انتقد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الاتهامات المتبادلة بين السنة والشيعة بزيادة القرآن وتحريفه، واصفا ذلك بعبث جرئ ومحاولات شيطانية لتغطية مآرب سياسية قطرية تبعث على فشل المسلمين والإضرار بهم .
وأكد خلال افتتاح المسابقة الدولية التاسعة عشرة للقرآن الكريم التى تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الأزهر لمدة عشرة أيام تحت رعاية الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ـ أن القرآن الكريم الذى بين أيدى المسلمين الآن هو كما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وراجعه معه سيدنا جبريل «عليه السلام» مرتين بدون تبديل أو تحريف.. مشيرا إلى أن ما يردده البعض من أن للشيعة مصحفا غير السنة هو كذب وإفتراء على الشيعة ،لأن علماءهم يؤكدون أن القرآن هو كلام الله الذى أوحاه للرسول صلى الله عليه وسلم وهو المتداول بين أيدينا كما فى المصحف يبدأ بسورة الفاتحة وينتهى بسورة الناس.
كما أكد الإمام الأكبر فى كلمته فى افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم على أن القرآن هو المصدر الوحيد لعزة المسلمين وقوتهم وتميزهم قديما وحديثا، وهو مصدر وحدتهم على مر التاريخ مستشهدا بدلائل من التاريخ الإسلامى تؤكد قوة الأمة فى تمسكها بآداب القرآن. وطالب شيخ الأزهر بالكف عن أى محاولات لترويج أباطيل لتبديل أو تحريف القرآن .. مشيرا إلى ضرورة إنشاء مراكز علمية لعلوم القرآن بمشاركة علماء المسلمين المتخصصين فى كل دول العالم لاكتشاف معجزات القرآن وقدرته على مواكبة التطورات العلمية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة وذلك لحاجة المسلمين للقرآن لتطوير حياتهم الاجتماعية والتشريعية، وإلا يقتصر الاهتمام بالقرآن على مجرد حفظه وتجويده.
وتجدر إشارة الإمام الأكبر إلى حفظ الله تعالى للقرآن بدون تبديل أو تحريف بالزيادة أو النقصان وبدون أى تدخل بشرى، وذلك منذ نزوله على الرسول عليه الصلاة والسلام وجمعه وتدوينه وطبعه وحتى قيام الساعة.. مشيرا إلى جهود الخلفاء الراشدين والصحابة فى حفظ القرآن بدون تحريف حتى وصوله إلينا الأن .
ويشارك فى المسابقة التى تحرص مصر على تنظيمها سنويا إنعكاسا لاهتمامها بكتاب الله وبحفظته وتكريمهم اكثر من 100 متسابق من 65 دولة من مختلف دول قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا للتنافس فى فروع المسابقة الخمسة لحفظ القرآن وتجويده وتفسير بعض أجزائه ومنها فرع للناطقين بغير اللغة العربية من غير الدارسين بالازهر.
وطالب وزير الأوقاف المصرى الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي الأمة الإسلامية بالأخذ بأسباب التقدم متمسكة بحضارتها الإسلامية السمحة وبالقرآن الكريم معجزة الرسول الخالدة وإحدى عظائم الإسلام وحضارته والذي يمثل تحديا في كل جوانبه من بيان وتشريع ويصلح له الكون ويتقدم به البشر.
وأشار القوصي إلى تميّز الحضارة الإسلامية عن نظيرتها الأوروبية والتى عرفت الخلق والمخلوق ولم تعرف الخالق وركزت جهدها في محيطها الآني ولم تهتم فيما بعد الدنيا بالاخرة وأغفلت الجانب الايماني وهو ما اهتمت به الحضارة الإسلامية.
وطالب وزير الأوقاف المسلمين بإحسان فهم القرآن وعلومه، والتمسك به فهما وحفظا وتشريعا وتخلقا، وانتهاز فرصة الاحتفال بتكريم حفظة القرآن بالوقوف مع النفس في تلك المرحلة التى تمر بها مصر بالاستفادة من نهج القرآن للعمل الصالح وإعمار الأرض.
يشار إلى أن المملكة تشارك بمتسابق واحد وعضو لجنة تحكيم د. هاشم بن محمد بن عثمان،بجانب 9 من كبار محكمى القرآن الكريم فى العالم الإسلامى من مصر،و سوريا،و سلطنة عمان، والجزائر،و السنغال،و البحرين،و لبنان،واندونيسيا، فى إطار تنافسى محايد بنظم تكنولوجية متطورة وسيتم تكريم أوائل الفائزين فى فروع المسابقة الخمسة فى احتفال الوزارة بليلة القدر. شارك الجلسة الافتتاحية للمسابقة العديد من الوزراء والسفراء من مختلف الدول العربية والإسلامية من بينهم سفير خادم الحرمين الشريفين أحمد قطان ووزير الأوقاف القطرى الذي يزور مصر حالياً وبعض الوزراء ومحافظ القاهرة، ومن المقرر أن تستمر فعاليات المسابقة 10 أيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق