صوفية وفقهاء فى (تيكماطين) - حسام تمام - مقالات وأعمدة - جريدة الشروق
دعيت للمشاركة فى أعمال الندوة بمحاضرة عن الصوفية والحركات الإسلامية المعاصرة، وكنت المشرقى الوحيد فى الندوة التى ضمت باحثين ومفكرين وعلماء وفقهاء وشيوخ طرق صوفية ومريدين من كل بلاد الغرب الأفريقى.
لا يمكن التطرق إلى فكرة الندوة ولا أعمالها دون التوقف والتأمل فى طبيعة المكان الذى عقدت فيه والناس الذين قاموا على هذا العمل الإسلامى الفريد من نوعه. على العكس من أى فاعلية يمكن أن يحضرها الباحث كانت هذه الندوة؛ التى عقدت فى قرية صغيرة فى قلب الصحراء المترامية على الحدود الموريتانية السنغالية. لم يكن هناك من مظاهر الحداثة إلا السيارات التى جاءت بالضيوف من كل دول الجوار الأفريقى تقريبا، والمُولّد الذى يمد الندوة والقرية بالكهرباء والميكروفونات التى تنقل وقائع النقاش لأهل القرية.
انطلقت الندوة من الإحساس بخطورة أن ألف سنة مرت على هذه المنطقة والصراع فيها محتدم بين مدرسة الإحسان التصوفية والمدارس الفقهية والسلفية منها خاصة أن هذا الصراع والمواجهات بل المناظرات التى تخللته ولدت شرخا كبيرا بين الناس بل كثيرا ما وصلت إلى حد التكفير وإراقة الدماء بما عرقل جهود الدعوة إلى الله فى أدغال أفريقيا القارة التى كان ينظر إليها باعتبارها قارة الإسلام قبل أن تجتاحها جيوش التنصير.
لقد أثار المد الشيعى فى المنطقة الإحساس بالخطر لدى الفقهاء والمتصوفة الذين جمعتهم الندوة التى سعت للتقريب بينهم ولكن من واقع فهم مختلف لفكرة التقريب أساسه أن التقريب يفترض أن يكون بين المدارس السنية والتى تنتمى إلى مذهب واحد (أهل السنة) وليس بين المذاهب المختلفة.
لقد حددت الندوة هدفها بتقريب الخطاب الفقهى من المتصوفة وإعادة التفاهم وأعلنت أنها أقرب إلى محاولة للصلح أو التقارب بين التصوف والفقه، وكان هناك تركيز على رفع التناقض بين التصوف والفقه وتأكيد مستمر على أنه تناقض طارئ إذ لم يكن فى القرون الأولى أى تعارض.
بقلم: حسام تمام
4 اغسطس 2011 09:03:46 ص بتوقيت القاهرة
صوفية وفقهاء فى (تيكماطين)
فى أقصى بقاع بلاد الغرب الأفريقى وفى قرية نائية أقرب إلى واحة فى الصحراء الموريتانية وقريبا من حوض نهر السنغال الحد الفاصل بين موريتانيا والسنغال جرت وقائع ندوة «الفقهاء والصوفية فى الغرب الإسلامى ودلالات التقريب» التى نظمتها منظمة آل البيت بالتعاون مع المركز الأفريقى للدراسات والأبحاث الصوفية والتى استغرقت أعمالها يومين كاملين من المناقشات فى قرية تيكماطين النائية.دعيت للمشاركة فى أعمال الندوة بمحاضرة عن الصوفية والحركات الإسلامية المعاصرة، وكنت المشرقى الوحيد فى الندوة التى ضمت باحثين ومفكرين وعلماء وفقهاء وشيوخ طرق صوفية ومريدين من كل بلاد الغرب الأفريقى.
لا يمكن التطرق إلى فكرة الندوة ولا أعمالها دون التوقف والتأمل فى طبيعة المكان الذى عقدت فيه والناس الذين قاموا على هذا العمل الإسلامى الفريد من نوعه. على العكس من أى فاعلية يمكن أن يحضرها الباحث كانت هذه الندوة؛ التى عقدت فى قرية صغيرة فى قلب الصحراء المترامية على الحدود الموريتانية السنغالية. لم يكن هناك من مظاهر الحداثة إلا السيارات التى جاءت بالضيوف من كل دول الجوار الأفريقى تقريبا، والمُولّد الذى يمد الندوة والقرية بالكهرباء والميكروفونات التى تنقل وقائع النقاش لأهل القرية.
انطلقت الندوة من الإحساس بخطورة أن ألف سنة مرت على هذه المنطقة والصراع فيها محتدم بين مدرسة الإحسان التصوفية والمدارس الفقهية والسلفية منها خاصة أن هذا الصراع والمواجهات بل المناظرات التى تخللته ولدت شرخا كبيرا بين الناس بل كثيرا ما وصلت إلى حد التكفير وإراقة الدماء بما عرقل جهود الدعوة إلى الله فى أدغال أفريقيا القارة التى كان ينظر إليها باعتبارها قارة الإسلام قبل أن تجتاحها جيوش التنصير.
لقد أثار المد الشيعى فى المنطقة الإحساس بالخطر لدى الفقهاء والمتصوفة الذين جمعتهم الندوة التى سعت للتقريب بينهم ولكن من واقع فهم مختلف لفكرة التقريب أساسه أن التقريب يفترض أن يكون بين المدارس السنية والتى تنتمى إلى مذهب واحد (أهل السنة) وليس بين المذاهب المختلفة.
لقد حددت الندوة هدفها بتقريب الخطاب الفقهى من المتصوفة وإعادة التفاهم وأعلنت أنها أقرب إلى محاولة للصلح أو التقارب بين التصوف والفقه، وكان هناك تركيز على رفع التناقض بين التصوف والفقه وتأكيد مستمر على أنه تناقض طارئ إذ لم يكن فى القرون الأولى أى تعارض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق