بيت المقدس في فقه الشيعة الأمامية
اسكندر آل إبراهيم * - 18 / 6 / 2010م - 1:10 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا الكريم وردت الروايات العديدة التي تبين فضله ومكانته عند أهل البيت حتى ربطت بينه وبين كربلاء فقد ورد عن الصادق : الغاضرية من تربة بيت المقدس [1] وقد وردت روايات كثيرة من الشيعة والسنة تظهر كيف أن الأرض والسماء بكت على الحسين عند مقتله دما ولكن العجيب أنها ركزت على بيت المقدس وما ذلك إلا للعلاقة التكوينية الخفية بين كربلاء وأهل البيت وبين هذه البقعة المباركة حتى لو كان أهل تلك المدينة في الغالب غير موالين لهم وهذا هو حال مكة أيضا فقد ورد في جامع الزيارات:
1-حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد، قال: حدثني عبد الرحمان الاسلمي، وقال لي أبو الحسين: وأخبرني عمي، عن ابيه، عن ابي نصر، عن رجل من اهل بيت المقدس انه قال: والله لقد عرفنا اهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي ، قلت: وكيف ذاك، قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا الا ورأينا تحتها دما عبيطا يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة ايام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل يقول: أترجو امة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب معاذ الله لا نلتم يقينا * شفاعة احمد وابي تراب قتلتم خير من ركب المطايا * وخير الشيب طرا والشباب وانكسفت الشمس ثلاثة ايام ثم تجلت عنها وانشبكت النجوم، فلما كان من غد ارجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شي حتى نعي الينا الحسين .
جامع الزيارات الحديث رقم 198 ص 146
2- حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد بإسناده، قال: قال عمر بن سعد، قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط.
المصدر السابق الحديث رقم 199 ص 147
3- وقال عمر بن سعد: وحدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط.
المصدر السابق الحيث رقم 266 ص 174
اما ورد عن طريق السنة:
1- وقال معمر بن راشد: أوما عرف الزهري تلكم في مجلس الوليد بن عبد الملك -، فقال الوليد: تعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين - فقال الزهري: إنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
تاريخ الاسلام للذهبي حوادث سنة ا6 ج 2 ص 60 وايضا بغية الطلب في تاريخ حلب ج3 ص 41
2- وقيل: إنه لم يقلب حجر بيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وصار الورس الذي في عسكرهم رماداً ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل النيران وطبخوها فصارت مثل العلقم وتكلم رجل في الحسين بكلمة فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره.
السيوطي تاريخ الخلفاء ج1 ص 85
من هذه الروايات وغيرها يظهر لنا العلاقة التكوينية الخاصة بين كربلاء والأئمة الطاهرين وبين بيت المقدس ويكفيك أنها قبلة نبينا الأولى وإن من فضائل أمير المؤمنين انه مصلي القبلتين وأما بالنسبة للإحكام الشرعية فلها ولمسجدها الشريف مكانة خاصة في فقه إل محمد فقد ذكر له الفقهاء رحم الله الماضيين منهم وحفظ الباقين أربعة إحكام خاصة به مع المساجد الثلاثة الشريفة الأخرى - المسجد الحرام وحرم النبي ومسجد الكوفة- بل قد يفهم من كلام السيد السيستاني تفضيله على مسجد الكوفة كما سيأتي في فتواه وقد ذكر السيد محمد سعيد الحكيم في منهاج الصالحين إن بينهما تفاضل وفي كل قد ورد روايات وعلى كل حال فان فضل المسجد الأقصى عند أل محمد كبير جدا وشرفه عندهم عظيم والإحكام التي تخصه هي:
1- الصلاة فيه تعدل إلف صلاة: وهذا الحكم من المسلمات عند فقهاء الشيعة وقد ورد فيه عدة روايات وهذا نص المسالة 561 من رسالة السيد السيستاني العملية "منهاج الصالحين"
مسألة 561: تستحب الصلاة في المساجد من غير فرق بين مساجد فرق المسلمين وطوائفهم. نعم يخرج عنها حكما بل موضوعا المسجد المبني ضرار أو تفريقا بين المسلمين فانه لا تجوز الصلاة فيه، وأفضل المساجد المساجد الأربعة، وهي المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله والمسجد الأقصى ومسجد الكوفة، وأفضلها الأول ثم الثاني، وقد روي في فضل الجميع روايات كثيرة،، وقد روي في فضل الجميع روايات كثيرة، وكذا في فضل بعض المساجد الأخرى كمسجد خيف والغدير وقبا والسهلة، ولا فرق في استحباب الصلاة في المساجد بين الرجال والنساء وإن كان الأفضل للمرأة اختيار المكان الأستر حتى في بيتها.
وفي كتاب العروة الوثقى التي عليها تعليقات الكثير من المراجع والعلماء ومنهم الإمام الخميني والسيد الخوئي وغيرهم كثير
[ 1380 ] مسألة 4: يستحب الصلاة في المساجد، وأفضلها مسجد الحرام فالصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة، ثم مسجد النبي والصلاة فيه تعدل عشرة آلاف، ومسجد الكوفة وفيه تعدل ألف صلاة، والمسجد الأقصى وفيه تعدل ألف صلاة أيضا.
2- يكره استقباله حال التخلي وقضاء الحاجة
وهذا الحكم ذكره العلامة الحلي في كتابه منتهى المطالب ج1 ص 320
السادس: يكره استقبال بيت المقدس لأنه قد كان قبلة، ولا يحرم للنسخ، وهو قول الشافعي أيضا.
3- استحباب زيارته:فقد ذكر الشهيد الأول في كتاب الدروس الشرعية - باب المزار.
ويستحب زيارة منتجبي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وخصوصا جعفر بن أبي طالب بمؤتة، والعباس وأولاده، وسلمان بالمدائن، وعمار بصفين، وحذيفة، وزيارة الأنبياء عليهم السلام حيث كانوا وخصوصا إبراهيم وإسحاق ويعقوب بمشهدهم المعروف، وباقي الأنبياء بالأرض المقدسة، وزيارة المسجد الأقصى وإتيان مقامات الأنبياء، وزيارة قبور الشهداء والصلحاء من المؤمنين.
قال الكاظم [2] : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا.
4- استحباب دفن الموتى فيه ونقل الموتى إليه: قال صاحب الجواهر
وكيف كان فمما ذكرنا ينقدح وجه ما ذكره الشهيد، وتبعه عليه بعض من تأخر عنه من إلحاق نحو المقبرة التي فيها قوم صالحون بمشاهد الأئمة عليهم السلام في رجحان النقل إليها لتناله بركتهم، وكذا
الشيخ في المبسوط قال: «ويستحب أن يدفن الميت في أشرف البقاع، فان كان بمكة فبمقبرتها، وكذلك المدينة والمسجد الأقصى ومشاهد الأئمة عليهم السلام، وكذا كل مقبرة تذكر بخير من شهداء وصلحاء وغيرهم» انتهى. جواهر الكلام ج4 ص 360
اسكندر آل إبراهيم * - 18 / 6 / 2010م - 1:10 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا الكريم وردت الروايات العديدة التي تبين فضله ومكانته عند أهل البيت حتى ربطت بينه وبين كربلاء فقد ورد عن الصادق : الغاضرية من تربة بيت المقدس [1] وقد وردت روايات كثيرة من الشيعة والسنة تظهر كيف أن الأرض والسماء بكت على الحسين عند مقتله دما ولكن العجيب أنها ركزت على بيت المقدس وما ذلك إلا للعلاقة التكوينية الخفية بين كربلاء وأهل البيت وبين هذه البقعة المباركة حتى لو كان أهل تلك المدينة في الغالب غير موالين لهم وهذا هو حال مكة أيضا فقد ورد في جامع الزيارات:
1-حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد، قال: حدثني عبد الرحمان الاسلمي، وقال لي أبو الحسين: وأخبرني عمي، عن ابيه، عن ابي نصر، عن رجل من اهل بيت المقدس انه قال: والله لقد عرفنا اهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي ، قلت: وكيف ذاك، قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا الا ورأينا تحتها دما عبيطا يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة ايام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل يقول: أترجو امة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب معاذ الله لا نلتم يقينا * شفاعة احمد وابي تراب قتلتم خير من ركب المطايا * وخير الشيب طرا والشباب وانكسفت الشمس ثلاثة ايام ثم تجلت عنها وانشبكت النجوم، فلما كان من غد ارجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شي حتى نعي الينا الحسين .
جامع الزيارات الحديث رقم 198 ص 146
2- حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد بإسناده، قال: قال عمر بن سعد، قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط.
المصدر السابق الحديث رقم 199 ص 147
3- وقال عمر بن سعد: وحدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط.
المصدر السابق الحيث رقم 266 ص 174
اما ورد عن طريق السنة:
1- وقال معمر بن راشد: أوما عرف الزهري تلكم في مجلس الوليد بن عبد الملك -، فقال الوليد: تعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين - فقال الزهري: إنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
تاريخ الاسلام للذهبي حوادث سنة ا6 ج 2 ص 60 وايضا بغية الطلب في تاريخ حلب ج3 ص 41
2- وقيل: إنه لم يقلب حجر بيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وصار الورس الذي في عسكرهم رماداً ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل النيران وطبخوها فصارت مثل العلقم وتكلم رجل في الحسين بكلمة فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره.
السيوطي تاريخ الخلفاء ج1 ص 85
من هذه الروايات وغيرها يظهر لنا العلاقة التكوينية الخاصة بين كربلاء والأئمة الطاهرين وبين بيت المقدس ويكفيك أنها قبلة نبينا الأولى وإن من فضائل أمير المؤمنين انه مصلي القبلتين وأما بالنسبة للإحكام الشرعية فلها ولمسجدها الشريف مكانة خاصة في فقه إل محمد فقد ذكر له الفقهاء رحم الله الماضيين منهم وحفظ الباقين أربعة إحكام خاصة به مع المساجد الثلاثة الشريفة الأخرى - المسجد الحرام وحرم النبي ومسجد الكوفة- بل قد يفهم من كلام السيد السيستاني تفضيله على مسجد الكوفة كما سيأتي في فتواه وقد ذكر السيد محمد سعيد الحكيم في منهاج الصالحين إن بينهما تفاضل وفي كل قد ورد روايات وعلى كل حال فان فضل المسجد الأقصى عند أل محمد كبير جدا وشرفه عندهم عظيم والإحكام التي تخصه هي:
1- الصلاة فيه تعدل إلف صلاة: وهذا الحكم من المسلمات عند فقهاء الشيعة وقد ورد فيه عدة روايات وهذا نص المسالة 561 من رسالة السيد السيستاني العملية "منهاج الصالحين"
مسألة 561: تستحب الصلاة في المساجد من غير فرق بين مساجد فرق المسلمين وطوائفهم. نعم يخرج عنها حكما بل موضوعا المسجد المبني ضرار أو تفريقا بين المسلمين فانه لا تجوز الصلاة فيه، وأفضل المساجد المساجد الأربعة، وهي المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله والمسجد الأقصى ومسجد الكوفة، وأفضلها الأول ثم الثاني، وقد روي في فضل الجميع روايات كثيرة،، وقد روي في فضل الجميع روايات كثيرة، وكذا في فضل بعض المساجد الأخرى كمسجد خيف والغدير وقبا والسهلة، ولا فرق في استحباب الصلاة في المساجد بين الرجال والنساء وإن كان الأفضل للمرأة اختيار المكان الأستر حتى في بيتها.
وفي كتاب العروة الوثقى التي عليها تعليقات الكثير من المراجع والعلماء ومنهم الإمام الخميني والسيد الخوئي وغيرهم كثير
[ 1380 ] مسألة 4: يستحب الصلاة في المساجد، وأفضلها مسجد الحرام فالصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة، ثم مسجد النبي والصلاة فيه تعدل عشرة آلاف، ومسجد الكوفة وفيه تعدل ألف صلاة، والمسجد الأقصى وفيه تعدل ألف صلاة أيضا.
2- يكره استقباله حال التخلي وقضاء الحاجة
وهذا الحكم ذكره العلامة الحلي في كتابه منتهى المطالب ج1 ص 320
السادس: يكره استقبال بيت المقدس لأنه قد كان قبلة، ولا يحرم للنسخ، وهو قول الشافعي أيضا.
3- استحباب زيارته:فقد ذكر الشهيد الأول في كتاب الدروس الشرعية - باب المزار.
ويستحب زيارة منتجبي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وخصوصا جعفر بن أبي طالب بمؤتة، والعباس وأولاده، وسلمان بالمدائن، وعمار بصفين، وحذيفة، وزيارة الأنبياء عليهم السلام حيث كانوا وخصوصا إبراهيم وإسحاق ويعقوب بمشهدهم المعروف، وباقي الأنبياء بالأرض المقدسة، وزيارة المسجد الأقصى وإتيان مقامات الأنبياء، وزيارة قبور الشهداء والصلحاء من المؤمنين.
قال الكاظم [2] : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا.
4- استحباب دفن الموتى فيه ونقل الموتى إليه: قال صاحب الجواهر
وكيف كان فمما ذكرنا ينقدح وجه ما ذكره الشهيد، وتبعه عليه بعض من تأخر عنه من إلحاق نحو المقبرة التي فيها قوم صالحون بمشاهد الأئمة عليهم السلام في رجحان النقل إليها لتناله بركتهم، وكذا
الشيخ في المبسوط قال: «ويستحب أن يدفن الميت في أشرف البقاع، فان كان بمكة فبمقبرتها، وكذلك المدينة والمسجد الأقصى ومشاهد الأئمة عليهم السلام، وكذا كل مقبرة تذكر بخير من شهداء وصلحاء وغيرهم» انتهى. جواهر الكلام ج4 ص 360
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق