الأحد، سبتمبر 05، 2010

صحيفة الاقتصادية الالكترونية : نور دين.. تنجح في تقديم الحفل بشروط إسلامية


الماليزيون يضعون صبغة عربية في المؤتمر
نور دين.. تنجح في تقديم الحفل بشروط إسلامية


بحجابها الإسلامي ولهجتها العربية المتقنة تجعلك تعتقد للوهلة الأولى أن هذه المرأة تعود لجذور عربية، ولكن من هي ''مقدمة الحفل'' هذه التي تعمل بجدية متناهية في المؤتمرات التي تحمل طابعا إسلاميا ولا تقبل بالمشاركة في غيرها، بالرغم من العروض المالية التي تعرض عليها من مقدمي المؤتمرات غير المتوافقة مع الشرعية الإسلامية؟

عندما تتحدث ''نور دين''، كما يفضل أصدقاؤها تسميتها بالرغم من أن الاسم مذكر، فالجميع يستمع لها فقد وهبها الله موهبة أسر القلوب بصوتها الجهوري الذي سخرته في خدمة مؤتمرات الصرافة الإسلامية من دون سواها.

خلال المنتدى المصرفي الإسلامي في كوالالمبورKLIFF، وضع الماليزيون ''وجها عربيا'' على منتداهم الإسلامي فاللغة العربية متواجدة في كل مكان. فقد ابتدأ المؤتمر بقراءة ''أم الكتاب'' الفاتحة ثم تقديم مقدمة الحفل لقارئ ماليزي لتلاوة آيات من سورة آل عمران.

إلا أن ما لفت الأنظار أكثر هو مقدمة الحفل ''نور دين رزالي''، التي علمها والداها قراءة القرآن منذ أن كانت في الخامسة من عمرها.

تقول نور دين: ''يقول الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ عندما تدعو في نهاية صلاتك، فعليك الدعاء للأمة الإسلامية كلها من أجل أن تحل البركة. وهذا ما حاولت تطبيقه في المؤتمر بالأدعية التي قالتها أمام الحضور فليس أفضل من أن تحل لك البركة في نهاية اليوم.

البحث عن الموهبة

ليس من السهولة أن تجد في بلد مثل ماليزيا ''مقدمة حفل'' محترفه تتقن العربية حيث عانى المنظمون صعوبة كبيرة في إيجادها، حيث تقول: ''عندما عرض علي المنظمون فكرة المشاركة في المؤتمر، قلت لهم سأقوم بتقديم الحفل بطريقة تختلف عن المؤتمرات الأخرى التقليدية. إن هذا حدث إسلامي مالي، أي أنه لا بد سيدور حول القرآن والحديث''.

ورغم ما يقدم لها من عروض مالية مغرية من الجهات المنظمة للأحداث المالية، فإنها تقصر خدماتها على ''المؤتمرات ذات الطابع والقيم ''الإسلامية''، وليس هذا فقط بل تلك المؤتمرات التي يرضخ فيها منظمو الحفل بوضع فقرة افتتاحية خاصة بقراءة القرآن والفاتحة خلال أيام المؤتمر. لا تجد نور دين حرجا في التحدث عن مكافأتها اليومية لمثل هذه المؤتمرات التي تستمر لأربعة أيام، حيث تقول، وهي تبتسم، إنها أرغمت منظمين ''كليف'' على دفع 12 ألف رينجت ( تعادل مثيلتها بالريال السعودي).

العشق العربي

قصة عشقها للغة العربية جاءت على يد الطلاب العرب في الجامعات الماليزية، حيث كانت نور دين تستمع لهم وهم يتحدثون العربية بل حتى كانت تستمع خلسة للضيوف العرب عندما يزورون بيت أبيها الذي يعمل محاضرا جامعيا.

وبالرغم من طلاقتها في تحدث العربية، بطريقة تختلف عن لكنة الداخلين الجدد عن الإسلام، إلا أنها لا ترغب في مجاملة الناس لها حول إتقانها للغة، حيث ترى أنها لا تزال في طور التعلم.

وعن جمالية اللغة العربية، تضرب نور دين مثالا بهذا الدعاء الذي قرأته في افتتاحية المنتدى: ''الحمد لله الذي جللنا اليوم عافيته وجاء بالشمس من مطلعها''، وتتساءل مستغربة كيف لك أن تترجم ذلك إلى الإنجليزية!

فهي في كل سنة تذهب إلى العمرة وذلك من أجل تأدية تلك الشعيرة الدينية والاستماع للنساء السعوديات وهن يتحدثن العربية إلى جوار الحرم. وتعزز نور دين موهبتها اللغوية عبر الاستماع بشكل يومي للقارئ سعد الغامدي الذي حفظت عنه سورتي الكهف والرحمن.وخلال المنتدى تحدثت نور دين جانبيا مع ابن بلدها الفقيه العالمي محمد داود بكر، الذي قدمته للحضور، حول ذهابها للكويت أو الأردن والمكوث هناك سنة واحدة من أجل إتقان العربية، مع العلم أن داود قد تخرج في إحدى الجامعات الكويتية.

داعية «التكافل»

عن عملها الحالي تقول إنها ''داعية '' إلى خدمات التكافل لدى النساء، حيث تعمل لدى شركة تأمين إسلامية. ويتطلب عملها خروجها إلى الشارع الماليزي من أجل نشر هذه الخدمات الإسلامية بين العامة، وتبرر ذلك بقولها إن الدين الإسلامي لم ينتشر بسبب مكوث أهله في مكان واحد بل ذهبوا في عهد الفتوحات إلى أقاصي الأرض لنشره.

يذكر أن شركة تأمين سعودية قد عرضت على نور الدين فرصة العمل في القسم النسائي الخاص بتسويق منتجات التكافل في المدينة أو جدة، إلا أنها اضطرت لرفض العرض لصعوبة تنقلها من دون محرم بعد وفاة زوجها.

مستقبل أبنها

في الصين

وتتفاخر نور دين بابنها الصغير الذي يدرس في مدرسة صينية، حيث تقول وهي متفاخرة إنه يتحدث ''لغة أهل الصين''. وعن حكمتها من وراء ذلك، تقول إنها تنوي جعل ابنها داعية لأهل الصين وذلك عندما يتقن لغتهم وكذلك اللغة العربية، حيث تخطط لإرساله إلى الأردن من أجل تعلم لغة القرآن. وقالت إن الدعوة تكون على عدة طرق، إحداها تتم عبر نشر الصرافة الإسلامية في الصين، وذلك عبر العمل في أحد البنوك الصينية هناك، ولا سيما أن أحد الأقاليم يحتضن أقلية من السنة المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون