السبت، يونيو 26، 2010

جريدة الراي - مقالات - د. وائل الحساوي / نسمات / ارفعوا راية التوحيد لا التكفير - د. وائل الحساوي - 24/06/2010


د. وائل الحساوي / نسمات / ارفعوا راية التوحيد لا التكفير

د. وائل الحساوي
جميع مقالات الكاتب
تأملت في تصريحات النائب عدنان المطوع التي نشرتها الوطن بتاريخ 21 و22 يونيو حول امتحان الصف التاسع لمادة التربية الاسلامية فوجدته قد ذكر بأن اتباع المذهب الجعفري لا يعتبرون الذهاب الى القبور هدفه رفع الضرر وجلب المنافع، وهذا غير صحيح في المذهب الجعفري، ولا يعني التوسل الى اصحابها بأننا ننشد مطالبنا منها، بل اننا ننشد مطالبنا من البارئ عز وجل وليس لغيره.
ولا شك بأن ذلك الكلام طيب وجميل من النائب عدنان فلا يجوز طلب العون وكشف الضر من غير الله تعالى لأنه هو وحده الذي بيده كشف الضر وتفريج الكربات، اذا فسؤالي الى النائب عن سبب اتهام واضعي المنهج بالتكفيريين اذا كان السؤال الذي اثار النائب هو: «رجل يذهب الى القبور لدعاء اصحابها لرفع الضر وجلب النفع، بم تنصحه!».
ان النائب عدنان يعلم بأن كثيرا من الجهال من المسلمين يذهبون الى القبور ويطلبون من أصحابها ان يحققوا لهم كل ما لا يستطيع غير الله تعالى ان يحققه، وهؤلاء لا يمثلون طائفة واحدة وانما من جميع طوائف المسلمين، وللنائب ان يزور السودان وتركيا ومصر والهند ليشاهد بأم عينيه كيف تحولت القبور الى مزارات وعتبات ومساجد يؤمها ملايين المسلمين ويدعون اصحابها ويقدمون لها النذور طمعا في ان يفرج اصحاب القبور عنهم كرباتهم ويقضوا لهم حاجاتهم.
فما دام النائب عدنان يرفض ذلك وينتقده، فلماذا الغضب اذا من الاسئلة الدينية حول الموضوع واعتبارها تكفيرا؟!
أما السؤال الآخر الذي قد يكون مما اثار غضب النائب عدنان فهو: زميلك يسب الصحابة - رضي الله عنهم - فبماذا تنصحه؟ وقد اجاب النائب بأنه لا يقصد سب الصحابة ولا يؤيد من يقوم بذلك كما ان القانون يجرم الاساءة للصحابة، اذا فالواجب نصح من يقوم بذلك وعدم السكوت عنه تحت حجة المحافظة على الوحدة الوطنية، فتلك الوحدة لا تتحقق إلا من خلال احترام مشاعر الآخرين وعقائدهم، فلو ان انسانا يسب والديك في كل يوم فإنك لا يمكن ان تحبه او تتفاهم معه، فكيف بمن هم اعز على المسلم من والديه؟ يجب ان يسعى المخلصون والمثقفون في هذا البلد من اجل طي صفحة الماضي التي تدنست بسبب العداوات والشتائم والبغضاء حول خلافات الجيل الاول الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ويجب ان نربي ابناءنا على ان ديننا هو دين الحب والرحمة والوحدة لا دين السب والطعن، ومن دون ذلك فعبثا نتشدق بشعارات الوحدة الوطنية.
ان المناهج التكفيرية يا سيادة النائب هي التي تسعى الى تكفير خيرة الخلق والطعن فيهم وليست من يسعى لردم الهوة الكبيرة وجمع كلمة المسلمين.


د. وائل الحساوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون