تاريخ النشر : 2011-11-10
غزة - دنيا الوطن
الطاهر الهاشمى الأمين العام لاتحاد قوى آل البيت ونقيب الأشراف بالبحيرة والأمين العام للطريقة الهاشمية الشاذلية وعضو العشيرة المحمدية، كشف فى حواره لـ"اليوم السابع" عن أساليب التعذيب التى مارسها جهاز أمن الدولة المنحل ضد الشيعة بمصر، مؤكدًا أنه لا يوجد أى خلاف عقائدى بين الشيعة والسنة أبداً، فهم متفقون فى توحيد الله وتنزيهه سبحانه وتعالى، وأن النبى هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل البيت هم أهل البيت، والصحابة هم الصحابة، والكعبة هى الكعبة، ومقام الرسول هو مقام الرسول، وبيت المقدس هو بيت المقدس، ولكن الخلاف بينهما، كما قال فضيلة المفتى، يتضمن 5 فى المائة فقط من الفروع، مثل الوضوء، وبعض الألفاظ فى الصلاة، وبعض الكلمات فى الأذان، وهذا لا يؤدى إلى الفرقة أبداً، فالجميع متفق على قداسة الكتاب واحترام وتقدير الرموز.
كما كشف الطاهر الهاشمى فى حديثه عن أساليب التعذيب التى تعرض لها شيعة مصر على يد أمن الدولة.
ما هى أهم نقاط الخلاف التى سببت فرقة بين السنة والشيعة؟
- بداية نقول إنه لا توجد اختلافات جوهرية بين المذهبين، على عكس المشاع تماماً، فالكل موحد لله ومنزه له تعالى، وأيضاً الكتاب واحد وهو القرآن الكريم، ونبينا واحد وهو النبى الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والصلاة واحدة، والصوم واحد، والزكاة والحج أيضاً، وهذا هو أساس الإسلام، ومن هذا نتخلص من شائعات المغرضين فى تكفير السنة للشيعة والعكس، وهناك أيضاً بعض الأمور الغريبة التى يتحدث فيها البعض، ومنها قضية تحريف القرآن، فسبحان الله، القرآن الكريم واحد وغير محرف، وهو الكتاب الوحيد المعصوم من الخطأ والتحريف، قال تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وهى قضية منتهية، والذى يتحدث فيها لا يريد إلا الفتنة فقط، كما أن الكل متفق على أن النبى معصوم من الخطأ، فهو لا ينطق عن الهوى كما قال الله عز وجل "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى"، وما حدث فى بعض القضايا، كقضية أهل الكهف وغيرها، ما هو إلا لتعليم الأمة من الوقوع فى مثل هذه الأشياء، وهى أمور لا تخرج عن نطاق التشريع، أما الذين يقولون بعدم عصمة النبى فهم لا يريدون إلا الفتنة وزيادة الفرقة التى أحدثوها، وهناك أيضًا قضية سب الصحابة والسيدة عائشة رضى الله عنها، وهى قضية أخلاقية بالأساس، فالنبى يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لا أقول إن من الشيعة من لا يلعن الصحابة، ولكن هم أفراد قلائل جداً لا يمثلون المذهب أبداً، كما أنه يوجد من السنة أيضاً من يقول بتجسيم الله وتشبيهه بخلقه، وهم أيضاً قلائل جداً لا يمثلون مذهب أهل السنة والجماعة، وهؤلاء القلائل لا هم لهم إلا إحداث الفتنة بين المسلمين، هذه فقط نقاط الخلاف المشاعة، وأكرر أنها مشاعة وغير جوهرية فى المذاهب، ومحدثوها هم مريدو الفتنة وحسبنا الله ونعم الوكيل فى من أراد الفتنة بين صفوف المسلمين.
تقولون إن محدثى الفتنة قلائل.. فكيف أحدثوها بهذا الشكل الغريب؟
- أنا أقول إنهم قلائل بين المسلمين، ولكن السؤال بشكل صحيح هو من وراء هؤلاء، وكيف مكنوهم من عقول بعض العوام؟ وهنا نقول إن وراءهم الكثير من الدول والمنظمات الصهيونية والغربية الذين يريدون إحداث شرخ كبير فى صفوف المسلمين حتى لا تقوم لنا قائمة، فيبذلون كل ما استطاعوا من أموال حتى ينفذوا هذا المخطط، مع العلم أنهم لا يهمهم الوقت أبداً، بل مرادهم أن يصلوا إلى أهدافهم، وهذه المنظمات تقوم باستدراج بعض الأشخاص، وتجعل لهم مكانة فى مجتمعاتهم برعاية الملوك والرؤساء العملاء، ويتشعب هؤلاء الأشخاص بين المجتمع المسلم عن طريق القنوات الفضائية، والتصريحات هنا وهناك، عن تكفير المسلمين وإبراز نقاط الخلاف البسيطة جداً بينهم، وجعلها من أهم النقاط فى العقيدة لعدم وجود توعية دينية سليمة فى المجتمع الإسلامى عامة، والمصرى خاصة، بعدما هُمِّش دور الأزهر الشريف من قبل النظام البائد، فالأزهر كان منارة الإسلام على مر العصور، وشيوخه كانوا أئمة المسلمين وقائدى الثورات ضد الأنظمة المستبدة، وبعد تهميش دوره ظهرت الفئات المندسة بقنواتهم وتمويلهم بهذا الشكل، وكما نرى فى السودان فقد اشتغل الصهاينة بإحداث الشرخ بين أهل البلد الواحد فى العقود الماضية حتى حققوا ما أرادوا، وقسموه إلى دولتين، كما قسموا الدول العربية قبل ذلك، ورسَّموا الحدود الاستعمارية.
هل يمكن أن يكون للشيعة وجود رسمى مع إقامة شعائرهم فى مصر؟
- ولم لا؟ فهم فصيل من الوطن، مثلهم مثل غيرهم، ولهم الحق فى التصويت والترشح كمواطنين عاديين، وإن كان من الخطأ أن نقول كـ"مواطنين"، فهم بالفعل مواطنون عاديون، ومن حقهم إنشاء الجمعيات والمنظمات أيضاً، ولا شىء فى الشرع ولا القانون يحرم ذلك، وأولاً وأخيرًا هى حرية وديمقراطية، وهى أشياء حرم منها الكثير من أبناء الوطن أثناء النظام المستبد الفاسد.
ما هى المعوقات التى لا تسمح لهم بإقامة شعائرهم؟
- ليست هناك أى معوقات إلا من أتباع الفكر التكفيرى الدموى فقط، الذين يكفرون كل من أقام شعائر آل البيت، من تذاكر للسيرة فى جلسات ذكر، وأصحاب هذا الفكر الضال لم يتوقفوا هنا فقط بل يقولون إن تكفيرهم على أساس كتاب وسنة، وهذا شىء غريب، فلم نر رسول الله كفر أحدًا ممن يقولون أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكن هؤلاء يروننا نقول هكذا ثم يقولون إنما هم مشركون بالله لتمسحهم بالقبور وزيارة أولياء الله الصالحين من آل البيت عليهم السلام، ألم يقرأوا قول الله تعالى "قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة فى القربى"، أليس هؤلاء الصالحون من آل البيت هم قربى رسول الله؟! فلم التكفير إذاً وهم لا يشغلون أنفسهم بعدونا الحقيقى من قوى الاستكبار العالمى الغربى والصهيونى، بل يقولون على أبناء دينهم إنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، وهل النصارى خطر على الإسلام؟ ألم يقل الله عز وجل "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون" أليس هذا كلام الله وهم يقولون بأنهم قائمون على تنفيذه؟ لا أعلم ما هو مخططهم لتدمير أمة الإسلام وزيادة فرقتها! وكما نرى فرقهم من أمثال الذين يقتلون أبناء المسلمين فى أفغانستان والعراق، وغيرها من الدول الإسلامية، ولا نرى لهم تفجيرات فى إسرائيل أو فى أمريكا، إنه دليل على أنهم يهدفون إلى تدمير الإسلام والمسلمين والله تعالى لهم بالمرصاد.
ما الفرق بين شيعة العراق وشيعة إيران وشيعة اليمن؟
- لا يوجد أى فرق بين غالبية الشيعة الموجودين فى جميع دول العالم، فهم يستمدون فقههم من الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، وهو الإمام السادس من أئمة الإثنى عشرية والذى تعلم على يديه الكثير من علماء أهل السنة، مثل الإمام أبى حنيفة النعمان بن ثابت الذى قال عن الإمام جعفر "لم أر أعلم من جعفر بن محمد"، وهو فقط تعلم على يديه لمدة سنتين فقال "لولا السنتان لهلك النعمان"، والإمام جعفر هو أول من وضع أسس الفقه الإسلامى، حيث استنبطها من الأحكام القرآنية والروايات الصحيحة المروية عن الثقات من آبائه، فكما نعلم أن الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، عليهم السلام، وغيرهم أيضاً من الصحابة التابعين الثقات، وهناك أيضاً الشيعة الزيدية باليمن، وإمام مذهبهم هو الإمام زيد بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين، عليهم السلام، وهم قلة، والغالب من مذاهب الشيعة هو المذهب الجعفرى الإثنى عشرى، وإن وجدت الخلافات فهى خلافات لا تتعدى السياسة، وأيضًا يتسبب فيها بعض المندسين من الدول التى لها مصلحة فى ذلك.
إيران كدولة لا تسمح بانتشار أهل السنة، ومصر لا تسمح بانتشار التشيع ما رأيكم فى هذا؟
- هذا كلام غريب على مسامعى، فالجمهورية الإسلامية لا تتطرق إلى هذه الأشياء، ونحن نرى أحمدى نجاد فى خطاباته يقول إن مسألة التفرقة بين السنة والشيعة مسائل استعمارية من صنع الدول الهادفة لتفتيت الإسلام وأهله حتى لا يكون لنا رأى على الساحة العالمية، وأن نظل فى تبعية دائمة لهذه الدول التى تدعى الديمقراطية وما هى منها فى شىء، وأما عن أن مصر لا تسمح بانتشار التشيع، فلو بحثنا قليلاً سنرى أن من أفضل الفترات التى مرت بها مصر، وأعظمها سياسيًا واقتصاديًا، تلك التى كانت فى ظل الدولة الفاطمية، وهى كانت كما يعلم الجميع دولة شيعية، وهم من بنى الأزهر الشريف، نسبة للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وقد كان يسمى "جامعة الزهراء"، ولكن جاء صلاح الدين فمنع صلاة الجمعة فيه لمدة تزيد عن الأربعين عامًا، كما أغلق التعليم فيه لمدة تزيد عن المائة عام، حتى تم فتحه بعد ذلك ولكن على أساس المذهب السنى، وظل هكذا إلى الآن، وقد كان هناك العديد من المراسلات بين علماء الشيعة وشيوخ الأزهر الشريف على مدى الدهور، وعقدت الكثير من تجمعات التقريب بين المذهبين، ومصر فيها الكثير من الشيعة إن لم يكونوا بالمذهب فبالهوى، ومسألة أن مصر لا تسمح بانتشار المذهب الشيعى المعتدل، الذى لا يندس فيه القلائل الذين تحدثنا عنهم من اللاعنين للصحابة وأمهات المؤمنين، أو أن إيران لا تسمح بانتشار المذهب السنى المعتدل، الذى لا يندس فيه القلائل التكفيريون الدمويون، هى مسألة هاوية ساقطة لا تمت للعقيدة بصلة.
وماذا عن البحرين.. فهى مملكة أغلبيتها شيعة وحكامها سنيون؟
- البحرين طالما كانت أغلبيتها شيعة، فمن الديمقراطية أن تكون الحكومة فيها شيعية، وما يحدث بها الآن من قتل للأبرياء وإبادة للشعب وهتك للأعراض وحرق للمصاحف وهدم للمساجد على يد آل سعود وآل خليفة لن ينساه التاريخ لهم أبدًا، ولن يغفر الله تعالى لهم.
ما معنى التقليد، وما معنى المرجعية؟
- نتحدث أولاً عن المرجعية، فقد اتفق جميع علماء الشيعة على وجوب وجود المرجعية فى الإسلام، وصفات المرجعية كما علمنا وعرفنا من الاطلاع فى الكتب الدينية عند الفريقين أن يكون حافظًا لدينه، مطيعًا لمولاه سبحانه وتعالى جل شأنه، مخالفًا لهواه، صائنًا لنفسه، تتوفر فيه عدة شروط هى: الإسلام، الإيمان، العدالة، الذكورة، طهارة المولد، والتكليف، بمعنى أن يكون بالغًا عاقلاً مجتهدًا ورعًا مشهورًا بهداه وتقواه، وأن يكون أعلم من حوله ممن تتوفر فيهم الشروط، من هنا وجب على العوام أن يقلدوه، ووصف الإنسان بكلمة "متشيع لأهل البيت" لا تنطبق إلا على المقلد لأحد المراجع، ومعنى التقليد هو وجود واسطة "وهو الفقيه أو المرجعية" بين أهل البيت عليهم السلام، وهم الأصل فى تبيان الحلال والحرام، وبين العوام الذين لم يبلغوا هذه الدرجة من معرفة التبيان فى الحلال والحرام والأمور المتشابهة بينهما.
ما هى قضية المهدى وحقيقة وجوده وكيفية ظهوره عند الشيعة والسنة؟
- الإمام المهدى عند الشيعة الإثنى عشرية هو الإمام الثانى عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهو أبو صالح محمد بن الحسن العسكرى، وفى شرح أهل السنة، أو بمعنى أدق شرح كتاب التوحيد الأزهرى لمذهب الإثنى عشرية، أنهم لديهم الأدلة على أن هذا الإمام تغيب فى سن صغيرة، ولم يظهر إلى الآن، وله غيبتان: غيبة صغرى وكان له فيها أربعة سفراء، وبعد موت آخر واحد فيهم بدأت الغيبة الكبرى، وهو من نسل الإمام الحسين عليه السلام، وقيلت فيه أحاديث كثيرة ورد البعض منها فى صحاح السنة، والأكثر فى كتب أهل البيت أو فى كتب الشيعة، فلا يوجد اختلاف على وجود المهدى فى الطرفين وأنه سيأتى ليحرر الأرض ويملأها عدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا، ولكن الاختلاف فى الشخصية ذاتها، فعند الشيعة أنه غائب، كما ذكرنا سالفًا، وسيظهر فى يوم من الأيام عندما يؤذن له وتتحقق علامات ظهوره تصديقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لو لم يبق فى الدنيا إلا يوم لأطال الله هذا اليوم لكى يظهر المهدى من ولد فاطمة، والذى يملأ الأرض عدلاً وقسطًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا"، وكما سأل الإمام على عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قلت: يا رسول الله أمنا المهدى أم من غيرنا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم "بل منا.. بنا فتح الله وبنا يختم"، أما عند أهل السنة فإنه سيولد ويجعله الله صالحًا فى يوم وليلة حتى يتماشى مع المهمات التى سيقوم بها.
ما معنى كلامكم عن المد الوهابى السلفى ودخوله الحياة السياسية؟
- لقد فشلت الوهابية المدعمة من نظام دولة آل سعود على مدى ثلاثمائة عام فى أن يكون لها دولة عظمى، ذات مؤسسات سياسية وتقدمات علمية فى جميع المجالات، بالرغم من دعواهم من تطبيق الشريعة الإسلامية ولكن هم لا يفعلون شيئًا إلا إقامة الحدود على الضعفاء، ويتركون الأغنياء، فلم يروا إلا السبع صفحات فى القرآن الكريم المتحدثة عن الحدود، وتركوا العلوم والبحار الربانية فى القرآن الكريم، حتى أنهم تركوا المعالجات التى يمكنهم القيام بها للحد من ارتكاب الكبائر، كالزنا وغيره، كما تركوا قومهم يتيهون فيها ثم يقيمون عليهم الحد، وإنى أرى أنهم رجعوا بدولتهم إلى عصور الجاهلية فى التفرقة المجتمعية، ونرى هنا فى مصر بعض التيارات التى تمولها السعودية، بشكل واضح، والتى تريد تطبيق الشريعة، وتطبيق الشريعة لا شىء فيه ولا معارضة، ولكن من الذى سيطبقها، وعلى من؟ ومن له الأهلية فى ذلك؟ هل سيطبقها علينا أقوام يجعلوننا دولة متخلفة علميًا أم ماذا؟ فإذا امتلكوا زمام الأمور فى البلاد سيعرف الجميع صدق كلامهم من عدمه ونتطلع لمستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة سواءً طبقت الشريعة الإسلامية أم لا، وأنا أرى أن الشريعة يطبقها من هو كفء لذلك، وأهل لها، وليس من يدعى أنه كفء، ومن المهم أن يعيش الفرد حياة كريمة هنية لا يحتاج فيها إلى أحد، وأن نصل ليس فقط إلى درجة الاكتفاء الذاتى بل ونستطيع أن نجعل من أنفسنا دولة عظمى مصدرة لجميع المنتجات وجميع السلع.
الجميع يعلم بتعرض الشيعة على مدى حكم مبارك للاعتقال والتعذيب مثلهم مثل الجماعات الأخرى، وإن كان أكثر، فهلا حدثتمونا قليلاً عما تعرضتم له؟
- كان أمن الدولة يعتبر الشيعة كفارًا ومشركين ولا ولاء عندهم لأوطانهم، كما صرح بذلك "المخلوع" فى لقاء لقناة العربية معه، حيث قال إن ولاء الشيعة فى العالم لإيران، وهذا الاتهام يعتبر خيانة عظمى لشعب مصر، وقال لى الشيخ أحمد صبح، الداعية الإسلامى وأحد المعتقلين فى أمن الدولة لمدة 17 سنة بتهم متعددة منها ازدراء أديان ومنها انتماؤه للجماعة الإسلامية وآخرها الشيعة، إن أبا لهب لم يعرف كيفية التعامل مع محمد، ولو كان أمن الدولة موجودًا لم يكن ليصل إلينا هذا القرف، وهو ما جاء على لسان الضابط ع/ب ، من أمن الدولة بالشرقية، ومن أساليب التعذيب أنهم تبولوا فى فم على محمد حسن من شبرا، وبعدها أخرج من فمه دمًا ومات بعد ساعتين، وكذلك ضربوا عادل محمد طه حتى مات ثم جلدوه مائة جلدة وهو ميت، ويقولون أيضاً لهم قولوا "أنا اللى جبت دا كله لنفسى"، ويطبلون على رؤوسهم ويعذبونهم وهم عرايا ويقولون لهم قولوا "جدو عبده زارع أرضه"، ثم يقول لهم "بنات" ويريدونهم أن يردوا بقولهم "نعم يا بابا"، وكانوا يسمون الجميع بأسماء أنثوية إمعانًا فى الذل، ومن ألوان التعذيب الذى تعرض له شيعة مصر تجريد الشخص من ملابسه تمامًا، وعصب عينيه والتكبيل بالحديد والصعق بالكهرباء، خاصة فى أماكن حساسة، ووضع العصى فى المؤخرات، والتعليق من الأقدام فى زنزانة لا يستطيع فرد واحد تمديد قدميه فيها، والكثير فارق الحياة تحت التعذيب، ومنع المصاحف والجرائد، ومن أصناف التعذيب إحضار النساء من أقارب المحتجزين واحتجازهن كوسيلة للإدلاء بالمعلومات، حيث يتم تجريدهن من ملابسهن بالكامل أمام المعتقل، والتهديد بهتك عرضهن، بل أن هناك من تم هتك عرضهن بالفعل، كما مارس الضباط هتك عرض الكثير من الرجال المعتقلين، والضرب على الرأس بشكل منتظم، ومنع المساجين المرضى من دخول المستشفيات، ومنع الأدوية، وبالنسبة إلىَّ فلم يصلوا معى لهذه الدرجة وإن كنت متأكدًا أن الثورة لو تأخرت بضع شهور لحدث معى ذلك.
فى رأيك لمن كان يعمل هذا الجهاز ولمصلحة من هذه الأفعال؟
- لا شك أن هذه التصرفات لا تتوفر إلا فى من تجردوا من الإنسانية والآدمية والأخلاق والضمير والديانات، فهؤلاء فئات من صناعة شيطانية استمدوا فكرهم من دول الاستكبار العالمى والصهاينة الذين لا يريدون أى خير للإنسانية بأكملها، والذين تم إعدادهم وتدريبهم بهذا الشكل لكى يشكلوا ويصنعوا منظومة إرهابية عالمية ملتصقة بالإسلام، فهذه التصرفات هى التى صنعت الخزى والعار للحكومات العربية المسلمة لإهداء التقدم والإنسانية للغرب، فهم يغتصبون إنسانيتنا لتزويد الغرب بها، وأمن الدولة بهذه التصرفات هو صانع الإرهاب الأول فى الأوطان.