيد ان الفضائيات والإعلام الصهيوني المسموم يوجه لنا ضربات في الصميم لنحرف الاتجاه ونعيش أعداء والعدو الحقيقي يتربص بنا الدوائر في كل يوم موضحا أن محاولات زرع الفتنة من قبل أعداء الأمة وبث الفرقة والنزاع بين أبناء الأمة الواحدة وأبناء الوطن الواحد يأخذنا بعيدا عن قضيتنا الأساسية ما يتطلب من علماء بلاد الشام الذين يتسمون بالمنهج الوسطي المعتدل أن يكونوا صفا واحدا في وجه الفتن التي تبث سمومها من أنحاء العالم العربي والاسلامي وفي وجه الحملات التكفيرية وأعداء الدين وابطال فتاوى القتل والاجرام والإرهاب التي يستهدف أصحابها اليوم سورية بمقوماتها الوطنية والقومية والعقائدية والدينية ويحللون سفك دماء أبنائها ويستبيحون أعراضهم وقتل اولادهم وتشريدهم وبأيدي أخوة في العروبة والدين غافلين عما يجري في الأراضي المحتلة وفي القدس الشريف وما تتعرض له المقدسات من تدنيس وانتهاكات.
ودعا الوزير السيد علماء بلاد الشام إلى تعرية المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد سورية وأمتنا فالخطاب الديني الذي يحملون أمانته هو خطاب منضبط بأصول ومقاصد الشريعة وعنوان للتسامح والتآخي ويؤدي دورا رائدا في تصحيح المفاهيم وتشكيل رأي عام يتفق مع مبادئنا الدينية وقيمنا العربية وبما يشمل ثقافة قبول الآخر وهو يوحد ولا يفرق ومن شأنه أن يؤهل الأمة لتكون رائدة الخير في المجتمع البشري ويقدم الاسلام للعالم على هذا المستوى الرفيع.
وزير الأوقاف: المؤامرة التي تتعرض لها سورية تهدف إلى النيل من مكتسباتها وإنهاء دورها المحوري الهام في المنطقة
وأكد ان المنهج الذي يسلكه علماء بلاد الشام هو المنهج الذي تعيشه سورية بكل أبنائها سلوكا وواقعا مخاطبا علماء الأمة بالقول.. على عاتقكم تقع المسؤولية الكبرى في الدفاع عن الأرض والمقدسات والحفاظ على الامن والامان واستقرار البلاد مستنيرين باحساسكم الديني العميق كي ينتصر ايماننا وتنتصر امتنا بوحدتنا وكي لا تقع في فخ المؤامرات وشرك من يلبسون عباءات الاسلام.
وبين وزير الأوقاف ان المرحلة الحالية التي تتعرض لها سورية وأمتنا العربية والاسلامية هي مرحلة مفصلية لا مجال فيها للتهاون والتخاذل مشيراً إلى ان أعداء الأمة يتربصون بها ويعملون على تفريق كلمتها ويجهدون للنيل من عقيدتها وتشويه اسلامها بفتاوى باطلة وأحكام مدسوسة لا علاقة لها بالدين.
وأشار الوزير السيد إلى ان المؤامرة التي تتعرض لها سورية تهدف إلى النيل من مكتسباتها وانهاء دورها المحوري الهام في المنطقة ووقوفها إلى جانب حلفائها لتحرير الأراضي العربية المقدسة واستعادة الحقوق المغتصبة موضحا ان ما تريده أمريكا وربيبتها إسرائيل ومن لف لفهما ليس تطبيق الاصلاحات ولا تحقيق الحرية والديمقراطية في سورية بقدر ما يهمهم تحقيق ما سعوا إليه جاهدين عبر السنوات الماضية وهو تدمير سورية والقضاء على رسالتها القومية باعتبارها صاحبة المشروع القومي الممانع ورائدة الموقف العربي النضالي الذي يحتضن المقاومة العربية ويدعمها كافضل اسلوب تتعامل به الأمة العربية مع العدو الصهيوني المتمثل في دولة الكيان الصهيوني.
وقال: إن تلك الدول تدرك اليوم أن نضال أبناء سورية في سبيل نشر مبادئ الرسالة القومية وتحقيق اهدافها يعني احباطا لمخططاتها وسدا منيعا يقف في وجه مطامعها في المنطقة العربية والسيطرة على مقدراتها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا وبالتالي نهاية أكيدة لها على المدى القريب والبعيد وتقليصا لنفوذها على امتداد الأراضي العربية مؤكدا ان صمود سورية وتمسكها بمواقفها المبدئية الثابتة من مختلف قضايا أمتنا وفي مقدمتها تحرير الأراضي العربية المحتلة والمقدسات الدينية واسترجاع الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني كان كفيلا باحباط مخططاتها وافشال مؤامراتها السابقة واللاحقة.
20120410-203553.jpg
وأضاف.. ان الهجوم الذي شنته قوى التآمر على سورية شعبا وجيشا وقيادة مستخدمة كل امكانياتها وعبر عملائها بالداخل والخارج يعيدنا إلى حقيقة ان كل ما جرى ويجري في المنطقة ليس الا وجها من اوجه الصراع بين المشروع الصهيوني وحق شعوب هذه المنطقة بأرضها وخيراتها وتقرير مصيرها في محاولة للقضاء على قوى المقاومة ودول الممانعة التي تمثل سورية اهم ركائزها عبر استخدام الامكانات من مال وسلاح وإعلام حاضن لمحاصرة كل عوامل وبؤر التصدي للمشروع الصهيوني من حركات مقاومة او دول ممانعة واذكاء كل انواع الصراعات في المنطقة متذرعة بالدفاع عن حق الشعوب بالحرية والديمقراطية ومكافحة الفساد لتحويل الانظار عن الصراع الحقيقي والجذري وبالتالي يكرسون جهودهم اليوم باستهداف كوني لسورية لاسقاطها وصولا إلى اسقاط بلاد الشام ومواقفها النضالية لمواجهة هذه المؤامرة التي تخدم المشروع الصهيوني بكل ابعاده.
ولفت إلى ان سورية وشعبها وقيادتها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ومقدراتها يتعرضون لمؤامرة كونية دنيئة حيكت في ظلام أجهزة الاستخبارات الصهيونية الأمريكية وتنفذها ايد للاسف عربية اثمة ملوثة بكل اصناف الخيانة والتواطؤ لاسقاط مهد الرسالات السماوية في جميع أنحاء العالم مؤكدا ان سورية كانت وستبقى القلعة الصامدة الشامخة وشعبها لن يتهاون بالمساس بسيادة الوطن وأمنه واستقراره ولن ترهبه المؤامرات والتحديات وانها كانت وما زالت مضرب المثل في وحدتها الوطنية وتالفها الديني ونسيجها الاجتماعي المتماسك وهي بمقوماتها الحضارية والتاريخية عصية على المتامرين وعلى كل من يريد النيل منها كما انها ستحبط المؤامرات وتجهض التحديات لانها تدافع عن مبادئ الحق والعدالة وستبقى قلعة المقاومة وفلسطين قضيتها المركزية الأولى وسيبقى المسجد الاقصى وكنيسة القيامة هاجسها حتى تحريرهما من براثن الاحتلال الصهيوني وستبقى بلاد الشام موئلا لكل مسلم حر في دنيا العروبة والاسلام.
وقدم الوزير التهنئة باسم علماء بلاد الشام إلى الأخوة المسيحيين بجميع طوائفهم بعيد الفصح المجيد داعيا الله تعالى ان يعيده عليهم وعلى وطننا بالخير.
كما قدم تحية اجلال واكبار لقواتنا المسلحة درع الوطن وحماة الديار سائلا الله ان ينصرهم ليعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن وأن يرحم شهداءنا الأبرار الذين قدموا ارواحهم الطاهرة دفاعا عن الوطن.
المفتي حسون: دماء شباب سورية الذين تم اغتيالهم على يد الإرهابيين كانت من أجل القدس فأزهقت على أرضنا
بدوره قال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون.. إن من جمال القدر أن يكون لقاؤنا اليوم في دمشق قلب العروبة والإسلام حاملة لواء رسالات السماء ونلتقي في هذه الساعة التي يتطلع فيها العالم كله إلى سورية ليروا ما قالوا إنه يوم وقف إطلاق النار في سورية.
وأضاف سماحة المفتي.. إن هذه الجملة أحيطت بأكف ناعمة ظاهرها الخير وباطنها الشر وان كل الفضائيات اليوم تنظر إلى ماذا سيحدث على أرض سورية وأنا أقول لهم ما يحدث على أرض سورية اليوم جواب ترونه الآن بأعينكم فهؤلاء علماء فلسطين والأردن ولبنان ودمشق قد أعادوا للحق نصابه وقالوا سنعود إلى الشام أرضا ورسالة ولن نعترف بحدود سياسية وستبقى بلاد الشام من غزة إلى أنطاكية كما أرادتها السماء مستقبلة للرسالات حاضنة للأنبياء مشرقة بالنور على العالم فلقاؤكم اليوم ايها العلماء هو الرد على فضائياتهم فان اطلقوا النار علينا سنطلق النور عليهم.
واعرب المفتي حسون عن استغرابه ممن يرسلون البعثات الواحدة تلو الاخرى قائلا.. ان البعثة الأولى كانت من أخوتنا العرب وجاؤوا إلى سورية والدمعة في عيونهم على شهداء سورية من مدنيين وعسكريين والتقيت بهم فلما دخلوها ورأوا أبناءها عادوا ليقولوا لساسة العرب ان الدماء التي تسفك في سورية هي من صنع بعض أيديكم مستشهدا بما قاله رئيس البعثة محمد الدابي الذي أكد لهم إن شعب سورية قد وضع دمه من أجل القدس وفلسطين وقد بذل روحه من أجل أمته العربية والإسلامية والسلام الإنساني فلماذا أرسلتمونا مراقبين ولم تأتوا أنتم مصالحين مؤيدين جامعين للإخوة في سورية لتكون هي سوركم الحامي ورأس حربتكم التي اقتضيناها للدفاع عن فلسطين وعن أمتنا جميعا.
وأضاف المفتي حسون انه وقبل ان يبدأ كوفي عنان مهمته إلى سورية قالوا إنه فشل متسائلا لماذا يا أخوتنا من العرب والمسلمين تريدون موت سورية ولماذا تريدون قتلها.. وطلبتم من دعاتكم أن يرفعوا الأكف بعد الصلوات للدعاء على الشام أما كان الحري بكم أن تقولوا اللهم أصلح بين أخوتنا في بلاد الشام واجمع قلوبهم ووحد صفوفهم وأبعد من يريد المكر بهم واما كان الحري باتحاد علماء المسلمين ومن كل أئمة المساجد التي تدعو على أبناء الشام أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال في الشام وأهلها.
20120410-203643.jpg
وتابع سماحة المفتي.. لقاؤنا اليوم لنعلن أن حدود سايكس بيكو تحت أقدامنا وليست على قلوبنا وليست في مدارسنا مؤكدا إن دماء شباب سورية الذين تم اغتيالهم على يد الإرهابيين كانت من أجل القدس فأزهقت على أرضنا وقال.. يا من تريدون الفتنة في أرضنا اتقوا الله فينا فما أعددنا أبناءنا ولا جيشنا إلا من أجل القدس فماذا قدمتم ايها العرب لسورية فنحن الذين بذلنا دماءنا في الكرامة في جنوب لبنان وفي غزة.. أما كفاكم طعنا في ظهورنا أما قطعتم عام 1980 من برلماناتكم كل المعونات للمجهود الحربي من أجل سورية ومنعتم أموالكم عام 1981 من أن تصل إليها وساهمتم في الحصار لكي لا يصل السلاح إليها.
وقال سماحة المفتي.. نحن نعد الجيل الجديد في سورية والأردن وفلسطين ولبنان الذي لا يعترف بحدود سياسية ولاعرقية ولا طائفية ولا مذهبية ولا يستمع لفضائياتكم المضللة ولا ينتمي لتقسيماتكم.
ودعا المفتي حسون العلماء ليساهموا في نشر الحب والاخلاق والتسامح لتحرير قبلة السماء القدس قائلا.. ان ذلك لن يكتمل إلا إذا اتحدتم بقلوبكم يا علماء بلاد الشام.
وختم سماحته بتوجيه رسالة إلى الإنسانية جمعاء وقال.. ثقوا بأن أرضنا باركتها السماء وقدستها أقدام الأنبياء وتلقت الرسالات واختارها الله له واختارنا لها فمن أشعل عندنا نارا أحرقته في بيته ومن أهدى إلينا زيتا ونورا أضأنا له في قلبه.
البطريرك لحام: القدس هي اليوم أكثر من أي وقت مضى وسط العالم ومفتاح الحرب والسلام
من جهته غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك قال.. ان قيامة المسيح هي عيد القدس بامتياز وان عنوان هذا المؤتمر لنصرتها مع المسجد الاقصى وصرخة حق في وجدان الأمة والعالم باسره.
واضاف ان كل انسان يشعر انه مواطن مقدسي لأن القدس مدينة ايماننا كلنا ولذا لا يجوز المفاضلة بالكلام عنها خصوصا بين الديانات فالقدس مدينة مقدسة للديانات بكونها مهد وحي الله للبشر دون تمييز او استئثار أو احتكار كما أنها متأتية من كونها مكان الوحي على مر العصور حتى قبل المسيحية وهي في المسيحية مكان الفداء والخلاص.
ولفت إلى أن القدس في الطقوس المسيحية هي أم الكنائس قاطبة ومنبع الطقوس والصلوات والاحتفالات والاعياد الكنسية والاسرار والعبادات موضحا أن كل كنيسة في العالم المسيحي هي كنيسة القيامة وان كل احتفال للمسيحية يوم الاحد هو احتفال بحدث القيامة في القدس والدخول إلى كل كنيسة أينما كانت في العالم هو الدخول إلى كنيسة القيامة وأن الالاف من الاشعار والصلوات والأناشيد تتلا كل أحد لأجل القدس.
20120410-203721.jpg
واكد البطريرك لحام ان قدسية هذه المدينة المقدسة للديانات جميعها يجب ان تكون مفتاحا للسلام في المنطقة ولابد أن نبعد عنها كل ما يمكن ان يجعلها سبب نزاع وحرب وكراهية وحقد كما لابد أن ننزع عن القدس كل نظرية سياسية نظرية القوة والبطش ونظرية الاستئثار داعيا العالم كله وبشكل خاص مسيحيي العالم كي يقوموا بحملة عارمة للدفاع عن قدسية القدس وطابعها الفريد الوحيد في العالم والدفاع عن الطابع القدسي الشامل للديانات.
وقال إن القدس هي اليوم اكثر من اي وقت مضى وسط العالم ومفتاح الحرب والسلام داعيا الله أن يأتي اليوم الذي نحتفل فيه معا بسلام القدس لانها مدينة الله المقدسة مشيرا الى أن موضوع القدس والسلام والأقصى والأماكن المقدسة شغل حيزاً كبيراً في المجمع السينودس لأجل الشرق الأوسط الذي عقد في روما في تشرين الأول 2010 وضم الكنائس المشرقية وخرج بتوصيات ونداء إلى الأسرة الدولية ولاسيما منظمة الأمم المتحدة وناشدها أن تعمل بشكل جاد من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة وذلك بتطبيق قرارات مجلس الأمن وباتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لإنهاء الاحتلال للأراضي العربية كافة.
وقال البطريرك لحام إن الدفاع الأساسي عن الأقصى والقيامة وفلسطين ومقدساتنا وقيمنا الايمانية المقدسة هو وحدة العالم العربي والاسلامي ولكني اعول أكثر على العالم العربي لان القدس عربية وتاريخها الأطول هو عروبتها ولهذا فان المسؤولية الكبرى تجاه القدس والأقصى والقيامة تقع على كاهل العالم العربي مشيراً إلى أن وحدة الصف العربي هو بيت القصيد وخط الدفاع الأقوى عن القدس وان الانقسام الذي تشهده الأمة هو الأساس في تدهور أوضاع القدس في مقدساتها الاسلامية والمسيحية وأبنائنا وبناتنا واخوتنا وأخواتنا في المخيمات.
واستنكر ما تتعرض له اليوم سورية من تحالف دول عربية عليها ودفع هذه الدول المال والسلاح لأجل تدميرها وعقد قمم لجامعة عربية بدونها مؤكدا ان هذه الجامعة ما عادت تجمع بل تعمل على التفرقة وتحارب وحدة العالم العربي التي هي الأساس لحل القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدساتنا في القدس والأراضي المقدسة وفلسطين وبخاصة كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك.
العلامة البوطي: العدو الإسرائيلي ما زال يمارس إجرامه دون توقف
بدوره قال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.. انه من الحقائق التى يجب أن يعلمها كل مسلم عربيا كان أو أعجميا وأن يعلمها كل عربى مسلما كان أو مسيحيا أن مدينة القدس التى تقدست بمسجدها الأقصى أقدس أجزاء وطنه الذى يعيش فى ربوعه والذي يفديه بحياته بعد مثوى رسول الله والبيت الحرام انه مهما طال زمن اغتصابها وامتد أمد العدوان عليها ومهما تكاثر جنود الباطل الذين يؤيدون الاغتصاب ويقرون العدوان ويتجاهلون الحق وأصحابه فان ملكية الأوطان لا تسقط بالتقادم كما ان تطاول أمد الاغتصاب لا يحيل الباطل الى حق ولا يقلب العدوان إلى امتلاك.
وأضاف العلامة البوطي.. ان التاريخ يقول ان القدس بما حولها حررت من الاحتلال الروماني الذي ظل جاثما على صدرها لعدة قرون وعادت حقاً شرعياً لأهلها وذويها من مسلمين ومسيحيين ويهود عن طريق الفتح الاسلامي وتفيأ الكل ظلال الدولة الاسلامية التي ضربت المثل الاسمى للعالم كله فى العمل على اسعاد رعاياها كلهم من خلال الاحتكام إلى ميزان العدالة الاسلامية التامة التي ظلت متسامية على فوارق الدين والمذهب واللون واللغة وقد ظلت لهفتها على جميع مواطنيها كلهفة الام الرؤوم على أولادها دون أي تفريق تلك هي الدولة الاسلامية الخاضعة لسلطان الحق والعدل.
ولفت العلامة البوطي إلى انه في عهد القرصنة الدولية استلب الحق من أصحابه خلال ظلام ليل داكن من المؤامرة ذات الخيوط البريطانية المعروفة حيث هدمت دعائم حق شرعي قانونى فوق أرض فلسطين وأقيم مكانه كيان إسرائيلي غاصب له أن يتمتع برغائب لاحدود لها وأن يستهين في سبيلها بكل ما هو مرسوم من القوانين والقيم الدولية والانسانية بل أن يمضي ويدوس عليها كما يشاء وفي ظل هذه الصلاحية التي يمتلكها احتل كل ما طاب له أن يحتله من البقاع وفي مقدمتها القدس وراح يبنى ما يشاء من المستوطنات لمن يستقدمهم إليها من أطراف العالم وراح يبنيها على أطلال بيوت استحلها فهدمها وطرد سكانها وأصحابها الشرعيين بكل ما شاء من وسائل الإرهاب والقتل وأنواع البطش.
20120410-203823.jpg
وأكد العلامة البوطي ان العدو الإسرائيلي ما زال يمارس اجرامه هذا دون توقف وانه ماض في ترسيخ المزيد من أقدامه على القدس التي احتلها راميا بذلك حق الأمة وصرخة القانون الدولي وراء ظهره بل تحت أقدامه أيضا ان اقتضى الأمر.
وأشار العلامة البوطي إلى ان الشريعة الاسلامية توجب على المسلمين جميعا رد أى عدوان يتجه إلى بقعة ما من ديار الاسلام كما يجب عليهم جميعا العمل بكل السبل على استنقاذ المغصوب منها واعادة الحق إلى أصحابه مؤكدا ان هذا الواجب منوط بالامتين العربية والاسلامية جمعاء حتى تحرير القدس المقدسة.
وقال العلامة البوطي.. غير أنه من المؤسف والمؤلم أن الشعور بهذه المسؤولية التى أناطها الله بأعناقنا جميعا قد انحسر عن بال أكثر المسلمين ولاسيما أولئك الذين تفصلهم عن القدس ومأساتها وهاد وجبال واماد ثم ازداد الشعور بذلك تقلصا حتى كاد ينحصر فى أفكار وأفئدة أصحاب النكبة أنفسهم أولئك الذين هجروا من ديارهم وحرموا من ممتلكاتهم دون أن يقف معهم على أرض المقاومة والمعاهدة على وحدة المصير الا جيران لهم عاهدوا الله على الوفاء ونصرة الشقيق حتى وان غدت الأرواح هي القيمة التي لا بد من بذلها للوفاء واستحصال الحق ولقد كان فى قضاء الله أن يكون هذا الجار الوفي هو سورية وقد نظرنا فوجدنا أخوة لنا كانوا من أعز أصحاب الديار المغصوبة استقامة على النهج قد أدركهم اليوم ما صرفهم عن النهج وأنساهم خطورة الميثاق.
وختم العلامة البوطي كلمته بالقول.. لقد فرغت منذ أيام من قراءة كتاب عنوانه قطر وإسرائيل ملف العلاقات السرية لمؤلفه سامي رفائيل أول ناسج للدبلوماسية الإسرائيلية الخليجية حيث عبر فيه عن اماله في تحقيق التطبيع بين إسرائيل والمنطقة بأسرها ومن ثم فى هيمنة الشبكة الاقتصادية الإسرائيلية على مختلف أنشطة المنطقة فى زمن قريب متسائلا.. أيهما الذى سيتغلب تفاؤلنا بأنشطة منظمة التعاون الاسلامي التي الت إلى ذكرى عزيزة قد خلت أيامها وانطوت ولم يبق منها الا عنوان أم أن امال رفائيل بفضل قادة الخليج وأثريائهم.. الجواب نقرؤه في قول الله تعالى //والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون//.
الشيخ الزين: العرب تركوا الشعب الفلسطيني وحيداً يواجه العالم وأوروبا وأميركا والصهيونية العالمية والمؤسسات الدولية وانشغلوا بأتفه الأمور
وقال فضيلة القاضي الشيخ أحمد الزين رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان: إن قضية فلسطين تحتاج من العلماء والشيوخ من مفكري وقادة هذه الأمة مراجعة الذات حيث مضى60 عاماً ونيف وإسرائيل مستمرة في تنفيذ مشروعها وفلسطين والشعب الفلسطيني مظلوم من العرب والمسلمين والإنسانية والحضارة والأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأشار الزين إلى أن العرب تركوا الشعب الفلسطيني وحيداً يواجه العالم وأوروبا وأميركا والصهيونية العالمية والمؤسسات الدولية وانشغلوا بأتفه الأمور فيما إسرائيل مستمرة في تطبيق مشروعها والأمة العربية والإسلامية في غياب مستمر عن القرار منذ ذلك الوقت.
20120410-203855.jpg
وخاطب العلماء بالقول ما نحتاجه هو استرجاع القرار الذي نستنبطه من كتاب الله ومن رسوله لا من الدولار لنستطيع ونقرر مساندة الشعب الفلسطيني ونحتاج إلى وحدة الأمة العربية والإسلامية وتعاونها وتآلفها وانسجامها وطرح القيم الإنسانية والحضارية التي تملكها وحملها للناس ولاسيما أنها تملك الأخوة الإنسانية وقيم العدالة والتراحم والألفة والتعاون الإنساني.
ودعا رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان إلى أن يكون لقاء العلماء هذا في دمشق بداية للقاءات تتكرر للدرس والتمحيص والتفكير والتأمل من أجل وضع المشروع الذي ينهض بالأمة ويحمي ويدافع عن المسجد الأقصى موضحا ان عملية تحرير فلسطين لا تتم والأمة غائبة ومنقسمة على نفسها لأن ذلك يساعد العدو الصهيوني المستكبر ويجعله يواصل سعيه لإيقاع الفتنة بين أبناء العالم الإسلامي.
وأضاف أن الصهيونية العالمية وأوروبا وأميركا ومجلس الأمن والأمم المتحدة تقف وراء إسرائيل فإذا ما دعونا إلى تأكيد الوحدة كسبيل لحماية القدس وتحرير فلسطين فهذا أمر من بديهيات الأمور وهذه الوحدة لن تقتصر على الوحدة الإسلامية وإنما تتعداها للوحدة الإنسانية والحضارية بين جميع المذاهب والطوائف من مسلمين ومسيحيين لتنصر كل قضايا المظلومين والمستضعفين في العالم.
الشيخ قبلان: سورية التي شكلت عصب حلف المقاومة والانتصارات تشكل اليوم أيضا حجر التوازنات في العالم وشريكا قويا في صناعة الانتصارات الكبرى
من جهته قال فضيلة الشيخ أحمد قبلان المفتي الجعفري الممتاز في كلمة علماء لبنان: إن الشام مرمى الأمم ومركز التوازنات في المنطقة لذا لابد أن يؤسس علماء بلاد الشام ذراعا صارخة لتؤرخ على نافذة القدس أن أول وجع العرب خلافهم على اعتبار دارها وأثمان مسارها وتلك أول الفتن على أن استحضار القدس من الشام يعني استحضار صراع الأمم وفرز المعسكرات وقسمة الملاحم وخريطة الحروب التي لا تنتهي إلا على أسوار القيامة فالقدس ستشكل دائما اختلاف الحق والباطل ومحور صراع الأمم والطموحات العابرة والخصومات التي توقد نيران خصومتها بالجثث والفتن والأشلاء.
وأضاف قبلان: إن الله تعالى وعد الذين آمنوا وصابروا وجاهدوا أنهم سيدخلون القدس دخول حرب وفتح بعد أن يسحقوا محتليها لتعود مئذنة السماء وقبة الأنبياء وشرف المجاهدين وقلادة الزعامات التي لا تطأطئ رأسها إلا لله تعالى.
20120410-203921.jpg
وقال: إن سورية التي شكلت عصب حلف المقاومة والانتصارات تشكل اليوم أيضا حجر التوازنات في العالم وشريكا قويا في صناعة الانتصارات الكبرى بدءا من هزيمة واشنطن المذلة في العراق والتي تهاوى على إثرها أكبر ميزان ردع استراتيجي وصولا إلى انتصارات تموز التي حولت تل أبيب من قوة فعل إلى طالب ضمانات ومن حرس لمصالح الغرب إلى عبء على الغرب ومصالحه.
وأضاف قبلان: إن إدخال حلف الناتو بساتر طموحات الشعوب العربية سيتحول إلى سايكس بيكو جديدة وما نراه اليوم في ليبيا وأشباهها خير دليل على ذلك مؤكدا أن تاريخ سورية المقاومة منذ تكونت لا يجيد إلا عقلية يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش والقائد الخالد حافظ الأسد والسيد الرئيس بشار الأسد الذين أرخوا للمقاومة دروسا فأخرجوا الحق عزيزا من المحن والبلاءات.
وأكد أن يد سورية لن ترفع الزناد في دفاعها عن فلسطين في وقت كانت فيها القدس تباع بخسا في مزادات بعض العرب والأتراك مشيرا إلى أن دمشق من القدس كالرأس من الجسد.
وأوضح قبلان أن التطورات الأخيرة تؤكد شلل يد الناتو وخسارته لمعظم أوراقه في ظل الإصلاحات التي تشهدها سورية والتفاف الشعب حول قيادته وتحمل الجيش والشعب والقيادة الاكلاف الصعبة في الدفاع عن موقع سورية ودورها وانبراء علماء الإسلام لكشف زيف مشيخات الفتن وتجار الأشلاء الذين للأسف حاولوا بكل ما استطاعوا تغطية شياطين الغرب بعباءة الإسلام الحنيف إضافة إلى الموقف الروسي الصيني الذي أكد معادلة العالم الجديد انتهاء بالدول الصديقة الأخرى التي أثبتت أنها مفخرة للأخلاقيات والدفاع عن القضايا العادلة.
ودعا قبلان من غرر بهم إلى أن يشاركوا في عميلة اصلاح سورية وتطويرها بعيدا عن أقنعة أستانة ومشيخات الفتنة لأنه ليس في عقل حلف الأطلسي إلا المذابح كمذابح سايكس بيكو.
الشيخ كتمتو: دمشق احتضنت أهل فلسطين منذ قدومهم من بلدهم الذي أخرجوا منه بغير حق وأعطتهم ما لم يعط شخص يقيم في أي بلد آخر
وقال الشيخ عبد الله كتمتو عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج إن دمشق احتضنت أهل فلسطين منذ قدومهم من بلدهم الذي أخرجوا منه بغير حق وأعطتهم ما لم يعط شخص يقيم في أي بلد آخر مضيفا أننا بحاجة إلى أن نطلق صرخة من أجل القدس من أرض المقاومة واحتضانها لتدوي في أصقاع هذا العالم على أن هذه الأمة لا يمكن أبداً أن تهدأ ولا أن تستقر دون كرامة أو حرية.
وأكد كتمتو أن الصرخة يجب أن تكون أولاً لحكام العالم الإسلامي وينبغي أن تصبح القضية الفلسطينية والقدس ليست مجرد ثقافة في وقت من الأوقات وليس في مناسبة من المناسبات بل يجب أن تكون القدس وفلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى كما يسطرون في كل أدبياتهم التي باتوا يغيرونها اليوم في دول الجوار وما حولها داعيا إلى الوقوف صفا واحدا في تقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي وتثبيت الحق كي لا تبقى فلسطين وحيدة في الميدان قائلا إن أردتم استحضار فلسطين والقدس فعليكم أن تجدوها وتوجدوها في كل مشاريعكم اليومية.
20120410-204040.jpg
وأضاف كتمتو: إن ما يفعل اليوم في القدس من تهويد يجب أن يدفعنا لا لأن نتكلم في الكلام السياسي عن حكم التهويد لفلسطين ولا أن نقول هل تهويد القدس وفلسطين جائز شرعاً أم غير جائز شرعاً.. وندخل في هذا الترف الفقهي فالمطلوب اليوم أن نرسخ فكرة نابعة من العقيدة أولاً ومن التاريخ ثانياً ومن الديمغرافية والجغرافية ثالثاً بأن هذه الأرض أرض مسلمة أبداً مهما تقادم عليها الزمن.
كما أشار كتمتو إلى ضرورة أن تصبح قضية فلسطين أحد مقررات الهيئات التعليمية والتدريسية في كل مستوياتها مستغربا أنه في يوم الأرض الذي مضى عليه أيام لم نسمع بلداً عربياً وإسلامياً يتحدث عنه ويقيم له أنشطة إلا سورية مؤكدا أن واجب الدعاة جميعاً نشر القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة وفضح مخططات الصهيونية والتأكيد على هوية القدس وعروبتها ومطالبة المجامع الفقهية والعلمية للقيام بدورها في إحياء الروح الإسلامية في الأمة وإصدار الفتاوى التي تلزم الأمة حكاماً ومحكومين بإنقاذ المسجد الأقصى والتأكيد على أن فلسطين والقدس وقف إسلامي ليست ملكاً للفلسطينيين وحدهم بل ملك للمسلمين عامة وللأجيال المسلمة إلى قيام الساعة.
وأكد كتمتو أن قضية فلسطين هي قضية الأمة لذلك نعلي الصرخة بهذه المفاهيم ونحمل المسؤولية وقال: نؤدي الشكر لهذا البلد المعطاء سورية التي تحتضن اليوم مؤتمر علماء بلاد الشام أكناف بيت المقدس حتى ننطلق من هذا البلد الذي يعطينا دروساً في المقاومة وننطلق إلى القدس محررين وفاتحين.
الدكتور سلطان: المعركة الحالية معركة ثقافية وعلينا كعلماء واجب أن نوعي الأمة وأن نفهمها أن هناك تيارا إسلاميا أمريكيا على الساحة
وقال الدكتور محمد هشام سلطان في كلمة علماء الأردن إن حدود بلاد الشام من تركيا إلى مصر من النيل إلى دجلة فسورية القديمة سورية الكبرى المقاومة للمشروع الصهيوني من النيل إلى الفرات والقدس الآن هي الشعار والمعركة فإما أن يكون هناك بقاء لسورية ولبلاد الشام وإما أن تكون لإسرائيل كما يقول الإسرائيليون لكن خسؤوا جميعا ما دامت هذه القلعة قائمة.
وأضاف سلطان: إننا الآن في موقف صعب لأن العلماء انقسموا إلى قسمين قسم من العلماء المزيفين الذين يسيرون حاليا وراء المشروع الصهيوني العربي ليحللوا ويحرموا ما شاء وقسم من العلماء النهضويين القوميين الوطنيين المسلمين الذين يحملون لواء المقاومة معربا عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر لعلماء المسلمين أجمع وأن يأتي إليه في المرة القادمة من كل البلاد الإسلامية لأننا نعيش في معركة علمية.
وأشار سلطان إلى أن المعركة الحالية معركة ثقافية وعلينا كعلماء واجب أن نوعي الأمة وأن نفهمها أن هناك تيارا إسلاميا أمريكيا على الساحة ليس ابن اليوم معتبرا أن الوهابية السلفية تسعى وتسير وراء المشروع الصهيوني وأن هناك أيضا حركات إسلامية تسير في نفس هذا المسار وقال كعلماء علينا أن نوضح هذا وأن نحمي الأمانة التي في أعناقنا ونوضح أن هناك معركة بين الحق والباطل والكل يعرف الحق الآن.
وبين الدكتور سلطان إنه ما دامت إسرائيل وأمريكا وعملاؤهم من قطر والسعودية ودول الخليج يسيرون في مسار واحد فهذا يعني أن الحق هو الذي يعادى ولهذا تعادى حاليا سورية لضربها وقصف بلاد الشام من أجل المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
وقال يجب علينا أن نحمي الرسالة وأن نقف مع سورية في محنتها التي تمر بها وندرك أن هناك مؤامرة ونعرف أن النار تصب من قطر إلى هذه الحركات الإسلامية ويمولونهم بالسلاح والمال وبكل شيء من أجل زعزعة هذا الوجود.
20120410-204115.jpg
واضاف سلطان: إن القدس تحتاج إلى عمل وقوة وهناك مؤتمرات كثيرة عن القدس وقبل أيام عقد مؤتمر عن القدس في قطر متسائلا كيف يعقد مؤتمر في قطر عن القدس وهي تعترف بإسرائيل ومؤكدا أنه على الدول التي تريد أن تنادي بالقدس قطع علاقاتها مع إسرائيل أولا ثم تتكلم عن القدس وأنه لا يجوز لأحد أن يتكلم عن القدس وعلاقته مستمرة مع إسرائيل.
وتابع أن الجامعة العربية التي أصدرت قرارات لمقاطعة سورية للأسف لم تصدر قرارا واحدا لمقاطعة إسرائيل أو بسحب سفير عربي من إسرائيل مؤكدا أن القدس تحتاج إلى بلد كسورية صامد قوي ونحتاج أيضا إلى أن يفهم الشعب السوري المغرر به أن هؤلاء يتكلمون باسم الإسلام وهم من الإسلام براء.
واستغرب قول بعض الحركات الإسلامية في القاهرة وتونس نحن نعترف باتفاقيات كامب ديفيد وقال كيف تكون هذه ثورات وهي تعترف بكامب ديفيد وفلسطين والقدس تحتاج إلى معركة سياسية اقتصادية عالمية وتحتاج إلينا جميعا كمسلمين وأن نكون كلنا معا ومع سورية في هذا الصمود وعلينا حمل هذه الرسالة.
وأضاف سلطان: إن قلوبنا في الأردن معكم لأننا نعرف الحق والباطل وهناك قوم لا يتكلمون عن إسرائيل ولا عن القدس بينما يتكلمون عن سورية وبعض الحركات الإسلامية تقول إن القضية الآن هي سورية وحولت مسارهم من قضية فلسطين إلى قضية سورية وجعلوا منها قضية لأنهم يعيشون بالمؤامرة الأمريكية الصهيونية الإسلامية ولكنهم ليسوا إسلاما ونسأل الله أن يتولد من هذا المؤتمر في هذا البلد المبارك وبلاد الشام التي نزل فيها 40 حديثا في فضائل الشام وستبقى صامدة وقلعة نضال حتى تتحرر بلاد الشام.
من جانبه قال عادل الحلواني مدير "مؤسسة القدس الدولية سورية" إن القدس تعرضت على مدى سنوات الاحتلال لهجمات مسعورة وفق برامج منظمة تهدف إلى تغيير معالمها واستئصال سكانها بغية تطهيرها من أصحابها وارتكب المحتل مجازر في القرى المجاورة للقدس وعلى رأسها دير ياسين ليرعب الناس ويفرغ القرى من ساكنيها ويمسح عن الوجود الشطر الغربي من مدينة القدس والقرى التابعة لها.
وأضاف إنه بعد نكسة حزيران كان إحراق المسجد الأقصى وبدأ مسلسل طويل من محاولات السيطرة على المنازل والأحياء والأوقاف الإسلامية والمسيحية والاعتداء على المقابر وانتهاج سياسة الاعتقالات والإبعاد والعبث بمناهج التعليم المدرسي ونشر المخدرات والإضرار بالخدمات الضرورية للناس لمحو الهوية العربية والإسلامية للمدينة وإفراغها من أهلها.
وقال الحلواني ما فتئت الاعتداءات تتوالى على المسجد الأقصى دون هوادة وكان منها زيارة التدنيس الشهيرة التي قام بها "شارون" لساحات المسجد الأقصى وانطلاق الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى عام 2000 وصولا إلى زيارات الجماعات اليهودية المتطرفة التي انتهكت حرمة مسجدنا المبارك في الآونة الأخيرة التي شهدت حفريات خطيرة أسفل المسجد وفي محيطه والعالم كله يرى ويسمع.
وأضاف الحلواني إن قضية القدس وفلسطين كانت في سورية التي تحتضن العمل الجماعي الإيجابي للأمة وهي تدفع الآن ما تدفع بسبب تلك المواقف المشرفة فكانت سورية أرضا خصبة لنشاطات المؤسسة التي تمول سنويا مشاريع في قطاع الإسكان والتعليم والصحة والمقدسات بملايين الدولارات لكن القدس تحتاج أكثر من هذا بكثير.
وأشار إلى تجربة مؤسسة القدس في تحفيز المجتمع الأهلي وتحريك شرائحه المختلفة وبيان أساليب الدعم المتنوعة وعقد الشراكات الحكومية داعيا المؤتمر لأن يكون فرصة تجمع الجهود العاملة لأجل القدس وتوحيدها وفق أعلى المعايير المهنية وان يكون همها العمل الدائم المتواصل للدفاع عن مدينة القدس المحتلة وتثبيت أهلها.
ولفت إلى أن اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني قدمت الكثير من الدعم للفلسطينيين بصمت ودون صخب كما هو شأن الناس المخلصين داعيا إلى العمل المؤسساتي الممنهج الحكومي والأهلي بهدف إطلاق آفاق الإبداع في ابتكار أساليب ذكية لنصرة القدس.
واقترح الحلواني على المؤتمر أن يتم إنشاء/رابطة علماء لأجل القدس/ تنظم جهود أهل العلم الشرعي في هذا المضمار لتنضم إلى جوار رابطة/أطباء لأجل القدس/ ورابطة /مهندسون لأجل القدس/ اللتين أطلقتهما المؤسسة قبل أكثر من عام علما أن الأدبيات المتعلقة بالرابطة متوفرة لدى مؤسسة القدس الدولية.
حضر افتتاح المؤتمر أحمد الأحمد الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب وفضل الله ناصر الدين الأمين العام للحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي والدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب التربية والتعليم العالي والدكتور رياض عصمت وزير الثقافة والدكتور عدنان محمود وزير الإعلام وحسان الصاري وزير الدولة ورؤساء وممثلو الطوائف المسيحية في سورية وعدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية ورئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة وعدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي والمفكرين وأساتذة الجامعات.
تشكيل اتحاد علماء بلاد الشام وانتخاب العلامة محمد سعيد رمضان البوطي رئيسا له
واستهلت الجلسة الأولى لمؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس أعمالها بتشكيل اتحاد علماء بلاد الشام وانتخاب العلامة محمد سعيد رمضان البوطي رئيسا له والسيد عباس الموسوي من لبنان والشيخ تيسير التميمي من فلسطين الذي لم يتمكن من حضور المؤتمر بسبب عرقلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي خروجه والشيخ الدكتور محمد هشام سلطان من الأردن نوابا له وعضوية ستين عالما 25 من سورية وعشرون من لبنان وعشرة من فلسطين وخمسة من الأردن.
وتحدث في الجلسة التي حملت عنوان /القدس والمسجد الأقصى/ كل من فضيلة الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور رئيس مجمع الفتح الإسلامي والدكتور توفيق البوطي نائب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق والشيخ مصطفى ملص عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان والباحث الشيخ كميل نصر والمؤرخ التاريخي الدكتور سهيل زكار حيث ركزت المحاور التي تناولها المتحدثون حول موضوعات /القدس قضية الامة الإسلامية ومسؤوليتها/ و /قضية القدس في ميزان القوانين والأعراف الدولية/ و/دور علماء الأمة في نصرة القدس/ و/دور سورية المقاوم والممانع في الدفاع عن القدس والأراضي العربية المحتلة/ إضافة إلى /تهويد القدس والانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى والمقدسات/.
ولفت المشاركون إلى دور سورية ودعمها لقضية فلسطين والذي تمثل في وقوف الشعب السوري مع إخوانهم في فلسطين في شتى الميادين وفي ثبات سورية ورفضها التفريط بأي حق للشعب الفلسطيني في استعادة حقه الكامل في أرضه وعدم التنازل عن أي حق في سيادة هذا الشعب على أرضه أو في حماية ورعاية مقدساته.
وأوضحت المداخلات أن التاريخ سجل موقف سورية من العدوان الظالم الذي شنه العدو الصهيوني ولا يزال ضد أهلنا في فلسطين منذ اليوم الأول للاحتلال ودعمها المستمر للمقاومة الشريفة ضد العدو الغاصب منذ فجر هذه المقاومة والحرص على توحيد كلمة فصائل المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني إضافة إلى امتزاج الدماء الزكية الفلسطينية والسورية التي ضحت لتسقي تراب فلسطين في مواجهة الطغيان الصهيوني.
وأكدت المداخلات أن قضية فلسطين يجب أن تبقى القضية المركزية للعالم الإسلامي وأنها ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ولا تملك أي جهة أيا كانت تدعي لنفسها الوصاية على هذه القضية تقديم التنازلات أو التفريط بذرة من تراب الأقصى أو تراب أي جزء من فلسطين معتبرة أن المسؤولية تجاه القدس تبدأ من عدم التفريط بأي شكل من الأشكال بحق الأمة في فلسطين وتنتهي بكل وسائل المقاومة للمشروع الصهيوني في اغتصابه الأرض وتشريد الشعب.
وأشارت إلى أنه ورغم محاولات تضليل الرأي العالمي والتحكم بالمنظمات الدولية إلا أن حق الأمم لا يتغير بقرار من منظمة جائرة منحازة وأن حقوق الأمم تبقى وستسترد بالتضحيات وبذل الجهود مؤكدة أن الحقوق تصان بوعي الأمة لمسؤولياتها التي تبدأ بإعادة التضامن والتلاحم بين شعوبها ودولها على محور واحد هو الهوية التي يجب المحافظة عليها وعدم التخلي عنها والحقوق الواجب صونها.
وأوضح المشاركون أن إشغال الشعوب والدول بقضايا داخلية هو أحد أبرز الأساليب التي تصرف طاقات الأمة عن توحيد وجهتها نحو قضيتها الأولى قضية بيت المقدس والمسجد الاقصى داعية إلى إدراك خطورة تبديد طاقات الأمة في مشاغل تصرفها عن قضيتها الأولى قضية فلسطين مؤكدة أن تمزيق الأمة وإضاعة مقدراتها وتشتيت صفوفها يعتبر تفويتا لأي فرصة يمكن أن تؤدي إلى جمع شملها وتحقيق وحدة كلمتها أو استعادة مقومات قوتها.
ودعا المشاركون جميع شعوب العالم الإسلامي وجميع الشعوب الحرة للدفاع عن الحق والعدالة مطالبة المنظمات الدولية بالعمل بصدق وإخلاص على تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات في أرض فلسطين من العدوان الصهيوني الجائر الذي تتكرر من خلاله جرائم تدنيس المسجد الأقصى وسائر المقدسات والاعتداء عليها وإقامة المشاريع التي تهدد سلامة أبنيتها.
كما أكد المشاركون في مداخلاتهم أنه على علماء الأمة وفي مقدمتهم علماء بلاد الشام أن تتضافر طاقاتهم لجمع شمل الأمة وتوحيد طاقاتها لنصرة قضية فلسطين والقدس واتخاذ كل الوسائل المتاحة في سبيل ذلك معربين عن أملهم في نجاح المسعى لنصرة القدس وجمع شمل الأمة لتحقيق أهدافها في سبيل ذلك.
وبين المشاركون أهمية عودة الأمة الإسلامية إلى مكانتها الطبيعية وإدراكها أن وجودها ومصيرها وكرامتها مرتبط بوجود الأقصى وكرامته وعزته مؤكدة أنه لا وجود لهذه الأمة ولا عزة ولا كرامة لها والمسجد الأقصى يستغيث ويستصرخ من كيد الصهاينة الذين دنسوه.
واستعرض المشاركون تاريخ مدينة القدس والقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي قوبلت من الكيان الصهيوني بتصعيد ممارساته التعسفية بحق الشعب الفلسطيني والتصرف من قبل هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين تصرف الدولة ذات السيادة لا المحتلة والغاصبة من خلال تغيير الواقعين الجغرافي والديموغرافي وإصدار العديد من القوانين التي تضمن لها السيطرة على القدس فضلا عن إجراءاتها شديدة القسوة تجاه الشعب الفلسطيني والمخالفة للأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية مؤكدين أن ما يساعد إسرائيل في التمادي في إجراءاتها القمعية والتهويدية للقدس الدعم الأمريكي المطلق لها والضعف والصمت العربي تجاه هذا الموضوع.
واعتبر المشاركون أن القضية الفلسطينية شكلت أكبر تحد واجهته الأمتين العربية والإسلامية وأن ما ساعد على ذلك هو وجود شرخ فكري واجتماعي وديني تمثل باللعب بالورقة الطائفية تنفيذا لمهمة جمعية التبشير الصهيونية التي تقول إن مهمتها إخراج المسلم من الإسلام ليصبح لا صلة له بالله مشيرين إلى أن حكام الخليج ينفذون هذه المقولة الصهيونية حيث ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لمخطط ينال من فلسطين الجريحة والوطن العربي واليوم من سورية دولة وحضارة ودورا.
كما بينوا أن المتصهينين اصطفوا في المؤامرة التي تحاك ضد سورية واشغلوها ردحا طويلا من الزمن بمجابهات داخلية في الوقت الذي أضحى ما يحصل في الأقصى والقدس من تهويد وتشريد ودمار منسيا لافتين إلى خلق الصهيونية للعرب أعداء وهميين لتحويل الأنظار عن العدو الأساسي وهو إسرائيل ومن يقف بجانبها من أدوات تستخدمها متى تشاء.
وأكدوا أن ما يحصل اليوم في ما سمي الربيع العربي من قتل ودمار وتمثيل بالجثث وتخريب للاقتصاد وتمزيق للحمة الوطنية التي طالما نعمنا بها هو خير دليل على أن المدبرين لذلك لا ينتمون إلى هذا العصر بل إلى عصور الانحطاط والرجعية داعين إلى شحذ الأفكار والهمم والتعاضد والتعاون لمناصرة القدس وتحرير الاراضي العربية المحتلة كافة.
الجلسة الثانية تناقش أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ومحاولة النيل من مواقفها الوطنية والقومية
وناقش المشاركون في الجلسة الثانية أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ومحاولة النيل من مواقفها الوطنية والقومية ودور الفكر التكفيري والفتاوى التحريضية والطائفية وخطرها على وحدة الأمة وتوحيد جهود علماء بلاد الشام في مكافحة التطرف والطائفية والتحديات التي تهدد وحدة الأمة وسبل مواجهتها من قبل علماء بلاد الشام.
وقال الشيخ محمد شريف الصواف المشرف على مجمع كفتارو: إن الاسلام مشروع حضاري تنموي يملك أسباب النجاح والرؤية الاستراتيجية والخطوات المرحلية وشمولية الحل وهو مخطط للصلاح والإصلاح استطاع أن يصنع حضارة إنسانية كانت نقطة مضيئة في تاريخ الانسانية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي اعترضته منذ بزوغ فجره.
وأضاف.. إن الأمة الإسلامية ومشروعها الحضاري تواجه اليوم أخطارا كبيرة لا تقل عن الأخطار التي واجهتها في بداية انطلاقتها الحضارية الاولى لافتا إلى ضرورة فهم التحديات ووضع خطط سليمة لمواجهتها ودور العلماء والمفكرين في وضع الحلول العملية لها.
ولفت الصواف إلى التحديات الخارجية التي تعترض الأمة من خلال تكالب أعدائها وتحالفهم لنهب ثرواتها ومخططات التقسيم التي تلوح في الافق لزيادة شرذمتها وبث الروح الطائفية والعرقية وتصدير الفتاوى والتزييف والتهويل الاعلامي والغزو الفكري من خلال العناوين البراقة كالديمقراطية والحرية.
20120410-220206.jpg
وقال: إن هذه التحديات يضاف إليها مجموعة من المشكلات والمعوقات الداخلية كازدياد الفقر وغياب مناهج التنمية الاقتصادية وخطط التأهيل والترشيد وازدياد نسب البطالة وعدم إيجاد حل لمشاكل الامية والتخلف الحضاري وتوجه المجتمع إلى الاستهلاك بدلا من الاعتماد على الانتاج الوطني والتعصب الفكري والعرقي والديني وغياب لغة الحوار وقبول الآخر وظهور بعض الفتاوى ووسائل الاعلام الطائفية وغياب القيم الاسلامية وعدم فهم وتطبيق التشريعات الاقتصادية والسياسية وما يتعلق بفقه الحياة الاجتماعية وآدابها وأخلاقها موضحا أن هذه الاسباب تدفع العلماء إلى بعث دورهم في تربية واعداد الامة وتفعيل دورها في قيادة العالم بما فيه خير الشعوب.
ولفت الصواف إلى أن مواجهة هذه التحديات يجب أن تنطلق من التأكيد على أن الصراع العربي الاسلامي مع الصهيونية هو التحدي الخارجي الاكبر للامة وضرورة التنبه من المشاريع الاعلامية والسياسية التي تهدف الى تهميش هذا الصراع وصناعة اعداء افتراضيين في الداخل والخارج لشغل الامة عن عدوها المتربص بها داعيا إلى تجديد وتصحيح المفاهيم الاسلامية الغائبة والتأكيد على أن الاسلام مشروع حياة وشريعة كاملة استطاعت النهوض بالامة في جوانبها المتعددة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضرورة العمل على اعادة المنبر الى دوره الحقيقي في التربية والتوجيه ومعالجة القضايا المعاصرة باعتباره وسيلة اعلامية وتربوية اضافة الى توسيع دائرة مشاركة العلماء في صناعة القرار وإيجاد الحلول للمشاكل التي تتعرض لها الامة.
وأكد الصواف أن علماء بلاد الشام تميزوا بالوسطية والاعتدال ونضوج الفكر والرؤية وجمعوا بين العلم والعمل والدعوة العملية والجهاد في كل ميادين الحياة وكانت لهم اليد الطولى في خدمة تراث الامة وتنقيته الامر الذي يضع العلماء وطلاب العلم والدعاة والامناء على هذه الرسالة امام مسؤوليات كبيرة تقع على عاتقهم.

بدوره أوضح الشيخ علي خازم أمين سر مجلس الامناء لتجمع العلماء المسلمين في لبنان مسؤولية علماء بلاد الشام في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية وقال: إن العنوان الحقيقي للمؤامرة هو إنهاء مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وقتل روح الجهاد في الامة حيث إن سورية تشكل الحلقة الأقوى الباقية على مستوى الحكومات العربية التي تخاذلت جميعها وقررت الغياب عن هذه الساحة.
وقال: إن الاستقرار في سورية يمنع فتنة التقسيم الداخلي ويمنع الحالمين بالخضوع لاسرائيل من تحقيق أهداف المستعمرين وإن علماء الدين مدعوون لتحديد دورهم ووظائفهم على هذا الأساس لتجنب الخراب.
وأشار إلى أن أكثر الوجوه الداعية إلى التغيير في سورية من مواطن اقامتها في الخارج كشفت عن توافقها مع مخططي التقسيم الطائفي وحفظ امن اسرائيل بالقول والفعل وقال.. إن وسائل الاعلام تقدم بشكل واضح صورا عن علماء الدين الاسلامي بما ينعكس سلبا على صورة الاسلام وإن هذا الاداء في صورته الظاهرة عبر الاعلام الموجه ضد سورية يعكس حقيقة الباس لبوس الدين للمواقف السياسية لحكام البلاد التي ينطلق منها.
وأضاف.. إن انغماس العلماء واشباههم ومواقفهم فيما يجري في سورية من تشدد ودعوات دموية لا تفتقر إلى الحد الأدنى من العلم بل إنها ومع الأسف افتقدت الحد الادنى من الاخلاق العلمائية.
وأوضح أن هؤلاء أسقطوا حرمة علماء سورية وفيهم من تشهد لهم سيرتهم العلمية والعملية وسمحوا لانفسهم بالتدخل في الشأن السوري دون أدنى اعتبار للعلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي ورؤيتهم لما يجري في بلدهم متسائلا كيف كان هذا الامر ليمر لو تم عكس الصورة.
من جانبه قال مدير أوقاف حلب الدكتور أحمد عيسى محمد: إن الواقع العالمي اليوم يتطلب ترسيخ الفكر الوسطي من خلال الالتزام بالتعاليم الاسلامية قولا وفعلا وخاصة في ظل انتشار الفكر التكفيري الذي جلب على الامة الكثير من المصائب مضيفا إن محاربة مظاهر التشدد والغلو ونبذ الاخر والتفرقة الطائفية تأتي من خلال فتح الباب لتلقي العلم الشرعي الصافي عن العلماء العاملين المخلصين ودعم ذلك وتشجيعه وافتتاح كليات العلوم الشرعية في الجامعات لأن الإسلام الوسطي في بلاد الشام هو الذي يجب أن يصدر إلى العالم أجمع لأنه المعبر القوي عن حقائق الدين ولبابه.
وأوضح أن محاربة الجهل الذي يكمن وراء التشدد والتكفير لاتكون إلا بنشر العلم حيث إن التكفيرين انطلقوا من مبادئ فاسدة مثل تضييقهم للعذر بالجهل او نفيهم له وقد نتج عن هذا المنهج الفاسد التوسع في التكفير وسفك دماء المسلمين في ظل عدم اللجوء إلى قاعدة درء الحدود بالشبهات كما نتج عن هذا المنهج الشدة والغلظة والجهل بالواقع لافتا إلى أن الشرع عظم اعراض المسلمين ودماءهم.
وأشار إلى أن الاعتدال والتطرف رهن بالمناخ المحيط والظروف التي يعيشها المسلمون مؤكدا أن هناك فرقا بين الاسلام القائم على مبادئ القيم والعدل والحضارة وبين المسلمين الذين فهموا الإسلام من مدخلات أخرى كالثقافة والبيئة وطريقة الفهم والجو المحيط الأمر الذي أسهم بإنتاج أحكام مختلفة للإسلام.
وقال: إن الاسلام بدعوته الصادقة إلى إلغاء القوميات والعرقيات ومقاومة اللبنات الضعيفة هو الأمل الحقيقي في إفشال مخططات التجزئة والانفصال مؤكدا أنه لا يمكن لأي مسلم أن يقر بالسياسات الاستعمارية في سورية التي تحرض على تشجيع الفتنة وتنمية بذور الفرقة بين افراد المجتمع الواحد والمتعايش بالاعتماد على شعارات خاطئة ومشبوهة ومتخفية وراء قرارات أممية تتحكم في تفسيرها وتاويلها وتجعلها اداتها القانونية للتدخل في الشؤون الداخلية في سورية لنشر الفوضى والانقسام.
بدوره أكد السيد عباس علي الموسوي عضو مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين يتمثل بالمقاومة المسلحة لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمها وقال ان الاحتلال يحاول اختراق نهج المقاومة والدول الممانعة عبر ادواته المتمثلة في وسائل الاعلام المأجورة التي حولت قضية فلسطين إلى شأن هامشي وسخرت اخبارها لتشويه الحقائق وبث الفرقة.
وأضاف.. إن أقسى ما يمر على أمتنا من المحيط إلى الخليج التي تعيش الفوضى والاضطراب هو الاختلافات التي تستند إلى غطاء شرعي عبر فتاوى التكفير التي تفوح منها رائحة الدماء لافتا إلى أن أهم مهمات العلماء تصب في توحيد الامة ولم شملها وجمع كلمتها وإن أول خطوة في هذا المجال تأتي في توحيد العلماء واتفاقهم وتحديد الاولويات.
وأكد أهمية أن يقبل العلماء بعضهم البعض ودعم المقاومة وإسقاط من يتصدى للفتوى وهو غير مؤهل لها ورد المسرفين في الفتوى وخصوصا أولئك الذين يتصدون لها على شاشات التلفزيون دون رعاية لمصالح الامة او اهتمام بشوءونها ومصالحها إضافة إلى مواجهة كل ما يضر بوحدة المسلمين خصوصا من دعاة الفتنة المذهبية الذين لا يمكنهم العيش الا في اجواء الفوضى واسالة الدماء وقتل الابرياء الذين سخروا وسائل الاعلام واستغلوها لهذا الهدف البغيض.
المؤتمر يدعو للوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى ويؤيد النهج الوطني لسورية للحفاظ على وحدة أرضها في ظل المؤامرات المتتالية التي تحاك ضدها ويثمن مواقفها من القضية الفلسطينية
ودعا المؤتمر الفعاليات العربية والإسلامية إلى الوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى ضمن خطة مدروسة والقيام بخطوات عملية تتخطى البيانات والدراسات ودعوة وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة ونشر ثقافة الوعي والتصدي لكل أشكال البغي والظلم والإساءة لفلسطين ومقدساتها.
وأكد المشاركون في توصياتهم الصادرة في ختام أعمال مؤتمرهم أن الصمت العربي والعالمي المريب تجاه ما يجري في القدس وخاصة المسجد الأقصى هو مشاركة في الجرائم التي ترتكب بحقه ما يفرض العمل على تصعيد الحملة الجماهيرية في أنحاء العالم العربي والإسلامي لإعادة القدس إلى مكانتها في صدارة أولويات تحرك المسلمين في العالم.
وشدد المشاركون على رفض الإرهاب بكل أشكاله وأساليبه وضرورة التفريق بينه وبين المقاومة المشروعة وإبعاد تهمة الإرهاب عن المقاومة المشروعة بشكل كلي والعمل على فضح الجرائم الظالمة التي يمارسها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ومقاومة هذا الظلم بكل الوسائل المتاحة.
وطالب المشاركون علماء الأمتين العربية والإسلامية بإحياء ثقافة المقاومة المشروعة بين الشعوب دفاعا عن الحقوق والأراضي والمقدسات المحتلة وتكريس الخطاب الديني العام إلى دعم المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان السوري المحتل وذلك باعتبار المقاومة الحل الوحيد المرتجى في الصراع مع الاحتلال الصهيوني الغاصب وتوضيح حقيقة الصراع العربي الصهيوني وأبعاده الاستعمارية وأهدافه الاستيطانية.
كما دعوا وسائل الاعلام العربية والاسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة وأساليبهم في زرع الفتن والشقاق بين أبناء الدين الواحد والعمل على بيان أهمية الوحدة والائتلاف ونبذ التفرقة والاختلاف وخصوصا ضمن هذه الفوضى الإعلامية في بعض القنوات الفضائية التي تثير النعرات الطائفية والدينية وتزرع الفرقة في جسد الأمة الواحد والتحذير من الانسياق وراء هذه الدعوات المغرضة التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة ودعوة هذه القنوات إلى التحلي بالجدية والواقعية والمصداقية وتفعيل دورها في حشد الأمة لقضايا مشتركة تحقق المصلحة للجميع.
20120410-220124.jpg
وأكد المشاركون حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة الوسائل والسبل واعتبار هذا الحق حقا مشروعا أقرته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وأن نصرة المقاومة في فلسطين واجب شرعي وإنساني.
وعبر العلماء عن استنكارهم ورفضهم لما يتعرض له العلماء في فلسطين المحتلة من استدعاء للتحقيق والاعتقال داعين إلى توفير حصانة حقيقية دولية لعلماء الدين في فلسطين إلى جانب الابتعاد عن التعرض لما يثير الفتن والشحناء والتباغض والفرقة والعمل على تفويت الفرصة على الذين يكرسون جهودهم وطاقاتهم لبث الفرقة بين شعوب الأمة لإضعاف مقومات الأمة الاسلامية وثوابتها والنيل من مقدراتها وثرواتها الأمر الذي ينعكس سلبا على الأمن المجتمعي والقومي ويعود بالنفع على أعداء أمتنا.
كما طالبوا الحكومات العربية والإسلامية بالخصوص وسائر الحكومات الأخرى باستصدار القوانين اللازمة التي توجب احترام المقدسات الدينية لجميع الأديان ومحاسبة الإعلام المفرق والتصدي له وترسيخ فقه الأزمات والشدائد لمواجهة الحصار والظلم الواقع على بلدان عديدة في الوطن العربي وخاصة في فلسطين ويشمل ذلك دور المنبر في مواجهة الأزمات التي تصيب الأمة والالتزام بهدي الله ورسوله تجاه النوازل والملمات والدعوة إلى الأخلاقيات الواجب التمسك بها في الأزمات.
ودعوا أبناء الأمتين العربية والاسلامية إلى مزيد من العمل الجاد لجمع الكلمة ووحدة الصف والتمسك بوحدة الامة وأهدافها وأراضيها والعمل ضمن منظومة واحدة بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية لمواجهة محاولة زرع الفتن الطائفية وتمزيق أوصال الأمة.
وأيد المشاركون النهج الوطني لسورية في العمل الجاد للحفاظ على وحدة أرضها في ظل المؤامرات المتتالية التي تحاك ضدها والمحاولات المتكررة التي تهدف للنيل من استقرارها وأمن شعبها وضمن ما يحاك من مؤامرات وأبعاد الكيد والعداوة للإسلام والمسلمين وجوانب الغزو الفكري والثقافي والعلمي.
واستنكر المشاركون الفتاوى التحريضية والطائفية الصادرة عن بعض علماء المسلمين في الدول العربية واعتبروها مسيئة للعلماء وطلبة العلم والشرائع السماوية ولا تتفق مع مبادئ الإسلام وأحكامه المبنية على فقه الواقع والمقاصد العامة والخاصة وليس ما تمليه المصالح الشخصية أو مقاصد الأعداء معتبرين أنه كان من الأجدى والأحرى بدلا من هذا التحريض المباشر واللهجة الدموية في الخطاب الديني أن يذكروا الناس جميعا في سورية وعلى مختلف فئاتهم وشرائحهم وطوائفهم وشرائعهم بأهمية حقن الدماء والخروج من الأزمة.
20120410-220321.jpg
وكما أكدوا رفضهم لما تقوم به القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية المغرضة التي تغذي أفكار الفتنة وتشجع على القتل وسفك الدماء البريئة وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في سورية معتمدة في ذلك على فتاوى التحريض والقتل محذرين من الانسياق وراء هذه الدعوات المغرضة التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة مطالبين هذه القنوات وغيرها بالتحلي بالجدية والواقعية والمصداقية.
وحملوا علماء الأمة ودعاتها مسؤولية الكلمة والموقف تجاه ما يجري في سورية وما تتعرض له مذكرين بأبرز مهام العلماء والدعاة والتي تتجلى في العودة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يجعلوا من أنفسهم قضاة على العباد أو أعوانا أو أدوات لتنفيذ ما يجتمع عليه الغرب وأتباعه من إرادة لتدمير البلاد وتفريق وتشتيت العباد.
وأوضحوا أن واجب علماء الأمة بيان الموقف السديد تجاه تطورات الأحداث في سورية وذلك انطلاقا من الإحساس بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم لهذا محملين أصحاب الفتاوى المضللة المغرضة مسؤولية الكلمة والموقف أمام الله والشعوب والتاريخ.
وأدان المشاركون الأعمال الإرهابية التخريبية التي تحدث في سورية والتي راح ضحيتها الكثير من المواطنين الأبرياء مؤكدين أن هذه الأعمال منافية لما جاءت به الشرائع السماوية والأخلاق الإنسانية وأنها لا تزيد أبناء الأمة إلا ثباتا على الحق ولن تكون إلا دافعا لمزيد من الإصرار على تجاوز المحنة التي تمر بها سورية.
وأكدوا رفضهم لكل أنواع التطرف والغلو والإرهاب الممنهج الذي تتعرض له سورية والذي يتمثل بعمليات إجرامية لتنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية وغيرها من المسميات موضحين أن هذه التنظيمات والجماعات تخدم مصالح معادية للإسلام والمسلمين.
كما شددوا على عدم استغلال الخطاب الديني لخدمة اتجاهات سياسية شخصية أو فئوية انتمائية وعدم استغلال عواطف الناس لتمرير افكار لا تعبر عن منهج الإسلام الصحيح في التعامل مع الوقائع والمسائل مشيرين إلى أن مثل هذه الأفكار التي قد تحمل أجندات سياسية هي في الواقع مدخل للتدخل الخارجي المحرم في شؤون البلاد الداخلية.
ولفتوا إلى أن الاستهداف المستمر من قبل أعداء الأمة لسورية هو بسبب مواقفها الثابتة في وجه المؤامرات التي تحيكها أمريكا والكيان الصهيوني ومن يعمل على تحقيق أهدافهما ودعمها المتواصل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرهما من حركات التحرر في العالم.
وأكد ضرورة إعطاء الفرصة الحقيقية لتنفيذ وتفعيل الإصلاحات الجارية في سورية على أرض الواقع وحث المعارضة على إلقاء السلاح واللجوء إلى الحوار لمد جسور التواصل للمشاركة الحقيقية الصادقة في بناء الدولة ورقيها وتقدمها لأن من أهم أهداف المؤامرة التي تتعرض لها سورية هو إضعاف محور المقاومة وليس الوصول إلى إصلاحات ومطالب محقة فالذي يريد الاصلاح لا يحمل السلاح.
ونوه المشاركون بالمواقف المقاومة والشجاعة لسورية حكومة وشعبا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد من القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال تحملها واجبا مقدسا لتبقى القضية الفلسطينية القضية الرئيسة لها حتى انتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
كما صدر عن المؤتمر بيان تلاه الدكتور الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف جاء فيه.. إذا كان الدعاة هم ورثة الأنبياء في الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى الناس فما أجدرهم في اقتباس شمائلهم والاقتداء بهداهم كي تظل هذه الوظيفة قائمة بين الناس فيوجد من يدعوهم إذا غفلوا أو تشددوا ويذكرهم إذا نسوا وبالمقابل يعينهم إذا تذكروا ويأمرهم بالمعروف إذا استقاموا وينهاهم عن المنكر إذا انحرفوا.
كما جاء في البيان.. حيث ان الظروف الراهنة والمؤامرات الخطيرة التي تحاك ضد أمتنا وشامنا وعروبتنا وإسلامنا تحتاج إلى وقفة دعاة يفهمون الإسلام فهما سليما ويسعون في إيصاله إلى أبناء الأمة بعيدا عن التشويه والتحريف والتقوقع وبما يتفق مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه الممتلئ بالفتن الجسام ونظرا لكون بلاد الشام هي منطلق الدعوة إلى الله ولما يحمله عملاء بلاد الشام عبر التاريخ من منهج وسطي معتدل ولدورهم الرائد في تنمية التفاهم والتقارب وتعزيز الحوار بين أتباع المذاهب المختلفة وللمكانة العلمية والدينية الرفيعة التي تبوأها علماء بلاد الشام ولم شمل أبناء الوطن الواحد والتنبيه إلى خطورة وأبعاد ما يجري في المنطقة عموما وسورية خصوصا من أحداث لا تخدم إلا أعداءنا وتنعكس سلبا على قضايانا الخارجية وحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدعوية وغيرها في مقابل الأصوات التي ظهرت مع الأسف من بعض الدول العربية والتي تمثل رموزا دينية ودعوية دعمت وأيدت وأفتت بالقتل والتخريب بحق الشعب العربي السوري ولم تقف موقف المنصف والمصلح القوام بالقسط كما أمر الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ونظرا لمكانة بلاد الشام ومعالمها التاريخية والدينية والعلمية على مر التاريخ وخاصة المسجد الأقصى المبارك وجامع بني أمية الكبير بدمشق حيث أضحى منارة للعلم والعلماء وموئلا لطلاب العلم والزائرين من كل مكان.
وأضاف البيان.. إن ما سبق يؤكد الأهمية الملقاة على عاتق العلماء عموما وعلماء بلاد الشام خصوصا بصدد تحقيق وتفعيل وترسيخ ما تم الإشارة إليه ولاسيما في أوقات الأزمات والملمات حيث إن يقظة الأمة لا تكون إلا بالوعي ولا يكتمل لها هذا الدور إلا من خلال العلماء وأهل الوعي مشيرا إلى أنه وتفعيلا للدور المحوري الهام لعلماء بلاد الشام أجمع المؤتمرون على تشكيل تجمع علمائي باسم اتحاد علماء بلاد الشام وتم انتخاب الهيئة التأسيسية للاتحاد من 60 عالما وانتخبت الهيئة التأسيسية مكتبا تنفيذيا وقد انتخب المؤتمر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيسا لاتحاد علماء بلاد الشام ونوابا للرئيس هم سماحة السيد سماحة عباس الموسوي من لبنان الشقيق وفضيلة الدكتور الشيخ تيسير التميمي من فلسطين وفضيلة الشيخ محمد هشام سلطان من الأردن الشقيق وسوف يصدر النظام الداخلي للاتحاد لاحقا. 
إضافة من موقع الإنتقاد : 
 
توصيات المؤتمر

وفي ختام أعمال المؤتمر خرج المؤتمرون بالتوصيات التالية :

1 - يتوجه المشاركون إلى كافة الفعاليات داخل المجتمعات العربية والإسلامية للوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى ضمن خطة مدروسة والقيام بخطوات عملية تتخطى البيانات والدراسات، ودعوة وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة ونشر ثقافة الوعي والتصدي لكل أشكال البغي والظلم والإساءة لفلسطين ومقدساتها.
2 - يؤكد المشاركون على أن الصمت العربي والعالمي المريب تجاه ما يجري في القدس وخاصة المسجد الأقصى هو مشاركة في الجرائم التي ترتكب بحقه، مما يفرض العمل على تصعيد الحملة الجماهيرية في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي لنعيد للقدس مكانتها في صدارة أولويات تحرك المسلمين في العالم.
3 - رفض الإرهاب بكل أشكاله وأساليبه وضرورة التفرقة بينه وبين المقاومة المشروعة وإبعاد تهمة الإرهاب عن المقاومة المشروعة بشكل كلي، والعمل على فضح الجرائم الظالمة التي يمارسها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ومقاومة هذا الظلم بكل الوسائل المتاحة.
4 - دعوة علماء الأمتين العربية والإسلامية إلى إحياء ثقافة المقاومة المشروعة بين الشعوب دفاعا عن الحقوق والأراضي والمقدسات المحتلة، وتكريس الخطاب الديني العام إلى دعم المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان، وذلك باعتبار المقاومة الحل الوحيد المرتجى في الصراع مع الاحتلال الصهيوني الغاصب، وتوضيح حقيقة الصراع العربي الصهيوني وأبعاده الاستعمارية وأهدافه الاستيطانية .
5 - دعوة وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة وأساليبهم في زرع الفتن والشقاق بين أبناء الدين الواحد، والعمل على بيان أهمية الوحدة والائتلاف ونبذ التفرّق والاختلاف، خصوصاً ضمن هذه الفوضى الإعلامية في بعض القنـوات الفضائية التي تثير النعرات الطائفيّة والدينيّة، وتزرع الفرقة في جسد الأمة الواحد، والتحذِّير من الانسياق وراء هذه الدعوات المغرضة التي لا يفيد منها إلا أعداء الأمة، ودعوة هذه القنوات إلى التحلي بالجدية والواقعية والمصداقية، وتفعيل دورها في حشد الأمة لقضايا مشتركة تحقق المصلحة للجميع .
6 - تأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة الوسائل والسبل، وأن هذا الحق هو حق مشروع أقرته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، وإن نصرة المقاومة في فلسطين واجب شرعي وإنساني.
7 - يرفض العلماء المشاركون في المؤتمر ويستنكرون ما يتعرض له العلماء في فلسطين المحتلة من استدعاء للتحقيق والاعتقال ويدعون لتوفير حصانة حقيقية دولية لعلماء الدين في فلسطين.
8- دعوة جميع أفراد الأمة إلى الابتعاد عن التعرض لما يثير الفتن والشَّحناء والتَّباغض والفرقة، والعمل على تفويت الفرصة على الذين يكرسون جهودهم وطاقاتهم لبث الفرقة بين شعوب الأمة، لإضعاف مقومات الأمة الإسلامية وثوابتها والنيل من مقدراتها وثرواتها، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأمن المجتمعي والقومي، ويعود بالنفع على أعداء أمتنا.
9 - يطالب المؤتمرون الحكومات العربية والإسلامية بالخصوص وسائر الحكومات الأخرى باستصدار القوانين اللازمة التي توجب احترام المقدسات الدينية لجميع الأديان ومحاسبة الإعلام المفرق، والتصدي له.
10- ترسيخ فقه الأزمات والشدائد لمواجهة الحصار والظلم الواقع على بلدان عديدة في الوطن العربي خاصة في فلسطين ويشمل ذلك دور المنبر في مواجهة الأزمات التي تصيب الأمة والالتزام بهدي الله ورسوله تجاه النوازل والملمات والدعوة إلى الأخلاقيات الواجب التمسك بها في الأزمات.
11 - دعوة أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى المزيد من العمل الجاد لجمع الكلمة ووحدة الصف والتمسك بوحدة الأمة ووحدة أهدافها ووحدة أراضيها، والعمل ضمن منظومة واحدة بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية لمواجهة محاولة زرع الفتن الطائفية وتمزيق أوصال الأمة.
12 - ضمن ما يحاك من مؤامرات، وأبعاد الكيد والعداوة للإسلام والمسلمين، وجوانب الغزو الفكري، والثقافي والعلمي، يؤيد المشاركون المنهج الوطني لسورية في العمل الجاد للحفاظ على وحدة أرضها، ذلك في ظل المؤامرات المتتالية التي تحاك ضدها، والمحاولات المتكررة التي تهدف النيل من استقرارها وأمن أفرادها .

13- المشاركون في المؤتمر يستنكرون الفتاوى التحريضية والطائفية الصادرة عن بعض علماء المسلمين في الدول العربية، وتعتبرها فتاوى مسيئة للعلماء وطلبة العلم وللشرائع، وأنها لا تتفق مع مبادئ الإسلام وأحكامه المبنيَّة على فقه الواقع والمقاصد العامة والخاصة، وليس ما تمليه المصالح الشخصية أو مقاصد الأعداء، وقد كان من الأجدى والأحرى بدلاً من هذا التَّحريض المباشر، واللَّهجة الدَّمويَّة في الخطاب الديني أن يُذكِّروا الناس جميعاً في سورية وعلى مختلف فئاتهم وشرائحهم وطوائفهم وشرائعهم بأهميَّة حقن الدماء والخروج من الأزمة.
14 - يرفض المشاركون في المؤتمر ما تقوم به القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية المغرضة التي تغذي أفكار الفتنة، وتشجع على القتل وسفك الدماء البريئة، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في سورية معتمدة في ذلك على فتاوى التحريض والقتل، وإن المشاركين يحذرون من الانسياق وراء هذه الدعوات المغرضة التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة. ويطالبون هذه القنوات وغيرها التحلي بالجدية والواقعية والمصداقية.
15- يحمِّل المشاركون في المؤتمر علماء الأمة ودعاتها مسؤولية الكلمة والموقف تجاه ما يجري في سورية وما تتعرض له، ويذكِّرون بأبرز مهام العلماء والدعاة والتي تتجلى في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وألا يجعلوا من أنفسهم قضاة على العباد أو أعواناً وأدوات لتنفيذ ما يجتمع عليه الغرب وأتباعه من إرادة لتدمير البلاد وتفريق وتشتيت العباد.
16 - التأكيد على أن من واجب علماء الأمة بيان الموقف السديد تجاه تطورات الأحداث في سورية، وذلك انطلاقاً من الإحساس بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم، لهذا فإن المشاركين في المؤتمر يحمِّلون أصحاب الفتاوى المضللة المغرضة مسؤولية الكلمة والموقف أمام الله والشعوب والتاريخ.

17 - المشاركون في المؤتمر يدينون الأعمال الإرهابية التخريبية التي تحدث في سورية وذهب ضحيَّتها مئات المواطنين الأبرياء، ويعدُّونها منافية لما جاءت به الشرائع السماوية، والأخلاق الإنسانية، وأن هذه الأعمال الإجرامية لا تزيد أبناء الأمة إلا ثباتاً على الحق، ولن تكون إلا دافعاً للمزيد من الإصرار على تجاوز المحنة التي يمر بها بلدنا الحبيب .

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون