تنبَّهوا للعبة القذرة! (1/2)
بداية، ترددت كثيرا قبل كتابة هذه المقالة، لانني لست ممن يكتبون في موضوعات خاصة، او ممن تسوقهم العاطفة، أو يدفعهم الانحياز الى كتابة مثل هذه المقالات، بيد أنه في نهاية المطاف وجدت نفسي مضطرا الى الكتابة، منطلقا من إحقاق الحق، وتوضيحاً لامر أوضح من الوضوح.
تساؤلات عدة تدور في خلدي، منها:
ل.مَ يجمع كثير من الناس بين الشيعة وايران، وهل هذا الجمع يكون بشكل ارادي أم بشكل لاإرادي، وهل ما يحدث داخل ايران او ما يصدر عن ايران من سلوك او كلام يجب ان تتحمل الشيعة أوزاره؟ وهل الايرانيون فقط هم الشيعة؟ ام كل الشيعة في العالم ايرانيون؟
أعلم تماما كما يعلم غيري ان الشيعة مذهب من المذاهب الاسلامية، والمذهب عبارة عن مجموعة من المعتقدات والافكار يؤمن بها فرد، ولا يؤمن بها فرد آخر، وكما هو معروف، لكل فرد مطلق الحرية في اختيار المعتقد والافكار، ولا يوجد معتقد صحيح ومعتقد خطأ، وهذا يعتمد على درجة قناعة الفرد بهذا المعتقد او بذاك المعتقد. اما ايران، فهي دولة لها بعد جغرافي وبعد تاريخي، تضم أقليات وأدياناً مختلفة، منها البلوش، منهم السنة والشيعة، والفرس فيهم السنة والشيعة، الذين كثير منهم الآن خطباء وائمة مساجد وقيادات للجماعات الدينية السنية في البلاد وفي دول الخليج، وهنا نتساءل: لماذا لا يقولون لهم إنهم ايرانيون او أذناب ايران؟!
ان دولة الكويت منذ ان تأسست، وهي قائمة على اركان اربعة (الحضر، البدو، الشيعة، والسنة)، ولا يمكن ان يُلغي ركن من الاركان آخر، ومنذ ان وجدوا على هذه الأرض الطيبة، وهم يعيشون في وئام وسلام يجمعهم حب الوطن والولاء والانتماء للنظام.
والشيعة كركن من الاركان الاربعة المؤسسة للبلد، دأبوا منذ التاريخ على ممارسة شعائر مذهبهم بكل حرية، ساعدهم في ذلك مساحة الحرية التي كفلها لهم الدستور، ورجاحة عقل وطيبة قلب الاسرة الحاكمة، ولم نسمع منذ تاريخ الكويت ان حدث اي سلوك او عمل طائش يخل بممارسة شعائر مذهبهم، بل كان كثير من افراد الاسرة الحاكمة وافراد الشعب من الاخوان السنة والتجار والقبائل يشاركونهم في مراسم العزاء، وكنا نرى ذلك ونحن اطفال صغار، ولم يكن التطرف الديني - حينذاك - ولا المسميات التي نسمعها الآن.
وفي حقيقة الامر، انتماؤهم للبلد والنظام الذي يحكمهم اكثر من أي نظام آخر، تبين ذلك عندما اختلط الدم الشيعي بالدم السني اثناء الغزو، ويكفي القول انه في ملحمة القرين، التي استشهد فيها 12 شابا من خيرة شباب الكويت، كان منهم 10 من ابناء الشيعة، وأذكر عندما كان المحتل العراقي يقول لهم: انتم يا شيعة لماذا تقفون مع النظام الكويتي الذي كان يتعامل معكم بقسوة وامتهان؟! فكان ردهم السريع: نار ابن صباح ولا جنة صدام!
د. حسن الموسوي
كتب حسن الموسوي : |
تساؤلات عدة تدور في خلدي، منها:
ل.مَ يجمع كثير من الناس بين الشيعة وايران، وهل هذا الجمع يكون بشكل ارادي أم بشكل لاإرادي، وهل ما يحدث داخل ايران او ما يصدر عن ايران من سلوك او كلام يجب ان تتحمل الشيعة أوزاره؟ وهل الايرانيون فقط هم الشيعة؟ ام كل الشيعة في العالم ايرانيون؟
أعلم تماما كما يعلم غيري ان الشيعة مذهب من المذاهب الاسلامية، والمذهب عبارة عن مجموعة من المعتقدات والافكار يؤمن بها فرد، ولا يؤمن بها فرد آخر، وكما هو معروف، لكل فرد مطلق الحرية في اختيار المعتقد والافكار، ولا يوجد معتقد صحيح ومعتقد خطأ، وهذا يعتمد على درجة قناعة الفرد بهذا المعتقد او بذاك المعتقد. اما ايران، فهي دولة لها بعد جغرافي وبعد تاريخي، تضم أقليات وأدياناً مختلفة، منها البلوش، منهم السنة والشيعة، والفرس فيهم السنة والشيعة، الذين كثير منهم الآن خطباء وائمة مساجد وقيادات للجماعات الدينية السنية في البلاد وفي دول الخليج، وهنا نتساءل: لماذا لا يقولون لهم إنهم ايرانيون او أذناب ايران؟!
ان دولة الكويت منذ ان تأسست، وهي قائمة على اركان اربعة (الحضر، البدو، الشيعة، والسنة)، ولا يمكن ان يُلغي ركن من الاركان آخر، ومنذ ان وجدوا على هذه الأرض الطيبة، وهم يعيشون في وئام وسلام يجمعهم حب الوطن والولاء والانتماء للنظام.
والشيعة كركن من الاركان الاربعة المؤسسة للبلد، دأبوا منذ التاريخ على ممارسة شعائر مذهبهم بكل حرية، ساعدهم في ذلك مساحة الحرية التي كفلها لهم الدستور، ورجاحة عقل وطيبة قلب الاسرة الحاكمة، ولم نسمع منذ تاريخ الكويت ان حدث اي سلوك او عمل طائش يخل بممارسة شعائر مذهبهم، بل كان كثير من افراد الاسرة الحاكمة وافراد الشعب من الاخوان السنة والتجار والقبائل يشاركونهم في مراسم العزاء، وكنا نرى ذلك ونحن اطفال صغار، ولم يكن التطرف الديني - حينذاك - ولا المسميات التي نسمعها الآن.
وفي حقيقة الامر، انتماؤهم للبلد والنظام الذي يحكمهم اكثر من أي نظام آخر، تبين ذلك عندما اختلط الدم الشيعي بالدم السني اثناء الغزو، ويكفي القول انه في ملحمة القرين، التي استشهد فيها 12 شابا من خيرة شباب الكويت، كان منهم 10 من ابناء الشيعة، وأذكر عندما كان المحتل العراقي يقول لهم: انتم يا شيعة لماذا تقفون مع النظام الكويتي الذي كان يتعامل معكم بقسوة وامتهان؟! فكان ردهم السريع: نار ابن صباح ولا جنة صدام!
د. حسن الموسوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق