السبت، يناير 19، 2013

ظاهرة التكفير في المجتمع الاسلامي - الصومال اليوم

ظاهرة التكفير في المجتمع الاسلامي

ظاهرة التكفير في المجتمع الاسلامي
مقالات - مقالات سياسية
Written by عمر علي باشا   
Friday, 18 January 2013 10:41
عادت قضية التكفير لتطرح نفسها بإلحاح , مند مطلع القرن الواحد والعشرين متمثلة في تصاعد التوترات بين الأنطمة السياسية وبين الاسلاميين المناهضين لهذه الانطمة  ، ولعل بروز الاسلاميين الجهاديين ( اي المسلحون ) في بعض الاقطار بخطابه التكفيري ونشاطه
المسلح , ورفضهم بالهيمنة الغربية والانطمة الدكتاتورية يمثل الظاهرة الأكثر دلالة وان لم تكن الوحيدة لهذاه الظاهرة.
ان المتأمل في هذه الموجة التكفيرية والتي تبدوا أوسع انتشارا وأبلغ تاثيرا بالمقارنة مع الموجات التكفيرية السابقة في الستنينات والسبعينات من القرن المنصرم , وعلى هذا نفهم عندما نقوم بتشخيص قضية التكفير أننا أمام ظاهرة تتنوع تعبيراتها وتتداخل أسبابها وتتعدد مستويات الحديث عنها كما يصعب فهم ترابطها ومدى علاقتها لأنها تتباين أحيانا ووتتقاطع أحيانا أخرى .
قد يصعب تحديد اسباب انتشار ظاهرة التكفير في المجتمع الاسلامي وربما قد يكون مخاطرة لكن باستعانة علم الاجتماع الديني من ناحية واستعادنة علم النفس التربوي من جهة اخرى قد يعطينا نتيجة قد تكون مقصورة الى حد ما ، التكفير ليس أمرا جاء بصدفة كما يتوهمه الغرب وحلفاؤه  بل هي عملية متراكبة ظهرت إثرنتيجة باسباب تراكمت حتى انفجرت في النهاية .
يمثل الفكر السلفي الجهادي المعاصر تيارا ايديولوجيا ومشروعا تحمله بالأساس جماعات حركية مناهضة بشكل مطلق لما هو قائم من النطم الاجتماعية والسلطات السياسية والثقافية السائده والنظام دولي , وحطاب هذا التيار هو الأكثر تشددا والأكثر استخداما بمصطلح الكفر .

وهناك عدة اسباب أدت الى انتشار وولادة الفكر التكفيري في المجتمعات الاسلامية منها :
(1) الصراع على الحق والحقيقة الأبدية كانت محل نزاع بين الإيمانيين وبين الملاحدة في العصور الانسانية فقد كان الايمانيون يسمون الملاحدة بالكفار , وقد تطور هذا المصطلح حتى دخل بين الايمانيين نفسهم قفد انتشر مصطلح الردة الدي يعرف بالذي ارتد ورجع على عقبه بعد أن اعتنق الإسلام ؛ ولذالك تلاحظ  في تالاريخ الاسلامي الصراع القائم بين الفرق الاسلامية ومدى توسع استعمال كلمة الكفر والردة وفي بعض الاحيان ؛ ومثله مصطلح البدعة الذي هو قريب إلى الكفر ، واحتكار الحقيقة والإيمان بصوابية الرأي يؤدي دائما تكفير المخالف .


(2) ما يعتبره بعض الناس مقدسا قد لا يكون مقدسا عند آخرين ويظل هذا الأمر متشاكسا بين المدارس العقلانية والمدارس الدينية ؛ ولعل المسيحية أبدت دليلا واضحا حول الصراع بين الموسسة الدينية والموسسة العلمية, لذلك قداسة الرأي وعدم تحمل تغلبات الواقع قد يساهم في انتشار ظاهرة التكفير بصورة او باخرى
(3) التحدث باسم الإسلام أدى الى ترويج مفاهيم معقدة مثل البدعة والابتداع والفسق , والسعي في تعريف الاسلام تعريفا ضيقا يقضي الى إخراج قسم كبير من المسلمين من حظيرته , ومن تمعن النظر في هذا الأمر يلاحظ أنها مسألة سياسية وأيديولوجية لا أكثر .
(4) الظلم والتعذيب , ولعل هذه النقظة قد جرّت بعض الناس الى تكفير الأنطمة الحاكمة واعتبارها العدو القريب وأنه أولى بالقتال من العدو البعيد , فموجة الستينات والسبعينات من القرن الماضي قامت بعض الانطمة العربية بمحاولة استئصال الإسلاميين من الوجود وتعذيبهم وقتلهم وإعدامهم , هذه المعاملة الوحشية جعلت بعض الاسلاميين يتبنون المشروع التكفيري , فالجاهلية التي ألقاها سيد قطب كانت نتيجة التعذيب ورفضه الكامل للنطام الناصري.
(5) الهيمنة الغربيه , أدى التدخل والهيمنة الغربية إلى حمل السلاح ضدهم وتطور مفهوم الجهاد والسعي الى الدفاع عن الهوية الاسلامية من هذا التدخل السافر , وقضية فلسطين هي محور هذا المشروع وأيضا أفغانستان والعراق والبوسنة والهرسك والشيشان وكل هذه البلاد الاسلامية المستعمرة جعلت المسلمين يشعرون بالقهر والإستضعاف وبنفس الوقت أحس  المسلمون بالقهر الداخلي نتيجة تسلط المستبدين بتقاليد أمور البلاد , ومن هنا تبلور الفكر التكفيري.
هناك اسباب عدة أدت الى انتشار ظاهرة التكفير , لكن الحقيقة التي يغفلها بعض الناس هي أن المشروع التكفيري ليس دينيا بإمتياز بل هو مجرد إقصاء وتسويق فكرة أو ايديولوجية معينة وهذا ما نلاحظه في خطابات بعض التكفيرين , انهم مغموسون بالصراع السياسي وليس الديني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون