الجمعة، يناير 11، 2013

خليل حيدر يكتب عن علاقة المسلمين بالهندوس!

خليل حيدر يكتب عن علاقة المسلمين بالهندوس!

خليل حيدر يكتب عن علاقة المسلمين بالهندوس!



11/1/2013  الوطن  12:32:44 AM
خليل حيدر يكتب عن علاقة المسلمين بالهندوس!
الوطن
طرف الخيط  /  مسلمون.. يبنون معابد الهندوس
خليل علي حيدر

في أذهاننا وثقافتنا صور سلبية كثيرة عن علاقة المسلمين بالهندوس، وبخاصة منذ انقسام شبه القارة الهندية وحروب الهند وباكستان والمقالات التي لا تتوقف حول الاضطهاد والتمييز وغير ذلك.
غير ان ملايين المسلمين الهنود الذين بقوا في وطنهم الام دخلوا منذ ذلك التاريخ، ورغم جراح الانفصال، في عزلة واتصال وشد وجذب واندماج وانكماش.. مع الهندوس.
اشارت الصحف العربية مثلا قبل عام ونصف، 2011/8/19، الى حيرة المحاكم الهندية في قضايا تبني اطفال المسلمين من قبل الهندوس. فالولد «اكبر»، وعمره نحو 14 عاماً، يعلم انه ولد مسلماً، ولكنه يعتبر «ايكو لال» الهندوسي بائع الشاس والده.
تبنى «لال» الطفل اكبر قبل سبع سنوات من اب مدمن كحول اضاعه في الطرق. ورغم ان لال اعلن عبر كل وسيلة، لم يتقدم الوالد لاستلام ابنه الذي اهتم به الهندوسي كل الاهتمام ولم يخف عنه هويته المسلمة وحرص على ان يواظب في المدرسة بانتظام. وقد رفعت والدته أخيرا دعوى قضائية لاسترداد ابنها ولكن اكبر لا يريد ان يعود الى منزل والده ووالدته.
المحكمة العليا اصرت على ان «الاعتبار الاسمى يجب ان يكون راحة الطفل». وقال القاضي بركات علي زايدي بالمحكمة العليا: «نحن دولة علمانية، واذا حدث زواج بين اثنين من ديانتين مختلفتين فهو امر مقبول. ثم ان العلاقة بين اب وابنه من ديانتين مختلفتين ليست بالامر الغريب في المجتمع الهندي».
وهناك كذلك قصة «تبني» طرفها الفنان الهندوسي «بابا لال» الذي تبنى طفلة مسلمة وجدها مصابة بجروح تبكي في مدينة «حيدر أباد» في عام 2007، ثم تبين للشرطة ان الوالدين قضيا في انفجار، ومن ثم قبل «لال» الطفلة على الفور في اسرته، وهو اليوم وسط حرب بين متشددين مسلمين وهندوس! (الشرق الأوسط). من غرائب العلاقة بين المسلمين والهندوس ان الكثير منهم يصومون رمضان كالمسلمين، بل يؤدي آخرون فريضة الزكاة لينالوا البركة، وهناك الكثير من غير المسلمين الذين يساعدون زملاءهم المسلمين في العمل ويقدمون لهم الطعام. من هؤلاء الشاب الهندوسي «فيجاي كواسيا»، 24 عاما، حيث صام رمضان عام 2011. «وقبل اربع سنوات، اخبر الاطباء فيجاي انه سيفقد بصره، ثم لجأ الى مزار «أجمير شريف»، ويعتقد ان الصلاة في المزار والاستعانة بالولي الصوفي الموجود في الضريح، «خواجا شيشتي»، قد حفظه من العمى. ومنذ ذلك الحين بدأ «فيجاي» في المحافظة على الصيام». ومن الجدير بالذكر، كما تقول نفس الصحيفة، 2011/8/27، «ان الكثير من العائلات الهندوسية تقوم بتوزيع حلويات رمضان التقليدية في وقت الافطار.. وبحلول شهر رمضان المعظم، يتم تعيين المئات بل والآلاف من العمال غير المسلمين من اجزاء مختلفة من البلاد لمدة شهر، للعمل في الفنادق والمحلات والمساجد وغيرها من الاماكن مقابل الحصول على اجر يومي».
ومن اغرب ما نشر حول تسامح الثقافة الهندية، في الصحيفة 2012/8/6، قيام مسلمي ولاية بيهار، شرقي الهند، طواعية بهدم الاسطح الخرسانية والاعمدة الاسمنتية والاسوار المصنوعة من الطوب حول منازلهم، حتى يتسنى بناء احد المعابد بالقرب من منازلهم! وكانت هناك شاحنة بطول سبعين قدماً تحمل الواحاً حجرية ضخمة لبناء تماثيل الالهة التي ستوضع في احد معابد الديانة الجاينية، الذي لايزال تحت الانشاء، وفي طريقها الى موقع بناء المعبد، وبعد ان وصلت الى قرية تقطنها اغلبية مسلمة، لم تتمكن الشاحنة من مواصلة طريقها نحو الموقع، حيث انها علقت بصورة سيئة للغاية في ممرات القرية الضيقة.
وقام المسلمون المحليون بالتشاور فيما بينهم ثم تطوع احدهم، فور عودته من صلاة الفجر، بهدم اسوار واسقف منزله، فضلا عن عمودين كانا يدعمان بوابة منزله حتى تتمكن الشاحنة من الوصول الى المعبد، وبعد ذلك قام الكثيرون من سكان القرية بالشيء نفسه. ويقول «نثار أختر» صاحب المبادرة: «نحن الآن في شهر رمضان، وهذا الشهر العظيم يعلمنا مساعدة الآخرين من دون ان نهتم بالخسائر التي قد تحدث لنا في المقابل. واتفق مسلم آخر معه في الرأي حيث قال: «ان الله سيغمرنا برحمته وبركاته في شهر رمضان لقيامنا بهذا العمل. لقد اخترنا طريق السلام والاحترام للاديان الاخرى، وهو الامر الذي يعادل في الواقع الزكاة النقدية في هذا الشهر الفضيل».
وتشتهر مدينة «بهاجالبور» بتاريخ قديم من العنف الطائفي من قتل وحرق وتشريد عام 1989. غير انه في اوائل عام 2012، اسهم بعض المسلمين في بناء معبد هندوسي مخصص للالهة «دورغا» في مقاطعة جايا في ولاية بيهار. ولم يقم المسلمون بالتبرع بالمال فقط، وانما قاموا بالاشتراك ايضا في بناء المعبد، كما قام مسلم آخر يدعى «محمد فخر الاسلام» بالتبرع بقطعة ارض لبناء معبد مخصص للاله الهندوسي «شيفا» في قرية باشوارا، التي تقطنها اغلبية مسلمة. ومنذ ثلاثة عقود مضت، وفي نفس القرية، تبرع بعض الهندوس بقطعة ارض لبناء ضريح لدفن احد ائمة المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون