حيـث تـرعـى الغـزلان بيـن السنّـة والشيعـة!
لم يعد الحديث عن الحوار والمصالحة بين السنّة والشيعة ضربا من الترف الفقهي والمذهبي بين الشريحتين الكبيرتين في الطائفة الاسلامية، بل أمسى ضرورة سياسية تستدعي المسارعة الى طرحها عمليا ليس على المستوى اللبناني الضيق، بل على الصعيد العربي والعالمي الاوسع، قبل ان تستفحل الأزمة ويتطاير شررها بفعل فاعل، ليحرق الكثير من المناطق المختلطة.
ليس في هذا الكلام شيء من المبالغة. ومن يتنازل ويرصد بعض المحطات التلفزيونية والاذاعات والمواقع الالكترونية المتنامية كالفطر، ثم يراقب المواقف السياسية والروحية لبعض مدعي العلم والفقه والمعرفة، يشعر بالنار الكامنة تحت الرماد. ولا يمنع ذلك من الاقرار بأن غالبية المسلمين في العالم تنبذ هذا التوجه، لكن الرائج ان تفاحة واحدة فاسدة تضرب سلة بكاملها.
وما من شك ان ما يسمى «الربيع العربي» أسهم الى حد كبير في تأجيج حالة الحذر بين السنّة والشيعة، وهي تتفاقم يوما بعد يوم لترتفع الى مستوى التوتر الشديد. وليس سرا ان اصطفاف غالبية الشيعة الى جانب النظام السوري وغالبية السنة الى جانب النظام في البحرين، فاقم في تصاعد حدة التوتر، على الرغم من اصطفاف الطرفين بصورة شبه اجماعية الى جانب الثورات في مصر وتونس وليبيا.
وليس سرا ايضا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الشماعة التي يعلق عليها الكثير من أهل السنة أسباب التوترات في العالم العربي بين المعتقدين الاسلاميين.
في المحصلة واهم من يعتقد ان طرفا من الفريقين قادر بعد على إلغاء الآخر، على الرغم من حملات التحريض والفتاوى المشينة التي تصدر من هنا وهناك وهنالك، تغذيها بعض الدوائر الدولية لأهداف سياسية لا تخفى على أحد.
فمهما قيل في «الخطر الايراني المحدق بالعالم العربي»، لن تستطيع طهران ابتلاع او تشييع اكثر من مليار سني في العالم، ولا هي قادرة على احتلال العالم العربي من محيطه الى خليجه حتى لو كانت لديها نيات «فارسية « جامحة. ومهما تعاظمت حملات التحريض على ايران وحلفائها، ليس في مقدور أحد ابادة اكثر من ثلاثمئة مليون شيعي في العالم، ولو صدرت ألف فتوى بتكفيرهم، على غرار ما حصل في ازمان بائدة.
هي اذن ليست حربا إلغائية. انها حرب باردة خطيرة جدا تعبر عن نفسها بثقافة تباعدية اكثر خطورة، تواكبها بعض حالات الانعزال والانزواء والهجرات الطوعية والقسرية احيانا، على طريق الفتنة الكبرى التي تستحضر حرب الجمل ومعركة صفين من اعماق التاريخ.
حيث ترعى الغزلان بين السنة والشيعة، مطلوب مبادرة سريعة يتنكب لها العقلاء في العالم الاسلامي، بالدعوة الى حوار صريح تتبعه مصالحة حقيقية تقوم على تفاهم وثوابت لا تحتمل التأويل.
ولعل من الحكمة ان يتولى مؤتمر القمة الاسلامية هذه المهمة ويخرج بقرارات تاريخية تطمئن الجميع. والاولى ان تبدأ طهران خطوات جريئة باتجاه محيطها العربي والخليجي على وجه التحديد، لتطمين دوله وساسته وشعوبه وسحب الذرائع من ايدي المبشرين بالفتن في العالم العربي وخارجه.
ومن لبنان ثمة خطوة مكملة لذلك تقوم على عاتق «حزب الله»، تتجاوز الحالة اللبنانية الضيقة، عبر حوار جدي ووصال لا ينقطع مع الحركات الاسلامية الناشطة في العالم العربي، وهو بدأ خطوات خجولة في هذا الاطار، لكن المطلوب تفعيلها وتطويرها كي تحاكي المستجدات الاخيرة، ولكي تعود صورة السيد حسن نصر الله الى البيوت العربية، مشرقا ومغربا، تماما كما كانت لسنوات خلت. ولا يعفي كل هذا حركة «حماس» بالذات من مسؤولية سياسية وأخلاقية بتعبيد الطريق أمام هذه المبادرة التاريخية.
ليس في هذا الكلام شيء من المبالغة. ومن يتنازل ويرصد بعض المحطات التلفزيونية والاذاعات والمواقع الالكترونية المتنامية كالفطر، ثم يراقب المواقف السياسية والروحية لبعض مدعي العلم والفقه والمعرفة، يشعر بالنار الكامنة تحت الرماد. ولا يمنع ذلك من الاقرار بأن غالبية المسلمين في العالم تنبذ هذا التوجه، لكن الرائج ان تفاحة واحدة فاسدة تضرب سلة بكاملها.
وما من شك ان ما يسمى «الربيع العربي» أسهم الى حد كبير في تأجيج حالة الحذر بين السنّة والشيعة، وهي تتفاقم يوما بعد يوم لترتفع الى مستوى التوتر الشديد. وليس سرا ان اصطفاف غالبية الشيعة الى جانب النظام السوري وغالبية السنة الى جانب النظام في البحرين، فاقم في تصاعد حدة التوتر، على الرغم من اصطفاف الطرفين بصورة شبه اجماعية الى جانب الثورات في مصر وتونس وليبيا.
وليس سرا ايضا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الشماعة التي يعلق عليها الكثير من أهل السنة أسباب التوترات في العالم العربي بين المعتقدين الاسلاميين.
في المحصلة واهم من يعتقد ان طرفا من الفريقين قادر بعد على إلغاء الآخر، على الرغم من حملات التحريض والفتاوى المشينة التي تصدر من هنا وهناك وهنالك، تغذيها بعض الدوائر الدولية لأهداف سياسية لا تخفى على أحد.
فمهما قيل في «الخطر الايراني المحدق بالعالم العربي»، لن تستطيع طهران ابتلاع او تشييع اكثر من مليار سني في العالم، ولا هي قادرة على احتلال العالم العربي من محيطه الى خليجه حتى لو كانت لديها نيات «فارسية « جامحة. ومهما تعاظمت حملات التحريض على ايران وحلفائها، ليس في مقدور أحد ابادة اكثر من ثلاثمئة مليون شيعي في العالم، ولو صدرت ألف فتوى بتكفيرهم، على غرار ما حصل في ازمان بائدة.
هي اذن ليست حربا إلغائية. انها حرب باردة خطيرة جدا تعبر عن نفسها بثقافة تباعدية اكثر خطورة، تواكبها بعض حالات الانعزال والانزواء والهجرات الطوعية والقسرية احيانا، على طريق الفتنة الكبرى التي تستحضر حرب الجمل ومعركة صفين من اعماق التاريخ.
حيث ترعى الغزلان بين السنة والشيعة، مطلوب مبادرة سريعة يتنكب لها العقلاء في العالم الاسلامي، بالدعوة الى حوار صريح تتبعه مصالحة حقيقية تقوم على تفاهم وثوابت لا تحتمل التأويل.
ولعل من الحكمة ان يتولى مؤتمر القمة الاسلامية هذه المهمة ويخرج بقرارات تاريخية تطمئن الجميع. والاولى ان تبدأ طهران خطوات جريئة باتجاه محيطها العربي والخليجي على وجه التحديد، لتطمين دوله وساسته وشعوبه وسحب الذرائع من ايدي المبشرين بالفتن في العالم العربي وخارجه.
ومن لبنان ثمة خطوة مكملة لذلك تقوم على عاتق «حزب الله»، تتجاوز الحالة اللبنانية الضيقة، عبر حوار جدي ووصال لا ينقطع مع الحركات الاسلامية الناشطة في العالم العربي، وهو بدأ خطوات خجولة في هذا الاطار، لكن المطلوب تفعيلها وتطويرها كي تحاكي المستجدات الاخيرة، ولكي تعود صورة السيد حسن نصر الله الى البيوت العربية، مشرقا ومغربا، تماما كما كانت لسنوات خلت. ولا يعفي كل هذا حركة «حماس» بالذات من مسؤولية سياسية وأخلاقية بتعبيد الطريق أمام هذه المبادرة التاريخية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق