الأحد، أكتوبر 02، 2011

الوطن أون لاين ::: حسن آل عامر ::: التوظيف الطائفي للقرآن الكريم!

الوطن أون لاين ::: حسن آل عامر ::: التوظيف الطائفي للقرآن الكريم!

التوظيف الطائفي للقرآن الكريم!


في الوقت الذي خفتت فيه أصوات التقارب أو التعايش المذهبي - كما يحب البعض تسميتها - في العالم الإسلامي، تتصدر هذه الأيام الأصوات المتناحرة سواء عبر موجات الأثير أو منصات المنابر، فكل طرف يحاول استغلال الظروف السياسية المحيطة لفرض رأيه وتوجهه الفكري وربما أجندته الخفية أو العلنية. ولأن هذه الحالة من الارتفاع والانخفاض في النفس الطائفي مرت على الأمة الإسلامية منذ مئات السنين تبعاً للتجاذبات السياسية، فإن البعض يرى أنها أصبحت من الأمور التي لا تثير القلق كثيراً، ويؤكدون أن هذا الخطاب "سحابة صيف" ستمر كما مرت غيرها في حقب سابقة، فبحسب رأي هؤلاء، يبقى المشترك الديني الأشمل والمصير الواحد هو الفيصل في النهاية.
لكن أن يصل الأمر إلى أن يوظف القرآن الكريم في هذا الصراع الوهمي، فإن الأمر يوحي بخطر شديد، وصل فيه التشدد من جميع الأطراف، مرحلة لم تعد تراعى فيها حتى حرمة القرآن الكريم، فكيف يمكن تصديق أن تأتي ردود أفعال كثيرة جداً على مقطع مرئي لقارئ من إحدى الدول الإسلامية يقرأ آيات من القرآن الكريم بصوت شجي وترتيل قل أن نجد مثله، أن تأتي هذه التعليقات مركزة على أن هذا القارئ ضال ومبتدع بل إن بعضهم وصفه بالكافر الذي لا يجوز له مس القرآن الكريم، دون أن يسأل أحدهم نفسه: هل قال أو فعل هذا القارئ ما يوجب هذا الهجوم الشخصي، أليس يقرأ القرآن بتجويد محكم وصوت يدعو للخشوع والتدبر دون أن يدخل في أي قضية جدلية، ودن أن يتكلم في شيء سوى قراءة القرآن؟
فالغريب هنا، أن يصل الاحتقان المذهبي والتوظيف المخجل له إلى انتقاد حتى من يقرأ القرآن الكريم؟، حيث تحولت القضية من تراشقات فكرية بين تيارات متصارعة منذ مئات السنين إلى شتائم شخصية في أدنى مستوى من الألفاظ والأحكام..! وبعد هذا، من الواضح أن الأمة التي تدعي الوحدة في المؤتمرات الكلامية فقط، أصبحت عجينة طيعة في أيدي فئات قليلة من متطرفي كل طائفة أو تيار، يقودونها بوسائل الاتصال الحديثة، ويوجهون الكبار قبل الصغار إلى دائرة العنف، وهم في أبراجهم ينظرون ويصرخون دون أن تمسهم شظايا التطاحن الطائفي الذي سيدفع ثمنه دون شك "الجنود الصغار".
حسن آل عامر 2011-10-02 12:22 AM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون