شابة بحرينية تبتكر مدونة إلكترونية للترويج لثقافة بلدها
تستخدم أمل المرزوق مدونتها للترويج للثقافة البحرينية ومساعدة بلدها في التغلب على الصراع السياسي. [محمد الجيوسي/الشرفة] |
أمل المرزوق، شابة بحرينية بدأت التدوين الشخصي منذ 2006 وحلمت دوماً بابتكار بادرة تظهر الوجه الحضاري لبلادها، وقد حققت حلمها من خلال تدشينها مؤخرا مدونة إلكترونية حملت اسم (Welcome To Bahrain)، لتعكس صوراً حقيقية عن الاقتصاد والثقافة والسياحة في البحرين.
كان لموقع الشرفة هذا اللقاء مع أمل المرزوق حيث تحدثت عن الأسباب التي دفعتها إلى إنشاء هذه المدونة، وعن واقع التدوين في البحرين والعالم العربي.
الشرفة: ما هو سر تدشينك للمدونة الإلكترونية وما الهدف من إطلاقها؟
أمل المرزوق: خلال الأزمة السياسية التي شهدتها البحرين، كنت أقف متوجسة، لا أعلم كيف يمكنني المساهمة في حلحلة الأمور بشكل إيجابي. وقد شاركت حينها مع مجموعة من الشباب من الطائفتين السنية والشيعية في تأسيس (مبادرة شباب البحرين) والتي عنيت حينها بالتقريب بين الشباب ومحاولة رأب الصدع بين أبناء الطائفتين. وبعد هدوء العاصفة، فكرت بحكم حبي وقربي إلى عالم التدوين الإلكتروني، بإنشاء مدونة إلكترونية بعيداً عن السياسة وهمومها، بحيث تركز المدونة على إيصال الوجه الحضاري للبحرين، خصوصاً بعد أن أطلعتنا وسائل الإعلام المحلية والأجنبية عن حجم الخسائر المالية الكبيرة والتي تقدر بمليارات الدولارات التي تعرضت لها المملكة إبان الفترة الأخيرة.
شعرت بأن عالم الإنترنت هو العالم المثالي لإيصال صورة أكثر إشراقاً لبحرين الخير، وذلك لأنه المساحة الأكبر للشباب والكبار على حد سواء، إذ أصبحت شبكات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية من أبرز مكوّنات العصر الحديث. فقمت بالإطلاع على تجارب أجنبية، أميركية وأسترالية، في المدونات الشخصية التي تروج لأفكار أو سلع معينة، واخترت الترويج للبحرين، وطني الذي أحب، من خلال مدونة إلكترونية أبعثها إلى الخارج باللغتين العربية والإنكليزية، وتحمل صورة البحرين من خلال عيني وما أشاهده وأزوره من فعاليات وأنشطة وأماكن.
الشرفة: من أين استوحيتي اسم المدونة؟
المرزوق: في الواقع، أقوم ببحث تاريخي منذ عدة سنوات ولا أزال، وخلال بحثي قرأت كتاباً بعنوان (Welcome to Bahrain)، لحمد جيمس بلجريف، إبن المستشار البريطاني السابق في البحرين تشارلز بلجريف. وقد صدر هذا الكتاب للمرة الأولى في خمسينيات القرن الماضي، وأعيدت طباعته بنسخته الثامنة بتوجيه من الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في العام 1972.
أحببت محتوى الكتاب، فقد كان أشبه بدليل سياحي عن جزيرة البحرين، وما تحتويه من معالم وأنشطة وكذلك طبيعة سكان البحرين الودودين. ولأن فكرة المدونة تتقارب بشكل ما مع الكتاب ومحتواه، فقد أحببت استعارة إسم الكتاب ليكون إسم مدونتي.
الشرفة: كم من الوقت استغرقك لتدشين وإعداد المدونة الإلكترونية؟
المرزوق: بدأت فكرة المدونة منذ نيسان/أبريل الماضي، وقمت حينها بالبحث عن مواقع إلكترونية تقدم أفكاراً شبيهة عن فعاليات وأنشطة وسلع، واخترت بعدها القالب (THEME) الذي أريد للمدونة أن تظهر به، ثم قمت بحجز إسم النطاق (DOMAIN)، وبعد ذلك تحميل الموقع على الإنترنت، ثم بدأت بربط الموقع وقاعدة بياناته الرئيسية والإسم، وقد انتهيت من كافة الأمور التقنية بعد نحو شهرين، أي في تموز/يوليو الماضي.
وباشرت حينها بالتدوين التجريبي قبل إطلاق المدونة بشكل رسمي. مع العلم إني ما زلت أنتظر موافقة هيئة شؤون الإعلام على التسجيل الرسمي للمدونة.
الشرفة: ما هي خططك المستقبلية لتطوير المدونة؟
المرزوق: أطمح لأن تكون المدونة مرجعاً للبحرينيين وزوار البحرين والسياح للتعريف بالبحرين وما تتضمنه من أنشطة ومحلات ومطاعم، وذلك بهدف المساعدة في الترويج للسياحة وتنشيط الاقتصاد المحلي.
الشرفة: ما هو تقييمك لثقافة التدوين الإلكتروني في البحرين والعالم العربي ككل؟ وكيف يمكن تطوير مفهومها؟
المرزوق: أنجزت بحثاً أكاديمياً عن التدوين الإلكتروني في البحرين، والأرقام تشير إلى وجود نحو 20 ألف مدونة إلكترونية بحرينية على الإنترنت، غير أن الكثير من المدونين نزحوا إلى عالم التواصل الإجتماعي السريع، مبتعدين عن عالم التدوين. لكن يبقى التدوين مهماً ومؤثراً لما يلعبه من دور مهم في دول كثيرة، حيث تعتمد دول كبرى من خلال مؤسساتها الإعلامية والصحافية على المدونين في الحصول على القصص الإخبارية والمعلومات.
أعتقد أنه يمكن تطوير مفهوم التدوين من خلال إدراجه ضمن مناهج الحاسوب في المدارس، وذلك لتشجيع الناشئة على دخول عالم التكنولوجيا والتدوين.
الشرفة: كيف يمكن تسخير التدوين لخدمة الشباب والمجتمع؟
المرزوق: التدوين سلاح ذو حدين. في حال تم استخدامه بطريقة إيجابية وفعالة فإنه يمكن أن يساهم في تطوير المجتمع والإرتقاء به من خلال نشر المعلومات وتبادل البيانات.
لكن بلا شك، هناك من يستخدم التقنيات الحديثة والتكنولوجيا بطريقة سلبية، تروج لأفكار هدامة من شأنها تدمير المجتمع لا تطويره.
يمكن تشكيل التجمعات الشبابية والجمعيات والترويج لثقافة النشر الإلكتروني الإيجابي، وإيجاد قانون عصري للنشر الإلكتروني، وذلك لتطوير المجتمع وتشجيع الشباب ومبادراتهم في التعامل الإيجابي مع المجتمع وعالم التكنولوجيا، واستغلال أوقات فراغهم بشكل جيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق