الأربعاء، مارس 07، 2012

الوحدة الإسلامية .. دعوة حاثّة ! بقلم:رفيق علي | دنيا الرأي

الوحدة الإسلامية .. دعوة حاثّة ! بقلم:رفيق علي | دنيا الرأي

الوحدة الإسلامية .. دعوة حاثّة ! بقلم:رفيق علي

تاريخ النشر : 2012-03-05
الوحدة الإسلامية .. دعوة حاثّة ! بقلم:رفيق علي

الوحدة الإسلامية .. دعوة حاثّة !

ذكرنا في مقال سابق أسباباً ظاهرة وحاثّة للدعوة إلى وحدة إسلامية ، تبدأ بالجماعات الإسلامية المتلاقية منهجاً وغايةً ، وإن اختلفت أسلوباً وخطّةًً .. ًوكان على رأس هذه الأسباب وأدعاها إلى العمل الحاثّ ـ كواجب إسلامي هو الأولى بالتقديم ـ كلام الله تعالى وآياته التي تدعونا بكل الوضوح إلى الاعتصام جميعاً بحبل الله " .. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا.. " وتؤكّد على كيان الأمة الإسلامية الواحدة " إنّ هذه أمتكم امّةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون " ( الأنبياء 92) وتشير إلى حزب إسلامي واحد كرمز على وحدة الأمة وتماسكها ، هو حزب الله ، وغيره ليس إلا حزب الشيطان الذي يمثّل الكافرين والمشركين والمنافقين ؛ إذ يقول سبحانه :
" ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون" (الروم 32،31) ويقول : " ألا إنّ حزب الله هم المفلحون " ( المجادلة 22) ويقول : " ألا إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون " ( المجادلة 19)
ومن الأدلة المنطقية التي سقناها ، على حِثّيّة هذا التوجه التوحيدي بين الجماعات الإسلامية، أنها إن لم تتآلف وتتعاون وتتناصح ، فسوف تنتهي إلى أحد حالين كلاهما شرٌّ من الآخر :
الأول : أن يصارعها عدوٌّ مشترك فيصرعها واحدةً واحدة ..
والثاني : أن تتصارع فيما بينها فيفني بعضها بعضاً والعياذ بالله !
ومن الأسباب والحوافز الاجتماعية والسياسية التي قدمنا أيضاً ، أن نجد غيرنا يعمل بما أُمِرنا نحن في ديننا ، فيعملون متحدين بكل شكلٍ من أشكال التوحيد أو التجمع ، بينما لا نكتفي بأن نخالف أوامر وتوجيهات ديننا ، حتى نعمل بما يأمروننا هم ويوجهوننا ويريدون لنا ويكيدون! وكأننا تلامذتهم المطيعون ، أو حلفاؤهم المخلصون !!
ومع كل هذه الأسباب البيّنة والأدلة الدامغة ، فقد لقينا ـ ومن بين الذين يحملون منهج الإسلام أو يزعمون ذلك ـ من يصمّ الآذان عن هذه الدعوة القرآنية الأخوية التوحيدية ، وينأى بجانبه ويعرض إعراضاً !!
فهل هو الضعف أم الخوف أم ضحالة الإيمان أم ضبابية الرؤية ؟ أم هي مبررات ـ سواءً كانت قائمة بالفعل أم مفتعلة ـ تدعو إلى البقاء على العيب فينا كما هو ، وتمكّن الداء منا ؛ ليظل كل فريق عاضًّا على قصبه فرحاً بحزبه ، ويستمر كل صاحب مقعد مستريحاً مسترخياً في مقعده ، متقوقعاً على ما يراه الحق من علمه ومنهجه ، فخوراً بمؤهلاته قانعاً بأتباعه ، مغضياً عن تعصب تلاميذه له ، مستشفّاً محدّقاً في عيوب غيره ، مضخّماً مكْبراً لزلاته ! وهكذا تستمرّ الأمة على حالها من تبدد وضعف وانحطاط حضارة وضياع آمال.. ما بين جهل الجاهل وتخاذل العالم وتراخي القائد !
هذا ويتساءل المرء : كيف يقبل من يحمل على عاتقه عبء الدعوة ،ويقرأ القرآن الكريم ويدعو به ، أن يظل العاملون للإسلام والمسلمين على هذه الصورة من الاختلاف والتفرق الذي نهى الله تعالى عنه بقوله : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذابٌ عظيم " ( آل عمران 105 ) أيريح بالهم أن تستمر الجماعات وحركاتها وأحزابها على هذا الوضع الذي وصف الله تعالى أصحابه بالشرك إذ يقول : " ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم أم يطمئنهم أن يبقى حال الأمة على ما هو عليه من الضعف والتخلف ؟؟ فلماذا إذن يتخاذلون ولماذا يعرضون ؟ وأيُّ منهجٍ يتّبعون ؟ إن كان منهج الإسلام ، فالإسلام لا يرضى بالفُرقة وعديد الأحزاب فيه ! وإن كان منهج الزوايا والتكايا والدراويش ، فإنّ الله تعالى يقول : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ويقول "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج" ( الحج 78 ) ويقول" والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمَعَ المحسنين"(العنكبوت 69) أم يريد كل واحد منهم أن ينتسب إلى جماعة يعتقد بصحة نهجها وسلامة مسيرتها ، معتقدا في نفس الوقت خطأ الآخرين وانحراف سيرهم , وما يترتب على ذلك من نشوء المزيد من الأحزاب المتشاحنة المتصارعة , بما لا يرضي الله تعالى , وبالتالي لن يؤدي يوماً إلى نجاح ولا فلاح ! وهكذا يستمر الوضع كما هو عليه , وربما استفحل خطراً وازداد سوءاً . فما بالك لو وقفنا موقف المتفرج والمتخاذل ؟ والمقلد لغيره والطارح عن ظهره ؟؟ وإذا كانت جماعة إسلامية ما , أو حزب كبير في منطقتنا العربية الإسلامية يراهن على ما حدث في بلد إسلامي آخر كإيران مثلاً أو أفغانستان , فإنني أقول : إن لكل منطقة أو بلد أوضاعه الجغرافية والاجتماعية والسياسية الخاصة فمن غير الضروري أن تتكرر تجربته بنفس الحجم والصورة في بلدٍ آخر . فأوضاع الباكستان تختلف عن أوضاع إيران أو أفغانستان كما يختلف كلٌّ منها عن العالم العربي .. وربما اختلفت أيضاً أقطار العالم العربي عن بعضها البعض وإن كانت درجة التشابه بينها تفوق درجات الاختلاف ! ولقد رأينا ما حدث في مصر وكان مختلفاً عما حدث في الجزائر, وأكثر اختلافاً عما حدث في الأردن أو سورية , باختلاف الأوضاع الاقتصادية والسياسية واختلاف أنظمة الحكم , وطبيعة الحاكم في كل بلد عن الآخر ! ولهذا السبب فإن تقليد الآخرين أو سلوك منهجهم في التغيير بالمراهنة على ما حدث في بلادهم, سيوقع في الحرج والخطأ .. والعودة إلى الأصل _ وهو العمل الإسلامي التوحيدي _ هو الأكثر ضماناً والأسلم اتّباعاً :
* إن هذا العمل التوحيدي سيزيل عوامل الضعف ويعزز عوامل القوة ..
* وإن هذا العمل سيقلِّل من نسبة الوقوع في الخطأ والانحراف باتّباع مبدأ الشورى , وتجنيد الطاقات الاجتهادية العقلية لمجموع العباقرة والمجتهدين والعلماء ، وليس للزعيم الواحد فقط !
* وقبل كل شيء فإنّ هذا العمل سيكون به مرضاة الله تعالى وعونه ونصره .. وهو الأمر الأثقل وزناً والأبعد أثراً والأطيب ثمراً !
إننا نجابه في منطقتنا ليس عدواً واحدا بل أعداء كثيرين , وليس عدواً عادياً , بل عدوٌ له الكرّة علينا والكثرة والنفير ، لذا فإن العمل الحزبي المتشتت لن يكون هو الجبهة الفعالة ضد هؤلاء جميعاً ولقاء هجمتهم الشرسة على ديننا ومقدساتنا , إنهم يحاربوننا متحدين , ونحاربهم متفرقين , فأنى يكون لنا النصر عليهم ؟!
أيها المخلصون لهذا الدين في كل مكان ! أيها الحريصون على إقالة هذه الأمة من عثرتها, والنهوض بها من كبوتها ! أيها المؤمنون حقاً والأقوياء بإيمانهم , أيها المتفهمون لكتاب الله تعالى وكلامه ومنهجه في منطقتنا وفي كل المناطق : إن هذا هو أوان العمل بلا تأخير لتوحيد صفوفكم , لجمع كلمتكم , لاتحاد أحزابكم .. إن كل حزب ينتمي إلى الإسلام ومنهجه ويسمي نفسه بغير "حزب الله الواحد " ولا يعطي ولاءه الخالص لله ولرسوله وللمؤمنين إنما هو حزب بعيد عن الإسلام منحرف عن منهجه! وإن كل جماعة تظن أن خطها هو الصواب المطلق وأن رئيسها هو القائد الأوحد , وأن مستقبلها هو الأضمن والأرشد , وأنها الفرقة الناجية دون غيرها من الفرق والجماعات , وأنها فوق النقد والتصحيح , فهي على جانب غير هيّن من الضلال !
وإن كل فرد يرى نفسه هو الأجدر والأحق بهذا الأمر من غيره ، فذلك هو الذي تخوّف منه الرسول (صلى الله عليه وسلم) على هذه الأمة حين قال : "أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجلٌ يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه , ورجلٌ يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره " (كنز العمال: حديث 28978)
فالأمير عندنا وفي ديننا هو الذي يتقلد أمانة تنفيذ ما اتفق عليه أهل الشورى ومجلسهم , وليس هو الذي يرى الرأي فيأمر به فيطاع تحت تهديد السلطة والسلاح ! وإلا كان كفرعون الذي قال لقومه " ما أريكم إلا ما أرى" (غافر 29) .
والرئيس أو الأمير عندنا في الرأي والمشورة هو صوتٌ واحد كباقي الأصوات , يدلي برأيه ثم ينتظر النتيجة , فيأخذ بالرأي الغالب وإن كان مخالفاً لرأيه ! فما هو إلا منفذ لما أمر الله تعالى به , واتفقت عليه جماعة المؤمنين أو غالبيتهم .
إننا ندعو إلى توحيد إسلامي يشمل كل العاملين في هذه الدعوة الإسلامية وحزب إسلامي واحد يضم كل من ينتمي إلى هذا الدين ويعطي ولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين؛ لنكون جميعاً جبهة واحدة متعاونة متساندة , تمثل جبهة الحق التي تستطيع التصدي بقوة وفعالية لكل مِلل الكفر والباطل والطغيان العنصري والاستكبار العالمي ! وكذلك لنبطل استبداد فرد برأيه من خلال جماعته أو انحراف جماعة بتعصبها لهذا الفرد !
وعوداً على بدء ،فإننا نريد هذا التوحيد وندعو إليه ؛ لأنها دعوة الحق أمر الله تعالى بها إذ يقول : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا .." ونهى عن ضدها وحذّر بقوله: " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذابٌ عظيم " ( آل عمران 105)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف جديد هذه المدونة إلى صفحتك الخاصة IGOOGLE

Add to iGoogle

المتابعون