الاثنين، أكتوبر 31، 2011

اختلاف الحنابلة | محيط

اختلاف الحنابلة | محيط


اختلاف الحنابلة
الأحد: 23 اكتوبر 2011 , الساعة 10:31 صباحا


ليس المقصد أبدا الانتصار لمذهب ما أو حتى الدعوة له إنما المقصد معرفة الواقع الذي تحرك فيه المسلمون فمعرفة الحقائق أقرب الوسائل لتحقيق الوحدة الإسلامية دون الضغط على خصوصية كل مذهب وأرائه وأفكاره.


إنما المقصد ألا يتحول البحث وطلب العلم إلى وسائل للفرقة والتشرذم وإضعاف المسلمين وإني أحسن الظن بكل علماء المسلمين وبطلبة العلم وبعمومهم .


ومن علماء الحنابلة عالم مشهور يدعى القاضي أبو يعلى المتوفى سنة457 هجريا ولقد تصدى له الإمام الفقيه الحنبلي الخطيب بن الجوزي فقال: رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لايصلح..فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام. فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته ،فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات ،وفما ولهوات وأضراسا ،وأضواء لوجهه،ويدين وأصبعين وكفا وخنصرا وإبهاما ،وصدرا وفخذا وساقين ورجلين، وقالوا ما سمعنا بذكر رأس،وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات،فسموها بالصفات تسمية مبتدعة،ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا العقل ،ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ،ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدوث،ولم يقتنعوا أن يقولوا صفة ذات ، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة، مثل يد على نعمة وقدرة ولا مجيء وإتيان على معاني بر ولطف ،ولا ساق على شدة ،بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفة ،والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين،والشيء إنما يحمل على حقيقته ما أمكن ،فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه،ويأنفون من إضافته إليهم،ويقولون نحن أهل السنة،وكلامهم صريح في التشبيه،وقد تبعهم خلق من العوام وقد نصحت التابع والمتبوع.

وقلت:يا أصحابنا أنتم أصحاب وأتباع،وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل _رحمه الله_ يقول وهو تحت السياط:كيف أقول ما لم يقل فإياكم أن تبتدعوا من مذهبه ما ليس منه،ثم قلتم الأحاديث تحمل على ظاهرها،فظاهر القدم الجارحة ،ومن قال استوى بذاته المقدسة فقد أجراه –سبحانه- مجرى الحسيات ،وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل،فإنا به عرفنا الله- تعالى –وحكمنا له بالقدم ، فلو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكت ما أنكر أحد عليكم ،وإنما حملكم إياه على الظاهر قبيح فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل السلفي ما فيه.
وقد استفاض ابن الجوزي في بيان بطلان ما اعتمدوا عليه من أقوال، ولقد قال في ذلك القول الذي ينقده ابن الجوزي مع القاضي أبي يعلى الحنبلي ابن الزاغوني المتوفى سنة 527هجريا.
ولقد استتر هذا المذهب حتى أعلنه الشيخ ابن تيمية في جرأة وقوة ،وزاد آراءه انتشارا اضطهاده بسببها،فإن الاضطهاد يذيع الآراء وينشرها،ولذلك كثر أتباعه بسبب الاضطهاد وكسب الرأي ذيوعا وانتشارا.
ومما تقدم نرى أن عوام الناس لا قبل لهم بتلك الخلافات وأنهم يستحسنون إمامهم من مواقف أخرى يرونها ولاء لله والرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين. فرفقا بنا أيها الأحباب من الأشاعرة والحنابلة والسلفيون فنحن ما أحببناكم إلا بحبنا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وما تبعناكم إلا ظنا منا أنكم على الخير فلا تجهدونا ولا تحملونا أسوء ما فيكم من الفرقة والنزاع والشقاق وسوء الأخلاق.
واتقوا الله فينا فما اتفقتم فيه من شيء فاحملونا عليه وما اختلفتم فيه لا تدخلونا فيه فنحن نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحولها ندندن .
ولقد تبعناكم سنينا ظنا منا تجميعكم لنا وطرد الشياطين من بيننا فلا تجعلوا للشياطين مدخلا علينا . فاتقوا الله فينا واصلحوا ذات بينكم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون