تنبّهوا للعبة القذرة (2 - 2)
يبدو أن القدر قد كتب على الشيعة أنه في كل 10 سنوات يتعرضون لمحنة، ففي السبعينات بداية حركة الثورة في إيران تم تغيير التركيبة السكانية في الكويت، والتجنيس العشوائي، وأصبحوا أقلية، وفي الثمانينات أيام الحرب العراقية - الإيرانية، كان صدام وإعلامه البائس يهاجمان الشيعة ليل نهار، وتم إقصاء وعزل وطرد وتجميد كثير من القيادات والكوادر الوطنية، فضلاً عن هجوم وتطاول من بعض الكتاب وبلا هوادة، مستخدمين بعض المصطلحات العراقية، وتبين في ما بعد أن السفارة العراقية في الكويت آنذاك تكتب وتنشر ما تكتب تحت أسماء كتاب كويتيين، هذا ما صرح به أحد الكتاب الذين كانوا من المولعين بصدام بعد تحرير البلاد.وبعد سقوط صدام وانهيار نظامه، وبعد تسلم الشيعة الحكم في العراق بدأت أميركا تذكي نار الطائفية وتحرك الفتنة من أجل مواجهة إيران، واتهام الشيعة بالوقوف مع النظام في إيران.
إن الشيعة معروفون بموقفهم ضد الظلم ومع المظلوم دائماً، منطلقين من ثورة الإمام الحسين عليه السلام، فلذا يقفون مع المظلوم الحقيقي ضد الظالم، وليس مع المظلوم الذي تخلقه وتدافع عنه هيلاري كلينتون وساركوزي وفيلتمان ويغدق عليه السلاح حلف «الناتو» وتأتيه الأموال من كل صوب وحدب من أجل الحفاظ على إسرائيل، وخلق ما كانت تطالب به كونداليسا رايس وزيرة خارجية أميركا السابقة الفوضى الخلاقة.
إن الشيعة اليوم هم أحفاد الذين عملوا في البحر والتجارة والنجارة والحدادة والقلافة والبناء وتكسير الصخر، وما إلى ذلك من الحرف البسيطة آنذاك. والتي سميت أسماء عوائلهم نسبة إليها، هم أبناء الذين درسوا في مدرسة المتنبي والصديق والمباركية، وقبلها النجاح والصباح وكاظمة، وبعدها ثانوية الشويخ والثانوية الصناعية، هم أبناء الذين لعبوا في الأهلي والجزيرة بالأمس، والعربي والقادسية في ما بعد، هم الذين سكنوا الشرق والميدان والصوابر والمطبة وباب الهوى سابقاً.
الشيعة لا يدعون الوطنية ولا يزايدون على الغير في الوطنية، هم أناس موالون لوطنهم يحبون العيش مع إخوانهم في الوطن بسلام وأمان، بل هناك شيعة فوبيا، والذي من أسبابه الأفكار السلبية عنهم، وعدم الثقة فيهم، والانتباه الانتقائي لسلوكياتهم والمراقبة المستمرة عليهم، علاج هذا الفوبيا هو تغير الأفكار والمفاهيم السلبية عنهم والثقة بالنفس والثقة بهم وعدم الانتباه الانتقائي، وتغير السلوك النمطي النمطية عنهم، فلا يمكن العيش من دونهم، ولا يمكنهم العيش وحدهم، والوطن يتسع للجميع.
وخلاصة القول، اللعبة قذرة تلعبها الأيادي القذرة الخارجية، فلننتبه.
والله المستعان.
د. حسن الموسوي
جريدة القبس :: مقالات :: تنبّهوا للعبة القذرة (2 - 2) :: 03/03/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق