الجمعة، يونيو 18، 2010

:: السعودية : احتدام الجدل في الوسط الديني الشيعي بشأن «دعاء الكساء وسفرة أم البنين»

احتدام الجدل في الوسط الديني الشيعي بشأن «دعاء الكساء وسفرة أم البنين»
شبكة راصد الإخبارية - 18 / 6 / 2010م - 5:12 م

- السيد علي الناصر: سفرة "أم البنين" تضييع للمال فيما لا ينفع الناس.
- الشيخ حسين الراضي: حديث الكساء أدخلت عليه قصة مفبركة ووضع وتزوير.
- السيد هاشم السلمان: التشكيك في حديث الكساء "مؤامرة" ضد أهل البيت.
- السيد محمد العلي: أبحاث الشيخ الراضي مجاملة على حساب العقيده.

يشهد الوسط الديني الشيعي في السعودية في الآونة جدلا محتدما على خلفية رفض رجال دين وتأييد آخرين لمرويات ذات صلة ببعض الممارسات والقناعات المعروفة عن "دعاء الكساء وسفرة أم البنين".

وفي حين وصف رجل الدين البارز السيد علي السيد ناصر السلمان "سفرة أم البنين" بالاختراع، قال الشيخ حسين الراضي بأن هناك قصة مفبركة وتزوير ووضع أحيط بـ"حديث الكساء" المروي عن آل البيت.

في مقابل ذلك قال أمام جامع الرسول الأعظم بمدينة المبرز بأن هناك مؤامرة كبرى تحاك ضد مدرسة أهل البيت، فيما رفض رجل الدين السيد محمد علي العلي كلام الشيخ الراضي واعتبره "مجاملة على حساب العقيده".

السلمان يدعو للنذر لتزويج الفقراء وسفرة ام البنين تضييع للمال

ورفض السيد السلمان الذي يحظى بمكانة رفيعة في الوسط الديني المحلي ما وصفها بـ"الاختراعات المتعددة" في اشارة إلى العادة الاجتماعية التي ظهرت في السنوات الأخيرة وسميت بـ"سفرة أم البنين".

واعتاد الكثيرون في الأوساط الشيعية على عقد نذور وموائد واحتفالات بإسم السيدة أم البنين طلبا لقضاء حوائجهم.

وأم البنين التي تنسب لها فضائل كثيرة هي السيدة فاطمة بنت حزام الكلابي العامري زوج الامام علي. وكنيت بذلك لأنها أنجبت للإمام أربعة أبناء استشهدوا جميعا مع أخيهم الإمام الحسين في واقعة كربلاء.

وقال السلمان ان هذه النذور فيها ضياعٌ للمال "ومن أمثلة ذلك ما يسمى بسفرة أم البنين ففيها تجمع نذور متعددة قد تبلغ الآلاف الطائلة من الأموال، وتصرف ولا ينتَفَع بها، لا تنتفع بها أم البنين، ولا ينتفع بها أحدٌ من الناس".

ووجه انتقادات لاذعة في خطبة الجمعة مؤخرا بجامع الامام الحسين بالدمام لمن يتبنى هذه الممارسة واصفا اؤلئك بـ"العقليات التي تقودنا إلى الأوهام".

وتابع بأن هذه أمورٌ فيها ضياع للمال وضياع للوعي وضياع للعمر وفيها أخطاء كثيرةٌ قد لا تجعلنا ننتفع بواقعنا وحياتنا فيما يرتبط بأمرنا مع الله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

الشيخ حسين الراضي والسيد علي السيد ناصر السلمان
الشيخ حسين الراضي والسيد علي السيد ناصر السلمان

وتسائل أمام المئات من المصلين لماذا لا تكون نذورونا مخصصة لتزويج الفقراء وجعل ثواب ذلك لأم البنين والأئمة الأطهار.

السلمان الذي اشار الى أن السيدة ام البنين إمرأة "عاديّة" أضاف بأن لا حاجة للاختراعات المتعددة والمتنوعة والاحتفالات التي ربما تذهب بنا من هنا وهناك على حد وصفه.

والراضي ينتقد القصص المختلقة حول "حديث الكساء"

وفي السياق نفسه حذر رجل الدين الأحسائي البارز الشيخ حسين الراضي من مغبة التساهل في نقل "ما هب ودب وحتى الخرافات والموضوعات" ونسبتها إلى أئمة أهل البيت.

وقال الشيخ الراضي في سلسلة بحوث حول الحديث المعروف بـ"حديث الكساء" نشرها عبر موقعه الالكتروني بأن هذا الحديث المتفق عليه بين السنة والشيعة أدخلت عليه قصة مفبركة ووضع وتزوير.

والحديث مثار النقاش يروي جمع الرسول الأكرم لآل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين تحت كساء وقوله "اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".

وقال الراضي "في الأزمنة المتأخرة حصل خلط في بعض ألفاظه ونشرت قصة بدعوى حديث الكساء وهي بعيدة كل البعد عن أصل هذا الحديث".

وقال "في الآونة الأخيرة شاع قصة لا أصل لها بعنوان حديث الكساء وروج لها من دأبه التساهل في النقل والاعتماد على الروايات الضعيفة والمرسلة ونسبة هذه القصة إلى سيدة النساء فاطمة الزهراء".

وتورد القصة الموضوعة بحسب الراضي حديثا مطولا يرجع علة خلق الكون لأجل كرامة ومحبة أهل البيت فقط.

وأضاف الراضي الذي اشتهر ببحوثة العلمية المثيرة للجدل أن حديث الكساء "الموضوع" سنده مختلق مكذوب ومضمونه يتنافى مع كل الروايات التي تقدمت حول حديث الكساء "المتواتر".

وتابع بأن هذا الحديث "الموضوع" لم ينقل في الكتب الحديثية المعتبرة لدى السنة والشيعة ولم يذكر في الكتب الأربعة أو المجاميع المتأخرة كالبحار والوافي والوسائل ولا كتب الصدوق ولا كتب المفيد ولا كتب الطوسي.

السيد محمد العلي والسيد هاشم السلمان
السيد محمد العلي والسيد هاشم السلمان

ووجه انتقاذا لاذعا لبعض المحدثين والخطباء بقوله "البعض يروي ما هب ودب وحتى الخرافات والموضوعات باسم أهل البيت".

ووصف أولئك بالأصوات النشاز التي تعودت على هذه الثقافة وتبقى مصرة عليها ومبررة لها.. متناسية خطورة حالة الدس والوضع والتزوير في تراث أهل البيت وعلى ألسنتهم على حد قوله.

ردود فعل

في مقابل ذلك هاجم أمام جامع الرسول الأعظم بمدينة المبرز السيد هاشم السلمان ورجل الدين السيد محمد العلي هاجما الشيخ الراضي لقاء ما وصفوه بالتشكيك في حديث الكساء.

وأشار السلمان إلى مجموعة البحوث والدراسات التي كتبها الشيخ الراضي بالقول أنها قضايا ومسائل "تمس بالعقيدة وبالمعتقدات القائمة" حسب وصفه.

وقال بأن هناك مؤامرة يحيكها الأعداء ضد مدرسة أهل البيت وأن التشكيك في مصداقية حديث الكساء يؤدي إلى إضعاف البنية العقدية عند الشيعة على حد تعبيره.

مضيفا بأن بحث الراضي "يؤدي إلي فتح نافذة واسعة أمام رياح التشكيك فيما عند الشيعة من عقائد ووضع علامة الاستفهام أمام كل قضية عقائدية".

واستنكر السيد السلمان إثارة هذه المسائل معتبرا ذلك "محاولة إلى إسقاط مدرسة أهل البيت.. وهذا يريده أعداء الإسلام". دون أن يسمي اولئك الأعداء الذين يقفون خلف تلك "المؤامرة".

وردا على ذلك أعلن السلمان عزمه قراءة حديث الكساء في الجامع عصر كل خميس.

من جهته اعتبر السيد العلي أبحاث الشيخ الراضي "مجاملة على حساب العقيده"، رافضا ما وصفه بالتشكيك في حديث الكساء "جملة وتفصيلا ".

وفي اشارة للشيخ الراضي تسائل العلي "ألا يدري هذا الرجل المشكك بأنه يعطي بعمله هذا فرصة أخرى لطلب مزيد من التنازلات ولا نعلم إلى أي حد تنتهي ولعلها تقضي على المزيد من تراثنا الذي نعتز به".

ويرى متابعون بأن ما يجري في الساحة الدينية الشيعية في السعودية غير بعيد عن حالة التدافع بين مدرستين تعود جذورهما إلى عقود زمنية وتتمسك احداهما بما تعتبره ثوابت فيما تتبنى الاخرى ما يوصف بالتجديد الديني.

راجع التعليقات بالضغط على العنوان للعودة إلى صفحة المقال الأصلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون