الأحد، يوليو 31، 2011

جريدة النهار ::: الأحد 31 تموز 2011 - السنة 78 - العدد 24463 شيخ الأزهر لوفد "تجمع العلماء المسلمين": نقدّر شخصية نصر الله وأبلغوه تحياتي

الأحد 31 تموز 2011 - السنة 78 - العدد 24463
شيخ الأزهر لوفد "تجمع العلماء المسلمين": نقدّر شخصية نصر الله وأبلغوه تحياتي
خرج وفد "تجمع العلماء المسلمين" بانطباعات اكثر من طيبة من لقائه وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب في القاهرة الاثنين الماضي. فالرجل يتمتع بحيوية لافتة ويحرص، قولا وفعلا، على تعايش المسلمين والمسيحيين في مصر، وعلى السعي الدؤوب الى وحدة اسلامية حقيقية والتقريب بين السنّة والشيعة.
ولم تكن هذه الزيارة وليدة الاحداث والتطورات الاخيرة التي غيّرت وجه مصر. ذلك ان "التجمع" كان قد وجه دعوة الى الطيب لزيارة بيروت قبل نحو خمسة اشهر من تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، ووافق على تلبيتها، ثم اعتذر في ما بعد لأسباب "بروتوكولية" لم تخلُ من تدخل السلطات المصرية آنذاك.
وكان جواب مكتب الطيب أنه يفضّل ان تأتي الدعوة من جهة رسمية في لبنان مثل دار الفتوى او المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. ولدى عرض الفكرة على الشيخ عبد الأمير قبلان رحب بالزيارة وأعلن استعداده لتوجيه دعوة الى الطيب.
بعد ازاحة مبارك والتبدلات التي حصلت في الخريطة السياسية في مصر، طلب "التجمع" من احد المشايخ الاصدقاء، تحديد موعد لزيارة الطيب والاجتماع به.
ورحب شيخ الازهر في اللقاء بأعضاء الوفد على طريقته المصرية المحببة. واشار بمشروع "التجمع" الذي يضم نخبة من المشايخ السنة والشيعة، مشيرا الى انه يشكل اطارا للوحدة، وان مؤسسة الازهر لن تقصر في دعم هذا النوع من اللقاءات بين ابناء الدين الواحد.
وشدد في بداية اللقاء على نقطتين يضعهما في مقدم اهدافه هما: العمل على رسم قواعد للسلام المحلي بين المسلمين والاقباط في مصر، والعمل للسلام في العالم الاسلامي وتطوير العلاقات بين السنّة والشيعة.
وكان لافتاً في اليوم التالي ما نشر في بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية من أن الطيب حذّر اعضاء الوفد (التقى في ما بعد وفداً من "حزب الله") من خطر التشيع في مصر.
وأبدى وفد "التجمع" استغرابه لتضخيم هذه المسألة لأن الطيب لم يتناولها بهذه الطريقة وأنه عبر عن انفتاحه على المذهب الجعفري في حضور أحد مستشاريه الكبار المهتمين بهذا المذهب. وذكر أن الأزهر منفتح على الجميع بمن فيهم مذهبا الاباضية والزيدية أيضاً في دلالة الى غيرته على وحدة المسلمين، محذراً من الأخطار التي تهددهم من الغرب وإسرائيل.
وأجمع الطرفان على رفض فكرة التكفير من أي جهة أتت، وأن الخطأ لا يواجه بالخطأ.
من جهته أشاد رئيس الهيئة الإدارية في "التجمع" الشيخ حسان عبد الله بموقع الأزهر وما يمثله عند المسلمين من توازن وحال وسطية ينبغي العمل عليها والسير تحت مظلتها. ووجه الدعوة ثانية الى الطيب لزيارة لبنان. وطرحت خلال اللقاء فكرة انعقاد مؤتمر علمائي يجمع علماء السنة والشيعة الكبار برعاية الأزهر في القاهرة. وكلف الطيب مستشاره في المذهب الشيعي زيارة بيروت والتنسيق مع "التجمع" لهذه الغاية.
ووصف عبد الله باسم الوفد زيارة الأزهر بـ"الفتح المبين"، مشيداً بـ"الدور الريادي لهذه المؤسسة والذي يعني المسلمين كافة الى أي مذهب إنتموا وأن لا مانع لدينا من السير خلف هذه المظلة".
ولم ينحصر اللقاء في إطار المجاملات بين الطرفين، إذ صارح الطيب الوفد بأن ثمة شعوراً عند السنة هو أنهم يخافون من ايران وأنها تهدد بلدان الخليج، ومصر ستكون بمثابة الجائزة الكبرى بالنسبة الى النظام في طهران.
وكان جواب عبد الله ان "قوة ايران لا تضعف المسلمين... وما المانع من أن ننظر اليها؟".
لم يعارض الطيب الكلام الذي سمعه من ضيوفه على أساس "ان اللعبة السياسية الدولية في المنطقة أكبر من بلدانها"، بل زاد عليه أن الغرب ومن خلفه اسرائيل لا يريد من المسلمين أكثر من القيام بأمور العبادة ويرفض ان تتحول هذه الجماعة عنصر قوة وطاقة.
ولم تخلُ الجلسة في القاهرة التي يستيقظ نيلها على تظاهرة وينام على اعتصام ليلي في هذه الأيام، من التطرق الى المقاومة في لبنان والدور الذي يضطلع به السيد حسن نصر الله في هذا الشأن.
وودع الطيب الوفد برسالة الى نصر الله: "نحن نقدّر هذه الشخصية وأبلغوه تحياتي".
radwan.akil@annahar.com.lb
رضوان عقيل
.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون