رسالة شيخ الأزهر حول فتوى الخامنئي.
بيروت - جريدة النهار -الخميس 07 تشرين الأول 2010 - السنة 78 - العدد 24185.

هنا النص الحرفي لبيان شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب حول فتوى السيد علي الخامنئي بتحريم الاساءة الى زوجات الرسول وصحابته:
تلقيت بالتقدير والترحيب الفتوى الكريمة التي أصدرها سماحة الإمام علي الخامنئي بتحريم الإساءة إلى الصحابة رضوان الله عليهم أو المساس بأمهات المؤمنين أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي فتوى تصدر عن علم صحيح، وعن إدراك عميق لخطورة ما يقوم به أهل الفتنة، وتعبر عن حرص على وحدة المسلمين، ومما يزيد من أهمية هذه الفتوى أنها صادرة عن عالم من كبار علماء المسلمين ومن أبرز مراجع الشيعة وباعتباره المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وإنني من موقع العلم، ومن واقع المسؤولية الشرعية، أقرر أن السعي لوحدة المسلمين فرض، وأن الإختلاف بين أصحاب المذاهب الإسلامية ينبغي أن يبقى محصورا في دائرة الاختلاف في الرأي والاجتهاد بين العلماء وأصحاب الرأي وألا يمس وحدة الأمة، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين"، كما أقرر أن كل من يزكي نار الفتنة بين المسلمين آثم، مستحق لعقاب الله ولإنكار الناس.
وإن الأزهر الشريف ليدعو المسلمين لأن يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا، وأن يجمعوا جهودهم للعمل من أجل رفعة الإسلام، ووحدة المسلمين، وعزة الأوطان، وإرساء السلام بين الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأجناسهم.
وينوه الأزهر الشريف بأن مصر كانت دائما سباقة للعمل على التقريب بين مذاهب المسلمين على منهج الإعتدال والتوسط والإجتماع على القواسم المشتركة، وأنها بادرت إلى إنشاء دار للتقريب بين المذاهب ضم صفوة من أهل العلم والدين والرأي والثقافة والسياسة من مختلف بلاد الإسلام، جمعهم نبل القصد وعمق الفهم، وصدق النية، والعمل على مرضاة الله سبحانه وتعالى.
وختاما فإن الأزهر الشريف يوجه تحية صادقة للإمام علي الخامنئي على فتواه الكريمة التي أتت في أوانها لترأب الصدع وتغلق أبواب الفتنة، ويدعو الله تعالى أن تكون فاتحة خير، وبداية لعمل جاد موصول، لجمع المسلمين على كلمة سواء بعيدا عن دعاوى الغلو والتطرف، ودعاة الفرقة والخلاف.