يوحنا بن ذكريا و«الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة» | أخبار الموجز
يوحنا بن ذكريا و«الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة»
05/24/2013 - 14:44
يوحنا بن زكريا بن سباع هو واحد من أشهر علماء الكنيسة القبطية فى القرن الثالث عشر؛ ذكر عنه العالم الإلمانى جورج جراف (1875- 1955) فى موسوعته عن تاريخ الأدب العربى أننا لا نعرف عنه أكثر من أنه عاش بين القرنين الثالث والرابع عشر؛ ولقد وصفه جراف بأنه من كبار العلماء؛ وإن مؤلفاته تتميز بالعبارة الفصيحة مع دقة البحث. ترك لنا موسوعة كنسية كبرى عرفت باسم «الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة» وهى موسوعة شاملة تقع فى 115 فصلا؛ وتغطى جميع العلوم والثقافات الدينية وغير الدينية.
وعن الهدف من كتابة موسوعته هذه يذكر ابن سباع نفسه فى المقدمة «دعت ضرورة الاحتياج إلى التطلع فى حقائق الأمور؛ وتداول الأصول من ترتيب الآباء القديسين الشريفى القول؛ فحضنى نقصى؛ وكثرة الكلام لسماع المتأولين إلى أن أبدى ما رسمته لنا اقوال الآباء الأولون لإظهار عظمة الله ورحمته علينا؛ ورزقنا من قبول طلباتهم المقبولة، فجمعت هذا الكتاب وسميته بالجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة؛ وقسمته إلى مئة وخمسة عشر بابا كما نراها فى فهرست الكتاب».
ولقد طبع الكتاب للمرة الأولى عام 1902 بدون أى تحقيق علمى؛ ثم أعاد مرقس جرجس طبعه مرة أخرى؛ وكان ذلك خلال حقبة العشرينيات كما ذكر لنا الأب جورج قنواتى (1905- 1994) فى كتابه «المسيحية والحضارة العربية». كما قام المستشرق الفرنسى جان برييه بترجمة الأبواب من (1-56) إلى اللغة الفرنسية ونشرها فى سلسلة كتابات الآباء الشرقيين» عام 1922. وقام أيضا الأب منصور مستريح الفرنسيسكانى بنشر هذا الكتاب وترجمته إلى اللغة اللاتينية؛ بعد أن قام بعمل تحقيق علمى له؛ حيث قام بعمل دراسة مقارنة لثمانية عشر مخطوطة واعتمد فى ترجمة ونشر الكتاب على المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية. وقام المركز الفرنسيسكانى للدراسات الشرقية بنشر هذه الدراسة ضمن سلسلة «دراسات شرقية مسيحية فى الكنيسة المصرية» عام 1966.
أما عن مخطوطات الكتاب؛ فتحتفظ مكتبة الفاتيكان بمخطوطتين المخطوطة الأولى يرجع تاريخها إلى عام 1701؛ والمخطوطة الثانية ضمن مجموعة بورجيا.
كما تحتفظ مكتبة باريس بمخطوطتين ؛الأولى ترجع لنهاية القرن الرابع عشر، والثانية ترجع لعام 1638.
وتحتفظ مكتبة الشرفة بلبنان بمخطوطتين، المخطوطة الأولى ضمن مجموعة رحمانى وترجع إلى الفترة ما بين أعوام (1734- 1770) أما المخطوطة الثانية فترجع لعام 1915.
أما عن مصر فتحتفظ المكتبة البطريركية بأربع مخطوطات ولقد ذكرهم كل من مرقس سميكة (1864- 1944) وجورج جراف. كما تحتفظ مكتبة المتحف القبطى بمصر القديمة بثلاث مخطوطات، ودير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر بخمس مخطوطات، ودير الأنبا بولا بمخطوطة واحدة، ودير الانبا مقار بوادى النطرون بمخطوطتين. وكنيسة العذراء حارة زويلة بمخطوطة واحدة، وأخير توجد مخطوطتان بكل من المركز الفرنسيسكانى بالقاهرة والمعهد الإكليركى للأقباط الكاثوليك بالمعادى.
وسوف نحاول قراءة بعض أبواب هذه الموسوعة الضخمة؛ ففى أهمية الطهارة والنقاوة القلبية يقول: «كما يلزم المؤمن التحلى بفضيلة الرحمة والمحبة والتواضع والتسامح يلزمه أيضا التحلى بفضيلة الطهارة والنقاوة؛ فإذا تطهر الجسد تطهر القلب معه؛ وإذا تطهر القلب يتقرب الإنسان إلى الله».
وفى الحض على أهمية التعليم يقول: «حيث إن الأمة لا تحيا إلا بكثرة المدارس والمعلمين؛ فعلى البابا البطريرك النظر فى حالة المدارس والكتاتيب؛ وتوسيع نطاقها وانتقاء المعلمين الأتقياء؛ أصحاب السيرة الحسنة والمهارة والكفاءة لهذه الوظيفة، ويجب أن يلقى عليهم الأب البطريرك الإنذارات والوصايا بالاهتمام بكل تلميذ بدون استثناء وبالأخص الفقراء والأيتام لمراعاة أحوالهم فى التعليم؛ حتى تتساوى بأبناء الأغنياء؛ ومن لهم آباء».
وفى وجوب العمل على إيجاد مساكن للفقراء وضيافة الغرباء مع وجود مشرفين عليهم؛ كتب يقول: «يجب أن ينظر البابا فى إيجاد أماكن لمأوى الغرباء والمرضى والمحتاجين؛ وضيافة القادمين إلى المدينة؛ حتى لا يضطر أحد منهم من الإقامة فى الكنيسة لأنها قدس للرب؛ وعلى قداسته أن يقيم وكلاء لهذه الأماكن موصوفين بالطهارة والأمانة وعفة النفس».
والجدير بالذكر أن الرحالة فانسليب (1635- 1679)؛ عندما كتب كتابه «تاريخ كنيسة الإسكندرية» عام 1677، قد اعتمد فى معلوماته عن الكنيسة القبطية بشكل رئيسى على كتاب بن السباع هذا؛ وأيضا على كتاب بن كبر «مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة» كما ذكر ذلك فانسليب بنفسه فى مقدمة الكتاب.
وعن الهدف من كتابة موسوعته هذه يذكر ابن سباع نفسه فى المقدمة «دعت ضرورة الاحتياج إلى التطلع فى حقائق الأمور؛ وتداول الأصول من ترتيب الآباء القديسين الشريفى القول؛ فحضنى نقصى؛ وكثرة الكلام لسماع المتأولين إلى أن أبدى ما رسمته لنا اقوال الآباء الأولون لإظهار عظمة الله ورحمته علينا؛ ورزقنا من قبول طلباتهم المقبولة، فجمعت هذا الكتاب وسميته بالجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة؛ وقسمته إلى مئة وخمسة عشر بابا كما نراها فى فهرست الكتاب».
ولقد طبع الكتاب للمرة الأولى عام 1902 بدون أى تحقيق علمى؛ ثم أعاد مرقس جرجس طبعه مرة أخرى؛ وكان ذلك خلال حقبة العشرينيات كما ذكر لنا الأب جورج قنواتى (1905- 1994) فى كتابه «المسيحية والحضارة العربية». كما قام المستشرق الفرنسى جان برييه بترجمة الأبواب من (1-56) إلى اللغة الفرنسية ونشرها فى سلسلة كتابات الآباء الشرقيين» عام 1922. وقام أيضا الأب منصور مستريح الفرنسيسكانى بنشر هذا الكتاب وترجمته إلى اللغة اللاتينية؛ بعد أن قام بعمل تحقيق علمى له؛ حيث قام بعمل دراسة مقارنة لثمانية عشر مخطوطة واعتمد فى ترجمة ونشر الكتاب على المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية. وقام المركز الفرنسيسكانى للدراسات الشرقية بنشر هذه الدراسة ضمن سلسلة «دراسات شرقية مسيحية فى الكنيسة المصرية» عام 1966.
أما عن مخطوطات الكتاب؛ فتحتفظ مكتبة الفاتيكان بمخطوطتين المخطوطة الأولى يرجع تاريخها إلى عام 1701؛ والمخطوطة الثانية ضمن مجموعة بورجيا.
كما تحتفظ مكتبة باريس بمخطوطتين ؛الأولى ترجع لنهاية القرن الرابع عشر، والثانية ترجع لعام 1638.
وتحتفظ مكتبة الشرفة بلبنان بمخطوطتين، المخطوطة الأولى ضمن مجموعة رحمانى وترجع إلى الفترة ما بين أعوام (1734- 1770) أما المخطوطة الثانية فترجع لعام 1915.
أما عن مصر فتحتفظ المكتبة البطريركية بأربع مخطوطات ولقد ذكرهم كل من مرقس سميكة (1864- 1944) وجورج جراف. كما تحتفظ مكتبة المتحف القبطى بمصر القديمة بثلاث مخطوطات، ودير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر بخمس مخطوطات، ودير الأنبا بولا بمخطوطة واحدة، ودير الانبا مقار بوادى النطرون بمخطوطتين. وكنيسة العذراء حارة زويلة بمخطوطة واحدة، وأخير توجد مخطوطتان بكل من المركز الفرنسيسكانى بالقاهرة والمعهد الإكليركى للأقباط الكاثوليك بالمعادى.
وسوف نحاول قراءة بعض أبواب هذه الموسوعة الضخمة؛ ففى أهمية الطهارة والنقاوة القلبية يقول: «كما يلزم المؤمن التحلى بفضيلة الرحمة والمحبة والتواضع والتسامح يلزمه أيضا التحلى بفضيلة الطهارة والنقاوة؛ فإذا تطهر الجسد تطهر القلب معه؛ وإذا تطهر القلب يتقرب الإنسان إلى الله».
وفى الحض على أهمية التعليم يقول: «حيث إن الأمة لا تحيا إلا بكثرة المدارس والمعلمين؛ فعلى البابا البطريرك النظر فى حالة المدارس والكتاتيب؛ وتوسيع نطاقها وانتقاء المعلمين الأتقياء؛ أصحاب السيرة الحسنة والمهارة والكفاءة لهذه الوظيفة، ويجب أن يلقى عليهم الأب البطريرك الإنذارات والوصايا بالاهتمام بكل تلميذ بدون استثناء وبالأخص الفقراء والأيتام لمراعاة أحوالهم فى التعليم؛ حتى تتساوى بأبناء الأغنياء؛ ومن لهم آباء».
وفى وجوب العمل على إيجاد مساكن للفقراء وضيافة الغرباء مع وجود مشرفين عليهم؛ كتب يقول: «يجب أن ينظر البابا فى إيجاد أماكن لمأوى الغرباء والمرضى والمحتاجين؛ وضيافة القادمين إلى المدينة؛ حتى لا يضطر أحد منهم من الإقامة فى الكنيسة لأنها قدس للرب؛ وعلى قداسته أن يقيم وكلاء لهذه الأماكن موصوفين بالطهارة والأمانة وعفة النفس».
والجدير بالذكر أن الرحالة فانسليب (1635- 1679)؛ عندما كتب كتابه «تاريخ كنيسة الإسكندرية» عام 1677، قد اعتمد فى معلوماته عن الكنيسة القبطية بشكل رئيسى على كتاب بن السباع هذا؛ وأيضا على كتاب بن كبر «مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة» كما ذكر ذلك فانسليب بنفسه فى مقدمة الكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق