جدل بشأن مطالبات بإدخال نظريات السنة والشيعة في المناهج الدراسية |
|
الأربعاء 24 أب 2011 15:50 GMT |
|
|
جديد مجلس النواب العراقي لهذه المرة لم يكن المطالبة بتشريع قانون او اقالة هيئة او كشف فضيحة فساد.. بل مناقشة الكتب والمناهج المدرسية والمطالبة ولأول مرة في العراق بإدخال تعدد النظريات الدينية للسنة والشيعة في أماكن منفصلة من كتب التربية الإسلامية والتاريخ بدءا من المرحلة الابتدائية.
لكن هذا الكلام بدا غريبا بالنسبة لأولياء أمور الطلبة إذا اتهموا جهات سياسية بتنفيذ أجندات لتفرقة المجتمع من أجل منافع ضيقة. ولي أمر أحد الطلاب: دعوة البرلمان غير مقبولة إذا كان هنالك دراسة للسنة أو دراسة للشيعة أحنه هدفنا واحد وتاريخنا واحد وإسلامنا واحد) ولي أمر أحد الطلاب : راح أنصير منشقين على قسمين وهذا يقلد فلان وذلك يقلد فلان طبعا أتصير تفرقه أيدمجونهم ويخلوهم فد منهج واحد بين الطرفين وميكولون هذا فلان وهذا فلان وهذا يكون أفضل) ولي أمر أحد الطلاب: طبعاً جهات سياسية وهي السياسية تريد تستفاد وتستفاد من كول شيء وهي مدفوعة هذا إلي اكولك عليه وما أكول غيره) اما بالنسبة لجهات سياسية أخرى فإن مطلب تكريس النظريات السنية والشيعية في المناهج التربوية يعد أشد خطراً من تأثيرات ما سموه تداعيات الاحتلال على العراق. طلال الزوبعي / نائب عن القائمة العراقية : (هؤلاء هم أشد خطراً من جيوش الاحتلال هؤلاء يساهمون في تقسيم وتثقيف الناس على ثقافة وعلى مفاهيم لاتؤدي لا الى خير العراق ولاتقدمه وأنما تؤدي الى شر سيحرق الاخضر باليابس ويؤدي الى صراع ويكفر أحد الاخر وبالتالي تؤدي الى صراع ديني وعرقي وطائفي وحتى شخصي) أما دينيا فالمقترح لاقى ترحيبا من الوقف الشيعي في حين عارض نظيره السني الفكرة معتبرا أنها ستفتح الباب امام أمام الديانات الأخرى للمطالبة بحقوق مماثلة. محمود الخلافي / مدير الإرشاد والتوعية في ديوان الوقف السني : (أنا لا أؤيد مطلقاً مسالة التدريس المذهب السني أو المذهب الشيعي أو المكون المسيحي نحن عندنا دين واحد يجمع ويضم الجميع بين جناحية ويحترم جميع الديانات وينبغي علينا أن نعتصم كما قال تعالى وأعتصمو بحبل الله جميعاً ولاتفرقو لأن تدريس المذهب السني أو الشيعي ربما سيأتي المسيحيين وتأتي الطوائف الأخرى وكل واحد يريد أن يدرس مذهبوه وهذا حقيقتاً سيجرنا إلى بلاء كبير) علي الخطيب / نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي : (هي الدعوة إلى التعريف ودراسة أراء أئمة المذاهب الأخرى هي مسالة قد أعترف بها وقد تداولت في بقية البلدان وكثرت الدراسات الفقهية في هذا المجال ولايقصد منها إلا فعلاً التعريف بآراء الفقهاء وجميعها يعني مثلاً السيد محمد تقي الحكيم صاحب الكتاب المشهور الأصول العامة للفقه القارئ يذهب إلى أن أكثر من 90% من المشتركات بين أئمة المذاهب فهي مدعاة إلى الوحدة والى أيضا ضرورة التعريف بآراء الآخرين حتى لاتنتقص من قدرهم ولاتنتقص من مكاناتهم) اما وزارة التربية المعنية بوضع المناهج فتؤكد ان المقترح سيرهق عقل الطالب ويدخله في جدل الرأي، فيما يلفت التربويون إلى أن إدخال نظريات متناقضة في المناهج الدراسية وخاصة في الدين سيجعل الطالب يكره الدين منذ الصغر. غازي مطلب / مدير عام المناهج في وزارة التربية: من الصعوبة في مكان التدريس وعلى أرض الواقع توجد نظريتين مختلفتين على الأقل في المراحل الأولى من الدراسة لاسيما وأن الصف الواحد والمدرسة الواحدة تظم مذاهب مختلفة وشرائح مختلفة وقد لايتحمل عقل الطالب البسيط في هذه المرحلة وبعد الاختلاف في الرأي ) محمد عبد الحسن / باحث اجتماعي : (هنالك عشرات الاثنيات في المجتمع العراقي فلو وضعنا لكل أثنيه من هذه الاثنيات مادة أو منهج أو حصة في المقرر الدراسي فسوف لن يكون هنالك وجود للمادة العلمية أو المادة الدراسية وضيفة وزارة التربية أن تعطي العموميات والأشياء المهمة التي يجمع عليها أبناء المجتمع العراقي ،قضية الدين عندما تدرس في المجتمع لديانات متعددة فأنها تأخذ أبعاد وتحصل هذه الإبعاد والطفل يبتعد عن الدين أو ربما يكره الدين) وبالنسبة للكثيرين فان مثل هذه الخطوة ستسبب ارباكا كبيرا في اوساط الطلبة خاصة وان معلمي التربية الاسلامية ومدرسيها ينقسمون الى طوائف مختلفة وقد يؤثر انتماؤهم هذا على مهنية وحيادية تقديمهم للنظريات التي ستوضع بشكل يجعل نتيجة الفكرة مخالفة تماما للذي كان مرجوا منها. |
الأربعاء، أغسطس 24، 2011
جدل بشأن مطالبات بإدخال نظريات السنة والشيعة في المناهج الدراسية | أخبار العراق | السومرية الشبكة الفضائية العراقية
اصدار كتاب الفتنة المذهبية :: جريدة صيدا نت
هلال حبلي: | 23-08-2011 |
الثلاثاء، أغسطس 23، 2011
اليوم السابع | مصر - الشيعة يؤسسون حزبا سياسيا يؤمن بمدنية الدولة
الشيعة يؤسسون حزبا سياسيا يؤمن بمدنية الدولة
الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 - 14:46
كتب لؤى على
أقام حزب "الوحدة والحرية"- تحت التاسيس- أول نشاط له بمقره أمس، وذلك بإقامة حفل إفطار جماعى لمؤسسى الحزب وأعضائه، والذى شهد تواجدا مكثفا من الشيعة، ومن جانبه قال المفكر الشيعى أحمد راسم النفيس، إنه تم الانتهاء من جمع التوكيلات، وسيتم تقديم أوراق الحزب فى الأول من شهر سبتمبر القادم للجنة الأحزاب، وأن للحزب مقرات فى القاهرة والمنصورة والزقازيق، مضيفا، أن من أهم مراحل الحضارة الإسلامية التى عاشتها مصر الحقبة الفاطمية، والتى ما زالت تتسم بها مصر فى بعض ملامحها إلى الآن.وأضاف: "وجدنا أن ندخل الحياة السياسية بحزب، وأن هذا المشروع يعلى من شأن حرية المصريين لاعتناق ما يريدونه من عقائد وأفكار، على أن يكون الحوار هو الفيصل، مؤكدا أن التشيع ليس سبة أو تهمة حتى يحاول البعض إلصاق تهمة التشيع ببعض أعضاء الحزب، مشيرا إلى أن تمويل الحزب سيكون من الأعضاء فقط، موضحا أن الحزب لن يضم فصيلا واحدا، وسيتعدد فيه الأطياف كما هو حال الشعب المصرية الذى يتميز بالتعددية.
محمود جابر أحد وكلاء الحزب قال، إن برنامج الحزب يدور حول شعارات ثلاث "حرية، عدالة، وحدة"، مؤكدا أنها مشتركة مع كل الأحزاب اليسارية فى مصر، والحزب قريب فى ملامحه من ما يسمى بالاشتراكية الديمقراطية، مشيرا إلى أن الحزب يؤمن بمدنية الدولة، ويرفض دخول الدين أو العقيدة فى الصراع السياسى، ويجب أن يكون صراع سياسى حول مصلحة المجتمع، ويؤمن الحزب بقضية المواطنة وأن العدو الأول لمصر هو الكيان الصهيونى، ويرى الحزب أن إزالة هذا الكيان هو الطريق نحو تحرر الأمة، وأن التواجد الأمريكى وتدخله فى شئون الشعوب يجعل الحزب يعلن عن معاداته لها.
As-Safir Newspaper - ريتا فرج : من هم الشيعة؟ ... الدور والتاريخ
من هم الشيعة؟ سؤال يؤرق أصحاب الهواجس، ليس من موقع التنابد الديني فقط بل للفعالية السياسية والاقتصادية أدوار تزيد في اتساع دائرة المخاوف، والشيعة بهذا المعنى نضاليون، فهم يسعون الى صناعة تاريخهم والتأكيد على أنهم مكوّن أساسي في هذا الوطن، وبصرف النظر عن الايديولوجيات المسيطرة على بعض مؤرخي الشيعة، لكن التاريخ اللبناني المدون أقله منذ الاعلان عن دولة لبنان الكبير العام 1920 يتحمل المسؤولية الكبرى في تهميش الشيعة وإخراجهم من المشهد التاريخي المأزوم، ودائماً كنا نسأل أنفسنا وفقاً لكتب التاريخ التي درسناها أين هم شيعة لبنان ولماذا يبدو أن هذه الكتب تتحدث فقط عن القيادات المارونية والسنيّة؛ وما زلنا حتى اليوم ندور في فلك التساؤلات. هؤلاء الذين اسماهم عبد الله العلايلي بـ «المتاولة» ـ من تأويل النص ـ في تفسيره لمصطلح «المتاولة» ـ يرى البعض أن كلمة متاولة اطلقت على شيعة لبنان من منطلق الصرخة التي أطلقوها في نضالهم ضد العثمانيين والتي تقول مت ولياً لعلي ـ بكل ما يحيويه هذا المصطلح من سلطان قهري حولهم الى تيار اعتراضي مستقل واجه الظلم الديني/ السياسي في المجال اللبناني والمجالات العربية الأخرى، نظر الى اعتراضهم من زاوية الخروج عن دولة الغلبة المتعاقبة عبر الخلافات والوصايات، فلم نجد من يسأل نفسه من بعض المؤرخين وحتى الزعامات السياسية الطائفية عن أبرز العوامل المؤدية الى تحويل الظلم الى الاعتراض.
اللافت في لبنان اليوم العودة الى البحث عن هذا التاريخ الشيعي المفقود، وطبعاً موجبات هذا البحث المضني معقدة ومتداخلة، وتتحكم بها في الغالب الاسقاطات الايديولوجية، والبارز فيها الاهتمام الكبير الذي توليه مراكز الدراسات حول الشيعة ودورهم منذ الاعلان عن دولة لبنان الكبير وما قبل هذه المحطة أيضاً، والأهم فيها السعي لمعاينة هذا التاريخ بما يمثله حزب الله وإبراز خلاصات مجموعة من الكتّاب الشيعة الذين يحاولون ربط الجغرافية اللبنانية الراهنة بالجماعة أي الجماعة الشيعية وإعطائها بعداً مقدساً تدعم ما يطلق عليه المشروع السياسي.
«جغرافية لبنان من منظور شيعي» عبارة عن نصوص مختارة انتقاها المركز الماروني للتوثيق والأبحاث للكشف عن خاصية أساسية، «تظهير الايديولوجية التي تتحكم بباطن الجماعات التي قصدت جبل لبنان، متخذة منه ملجأ لها، وتحيين أدوار التاريخ حتى تكرس غلبتها على الجغرافيا بالاعتماد على ربط الارض باللاهوت». الدراسة وقع اختيارها على أربعة نماذج: سعدون حمادة: تاريخ الشيعة في لبنان، علي راغب حيد أحمد: المسلمون الشيعة في كسروان وجبيل، جعفر المهاجر: التأسيس لتاريخ الشيعة في سورية ولبنان، علي الابراهيم الطرابلسي: التشيّع في طرابلس وبلاد الشام؛ وقبل عرض أفكار الكتّاب الأربعة تخرج مقدمة الدراسة بخلاصة أساسية «إن هذه الكتابات هي عملية أدلجة للتاريخ وفي أحسن الأحوال عملية إسقاط لتضخم الأنا في الزمن الحاضر على أحداث التاريخ» ولكن المؤشر الأهم الذي يمكن استنتاجه هل هناك فعلاً وبغض النظر عن الاشكاليات التي تطرحها المخاوف الجغرافية والدينية مشروع لربط الجغرافية بالمشروعين الديني والسياسي؟ السؤال يبدو اعتباطياً فكل الجماعات الدينية الموجودة في لبنان شهدت تحولات عبر الجغرافية ولم تعرف استقراراً على مستوى المكان، ويبدو أن الموارنة والشيعة، الطائفتان الأكثر تنقلاً لأسباب تاريخية، من هنا يتضح أن الخوف متبادل من الآخر، وهو يتفاقم بفعل التعملق الشيعي علمياً وسياسياً واقتصادياً.
الأسئلة عن الحضور الشيعي وتاريخه ودوره لا تقتصر على الموارنة، الطوائف الأخرى تشاركهم في إثارة المسكوت عنه في هذا التاريخ الغامض الذي نجهله، ولم يجرؤ أحد على طرح السؤال التالي: لماذا أنتم قلقون من دخول الشيعة الى مواقع القرار هل لأنكم لا تريدون النظر الى هذا المكوّن إلاّ من موقع الموروث التاريخي؟ لن ندخل في السجال السياسي العقيم حول سيطرة حزب الله على الدولة، القلق الطائفي عند كافة اللبنانيين أعمق من هذا السجال، التاريخ الرسمي يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تهميش الشيعة في لبنان وبقية الدول العربية، وحتى ترسو أسس الدولة الحديثة القائمة على الديموقراطية الحقيقية وليس ديمقراطية الطوائف المتصارعة على الحكم، من المهم تنقية تاريخ لبنان من الاسقاطات وتدوينه كما هو بسواده واشعاعه، وليس من السهل أن يتصالح اللبنانيون مع تاريخهم وأن يتعلموا منه وأن يدركوا أن لهذا التاريخ عناوين أخرى غير تلك المسجلة في ذاكرتهم الانتقائية. والأهم أن نقرأ هذا التاريخ دون أن نستخدمه، لإقصاء الأخر وإلغاء وجوده، ومعركة الديموغرافية والجغرافية لا تقتصران على الأمة الشيعية القلقة، هي هاجس يطال الجميع، وخطورته في الماضي والحاضر والمستقبل لا تكمن في تنامي هذا الخوف فقط وإنما في توظيفه لغايات سياسية لا تريد الاعتراف بالتحولات الشيعية الجارية في أكثر من ميدان، ورغم الحديث المتداول عن الأرقام وبيع الأراضي فإن الصحوات الدينية لا تنحصر بشيعة لبنان بل لها حيثياتها لدى بقية الطوائف؛ وحزب الله الذي تكثر حوله الدراسات والنظريات يحتاج هو الآخر الى توضيح ماذا يريد على المستوى السياسي، أما ما يتعلق بالبعد الايماني فلا يحق لأحد مصادرة حق الشيعة في التعبير ضمن حدود لا تتخطى مقدسات الآخرين، والحق بالاعتقاد الايماني والتدين يوازيهما الحق في اللايمان واللاتدين. الشيعة وكل طوائف لبنان لا بد لهم من التصالح مع تاريخهم، والكل جزء من هذا التاريخ، الذي يتطلب قراءة واعية تتخطى أدلجة الديموغرافية والجغرافية.
إيلاف ::.. الدور القيادي للشيعة في ثورة مصر
الدور القيادي للشيعة في ثورة مصر
دون شك ان التاريخ العربي السياسي والاجتماعي سيقف طويلا عند ثورة مصر العظيمة والتي سجلت اسقاط الصنم العربي الثالث حسني بعد الصنمين صدام وزين، وهذا االتفرد المصري في طريقة واليات اسقاط نظام حسني لم يخلو من بعض الشوائب التي حاولت الالتصاق بعجلات الثورة لغرض عرقلتها او ايقافها في ذروة زخمها و في مرحلة جني الثمار خلال ثمانية عشر يوما من عمر هذه الثورة المميزة في كل شي حتى في طريقة رفضها للتعاطي مع هذه الزوائد الطائفية المتخلفة، والتي حاول نظام حسني المتاهلك استخدامها في مرحلة معينة عندما أدعى اعلامه الخائب ان هولاء مدعومين من ايران، بل ذهب مسؤول حكومي ابعد من ذلك حينما اعلن على قناة الحرة ان كل هذه الملايين في ميدان التحرير قد تم تدريبهم في ايران!!
ولم يقصر بعض الاعلام العربي في التقاط هذه الشوائب الطائفية فصفق وهلل لها وعرض البرامج التلفزيونية الحوارية ونشر المقالات الطائفية في محاولة بائسة كانت تجري في اتجاهين متوازيين بذات الوقت، الاول من خلال جذب انتباه شباب الثورة وتحريف تركيزهم عن هدفهم في اسقاط نظام ديكتاتوري صنمي بكل معنى الكلمة حتى نشرت بعض الاخبار ان شيعة مصر يقودون الامور في ميدان التحرير!، والاتجاه الاخر ان ذات الاعلام قد تعود الانتعاش على شوائب الطائفية المقيته والارتزاق من فتات فضلاتها. وان حقيقة الامر ان الشيعة في مصر اقلية من ناحية العدد وفي كل الاحوال هم مواطنين مصريين ولهم الحق مثل غيرهم من بقية الاديان والطوائف في مصر المشاركة في هذه الثورة ولااعتقد ان هناك مصري واحد انتبه لمثل هذه الخزعبلات الطائفية لامن بعيد ولامن قريب. ثم ان هذا التصور الطائفي هو انتقاص من عظمة الانجاز التاريخي في مصر.
وان جوهر المشكلة ليس في ابطال ثورة مصر بل المشكلة الكبرى في بعض مواقع الطائفية العربية المقيته المعروفة والتي تطرب نفوسها وهي تستمتع لتصريحات ايهود بارك ونتنياهو وشيمون بيريز حول مصر وثورتها لكن نفس هذه المواقع الطائفية تصاب بالحساسية والفطريات الطائفية لمجرد تصريح من السيد حسن نصرالله والسيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي لدعم الثورة المصرية وانجازاتها التاريخية الانسانية والدستورية. فيعتبر راي بني اسرائيل مهم يجب متابعته والانصات اليه وتصريح ابناء الامة وبعض رموزها تدخل سافر ومؤامرة كبرى لابد من التصدي لها والتشهير بها!
وهذه المفارقة الطائفية ستكون اكثر بروز في هذا البلد العربي او ذاك المرشح للتغير والاصلاح في الايام القادمة، لذلك سترى بعض الذين صفقوا لسقوط حسني وزين سيقفون أنفسهم بالمرصاد وهم يشحذون الهمم والسيوف والخناجر للوقوف بوجه ثورة محتملة هنا اوهناك لمجرد ان وقود هذه الثورة و جوهرها تحمل تنوع مذهبي اخر، وهنا سينفضح البعض من اصحاب الشعارات " االثورجية والقومجية والاسلامجية " الذين سببوا لنا الصداع في الايام القليلة المنصرمة والسبب بكل بساطة انهم طلاب مجتهدين في مدرسة الطائفية العربية الشهيرة جدا، ولهذا تراهم يرفضون حتى مجرد المقارنة بين صدام من جهة وزين وحسني من جهة اخرى مع العلم ان صنمي تونس ومصر لايصلون بملم واحد لصنمية صدام في العراق. ان النظر الى الامور العربية بعين واحدة دون الاخرى هي احد اهم الاسباب في مستوى الكوارث التي وصلنا اليها لذلك اصبح من المميز والدهشة ان يسقط حاكم عربي ديكتاتوري ويتبعه اخر بعد ايام قليلة في الوقت الذي تجاوزت أمم اخرى هذا الجانب منذ عقود طويلة واصبحت في عداد الدول المتقدمة في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية ولم يشكل رغيف الخبز جوهر مشاكلهم كما كان احد الاسباب الرئيسية في ايقاد ثورتي تونس ومصر. وان رجل دين يكتب قصيدة في مدح صدام ويكبر ويهلل لسقوط زين وحسني هذا منافق وطائفي دون أدنى شك وان وسيلة اعلام تمتدح صدام وتدافع عنه وتصفق لسقوط زين وحسني فهذا نوع من النفاق الطائفي المفضوح لذلك واجب علماء ومثقفي ورموزالامة اصبح اكبر من السابق واعظم بكثير من خلال السعي الجاد لبناء ثقافة انسانية جامعة وليست انتقائية تحمل بين جوانبها فطريات طائفية كريهة.
md-alwadi@hotmail.com
الاثنين، أغسطس 22، 2011
من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام
السالم يردّ على المصلح: الربا لا يجري في الأوراق النقدية عند المذاهب الأربعة
انتقد بشدة انقلاب الشيخ على أهل الصيرفة الإسلامية
السالم يردّ على المصلح: الربا لا يجري في الأوراق النقدية عند المذاهب الأربعة
ردّ الدكتور حمزة السالم انتقادات الشيخ خالد المصلح حول حلقة طاش 18 "زيد أخو عبيد" التي تناولت قضية البنوك في السعودية، وأكد أن "الربا لا يجري في الأوراق النقدية في المشهور عند المذاهب الأربعة"، كما انتقد السالم بشدة انقلاب المصلح على أهل الصيرفة الإسلامية، وإدخالهم ضمن المرابين وهو لا يدري، بحسب وصفه.
وأشار السالم، مؤلف حلقة "زيد أخو عبيد"، في مقالين نُشرا أمس واليوم في صحيفة "الجزيرة" السعودية، إلى أن الشيخ خالد المصلح خرج في برنامج "نبض الكلام" الذي تعرضه قناة MBC ينتقد "طاش" ويرميه بالخطأ والجهل والكذب على المذاهب، وقال: "لا أزيد إلا أن أترك للقارئ المستقل الحكم".
وتحكي الحلقة قصة رجل يعمل في بنك "زيد"، حيث يبدأ أقرباؤه وحتى الذين يصلي معهم في المسجد في الابتعاد عنه وتحاشي الجلوس معه، بحجة أنه يكسب ماله من "الربا"، وهو المال الخبيث الذي لا يصح أن يختلط بالطيب، فيضطر بسبب الضغوط التي تمارس ضده إلى الانتقال إلى بنك "عبيد" الإسلامي، ليكتشف هناك أن البنك الإسلامي لا يختلف في طريقة عمل البنوك الأخرى إلا في المسميات وفي طريقة التعامل والتحايل على العميل، فبدلاً من منحه قرضاً مباشراً يتم بيعه حديداً بقيمة 100 ألف ريال، ثم يقوم هو بتفويض وكيل البنك ليبيعه له بسعر السوق، ومن ثم يتم إدخال المبلغ في حساب العميل، لأن إعطاء المال بالمال ربا ومحرم.
واعتبرت الحلقة، التي حملت اسم "زيد أخو عبيد"، أن البنوك تتبنى حيلاً ومحللات كثيرة، ليس بسبب الطابع الديني المحيط بها، بل من أجل تحقيق أرباح وتعاملات ضخمة.
زيد ليس أخو عبيد
وكان المصلح قد أكد لبرنامج "نبض الكلام" أن العارف بعمل البنوك يعلم جيداً أن عبيد ليس أخ زيد، وأن هناك فرقاً في المبدأ والمنشأ والنتائج، معتبراً أن البنوك الإسلامية تعتمد في رؤيتها ومنطلقاتها على الشريعة الإسلامية، ولكن هذا لا يعني سلامتها من كل شيء، بينما البنوك التجارية روحها الربا والفائدة، والتي هي روح المصرفية العالمية والرأسمالية.
واعتبر أن المصرفية الإسلامية تتحرى تطبيق الشريعة في كل ما تقدمه، وقد تصيب وقد تخفق، وهذا كله يعود إلى ممارسات واجتهادات قد يوافقون عليها وقد يخالفون، ولكن لا يمكن أن نقول إن هذه كتلك.
وركَّز السالم في ردّه على قضية عدم جريان الربا في الأوراق النقدية المتداولة حالياً، وأورد نص الشيخ صالح بن فوزان في بحثه عن الربا، الذي قال: "لا يجري الربا في النقود الورقية المستعملة اليوم ولا في الفلوس من غير ذهب أو فضة لأنها غير موزونة".
وأورد كذلك نصّ الشيخ ابن منيع في بحثه حول المسألة: "وذهب بعض العلماء الى أن علة الربا في الذهب والفضة غلبة الثمينة وهذا الرأي هو المشهور عن الإمامين مالك والشافعي فالعلة عندهما في الذهب والفضة قاصرة عليهما والقول بالغلبة احتراز عن الفلوس إذا راجت رواج النقدين فالثمينة عندهما طارئة عليهما فلا ربا فيها".
جواز تحديد قيمة الأرباح
وقال السالم في مقاله: "قد تجاهل الشيخ (المصلح) مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وأكد أنه لا يوجد مجمع أو منظمة قالت بعدم الربوية وحاول الخلط في كلام طنطاوي، وهذا من ظلم بعض طلبة العلم عندنا وعدم حياديتهم"، ثم أورد نصاً عن مفتي الديار المصرية في "الشرق الأوسط" ذكر فيه: "لقد حسم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الجدل حول هذه المسألة وأصدر فتوى تجيز تحديد قيمة الأرباح مقدماً على الأموال المستثمرة في البنوك، لأنه منذ عام 1973 حدث في اقتصاديات المصارف ما يُسمى بتقويم العملة وتغيير قيمة الجنيه، فالمسألة البنكية قد تغيرت كثيراً بعد هذا التاريخ، فضلاً عن تغير البيئات، ونظراً لحدوث هذه الظروف فإنني أرى أنه يجوز تحديد قيمة الأرباح أو ما يسمونه بلغة البنوك (فائدة) مقدماً على الأموال المستثمرة في البنوك، وعموماً فهذه مسألة خلافية بين العلماء"، انتهى.
واستطرد السالم: "هل هؤلاء لا علم عندهم أم أنهم باعوا دينهم، بغض النظر عن خلافاتنا العقائدية معهم؟ وهل حجة الشيخ المصلح على طاش بقوله: "كيف نقول إن الملح بالملح ربا ولا نقول إن الريال بالريالين ربا؟"، هو منطق علمي أو شرعي يؤهله لتسفيه فقه مجمع بحوث الأزهر أو فقه مفتي مصر فلا يعتبر وجودهم.
وكان المصلح قد قال إن القلم بالقلمين بعد سنة جائز إن لم يكن قرضاً، وأقرَّ ما عليه الفتوى في المملكة بأن متر القماش بالمترين بعد سنة جائز ما لم تكن قرضاً. ثم قال: "ولكن إن كان القلم بالقلمين قرضاً فهو ربا".
وحول هذه المسألة علّق السالم: "لقد انقلب (المصلح) على أهل الصيرفة فأدخلهم ضمن المرابين وهو لا يدري. ولكن فضيلته لم يوضح ما هو الفرق قماش بقماش وقلم بقلمين يكون بيعاً ويكون قرضاً!؟ أوليست النية. فنوايا البنك والشركات ليست قروضاً يتلمس فيها الإحسان بل المعاوضة المحضة بين الفريقين".
وتساءل السالم: "لماذا الريال بالريالين من البنوك قرض، وليس كالقماش والقلم وهي أوراق أو أرقام؟! السبب الذي غفل عنه الشيخ هو أن الفتوى اليوم بأن الريال بالريالين ربا لأن الفتوى ألحقت حكمهما بالذهب والفضة، وهذا من باب ربا البيوع لا القروض، فلا يجوز الزيادة سواء أكانت مبادلتهما قرضاً أو بيعاً".
تحايل على الربا
وتابع في مقاله عبر "الجزيرة" السعودية مفنداً الفرق بين البنوك الإسلامية والتقليدية: "يقول الشيخ إن الفرق بين البنوك الإسلامية والتقليدية أن الإسلامية منطلقها الشريعة. هكذا! أصبح الإسلام نصرانية؟ يكفي أن تقول إسلامي ثم افعل ما تشاء! ثم يقول لا نعمم الأخطاء. وأقول أين الصح لكي يُذكر؟ فالشيخ يقول: إن ما رآه في الحلقة من الحصول على القرض من غير معاينة ونحوها تحايل على الربا ورفضته المجمعات والفقهاء. وأقول وهل هناك شيء غيره؟ اخرج فاسأل الناس، فهناك مئات الألوف في الشوارع من السعوديين الذين اقترضوا حسب "شريعة الصيرفة" وأكثر من 150 مليار ريال ديون على ظهورهم. اذهب واسألهم هل تجد منهم من أحد تعدى في أخذه لقرضه صورة ما صورته طاش في الحلقة".
وأكمل الدكتور السالم مخاطباً الشيخ المصلح: "أولم تقرأ لمن يدافع عن الصكوك ثم إذا بان فساد أمرها تبرأ منها ووضع شروطاً لصحتها، ثم لما نسي الناس عاد فأصدر صكوكاً كالتي نهى عنها من قبل. هل يستطيع الشيخ المصلح أن يأتي لي بصك واحد ليس صورياً والملكية فيه حقيقة. ثم يقول بريطانيا وفرنسا! عجيب إن كان الشيخ لم يقبل بصورية منتجاتنا فكيف بمنتجات الغرب "الإسلامية". هل الشيخ بسيط إلى هذه الدرجة أم أنه التغافل والتجاهل؟ أم يكفي القول إنه إسلامي لكيلا يكون زيد أخو عبيد. وأقول نعم فزيد ليس أخو عبيد، بل المحتال والمدلس على المسلمين من البنوك الإسلامية هو أعظم وأخطر على الدين والدنيا، وصدق فيهم قول شيخنا ابن عثيمين في تفضيل حيل اليهود على حيلهم".
وختم السالم في نهاية ما كتبه قائلاً إنه مازال هناك الكثير، والمحل لا يتسع، مؤكداً أن ناصر القصبي حادثه تلفونياً يستفسر عن بعض الأمور، وأن الشيخ المصلح حادثه بنفسه عدة مرات وراسله عن نفس الموضوع، وقال: "كلاهما سمع مني، فمن هو الأحق طاش متمثلاً بالقصبي أم الشيخ المصلح بغض النظر عن تقوى الشيخ وصلاحه، فهذا له، أما آثار الفتوى فهي للدين والأمة".
«المصرى اليوم» تنشر وثيقة «مظلة الشريعة» للتوافق بين التيارات الإسلامية ومواجهة العلمانيين | المصري اليوم، أخبار اليوم من مصر
حصلت «المصرى اليوم» على أول وثيقة توافقية بين قادة الحركات الإسلامية بمصر لنبذ الخلاف والفتنة والعمل على وضع ضوابط فى العمل السياسى تعتمد على الشريعة الإسلامية، ورفض الدخول فى تحالفات سياسية تهدف لتعطيل الشريعة.
جاءت الوثيقة بعد مبادرة أطلقتها الطريقة الشهاوية لقادة الحركات الإسلامية، وتفاعل معها السلفيون ليبادروا بإصدار مقترح الوثيقة للتوافق عليها، وجمع كل رموز وقادة الإسلاميين فى مؤتمر يصدر من خلاله الشكل النهائى للوثيقة التوافقية.
وتتضمن الوثيقة التى حملت عنوان «الشريعة مظلة جميع التيارات الدينية فى مصر» 4 بنود هى:
■ الشريعة الإسلامية هى المظلة التى تظلهم جميعاً وأنهم يؤمنون بقوله تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) ويؤمنون بقوله تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه).
■ الشريعة الإسلامية جامعة شاملة كما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً).
■ الشريعة الإسلامية بمصادرها الأصلية من الكتاب والسُّنة وعمل الصحابة رضى الله عنهم تتضمن القواعد التى يمكن بها تقدير حالات الضرورة التى تبيح المحظورات، وهذا جزء من الشريعة ووجوده لا يعطى لأحد الحق فى ترك الشريعة بالكلية أو استمرار المخالفة حتى بعد زوال الغدر.
■ الحوار هو السبيل لحل الخلافات بين كل الاتجاهات الدينية وأنه مهما بلغ حجم الخلاف فإنه لم يصل فى بلدنا ولن يصل بإذن الله إلى حد الصراع الخفى أو المعلن، وأنه لا يمكن لأى فصيل إسلامى أن يرضى بأن يدخل فى حلف مع أحد يكون غرضه تعطيل الشريعة كلياً أو جزئياً.
وقال الشيخ محمد الشهاوى، رئيس المجلس الصوفى العالمى، شيخ الطريقة الشهاوية: «الوثيقة مازالت فى طور النقاش بين قادة الحركات الإسلامية وأنها دائماً تخضع للتعديل والتحديث لوضع رؤية توافقية».
وأضاف: «الطريقة الشهاوية والدعوة السلفية تعملان الآن على لم شمل الإسلاميين وأخذ مقترحاتهم، ووضعها بالوثيقة لإعلانها فى مؤتمر خلال شهر سبتمبر المقبل، يعقد بالقاهرة، ونسعى لاستطلاع آراء مشايخ الطرق الصوفية للاتفاق عليها» مؤكداً أنها «لاقت ترحيباً كبيراً منهم لنبذ الخلاف، خاصة فى ظل الظروف التى يمر بها البلد من أخطار داخلية وخارجية».
وأشار إلى أن طريقته قدمت تصوراً يخص الطرق الصوفية فى مسألة الاعتداء على الأضرحة التى تعد مصدر الخلاف مع الحركات الإسلامية الأخرى، موضحاً أنه ارتكز على الناحية الشرعية فى تحريم الاعتداء الذى أقره مجمع البحوث الإسلامية والأزهر ودار الإفتاء، مضيفاً أن المتصوفة لن يتهاونوا فى حماية أى ضريح أو مسجد أو بيت من بيوت الله بأى شكل من الأشكال.
من جانبه، طالب الدكتور عبدالآخر حماد، عضو الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية، بأن يقوم الأزهر الشريف بدوره فى رعاية الوثيقة حتى تؤتى ثمارها فى توحيد صفوف التيار الإسلامى.
وقال عزب مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: «الحزب يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المرجعية الدستورية لمصر، ومنذ دستور 23 والمرجعية الإسلامية موجودة فى الدستور، والعملية الديمقراطية تقول إن الأمة هى مصدر السلطات، وما تقره يجب على الجميع أن يلتزم به، فنحن لا نفرض الحكم على الناس، موضحاً أن ما ورد فى الوثيقة حول أن الحوار هو الذى يحل الخلافات شىء جيد، فهو أفضل الطرق لحل جميع المشاكل الموجودة على الساحة سواء السياسية أو التيارات الإسلامية.
وأكد الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمى للجبهة السلفية، أن قرار المجلس الأعلى للطرق الصوفية هو عدم خروجهم مع العلمانيين ضد السلفيين.
وقال الدكتور هشام كمال، منسق ائتلاف المسلمين الجدد: «إن الائتلاف لم يوجه إليه دعوة للتوقيع على الوثيقة»، وأضاف: «نمد أيدينا للجميع سواء كانوا صوفيين أو غيرهم للتنسيق معاً لمصلحة مصر».
مصنف تحت:
الأحد، أغسطس 21، 2011
شيخ الأزهر: جدل “السنة” و“الشيعة” حول القرآن عبث | جريدة المدينة
انتقد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الاتهامات المتبادلة بين السنة والشيعة بزيادة القرآن وتحريفه، واصفا ذلك بعبث جرئ ومحاولات شيطانية لتغطية مآرب سياسية قطرية تبعث على فشل المسلمين والإضرار بهم .
وأكد خلال افتتاح المسابقة الدولية التاسعة عشرة للقرآن الكريم التى تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الأزهر لمدة عشرة أيام تحت رعاية الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ـ أن القرآن الكريم الذى بين أيدى المسلمين الآن هو كما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وراجعه معه سيدنا جبريل «عليه السلام» مرتين بدون تبديل أو تحريف.. مشيرا إلى أن ما يردده البعض من أن للشيعة مصحفا غير السنة هو كذب وإفتراء على الشيعة ،لأن علماءهم يؤكدون أن القرآن هو كلام الله الذى أوحاه للرسول صلى الله عليه وسلم وهو المتداول بين أيدينا كما فى المصحف يبدأ بسورة الفاتحة وينتهى بسورة الناس.
كما أكد الإمام الأكبر فى كلمته فى افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم على أن القرآن هو المصدر الوحيد لعزة المسلمين وقوتهم وتميزهم قديما وحديثا، وهو مصدر وحدتهم على مر التاريخ مستشهدا بدلائل من التاريخ الإسلامى تؤكد قوة الأمة فى تمسكها بآداب القرآن. وطالب شيخ الأزهر بالكف عن أى محاولات لترويج أباطيل لتبديل أو تحريف القرآن .. مشيرا إلى ضرورة إنشاء مراكز علمية لعلوم القرآن بمشاركة علماء المسلمين المتخصصين فى كل دول العالم لاكتشاف معجزات القرآن وقدرته على مواكبة التطورات العلمية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة وذلك لحاجة المسلمين للقرآن لتطوير حياتهم الاجتماعية والتشريعية، وإلا يقتصر الاهتمام بالقرآن على مجرد حفظه وتجويده.
وتجدر إشارة الإمام الأكبر إلى حفظ الله تعالى للقرآن بدون تبديل أو تحريف بالزيادة أو النقصان وبدون أى تدخل بشرى، وذلك منذ نزوله على الرسول عليه الصلاة والسلام وجمعه وتدوينه وطبعه وحتى قيام الساعة.. مشيرا إلى جهود الخلفاء الراشدين والصحابة فى حفظ القرآن بدون تحريف حتى وصوله إلينا الأن .
ويشارك فى المسابقة التى تحرص مصر على تنظيمها سنويا إنعكاسا لاهتمامها بكتاب الله وبحفظته وتكريمهم اكثر من 100 متسابق من 65 دولة من مختلف دول قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا للتنافس فى فروع المسابقة الخمسة لحفظ القرآن وتجويده وتفسير بعض أجزائه ومنها فرع للناطقين بغير اللغة العربية من غير الدارسين بالازهر.
وطالب وزير الأوقاف المصرى الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي الأمة الإسلامية بالأخذ بأسباب التقدم متمسكة بحضارتها الإسلامية السمحة وبالقرآن الكريم معجزة الرسول الخالدة وإحدى عظائم الإسلام وحضارته والذي يمثل تحديا في كل جوانبه من بيان وتشريع ويصلح له الكون ويتقدم به البشر.
وأشار القوصي إلى تميّز الحضارة الإسلامية عن نظيرتها الأوروبية والتى عرفت الخلق والمخلوق ولم تعرف الخالق وركزت جهدها في محيطها الآني ولم تهتم فيما بعد الدنيا بالاخرة وأغفلت الجانب الايماني وهو ما اهتمت به الحضارة الإسلامية.
وطالب وزير الأوقاف المسلمين بإحسان فهم القرآن وعلومه، والتمسك به فهما وحفظا وتشريعا وتخلقا، وانتهاز فرصة الاحتفال بتكريم حفظة القرآن بالوقوف مع النفس في تلك المرحلة التى تمر بها مصر بالاستفادة من نهج القرآن للعمل الصالح وإعمار الأرض.
يشار إلى أن المملكة تشارك بمتسابق واحد وعضو لجنة تحكيم د. هاشم بن محمد بن عثمان،بجانب 9 من كبار محكمى القرآن الكريم فى العالم الإسلامى من مصر،و سوريا،و سلطنة عمان، والجزائر،و السنغال،و البحرين،و لبنان،واندونيسيا، فى إطار تنافسى محايد بنظم تكنولوجية متطورة وسيتم تكريم أوائل الفائزين فى فروع المسابقة الخمسة فى احتفال الوزارة بليلة القدر. شارك الجلسة الافتتاحية للمسابقة العديد من الوزراء والسفراء من مختلف الدول العربية والإسلامية من بينهم سفير خادم الحرمين الشريفين أحمد قطان ووزير الأوقاف القطرى الذي يزور مصر حالياً وبعض الوزراء ومحافظ القاهرة، ومن المقرر أن تستمر فعاليات المسابقة 10 أيام.
السبت، أغسطس 20، 2011
نظرة تجديدية للفرق الدينية :بقلم : الداعية التجديدي:رفيق أحمد علي | دنيا الرأي
نظرة تجديدية للفرق الدينية :بقلم : الداعية التجديدي:رفيق أحمد علي
تمخضت الدراسات الإسلامية في العقيدة والشريعة كما تمخضت الأحداث السياسية عن جملة من المدارس والمذاهب والفرق , ففي تفسير القرآن ظهرت عدة مدارس كان أشهرها مدرسة التفسير بمكة وعميدها ابن عباس (رضي الله عنه) ثم مدرسة المدينة وعميدها ابن مسعود ومن تبعهم من تلاميذ " رضي الله عنهم أجمعين" ، وفي علوم الفقه كان هناك أنصار الحديث بالمدينة وأنصار الرأي بالعراق , وتمخض عن هذه وتلك ما عرف بالمذاهب الأربعة الشهيرة عند أهل السنة والجماعة ، والمذهب الجعفري والزيدي عند الشيعة . أما علم الكلام وعلم التوحيد فقد تمخض عنهما مجموعة من الفرق كان أشهرها خمسة وهي السنة والشيعة والمرجئة والخوارج والمعتزلة . أما الخوارج والمرجئة فكان أمدهما قصيراً , ولكن الصراع استمر طويلا ً بين السنة والمعتزلة , واستمر أطول بين السنة والشيعة .
وظهر خلال هذا الصراع كثير من الاتجاهات والمناهج، وتألف كثير من الجماعات والكتل منها من ناصر هؤلاء ومنها من أيد أولئك ومنها من حاول التوفيق بين الأطراف .. فكانت هناك الأشعرية وكانت الماتريدية , وكان الفلاسفة وكان إخوان الصفا , وكان المتصوفة , وكان الإشراقيون ! ...
وجميع هذه الفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة إسلامية ليس منها الغلاة والروافض والزنادقة , كان الهدف العرفاني وتحري الحقيقة هو مطلبها , وإن أخطأت الاجتهاد أحياناً كما قد يخطئ كل مجتهد , أو ضل بعضها الطريق كما قد يضل كل سالك !
ولسنا هنا في مجال العرض لتعاليم كل فرقة وتاريخ نشأتها أو الفصل بين الخصومات التي قامت بينها , فذلك ما تزخر به المكتبة الإسلامية وتفيض . ولكن لنأخذ موقفاًً عاماًً من التراث على طريق التجديد الإسلامي لهذا الزمان ! وقد وجدنا في تراثنا من يكفّر جميع الفرق الإسلامية إلا فرقة واحدة , وذلك بالاستناد إلى فهم خاطئ فهموه ، أو تعلق برواية ضعيفة أخذوا بها من الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة : " افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " وزيد في رواية أخرى من حديث معاوية : " اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة " وفي رواية ثالثة من حديث ابن عمر : كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي , قال الترمذي في الرواية الأخيرة : هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه ! والحديث كما نرى على ثلاثة روايات والرواية الأولى غير المزيدة هي الصحيحة المرجحة لأنها الخالية من الزيادة والبعيدة عن الغرابة وهي لا تدل على دخول أيٍّ من الفرق الإسلامية في النار , بل تنبئ فقط بافتراق هذه الأمة ثلاثاً وسبعين فرقة , وقد حدث (4) أما الذين أخذوا بتأويل الحديث أو تمسكوا بالرواية الضعيفة منه , فقد ذهبوا إلى تكفير جميع الفرق إلا فرقة واحدة ! والذي أراه وأفهمه أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) إنما أنبأ بافتراق الأمة ثلاثا ً وسبعين فرقة ليعرف خلف الأمة ممن سيكون ذلك في زمانهم أن هذا الافتراق أمر طبيعي وواقع لا مفر منه , فلا يجب أن يقتتلوا لذلك أو يتعصبوا أو يكفّر بعضهم بعضاً بناءًً عليه، بل يفترقون في إطار الأمة الإسلامية ودائرة الإسلام ! أما إذا فهم الحديث على التأويل الآخر ـ الذي نعوذ بالله ممن يتبعونه ابتغاء الفتنة ـ فإن الأمر سيئول إلى أن تذهب كل فرقة فتنسب النجاة لنفسها دون الأخرى , وتدعي أنها هي الجماعة وأن الحق معها فقط وليس مع غيرها ! وهنا يحدث التعصب ويقع الاقتتال وتدب الفرقة التي لم يقصدها الرسول ( صلى الله عليه وسلم) بحال حينما ذكر حديثه الشريف , ولا أرى الآية الكريمة : " ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاًً كلُّ حزب ٍ بما لديهم فرحون " [ الروم :31، 32 ] تنبئ وتشير إلا إلى هؤلاء الذين أخذوا بالمعنى الآخر من الحديث , ففرقوا بينهم وبين غيرهم من المسلمين وتعصبوا أحزابا ً وشيعا ً كل حزب يدعو إلى نفسه رامياًً غيره بالضلال والكفر !
والصحيح الذي نستنبطه من الحديث أنّ الأمة الإسلامية ستصير فرقاًً وجماعات كما أنبأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولكن في دائرة الإسلام وبالانتماء إلى الحزب الإسلامي الواحد والأمة الواحدة .
ذلك لأنّ الوارد في الحديث " تفترق أمتي " وليس من أمة للرسول (صلى الله عليه وسلم) إلا الأمة الإسلامية الواحدة , وليست الفرق الثلاث والسبعين إلا ذوي الإسلام وأهله ! ولم يفهم السلف الصالح يوماًً من الحديث ما فهمه هؤلاء المفرّقون، ولا أخذوا بذلك في سلوكهم فإن علياً ( كرم الله وجهه ) كان يصلي على القتلى من الخوارج ولم يكفرْهم مع أنهم قد كفروه ! وروي عنه أنه قال في أواخر أيامه : " لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه " وهو قول صريح في تبرئة الخوارج من طلب الباطل، وعدم إخراجهم من الإسلام وأنهم طلبوا الحق وإنما فقط أخطأوا وسيلته وشطّ منهم من شطّ ولا حول ولا قوة إلا بالله ! ولو نظرت كل فرقة أو جماعة في الإسلام إلى مثيلتها هذه النظرة , لما وقع الشقاق بين الفرقاء , ولما انطبقت عليهم الآية " وكانوا شيعاًً كل حزب ٍ بما لديهم فرحون " بل لحققوا وحدة نموذجية فكرية وعملية لا مثيل لها من خلال مبدأ عدم التعصب وقبول الرأي الآخر.. والتعاون فيما يتفق عليه , وجواز اختلاف الوسائل للوصول إلى الهدف الواحد ! فستفترق أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) كما أنبأ في الحديث على ثلاث وسبعين فرقة يتميز كل منها بأساليب ووسائل أو ( أيديولوجية عمل ) خاصة للوصول إلى الهدف العرفاني أو الحضاري، وتحقيق الأهداف الإسلامية الإنسانية الأخرى التي لا يختلف تصورها كثيراًً فيما بين جميع هذه الفرق الإسلامية؛ لأنها جميعاًً تستمد هذا التصور من المصدر الأول: وحي الله القرآن ثم ما تواتر أو صح من الحديث النبوي الشريف , وإنما الذي يكفر من الفرق والطوائف , من أنكر شيئاًً معلوماًً من الدين بالنص القرآني المحكم أو الحديث النبوي المتواتر مع علمه بذلك , أو حرّف في النص أو أضاف إليه ما ليس منه . ولا يعتبر هؤلاء من الفرق الإسلامية وإن انتسبوا إلى الإسلام ظاهراًً واسماًً , فهم إما من الزنادقة المندسين على الإسلام ليفسدوه , أو من الغلاة الذين اعوج فهمهم فتطرفوا , وخرجوا عن خط الاعتدال فانحرفوا , ومنهم غلاة الشيعة باستثناء من اعتدل من الاثني عشرية أو الزيدية , ومنهم الإسماعيلية ومنهم العلوية النصيرية إلى غير ذلك من الفرق الشيعية التي غالت أو انحرفت كالراوندية والمفوّضة , أو الخوارج الذين أنكروا بعض سور القرآن الكريم وآياته كالميمونية والعجاردة الذين أنكروا كون سورة يوسف من القرآن وزعموا أنها قصة من القصص ! ثم فرق وطوائف أخرى نُسبت إلى الإسلام وهي أبعد ما يكون عن تعاليمه الثابتة في القرآن والسنة الصحيحة , كالبابية والبهائية والقاديانية وطائفة من الدروز الفاطمية .. ويطول بنا الشرح لو تعرضنا لبعض ما جاءت به مثل هذه الفرق والطوائف من أباطيل وتحريفات وباطنيات وتأويلات ليست من الإسلام بحال ! ولو صح ما زيد في الحديث النبوي السالف برواية معاوية أو ابن عمر من أن جميع الفرق في النار إلا ملة واحدة لكان المقصود بأهل النار هذه الفرق المفارقة للإسلام المفرقة لدين الله , وأن أهل الملة الناجية هم المسلمون القائمون بأركان الإسلام وحدوده مهما كثرت مذاهبهم أو تعددت فرقهم !
ومما يؤسف له حقاً ًفي هذا الزمان , أن ترتفع النغمات بل الدعوات المشفوعة أحياناً بالندوات الدينية وأحياناً أخرى بالمحاضرات الجامعية الإسلامية , وأحياناًً بالنشرات وأحياناًً بالكتيبات , إلى تكفير شعوب إسلامية بكاملها بالنظر إلى انتماء أولئك الغلاة المغرضين أحياناًً أو الممالئين للسلطان الجائر أحياناًً أخرى , إلى هذه الشعوب ! أو بالنظر إلى أن هذه الشعوب كانت في غابر الزمان تدين بديانات أخرى كالمجوسية والمانوية وغيرها .. ولو قسنا بنظرة هؤلاء الدعاة أو أخذنا بمنطقهم لكان علينا أن نكفّر أهل السنة جميعاً لمجرد أن خرج من بينهم من يقول بالحلول والاتحاد من المتصوفة , وأن نكفر الشعوب العربية لأنها كانت فيما مضى تدين بالوثنية , وأنّ على من يدخل في الإسلام أن يذكر دائماًً ديانته السابقة لكي ينسب إليها عند الضرورة واللزوم !!
ولم يكن ذلك في عهد السلف الصالحين لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول : " الإسلام يجبُّ ما قبله " وبارك الله في الشيخ الفاضل عبد الحميد كشك(رحمه الله) إذ يذكّر هؤلاء الدعاة الذين أخطأوا وسيلة الدعوة فعالجوا الخطأ بالخطأ وواجهوا التطرف بمثله أو أشد, وإن كانوا قد نسوا غير متناسين , فيقول لهم : " ليس الفرس مجوسا ً , لقد دخلوا في الإسلام منذ موقعة القادسية زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " .
أما الشيء الأكثر مدعاةً للأسف , بل الإشفاق والرثاء , فهو أن ترتفع من وسط تلك الشعوب أصوات تنادي بضرورة التقريب والتفاهم , وإزالة العداوات التاريخية القديمة , وتمدّ يد النصرة والعون , فترد عليها أصوات من بيننا تدّعي الانتساب إلى العلم ونصرة أهل الجماعة والسنة التي من أعظم مبادئها التسامح والأخوة الإسلامية ، لتقول لهم : لا تقريب , ولا تعاون حتى تدخلوا في الإسلام ! بل ليقول لهم البعض على لسان مؤلف كتاب " وجاء دور المجوس " : " إن إمكانية اللقاء بكم غير ممكنة !" بل ليقفل البعض الآخر الباب في وجههم نهائياًً حتى لو دخلوا في الإسـلام من جديد ؛ لأنهم بذلك يمثلون التقية التي يعتقدون بها اعتقاداًً والتي من سماتها الخداع والتضليل!(5)
ولست أدري كيف يساغ أن ننقلب من دعاة محبة وتآلف وتجميع كما يأمرنا الخالق سبحانه وتعالى إذ يقول " واعتصموا بحبل لله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءًً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " إلى رسل بغضاء ووقيعة وتفريق . ومن أنصار عدل واعتدال إلى أشياع ظلم وتطرف ! بل أي مصلحة للإسلام والمسلمين في قفل باب التقريب بين الجناحين الإسلاميين تمهيداًً لحرب واقعة بينهما لا محالة إن لم يتم هذا التقريب , أو إيقاداًً لنار فتنة لا ينفخ فيها إلا أعداء الإسلام , فإما أن تنتهي بدمار الفريقين وإما أن تسلم إلى تخلف حضارة المسلمين مئات السنين الأخرى !
أفليس في دعوى التقريب التي بدأ بها ومهد لها قبل أربعين عاماًً من علماء المسلمين الشيعة الإمام محمد تقي الدين القُمّي والكاشاني ونواب الصفوي , وأيدها ودعا إليها من علماء المسلمين السنة الإمام الشهيد حسن البنا والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ مصطفى عبد الرازق والسيدة زينب الغزالي والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد الغزالي , أليس في هذه الدعوة ما هو أكثر حكمة وأبعد نظراًً مما ذهب إليه أنصار التباعد والتباغض من أمثال مؤلفي " وجاء دور المجوس " أو " الصراع بين الإسلام والوثنية " يقصد الشيعة , أو " الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية " وكأنّ لهم ديناً آخر غير دين الإسلام ! أو مثل ما يعقد البعض من المحاضرات التي تبرز المفارقة، وتنصب شباك المعاداة بين الجناحين الإسلاميين غارسين ذلك في نفوس الناشئة وطلاب العلم , إلهاءً للمسلمين عن مشكلاتهم الحقيقية الواقعة بمشكلات وهمية، وزرعاًً لبذور الفتن التي لن يكون الرابح فيها أحداً من المسلمين ! ولا شك أن لدى الشيعة الاثنى عشرية بعض الغلو فيما يعتقدون في أئمتهم من صفات , وشيئاًً من التعصب كما في رفضهم للحديث النبوي إلا إذا كان من طريق آل البيت أو ما وافقه من حديث! وشيئاًً من الاختلاف عن المذاهب السنية في بعض الفروع الفقهية مثل بعض قوانين الميراث وإنكار القياس كأصل من أصول التشريع ! وأن بعض الغلاة ممن انتسبوا إليهم وضعوا سوَراً أو أضافوا آيات إلى القرآن الكريم وليست منه مثل سورة الولاية والنورين وإضافة آية " وجعلنا علياًً صهرك " إلى سورة الانشراح، وإن لم تثبت هذه الآيات في أي نسخة قرآنية متداولة بين عموم الشيعة ؛ لأن الله تعالى وعد بحفظ القرآن فلن يزيد ولن ينقص حتى يوم القيامة ! ولكنّ مثل هذه الدعاوى المتطرفة من الغلاة أو الرافضة لا يجب أن تكون مبرراً لقفل باب التقريب فيما بيننا وبين الشيعة المئة والخمسين مليونا ً أو أكثر فضلا ً عن المعتدلين منهم , بقدر ما يجب أن تكون حافزاًً على ضرورة هذا التقريب وأولوية هذا التفاهم ، فعسى أن يكون التصحيح وعسى أن يكون الإصلاح ، في حين عكس ذلك إنما يؤدي إلى العكس وزيادة ؛ لأننا كلما أصررنا على تكفير من لا يستحق التكفير منهم، ولم نفرق بين الغلاة والمعتدلين ولم نستمع لنداء التقريب كلما زادوا في بغضائنا وكلما برز الغلاة منهم حتى يطغى صوتهم على صوت المعتدلين! فتزداد هوة الخلاف اتساعاًً ونار الفتنة لهيباً.. وأعتقد أننا لو أخذنا جميعاً ًبمنهج الاعتدال وعدم التعصب ، فلم نأخذ عموم الشيعة بالغلاة منهم , ولم يأخذوا هم بالغلو في بعض ما يعتقدون أو يتصورون , إذن لوضعنا الأقدام على أول الطريق إلى التقريب ! ولعاد إلينا كثير من الوعي المفقود، والذي تسبب فقدانه في نكوص حضارتنا الإسلامية وتخلفنا عن حضارة العصر عشرات السنين ! أو كما قال أبو الحسن الندوي لمجلة الاعتصام الإسلامية ( محرم 1398ه ) " إذا تم هذا العمل ـ وهو التقريب بين الشيعة والسنة ـ فسوف يحدث انقلاب لا يوجد له نظير في تاريخ تجديد الفكر الإسلامي ! "
وفي ختام الحديث عن الفرق الدينية نمر مروراًً سريعاًً على ما يخص تراث المتصوفة والفلاسفة ومنهم إخوان الصفا , ونتعرض لما يمكن أن نأخذ عنهم لا لما يبيحون هم عطاءه ! فنأخذ عنهم كل طريق صحيح يؤدي إلى معرفة علمية مفيدة أو يضع منهجاًً من مناهج البحث العلمي أو النقد الأدبي , ونعرض عن كل المسائل التي كانت مثار الترف العقلي , ووليدة الفراغ الفكري , مثل مسألة خلق القرآن التي أثارها الكلاميون ، وهل صفات الله هي ذاته أم خارجة عنها ؟ ومثل المسائل التي أثارها محيي الدين بن عربي شيخ الصوفية الأكبر كما يعدونه , ومنها أن فرعون مات طاهراً مطهراًً , وأن كل من عبد شيئاًً فهو عابد لله ! وأن الضلال أهدى من الهدى لأن الضال حائر والحائر دائر حول القطب ! (6) إلى غير ذلك من مسائل بلبلت وتبلبل أفكار المسلمين وتصرفهم ـ باسم الصوفية والإسلام ـ عن النهوض المثمر والعمل البنّاء ! يضاف إلى ذلك كثير من مسائل المعتزلة والمرجئة , وتصنيفات الفلاسفة في العقول العشرة وما صوّر عنها من أفلاك تسعة ! وأن العقل العاشر هو العقل الفعال ، والفياض الذي يفيض الوجود على العالم السفلي ! وأن النبوة تنبع من قدرة خيال النبي على الاتصال بهذا العقل الفعال، إلى غير ذلك من تهويمات وخيالات وفروض ليست من العقل ولا الدين في شيء !
وإنما نأخذ عن الصوفية طريقاً من طرق الوصول إلى معرفة الخالق وعالم الملكوت هي طريق المعرفة المباشرة أو اللدنية كما يعرضها الإمام أبو حامد محمد الغزالي في كتبه , أو كما جاء بها السهروردي الحلبي في مذهبه الإشراقي الذي يعتمد فيه الخيال كمرآة تعكس عليها صور جميع الموجودات : المعقول منها أو المحسوس ، حيث يتم الإدراك للإنسان لا بتجريد الصورة أو تعقلها , وإنما وفق إشراق حضوري تكون قوى النفس فيه كالمرايا التي تنعكس عليها الموضوعات التي توجد منتقشة في عالم آخر هو عالم الخيال أو المثل المتعلقة (7)
أما عن الفلاسفة وأهل الفكر فلا يجب أن نأخذ شيئاًً فيما يخص الإلاهيات أو العلوم الغيبية، إن كان ذلك يخالف ما تنص عليه الآيات المحكمات أو الحديث اليقيني المتواتر أو الصحيح , وإنما نأخذ عنهم بعد ذلك كل ما يخص العلوم الدنيوية النافعة من منطق واجتماع وسياسة وتربية وعلم نفس , وغير ذلك من علوم رياضية أو طبيعية , وضع أساسها الفلاسفة وطورها أهل العلم مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم, فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ويحمل المنة لمن أوصله إليها!
ــــــــــــــــــــــ
(1) انظر طه حسين ، في الأدب الجاهلي ـ دار المعارف بمصر 1964
(2) الحديث المتواتر هو ما رواه في الطبقات الثلاث (عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم) عدد يؤمن معه التواطؤ على الكذب .
(3) الحديث قطعي الدلالة هو ما لا يحتمل معنيين أو أكثر .
(4) راجع في ذلك كتاب (تلبيس إبليس) لأبي الفرج ابن الجوزي .
(5) انظر كتاب "الخطوط العريضة " لمؤلفه محب الدين الخطيب ـ المطبعة السلفية بمصر ـ ص 10،9
(6) انظر كتاب الفتوحات المكية لمحيي الدين بن عربي
(7) انظر كتاب الخيال للدكتور عاطف جودة نصر ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ (1984)