الاثنين، أكتوبر 31، 2011

As-Safir Newspaper - واصف عواضة : حيـث تـرعـى الغـزلان بيـن السنّـة والشيعـة!


حيـث تـرعـى الغـزلان بيـن السنّـة والشيعـة!


واصف عواضة
لم يعد الحديث عن الحوار والمصالحة بين السنّة والشيعة ضربا من الترف الفقهي والمذهبي بين الشريحتين الكبيرتين في الطائفة الاسلامية، بل أمسى ضرورة سياسية تستدعي المسارعة الى طرحها عمليا ليس على المستوى اللبناني الضيق، بل على الصعيد العربي والعالمي الاوسع، قبل ان تستفحل الأزمة ويتطاير شررها بفعل فاعل، ليحرق الكثير من المناطق المختلطة.
ليس في هذا الكلام شيء من المبالغة. ومن يتنازل ويرصد بعض المحطات التلفزيونية والاذاعات والمواقع الالكترونية المتنامية كالفطر، ثم يراقب المواقف السياسية والروحية لبعض مدعي العلم والفقه والمعرفة، يشعر بالنار الكامنة تحت الرماد. ولا يمنع ذلك من الاقرار بأن غالبية المسلمين في العالم تنبذ هذا التوجه، لكن الرائج ان تفاحة واحدة فاسدة تضرب سلة بكاملها.
وما من شك ان ما يسمى «الربيع العربي» أسهم الى حد كبير في تأجيج حالة الحذر بين السنّة والشيعة، وهي تتفاقم يوما بعد يوم لترتفع الى مستوى التوتر الشديد. وليس سرا ان اصطفاف غالبية الشيعة الى جانب النظام السوري وغالبية السنة الى جانب النظام في البحرين، فاقم في تصاعد حدة التوتر، على الرغم من اصطفاف الطرفين بصورة شبه اجماعية الى جانب الثورات في مصر وتونس وليبيا.
وليس سرا ايضا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الشماعة التي يعلق عليها الكثير من أهل السنة أسباب التوترات في العالم العربي بين المعتقدين الاسلاميين.
في المحصلة واهم من يعتقد ان طرفا من الفريقين قادر بعد على إلغاء الآخر، على الرغم من حملات التحريض والفتاوى المشينة التي تصدر من هنا وهناك وهنالك، تغذيها بعض الدوائر الدولية لأهداف سياسية لا تخفى على أحد.
فمهما قيل في «الخطر الايراني المحدق بالعالم العربي»، لن تستطيع طهران ابتلاع او تشييع اكثر من مليار سني في العالم، ولا هي قادرة على احتلال العالم العربي من محيطه الى خليجه حتى لو كانت لديها نيات «فارسية « جامحة. ومهما تعاظمت حملات التحريض على ايران وحلفائها، ليس في مقدور أحد ابادة اكثر من ثلاثمئة مليون شيعي في العالم، ولو صدرت ألف فتوى بتكفيرهم، على غرار ما حصل في ازمان بائدة.
هي اذن ليست حربا إلغائية. انها حرب باردة خطيرة جدا تعبر عن نفسها بثقافة تباعدية اكثر خطورة، تواكبها بعض حالات الانعزال والانزواء والهجرات الطوعية والقسرية احيانا، على طريق الفتنة الكبرى التي تستحضر حرب الجمل ومعركة صفين من اعماق التاريخ.
حيث ترعى الغزلان بين السنة والشيعة، مطلوب مبادرة سريعة يتنكب لها العقلاء في العالم الاسلامي، بالدعوة الى حوار صريح تتبعه مصالحة حقيقية تقوم على تفاهم وثوابت لا تحتمل التأويل.
ولعل من الحكمة ان يتولى مؤتمر القمة الاسلامية هذه المهمة ويخرج بقرارات تاريخية تطمئن الجميع. والاولى ان تبدأ طهران خطوات جريئة باتجاه محيطها العربي والخليجي على وجه التحديد، لتطمين دوله وساسته وشعوبه وسحب الذرائع من ايدي المبشرين بالفتن في العالم العربي وخارجه.
ومن لبنان ثمة خطوة مكملة لذلك تقوم على عاتق «حزب الله»، تتجاوز الحالة اللبنانية الضيقة، عبر حوار جدي ووصال لا ينقطع مع الحركات الاسلامية الناشطة في العالم العربي، وهو بدأ خطوات خجولة في هذا الاطار، لكن المطلوب تفعيلها وتطويرها كي تحاكي المستجدات الاخيرة، ولكي تعود صورة السيد حسن نصر الله الى البيوت العربية، مشرقا ومغربا، تماما كما كانت لسنوات خلت. ولا يعفي كل هذا حركة «حماس» بالذات من مسؤولية سياسية وأخلاقية بتعبيد الطريق أمام هذه المبادرة التاريخية.

اختلاف الحنابلة | محيط

اختلاف الحنابلة | محيط


اختلاف الحنابلة
الأحد: 23 اكتوبر 2011 , الساعة 10:31 صباحا


ليس المقصد أبدا الانتصار لمذهب ما أو حتى الدعوة له إنما المقصد معرفة الواقع الذي تحرك فيه المسلمون فمعرفة الحقائق أقرب الوسائل لتحقيق الوحدة الإسلامية دون الضغط على خصوصية كل مذهب وأرائه وأفكاره.


إنما المقصد ألا يتحول البحث وطلب العلم إلى وسائل للفرقة والتشرذم وإضعاف المسلمين وإني أحسن الظن بكل علماء المسلمين وبطلبة العلم وبعمومهم .


ومن علماء الحنابلة عالم مشهور يدعى القاضي أبو يعلى المتوفى سنة457 هجريا ولقد تصدى له الإمام الفقيه الحنبلي الخطيب بن الجوزي فقال: رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لايصلح..فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام. فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته ،فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات ،وفما ولهوات وأضراسا ،وأضواء لوجهه،ويدين وأصبعين وكفا وخنصرا وإبهاما ،وصدرا وفخذا وساقين ورجلين، وقالوا ما سمعنا بذكر رأس،وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات،فسموها بالصفات تسمية مبتدعة،ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا العقل ،ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ،ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدوث،ولم يقتنعوا أن يقولوا صفة ذات ، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة، مثل يد على نعمة وقدرة ولا مجيء وإتيان على معاني بر ولطف ،ولا ساق على شدة ،بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفة ،والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين،والشيء إنما يحمل على حقيقته ما أمكن ،فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه،ويأنفون من إضافته إليهم،ويقولون نحن أهل السنة،وكلامهم صريح في التشبيه،وقد تبعهم خلق من العوام وقد نصحت التابع والمتبوع.

وقلت:يا أصحابنا أنتم أصحاب وأتباع،وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل _رحمه الله_ يقول وهو تحت السياط:كيف أقول ما لم يقل فإياكم أن تبتدعوا من مذهبه ما ليس منه،ثم قلتم الأحاديث تحمل على ظاهرها،فظاهر القدم الجارحة ،ومن قال استوى بذاته المقدسة فقد أجراه –سبحانه- مجرى الحسيات ،وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل،فإنا به عرفنا الله- تعالى –وحكمنا له بالقدم ، فلو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكت ما أنكر أحد عليكم ،وإنما حملكم إياه على الظاهر قبيح فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل السلفي ما فيه.
وقد استفاض ابن الجوزي في بيان بطلان ما اعتمدوا عليه من أقوال، ولقد قال في ذلك القول الذي ينقده ابن الجوزي مع القاضي أبي يعلى الحنبلي ابن الزاغوني المتوفى سنة 527هجريا.
ولقد استتر هذا المذهب حتى أعلنه الشيخ ابن تيمية في جرأة وقوة ،وزاد آراءه انتشارا اضطهاده بسببها،فإن الاضطهاد يذيع الآراء وينشرها،ولذلك كثر أتباعه بسبب الاضطهاد وكسب الرأي ذيوعا وانتشارا.
ومما تقدم نرى أن عوام الناس لا قبل لهم بتلك الخلافات وأنهم يستحسنون إمامهم من مواقف أخرى يرونها ولاء لله والرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين. فرفقا بنا أيها الأحباب من الأشاعرة والحنابلة والسلفيون فنحن ما أحببناكم إلا بحبنا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وما تبعناكم إلا ظنا منا أنكم على الخير فلا تجهدونا ولا تحملونا أسوء ما فيكم من الفرقة والنزاع والشقاق وسوء الأخلاق.
واتقوا الله فينا فما اتفقتم فيه من شيء فاحملونا عليه وما اختلفتم فيه لا تدخلونا فيه فنحن نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحولها ندندن .
ولقد تبعناكم سنينا ظنا منا تجميعكم لنا وطرد الشياطين من بيننا فلا تجعلوا للشياطين مدخلا علينا . فاتقوا الله فينا واصلحوا ذات بينكم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الأحد، أكتوبر 30، 2011

في «مجاهل» العلويين... محنـة أقلية في بلاد الطوائف [2] | الأخبار

في «مجاهل» العلويين... محنـة أقلية في بلاد الطوائف [2]

جبل محسن... أرض المعارك والقبور الفقيرة


منذ الحرب الأهلية، بدّل ما يقرب من نصف العلويين مذهبهم لدى دوائر النفوس (هيثم الموسوي)

في الطائفة العلوية شخصيات مناوئة لآل عيد. «نخبويون» يعيبون على حكّام جبل محسن «نهج العسكرة وقلة الثقافة». في الجبل لا وزن فاعلاً لهؤلاء. الكل يشيد بآل عيد، من حفّار القبور إلى رئاسة الطائفة الدينية. بعضهم يؤكد ضرورة الإعداد العسكري، لأن فتوى ابن تيميّة يمكن أن تعود بلحظة ... فيكون قتل وتهجير كما حصل قبل قرون

محمد نزال

صحيح أن آل عيد في جبل محسن، بشخص النائب السابق علي عيد وابنه رفعت، يمثلان مرجعاً لأبناء الطائفة العلوية في لبنان، بيد أنهما ليسا الوحيدين على الساحة. ثمّة شخصيات علوية، ذات حضور، لا توافق على «نهج العسكرة الذي تميّز به آل عيد». من هؤلاء النائب الحالي عن طرابلس بدر ونّوس الذي وصل إلى المجلس النيابي في «بوسطة» ألد أخصام آل عيد في الشمال، تيار المستقبل. لا يجد ونّوس تبريراً لعدد الأصوات العلوية، القليلة جداً، التي نالها في الانتخابات النيابية الأخيرة، في مقابل عدد الأصوات التي حصدها رفعت عيد، سوى القول إن «بلطجة آل عيد هي السبب، حيث فرضوا على العلويين التصويت لهم».

بعيداً عن الاختلاف في السياسة الداخلية، لا يرى ونّوس أن ثمة خطراً على الطائفة العلوية في لبنان جراء الأحداث الدائرة في سوريا، لأن «لدى الشعب السوري ما يكفي من الوعي وكذلك هي القيادة السورية، وبالتالي، لن يكون هناك صراع مذهبي ولا داعي للحديث عن امتداد صراع من هذا النوع إلى لبنان». يلفت ونّوس إلى أن الوجود العلوي في لبنان «قديم جداً، أكثر من كثير من اللبنانيين، وأبناء هذه الطائفة كانوا، منذ أمد بعيد، جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لمدينة طرابلس، وهم كذلك حتى اليوم، ولديهم مؤسساتهم ومحالهم التجارية في قلب العاصمة الثانية، وهم مشهورون بالريادة الحرفية وبدعمهم للاقتصاد المحلي». أما الصراعات بين منطقة جبل محسن وباب التبانة، فهي، في رأي ونّوس، «ليست طائفية بين علوي وسني، إذ توجد مصاهرات وعلاقات قربى بين الطائفتين على نحو واسع، وقديماً لم يكن هناك فرز طائفي بين المنطقتين، بل اختلاط إلى حد عدم تمييز طائفة أي من المقيمين». ونّوس، النخبوي، يتفق مع آل عيد على أن الدولة «لم تعامل أهالي جبل محسن كما عاملت أهالي جبل لبنان»، لكنه يعزو «الحرمان والجهل بين العلويين الى آل عيد». ففي الطائفة نسبة عالية من المثقفين والمتعلمين، «لكن آل عيد لم يهتموا ولا يهتمون بهذا الجانب. سلوكهم عنفي وبعيد عن الثقافة. لذلك تجد أن العلويين من ذوي الرقي والتحضر هم خارج جبل محسن». رغم ذلك، يؤكد النائب العلوي ـــــ المستقبلي أن له «نفوذاً قوياً» في الجبل. وهو نفوذ لا ترى له أثراً على الطريقة اللبنانية، حيث لا صورة أو لافتة تأييد تشير الى ذلك.


حتى الأضرحة هنا تنّم عن فقر أصحابها

«صورة لونّوس؟» يفتح بائع العصير في الجبل فمه مستغرباً، ويتابع: «يمكن أن تجد صورة لموسوليني هنا، لكن ليس لونّوس». لماذا موسوليني تحديداً؟ يضحك الرجل الذي يضع صورة رفعت عيد على عربته، ويقول: «ما بعرف. لكن أي شخص يمكن أن تجد صورته هنا، إلا ونّوس وسواه من أتباع تيار المستقبل. هنا، وليسمع الجميع، لا مكان إلا للأستاذ رفعت عيد». يلوّح بيده لصاحب محل الخياطة المجاور، ويدفع بالعربة: «شرفتونا. الجبل جبلكم».
الزمان، الذي يمضي بطيئاً في باب التبانة، يؤرّخ بالمعارك. «المعركة» أكثر الكلمات تردداً: المعركة الأخيرة، ما قبل الأخيرة، معركة «الشهيد» فلان، معركة الحي كذا، المعركة قبل 3 سنوات. لكل في الجبل ذكرى مع معركة ما. الشاب الذي يخرج من مستوصف «الزهراء» يقول إنه «ناشط على الفايسبوك». يؤكّد أنه كان من بين من شاركوا في «المعركة» الأخيرة. كاد يومها أن يصاب بطلقة من شباب التبانة. «لو حصل ذلك لكنت الآن ميتاً. هنا لا جرحى. لا مستشفى لدينا، ونحن محاصرون... جريحنا ميت».
في الجبل مقبرة، يدفن فيها العلويون موتاهم، تضم حيّزاً خاصاً «لشهداء المعارك». حتى الأضرحة، هنا، تنمّ عن فقر أصحابها. لا نقوش عليها للأسماء. فقط «صبّة» باطون. لكن خادم «الروضة» يحفظ أسماء كل الراقدين تحت التراب: هذا كان من الوجهاء، وذاك استشهد قبل أشهر، ومن إلى جانبه سبقه في إحدى المعارك «إلى جنان الخلد». أرض المقبرة مملوكة لسيدة سورية من محافظة حمص، وبالتالي هناك مشكلة قانونية حولها. يؤكد رفعت عيد ضرورة التوصل الى حل «لأننا نرفض الاعتداء على أملاك الآخرين، ولا نقبل أن ندفن أمواتنا على أرض لا تعود ملكيتها لنا. الناس يدفنون موتاهم هنا منذ زمن بعيد حتى أصبح الأمر واقعاً، وقد دعونا الدولة مراراً، وتحديداً بلدية طرابلس، إلى استملاك الأرض، لكن من دون جدوى. يضنّون علينا حتى بالقبور».


لا صور في الجبل سوى للأسد وعيد

في مقابل المقبرة، يرتفع مسجد الإمام علي بقبته الخضراء. الآيات القرآنية تملأ جدران المسجد إلى جانب اسم النبي محمد والأئمة الاثني عشر. «العلويون يؤمنون بولاية الأئمة الذين تؤمن بهم الشيعة الاثنا عشرية». يؤكد إمام المسجد، الشيخ علي سليمان، أن أبناء الطائفة «يصلّون الصلوات الخمس اليومية، ويوم الجمعة يفيض المسجد بالمصلين». عمامة الشيخ لا تشبه تلك التي يعتمرها علماء الدين الشيعة، بل هي أقرب في الشكل إلى «العمامة السنية». طربوش أحمر ملفوف بقماشة بيضاء رقيقة. داخل المسجد قاعة للضيوف، يدعو إليها الشيخ ضيوفه، ويطلب لهم القهوة. يحدّثك في الشؤون الدينية، ثم ينتقل للحديث عن المعاناة الاجتماعية لأبناء الطائفة العلوية. فـ«الناس هنا لديهم نشاط فائض، يمكن ملاحظة حيويتهم، لكن ماذا تفعل في ظل غياب فرص العمل وعدم اكتراث الدولة بنا؟».
في مكان ليس ببعيد عن المسجد، يقع مقر المجلس الإسلامي العلوي. ثمة فرادة علوية هنا. هذه الطائفة كانت آخر الطوائف التي يصبح لها مجلس خاص بها. انتظر علويو لبنان 73 عاماً، بعد الاعتراف بهم رسمياً، ليصبح لهم هيئة تنظم شؤون الطائفة الدينية والاجتماعية. العلم اللبناني على مدخل المجلس، وجوده ضروري، فلقد أصبح معترفاً بالمجلس رسمياً في 19 آذار عام 2009، بعدما انتخب الشيخ أسد عاصي رئيساً له. لا مجال لمقارنة «فخامة» المجلس بأي من مجالس الطوائف الأخرى. فلا عسكر من قوى الأمن الداخلي يحرسونه، ولا عارضة حديدية تعوق وصول السيارات، بل لا مبنى مخصصاً له، إذ يقع في الطبقة الأولى من مبنى سكني قديم. لا يمكن الداخل إلى مقرّ المجلس إلا أن تقع عيناه على صورة لشيخ كبير في السن. صورة قديمة. هو الشيخ صالح العلي... «البطل العلوي» الذي رفض طلب الفرنسيين إنشاء دولة علوية أيام الانتداب، وذلك على طول الساحل السوري، مصراً على الوحدة السورية. يستقبلك الشيخ علي قدّور، عضو المجلس، بغير اللباس الديني التقليدي، ومعه مدير مكتب المجلس أحمد عاصي. بعد الحديث عن «الظلم التاريخي» الذي تعرّضت له الطائفة، يبدي قدّور أسفاً شديداً لـ«الأباطيل والخرافات التي ألصقت بالطائفة العلوية، وخاصة من المسلمين، الذين يفترون علينا بأننا نؤله الإمام علي بن أبي طالب، معاذ الله، فنحن موحّدون لله وعلى سنّة نبيه محمد. لقد كان لتكفيرنا ظلماً أثر كبير على ما لحق بنا من تهميش وحرمان».


قدور: كان لتكفيرنا ظلماً أثر كبير على ما لحق بنا من تهميش وحرمان

من جهته، يؤكد رئيس المكتب، أحمد عاصي، أن الفضل في إنشاء المجلس يعود للنائب السابق علي عيد، «وكل من يقول خلاف ذلك مفترٍ». وبالمناسبة، إن كان ثمة إجماع بين شخصيات الطائفة على دور لآل عيد في شيء، فهو على دورهم في إبصار المجلس النور قبل سنتين، بعد «تجاهل متعمد من الحكومات السابقة لهذا المطلب، وللقانون الرقم 95/449 الصادر في آب 1995».
ينتقد عاصي الشخصيات السياسية العلوية المناوئة لآل عيد، مثل النائبين بدر ونّوس وخضر حبيب، «الذين يرون الدم العلوي يسيل ويظلون يحكون عن السلام والمحبة. كانوا يتحدثون عن التهدئة في ظل النار التي تشتعل بأجساد العلويين في عزّ المعارك، ولم يكن يتصدى للهجمات سوى آل عيد. وعندما جاءت الانتخابات النيابية الأخيرة، صبّت أصوات الناخبين العلويين في صناديق المرشح رفعت عيد، لكن قانون الانتخابات الجائر أوصل سواه إلى المجلس النيابي، أوصل نائبين، هما للأسف على الطائفة نائبتان». وفي سياق مختلف، يوضح عاصي أنه منذ الحرب الأهلية في لبنان، بدّل ما يقرب من نصف العلويين مذهبهم لدى دوائر النفوس، طمعاً بإيجاد وظائف في قوى الأمن والجيش وغير ذلك. لا سبب سوى أن العلوي «لم يكن يحق له شيء من تلك الوظائف.


الشيخ علي سليمان داخل مسجد الامام علي

أما اليوم فإننا نعمل على تصحيح المذهب لدى هؤلاء وفقاً للأطر القانونية. البعض يظن أننا نحاول جلب الناس إلى الطائفة، علماً بأننا طائفة غير دعوية، فلا شيء اسمه علونة لدينا، على غرار بقية الطوائف، إنما ما نقوم به هو تصحيح للمذهب فقط».
يُشار إلى أنه حتى يومنا هذا، لا محاكم شرعية للأحوال الشخصية لدى العلويين، ولذلك فإن عقود الزواج، على سبيل المثال، تبرم في المحاكم الجعفرية، بعدما كانت لسنين طويلة تعقد في المحاكم السنية الشرعية، وكل هذا يعزوه العلويون إلى «التهميش الممنهج من جانب السلطات اللبنانية، التي لم تتعامل مع الطائفة كما تعاملت مع سائر الطوائف في لبنان ، والتي يقل عدد بعضها عن عدد العلويين بنحو النصف أو أكثر».
أحد الأسماء المعروفة بين العلويين في لبنان، هو آصف ناصر، الذين كان أول سفير علوي في تاريخ الجمهورية اللبنانية. ليس على وئام مع آل عيد، لكنه في الوقت نفسه ليس من الأخصام المعروفين. لا يؤيد العقلية التي يدير بها آل عيد شؤون الطائفة، وخاصة لناحية «تغييب المثقفين»، إلا أنه يسجّل لهم «دورهم في معركة الحصول على المجلس الإسلامي العلوي، فهذه شهادة للتاريخ». السفير ناصر يعدّ نفسه من أوائل الذين حاولوا جمع صف الطائفة، وذلك في ستينيات القرن الماضي، ولديه دراسة موجزة عن واقع العلويين في لبنان. يوضح في حديث مع «الأخبار» أهم الأسباب التي أدّت إلى حرمان أبناء الطائفة من أبسط حقوقهم، على مدى عقود طويلة، وهي: احتكار الزعامات التقليدية السياسية اللبنانية من جانب بقية الطوائف، في مقابل حرمان العلويين ذلك. غياب المرجعية الدينية العلوية. التشرذم والتناحر بين أبناء الطائفة. ندرة حملة الشهادات سابقاً، ما أدّى إلى عدم شغل الوظائف المهمة في الدولة، فأصبح السنة والشيعة يتناوبون على احتلال حصة العلويين، حتى أصبح الأمر حقاً مكرّساً تصعب استعادته.
يوضح ناصر أن علويي لبنان «لطالما تميزوا بتوجهاتهم العلمانية، فكنت ترى في إخراج القيد العائلي العلوي وحدة وطنية من كل الطوائف والمذاهب، إن لجهة المصاهرة أو لجهة التزاوج، فهناك الأم السنية للابن العلوي والعمة الشيعية والخالة الدرزية أو المارونية أو الأرثوذكسية. لم يعرف العلويون التعصب كما لم يعرف ذلك الطرابلسيون بأسرهم، مسلمين كانوا أو مسيحيين، وكنت تجد الشباب العلوي منخرطاً في الأحزاب العلمانية على نحو لافت». ويضيف ناصر: «هذه العلمانية المفرطة كانت وبالاً على الطائفة العلوية وأبنائها في جمهورية الطوائف، حيث لا يمكن أن تنال حقّاً في الدولة إلا عبر انتمائك إلى قبيلتك، هذا الأمر دفع الكثيرين من أبناء الطائفة إلى تغيير مذاهبهم إلى سنّة وشيعة، ما أدى إلى تناقص دراماتيكي في أعداد أبناء الطائفة المسجّلين في سجلات النفوس».
اليوم، ورغم الاختلاف في وجهات النظر بين ناصر وآل عيد، فإن الأول يرى في قوة الأخيرين في هذه المرحلة «ضرورة واجبة، لأن الله وحده يعلم إلى ماذا يمكن أن تؤول الأمور، إذ يمكن بكل بساطة استحضار فتوى ابن تيمية التاريخية، التي هجّرت العلويين قبل قرون من منطقة جبل لبنان، وكسروان تحديداً، والتي تكفّرهم وتدعو إلى قتلهم، ولذلك لا بد من قوة، في ظل ضعف الدولة، تحمي الوجود العلوي».
هذا هو لبنان، بلد الطوائف، الذي لا يسمح لأبنائه بأن يعيشوا المواطنة، حتى لو أرادوا ذلك. ربما يكون العلويون أصدق هذه النماذج. في لبنان، مهما كان في قلب الشخص من نبذ للطائفية، تظل بطاقة هويته وسجل نفوسه تشير إلى انتمائه. في لبنان، حتى الاسم انتماء، العائلة، القرية... كل ذلك يمكن، في ظرف ما، أن تُقتل لأجله، وربما على أيدي أشخاص لطالما اعتبرتَهم إخوة. إنها محنة المواطن في جمهورية الطوائف.


ماذا يريد حبوس؟

يُعدّ النائب السابق أحمد حبوس من الشخصيات البارزة لدى الطائفة العلوية. هو ليس في صف آل عيد، علماً بأن علاقة جمعته قبل عقود طويلة مع علي عيد، كما أنه ليس في صف أخصامهم. وبحسب أحد المقربين من المجلس الإسلامي العلوي، فإن حبوس يبدو «كمن لا يعرف ما يريد». ثمّة مواقف أطلقها حبوس في الآونة الأخيرة، ظهر من خلالها أنه من الحريصين على «كرامة الطائفة العلوية»: طالب الدولة بأن تُخصص منصب محافظ لطائفته. أعلن عتبه على البطريرك الماروني بشارة الراعي، إذ طالبه بـ«ردّ التهنئة للطائفة العلوية، كما ردّها لجميع الطوائف التي أتت لتهنئته بانتخابه بطريركاً». لكن بعد مواقف الراعي الأخيرة التي أطلقها في زيارته لفرنسا، رأى حبوس أن هذا المواقف «سيكتبها التاريخ بأحرف من ذهب». قبل تأليف الحكومة الحالية، طالب بأن تكون التشكيلة الوزارية من 32 وزيراً، حتى يكون فيها وزير يمثّل الطائفة العلوية، لكنه عاد ورحب بأن تأتي حكومة تضم 5 وزراء من طرابلس. هو مع قانون النسبية في الانتخابات النيابية، ضمن الدائرة الواحدة، لكنه من المنوّهين بـ«مشروع الفرزلي الانتخابي». مواقفه الخارجية لا تختلف كثيراً عن مواقف آل عيد، فالولايات المتحدة برأيه «تريد تفتيت المنطقة ككل، والضغط سيبقى قائماً على سوريا لإبقاء مناطق خارجة عن السلطات السورية، لكن الشعب السوري واع لذلك. المشروع اليوم هو إفراغ المنطقة من الأقليات، وتركها للتطرف والتقاتل».


على سنّة الله ورسوله

يستغرب عضو المجلس الإسلامي العلوي، الشيخ علي قدّور، كيف يصدّق بعض الناس «الخرافات التي ألصقت بالطائفة العلوية على مستوى العقيدة الدينية، من دون الرجوع إلى أعلام هذه الطائفة للتثبت منهم». ويعتب قدّور كثيراً في ذلك على عموم المسلمين، حيث كفّر بعض الشيعة أبناء الطائفة العلوية بحجة أنهم يؤلّهون الإمام علي بن أبي طالب، وكذلك فعل كثير من السنّة بعناوين مختلفة. «نحن نعلم أن الشيعة والسنّة قد حاول البعض تشويه معتقداتهم، وبالتالي يفترض بهم أن يكونوا أكثر من يفهم ما لحق بنا من تشويه، وخصوصاً في ظل غياب وسائل الإعلام التي تمكننا من رد الأباطيل. نحن مسلمون على سنّة الله ورسوله محمد، ولا نقبل أن يقال عنا أي شيء خلاف ذلك».
في هذا السياق، يذكر السفير آصف ناصر، أن قانون الأحوال الشخصية الذي كان سارياً على الطائفة هو قانون حقوق العائلة العثماني، المبني على المذهب الحنفي، ولما استقلت الطائفة الشيعية على يدي الإمام موسى الصدر، ترك للعلويين أن يختاروا في تنظيم أحوالهم الشخصية بين المذهب الحنفي والمذهب الجعفري. آنذاك، كانت المراجع الدينية تتعامل مع العلويين على أنهم كفرة، فعند إجراء عقد الزواج، مثلاً، كان يطلب من العلوي تلاوة الشهادتين.


السبت، أكتوبر 29، 2011

شبكة راصد الإخبارية :: الشيخ الراضي: ولاء الشيعة لوطنهم ولترابه

شبكة راصد الإخبارية
الشيخ الراضي: ولاء الشيعة لوطنهم ولترابه

شبكة راصد الإخبارية - 28 / 10 / 2011م - 7:51 م
الشيخ حسين الراضي
الشيخ حسين الراضي

أسف الشيخ حسين الراضي لما صدر من تصريحات لخطيب الحرم المدني ولخطاب وزارة الداخلية حول أحداث العوامية وما رافقها من اتهامات للشيعة بعدم الولاء لوطنهم وتبعيتهم لدولة خارجية.

وشدد على أن "ولاء الشيعة لوطنهم ولترابه منذ أن وجودوا عليه ومن صدر الإسلام إلى يومنا هذا".

وقال إمام وخطيب جمعة مدينة العمران بالأحساء " إن مثل هذه التصريحات لا تخدم المواطنين كل المواطنين ولا تجمع شملهم بل تمزق وحدتهم وتخدم أعداء الوطن والمواطنين وأعداء الدولة".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في الأسبوعين الماضيين، ففي الأسبوع الأول تحدث عن "تواجد الشيعة في هذا الوطن منذ صدر الإسلام إلى وقتنا الراهن وبالأخص في الحرمين الشريفين".

وذكر مجموعة من العلماء الذين برزوا في مكة المكرمة بعد غيبة الإمام المنتظر و"أن الكيان العلمائي الشيعي في المدينة كان قوياً سواء كان في المدينة عموماً أو في المسجد النبوي خصوصاً".

وحذر الشيخ الراضي من النفس الطائفي داخل المملكة فـ "إن هذا النفس الطائفي هو السائد في داخل المملكة ولن يَسعد المواطنون مع هذه الفقاعات التي تتضخم وتكبر وبعد ذلك يسود التبديع والتفسيق والتكفير" حسب تعبيره.

وفي الأسبوع الماضي ركز الشيخ الراضي على ذكر شواهد تاريخية تؤكد على التواجد الشيعي العلمائي في مكة المكرمة.

وبين أن "الشيعة - التي يريد أن يتنكر لها بعضهم ويهمشها - هي أحد المكونات الاجتماعية في داخل المملكة ومن رحم هذه البلاد على مر القرون والدهور وبالأخص في أقدس المقدسات مكة المكرمة ولم تكن قد جاءت من الشرق أو الغرب ومن خارج البلاد حتى تُرَحّل إلى المكان الذي قد جاءت منه".

واعتبر أن المواطنة والتعايش هو السبيل.

وقال " نحن نكره الحديث عن الطائفية والمذهبية التي مزقت الأمة شرّ تمزيق ونعتبر المواطنة والتعايش في الوطن هو الإطار الذي ينبغي أن يؤخذ لكل المذاهب والطوائف والأعراق ".


الجمعة، أكتوبر 28، 2011

في «مجاهل» العلويين..ج 1 . محنة أقلية في بلاد الطوائف | الأخبار

في «مجاهل» العلويين...ج 1 محنة أقلية في بلاد الطوائف | الأخبار


في «مجاهل» العلويين... محنة أقلية في بلاد الطوائف

تقديرات عدد العلويين اللبنانيين بين 70 ألف نسمة و120 ألفاً ستون في المئة منهم في جبل محسن (هيثم الموسوي)

العلويون طائفة لبنانية «منسية»، في بلد ذاكرته طائفية في المقام الأول. يعيشون بمحافظة الشمال عموماً، ويتركز وجودهم على تلة في طرابلس سميت جبلاً. لا عهد لهم بالدولة. يحملون هويتها كـ «إخوانهم» السنّة في التبانة. أين هم اليوم من الأحداث الدائرة في سوريا؟ كيف ينظرون إلى الآخرين، وإلى أنفسهم؟ أسئلة في حجم الجبل.

محمد نزال

هنا بيئة لا تشبه سواها في لبنان. هنا، قد يتبادر إلى ذهنك أنك دخلت الأراضي السورية خطأً. صور الرئيس بشار الأسد تملأ فضاء المكان: بالبزّة العسكرية، مدنياً، بالنظّارات الشمسية... هنا، يسكن القسم الأكبر من أبناء الطائفة الإسلامية العلوية في لبنان. هنا، تقرأ في العيون مزيجاً من الحرمان والقلق والصلابة، وتسمع عن ظلم التاريخ وتأهب الحاضر وترقّب المستقبل. هنا، نموذج لمحنة الأقلية في بلاد الطوائف... أهلاً بك في جبل محسن.لا أرقام دقيقة عن عدد العلويين في بلاد الأرز. أكثرهم تفاؤلاً يقول إنهم يفوقون الـ 120 ألف نسمة، وأكثرهم تشاؤماً يؤكد أن العدد يربو على 70 ألفاً. يتركز أكثرهم، بنسبة تصل الى 60 في المئة، في منطقة جبل محسن، التابعة إدارياً لمدينة طرابلس، وثلثهم تقريباً في منطقة عكّار، ويتوزّع الباقون، بأعداد قليلة، على مناطق مختلفة. قبل 75 عاماً، اعترفت الجمهورية اللبنانية بالعلويين كأحد المذاهب الإسلامية، إلى جانب السنّة والشيعة والدروز. لكن هذا الإعتراف (المدوّن في القانون 60/ ل.ر) بقي حبراً على ورق. فعلى عكس المذاهب الأخرى، لم يتمثّل العلويون في أي من الحكومات منذ الإستقلال حتى اليوم. لا وزير علوياً في تاريخ الجمهورية اللبنانية. بل يمكن القول، بكل راحة ضمير، أن العلويين لم «يذوقوا» يوماً طعم «الكعكة» اللبنانية: إذ ما من محافظ علوي، ولا رئيس بلدية ولا قاض ولا كاتب عدل ولا ضابط رفيع! أما التمثيل النيابي، فلم يحصلوا عليه إلا في مجالس ما بعد الطائف (1992). مذ ذاك أُعطوا مقعدان، عن طرابلس وعكّار. ولكن، عملياً، لم تكن لهم «جميلة» في إيصال نوابهم بأصواتهم، إذ أن هؤلاء تتكفّل بهم، في العادة، «المحادل» و«البوسطات» وغيرها من «وسائل النقل» الانتخابية الجائرة. اليوم، يطل أبناء هذه الطائفة إلى الضوء، لا من بوابة السياسة اللبنانية الضيقة، بل من خلال الأحداث الدائرة في سوريا، التي اتخذت، أو جعلها البعض تتخذ، شكل صراع طائفي بين السنة والعلويين. أين علويو لبنان مما يحصل في سوريا، وإلى أي مدى يمكن أن يؤثّر عليهم الوضع هناك؟ ما هو مستوى ارتباطهم بالنظام السوري، وكيف يوفقون بين الحلف والإنتماء؟ أين هم من معزوفة «العيش المشترك»، وهم الذين يحيط بـ«جبلهم»، من كل الجهات، «إخوانهم» الطرابلسيون الذين خرجت وتخرج من بينهم تظاهرات تطالب بإسقاط النظام السوري «العلوي»؟ في الرحلة الى الجبل، أو بعل محسن كما كان يسمى قديماً، لا سبيل الى الوصول (إذا استثنينا القفز بالباراشوت)، إلا عبر عاصمة الشمال. في طرابلس، يدوخ الزائر من كثرة صور زعماء ورؤساء حكومات ونواب وقادة أجهزة أمنية. تبدو معركة انتخابات 2013 مفتوحة منذ الآن. شارع صغير أطلق عليه، للمفارقة، اسم «شارع سوريا»، هو الحد الفاصل بين سنة باب التبانة وعلويي الجبل. لا قاسم مشتركاً بين هنا وهناك، اليوم، سوى البؤس والفقر، وغياب الدولة عبر أوضح النماذج. ما أن تجتاز الشارع حتى تنتصب أمامك، فجأة، صورة عملاقة تجمع علي عيد وابنه رفعت مع الرئيس السوري بشّار الأسد. «زعيم الجبل»، رفعت، هو المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي، ونجل «الأستاذ» علي. والأخير بالنسبة الى «أهل الجبل» هو عضد الطائفة وسندها وجامع كلمتها، وهو، بالتالي، وبقوة الواقع، المرجع السياسي للأكثرية الساحقة من علويي لبنان (بحسب أرقام الإنتخابات النيابية الأخيرة). يقع منزل آل عيد على الطريق العامة قرب مستشفى «الزهراء» (الذي يتمركز فيه الجيش). يرفع الحارس العارضة الحديدية مبتسماً. لندلف إلى باحة واسعة، حيث تركن سيارات الزوار و«قاصدي الخدمات». داخل مكتب رفعت عيد، أكثر ما يجذب نظرك سيف خشبي كبير مدموغ بعبارة «لا فتى إلا عليّ ولا سيف إلا ذوالفقار». إلى جانبه، صورة للرئيس السوري بشّار الأسد وأخرى لوالده الرئيس الراحل حافظ. على يسار المكتب، لوحة كبيرة للعلم اللبناني. ومكتبة متوسطة الحجم، تتوسطها موسوعتان، عن حزب الله وعن السيد موسى الصدر.

بعض العلويين أصبح سنياً وبعضهم الآخر شيعياً لدخول جنة الوظيفة

يحلو لعيد أن يروي «الحكاية» من بداياتها. مذ كانت الجمهورية لم يكن مسموحاً لأبناء هذه الطائفة بأي وظيفة رسمية. استثناء «تاريخي» واحد خرق هذه القاعدة حصل عندما وافق رئيس احدى البلديات، قبل نحو خمسة عقود، على توظيف شباب علويين في رعاية كلاب الحراسة! كان العلوي «يطير فرحاً إذا تمكن من التقاط صورة تذكارية تجمعه مع شرطي بلدي». لذلك كان يذهب طائعاً إلى دوائر النفوس كي يبدّل مذهبه على الورق «للحصول على وظيفة». هكذا صار بعض العلويين سنياً وبعضهم الآخر شيعياً، وهذا، ربما، ما يفسّر اختلاف التقديرات حول أعدادهم. في مطلع ستينات القرن الماضي، سافر علي عيد إلى الولايات المتحدة للدراسة قبل أن يعود إلى لبنان لإكمال دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت. بعد تخرجه، حاول عبثاً أن يجد وظيفة، والسبب أن توظيف العلوي لم يكن يُحسب على أحد من الزعماء، «لا أحد في هذا البلد يعطي بلا حسابات سياسية». قصد عيد الزعيم المسيحي يومذاك العميد ريمون إدّه، مطالباً بإنصاف الطائفة العلوية في الوظائف. قال له إدّه: «هذا هو لبنان. يمكنك، ببساطة، مغادرته. ولكن من أراد أن يبقى فعليه أن يدخل في لعبة الطوائف، وبالتالي عليك أن تؤسس لحراك تجمع به شمل أبناء طائفتك لتصبح قادراً على الضغط وتحصيل الحقوق». لمعت الفكرة في ذهن عيد. بدأ من الرياضة، النشاط الأكثر جذباً للشباب. أسس فريقاً لكرة القدم. هكذا، راح الحراك يتسّع تحت عنوان «حركة الشباب العلوي»، إلى جانب جهود عدد من الناشطين وبعض الشخصيات البارزة من الطائفة، ومنهم آصف ناصر، الذي أصبح بعد الطائف سفيراً للبنان في كازاخستان. إلى هذا الحد، لم تكن لآل عيد علاقة بالنظام السوري في دمشق. ولكن، وبحسب رفعت، شنّ «الفلسطينيون بقيادة ياسر عرفات وبعض الحركات الإسلامية» حملة على العلويين في شمال لبنان في 6/6/1976، «على خلفية خلافاتهم مع النظام السوري، فهُجّرنا إلى سوريا». هناك تعرّف علي عيد على الرئيس حافظ الأسد، الذي «قدّم لنا كل الدعم، فأصبح لدينا سلاح وتدربنا على استخدامه، وعند دخول القوات السورية إلى لبنان عدنا معها إلى مناطقنا، وإلى البلد الذي ولدنا فيه، إلى حيث ننتمي، ولا يمكن أحداً أن يزايد علينا في وطنيتنا. نحن لنا على الجميع، ولا أحد في لبنان، على الإطلاق، له شيء علينا». رغم ذلك، «لم يعمل السوريون على تمكين العلويين اللبنانيين من أي نفوذ أو سلطة». بعد الطائف، وصل كل من أحمد حبوس وعبد الرحمن عبد الرحمن إلى المجلس النيابي، كأول نائبين من الطائفة العلوية في تاريخ لبنان. هكذا، صار للطائفة نائبان وسفير وعدد من موظفي الفئة الأولى أقل مما يفترض بحسب النسبة المئوية للتمثيل المعمول بها لدى سائر الطوائف. بعد انتهاء الحرب، شمل قرار جمع السلاح وحلّ الميليشيات أبناء الطائفة، فاستوعب نحو 1500 منهم في الأجهزة الأمنية الرسمية. اليوم، «لا يوجد سوى علوي واحد في الأمن العام، في مقابل عدم وجود أحد في استخبارات الجيش أو في الجمارك. لا ضبّاط علويين من رتب رفيعة. كما بقينا كل تلك السنين بلا مجلس ينظم شؤون الطائفة». يبدي عيد عتباً كبيراً على من يفترض أنهم حلفاء، وتحديداً من قوى 8 آذار، الذين «لم يقفوا معنا كما يجب. في السياسة، نشعر اليوم بأن الحلفاء يريدون أن يأكلونا فيما الأخصام يريدون قتلنا». عتب عيد لا يوفّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي «فاز في الإنتخابات النيابة في الشمال على ظهورنا، فهو، والجميع، يعلمون أننا نحن من ثبّت الوضع الأمني في الشمال، وأنه لولا جهود بعض القوى، ونحن في طليعتها، لكان الشمال قد أصبح إمارة إسلامية». لدى سؤاله عن الوضع في سوريا. تتغير نبرة عيد، وتصبح أكثر حدّة: «لا يزايدن علينا أحد. نحن لبنانيون أكثر من كثير من المتشدقين بالإنتماء. قلعة طرابلس من بناها؟ أليسوا بني عمّار الذين كانوا على المذهب الإسلامي العلوي؟». أما العلاقة المميزة مع سوريا التي «نعتز بها»، فهي كعلاقة الشيعة بإيران، والسنة بالسعودية، والموارنة بفرنسا، وهكذا... «ونحن أولى بالعلاقة الاستراتيجية مع سوريا المتصلة بنا جغرافياً، حيث لدى كثيرين منّا علاقات قربى هناك. ما يربطنا بسوريا هو التاريخ والجغرافيا، العمق الاستراتيجي والقضية الواحدة والنضال المشترك. صحيح أن الرئيس السوري من الطائفة العلوية، لكنه لم يكن يوماً طائفياً، ونحن أيضاً لسنا طائفيين».

رفعت عيد: لم يعمل السوريون على تمكين العلويين اللبنانيين من أي نفوذ أو سلطة

وعن التوقعات لما يمكن أن ينتج عن الأحداث التي تشهدها سوريا، يجيب عيد: «قد، لا سمح الله، تحصل مشاكل كثيرة في سوريا. ولكن الأسد، بكل ما يمثل، لن يسقط. وأقول لبعض المجانين إن اللعب مع سوريا في الموضوع الطائفي هو لعب بالنار، وفي حال أصروا على ذلك، فليعلموا أن الموت سيكون جماعياً، وسيكون هناك كثير من الدم، ولن تهدأ الأرض ولن يستقر لأحد عليها قرار». وعن وضع العلويين في لبنان في ظل هذه الظروف، يقول جازماً: «نحن أقوياء جداً. لا نعتدي على أحد، ولكن إذا اعتدى علينا أحد فإننا نعرف كيف ندافع عن أنفسنا. نحن نراعي الوضع الأمني، والمسؤولون في لبنان، جميعهم من دون استثناء، يعرفون ذلك. نستطيع أن ننزل إلى الشوارع كل يوم ونطالب بحقوقنا بطرق سلمية أيضاً، ولكننا لا نريد تأزيم الأمور». يعود بالذاكرة إلى أكثر من 3 سنوات خلت، إلى أحداث 7 أيار، يوم «اعتدى علينا تيار المستقبل هنا، ومن لف لفه، بعدما ظنوا أنهم يستطيعون تعويض ما حصل معهم في بيروت. يومها تصدينا وعلموا أننا لسنا ضعفاء، ولسنا بالخاصرة الرخوة. وصلتهم الرسالة. قلت لهم يومها نحن هنا حوالي 50 ألف شخص، مستعدون لأن يموت منّا 25 ألفاً، بل كلنا، ولكن لا نحني رؤوسنا أو نُذلّ لأحد». ماذا عن السلاح؟ يجيب عيد مباشرة: «نعم نملك السلاح، وهو عندنا أهم من الخبز، وإلا فما هو ضماني؟ لا أحد يضمن أمننا. لنا ثقة بالجيش، لكنه غير قادر على تأمين الحماية في ظروف معينة. هذا الجيش الذي خوّنه النائب الشمالي خالد ضاهر وفريقه السياسي». لكنه ينبّه الى ضرورة «عدم فهمنا خطأ. لا مشكلة لدينا مع إخواننا السنة أبداً. المسألة ليست طائفية. مشكلتنا مع الأجهزة الإستخباراتية التابعة للأطراف المناوئة لنا، مثل فرع المعلومات. نحن وأبناء طرابلس، من السنة، أهل وأكثر، تربينا مع بعضنا ودرسنا وأكلنا وشربنا مع بعضنا، ولن نقبل أن يكون بيننا صراع من منطلق طائفي، رغم كل ما حل بنا قديماً وحديثاً». لسنا طائفيين... ربما تكون هذه العبارة، التقليدية جداً في لبنان، إحدى أكثر العبارات التي تُسمع في جبل محسن. يرددها الصيدلي، بائع الخضر، الاسكافي وصاحب محل النراجيل. كأنها نشيد وطني. يمكن، بسهولة، ملاحظة أن الناس في هذه المنطقة مطبوعون بشخصية تمتزج فيها الطيبة بالعنفوان. يضع أحمد الحذاء الذي يصلحه من يده، ويقول ممازحاً: «هذا الرينجر لأحد المقاتلين الذين يتحضرون للمعركة المقبلة». تغيب البسمة عن وجهه، ويقول: «كلنا أخوة. لم نكن نعرف الفرق بين علوي وسني. من أين أتتنا هذه الطائفية بيننا وبين التبانة؟ ولكن تذكر، لن نقبل أن يعتدى علينا ونبقى قاعدين». في جبل محسن لا يلاحظ وجود تعصب ديني، لكن ثمة ما يمكن عدّه «قلق أقليات». يدركون هناك أن أبناء الطائفة السنية، الذين يحوطونهم من كل الجوانب، هم مثلهم فقراء ويعانون غياب الدولة، وتحديداً في منطقة باب التبانة. في جبل محسن، يمكن فهم ذلك التحوّل النفسي للجماعات، الذي يصبح معه شخص لا عهد له بالطائفية، «مضطراً» لركوب هذه «اللعنة» خوفاً من الغرق. «دُفعنا إليها، فذهبنا بأقدام من حديد»... يقول إبراهيم، صاحب المكتبة المتواضعة.


علوش النموذج

قبل أن تستحكم «الفتن» والخلافات بين جبل محسن والتبانة، كان الحس الطائفي، بحسب بعض الكهول في المنطقتين، شبه معدوم، بل غير موجود أصلاً. دليلهم إلى ذلك الإختلاط والعلاقات المميزة، والمصاهرات التي كانت تحصل بين أبناء الطائفتين السنية والعلوية. ويُعد النائب السابق عن تيار المستقبل مصطفى علوش من أبرز تلك النماذج، فهو مولود من أب سني وأم علوية. علوش يرى اليوم في منطقة جبل محسن، حيث الأغلبية العلوية، ما يشبه «تورا بورا» في أفغانستان. يحمّل سبب ما وصلت إليه تلك المنطقة إلى «النظام السوري وآل عيد». هو غير متخوّف على الوضع الأمني في طرابلس، إلا إذا أرادت سوريا «تحريك عيد من خلال إحداث خلل أمني في المدينة». علوش لا يحب السلاح. ولطالما نفى أن يكون لفريقه السياسي، ومن يدور في فلكه، أي علاقة بالسلاح، ولكن على القوى الأمنية «نزع هذا السلاح إذا كان موجوداً فعلاً، وهو حتماً موجود لدى فريق 8 آذار في طرابلس». يقصد بذلك آل عيد في جبل محسن. واللافت أن من يجول هذه الأيام في الجبل، يدهش لحجم النقمة على علوش، ولا ينافسه في ذلك سوى شخص واحد... النائب خالد ضاهر.


حكاية الإنيرغا

يندر إيجاد خبر، خلال السنوات الخمس الأخيرة، عن جبل محسن وباب التبانة، إلا وتكون الإنيرغا ثالثهما. تفاقم استخدام هذه القنابل الطائرة، المشظية للأفراد بأغلبها، حتى صار إسمها قريناً للمنطقتين. خلال تلك السنوات، سقط كثير من الجرحى بسبب هذه القنابل، وكادت تحصل جراء بعضها مجازر داخل الأحياء السكنية المكتظة. اللافت أن الذين يطلقون هذه القنابل كانوا، وما زالوا، مجهولين، وذلك رغم وجود قوة للجيش عند مدخل جبل محسن، وأخرى في باب التبانة، فضلاً عن الحركة النشطة لأجهزة الإستخبارات الرسمية بين المنطقتين. يأتي أشخاص يحملون اسلحة مختلفة، فيضعون الإنيرغا في فوهة الرشاشات، ثم يطلقونها بشكل قوسي لتستقر في المنطقة الأخرى. في فترة معينة، أصبحت «حرارة محور جبل محسن ــــ التبانة» تؤشر لدى المتابعين إلى طبيعة الحالة الأمنية في لبنان. عدت تلك الساحة «صندوق بريد» بين الأطراف المختلفة سياسياً، وحتى بين أجهزة الإستخبارات الأجنبية. ذات مرة، أشار مختار جبل محسن، الذي يعدّ أيضاً مختار التبانة، عبد اللطيف صالح، الى «وقوف جهاز استخباراتي عربي وراء إطلاق تلك القذائف، بهدف زعزعة الأمن والإستقرار، وهذه المعلومات باتت في عهدة إستخبارات الجيش اللبناني». يُذكر أن الإنيرغا تستخدم غالباً في أيام السلم، ولكن عند نشوب المعارك، يصبح الكلام على أسلحة رشاشة من مختلف الأنواع والأحجام، إضافة إلى القذائف الصاروخية من نوع ار بي جي.

(غداً الجزء الثاني)



الاثنين، أكتوبر 24، 2011

وكالة أنباء التقريب (TNA) - الإتساق المدهش في الحج شكل مظهراً من مظاهر الوحدة الإسلامية


الشيخ علي خازم
الإتساق المدهش في الحج شكل مظهراً من مظاهر الوحدة الإسلامية
خاص تنا -بيروت
"بساطة الزي وكونه غير مخيط فإنَّ من دلالاته المساواة وإمكانية الإكتفاء بما دون الإسراف في مقدرات الأفراد و الأمة .
أكد الشيخ علي خازم أن فريضة الحج هي من العبادات التي نص عليها القرآن الكريم،وفي مقابلة خاصة مع وكالة أنباء التقريب - بيروت ، لفت الى أن أهميتها تكمن في الآثار التي تظهر من حجم الحضور البشري هناك على اختلاف الجنس والعمر والجنسية والعرق والموقع الاجتماعي. وكذلك أيضاً فيما يلحق بهذا الاجتماع الهائل "من اتساق مدهش في اداء المناسك" مضيفاً أن هذا الأمر يشكل أهم مظهر من مظاهر الوحدة في الامة الاسلامية. وهذا نص المقابلة:


1- هل يمكن تحقيق ثقافة الوحدة بين المسلمين من خلال استثمار أجواء الحج؟

يعّد الحج من أبرز مظاهر وحدة الأمة الإسلامية ولا يتأتى هذا المظهر عفوا بل هو مطلوب. وقد نصت عليه آيات وروايات قال تعالى :
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {البقرة/١٩٧} لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {البقرة/١٩٨} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة/ ١٩٩} فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {البقرة/٢٠٠} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة/٢٠١} أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {البقرة/٢٠٢}وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {البقرة/٢٠٣}
في هذه الايات نص على ثلاثة مواقع يجتمع فيها الحجيج وتتجلى صورة الوحدة فيها بأجلى معالمها: الوقوف في عرفات والافاضة منها ثم التأكيد على الافاضة من حيث افاض الناس الذي الغى ما كانت قريش وحلفاؤها يميزون به انفسهم عن بقية الحجيج فقد ذكر المفسرون ان قريشاً وحلفائها وهم الحمس كانوا لا يقفون بعرفات بل بالمزدلفة وكانوا يقولون : نحن اهل حرم الله لا نفارق الحرم فأمرهم الله سبحانه بالافاضة من حيث افاض الناس وهو عرفات.

2- ماذا أراد الله لنا من خلال أداء شعائر الحج ؟ وما أبرز سمات توحيد الزي للحجيج؟

الحج من العبادات التي نص القرآن الكريم على بعض عللها وغاياتها,حيث يمكن للمسلمين التحقق من استكمال القيام بها بمراقبة مستوى تحقق هذه الغايات وان لم يتعلق اداء هذه الفرائض بها فهي امور تعبدية غير معلقة على الغايات المجعولة لها كثمرة بخلاف الشروط والاركان التي تتقوم بها العبادة فان ارتفعت لم يتحقق للعبادة صورة بل ولا معنى .
قال تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {الحج/٢٧} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {الحج/٢٨} ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {الحج/٢٩}.
وتتنوع المنافع المذكورة كما يتنوع شهودها. فان يشهد الحجاج منافع لهم يعني ان تحضرعندهم تلك المنافع حضورا يعيشونه على تنوعها بين المادي والمعنوي من جهة,وما ينعكس من اجتماعهم على العالم الخارجي بما يعود تاثيره عليهم من جهة اخرى.
ولعل ابرز تلك الآثار ما يظهر من حجم الحضور البشري في الحج على اختلاف في الجنس والعمر والجنسية والعرق والموقع الاجتماعي , وما يلحق بهذا الاجتماع الهائل من اتساق مدهش في اداء مناسك الحج حتى يخال الناظر اليه انه يراقب سيلا لا يد لافراده فيه.وهذا اهم مظهر لوحدة الامة الاسلامية.
و أمَّا بساطة الزي وكونه غير مخيط فإنَّ من دلالاته المساواة بين الأفراد وإمكانية الإكتفاء بما دون الإسراف في مقدرات الأفراد ومقدرات الأمة في حياتهما والتذكير بالكفن والموت والقيامة والعرض عند الحساب بما يفترض أن يعيد التوازن النفسي والإجتماعي في الأمة.


3- هل يمكن لموسم الحج ان يشكل حوراً اسلامياً جامعاً ؟ وكيف يمكن تفعيل هذا الحوار والتأسيس عليه؟

في الحج ترجع المذهبية الى صورة الطريق الموصل الى الله وهي الصورة التي يقبلها العاقل اللبيب فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج ,وغاية ما يبحثه المسلم مع اخوانه ان تيسر لهم التفاهم اللغوي ان يتعرف كل منهم عن بلاد المسلمين وما تعيشه من قضايا حيوية وان يراجعوا صورة الأمة في الكون وهذا المعنى من معاني المنافع خاصة اذا كان الحوار بين اولي الامر من سياسيين وعسكريين واقتصاديين وعلماء في كافة الاختصاصات، فتحضر قضايا الأمة الكبرى كالقضية الفلسطينية ومتعلقاتها في الاراضي العربية الأخرى المحتلة،كما الاحتلالات الواقعة في اماكن أخرى من العالم الاسلامي. وتحضر ايضاً قضايا التنمية والحرية والمساواة ويستفاد من تجارب الشعوب لإصلاح عام يسهم في تعميم المنافع ليشهدها العالم كله مسلماً كان أو غير مسلم.
أما قياس مدى نجاح ذلك فإنه مما لاشك فيه كون الحج من المؤثرات العميقة في نفوس الحجيج إضافة إلى عوامل أخرى في إحياء التضامن الإسلامي لكن قياسه مستقلاً يحتاج الى تفصيل آخر.

4- كيف تقيّمون الندوات والملتقيات التي تقام في هذا الموسم بغية التقريب بين المذاهب؟ وخاصة الندوة التي يقيمها "مجمع التقريب العالمي " سنوياً؟

ليس من شأن مؤتمر أو مؤتمرات أن يزيل رواسب الإختلافات والأحقاد بل إنها تسعى لتخفيف الآثار ولتوجيه القوى نحو مواقع العمل المشتركة وهي إذا نجحت في ذلك تكون قد أبعدت عوامل القوة من الإستخدام السيء، ووجهتها في خدمة قضايا الأمة وهذا في نفسه من الأمور الشاقة والمهمة ومؤتمرات المجمع العالمي للتقريب بما تضمه من أعضاء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي خصوصاً في موسم الحج تؤدي هذه المهمة بنجاح كبير .

خاص تنا - مكتب بيروت

الأحد، أكتوبر 23، 2011

وكالة أنباء التقريب (TNA) - مصير واحد ويدٌ واحدة نحو القدس

راعي الأبرشية القبطية لوفد من تجمع العلماء المسلمين
مصير واحد ويدٌ واحدة نحو القدس
تنا ـ بيروت
سنبقى يداً واحدة وقلباً واحداً ونحن نرجو لمصر وكل الوطن العربي الاستقرار
زار وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة مسؤول العلاقات العامة في التجمع الشيخ حسين غبريس راعي الأبرشية القبطية في لبنان الأب رويس الاورشليمي ، حيث قدم العزاء بضحايا الاقتتال الطائفي الأخير في مصر معتبراً أن المحرك الأساسي للفتنة الطائفية هو الكيان الصهيوني الذي يسعى لشرذمة العالم الإسلامي وتقسيمه بين اثنيات وطوائف وإيقاع القتال بينهم وتغذية الخلافات حتى ترتاح هي من خطر الزوال الحتمي الذي تهدده الوحدة في العالم العربي خصوصاً .

ورأى الوفد أن ما أصاب الأقباط في مصر هو مصاب مشترك أصابنا كما أصابهم ونقل الوفد إلى البابا شنودة والأقباط في مصر خصوصاً ومصر عموماً أسمى آيات العزاء وندعوهم للتماسك وتفويت الفرصة بضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة والسعي لأن تسود مناخات الوئام والمحبة وتحكيم العقل وعدم الانجرار وراء الغرائز.

بدوره، شكر الأب الاورشليمي للتجمع تعزيته ومواساتهم ومساندتهم ونقل لهم شكر البابا شنودة الذي يكن للبنان وشعبه كل المودة والاحترام ورغم كل الظروف التي مرت بنا ورغم كل التدخلات والعبث بأمن مصر، والتي تريد إبعادها عن القضية الوطنية الأساسية ، و أضاف : نحن سنبقى يداً واحدة وقلباً واحداً ونحن نرجو لمصر وكل الوطن العربي الاستقرار وانشالله مصير واحد ويدٌ واحدة نحو القدس.

الخميس، أكتوبر 20، 2011

NNA - Official website وفد من "مجمع الامام الرضا في بروكسيل" عرض مع "العلماء المسلمين" أوضاع الجالية الاسلامية.

NNA - Official website - متفرقات - وفد من "مجمع الامام الرضا في بروكسيل" . عرض مع "العلماء المسلمين" أوضاع الجالية الاسلامية.

وفد من "مجمع الامام الرضا في بروكسيل"
عرض مع "العلماء المسلمين" أوضاع الجالية الاسلامية

Thu 13/10/2011 15:50





وطنية - 13/10/2011 زار وفد من "مجمع الامام الرضا في بروكسيل" برئاسة الشيخ عبد الله دهدوه، "تجمع العلماء المسلمين"، حيث كان في استقباله اعضاء الهيئة الادارية في التجمع.

وأوضح بيان للتجمع ان "البحث تم في أوضاع الجالية الاسلامية في بلجيكا خصوصا واوروبا عموما، وكيفية تأمين مستلزمات نشر الوعي الاسلامي في صفوفها وضرورة العيش بسلام وأمن مع البلد المضيف لهم، وان يكونوا عنصرا بناء في تقدم المجتمع هناك، ما يعود بالخير العام على الشعب البلجيكي ويعطي الصورة الحقيقية والمشرقة للاسلام والمسلمين".
وأشار البيان الى ان البحث تطرق ايضا الى "موضوع الوحدة بين أطياف الجالية الاسلامية هناك ونبذ الخلافات لما له من أثر على اضعاف الجالية من جهة والاساءة الى مظهرها امام المجتمع الذي تعيش فيه. كما تم التباحث في سبل الحوار الاسلامي - المسيحي الذي يجب ان يتطور ويتأطر ضمن جمعيات ترعاه وتنظمه مع الكنيسة الراعية لشؤون البلجيكيين على ان يكون الحوار بشكل خاص بين الجالية الاسلامية والمسيحية لكافة بلدان منطقتنا".
ولفت الى ان "المجتمعين اتفقوا على ضرورة استمرار التواصل وتبادل الزيارات لما فيه من مصلحة للجالية الاسلامية في بلجيكا".
© NNA 2011 All rights reserved

الثلاثاء، أكتوبر 18، 2011

القائد: العدو يسعى لاثارة الفرقة بین الشيعة والسنة | قناة العالم الاخبارية

القائد: العدو يسعى لاثارة الفرقة بین الشيعة والسنة


 قناة العالم الاخبارية
اعتبر قائد الثورة الاسلامية فی ايران اية الله السيد علي خامنئي ان التفرقة بين الشيعة والسنة هي الوسيلة التي يتشبث بها العدو بشكل مستمر، مؤكدا ان الشعب الايراني "المتناغم والمتحد يمزج بين التمسك بالاسلام والاهداف السامية للثورة مع العقلانية والتقدم العلمي والاقتصادي وحضوره الدائم في مختلف الساحات السياسية والاجتماعية" ليكون منارا لترشيد الحركة العظيمة لشعوب المنطقة.

واعرب اية الله خامنئي في كلمته باهالي منطقة باوه واورامانات في اطار اليوم السادس من زيارته التفقدية لمحافظة كرمانشاه غربی البلاد، عن ارتياحه مشيدا بصمود ويقظة السنة والشيعة في هذه المنطقة امام المعادين للثورة من الانفصاليين خلال الاشهر الاولى من انتصار الثورة .

واضاف اية الله خامنئي : رغم محاولات وتهديدات اعداء الثورة فان اهالي باوه ومن خلال حضورهم الملحمي في الاستفتاء على نوع الحكومة الذي اقيم في ابريل نيسان 1979 وبعد ذلك من خلال بطولاتهم في سنين الدفاع المقدس رسموا شخصية ممتازة وريادية لهم في تاريخ مقاومة الشعب الايراني.

ونفى اية الله خامنئي سعي الشعب الايراني والنظام الاسلامي لقيادة شعوب المنطقة واضاف: ان كل شعب يختار طريقه تاسيسا على "مواهبه وقدراته وشخصيته " ولكن مما لاشك فيه ان شعوب المنطقة وبسبب اشرافها على طاقات وقدرات الشعب الايراني خلال الاعوام ال32 الماضية تنظر اليه بنظرة مختلفة .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان النظرة الخاصة لشعوب المنطقة حيال الشعب الايراني فرصة مناسبة للتاثير على افكار الراي العام في العالم الاسلامي واضاف: ان الشعب الايراني العظيم والحصيف يمكنه ان يتحول الى معيار للشعوب وهذا الامر المهم هو لمصلحة الشعب الايراني وشعوب المنطقة وسيلعب دورا مؤثرا في تشكيل الامة الاسلامية الموحدة .

ونوه اية الله خامنئي الى اشراف العدو على الطاقات التي يتمتع بها الشعب الايراني ليكون قدوة واضاف : ان الهدف الرئيسي من مؤامرة التفرقة التي يتبعها اعداء الاسلام وايران هو الحيلولة دون بلورة انموذج ناجح للجمهورية الاسلامية امام العالم .

واشار الى استراتيجية العدو المتمثلة بنشر التفرقة بين الشيعة والسنة على صعيدي العالم الاسلامي وايران مؤكدا : نحن المسلمون شيعة وسنة لدينا قواسم دينية وعقائدية كثيرة ومترسخة فضلا عن مصالحنا المشتركة، ولكنه يحاول تحقيق ماربه السلطوية المشؤومة من خلال نفيه لهذه القواسم او التقليل من شأنها .

وفي معرض تبيينه لمدى صمود ایران امام مؤامرات التفرقة بين الشيعة والسنة قال قائد الثورة الاسلامية : ان زعماء النهضة الاسلامية كانوا يتابعون موضوع الوحدة بين المذاهب الاسلامية بجد قبل الثورة الاسلامية، وبعد تشكيل النظام الاسلامي لم تدعم وتساعد اي دولة مثل ايران الاخوة السنة في فلسطين برافة وحنان واخلاص .

واعتبر ایة الله خامنئي الوحدة والاخلاص والتضامن بين الشيعة والسنة في ايران بانه يشكل صفعة قوية للمتامرين مؤكدا بالقول : ان استمرار هذا الاخلاص والاخوة سيجعل العدو يستنتج بانه لا مجال للتفرقة بين شعبنا الابي و" الشعب الايراني الموحد ومسؤولو "النظام كما في السابق لن يرضخوا لاي ابتزاز ولن يتراجعو امام اي ضغوط.

وراى اية الله خامنئي ان الصمود المشفوع بالوعي هو السبيل الوحيد لاحباط مؤامرات اعداء الاسلام والامة الاسلامية مخاطبا الشعوب المسلمة بالقول: اصمدوا امام العدو بصلابة وقوة مثل الشعب الايراني، لانه في غير هذه الحالة ستزداد صلافة العدو وبعد استكمال مخطط التفرقة بين الشيعة والسنة سيبدا بالتفرقة بين مختلف اطياف السنة .

وفي جانب اخر من كلمته راى قائد الثورة الاسلامية ان " الايمان والتمسك بمباديء الشريعة والوعي والعقلانية " هما خصيصتان بارزتان من خصائص اهالي منطقة باوه مشيدا بالدور المهم لامام جمعة باوه ماموستا قادري في هذا المجال واضاف : ان العلماء الذين يتصفون بالاقدام والجهاد والبصيرة والوعي هم كالمصابيح التي تضيء طريق الناس واعداء الاسلام وايران يعادون مثل هؤلاء العلماء اكثر من غيرهم .


الأحد، أكتوبر 16، 2011

جريدة الشرق الأوسط :: سنّة على شيعة.. وزعيط على معيط - مشعل السديري

مشعل السديري

سنّة على شيعة.. وزعيط على معيط

اشتهر ابن (الجوزي) بالأجوبة اللطيفة والمسكتة فضلا عن البديهة. منها أنه وقع نزاع بين السنّة والشيعة ببغداد في المفاضلة بين أبي بكر وعلي، فرضي الكل بما يجيب به الشيخ أبو الفرج بن الجوزي، فسألوه وهو في مجلس وعظه عن ذلك، فقال:

أفضلهما بعد رسول الله من كانت ابنته تحته، ثم نزل في الحال وذهب لئلا يعاودوه في ذلك.

فقال أهل السنة هو أبو بكر لأن ابنته عائشة كانت تحت النبي، وقالت الشيعة هو علي لأن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تحته!

فهل لنا في هذا الزمان (الأغبر) رجل كابن الجوزي ليحل لنا الإشكالات السخيفة عند بعض أصحاب صغار العقول من أهل السنة وأهل الشيعة؟!

وكل واحد منهم ود لو أنه أكل لحم أخيه ميتا، فأي (نتانة) أكثر من ذلك؟!

أقسم لكم بالله أنني بعد أن كتبت هذه الجملة الأخيرة قررت أن أمتنع عن الطعام والشراب لمدة 24 ساعة كاملة، وذلك من شدة القرف، فهل أنا معذور؟!

* * *

وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما قرأت حادثة خيالية وتهكمية كتبها (ابن النديم) عام 1881، وجاء فيها:

أن رجلا يقال له (معيط) ذهب إلى الميناء ليستقبل ابنه (زعيط) بعد عودته واستكمال دراسته في أوروبا، فهرع الوالد باحتضان ابنه الذي اشمأز من هذا التصرف فقال: سبحان الله عندكم يا مسلمين في مسألة الحضن القبيحة هذه؟!

فقال له معيط: أمال يا ابني نسلم على بعض أزاي؟!

زعيط: قول بون أريفي bonne arrive، وحط إيدك في إيدي مرة واحدة وخلاص.

معيط: لهو يا بني أنا باقول: أنا مش ريفي.

زعيط: مش ريفي يا شيخ، أنتم يا أبناء العرب زي البهائم.

معيط: الله يسترك يا زعيط والله جاخيرك!! يا ابني روح فوت.

فلما وصل به الكفر (القرية) قامت أمه، وعملت له طاجنا مملوءا لحما وبصلا، فلما رآه قال لها:

زعيط: كترتي من الـ..

معيط: من الـ إيه يا زعيط.

زعيط: من البتاع اللي اسمه إيه.

معيط: اسمه إيه يابني؟.. الفلفل؟!

زعيط: نو نو، الـ.. البتاع اللي ينزرع.

معيط: الغلة يا ابني؟!

زعيط: نو نو، دي اللي يبقى له رأس في الأرض.

معيط: والله يا بني ما فيه ريحة التوم.

زعيط: البتاع اللي يدمع العينين اسمه أونيون.

معيط: والله يا بني ما فيه أونيون ولا... دا لحم ببصل.

زعيط: سي سي بصل. أي (هذا بصل)

معيط: يا زعيط يا بني نسيت البصل وأنت كان أكلك كله منه؟!

m.asudairy@asharqalawsat.com

الجمعـة 17 ذو القعـدة 1432 هـ 14 اكتوبر 2011 العدد 12008

شبكة راصد الإخبارية :: الإمام الرضا ورسالة التوحيد والوحدة

شبكة راصد الإخبارية
الإمام الرضا ورسالة التوحيد والوحدة

الشيخ حسين المصطفى * - 15 / 10 / 2011م - 9:20 ص

إنّ علاقاتنا برموز الإسلام هي علاقتنا بالإسلام نفسه، لأنهم كانوا الإسلام الذي يتحدث والإسلام الذي يتحرك، والإسلام الذي يواجه التحدي، ولذا نريد هذا اليوم أن نجلس في مجلس علم أبي الحسن الرضا لنكتسب من خطه الفكر والعاطفة والحياة، وسنتطرق إلى جهتين:

الأولى: رسالة التوحيد.
الثانية: رسالة الوحدة.

رسالة التوحيد:

عندما بدأ الإمام الرضا رحلته إلى خراسان، توقف في مرو، فاجتمع إليه الرواة الذين كان كلُ همهم أن يرووا عن رسول الله من خلال أئمة أهل البيت ، فقالوا: حدثنا يا بن رسول الله. وأطلّ عليهم - وكان في المحمل - وبدأ بسلسلته الذهبية المباركة فقال: "حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدّثني أبي علي بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن علي قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب قال: حدّثني رسول الله قال: حدّثني جبرائيل عن الله وهو يقول: "كَلِمَةُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ حِصْنِي، ومَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي"[الأحاديث القدسية المشتركة: ص 19 - 21].

قال أبو نُعيمٍ: "هَذَا حَدِيثٌ ثابتٌ مشهورٌ...، وكانَ بعضُ سَلَفِنَا من المُحدِّثينَ إذا رَوَى هَذَا الإسنادَ قالَ: لَوْ قُرِىءَ هَذَا الإسنادُ على مجنونٍ لأفَاقَ" [حلية الأولياء: ج 3 ص 191].

لقد أراد الرضا أن يؤكد التوحيد لله في عقول المسلمين، الذين زحف الشرك والغلوّ إلى بعض عقولهم بطريقة وبأخرى من حيث لا يشعرون، وليؤكِّد لهم ما قاله الله تعالى في حديثه القدسي لرسوله: من أنّ الحصن الذي يأوي إليه الناس فيحصلون على رضواني، ويأمنون من عذابي هو «التوحيد».

ويقول محمَّد بن زيد: جِئْتُ إِلَى الرِّضَا أَسْأَلُهُ عَنِ التَّوْحِيدِ، فَأَمْلَى عَلَيَّ: "الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ الْأَشْيَاءِ إِنْشَاءً، وَمُبْتَدِعِهَا ابْتِدَاعاً؛ بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ، لَا مِنْ شَيْ‏ءٍ فَيَبْطُلَ الِاخْتِرَاعُ، وَلَا لِعِلَّةٍ فَلَا يَصِحَّ الِابْتِدَاعُ، خَلَقَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ، مُتَوَحِّداً بِذَلِكَ لِإِظْهَارِ حِكْمَتِهِ، وَحَقِيقَةِ رُبُوبِيَّتِهِ، لَا تَضْبِطُهُ الْعُقُولُ، وَلَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ مِقْدَارٌ، عَجَزَتْ دُونَهُ الْعِبَارَةُ، وَكَلَّتْ دُونَهُ الْأَبْصَارُ، وَضَلَّ فِيهِ تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ، احْتَجَبَ بِغَيْرِ حِجَابٍ مَحْجُوبٍ، وَاسْتَتَرَ بِغَيْرِ سِتْرٍ مَسْتُورٍ، عُرِفَ بِغَيْرِ رُؤْيَةٍ، وَوُصِفَ بِغَيْرِ صُورَةٍ، وَنُعِتَ بِغَيْرِ جِسْمٍ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ" [الكافي: ج 1 ص 105].

وأراد أن يسجّل ما يقوله ليبقى منهجاً للناس في التوحيد، كما يجب أن يتصوّره الناس ويعتقدوه.

وهو أن لا يكون هناك شرك في العقيدة، ولا في العبادة، ولا في الطاعة، ولا في أيّ إحساس وشعور، وكل مَن هو غير الله، حتى من رسله، فهم ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، عظمتهم في أنهم ارتفعوا إلى مستوى العبودية الخالصة حتى لم يروا إلا الله، وذابوا فيه تعالى.

أي أنهم وصلوا إلى مقام التوحيد العملي، وهو التوحيد الذي يعبر عنه العلماء بـ «التوحيد في العبادة» وغايته إيصال الإنسان إلى الكمال. أي أنّ الإنسان يعتبر موحِّداً ما دام يمر في مرحلة التصور، غير أنه لا يعتبر موحداً حقيقياً إلا إذا كان موحِّداً في مرحلة الحياة ومرحلة الوجود.

وهذا ما رمت إليه السيدة الزهراء في خطبتها فقالت: "وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها".

وتبين الزهراء في شهادتها هذه، اعتقادها بالتوحيد النظري، ولكنها ومن أجل أن توضح بأنّ التوحيد النظري غير منفصل عن التوحيد العملي في الإسلام، تقول: "كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِْخْلاصَ تَأْويلَها". والتأويل يعني المآل بحسب التعبير القرآني. والشيء الذي تكون عودته ونهايته بل وحقيقته عائدة له يعتبر تأويلاً لتلك الحقيقة.

كما يدعو زين العابدين بذلك فيقول: "اَللّهُمَّ وَاجْعَلْني مِنْ أَهْلِ التَّوْحيدِ وَالإيمانِ بِكَ". و: "وَوَسيلَتي إِلَيْكَ التَّوْحيدُ". و: "وَدَلَّنا عَلَيْهِ مِنَ الإخْلاصِ لَهُ في تَوْحيدِهِ".

ولذلك، فإنّ ما درج عليه بعض الناس من التوجّه إلى الأنبياء أو الأولياء أو الأئمة بطلب الحاجات منهم بشكل مباشر ومستقل عن الله، كما يحدث في حركة الغلوّ، هو شرك.

نعم، نتوسّل إلى الله ببركتهم، مثلاً: "وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً" [دعاء يوم الخميس للسجاد]، فالله جعل الشفاعة لمن ارتضى من عباده، لأنه لا تنفع الشفاعة إلا بإذنه، والله هو الرزّاق وهو الخالق والمدبِّر، هو كلُّ شيء ولا شيء معه، بل إنّ كلَّ الذين يمثلون مواقع القرب إلى الله إنما قربوا إليه بطاعتهم وعملهم، وكما قال الإمام الباقر : "مَنْ كَانَ للهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، وَمَنْ كَانَ للهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ، وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ" [الكافي: ج 2 ص 75]. هذه النقطة ينبغي أن يُفكَّر فيها، لأنه روح العقيدة الإسلامية والتوحيد.

بعد أن انتهى الإمام الرضا من حديثه أطلَّ مرة ثانية من المحمل، وقال لهم: "بِشُرُوطِهَا وَأَنَا مِنْ شُرُوطِهَا"؛ لأنّ الإمامة كانت تتجسّد فيه آنذاك.

وهذا درس نتعلّمه، أن نبقى مع توحيد الله في خط الرسالة، وأن نبقى مع خط الرسالة في خط الإمامة، وأن نبقى مع رسول الله والأئمة من أوصيائه حيث وضعهم الله في مواقعهم، فلا نغلو فيهم، ولا نرتفع بهم عما هم فيه؛ لأنّ الحبَّ قد يجعل الإنسان يرتفع بحبِّه حتى يغلو فيمن يحب، والأئمة لا يريدون لنا أن نغلو فيهم بل يريدون لنا أن ننفتح على الله، ونتحرك معهم من خلال الله.

وكان من دعاء الإمام الرضا في البراءة ممن ينسب إليهم ما لا يقولون: "اللَّهُمَّ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِينَ ادَّعَوْا لَنَا مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي أَنْفُسِنَا، اللَّهُمَّ لَكَ الْخَلْقُ وَمِنْكَ الرِّزْقُ وَإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ خَالِقُنَا وَخَالِقُ آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ وَآبَائِنَا الْآخِرِينَ، اللَّهُمَّ لَا تَلِيقُ الرُّبُوبِيَّةُ إِلَّا بِكَ وَلَا تَصْلُحُ الْإِلَهِيَّةُ إِلَّا لَكَ، فَالْعَنِ النَّصَارَى الَّذِينَ صَغَّرُوا عَظَمَتَكَ وَالْعَنِ الْمُضَاهِئِينَ لِقَوْلِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا عَبِيدُكَ وَأَبْنَاءُ عَبِيدِكَ لَا نَمْلِكُ لِأَنْفُسِنَا نَفْعاً وَلَا ضَرّاً وَلَا مَوْتاً وَحَيَاةً وَلَا نُشُوراً، اللَّهُمَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّا أَرْبَابٌ فَنَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَيْنَا الْخَلْقَ وَعَلَيْنَا الرِّزْقَ فَنَحْنُ بِرَاءٌ مِنْهُ كَبَرَاءَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنَ النَّصَارَى، اللَّهُمَّ إِنَّا لَمْ نَدْعُهُمْ إِلَى مَا يَزْعُمُونَ؛ فَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا يَقُولُونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا يَدَّعُونَ، وَلَا تَدَعْ عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُمْ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّار".

رسالة الوحدة:

عُرف أهل البيت بحرصهم على بقاء مظاهر الإسلام، والدعوة إلى عزِّته، ووحدة كلمة أهله، وحفظ التآخي بينهم، ورفع السخيمة من القلوب، والأحقاد من النفوس.

ولا يُنسى موقف جدِّه أمير المؤمنين فلم يتوقف عطاؤه عندما كان خارج الخلافة؛ لأنه كان يشعر أنه مسؤول عن الإسلام خارج الحكم كما هو مسؤول عنه في داخل الحكم لأنّ عليه أن يحفظ الإسلام.. "فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً، تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ وَ اطْمَأَنَّ الدِّينُ وَ تَنَهْنَهَ".

وكفى أن نقرأ وصية والده الإمام موسى بن جعفر لشيعته "لَا تُذِلُّوا رِقَابَكُمْ بِتَرْكِ طَاعَةِ سُلْطَانِكُمْ، فَإِنْ كَانَ عَادِلًا فَاسْأَلُوا اللهَ بَقَاهُ، وَإِنْ كَانَ جَائِراً فَاسْأَلُوا اللهَ إِصْلَاحَهُ، فَإِنَّ صَلَاحَكُمْ فِي صَلَاحِ سُلْطَانِكُمْ، وَإِنَّ السُّلْطَانَ الْعَادِلَ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ الرَّحِيمِ، فَأَحِبُّوا لَهُ مَا تُحِبُّونَ لِأَنْفُسِكُمْ، وَاكْرَهُوا لَهُ مَا تَكْرَهُونَ لِأَنْفُسِكُمْ" [أمالي الصدوق: ص 277 ح 21].

قال الشيخ المظفر «قده»: "وهذا غاية ما يوصف في محافظة الرعية على سلامة السلطان أن يحبوا له ما يحبون لأنفسهم، ويكرهوا له ما يكرهون لها" [عقائد الإمامية للمظفر: ص 119].

ولذا قال العلماء - في حدود طاعة السلطان -: "إذا كان الحاكمُ عادلاً، فطاعته إنما هي فيما يأمر من العدل، وبما يحفظ النظام العام. أما إذا كان جائراً، فلا طاعةَ له إلا فيما يتوقف عليه حفظ النظام".

وكذلك نقرأ في أدبيات الرضا هذا المنهج الوحدوي الرائع حيث سأل أحمد بن محمد بن أبي نصر - كما في رواية معتبرة - الإمام الرضا : عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ أَوْ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟! فَقَالَ: "وَحْدَهُ" [الكافي: ج 4 ص 527].

وبعد هذا، فما أعظم تجنّي بعض كتاب وخطباء العصر إذ يصف الشيعة بأنهم جمعية سرية هدامة. أو طائفة ثوروية ناقمة.

يا علماء الحرمين سيروا على نهج علماء الأزهر:

بداية أريد أن أرسل تحية عطرة لجامعة الأزهر متمثلة في شيخها الأكبر: حيث أكدَّ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله، حين ذكر - قبل فترة وجيزة - أنه سيزور النجف إذا ذهب الى العراق، رافضاً في الوقت نفسه تكفير الشيعة، مشدِّداً على وحدة المسلمين شيعةً وسنة، وأنّ الدين الإسلامي واحد، وأضاف قائلاً: "نحن نصلّي وراء الشيعة" معتبراً أنّ الاختلاف مقصدٌ من مقاصد الخلق يقرره القرآن الكريم، مضيفاً: "لم نعد عرباً بثقافة عربية، ولا مسلمين بثقافة إسلامية، لذلك تتخطَّفنا بعض الأفكار التافهة، وتلبس معظمها عمامة الإسلام عن جهل وغرض، وهذا معناه أنّ الساحة لا يوجد فيها تأصيل على الإطلاق".

ورفض الدكتور الطيب - رفضاً قاطعاً - خروج بعض الفضائيات بفتوى تحكم بكفر الشيعة، مؤكداً "أنّ ذلك شيء مرفوض وغير مقبول، ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا إسلام"، وأضاف حفظه الله: "نحن نصلّي وراء الشيعة، فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات وإلا ما ترك المستشرقون هذا الأمر، فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين"، وأوضح أنّ له بحثاً في هذا المجال، وأنَّ "جميع مفسري أهل السنة من الطبري وحتى الآن لم يقل منهم أحدٌ أنّ الشيعة لديهم قرآن آخر"، مؤكداً بأنه "لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الإسلام. إنّما هي عملية استغلال السياسة لهذه الخلافات كما حدث بين المذاهب الفقهية «الأربعة» ".

أيها الأحبة:

صحيح إنّ الشيعة لا ينتظرون من أحد أن يشهد لهم بالإسلام، إلا أنّ لكلام شيخ الأزهر تأثيره الإيجابي البالغ في الساحة الاسلامية، الأمر الذي يفوِّتُ الفرصةَ أمام دعاة التكفير والاحتقان المذهبي وإثارة الفتن الطائفية، ويلتقي بالتالي مع المواقف الإسلامية الشيعية الصادرة عن العلماء والمثقفين والداعية الى نبذ أسباب الفتنة وتوظيفها إيجابياً نحو تحقيق المزيد من التقارب على يد عقلاء الأمة بأجمعها.

فتحية تقدير واحترام لشيخ الأزهر الذي يذكرنا بأسلافه الذين دأبوا على السير في طريق التقريب والتوحيد بين المسلمين، ولم تؤثِّر فيهم كل أصوات النشاز التي تنطلق من هنا وهناك.. لاكما يفعل خطباء الحرمين الشريفين الذين يستغلون هذا المكان الشريف لأجل كيل الاتهامات الباطلة ضد أبناء الشيعة أو طوائف إسلامية أخرى من دون مراعاة منهم لقدسية الحرمين الشريفين، وأنّ هذين الحرمين يجب أن يراعا فيهما جميع المسلمين بمذاهبهم وطوائفهم المتنوعة.

وفي هذا الجوّ، قال الإمام الرضا - كما في الصحيح -: "مِنْ عَلامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمُ وَالْعِلْمُ وَالصَّمْتُ. إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ، إِنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ الْمَحَبَّةَ، إِنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ". لأنّ الصمت الذي يتجلل بالفكر والتعمّق يجعلنا ندرس مواقع الأشياء وما نحتاجه لنضع الأشياء في مواضعها، والحكمة هي أن تضع الكلمة المناسبة في المقام المناسب، والفعل المناسب في الموقف المناسب، والشخص المناسب في المكان المناسب، والخطّ المناسب في اتجاه الهدف المناسب.


المصريون | يتطلعون إلى موطئ قدم بالبرلمان.. الشيعة والبهائيون يخوضون الانتخابات على مقاعد "الفردي" بـ 170 مرشحًا

المصريون | يتطلعون إلى موطئ قدم بالبرلمان.. الشيعة والبهائيون يخوضون الانتخابات على مقاعد "الفردي" بـ 170 مرشحًا

يتطلعون إلى موطئ قدم بالبرلمان.. الشيعة والبهائيون يخوضون الانتخابات على مقاعد "الفردي" بـ 170 مرشحًا


كتب حسين البربري (المصريون): | 14-10-2011 21:14

علمت "المصريون"، أن عددًا من الشيعة والبهائيين تقدموا بأوراق ترشحهم في اليومين الأوليين من فتح باب الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشورى، في ظل حالة من التعتيم على أسماء المرشحين، حتى لا يكون هذا الأمر سبب في حرمانهم من تصويت الناخبين بدوائرهم الانتخابية.
وأكد ناشط شيعي لـ "المصريون"، أن 18 شيعيا تقدموا بأوراق ترشحهم لانتخابات الشعب حتى الآن، وأن العدد سيزداد إلى 100 مرشح على المقاعد الفردية، إلى جانب مرشحين سيخوضون الانتخابات على قوائم حزب "الوفد" وأحزاب أخرى من بينها "التجمع" و"الجبهة الديمقراطية" و"الغد".
وأضاف إن هؤلاء المرشحين يخوضون الانتخابات من أجل الوصول إلى البرلمان، وغالبيتهم يخوضون الانتخابات على مقاعد الفئات، وهم بين أساتذة جامعيين وأطباء ومهندسين، بينما نسبة المرشحين على مقاعد العمال قليلة.
وأضاف الناشط الشيعي أن الشيعة بانتظار إصدار قانون العبادة الموحد لأن القانون يتيح لجميع الطوائف بناء دور عبادة لها، وأن هناك العديد من المواقع التي يعتزم الشيعة تشييد مساجد وحسينيات عليها بهم في أماكن مختلفة قام أثرياء شيعة بالتبرع بها.
من جانبها، أكدت ناشطة بهائية، أن البهائيين عازمون على خوض الانتخابات من أجل الحصول على حقوقهم والاعتراف بالبهائية كديانة.
وأضافت أن عدد البهائيين الذين سيخوضون انتخابات "الشعب" يبلغ 70 مرشحا، و40 لـ "الشورى"، وجميعهم يتنافسون على المقاعد الفردي.
وأوضحت أن الدعاية الانتخابية بدأت بالفعل عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" وسوف يقومون بالحصول على "ساعات هواء" ببعض الفضائيات للدعاية لأنفسهم.


الأربعاء، أكتوبر 12، 2011

مؤتمر التصوف - قراءة تحليلية

مؤتمر التصوف - قراءة تحليلية
05-10-2011 | طارق عثمان
هناك مساحة واسعة بين التصوف كفكر ومنهج بما يحويه من أبعاد روحية تجريدية تصل أحيانا لحدود أسطورية لا معقولة وبين البحث العلمي بقواعده الصارمة ومناهجه الموضوعية , لذا كان من المفارقات أن يزخر المؤتمر بقائمة طويلة من الأبحاث المقدمة للمؤتمر , حيث قُدم ما يقرب من سبعين بحثا في جلسات اليوم الأول والثاني

استضافت القاهرة المؤتمر الدولي الأول للتصوف تحت عنوان "التصوف منهج أصيل للإصلاح " والذي استمر في الفترة من 24أيلول/سبتمبر إلي 26أيلول/سبتمبر بدعوة من أكاديمية الرائد لعلوم التصوف ودراسة التراث والتي تتبع العشيرة المحمدية المؤسسة على يد محمد زكي إبراهيم في1930 , والذي حظي برعاية إعلامية فائقة في كل وسائل الإعلام المختلفة مذ الدعوة إليه وحتى نهايته

ويمكن نظم قراءة تحليلية للمؤتمر في المحاور التالية:
أولا : فقه التوقيت
يأتي هذا المؤتمر في فترة ما بعد الثورات العربية المتسمة بحالة من الصراع بين مختلف التيارات الفكرية الحاملة لمنهج إصلاحي تريد تطبيقه علي واقع البلاد التي مر فيها الربيع العربي وتمايزت هذه التيارات إلي صنفين الأول علماني بقسماته المختلفة يسارية وليبرالية وقومية والثاني إسلامي بتنوعاته المنهجية الخاضعة للإطار الإسلامي في بعدها النهائي .
ومن هنا قررت القوى الصوفية النزول إلى هذه الساحة الصراعية لتنازل الساعين إلي توطين مناهجهم في واقع ما بعد الثورات , ومن هنا نمسك بالمفارقة الأولى ؛فالتصوف كمنهج يشي تاريخه بأنه دوما كان فكرا تجريديا معني بالأبعاد الروحية للإنسان مغرق في عزلته عن الواقع المجتمعي بل يصل بعزلته إلي مناحي ميثيه/ أسطورية أحيانا وغاية حضوره المساس بالمبادئ القيمية والأخلاقية في المجتمع أما الشؤون السياسية والاقتصادية والقضايا العامة فهي بمنئي عن تدخل المنهج الصوفي
ثانيا: التصوف..نحو الحضور المجتمعي
لذا يمكن القول أننا بصدد نقلة نوعية وتحول جذري في جوهر الحركة الصوفية حيث قررت قطع حالة العزلة الثاوية خلفها طيلة ما مضي لتخرج إلي الفضاء المجتمعي المحيط لتكون عنصرا فاعلا فيه ومن خلال المؤتمر يمكن رؤية هذا البعد بكل وضوح حيث طالت أيدي المشاركين أهم القضايا الحاضرة في الواقع الراهن فنراهم:
- يدعون المنظمات الدولية والدول الغربية إلي سرعة الاعتراف بدولة فلسطين ووقف العدوان اليهودي على المسجد الأقصى
- يحثون قادة البلاد الثائرة على حقن الدماء وحفظ الأوطان
هذا البعد السياسي في الخطاب الصوفي ينم عن الرغبة في مواكبة قضايا الراهن والمشاركة في علاجها
ولتثبيت هذا الحضور أوصى المؤتمر بإنشاء قناة فضائية صوفية لتشارك في التفاعل المجتمعي الحالي
ويشهد لهذه الرغبة الصوفية أنهم قد وجهوا دعوات حضور المؤتمر لكل مفاصل الفاعلين في المجتمع سياسيا وفكريا فدعيا رئيس الوزراء ومرشحي الرئاسة وكل الأحزاب السياسية العلمانية والإسلامية وكذا كل الحركات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين ولم تنس دعوة رأس الكنيسة القبطية
إذا نحن أمام ما يشبه إعلان صوفي يوجه رسالة تفيد : أننا هنا قررنا المشاركة في المجتمع وعلي أوسع نطاق !
ثالثا:في البعد الرسمي والعالمي
كان الحضور الدولي في المؤتمر سمة ملفتة فالمشاركون أكثر من 300 وقدِموا من أكثر من ثلاثين دولة , وعلي رأسهم رموز إسلامية لا تخفى فمفتي دمشق وقاضي قضاه فلسطين ووزير أوقاف السودان السابق ومستشار ديوان رئاسة الجمهورية بالإمارات المتحدة ورئيس معهد الدعاة بلبنان وكذا أعضاء من الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والملفت للنظر هنا كون هؤلاء المشاركين لا يحملون صفة صوفية صريحة فليسوا مشايخ طرق مثلا أو منظمات صوفية ولكن تغلب عليهم الصفة الدينية الرسمية
ويتجلى البعد الرسمي بصورة أوضح أنه بالرغم من كون الداعي للمؤتمر عشيرة صوفية لا تتمتع بهذا القدر من البروز الدولي إلا أنها تمكنت من دعوة كل هذه الرموز من أصقاع الأرض لتلبي دعوتها فورا ! هذا يعني أن المؤسسة الدينية الرسمية في مصر هي الراعي والداعي الحقيقي لهذا الحدث , فرابطة خريجي الأزهر هي من أشرفت علي تنظيم المؤتمر والذي عقد في قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة الأزهر ناهيك عن حضور كل الشخصيات الدينية الرسمية كوزير الأوقاف والمفتي وشيخ الأزهر الذي أناب عنه مستشاره ولكنه لم يغفل عن الاجتماع بالمشاركين في مقر مشيخته على هامش المؤتمر
رابعا:التصوف و البعد العلمي
هناك مساحة واسعة بين التصوف كفكر ومنهج بما يحويه من أبعاد روحية تجريدية تصل أحيانا لحدود أسطورية لا معقولة وبين البحث العلمي بقواعده الصارمة ومناهجه الموضوعية , لذا كان من المفارقات أن يزخر المؤتمر بقائمة طويلة من الأبحاث المقدمة للمؤتمر , حيث قُدم ما يقرب من سبعين بحثا في جلسات اليوم الأول والثاني تناولت محاور المؤتمر الخمسة التي تتكلم عن الإصلاح كضرورة والنظرية الصوفية في الإصلاح وأفضلية الخيار الصوفي للإصلاح عن غيره من الاختيارات المطروحة .
ويمكن اعتبار ذلك سعيا نحو إضفاء العلمية على المنهج الصوفي ومحاولة تأصيله وتأطيره علميا يتضح ذلك من خلال الأبحاث المقدمة مثل بحث (التأصيل الشرعي للتصوف ) الذي تقدم به "عبد الله بن بيه " في محاوله لإزالة شبه عدم الشرعية عن المنهج الصوفي والتي تعج بها الكثير من ممارساته
ويلاحظ أن الأبحاث المقدمة انطلقت من كون التصوف منهجا ذا بناء متين لا حاجه إلي البحث في مفرداته أو أسسه التي ابتنى عليها وإنما لا ينقصه إلا تقديم رؤية للإصلاح ببساطة, لذا لا نجد أبحاثا تتكلم عن جوهر المنهج الصوفي تبين ملامح الخلل فيه لتنقد وتقوم , وأيضا لا نجد أبحاثا تتكلم عن الممارسات الصوفية التي لا تسلم من سهام النقد , وإنما الدخول فورا لساحة الإصلاح وتقديم الرؤية
بل نجد كلام مطلق يدعو للتمسك بصحيح الدين وترك البدع مع أنه هناك إشكالات متجذرة في النسق الصوفي وتحتاج أكثر مما قدمه "عصام البشير" في بحثه (تجديد التصوف )
يزداد الأمر سوءً عندما يُقدم بحث عن بناء الشخصية الصوفية في فكر "الشعراني" هذا الأخير الذي يحوي متن كتابه الطبقات أمورا تأبى العقول أن تصدقها ! وبحث آخر يؤسس للموالد كممارسة صوفية أصيلة .
ومن هنا يمكننا القول أن المؤتمر كان بمثابة دعاية علمية للمنهج الصوفي لحسم حالة التوجس المجتمعي منه وإبراز كونه جديرا بالتطبيق والممارسة لتنهض الأمة وتصنع الحضارة .
وقد أوصى المؤتمر بتأسيس مركز للأبحاث العلمية لنشر التصوف في حلة علمية !
خامسا: خلاصه تحليلية
نخلص من هذا التحليل بالرؤية الآتية في صورة تساؤلات
1-هل شعرت المؤسسة الدينية المصرية والتي يقف على رأسها قطبان صوفيان د.على جمعة و د.احمد الطيب أن القوى الإسلامية الغير رسمية والفاعلة في المجتمع كجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي سيسحبون البساط من تحتها بعدما خسرت المؤسسة الرسمية الحصانة المطلقة التي كانت تنعم بها في ظل النظام السابق وبعدما تخلصت القوى الإسلامية الأخرى من التضييق الذي كانت تعانيه في ظل النظام السابق فوجدت نفسها في واقع ما بعد الثورة وجها لوجه مع القوى الإسلامية بلا دعم مطلق لها ولا حظر وتشنيع على الأخيرة في تسابق على الرأي العام فصارت مجبورة على التواصل مع المجتمع حيث صار هو الحكم بتأييده ورفضه لم يصدر من مواقف من مختلف التيارات فأجبرت على السير في السياق العام المتساوق مع البيئة الجديدة والذي تسيطر عليه القوي الإسلامية المنافسة لها فراحت تتقرب من هذه القوى حتى تنكسر ثنائية المؤسسة الدينية الرسمية / القوى الإسلامية حيث كان كل منهما له خط من العسير أن يتلاقى مع الثاني فيصبح الكل في مجرى واحد يتلاءم مع ما بعد الثورات لذا لزم الكلام عن القضايا العامة السياسية والاجتماعية ذات البعد المحلي والدولي والتعاطي مع ما يجري من تفاعلات في الساحة المصرية وغيرها ؟
2-هل هناك رغبة صريحة في إصلاح التصوف ذاته قبل تقديمه كمنهج لإصلاح ما سواه ؟ يلاحظ أن المؤتمر كان معبئا بحمولة دعائية للمنهج الصوفي دون البحث عن تقويم ونقد , فقط تقريب لخطابه ومصطلحاته حتى يكون أقدر على الإصلاح المناط به
3-هل المؤتمر بمثابة تبنٍ رسمي من قبل دول الثورات وطرحه كوعاء ديني للشعوب الإسلامية لتفادي سيطرة التيارات الإسلامية الأخرى على المجتمع والتي سيكون لها تأثيرات على كل المجتمع على كل المستويات الاجتماعية والسياسية ؟ فالمؤتمر لا يوحي بأن قضيته تخص الصوفية ذاتها فلا نجد مثلا الطرق الصوفية المتنوعة والثاوية في البنية المجتمعية التي تمثل صلب الحركة الصوفية وزخمها حاضرة في المؤتمر , وإنما شيخ مشايخ الطرق ذو المنصب الرسمي أكثر منه الواقعي المؤثر في القطاع الصوفي وحده من حضر فالمؤتمر له بعد آخر رسمي تختفي حوله رغبه مغايرة لإصلاح التصوف ذاته تتسم ببعد دولي حيث دعا المؤتمر لتأسيس إتحاد عالمي للصوفية وتكرار المؤتمر سنويا في مختلف الدول
4-هل سعى المؤتمر لإزاحة القلق السياسي من المنهج الصوفي إذ أكد على أنه لا يتصل بالتشيع على أي مستوي وإنما هو من السنة وإليها ؟ مما سيساعد على توطينه رسميا بلا صعوبة في المجتمع وينفي عنه شبه التورط في فتح باب للقوى الإيرانية للتدخل في البلاد العربية
5-هل على القوى الإسلامية الفاعلة في المجتمع والتي تجاوبت مع دعوة المؤتمر استغلال هذه الفرصة لإرغام التيار الصوفي علي إصلاح أسسه الفكرية وممارسته كشرط لدخول الساحة المجتمعية ؟ وذلك كمدخل للتأثير على قطاع كبير منتسب للمنهج الصوفي بغرض إصلاح فكره وممارساته وتقريبه من السياق العام للحركة الإسلامية ووضع إستراتيجيه للتعامل مع المتصوفة في سبيل النقد والتقويم والاحتواء والتنسيق طمعا في وحده حقيقية مثمره وضمان عدم استقطابه إلي أي ناحية تؤثر سلبا على مسار القوى الإسلامية .

الاثنين، أكتوبر 10، 2011

An incurable disease? | Blog | DAWN.COM

An incurable disease? | Blog | DAWN.COM

An incurable disease?

An incurable disease?
Given the brutal violence against the Shias in Pakistan over the past three decades, Shias have started to wonder if there is a future for them in Pakistan.
While hundreds of thousands of Shias had migrated to Pakistan in 1947 in the hope of building a new life for themselves and their future generations, many are now contemplating emigrating from Pakistan to save their lives and property.
Hundreds of Shias have been murdered by the Deobandi militants in Quetta in the past few months alone. In the last couple of weeks, Shias have been taken off buses, lined up and shot dead. Quetta, however, is not an exception. Shias are not safe in any major town in Pakistan. Their places of worship, religious processions, and civilian and religious leadership has come under relentless attacks while the State’s machinery has either refused or failed to protect Shias and other religious minorities in Pakistan.
According to South Asia Terrorism Portal, 3,700 civilians, mostly Shias, have been killed and another 7,700 wounded since 1989 in sectarian violence in Pakistan. Elsewhere, several thousand Shias have been ruthlessly murdered in sectarian violence in Afghanistan, Bahrain, Iraq, and Pakistan. In the last decade alone, the number of Shias killed by fellow Muslims is an order of magnitude higher than those who died at the hands of non-Muslims. These stats are at odds with the mainstream rhetoric of the religio-political Muslim parties who argue for one people under Islam.
In 2004, I visited India for the first time. I attended the Friday prayers in the historical Delhi mosque. The cab drove me right to the main gate and I walked freely into the compound. Later, I visited the Bara (large) and Chota (small) Imambargah in Lucknow. I walked into both places without any hindrance. The same was true for mosques and shrines in other cities that I visited in India. Weeks later when I went to Pakistan I realised how far things had deteriorated vis-à-vis India. While I was able to walk into Sunni and Shia places of worship in India without being stopped at checkpoints by the police, I was not able to do the same in Pakistan.
The streets leading up to Imambargahs in Pakistan were guarded by police against possible attacks on Shias. Even Sunni shrines were heavily guarded by the police and private security guards; I made a painful realisation. In the supposedly Hindu India, Muslims’ places of worship existed in relative safety while in a Muslim Pakistan, mosques and shrines had to be guarded against the wrath of fellow Muslims.
I am not oblivious to, or ignorant of, the wholesale violence against Muslims in Gujarat in India, or the discovery of 2,156 unidentified dead bodies buried in unmarked graves in Kashmir, or the breakout of sporadic communal violence in Mumbai that often leaves many Muslims dead. However, if one were to focus on the rest of India, especially the States in South India, Muslims live in relative peace. On the other hand, there is no place left in Pakistan where one can claim that religious minorities are not threatened by extremist Muslims.
The network of sectarian violence in Pakistan has its roots in the Deobandi sect. Syed Ejaz Hussain, who is a deputy inspector general of police, for his doctoral thesis in criminology at the University of Pennsylvania analysed the demographic and religious characteristics of the 2,344 terrorists arrested between 1990 and 2009 in Pakistan*. These terrorists were the ones whose cases were forwarded to the courts after the police were satisfied of their guilt based on their preliminary investigation. The sectarian breakdown of the arrested terrorists revealed that more than 90 per cent were of the Deobandi sect. An ethnic breakdown revealed that 35 per cent arrested terrorists were Pashtuns who in fact make up only 15 per cent of Pakistan’s population.
The disproportionate number of Pashtun Deobandis amongst the arrested terrorists is perhaps a result of the concerted effort in the seventies and eighties by the United States and Pakistan’s establishment to radicalise Pashtun tribes to wage a war against the Soviet Army in Afghanistan. Since the withdrawal of the Soviet forces from Afghanistan, the radicalised and armed Deobandi Pashtuns have been waging proxy wars in India and wars of convenience against the Shias and other religious minorities in Pakistan. Some militant outfits have remained so intimately embedded with the State’s apparatus over the years that it is now proving impossible to extricate the militants from the military.

Source: http://repository.upenn.edu/edissertations/136
BBC’s Urdu service recently profiled militant outfits in a special coverage of four decades of militancy in Pakistan. The overwhelming majority of the militant outfits followed the Deobandi sect. Furthermore, several of the same militant outfits have been reportedly active in India, which has raised alarms in capitals around the world about the collusion between religious extremists and the Pakistan intelligence apparatus.

Source: BBC Urdu Service.
Seasoned political analyst, Najam Sethi, opined on TV recently that even when all relevant intelligence is available on the militants, the State is unwilling to act against them either out of fear or for past collusion. Sethi further argued that in instances where the State’s machinery acted against the militants, the debilitated judicial system failed to prosecute even those terrorists who have boasted in public of killing Shias and other religious minorities.
Dr. Hussain also noted in his doctoral thesis that terrorist violence escalates significantly after the arrest of seasoned militants who are seldom prosecuted, thus making all arrests futile. Often the judges and police officials involved in arresting sectarian militants are killed in targeted violence. It is no surprise that the judge who recently convicted the police constable accused of murdering the former Governor of Punjab, Salman Taseer, has gone into hiding.
Pakistanis often quote the founder of Pakistan, Muhammad Ali Jinnah, who spoke in unambiguous terms about religious freedom for the minorities in the country he founded. The reality on the street however is far from Jinnah’s vision of Pakistan. The streets in Pakistan are now controlled by military, militants and mullahs – a trifecta of high school dropouts or those who never made it to a university or a college.
As Afghanistan and Pakistan descend further into chaos even more militant groups of varying sizes and ambitions will regrettably come out of woodwork trying to take control of a balkanised Afghanistan and a militarised Pakistan whose infrastructure failures will fuel even more anarchy. Such environments are the perfect breeding grounds for sectarian militants who would target Shias with even more gusto.
If the security situation does not improve for Shias in Pakistan, they may want to consider seeking asylum in foreign lands. The foreign missions in Islamabad should consider such asylum requests on humanitarian grounds. It cannot get any worse than being pulled out of public transit and shot dead for your religious beliefs.
*Hussain, Syed Ejaz, “Terrorism in Pakistan: incident patterns, terrorists’ characteristics, and theimpact of terrorist arrests on terrorism” (2010). University of Pennsylvania.
Murtaza Haider, Ph.D. is the Associate Dean of research and graduate programs at the Ted Rogers School of Management at Ryerson University in Toronto. He can be reached by email at murtaza.haider@ryerson.ca

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون